السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* إن الإسلام هو الدين الذي يحقق التوافق بين التعريف بالله و العمل الإنساني منسجما مع الفطرة الإنسانية بعنصريها من مادة و روح و ما تحمله من غرائز و ذلك دون تصادم بحقائق الوجود .
* اليهودية :
ديانة مقصورة على أصحابها و ما يعتقدونه من أنهم شعب الله المختار و غير مسموح للآخرين بالدخول فيها ، بالتالي هي غير صالحة لأن تكون دينا إنسانيا عالميا .
* الأديان غير الكتابية :
لا تتضمن تعريفا واضحا عن الله و الوجود و الإنسان و القيامة و لا تحقق الانسجام المطلوب في هذا الوجود .
* المذاهب المادية :
لا تتضمن مبررا واحدا للتضحية الفردية أو الجماعية و هي بذلك تتناقض مع معنى الصراع الذي اعتبرته حركة التاريخ و أن نتيجتها المنطقية هي أن يحقق الفرد جميع تصوراته (الضالة) في تحقيق وجوده و حسب .
بعد هذا العرض يـأتي سؤال :
هل تصلح النصرانية أن تكون دينا إنسانيا عالميا؟؟؟
إن عقيدة الفداء وحدها كافية لرفض النصرانية ، لأنها تتناقض و التعليمات المطلوبة ، كذلك مع قاعدة المسؤولية الشخصية عن العمل كما أنها قاضية على معنى الوجود الإنساني .
ألا يدعو إحساس الفرد بأنه لا يحمل أي ذنب لمجرد أنه آمن بفكرة وضعها المقدس بولس و أنه لن يعاقب .... ألا يدعوه ذلك إلى التمادي في ارتكاب الخطايا و الذنوب و الخروج على كل محترم و نبيل في حق نفسه و حق غيره .
إن شعوبا كثيرة التزمت هذه الأفكار ظنا منهم أن هذا دين ، و لكنهم مع الأسف انحدروا أخلاقيا و انتشرت بينهم الجريمة و الرذيلة و أصبح الفسق هو التجارة الرائجة عندهم .... تجارة الأجساد .. العري .. التبذل ... التبرج ... السكر ... المقامرة .
-- كيف يمكن الفصل بين الدين و قواعد السلوك الأخلاقية؟؟
-- كيف يكون الإيمان وحده كافٍ برغم خرق الشرائع ؟؟
-- كيف يمكن للمجتمعات أن تعمل إن لم يكن الأفراد مسؤولون عن أعمالهم ؟؟
إن هذا انحراف عقيدي و بضاعة فئة خبيثة ألفت فكرة ، جعلتها دينا ، و نشرته بين الناس ، حتى يتقبله كل واحد في أي وقت و في أي مكان لأن هذا ما تميل إليه الطباع البليدة و الأمم الكسولة ، و هذا وحده هو سر انتشار النصرانية .... لا على أنه دين يدعو للقيم و الأخلاق بقدر أنه دين يحط عن الفرد ثقل و تعبة المعصية في معنى الفداء و الخلاص ... هل هذا يصلح أن يكون دينا إنسانيا عالميا؟؟؟
أضف إلى ذلك أن التناقض الغريب بين تعاليم المسيح و العقيدة التي عرفت عنه قبل الصعود و بين العقيدة التي انتشرت بعده ، خلقت جوا من عدم الثقة في الرسالة و أتباعها .
هكذا لم تبلغ النصرانية شأنا يرفعها لتكون رسالة عالمية
فهل تصلح إذا لقيادة العالم؟؟
أقول و بملئ فمي هيهات ... كلا و الله .. .. لماذا؟. ؟؟
أولا : هل يقود العالم رسالة تؤمن بفصل الدين عن الدولة؟
في كتاب (المسيح إنسان أم إله ) لمحمد مجدي مرجان صــــ61 ... : كان يسوع يتحاشى الجدل السياسي و توجيه اللوم أو النقد للحكام بل كثيرا ما كان يلاينهم . بخلاف يوحنا المعمدان الذي كان سيفا بتارا على كل العتاه و لم يبخل بدمه على أعتاب الفضيلة و الشرف ... ، عندما سأل اليهود يسوع هل يجوز أن نعطي الجزية لقيصر أم لا؟ !! -كيف يرد؟!- تحير و قبل أن يجيب لماذا يجربونني ؟؟؟ ثم خيب الآمال ... و أمرهم بطاعة قيصر قائلا لهم : "أعطوا مال قيصر لقيصر ، و مال الله لله" ، و قيصر هنا هو قائد الرومان الوثنيين المعتدين و الذي كان على يسوع أن يقود الشعب لتحرير أرض إسرائيل المقدسة و يفديهم من أعدائهم .
