السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشأن ((يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار))، فإنَّه لا يفيد أنَّ أكثر أهل النار نساء، وذلك ﻷنَّه عليه السلام قال:"رأيتكن"، وهي من حيث نسبيتها تماثل وجدتها - في حين حمئة -؛ وبهذا فإنَّ "رأيتكن" متعلقة بنسبة 1% إلى 100% من بداية النساء في النار إلى وقت "رأيتكن"، ولا يمكن الجزم بنسبة معينة.
على افتراض أنَّ النسبة 100%، فهل يوجد احتمال أنَّ تكون النساء أكثر أهل الجنة؟
بالتأكيد بلى، فعدد الناس في العصور اللاحقة على "رأيتكن" أكثر بكثير من العصور السابقة.
ولكن نحن لا نُسَلِّم أنَّ نسبتهن هي 100%، وإلا فسلموا للملحدين أنَّ وجدتها - في عين حمئة - متعلقة بنسبة 100%، بحيث يكون الذي وُجِد - في عين حمئة - كله تحت البصر.
على افتراض التسليم بهذه القضية؛ تقعوا في خطأ كبير، ويقوم الملحدون بعمل حفلات أولها عندي وأخرها عندكم، وأنا ملحد سابق قد لبثت في الالحاد سنتين تقريبا.

اﻷخت سي شارب
هناك لبس في فهم كلمة عقل لدى كثير من الناس، فالعقل ليس اسما، بل فعلا، فالاسم للقلب الذي يَعْقِل، والقلب المقصود هنا هو الذي في الرأس، فالقلب يقوم بذاته، أما العقل فلا يقوم بذاته، بل يقوم بالقلب.
وبناء عليه، فقد جانبك الصواب عندما قلتِ:"أنَّ الشهادة لا دخل لها بالنسيان، أو بنقصان عقل ودين، وتغليب العاطفة"، فالشهادة لا تكون كاملة إلا بزوال النسيان، ونقص العقل، فالنسيان يُفْضِي إلى ضلال، ونقصان العقل - العقل فعل - يُفْضِي إلى ضلال أيضا، فإذا حَضَرَ نقصان العقل؛ فإنَّ الضلال يَحْضَر، بغض النظر عن مجال شهاتدها، وهذا ينطبق على الرجل سواء بسواء.

مستحيل أنْ يحصل رجل على شهادة أكثر من شهادة امرأة ولو بنسبة 0.0000000001% في أي مجال تكون شهادتها نابعة من وعي تام بالمراد الشهادة بشأنه، بل حتى في حال الضلال الذي يُزال بتذكير أخرى لها؛ فإنَّ شهادة رجل لا تكون ذات نسبة أعلى من شهادتها.

مسألة أنَّ شهادة امرأة تكون أقل من شهادة رجل في مجال ما، يقابلها أنَّ شهادة رجل تكون أقل من شهادة امرأة في مجال آخر، فالخبرة والوعي بالمجال المراد الشهادة بشأنه هو الذي يحدد قوة شهادة أحدهما، وهذا ينطبق على النساء بين بعضهن، وكذلك الرجال بين بعضهم.

وبناء عليه، فهناك إشكالية، بل إشكالية كبرى، في أنْ تكون شهادة امرأة نصف شهادة رجل في أي حالة يزول منها الضلال، ونقصان العقل هو الذي يُفْضِي إلى ضلال، والنتذكر أنَّ العقل فعل، وليس اسما، فهذه المسألة لو فُهِمَتْ فلا شك أنَّ اللبس سيزول.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد شرح العلماء هذا الحديث وبينوه فقبله المسلمون وقالوا : سمعنا وأطعنا لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }

والمسلم يأخذ علمه من أهل العلم ويحذر الجُهال وأصحاب الهوى قال الله تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } فمنع المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم .
وقال تعالى : { وما يعقلها إلا العالمون } فنفى أن يكون غير العالم يعقل عنه أمرًا ، أو يفهم منه زجرًا .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) .

لقد حذر العلماء من فتنة الجُهال وحذروا من تصدرهم وإظهار أنفسهم في صورة العلماء العاملين ولكن فضحهم الله تبارك وتعالى في كل زمان ومكان فما من مخلص صادق في بحثه يريد الحق إلا ويعلم حقيقتهم وإن زينوا وزخرفوا أقوالهم وأفعالهم
ولنتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهم -فسمعته يقول سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعًا ، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ ) فحدثت عائشة زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختى انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذى حدثتنى عنه . فجئته فسألته فحدثنى به كنحو ما حدثني ، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهم -.

