دخول الشيطان جسم الانسان
طرح موضوع دخول الجن جسم الإنسان ورأيت أن أناقش ذلك الطرح ، فاقتبست من أخ كريم طرحه لأبدأ النقاش
اقتباس :
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي تصور علمى لميثبت باي حال من الأحوال وإن شئت قلت إنها نظرية لها شواهدها :
خلق الإنسان منما يمكن أن تسميه (مادة لها كتلة ولها حجم)
خلق الجن من (مارج من نار) وهو كماقال ابن عباس رضى الله عنهما : من خالص النار .. وبأسلوب علمى أكثر دقة يمكن أنتقول : طاقة حرارية.
وعلى الرغم من عدم وجود فصل مطلق بين المادة والطاقة (لأنهما صورتان لشيء واحد)
إلا أننا على هذا التصور يمكن أن نفهم محدودية حركةالإنسان وبطء سرعته وكثافة مادته بكونه مادة لها كتلة وتشغل حيزاً منالفراغ.
أما الجان فهم أسرع وينفذون من الأجسام الكثيفة أى أن لهم قدرة علىالاختراق مثل أي طاقة وحركتهم أسرع ولا وزن لهم ومحدوديتهم لا تقارن أبداً بمحدوديةمادة الإنسان.
ولهذا السبب نحن لا نرى الجن وهم يرونا لأن العين البشرية لهاحدود فى اللإحساس بالموجات الإشعاعية وبالتالى التعرف عليها ورؤيتها.
والأشعةالحرارية كغيرها من أنواع الموجات الأشعاعية لها القدرة على اختراقنا ، وهناكالكثير من التفسيرات العلمية حول تأثيرات الجن التى يمكن أن يحدثها فى الإنسانأهمها ويمكن أن تكون هي الحقيقية (الله أعلم) هو تغيير المجال الكهرومغناطيسيلأعضاء معينة فى الجسم نتيجة مرور الجن فى الجسد البشرى ...
وقيل أن صعودالجن على أكتاف بعضهم البعض واختراقهم طبقات الجو للاستماع عما يدور فى ملكوت اللهتعالى ، يقال أنه تراكب موجى بناء يهدف إلى تقوية شدة الموجة.
وقيل إناحتراق الجان بالشهاب ليس احتراقاً بالمعنى المفهوم فالجان ليس مادة تحترق بارتفاعدرجة الحرارة وإنما هو نتيجة وجود مجال كهرومغناطيسي قوى يحيط بالشهاب نظراًلاختراقه الغلاف الجوى للأرض وهذا المجال هو المسؤول عن تمدير البنية الموجية للجان، وبالتالى فناؤه.
كل ما سبق تكهنات ونظريات لا تأكيد عليها ..
ومايهمنا هنا : هل كل حرارة أحس بها معناها أن جنا مر أو نفذ من جسدي
الواقع طبعاً .. لا
لأنه إذا كان الإنسان من طين فهو ليس طيناً ، لكنه يحمل خصائص الطينمن حيث كونه مجسم محدود ..... إلخ.
كذلك الجان فهو ليس حرارة بالمعنى المفهوم ،لكنه يحمل الخصائص التى تتميز بها الموجات الإشعاعية عموماً.
هذا والله أعلموسبحان الله
وقد خاطبته مناقشا الفكرة قائلا :
هذا الذى تسميه تصور علمى لم يثبت بأى حال من الأحوال وتريد أن تسميه نظرية وتعتمد على شواهدها .... هو حقيقة مذكورة فى القرآن وكل ذكر لشئ فى القرآن يجعل منه حقيقة غير قابلة للجدال وإنما للتفكر لأن التفكر يقود لصحيح المعرفة .
