بسم الله الرحمن الرحيم
ولـكـنـنــا لـن نــحـتـمـل كـفـرك أيهـا الـغـبـي !!
أكبر كذبة في تاريخ البشرية تلك التي افتراها بولس وصدقها النصارى على اختلاف ألوانهم وطوائفهم . ملخص الكذبة موجود في رسالة المذكور آنفا إلى أهل غلاطية قال لهم فيها " المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار _ أي المسيح _ لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعونٌ كل من عُلق على خشبة " غلاطية 3 : 13
لقد قرأ بولس نصا ً من العهد القديم ورد في سفر التثنية جاء فيه " وإذا كان على إنسان ٍ خطية حقها الموت فـقُتل وعلقته على خشبة ، فلا تبت جثته على الخشبة ، بل تدفنه في ذلك اليوم لأن المعلق ملعونٌ من الله " تثـنية 21 : 22 - 23
الكلام في هذا النص به جزء محذوف على سبيل التقدير يفهمه العقلاء الأسوياء بدون محاولة شرحه إلا لمحدودي الفهم أو قاصري الادراك وهو : ] بل تدفنه في ذلك اليوم لأن المعلق على خشبة بسبب خطية حقها الموت ملعون ٌ من الله [
وإلا فلو أتى مجموعة من السكارى العرابدة بإنسان يسير في طريقه إلى بيته ، وقد لعبت الخمر بهم ، فقاموا بتعليقه على خشبة من أجل التسلية به فمات من شدة تعذيبهم له ، هل يكون ملعونا ً من الله ؟؟
أم أنه يكون بريئا ً، بل ويستحق منا أن نقتص ممن جنى عليه ؟؟
والسؤال الذي كان على بولس أن يسأله لنفسه قبل أن يأخذ نص التثنية على ظاهره _ بغباء لا يحسد عليه _ ويرسل به إلى أهل غلاطية ليفتنهم ويفتن من جاء بعدهم عن دين الحق ، هذا السؤال هو " هل فعل يسوع المسيح عليه السلام خطية حقها القتل ؟ "
الذي يراجع العهد القديم وخاصة في الأسفار التي قررت شريعة الله إلى بني إسرائيل يجد أن هناك ثمانية خطايا يستحق فاعلها القتل وهي /
أولا ً : النبي الذي يكذب ويدعو بيت يعقوب ليعبد آلهة أخرى من دون الله عزوجل
" وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يُقتل ، لأنه تكلم بالزيغ " تثنـية 13 : 5 - 6
ثانيا ً : من يغوي إنسانا ً من أجل أن يوقعه في الشرك بالله عزوجل
" ترجمه بالحجارة حتى يموت ، لأنه التمس أن يطوحك عن الرب إلهك " تثنـية 13 : 10
ثالثا ً : من يتجاوز عهد الله مع بيت يعقوب ويعبد آلهة أخرى من دون الله عزوجل
" فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة الذي فعل ذلك الأمر الشرير إلى أبوابك ، الرجل أو المرأة ، وارجمه بالحجارة حتى يموت " تثـنية 17 : 5
رابعا ً : من يقتل نفسا ً من بيت يعقوب
" إذا كان إنسان مبغضا لصاحبه فكمن له وقام عليه وضربه ضربة قاتلة ، فمات ، ثم هرب إلى إحدى تلك المدن ، يرسل شيوخ مدينته ويأخذونه من هناك ويدفعون إلى يد ولي الدم فيموت " تثـنية 19 : 11
خامسا ً : الابن العاق إذا ذهب أبواه إلى شيوخ مدينته ويقولان لهم : " ابننا هذا معاند ومارد ، لايسمع لقولنا ، وهو مسرف وسكير !! فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت " تثـية 21 : 20 - 21
ملحوظة : لا أجد تفسيرا لكلمة سكير في النص ، فليس كل عاق سكيروليس كل سكيرعاق فهل الناموس يطلب من كل أبوين لهما ولد عاق أن يتقولا عليه أم ماذا ؟!!!
سادسا ً : الزاني والزانية
" فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة وارجموهما بالحجارة حتى يموتا " تثـنية 22 : 24
سابعا ً : من يسرق نفسا من بيت يعقوب ويبيعها في سوق الرقيق
" إذا وجد رجل قد سرق نفسا من إخوته بني إسرائيل واسترقه وباعه ، يموت ذلك السارق " تثـنية 24 : 7
ثامنا ً : تدنيس يوم السبت
" فتحفظون يوم السبت لأنه مقدس لكم ، من دنسه يُقتل قتلا " خروج 31 : 14
ملحوظة : هذه هى الحالات التي وقفت عليها ، من علم غيرها فليتصدق على بها ليزيد علمي ويكتمل بها البحث ويعم النفع .