وفي رواية : قالت : مَا أَحْسِبُهُ إِلاَّ قَدْ صَدَقَ أَرَاهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ شَيْئًا وَلَمْ يَنْقُصْ.

إن العلماء - أثابهم الله تعالى - شرحوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ناقصات دين وعقل ) شرحًا واضحًا بينًا وخضعوا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وعاملوا المرأة المسلمة المؤمنة معاملة طيبة طيبة وما احتقروها وما اهانوها لا وكل ذلك طاعة لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن تكلم في حديث من أحاديث خليل الله وحبيبه صلى الله عليه وسلم في قلبه مرض وحسابه عند الله والله سريع الحساب شديد العقاب .

ومن قال : إنما أسأل للوقوف على الحق .

نقول له : إن الباحث عن الحق لايُجادل ولا يُعاند من هو أعلم منه - أقصد علماء أهل السنة أثابهم الله تعالى - فلقد شرح العلماء هذا الحديث وبينوه وما غمز وما لمز إلا من في قلبه مرض .
قال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب - رضي الله تبارك وتعالى عنه - : سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله - عز وجل - .

* هذا العلم قيض الله رجالاً شرّفهم لحمله ، واصطفاهم لتبليغه ، إنهم العلماء ، هم القائمون بحفظ العلم الموروث عن رسول الله – صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - الحافظون له من الزيادة والنقصان هم من أعظم أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين بل لهم مزية على غيرهم من أهل الإيمان والأعمال الصالحات كما قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العمل درجات }

يا حراس العقيدة قال العلماء - أثابهم الله تعالى - : إذا ظهرت البدع ، فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة .


و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا : أين قال الشيخ العلامة - حفظه الله تعالى - هذا الكلام ....؟؟
ثانيًا : هل المسلم يُخاطب العلماء بهذا الأسلوب .....!؟

في انتظار ردكم الكريم لو سمحتم .

http://www.youtube.com/watch?v=BpSHALk1htI

بسم الله الرحمن الرحيم

المشاركة الأصلية بواسطة csharp

اؤكد لك انى مسلمة اؤمن بالقرآن و السنة و لا أجادل فيهما بل احاول الوصول لقناعة

المشاركة الأصلية بواسطة csharp

غير صحيح إطلاقا.....

أولا أشكر الجميع على مشاركتهم في هذا الموضوع الجميل

إسمحوا لى أن أضع رأيا بسيطا.

أختنا انا أعدت تشغيل كلام الشيخ أبي إسحاق عدة مرات

أولا لو لاحظت عنوان الفيديو نفسه ... المرأة في الإسلام أقل من الحيوان !!!! ... إذا لابد أن نسأل من صاحب هذا الكلام

الرجل ينتقد بعض التصرفات من بعض النساء مثل ظهور نساء في حوارات مباشرة "مع رجال" على قنوات فضائية .... وهذا حقة إتفقنا أو إختلفنا.

الرجل ... إنتقد وجود إمرأة عالمة ... وعقب على ذلك مفيش واحده أنا أعرفها على الأقل ... أى أن هذا رأية الشخصي.

وأن الأصل أن تقر المراة في بيتها


على أى حال هذا رأى الشيخ كما أرى.

*****

بالنسبة لأختنا الصغيرة ... لابد من أخذ العلم عن أهله ... هناك أشياء لا مجال فيها للأراء الشخصية

ولكن طبعا من حقنا ان نتفكر وأن نسال


دمتم بخير.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الأخت الكريمة شـكــ ـــرا لك ... . عندي مشكلة في تسطيب الصوت
وربما تأخذ يومين أو ثلاث أي حتى ينتهي أستاذ الصيانة من إجازة العيد

و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ العلامة انتقد وجود امرأة عالمة إلخ كما قال الأستاذ شرقاوي
فكيف تقول الأخت إن الشيخ قال العلم للرجال بس ....؟