· خلق الانسان من مادة تلك حقيقة ذكرها القرآن وقضى الأمر فيها وكل مادة لها صفات فيزيائية وكيماوية ، وإن خلقنا من طين إلا أننا لسنا طين الآن ولكنا أعجوبة فى الخلق والإنسان بمكوناته هو كون كامل بكل مواصفات الكون من مادة وطاقة
· وخلق الجن من نار ولكنه ليس نار كما الانسان ليس بطين
· ذكر الله اصل خلق الجن والبشر والملائكة ولكن تلك المخلوقات على جلالها وعظمتها لم تعد الطين ولا النار ولا النور وكلها على أية حال صفات طبيعية وكل يمكن تحويله للآخر
· صار كل مخلوق بصفاته المستقلة كائن آخر غير أصله المخلوق منه
· كل الوجود والمخلوقات خلق من الماء .. وجعلنا من الماء كل شئ حى
· الوجود حى وجزئيات وجوده تموت وتعود للحياة فى دورات أبدية
· لم يخلق الوجود من عدم ولا يوجد فراغ لأن الفراغ ينفى الوجود والعدم ينفى الوجود ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياْء .. أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
· وطالما أن اصل الوجود هو الماء أو بالأحرى ذرة الهيدروجين ومع الضغط ودرجات الحرارة تكونت جميع المواد وكل أشكال الطاقة المعروفة والغير معروفة
· نعرف الآن أن الجان تم خلقهم فى مرحلة وجودية معينة وأصلهم النار وكذلك الملائكة ثم أخيرا الإنسان من الطين وهو وجود متأخر جدا
· وحيث أن الحقيقة العلمية تقول أن الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم تتوافق وحقيقة أن السموات والأرض كانتا رتقا أى أصل واحد وبعد الفتق صار كل شئ
· المادة يمكن تحويلها الى طاقة صرفة وكذلك الطاقة يمكن تحويلها مادة صرفة والمادة تتحول الى طاقة تبعا لنظرية أينشتين وتتناسب عكسيا مع مربع سرعة الضوء
· بعد خلق الجن والملائكة والبشر أصبح لكل صفات وطبيعة مختلفة عن أصل خلقه وكثير من المخلوقات خفى علينا لذا سمى كل خفى.. جن !
· هناك يقين بوجود اشكال من الحياة والسموات تعج بمخلوقات عديدة ذكرها الله لنا وكثير منها لا نعرف عنه شئ
· لاتستطيع أن تجزم علميا بغير ذلك ، لذلك لا تستطيع شرح كيفية تصرف أى كائن من تلك المخلوقات التى هى خفية عنا إلا كما قال الله سبحانه وتعالى .
· ونعرف أن الكائنات تعيش مع بعضها بالتكافل أو التطفل وبطرق يعرفها العلم وطرق لا يعرفها العلم .
· هناك ظواهر فيزيائية وسيكلوجية يتصورها البعض تواصل والجن أو معايشة بشكل أو بآخر وقد تكون كذلك ، ولكنها تبقى غير مفهومة وغير مدركة ولا يستطيع أذكى الناس الجزم بها ، لذا يفترق الناس وكل لديه أدلة نقلية وعقلية .
· ولكن الله سبحانه وتعالى يقول أن الجن أمم مثلنا ويربط الله بيننا وبينهم فى الخلق والحياة والمصير فى كثير من الآيات ..
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) الجن
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) الأحقاف
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الأنعام
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الأنعام
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف
قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) النمل
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41 سبأ
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس
· ونرى هنا أن فعل كل من الجنة والناس الوسوسة
· تساوى الجنة والناس فى التكليف
· من الجنة والناس شياطين يوسوس كل منهم للآخر ولقبيله
· أمم عديدة وبصفات وقدرات مختلفة
· كل منا لا يعلم الغيب
· كل منا يحاول اجتياز أقطار السموات والأرض
· بعض الناس يعبدون الجن ويستعين بهم على الغير كما يستعين الانسان بآخر
· وبعض الناس يعبدون الناس أو يتخذون من شياطين الجن والإنس أولياء من دون الله
· الملائكة تنكر عبادة الناس لهم وتقر بعبادتهم الجن وذلك يعنى أن أمم الجن غير أمم الملائكة
· شياطين الجن والإنس أعداء لأنبياء الله
· الجن والإنس قرناء لأتباعهم
· الظالمون أولياء للظالمين من الجن والإنس وبعضهم أولياء بعض وبعضهم استمتغ بغواية الآخر والآخر استمتع بقبول ولايته
ليس هناك ما يدل من القرآن على أن جسم الانسان هيكل يسكنه الجن أو الشيطان ولكن النصارى يعتقدون أن جسم الانسان هيكل للشيطان والروح القدس والله ، بينما القرآن يقرر أن العلاقة علاقة غواية ووسوسة وولاية .
