كتبه: جمال سلطان
التناقض والاضطراب الواضح في التصريحات الصادرة عن قيادات كنسية رفيعة يوحي بأن هناك أزمة حقيقية لدى الكنيسة في ملف وفاء قسطنطين ، وهو الأمر الذي يزيد من المخاوف من أن تكون رواية مقتلها حقيقية ، وهو الأمر الذي لا نتمناه جميعا ، قبل أيام صرحت مصادر الكنيسة بأن البابا شنوده أعطى أوامره بظهور وفاء على قناة أغابي القبطية لحسم الجدل حول مصيرها وحياتها ، وأمس صدرت تصريحات أخرى مناقضة وتنفي تماما صدور مثل هذا الأمر عن البابا شنودة ، وهي التصريحات التي قالها الأنباء مرقس المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الأرثوذكسية ، لكنه "توقع" في تصريحه أن يكون هذا الاقتراح محل نقاش بين البابا وقيادات الكنيسة ، من جانبه قال الأستاذ رمسيس النجار المستشار القانوني للبابا أن هناك أمرا من البابا بظهور وفاء قسطنطين على قناة أغابي ، وأضاف أنها أعدت برنامجا للدعوة إلى المسيحية وأنه سوف يتقدم ببلاغ إلى النائب العام فور ظهورها ضد تصريحات الدكتور زغلول النجار ، وهو كلام نفاه تماما الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة المرقسية وعضو اللجنة المجمعية الذي قال بوضوح : ليس هناك شىء رسمى من قداسة البابا بظهور وفاء قسطنطين في (قناة أغابى) ولم يصلنا شىء بهذا الخصوص، لكنها فكرة جيدة ولو حدثت يكون أفضل لأن الكنيسة ليس لديها ما تخفيه ، وهذا تناقض غريب جدا يحدث في تصريحات الدائرة القريبة جدا من البابا شنودة ، بما يعني أن هناك محاولات للهروب من مشكلة ما ، كما أن كلام رمسيس النجار غير مقنع أبدا ، إذا كنت على ثقة من أن كلام زغلول النجار غير صحيح فلماذا لا تتقدم ببلاغك إلى النائب العام وتطالب بالتحقيق ، ولماذا لا تأتي بالسيدة وفاء نفسها إلى النائب العام أو من يوكله لإظهار الحقيقة ، هل الأمر يحتاج إلى كل هذه الألغاز واللف والدوران ، الأنبا مرقس المتحدث الإعلامي للكنيسة قال أنه يؤكد أن وفاء حية ترزق وأنها بصحة جيدة ، وأردف قائلا : أن هذا يكفي للرد على زغلول النجار واتهاماته ، وبصراحة هذا الكلام يخلو من المنطق ، إذ كيف يكون تصريحه المجرد من أي دليل أو شاهد يكون كافيا لنفي اتهام بمقتلها ، الدليل والنفي يكون بإظهارها وطمأنة الرأي العام على أنها بخير وأنها حية ترزق ولم تتعرض لقمع أو اضطهاد ديني من أي نوع ، من جهته أصدر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بيانا هو الآخر يؤكد فيه على أن وفاء حية ترزق وتعيش داخل دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي ، ولكنه لم يقدم أي دليل على ذلك كما لم يقدم أي وعد بإطلاع الرأي العام أو سلطات الدولة أو أي منظمات أهلية على وضع وفاء قسطنطين الإنساني والصحي ، غير أن تصريحا للأنبا موسى أسقف الشباب نقله موقع العربية يضع أكثر من علامة استفهام حول مجمل القضية ، حيث حاول تبرير سبب إخفاء الكنيسة لها وعزلها عن العالم بقوله : (لو عاشت وفاء بشكل طبيعى بين أهلها فستثار الشكوك وسنكون خائفين عليها من تعرضها لأى مكروه من الجانبين سواء المسيحى أم المسلم لذا اخترنا إبعادها إلى مكان ناء تعيش فيه بهدوء وتمارس حياتها الطبيعية بشكل يومي) ، وبعيدا عن الكلام غير المنطقي الذي اعتبر أن احتجازها في حجرة منعزلة عن العالم يعتبر ممارسة لحياتها الطبيعية ، فما هي الاستثنائية إذن ، غير أن الأخطر هو إشارته إلى أنه يخشى عليها من الجانبين "المسيحي والإسلامي" ، فإذا كانت السيدة عادت إلى المسيحية فعلا وتدعو إليها فكيف تكون مهددة من الجانب المسيحي ، يبدو أننا دخلنا في متاهة حقيقية في تلك القضية ، كما أنه مذهل جدا أن تكون "مصر" الدولة والشعب غير قادرة على معرفة مصير "مواطنة" يقال أنها قتلت داخل أحد الأديرة ، بحيث نضطر إلى كل هذه المتاهات .