اخى الشرقاوى انا ايضا استمعت لكلامه عده مرات وحاولت اجد له عذر فيما يقول اما عنوان الكليب فلا يعنينى فأنا اعلم ان واضع الفيديو غرضه مهاجمة الحوينى و لو انا كنت سمعت كلامه فى قناة الناس نفسها لن يفرق ذلك شيئا
ثانيا الآراء الشخصية اذا كات من رجل يقال له عالم فتأكد ان هذه مصيبة لان العامة تصدقه و تسير على هداه خاصة الاخوة الاصوليين الذين يتبعون علماءهم ومشايخهم بدون فهم احيانا
ثالثا لو كان حق الحوينى ان ينتقد وجود امرأة تعلم الناس العلم الشرعى فى قناة فضائية (دا حتى بينتقدهن و هن منقبات يعنى ليس له اى عذر) فانا من حقى انى انتقد رأيه هذا لانه مهما كان عالم وله مكانته - انا لا اعترف بمكانته هذه بالمناسبة - فكلُ يؤخذ منه و يرد عليه الا صاحب هذا القبر...حتى ان ادلته واهية جدا على ما يقوله و يتحدث بعصبية فقط...يعنى على طريقة المثل المصرى خدوهم بالصوت ليغلبوكم

اقسم لك انه قال هذه الجملة بالحرف "العلم للرجالة بس" بنفس النص هذا

[size="6"] الأخت الكريمة


عالسريع
قال الصحابي الجليل علي - رضي الله تعالى عنه - : قيمة كل امرئ ما يحسن .

فأخذه الخليل فنظمه شعراً فقال :
لا يكون العلي مثل الدني لا * * * ولا ذو الذكـاء مثل الغبي
قيمة المرء قدر ما يحسن * * * المـرء قضاء من الإمام علي

وليس يجهل فضل العلم إلا أهل الجهل ؛ لأن فضل العلم إنما يعرف بالعلم ، وهذا أبلغ في فضله ؛ لأن فضله لا يعلم إلا به .
فلما عدم الجهال العلم الذي به يتوصلون إلى فضل العلم جهلوا فضله ، واسترذلوا أهله ، وتوهموا أن ما تميل إليه نفوسهم من الأموال المقتناة ، والطرف المشتهاة ، أولى أن يكون إقبالهم عليها ، وأحرى أن يكون اشتغالهم بها .

وقد قال ابن المعتز – رحمه الله تعالى - في منثور الحكم : العالم يعرف الجاهل ؛ لأنه كان جاهلا ، والجاهل لا يعرف العالم ؛ لأنه لم يكن عالمًا .

وهذا صحيح ، ولأجله انصرفوا عن العلم ، وأهله انصراف الزاهدين ، وانحرفوا عنه وعنهم انحراف المعاندين ؛ لأن من جهل شيئا عاداه .

* جهلتُ فعاديتُ العلومَ وأهلها * * * كذاك يعادي العلم من هو جاهله

*********** **************

وأصبر على كل ما يأتي الزمـان به * * * صـبـر الحـسام بكف الدارع البطل

والله المستعان
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

يا حراس العقيدة ويا حماة الدين هل ما كتبته ونقلته هذا يخالف قوانين المنتدى ....؟!

الحمد لله لا لالالا .

فأنا أرد على امرأة تتطاول على جبل من جبال العلم بعد تطاولها على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

يعنى الحقيقة كل هذا الانتقاص من قدر المرأة ومن شخص محسوب على علماء المسلمين و يعتبروه اعلم اهل الأرض بالحديث فماذا يفعل من هم اقل منه علما غير انهم يعتبرون المرأة ناقصة عقل سفيهه لا تستطيع حتى ان تحمل العلم و تعلمه لغيرها
يا اخوه بارك الله فيكم "مارى كوري" اخذت جائزة نوبل و العلماء الرجال الآن يتغنون باختراعها و ابتكارها (الصناعات النووية بكاملها تقوم على الراديوم الذى اكتشفته) و نحن المسلمون نحقر من شأن المرأة بهذا الشكل
يختلجنى بعض الظن احيانا ان 99% من الرجال الملتزمين ذوى اللحى ينظرون للمرأة على انها اقل شأنا من الرجل...المرأة بصفة عامة اى امرأة مهما اثبتت له كفائتها و جدارتها....