إن الإسلام يقرر أن قيصر و ما لقيصر كله لله .
ثانيا : لم تفلح التعاليم النصرانية في تربية جيل فريد من نوعه على غرار الجيل الذي رباه محمد صلى الله عليه و سلم من أمثال : خبيب بن عدي و أنس بن النضر و زيد بن الدثنة و عاصم بن ثابت و محمد بن مسلمة و عبد الله بن رواحة و ربعي بن عامر .......
و حتى لم يرق الجيل الذي رباه المسيح إلى مرتبة التابعين أو تابعيهم ، فلم يستطع حمل الرسالة و بلاغها و التحمل من أجلها .
إن الجيل الذي رباه محمد - صلى الله عليه و سلم - كان صلب المعدن شديد البأس جمع بين الصرامة و الكرامة فلم تلن قناته و لم يضرع أمام قوى الباطل .
فهذه صورة لأحد رجال المسيح ( بطرس رئيس التلاميذ ) :
قد صحب المسيح قترة طويلة ، و مع ذلك عندما تعرض نبي الله للاضطهاد و شرع خصومه من اليهود و الرومان يقاومون تعاليمه بغضب ، و صدرت الأوامر للشرطة بمصادرة النصرانية باعتقال
أتباعها ، و تعرض عيسى لحرج شديد ، في هذه الآونة ألقي القبض على بطرس و سُئل أتعرف عيسى بن مريم ؟؟ قال لا و أنكر عدة مرات أنه ليست به صله !!!! لقد آثر النجاة بنفسه .
و هذه صورة أخرى :
(الأعمال 4 : 13) "فلما رأوا -اليهود- مجاهرة بطرس و يوحنا ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم و عاميان ، تعجبوا فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع!!!"
هكذا رأي من كتبوا الإنجيل في بطرس و يوحنا على الرغم من أنهم صحبوا يسوع من بداية رسالته إلى صعوده .
ناهيك عن الشجار و التباغض بين برنابا و بولس من ناحية ، و بين بولس و بطرس من ناحية أخرى .
(الأعمال 15 : 39 ) "فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الأخر".
(رسالة بولس إلى غلاطية 2: 11) "ولكن لما جاء بطرس إلى إنطاكيا قاومته مواجهة لأنه كان ملوما ..... و رآى معه اليهود أيضا حتى إن برنابا انقاد إلى ريائهم" .
هكذا كان الجيل الأول و هكذا كانت التربية .
ثالثا : النفاق و المداهنة :
إن الإسلام يعلم أتباعه وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يعلم أتباعه أيضا أن يقولوا الحق و لا يخشوا في الله لومة لائم .
إني لأستغرب عندما أقرأ هذا النص للمعلم الأول (بولس - باشا - ) :
في رسالته إلى أهل رومية (13 : 1) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله ، و السلاطين الكائنة هي مرتبة من الله ، حتى إن من يقاوم السلطان إنما يقاوم ترتيب الله .... (6) فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضا إذ هم خدام الله ، مواظبون على ذلك بعينه ، فأعطوا الجميع حقوقهم ، الجزية لمن له الجزية ، الجباية لمن له الجباية ، الخوف لمن الخوف ، و الإكرام لمن له الإكرام"
إن مثل هذا النفاق هو الذي يقطع أوصال الأمة .. و هو الذي يعطي من لا يملك مالا يستحق .. و هو الذي يجعل الإنسان يقتل أخيه الإنسان باسم الوطنية أو القومية .. و هو الذي يسوغ للظالمين فرض الإتاوات و إرهاق الناس حتى يسود الفقر و العربدة .
و إني أتساءل : حتى السلطان غاصب الأرض المعتدي المفسد للدين و الدينا جميعا يحكم بالحق الإلهي للسلاطين يجب عدم مقاومته؟؟؟ ، هل هذا ما تدعو إليه النصرانية على لسان يسوع مرة و على لسان بولس مرة ؟؟
و السلطان الذي يحكم بهواه من غير شورى فلا يرعى مصلحة و لا يقيم عدلا - الذي يقاومه إنما يقاوم ترتيب الله في المسيحية ؟؟؟؟
إم هي سياسة مرسومة هدفها العمل في صمت و في الظلام حتى إذا تمكنوا لا يرقبون في مؤمن إلاً و لا زمة ؟؟؟!!
أم أن ذلك يعني باختصار "عيش جبان تموت مستور" ؟؟!!!
