قال الحكيم الفرنسي الشهير غوستاف لوبون: "ما عرف التاريخُ حاكمًا أعدل من العرب",
وقالت الليدي إيفلين كوبولد في كتابها (الحج إلى مكة) لقد تساءل غوتيه: إذا كان هو الإسلام ألسنا كلنا مسلمين؟! فأجاب كارليل: أجل، إِنَّ من يحيا بالروح إنما يحيا على الإسلام.
ويقول مستر ولز - أكبر مؤرخي هذا العصر: كلُّ دينٍ لا يسير مع المدنية في كلِّ طورٍ من أطوارها، فاضرب به عُرْضَ الحائط ولا تبال به؛ لأنَّ الدين الذي لا يسير مع المدنية جنبًا إلى جنبٍ لهو شرٌّ مستطيرٌ على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإِنَّ الديانة الحقة التي وجدتها تسري مع المدينة أنَّى سارت هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئًا من هذا فليقراْ القرآن، إِنَّ كثيرًا من أنظمته تستعمل في وقتنا هذا، وستبقى مستعملةً حتى قيام الساعة.
وإذا طلب منِّي القارئُ أن أحدد له (الإسلام) فإني أحدده بالعبارة التالية: (الإسلام هو المدنية) وهل في استطاعة إنسانٍ أن يأتيني بدورٍ من الأدوار كان فيه الدين الإسلامي مغايرًا للمدنية والتقدم؟! إِنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي استطاع في مدة وجيزةٍ لا تقل عن ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يقلب التاريخَ رأسًا على عقب، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحترقةَ سكنًا لها، واشتهرت بالشجاعة ورباطة الجأش والأخذ بالثأر واتباع آثار آبائها، ولم تستطع الدولة الرومانية أن تغلب الأمة العربية عن أمرها.
فمَنِ الذي يشك أَنَّ القوة الخارقة للعادة التي استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يقهرَ بها خصومه هي من عند الله؟!
قلت: وهذه الحضارة الإنسانية؛ بل الإنسانية الممتازة التي وُلِدت بمولد الهدى صلى الله عليه وسلم وانطوت عليها رسالته السامية وحققها بالتعامل بها من اتبعه ومن الصحب والتابعين هي التي وقف في طريقها ذلك الهمجي البربري شارتل مارتل – كما وصفه أهل ملته, وها هي كلمتهم,
قال مسيو هنري دي شلمبون مدير مجلة (ريفو با لمنتير الفرنسية): (( لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على تقدم العرب في فرنسا لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أُصيبت بفظائع، ولا كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني والمذهبي، ولولا ذلك الانتصار البربري على العرب لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولولا ذلك لما تأخر سير المدنية ثمانية قرون، نحن مدينون للشعوب العربية بكل محامد حضارتنا في العلم، والفن والصناعة، مع أننا نزعم السيطرة على تلك الشعوب العريقة في الفضائل! وحسبها – هذه الشعوب العريقة - أنها كانت مثال الكمال البشري مدة ثمانية قرون، بينما كنا يومئذ مثال الهمجية، وإنه لكذبٌ وافتراء ما ندعيه من أنَّ الزمان قد اختلف، وأنهم صاروا يمثلون اليوم ما كنا نمثله نحن فيما مضى)).
ويقول مسيو كلود فارير في المقدمة التي كتبها للترجمة الفرنسية من رواية (العباسة أخت الرشيد) للأستاذ/ جورجي زيدان: ((أصيبت الإنسانية والعالم الغربي عام 732مـ بكارثة عظمى لم تصب بمثلها في القرون الوسطى، وبقي أثرها ظاهرًا في العالم مدة سبعة قرون أو ثمانية، إن لم يكن أكثر من ذلك؛ لأن روح التجدد كانت يومئذ قد بدت للعيان، حتى وقعت الكارثة, فكان من نتائجها تأخر سير الحضارة ورجوع العالم إلى الوراء، هذه الكارثة هي الانتصار المؤلم الذي أحرزه وحوش الهاركا من جيوش الفرنج التي كان يقودها شارل مارتل سليل الكارلنجيين محاربًا بها كتائب العرب والبربر التي لم يحسن عبد الرحمن الغافقي – رحمه الله – جمعها وحشدها بالمقدار الكافي، فكان ذلك من سبب خذلانها وتقهقرها. اهـ.
في هذا اليوم المظلم تقهقرت الحضارة إلى الوراء ثمانية قرون, وحسب الذين يبتغون أن يشهدوا مثالاً من مدنية العرب يومئذ أن ينتقلوا بين حدائق الأندلس الغناء، ثم يأتوا الآن فيترددوا بين خرائب ذلك العصر الماثلة للأنظار في أشبيلية وقرطبة وطليطلة وغرناطة.
وها هو شيخ ملاحدة الغرب الدكتور شبلي شميل يقول – بلا محاباة – (إن القرآن فتح أمام البشر أبواب العمل للدنيا والآخرة, وجاء لترقية الروح والجسد معًا بعد أن أوصد غيره من الأديان تلك الأبواب، فقصر وظيفة البشرية على الزهد والتخلي عن هذا العالم الفاني).
وهذا مسيو موريس باليولوغ - عضو الأكاديمية الفرنسة في عصره يقول: ولما غادرت الأماكن المقدسة كنت أشعر بخجل عظيم من المسلمين، وكنت أقول في قرارة نفسي: لو لم يكن لي دينٌ عند وصولي إلى القدس لكنت قد اعتنقت حتمًا الدين الإسلامي.