المصدر
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=941
التناقض والاضطراب الواضح في التصريحات الصادرة عن قيادات كنسية رفيعة يوحي بأن هناك أزمة حقيقية لدى الكنيسة في ملف وفاء قسطنطين ، وهو الأمر الذي يزيد من المخاوف من أن تكون رواية مقتلها حقيقية ، وهو الأمر الذي لا نتمناه جميعا ، قبل أيام صرحت مصادر الكنيسة بأن البابا شنوده أعطى أوامره بظهور وفاء على قناة أغابي القبطية لحسم الجدل حول مصيرها وحياتها ، وأمس صدرت تصريحات أخرى مناقضة وتنفي تماما صدور مثل هذا الأمر عن البابا شنودة ، وهي التصريحات التي قالها الأنباء مرقس المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الأرثوذكسية ، لكنه "توقع" في تصريحه أن يكون هذا الاقتراح محل نقاش بين البابا وقيادات الكنيسة ، من جانبه قال الأستاذ رمسيس النجار المستشار القانوني للبابا أن هناك أمرا من البابا بظهور وفاء قسطنطين على قناة أغابي ، وأضاف أنها أعدت برنامجا للدعوة إلى المسيحية وأنه سوف يتقدم ببلاغ إلى النائب العام فور ظهورها ضد تصريحات الدكتور زغلول النجار ، وهو كلام نفاه تماما الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة المرقسية وعضو اللجنة المجمعية الذي قال بوضوح : ليس هناك شىء رسمى من قداسة البابا بظهور وفاء قسطنطين في (قناة أغابى) ولم يصلنا شىء بهذا الخصوص، لكنها فكرة جيدة ولو حدثت يكون أفضل لأن الكنيسة ليس لديها ما تخفيه ، وهذا تناقض غريب جدا يحدث في تصريحات الدائرة القريبة جدا من البابا شنودة ، بما يعني أن هناك محاولات للهروب من مشكلة ما ، كما أن كلام رمسيس النجار غير مقنع أبدا ، إذا كنت على ثقة من أن كلام زغلول النجار غير صحيح فلماذا لا تتقدم ببلاغك إلى النائب العام وتطالب بالتحقيق ، ولماذا لا تأتي بالسيدة وفاء نفسها إلى النائب العام أو من يوكله لإظهار الحقيقة ، هل الأمر يحتاج إلى كل هذه الألغاز واللف والدوران ، الأنبا مرقس المتحدث الإعلامي للكنيسة قال أنه يؤكد أن وفاء حية ترزق وأنها بصحة جيدة ، وأردف قائلا : أن هذا يكفي للرد على زغلول النجار واتهاماته ، وبصراحة هذا الكلام يخلو من المنطق ، إذ كيف يكون تصريحه المجرد من أي دليل أو شاهد يكون كافيا لنفي اتهام بمقتلها ، الدليل والنفي يكون بإظهارها وطمأنة الرأي العام على أنها بخير وأنها حية ترزق ولم تتعرض لقمع أو اضطهاد ديني من أي نوع ، من جهته أصدر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بيانا هو الآخر يؤكد فيه على أن وفاء حية ترزق وتعيش داخل دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي ، ولكنه لم يقدم أي دليل على ذلك كما لم يقدم أي وعد بإطلاع الرأي العام أو سلطات الدولة أو أي منظمات أهلية على وضع وفاء قسطنطين الإنساني والصحي ، غير أن تصريحا للأنبا موسى أسقف الشباب نقله موقع العربية يضع أكثر من علامة استفهام حول مجمل القضية ، حيث حاول تبرير سبب إخفاء الكنيسة لها وعزلها عن العالم بقوله : (لو عاشت وفاء بشكل طبيعى بين أهلها فستثار الشكوك وسنكون خائفين عليها من تعرضها لأى مكروه من الجانبين سواء المسيحى أم المسلم لذا اخترنا إبعادها إلى مكان ناء تعيش فيه بهدوء وتمارس حياتها الطبيعية بشكل يومي) ، وبعيدا عن الكلام غير المنطقي الذي اعتبر أن احتجازها في حجرة منعزلة عن العالم يعتبر ممارسة لحياتها الطبيعية ، فما هي الاستثنائية إذن ، غير أن الأخطر هو إشارته إلى أنه يخشى عليها من الجانبين "المسيحي والإسلامي" ، فإذا كانت السيدة عادت إلى المسيحية فعلا وتدعو إليها فكيف تكون مهددة من الجانب المسيحي ، يبدو أننا دخلنا في متاهة حقيقية في تلك القضية ، كما أنه مذهل جدا أن تكون "مصر" الدولة والشعب غير قادرة على معرفة مصير "مواطنة" يقال أنها قتلت داخل أحد الأديرة ، بحيث نضطر إلى كل هذه المتاهات .
المصدر
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=941
تعليق