تويت
إن الساقطون من بوتيكة الأخلاق ، الرافضون لها أبدا لن يعرفوا أن من معانى الحرية : أن يحترم الأخر قانون الأخلاق لغيره قبل أن يدعوه لأن يحترم قانونه الـ " لا أخلاقي " فما أبشع هؤلاء و ما أحقرهم ، على أن أكثرهم بشاعة هم أولئك الذين ينشئون بيننا و يتعلمون علمنا و يأكلون مما خبزت أيدينا و يشربون مما أنزل الله لنا ثم بعد تغريب و رحلة إلى بارات و صالات دسكو الغرب و شواطئ الملاديف و الريفيارا و ميامي و لاس فغاس حيث ينفرط العقد الخلقي لما نشأ الإنسان عليه يعودون ليسبوا قيمنا و عقولنا و عقيدتنا و ديننا و رسولنا فهم أشر و أخبث من أولئك الذين تربوا في أوطنهم البعيدة على فهم أننا أمة شريرة لا عقل لها و لا فكر و لا حرية عندها ولا سبيل للحوار .
وفاء سلطان واحدة من الذين يتجلى على قلوبهم الشيطان بل صار الشيطان ملتحما و ممزوجا في دمائهم ، تتدعي أنها بكتابتها و حوراتها و لقاءتها جاءت لرفع لواء الحرية و تصحيح قيم المجتمع العربي المتخلف التي أُرسيت منذ أكثر من ألف و أربعمائة عام على يد نبي هذه الأمة على حد زعمها .و فيما زعمت تصرخ بوضوح سفاهة هذه المرأة و حقارة عقلها بل و قصر نظرها و تعلن أنها أحقر من أن تكون امراة لها عقل و فكر لتتحدث عنه و تكتبه على الأوراق و صفحات الإنترنت فتتدعي أن الرسول " ص " حين قال حديثه المعروف فيما معناه " أن أمته سوف تنقسم إلى ثلاثة و سبعون طائفة " أنه بذلك أوعز و مهّدى لهذا الإنقسام و التمزق ليقع الصراع بين طوائف هذه الأمة هكذا فهمها للحديث أي أن الرسول إلم يقل هذا الحديث ما كان هذا ليحدث و هذا إنما يدل على أنها عديمة المعرفة ، لم تقرأ التاريخ النفسي لطوابع البشر حين يكون الأمر عائد إلى الدين أو حتى لتحزب لحزب على حزب في السياسية أو الإقتصاد أو ما إلى ذلك من أمور معيشية .
فمنذ الحضارة دبت و بنى الإنسان المنازل و عرف التمدن والعمران و الطبيعة البشرية النفسية لم تتغير فهؤلاء اليهود كانت الآيات الحية تقع أمام أعينهم و رغم ذلك إنقسموا إلى فئات فقالو لنبي الله موسى " فاذهب أنت و ربك فقاتلا . إنا هاهنا قاعدون " وقالا أخران " ادخلوا عليهم الباب " و انقسموا و أختلفوا من قبل و من بعد و أتخذوا العجل إلها لهم ، و المسيحيون حدث بينهم انشقاق و وقعت بسببه معارك شنيعة حين أخذوا يتكلمون في طبيعة المسيح ، فظهور الطوائف في أي دين أمر يعود إلى الطابع البشري فكما تتعددت في اليهودية و المسيحية الطوائف نتجية هذه الطبيعة ، جاء حديث النبي ليبين أمر هذه الطبيعة ، ليس ليحذر أصحابه من أن ينقسموا و إنما لبيان ما سيقع و هذا يحسب للنبي و لا يأخذ عليه ، فقد بيّن الأمر لمعرفته بطبيعة البشر مما اسقرأه من القرآن و مما علمه به الله من أمور الأمم السابقة فكان ثم بيّن لأصحابه أن القرآن والسنة هم الطريق القويم من بعده من بين كل هذه الإنقسامات التي ستقع ، و ما أدرانا إذا لم يقل النبي هذه الحديث أن تكون فتنة ، فيقول قائل لماذا كل هذه الإنقسام في مناهج الدين ؟ و يتشكك و يشكك في أمر النبوة فيقع في ما هو محظور .