وقالت الليدي إيفلين كوبولد في كتابها (الحج إلى مكة) لقد تساءل غوتيه: إذا كان هو الإسلام ألسنا كلنا مسلمين؟! فأجاب كارليل: أجل، إِنَّ من يحيا بالروح إنما يحيا على الإسلام.
ويقول مستر ولز - أكبر مؤرخي هذا العصر: كلُّ دينٍ لا يسير مع المدنية في كلِّ طورٍ من أطوارها، فاضرب به عُرْضَ الحائط ولا تبال به؛ لأنَّ الدين الذي لا يسير مع المدنية جنبًا إلى جنبٍ لهو شرٌّ مستطيرٌ على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإِنَّ الديانة الحقة التي وجدتها تسري مع المدينة أنَّى سارت هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئًا من هذا فليقراْ القرآن، إِنَّ كثيرًا من أنظمته تستعمل في وقتنا هذا، وستبقى مستعملةً حتى قيام الساعة.
وإذا طلب منِّي القارئُ أن أحدد له (الإسلام) فإني أحدده بالعبارة التالية: (الإسلام هو المدنية) وهل في استطاعة إنسانٍ أن يأتيني بدورٍ من الأدوار كان فيه الدين الإسلامي مغايرًا للمدنية والتقدم؟! إِنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي استطاع في مدة وجيزةٍ لا تقل عن ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يقلب التاريخَ رأسًا على عقب، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحترقةَ سكنًا لها، واشتهرت بالشجاعة ورباطة الجأش والأخذ بالثأر واتباع آثار آبائها، ولم تستطع الدولة الرومانية أن تغلب الأمة العربية عن أمرها.
فمَنِ الذي يشك أَنَّ القوة الخارقة للعادة التي استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يقهرَ بها خصومه هي من عند الله؟!
قلت: وهذه الحضارة الإنسانية؛ بل الإنسانية الممتازة التي وُلِدت بمولد الهدى صلى الله عليه وسلم وانطوت عليها رسالته السامية وحققها بالتعامل بها من اتبعه ومن الصحب والتابعين هي التي وقف في طريقها ذلك الهمجي البربري شارتل مارتل – كما وصفه أهل ملته, وها هي كلمتهم,
قال مسيو هنري دي شلمبون مدير مجلة (ريفو با لمنتير الفرنسية): (( لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على تقدم العرب في فرنسا لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أُصيبت بفظائع، ولا كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني والمذهبي، ولولا ذلك الانتصار البربري على العرب لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولولا ذلك لما تأخر سير المدنية ثمانية قرون، نحن مدينون للشعوب العربية بكل محامد حضارتنا في العلم، والفن والصناعة، مع أننا نزعم السيطرة على تلك الشعوب العريقة في الفضائل! وحسبها – هذه الشعوب العريقة - أنها كانت مثال الكمال البشري مدة ثمانية قرون، بينما كنا يومئذ مثال الهمجية، وإنه لكذبٌ وافتراء ما ندعيه من أنَّ الزمان قد اختلف، وأنهم صاروا يمثلون اليوم ما كنا نمثله نحن فيما مضى)).
ويقول مسيو كلود فارير في المقدمة التي كتبها للترجمة الفرنسية من رواية (العباسة أخت الرشيد) للأستاذ/ جورجي زيدان: ((أصيبت الإنسانية والعالم الغربي عام 732مـ بكارثة عظمى لم تصب بمثلها في القرون الوسطى، وبقي أثرها ظاهرًا في العالم مدة سبعة قرون أو ثمانية، إن لم يكن أكثر من ذلك؛ لأن روح التجدد كانت يومئذ قد بدت للعيان، حتى وقعت الكارثة, فكان من نتائجها تأخر سير الحضارة ورجوع العالم إلى الوراء، هذه الكارثة هي الانتصار المؤلم الذي أحرزه وحوش الهاركا من جيوش الفرنج التي كان يقودها شارل مارتل سليل الكارلنجيين محاربًا بها كتائب العرب والبربر التي لم يحسن عبد الرحمن الغافقي – رحمه الله – جمعها وحشدها بالمقدار الكافي، فكان ذلك من سبب خذلانها وتقهقرها. اهـ.
في هذا اليوم المظلم تقهقرت الحضارة إلى الوراء ثمانية قرون, وحسب الذين يبتغون أن يشهدوا مثالاً من مدنية العرب يومئذ أن ينتقلوا بين حدائق الأندلس الغناء، ثم يأتوا الآن فيترددوا بين خرائب ذلك العصر الماثلة للأنظار في أشبيلية وقرطبة وطليطلة وغرناطة.
وها هو شيخ ملاحدة الغرب الدكتور شبلي شميل يقول – بلا محاباة – (إن القرآن فتح أمام البشر أبواب العمل للدنيا والآخرة, وجاء لترقية الروح والجسد معًا بعد أن أوصد غيره من الأديان تلك الأبواب، فقصر وظيفة البشرية على الزهد والتخلي عن هذا العالم الفاني).
وهذا مسيو موريس باليولوغ - عضو الأكاديمية الفرنسة في عصره يقول: ولما غادرت الأماكن المقدسة كنت أشعر بخجل عظيم من المسلمين، وكنت أقول في قرارة نفسي: لو لم يكن لي دينٌ عند وصولي إلى القدس لكنت قد اعتنقت حتمًا الدين الإسلامي.
تعليق