بِسْمِ اللهِ الرحْمنِ الرحيم
آدابُ الدعْـــوة إلى الله
إن الحمد لله نحمده و نشكره و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك و من الأمل إلا فيك و من التسليم إلا لك و من التفويض إلا إليك و من التوكل إلا عليك و من الرضا إلا عنك و من الطلب إلا منك و من الذل إلا في طاعتك و من الصبر إلا على بابك و من الرجاء إلا في يديك الكريمتين و من الرهبة إلا بجلالك العظيم.
اللهم تتابع برك و اتصل خيرك وكمل عطاؤك و عمت فواضلك و تمت نوافلك وبر قسمك و صدق وعدك و حق على أعدائك وعيدك ولم يبقى لنا حاجة هي لك رضا و لنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها و أعنتنا على قضائها يا أرحم الراحمين . وبعد :-
اخواني الأفاضِلُ , أخواتي الفُضْلَياتُ .. الدُعاةُ إلى الله ... أساتِذتنا الكِرام , حينَ شرَعْتُ في هذا الموْضوع , كُنتُ اشْرَعُ له لأجْلِ مُحاضرةٍ صوْتِيّةِ ألقيها على بعْضِ الإخْوةِ الأحباب .. وكُنتُ قد عزمتُ على أن تكون هذه محاضرة واحِدة ... آداب الدعوة هي: كيت وكيت وكيت .. وننتهي ونبدأ موضوع آخر ...
ولكِن وجَدْتُ وخْزَ الضميرِ على نفْسي أشدُّ ... فأكثَرُ من جلسوا للدعوةِ إلى اللهِِ يسْمعون هذا الكلام , ويُكرّرُ على آذانِهِم .. فكل يوم عشرات الدعاة والمشايخ يقولون الدعوة كيت وكيت وكيت فافعل ... وننتظِر أن يفعل أحدٌ مِنّا شيئاً مما ذُكِّروا بِه فلا نجِد مع مُثبِّطات العزيمةِ وحال الدنيا إلا التسْويف ...
فأولى بي إذاً إن كُنْتُ سأُكرِّرُ كلامَ مشايخي .. أن أضْغَطَ زِرّ التسجيلِ على شريط لأحد مشايِخنا الكِرام وأجْلسُ واسْتمِعُ معهم .. وهذا أأمَنُ لي ولهُم .. وحسْبُنا بالتّذْْكِرةُ الواجِبَة .. : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) [ الذاريات : 55 ].
لكِن هدانِي اللهُ عزّ وجلّ في أن أعزِمَ على المُضيِّ قٌُدُماً في هذا الأمْر ... وآثرتُ أحِبتي في الله أن أعطِيَ هذا الأمر حقّه وأن أحاول أن أعالِجَهُ معالجةً جادّة ... أحاوِلُ وسعي ان تكون جديدةً في طرْحِها .. ومُحاولةُ وضْعِ ثوابِتَ يسيرةً سهْلة تُعينُ الداعيه على أمْرِهِ .. وهذا خيْرٌ من الصمْتِ .. فلعلي أذكِّر بها نفْسي وأعالج بها نفسي قبْلَكم ..
وإن كانت هذه نيّتِي ... أن اقدِّمَ في هذه المحاضرات التجديد في الأسْلوبِ وما هو واجب عليْنا معْرِفَتُهُ واتِّباعُهُ , فأسْأل الله تعالى أن تكونَ نيّتي لوجْهِهِ خالِصة .... ولولا عِلْمي بتواجُدِ العلماء الأجلاء والأساتذة الفضلاء – فلا أراني سأدلوا بدلوٍ لم يسبق أن أحاطوا به علما , بل من كلامِهِم أغْزِل .. ومن جُمَْلِهِم أتّخِذُ لهذا الموْضوعِ خطّةً ومنْهاجا ... لوْلا أني راعيْتُ إعادةَ الطرْحِ بما يتناسَبُ والإنْترنِت ... فإن وُفِّقْتُ فمن الله عزّ وجل .. وإن أخْفَقْتُ فمِن نفْسي , ويكْفيني حينَئذٍ أني خرجْتُ من كلماتي بالتذْكِرَةِ متبعا قول الله تعالى : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ).
تعليق