بسم الله الرحمن الرحيم
لن نحتمل كفرك أيها الغبـي
الحلقة الثانية
هناك فارق بين الصلب الوثني والتعليق عند أهل التوراة في شريعة موسى عليه السلام .
الصلب الروماني يُوضع فيه المذنب على الصليب وهو حي ُ ُ ، وإما يُترك حتى الموت ، وإما يتم التعجيل بقتله كما حدث مع رفيقي يسوع عليه السلام كما ورد عندهم في الإنجيل .
بينما التعليق على شريعة موسى عليه السلام هو أمر اختياري بمعنى أن المذنب يُقتل أو يُرجم . وللحاكم أن يعلق هذا المذنب من أجل أن يعتبر به بيت إسرائيل .
النص يقول : " وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة .. الخ " التثنية 21 : 22 .
لقد جاء في النص ( وعلقته ) ولم يذكر فيه ( فعلقه ) وشتان الفارق فى المعنى لأن (وعلقته ) تعطى معنى الإباحة أىْ إنْ رأيت أن تعلقه فعلقه . ولم يذكر أنه أمر الحاكم بأن يعلقه .
وهذا يعنى أن اللعنة تنزل على فاعل الخطية المعلق ولا تنزل على فاعل الخطية غير المعلق لأنه يذكر بعد ذلك " لأن المعلق ملعون من الله " التثنية 21 : 23 .
أىْ أنّ المعلق بسبب خطية حقها الموت يكون ملعوناً من الله .
إن الشرائع السماوية لا تقر الصلب الوثني كوسيلة للقتل لأنه غير رحيم ، فالصلب عادة وثنية وليست رومانية فقط . وقد جاء في العهد القديم أمثلة للصلب الوثني نذكر منها :
ذكر أن قوماً يقال لهم الجعبونيين قتل أحد ملوك إسرائيل منهم عدداً غفيراً فدعاهم داود عليه من أجل أن يعطيهم مظلمتهم فقالوا له : "فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب " صمويل الثاني 21 : 6 .
وهم _ أي الجعبونيين _ وثنيون كما جاء " والجعبونيون ليسوا من بني إسرائيل بل من بقايا الأموريين " صمويل الثاني 21 – 2 .
فهم ليسوا من أهل الكتاب على حسب النص في العهد القديم.
ثم يأتي أن داودعليه السلام " سلمهم _ أى السبعة من أبناء الملك القاتل _ إلى يد الجعبونيين فصلبوهم على الجبل أمام الرب ، فسقط السبعة معاً وقتلوا في أيام الحصاد " صمويل الثاني 21 : 9 .
وفي موضع آخر من العهد القديم أصدر أحد الملوك الوثنيين قراراً جاء نصه هكذا : " وقد صدر مني أمراً أن كل إنسان يغير هذا الكلام تسحب خشبة من بيته ويعلق مصلوباً عليها ... " عزرا 6 : 11 .
أما في شرايعة موسى عليه السلام فقد سبق وذكرنا النص التوارتي الذي يقرر أن فاعل الخطية التي حقها الموت وقتل فإن للوالي أن يعلقه على خشبة بعد قتله .
وقد طبق هذا بالفعل يشوع بن نون خليفة موسى عليه السلام في بني إسرائيل ، فجاء في العهد القديم : " وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشب وبقوا معلقين على الخشب حتى المساء * وكان عند غروب الشمس أن يشوع أمر فأنزلوهم عن الخشب .... الخ " يشوع 10 : 26 – 27 .
لعلك عزيزي القارىء قد فهمت الآن ما أرمي إليه من سوق هذه الحقائق الثابتة فى العهد القديم .
إن يسوع المسيح عليه السلام _ بفرض أنه هو المعلق على خشبة الصلب _ لا يتحمل لعنة الناموس كما زعم بولس الغبي ، صاحب الذهن الكليل ، والنظر العليل .
لقد قال بولس في رسالته إلى أهل غلاطية : " المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ,, ملعون كل من علق على خشبة ,, " غلاطية 3 : 13 .
لقد قررنا في مقال سابق يحمل نفس عنوان هذا المقال أن بولس الغبي لم يفهم نص التثنية 21 : 22 .
فيسوع عليه السلام لم يفعل خطية حقها الموت ، فإن كان علق على خشبة فإنه لا يتحمل اللعنة ، لأن اللعنة تنزل على المعلق إن كان فعل خطية حقها الموت .
والآن نقرر أنه كذلك لا يتحمل لعنة الناموس لسبب آخر وهو أنه _ إن كان أصعد إلى خشبة الصلب _ فلم يعلق على وصايا الناموس ، فقد أمر الناموس أن يقتل المذنب أولاً على الأرض ، ثم تعلق جثته على خشبة .
أما يسوع الناصرى فإنه رُفع حياً على خشبة الصلب _ إن كان هو المصلوب كما يزعم النصارى _ أى إنه صُلب طبقاً للتقاليد الوثنية وليس طبقاً لناموس موسى عليه السلام .
فكيف يقرر بولس أن المسيح عليه السلام افتدانا من لعنة الناموس ، والناموس لا يعرف عن صلبه شيئاً ؟!.
إنه غباء بولس الذي طالبنا أن نحتمله عندما قال : " ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً " كورنثوس الثانية 11 : 1 .
وكما سبق وذكرنا نعيدها الآن ,, إننا على أتم استعداد لاحتمال غبائك يا بولس ، ولكننا أبداً لن نحتمل كفرك أيها الغبي .
تعليق