فهل ارتكب يسوع عليه السلام خطية من تلك الخطايا حتى يحمله بولس لعنة الناموس لأنه قد علق على خشبة ؟
ملحوظة : نحن نؤمن أن المسيح لم يصلب ولكننا نحاول أن نثبت أن يسوع عليه السلام إن كان علق فلا ينطبق عليه نص التثنية الذي استشهد به بولس في تقريرعقيدته الفاسدة .
متـَّى الذي تنسب إليه احدى بشارات العهد الجديد قال " وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه فلم يجدوا " متـى 26 : 59
مَتـَى يلجأ من يريد أن يوقع بإنسان إلى التماس شهادة زورعليه ؟؟
الإجابة : إذا لم يجد عليه أي جريمة أو خطية حقيقة قد صدرت منه .
وبناء عليه فإن يسوع المسيح عليه السلام لم يفعل خطية حقها الموت من وجهة نظر علماء بني إسرائيل الذين هم أدرى بكتابهم من بولس ، ولهذا لجأوا إلى شهود الزور من أجل الإيقاع به ، فكيف يزعم بولس أنه تحمل لعنة الناموس لأنه علق على خشبة ، مع أنه لم يفعل خطية حقها الموت ؟؟
ولا ألفين أحد النصارى يخرج علينا ويقول : إنهم علقوه من أجل أنه جدف على الله عز وجل على حسب ما جاء في الأناجيل أنهم سألوه " أأنت المسيح ابن المبارك " فقال يسوع : أنا هو . ..................... فقال رئيس الكهنة : " وما حاجتنا بعد إلى شهود . قد سمعتم التجاديف " مرقس 14 : 62 - 64
وبهذا يكون قد تحمل لعنة الناموس .
هنا النص يحتمل معنى مجازيا ً وهو أن " ابن الله " بمعنى الإنسان البار والدليل من الإنجيل /-
عندما صرخ يسوع على خشبة الصلب وأسلم الروح وتزلزلت الأرض وقامت أجساد القديسين يمشون بالمدينة المقدسة قال قائد المئة والجنود الذين كانوا معه : " حقا ً كان هذا ابن الله " متـى 27 : 54
أما في بشارة أخرى فقال قائد المئة : " بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا ً " لوقا 23 : 47
فالبشارة الثانية توضح الأولى وتؤيد قولنا في أن المعنى مجازيا ً ، ويكون يسوع عليه السلام لم يجدف على الله عزوجل ، ولا يستحق اللعن لأنه برىء من كل خطية .
أما إن زعم المكابر أن اليهود قد قتلوه لأنه قد جدف على الله عز وجل بأن قال " أنا ابن الله " بالمعنى الحقيقي وأنه تحمل لعنة الناموس . نجيبه قائلين :
لقد اتهمت يسوع بأنه لم يبلغ الرسالة حق البلاغ وأنه أخفى حقيقته وتلاعب باليهود لأنه كان كثيرا ً ما يقول أنا " ابن الإنسان " مع أنه " ابن الله " في زعمك ويكون ساعتها كاذبا ً ولا يصلح أن يكون الكاذب فاديا ً للبشرية .
وإن كان هو ابن الله _ كما تزعم أنت وتثبتها بمعناها الحقيقي وليس المجازى _ فإنه كذلك لا يتحمل اللعنة لأنه بزعمك كان " ابن الله " فعلا ً فهو صادق . وتعليقه على خشبة الصلب لا يجعله يتحمل لعنة الناموس لأنه بريءٌ من خطية التجديف حتى لو كان اليهود اتهموه بالتجديف .
إن بولس أخطأ الخطأ الفادح الذي لا يغتفر له لأنه أفسد عقيدة بلايين من البشر بفهمه القاصر، وعقله البليد ، وبغباءٍ اعترف هو به في احدى رسائله فقال : " ليتكم تحتملون غباوتي قليلا " كورنثـوس 2 : 11 - 1
وقال : " لا يظن أحدٌ أني غبي ، وإلا فاقبلوني ولو كغبي " كورنثـوس 2 : 16
ونحن نقول لبولس قد نقبلك كغبي كما طلبت منا ، وقد نتحمل غباوتك كثيرا وليس قليلا كما طلبت منا ، ولكننا لن نقبلك كمفسد لعقائد الناس ، ولن نحتمل كفرك أيها الغبي !!
حنظلة
تعليق