لم أدرس الأمر من خلال سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، ذلك بحث آخر يستكمل بعون الله لمن يستطيع وقد أحاول لاحقا
تناول الموضوع أخ كريم آخر وطرح الموضوع طرحا يستوفى ما لم أكن قد قمت بدراسته قائلا :
اقتباس :
الأخ بن ياسر
السنة أثبتت أنهم يدخلونجسم الأنسان . وهذا أمر أجمع عليه السلف من الصحابة والتابعين .
ولم يرده سوى المبتدعة من المعتزلة ومن تبعهم .
وقدم رواية تحسم الأمر بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان
اقتباس :
روى ابن ماجة فى سننه (3548 )وصححه الألبانى .
عن عثمان بن أبي العاص قال"لما استعملني رسولالله صلى الله عليه و سلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي . فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال
: ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت نعم يا رسول الله قال ( ماجاء بك ؟ ) قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال ( ذاك الشيطان . ادنه ) فدنوت منه . فجلست على صدور قدمي . قال فضرب صدري بيده وتفلفي فمي وقال ( اخرج . عدو الله ) ففعل ذلك ثلاث مرات . ثم قال ( الحق بعملك ) قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطنيبعد
ولأنى أجد معنى آخر للحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الشيطان أن يخرج بوسوسته من صدر عثمان بن العاص ، ولا يعنى خروجه هو ذاته ، لأن الرواية لم تستكمل كيف خرج وبماذا عوقب وما كان شكله ؟! ، ذلك يقطع أن ما عناه الرسول عليه الصلاة والسلام ، الوسوسة ، وأطلق اسم الشيطان كله بدلا من فعله ، وخصوصا وأن الشيطان ليس له فعل إلا الغواية والوسوسة ولا يعرف إلا به .
وأستكملت بعون الله مقدما روايات بضرب الصدر دون تفل بغرض كف وسوسة الشيطان وإخراج غمزه ولمزه من الصدور .
قائلا :
أخى
أعنى عندما تكون المسألة خلافية بين علماء الأمة أختار ما يوافق ظاهر القرآن
حاولت البحث عما يفيدنى ولم أجد مايقطع ويشفى المتسائل المتشكك
ولكن ما وجدته يوافق ما طرحت إلى حد ما
وهاهو
تفسير الطبرى فى القول فى اللغة التى نزل بها القرآن ( المكتبة الشاملة )
32- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى -[و] عن ابن أبي ليلى عن الحكم- عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ قال: دخلتُ المسجدَ فصليتُ، فقرأتُ النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم جاء رجل آخر فقرأ خِلافَ قراءتِنا، فدخل نفسي من الشكّ والتكذيب أشدُّ مما كنتُ في الجاهلية، فأخذتُ بأيديهما فأتيتُ بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين. فقرأ أحدُهما، فقال: أصبتَ. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبتَ. فدخل قلبي أشدُّ مما كان في الجاهلية من الشكّ والتكذيب، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: أعاذك الله من الشكّ، وأخْسَأ عنك الشيطانَ. قال إسماعيل: ففِضْتُ عرقًا -ولم يقله ابنُ أبي ليلى- قال: فقال: أتاني جبريلُ فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: إن أمتي لا تستطيعُ. حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردة رُدِدتها مسألة. قال: فاحتاجَ إليّ فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم (1) .
(1) الحديث 32- هو بإسنادين، أحدهما متصل صحيح، والآخر ظاهره الاتصال. وسنبين ذلك تفصيلا، إن شاء الله.