ويضيف فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس(2: 1ـ6 ) "فأطلب أول كل شيئ أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس .لأجل الملوك وجميع الذين هم فى منصب لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار "
يريد أن يقضى حياة مطمئنة هادئة وليس مهم إنكار المنكر وليس مهم الأخذ على يد الظالم .....لقد كان الرومان فى وقته يبسطون أيديهم على هذه المناطق يذيقونهم ألوان العذاب ويأخذون منهم الضرائب ويطهدونهم فى الدين وهويريد أن يداهنهم على حساب الدين ..
رابعا :
دين المحبة وقبول الآخر
ملكنا فكان العفو منا سجية .........فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ...........وكل إناء بما فيه ينضح
إن النصرانية قررت السماحة والمحبة عنوانا ..وأوصت بأن "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر "...فلما جئنا إلى أرض الواقع ووصلوا إلى سدة الحكم وجدناهم يلطمون كل وجه يلقونه ..ووجدنا محاكم التفتيش ...والإبادة الجماعية ..ودفن الناس أحياء ...واحتلال أرض الغير وفرض السيطرة والسطو...ونهب الثروات ....كل ذلك يتم باسم الصليب....حتى المسيحى المخالف فى مذهبه للمذهب الحاكم لم يسلم من الإضطهاد والتعسف .....فهل هذه تعاليم تصلح لقيادة ؟؟؟!!!!
(متى 12 :3 )"من ليس معى فهو علىّ ومن لم يجمع معى فهو يفرق "
ناهيك عن العنصرية التى تأصلت فى هذا الكتاب فى مواضع كثيرة فى عهديه الجديد والقديم
إن القيادة الرشيدة تنحصر مهمتها فى هذه الثلاث وما يتفرع عنها
ــــإقامة العدل
ـــــ حراسة الإيمان
ــــــ رعاية المصالح
فأين العدل مع العنصريةوازدراء الآخر
وأين حراسة الإيمان إذا كان صاحب المذهب الآخر يُضطهد ويُحارب
وأين رعاية المصالح إذا كانت الرهبانية .وحياة الكهوف .والقلايات .والأديرة .....هى عمود الدين وذروة سنامه ....
هذا إنغلاق فى أثرة وأنا نية
والقيادة الرشيدة إنفتاح فى شورى
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح
امادو
* إن الإسلام هو الدين الذي يحقق التوافق بين التعريف بالله و العمل الإنساني منسجما مع الفطرة الإنسانية بعنصريها من مادة و روح و ما تحمله من غرائز و ذلك دون تصادم بحقائق الوجود .
* اليهودية :
ديانة مقصورة على أصحابها و ما يعتقدونه من أنهم شعب الله المختار و غير مسموح للآخرين بالدخول فيها ، بالتالي هي غير صالحة لأن تكون دينا إنسانيا عالميا .
* الأديان غير الكتابية :
لا تتضمن تعريفا واضحا عن الله و الوجود و الإنسان و القيامة و لا تحقق الانسجام المطلوب في هذا الوجود .
* المذاهب المادية :
لا تتضمن مبررا واحدا للتضحية الفردية أو الجماعية و هي بذلك تتناقض مع معنى الصراع الذي اعتبرته حركة التاريخ و أن نتيجتها المنطقية هي أن يحقق الفرد جميع تصوراته (الضالة) في تحقيق وجوده و حسب .
بعد هذا العرض يـأتي سؤال :
هل تصلح النصرانية أن تكون دينا إنسانيا عالميا؟؟؟
إن عقيدة الفداء وحدها كافية لرفض النصرانية ، لأنها تتناقض و التعليمات المطلوبة ، كذلك مع قاعدة المسؤولية الشخصية عن العمل كما أنها قاضية على معنى الوجود الإنساني .
ألا يدعو إحساس الفرد بأنه لا يحمل أي ذنب لمجرد أنه آمن بفكرة وضعها المقدس بولس و أنه لن يعاقب .... ألا يدعوه ذلك إلى التمادي في ارتكاب الخطايا و الذنوب و الخروج على كل محترم و نبيل في حق نفسه و حق غيره .
إن شعوبا كثيرة التزمت هذه الأفكار ظنا منهم أن هذا دين ، و لكنهم مع الأسف انحدروا أخلاقيا و انتشرت بينهم الجريمة و الرذيلة و أصبح الفسق هو التجارة الرائجة عندهم .... تجارة الأجساد .. العري .. التبذل ... التبرج ... السكر ... المقامرة .