ثم أن الذين يُسقطون جم غيظهم على الإسلام في نبي الإسلام بأن الأمة العربية أمة متأخرة متخلفة عن ركب الحضارات الأخرى لم يعوا جيدا أن هذا التخلف هو ثمرة الإنفكاك عن العقد الإسلامي في التخطيط و التدبير لمستقبل الحياة في مختلف شؤنها و نسوا أن هذه التذيل للحضارة العربية و التخلف يعود أولا و أخيرا لتسلط الغرب ليس على العرب فقط و إنما على شعوب العالم الثالث كلية بصناعة العملاء و المواليين لهم اإستغلال مواردهم و طالما أن الدين هو الحاجز في تحقيق مآربهم فعليهم نسف هذا الحاجز ، و الأجدر أن ينظر هؤلاء أن حضارة الغرب ما بنيت و ما قامت إلا على جثث العالم الثالث و استنزفه بعد إحتلاله و تمزيقه فصناعة المفرقعات و الطائرات و الصواريخ تقدمت على أساس دحر العدو و ليس تقدم الإنسان ، و الرفاهية التي أتاحت التفكير في هذا التقدم في المجتمعات الأوربية والامريكية قامت على خطف الإنسان الحر من شواطئ افريقيا ليكون عبدا يتولي شؤونهم المعيشية و ما تحرروا هؤلاء العبيد إلا بسواعدهم و كفاحهم عندما صار لهم كيان و وجود و تعداد هدد أمن البلاد فلم تأتِ حريتهم من قبل سيدهم الحر المتقدم إلا تحت ضغط شديد من هؤلاء العبيد ، هكذا صنعت الحرية في الغرب و هكذا جاءت .
و هي من الزاعمين أن الحجاب تخلف فهل من التحضر إباحة زواج الشذوذ و الممارسات الجنسية غير الأدمية بين المرأة و المرأة و الرجل و الرجل و المرأة و الرجل بل و حتى بين المرأة و الحيوان ، و ماذا تقول وفاء سلطان في زواج وزيرة المالية البريطانية " أنجيلا إيغيل " من صديقتها المهندسة " ماريا إيكسول " غير أنه درب من دروب الحرية اللذيذة ، لذا فحين يقول المجتمع المسلم أن هذا إنحلال أخلاقي تسميه وفاء مجتمع متخلف و رجعي ، إنها و من هم على شاكلتها من اللادنيين إنما يريدون حياة لا تقيدها الأخلاق فمتى تريد أن تقتنص شاب أو فتاة في صالة دسكو أو بار أو على شاطئ بحري لتمارس الجنس يكون من خلال قانون ينظم هذا هاهنا تسمي وفاء سلطان الغرب أمة حرة لأنه يعطي المنحلون أخلاقيا قانونا و جوازا بإنحلالهم الأخلاقي ، هذه حالة من ألاف الحالات للمرأة المرموقة في المجتمع الغربي و لتذهب إلى موسوعات وكلات الأنباء لتقرأ عن إنتهاكات حقوق إنسانية المرأة في الغرب و تقارن بينها و بين إنسانية المرأة و كرامتها و طهرها في المجتمع العربي و رغم أننا أمة تمر بأحلك فترة في تاريخها إلا أن المرأة فيها مازالت أفضل حالا بكثير من المجتمعات الغربية المتوحشة المريضة أخلاقيا و لو أن إعلامنا المبتور الفقير انتعش و ألقي الضوء قليلا و تناول أحوال المجتمع الغربي المنحلة و مدى إنحطاط إنسانية الفرد فيه لخرست وفاء و من هم على شاكلتها ممن يدّعون أنهم عقول مستنيرة تدعوا إلى مجتمع مستنير و حر .
تعليق