وقد وقع هنا في نسخ الطبري خطأ من الناسخين، بحذف واو العطف قبل قوله "عن ابن أبي ليلى عن الحكم". ولذلك زدناها بعلامة الزيادة [و]. بأنا على يقين أن حذفها يجعله إسنادًا واحدًا، ويكون إسنادًا مضطربًا لا يفهم.
والذي أوقع الناسخين في الخطأ، والذي يوقع القارئ في الاشتباه والاضطراب، تكرار "عن ابن أبي ليلى" في الإسناد. وهما اثنان، بل ثلاثة: فالأول صرح باسمه فيه، وهو: "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، والثاني: "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" عم عيسى، والثالث: "عبد الرحمن بن أبي ليلى" التابعي.
فالطبري روى هذا الحديث عن أبي كريب محمد بن العلاء عن وكيع بن الجراح. ثم يفترق الإسنادان فوق وكيع:
فرواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد "عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى"، وهو "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".
ورواه وكيع أيضًا "عن ابن أبي ليلى"، وهو "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، عن الحكم، وهو "الحكم بن عتيبة".
ثم يجتمع الإسنادان مرة أخرى:
فيرويه "عبد الله بن عيسى" عن جده "عبد الرحمن بن أبي ليلى" عن أبي بن كعب، كالإسنادين الماضيين 30 ،31 . وهو إسناد متصل.
ويرويه الحكم بن عتيبة عن "ابن أبي ليلى"، وهو "عبد الرحمن" عن أبي بن كعب، وهذا إسناد ظاهره الاتصال، إلا أن فيه شبهة الانقطاع، لأن الحكم بن عتيبة وإن كان يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كثيرًا، إلا أنه في هذا الحديث بعينه رواه عنه بواسطة مجاهد، كما سيأتي في الأسانيد رقم: 34-37، وفيما سنذكر هناك إن شاء الله من التخريج.
ومن المحتمل جدًا أن يكون الحكم سمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى نفسه، وسمعه من مجاهد عنه، فرواه على الوجهين. وهذا كثير في الرواية، معروف مثله عند أهل العلم.
وإذا لم يكن الحكم سمعه من "عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فتكون الرواية التي هنا -كالرواية التالية رقم: 33- خطأ من "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فإنه وإن كان فقيها صدوقًا، إلا أنه "كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث"، كما قال الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
وليعلم أن "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" كان أصغر من ابن أخيه "عبد الله بن عيسى ابن أبي ليلى"، وكان يروي عنه، ولا يروي عن أبيه "عبد الرحمن" إلا بالواسطة، وأما ابن أخيه "عبد الله بن عيسى" فقد أدرك جده وروى عنه مباشرة.
وعلى كل حال فالحديث صحيح بالروايات المتصلة، ولا تؤثر في صحته رواية محمد بن عبد الرحمن إن ظهر عدم اتصالها.
38- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب أنه قال: سمعتُ رجلا يقرأ في سورة النحل قراءةً تخالِفُ قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءةً تخالف ذلك، فانطلقتُ بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل، فسألتُهما: من أقرأهما؟ فقالا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. ثم قال للآخر: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. قال أبيّ: فوجدتُ في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمرّ وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب بيده في صدري، ثم قال: اللهمّ أخْسئ الشيطانَ عنه! يا أبيّ، أتاني آتٍ من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ واحدٍ. فقلت: ربِّ خفف عني. ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، وقلت مثله. ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآنَ على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. فقلت: يا رب اغفر لأمتي، يا رب اغفر لأمتي. واختبأتُ الثالثة شفاعةً لأمتي يوم القيامة (2) .
(2) الحديث 38- هذا الإسناد نقله ابن كثير في الفضائل: 56-57 ، وقال: "إسناد صحيح". وأشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح 9: 21 . وعبيد الله، الراوي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى: هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو إمام ثقة حجة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكان أحمد بن حنبل يقدمه على مالك وعلى غيره في الرواية عن نافع، ويقول: "عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية". وفي ترجمته في التهذيب 7: 40: "وقال الحربي: لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى". وأنا أرجح أن هذا خطأ من الحربي، فإن عبد الرحمن مات سنة 82 أو 83، وعبيد الله مات سنة 144 أو 145 ، فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في إثبات اتصال الرواية، إذا لم يكن الراوي مدلسًا، وما كان عبيد الله ذلك قط. ولذلك جزم ابن كثير بصحة الإسناد.