-- كيف يمكن الفصل بين الدين و قواعد السلوك الأخلاقية؟؟
-- كيف يكون الإيمان وحده كافٍ برغم خرق الشرائع ؟؟
-- كيف يمكن للمجتمعات أن تعمل إن لم يكن الأفراد مسؤولون عن أعمالهم ؟؟
إن هذا انحراف عقيدي و بضاعة فئة خبيثة ألفت فكرة ، جعلتها دينا ، و نشرته بين الناس ، حتى يتقبله كل واحد في أي وقت و في أي مكان لأن هذا ما تميل إليه الطباع البليدة و الأمم الكسولة ، و هذا وحده هو سر انتشار النصرانية .... لا على أنه دين يدعو للقيم و الأخلاق بقدر أنه دين يحط عن الفرد ثقل و تعبة المعصية في معنى الفداء و الخلاص ... هل هذا يصلح أن يكون دينا إنسانيا عالميا؟؟؟
أضف إلى ذلك أن التناقض الغريب بين تعاليم المسيح و العقيدة التي عرفت عنه قبل الصعود و بين العقيدة التي انتشرت بعده ، خلقت جوا من عدم الثقة في الرسالة و أتباعها .
هكذا لم تبلغ النصرانية شأنا يرفعها لتكون رسالة عالمية
فهل تصلح إذا لقيادة العالم؟؟
أقول و بملئ فمي هيهات ... كلا و الله .. .. لماذا؟. ؟؟
أولا : هل يقود العالم رسالة تؤمن بفصل الدين عن الدولة؟
في كتاب (المسيح إنسان أم إله ) لمحمد مجدي مرجان صــــ61 ... : كان يسوع يتحاشى الجدل السياسي و توجيه اللوم أو النقد للحكام بل كثيرا ما كان يلاينهم . بخلاف يوحنا المعمدان الذي كان سيفا بتارا على كل العتاه و لم يبخل بدمه على أعتاب الفضيلة و الشرف ... ، عندما سأل اليهود يسوع هل يجوز أن نعطي الجزية لقيصر أم لا؟ !! -كيف يرد؟!- تحير و قبل أن يجيب لماذا يجربونني ؟؟؟ ثم خيب الآمال ... و أمرهم بطاعة قيصر قائلا لهم : "أعطوا مال قيصر لقيصر ، و مال الله لله" ، و قيصر هنا هو قائد الرومان الوثنيين المعتدين و الذي كان على يسوع أن يقود الشعب لتحرير أرض إسرائيل المقدسة و يفديهم من أعدائهم .
إن الإسلام يقرر أن قيصر و ما لقيصر كله لله .
ثانيا : لم تفلح التعاليم النصرانية في تربية جيل فريد من نوعه على غرار الجيل الذي رباه محمد صلى الله عليه و سلم من أمثال : خبيب بن عدي و أنس بن النضر و زيد بن الدثنة و عاصم بن ثابت و محمد بن مسلمة و عبد الله بن رواحة و ربعي بن عامر .......
و حتى لم يرق الجيل الذي رباه المسيح إلى مرتبة التابعين أو تابعيهم ، فلم يستطع حمل الرسالة و بلاغها و التحمل من أجلها .
إن الجيل الذي رباه محمد - صلى الله عليه و سلم - كان صلب المعدن شديد البأس جمع بين الصرامة و الكرامة فلم تلن قناته و لم يضرع أمام قوى الباطل .
فهذه صورة لأحد رجال المسيح ( بطرس رئيس التلاميذ ) :
قد صحب المسيح قترة طويلة ، و مع ذلك عندما تعرض نبي الله للاضطهاد و شرع خصومه من اليهود و الرومان يقاومون تعاليمه بغضب ، و صدرت الأوامر للشرطة بمصادرة النصرانية باعتقال
أتباعها ، و تعرض عيسى لحرج شديد ، في هذه الآونة ألقي القبض على بطرس و سُئل أتعرف عيسى بن مريم ؟؟ قال لا و أنكر عدة مرات أنه ليست به صله !!!! لقد آثر النجاة بنفسه .
و هذه صورة أخرى :
(الأعمال 4 : 13) "فلما رأوا -اليهود- مجاهرة بطرس و يوحنا ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم و عاميان ، تعجبوا فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع!!!"
هكذا رأي من كتبوا الإنجيل في بطرس و يوحنا على الرغم من أنهم صحبوا يسوع من بداية رسالته إلى صعوده .
ناهيك عن الشجار و التباغض بين برنابا و بولس من ناحية ، و بين بولس و بطرس من ناحية أخرى .
(الأعمال 15 : 39 ) "فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الأخر".