الأخت الكريمة

عالسريع


قال الحكيم الخبير سبحانه وتعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }قال العلماء - رحمهم الله تعالى - :{ الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النساء } أي : شأنهم القيام عليهن قيام الولاة على الرعية بالأمر والنهي ونحو ذلك . واختيار الجملة الاسمية مع صيغة المبالغة للإيذان بعراقتهم ورسوخهم في الاتصاف بما أُسند إليهم ، إن هذه الآية تقول لكم : إن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش ، والتعالي ، والتكبر، لا ،،، لا تعني البطش ، والتعالي ، والتكبر، وإنما تعني الرعاية ، والحفظ ، والرأفة ، والرحمة ، ووضع كل أمر في موضعه شدة ولينًا، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة وتأمل قوله تعالى : { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } أي : إذا استقام لكم ظاهرهن فلا تعتلوا عليهن بما في باطنهن ، ولا تطلبوا سبيلاً وطريقًا إلى التعدي عليهن ، أو لا تظلموهن بطريق من الطرق بالتوبيخ اللساني ، والأذى الفعلي وغيره واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن ، فالبغي إما بمعنى الطلب - أي : البحث عن العيوب والنقائص - وإما بمعنى الظلم { إِنَّ الله كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } فاحذروه فإن قدرته سبحانه عليكم أعظم من قدرتكم على من تحت أيديكم منهن ،،، الزوج الحبيب المُوفق هو من يراقب الله في زوجته ، لا يظلمها ، لأن الذي سيدافع عن الزوجة المطيعة المستجيبة ، هو الله - تبارك وتعالى - ولو قالت الزوجة المطيعة من ظلم زوجها : آآآه ، لانتقم لها الله { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - : تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب ، فإن الله العلي الكبير ولِيهُنّ ، وهو مُنتقم ممن ظلمَهُنّ ، وبغى عليهنّ .

الأستاذ هبة منفضلكم تأملوا هذه الكلمات والجمل الطيبات

** وجوب إحسان عشرة الزوجة **
يجب عليه - الزوج الحبيب الغالي - أن يحسن عشرتها، ويسايرها فيما أحل الله لها - لا فيما حرم- ولا سيما إذا كانت حديثة السن، قال الله تعالى : { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - : أي: طيِّبُوا أقوالكم لهن، وحَسّنُوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } أي : خالقوهن { بِالْمَعْرُوفِ } والمعروف هو ما لا ينكره الشرع والمروءة .
وفي ذلك أحاديث :
الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) وفي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك. قالت: سَابَقَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ، وذلك قبل أن أحملَ اللحم، ثم سابقته بعد ما حملتُ اللحمَ فسبقني، فقال: ( هذِهِ بتلْك ) ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها. وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كَتِفَيْه الرِّداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يَسْمُر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يُؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم فيا أيها الزوج الحبيب : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } ...اهـ ( ) .
الثاني : قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبة حجة الوداع:
عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثنى أبى أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فذكر في الحديث قصة فقال :( أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ - أي : أسيرات - عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ أَلاَّ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ) ( ) قوله - صلوات الله وبركاته عليه - ( وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ) أي : ضربًا غير مؤذي ، ضربًا خفيفًا ، لا يُؤذي ، ولا يجرح ولا يكسر عظمًا ، ولا يسيل دمًا ، وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أنه الضرب بالسواك ونحوه .
الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم :
( لَا يَفْرَكْ ( أي لا يبغض ) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم وغيره.
إن اعتقاد كل من الزوجين بوجوب طلب السعادة الكاملة من الآخر هو سبب لأكثر المتاعب والمشكلات ، والغريب أن كثيرًا من الأزواج أناني يطلب السعادة لنفسه دون أن يفكر بمنحها لرفيقته ناسيا أن العطاء سعادة لا تقل عن الأخذ، فما أسعد الزوجة أو الزوج الذي يتحلي بالصبر والاحتمال .
فإن في الحياة الزوجية عقبات وصخورًا قد تعترض لكل من الزوجين في كثير من الأحيان، ففي الصبر التذليل لكل ذلك أما الطيش ففيه كل الخطر وسرعان ما يهدد الأسرة بالانحلال والتصدع
الرابع : قوله - صلى الله عليه وسلم - :
( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ ) .
الخامس : عن الطيبة العفيفة عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِي المَسْجِدِ ) ، ( في يوم عيد )، فقال لي: ( يا حميراء ، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت: نعم )
( فأقامني وراءه ) ، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم، ( فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده ) ، فنظرت من فوق منكبيه وفي رواية: ( من بين أذنه وعاتقه ) وهو يقول: ( دونك يا بني أرفده ) فجعل يقول: يا عائشة، ما شبعت ...؟
فأقول: لا، لأنظر منزلتي عنده حتى شبعت .