(رسالة بولس إلى غلاطية 2: 11) "ولكن لما جاء بطرس إلى إنطاكيا قاومته مواجهة لأنه كان ملوما ..... و رآى معه اليهود أيضا حتى إن برنابا انقاد إلى ريائهم" .
هكذا كان الجيل الأول و هكذا كانت التربية .
ثالثا : النفاق و المداهنة :
إن الإسلام يعلم أتباعه وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يعلم أتباعه أيضا أن يقولوا الحق و لا يخشوا في الله لومة لائم .
إني لأستغرب عندما أقرأ هذا النص للمعلم الأول (بولس - باشا - ) :
في رسالته إلى أهل رومية (13 : 1) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله ، و السلاطين الكائنة هي مرتبة من الله ، حتى إن من يقاوم السلطان إنما يقاوم ترتيب الله .... (6) فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضا إذ هم خدام الله ، مواظبون على ذلك بعينه ، فأعطوا الجميع حقوقهم ، الجزية لمن له الجزية ، الجباية لمن له الجباية ، الخوف لمن الخوف ، و الإكرام لمن له الإكرام"
إن مثل هذا النفاق هو الذي يقطع أوصال الأمة .. و هو الذي يعطي من لا يملك مالا يستحق .. و هو الذي يجعل الإنسان يقتل أخيه الإنسان باسم الوطنية أو القومية .. و هو الذي يسوغ للظالمين فرض الإتاوات و إرهاق الناس حتى يسود الفقر و العربدة .
و إني أتساءل : حتى السلطان غاصب الأرض المعتدي المفسد للدين و الدينا جميعا يحكم بالحق الإلهي للسلاطين يجب عدم مقاومته؟؟؟ ، هل هذا ما تدعو إليه النصرانية على لسان يسوع مرة و على لسان بولس مرة ؟؟
و السلطان الذي يحكم بهواه من غير شورى فلا يرعى مصلحة و لا يقيم عدلا - الذي يقاومه إنما يقاوم ترتيب الله في المسيحية ؟؟؟؟
إم هي سياسة مرسومة هدفها العمل في صمت و في الظلام حتى إذا تمكنوا لا يرقبون في مؤمن إلاً و لا زمة ؟؟؟!!
أم أن ذلك يعني باختصار "عيش جبان تموت مستور" ؟؟!!!
ويضيف فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس(2: 1ـ6 ) "فأطلب أول كل شيئ أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس .لأجل الملوك وجميع الذين هم فى منصب لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار "
يريد أن يقضى حياة مطمئنة هادئة وليس مهم إنكار المنكر وليس مهم الأخذ على يد الظالم .....لقد كان الرومان فى وقته يبسطون أيديهم على هذه المناطق يذيقونهم ألوان العذاب ويأخذون منهم الضرائب ويطهدونهم فى الدين وهويريد أن يداهنهم على حساب الدين ..
رابعا :
دين المحبة وقبول الآخر
ملكنا فكان العفو منا سجية .........فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ...........وكل إناء بما فيه ينضح
إن النصرانية قررت السماحة والمحبة عنوانا ..وأوصت بأن "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر "...فلما جئنا إلى أرض الواقع ووصلوا إلى سدة الحكم وجدناهم يلطمون كل وجه يلقونه ..ووجدنا محاكم التفتيش ...والإبادة الجماعية ..ودفن الناس أحياء ...واحتلال أرض الغير وفرض السيطرة والسطو...ونهب الثروات ....كل ذلك يتم باسم الصليب....حتى المسيحى المخالف فى مذهبه للمذهب الحاكم لم يسلم من الإضطهاد والتعسف .....فهل هذه تعاليم تصلح لقيادة ؟؟؟!!!!
(متى 12 :3 )"من ليس معى فهو علىّ ومن لم يجمع معى فهو يفرق "
ناهيك عن العنصرية التى تأصلت فى هذا الكتاب فى مواضع كثيرة فى عهديه الجديد والقديم
إن القيادة الرشيدة تنحصر مهمتها فى هذه الثلاث وما يتفرع عنها
ــــإقامة العدل
ـــــ حراسة الإيمان
ــــــ رعاية المصالح
فأين العدل مع العنصريةوازدراء الآخر
وأين حراسة الإيمان إذا كان صاحب المذهب الآخر يُضطهد ويُحارب
وأين رعاية المصالح إذا كانت الرهبانية .وحياة الكهوف .والقلايات .والأديرة .....هى عمود الدين وذروة سنامه ....
هذا إنغلاق فى أثرة وأنا نية
والقيادة الرشيدة إنفتاح فى شورى
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح
امادو
تعليق