وقوله في المرة الأولى "رب خفف عنى"، في الفضائل لابن كثير "رب خفف عن أمتي".
39- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عُبيد الله بن عمر، عن سيَّارٍ أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رَفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر أن رَجُلين اختصما في آية من القرآن، وكلٌّ يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه، فتقارآ إلى أبيّ، فخالفهما أبيّ، فتقارَؤُا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: اقرأ. قال: فقرأ، فقال: أصبتَ. وقال للآخر: اقرأ. فقرأ خلافَ ما قرأ صاحبُه، فقال: أصبتَ. وقال لأبيّ: اقرأ. فقرأ فخالفهما، فقال: أصبتَ. قال أبيّ: فدخلني من الشكّ في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دَخل فيّ من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في وجهي، فرفع يدَه فضرب صدري، وقال: استعذْ بالله من الشيطان الرجيم، قال: ففِضْتُ عرَقًا، وكأني أنظرُ إلى الله فَرَقًا. وقال: إنه أتاني آتٍ من ربيّ فقال: إن ربَّك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء الثالثة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاءني الرابعة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. قال: قلت: ربِّ اغفر لأمتي، رب اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعةً
قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف (1) .
وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
القول في تأويل الاستعاذة
تأويل قوله: { أَعُوذُ } .
قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: { أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي.
تأويل قوله: { مِنَ الشَّيْطَانِ }
قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ } [سورة الأنعام: 112] ، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ.
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي.
136- حدثنا بذلك يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر (1) .
قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير. وقد قيل: إنه أخذ من
__________
(1)الأثر: 136 نقله ابن كثير في التفسير 1: 32 من رواية ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال "إسناده صحيح". وذكر الطبري في التاريخ 4: 160 نحو معناه بسياق آخر، بدون إسناد.
قول القائل: شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت. ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ ... فبانَت، والفؤادُ بها رَهِينُ (1)
والنوى: الوجه الذي نَوَتْه وقصَدتْه. والشَّطونُ: البعيد. فكأن الشيطان - على هذا التأويل - فَيعَال من شَطَن. ومما يدلّ على أن ذلك كذلك، قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّمَا شاطِن عَصَاه عَكاهُ ... ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ (2)
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن".
تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
وأما الرجيم فهو: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون. وتأويل الرجيم: الملعون المشتوم. وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم. وأصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ } [سورة مريم: 46].
وقد يجوز أن يكون قِيل للشيطان رجيمٌ، لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب (3)
__________
(1) زيادات ديوانه: 20 .
(2) ديوانه: 51، واللسان (شطن) و (عكا). وعكاه في الحديد والوثاق: شده شدًّا وثيقًا. والأكبال جمع كبل: وهو القيد من الحديد. وأظنه أراد هنا البيت في السجن المضبب بالحديد، من قولهم: كبله كبلا: حبسه في سجن. هذا ما أستظهره من سياق الشعر.
(3) الشهب، جمع شهاب: وهو الشعلة من النار، ثم استعير للكوكب الذي ينقض بالليل. والثواقب، جمع ثاقب: وهو المضيء المشتعل.
وقد رُوي عن ابن عباس، أن أول ما نزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الاستعاذة.
137- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سَعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق: 1]. قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل (1) .
فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه.
__________
(1) الحديث 137- نقله ابن كثير في التفسير 1: 30 عن هذا الموضع من الطبري، وقال: "وهذا الأثر غريب! وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا". وسيرويه الطبري بعد ذلك، برقمي 138، 139، بهذا الإسناد نفسه، بأطول مما هنا. وسنذكر الضعف الذي أشار إليه ابن كثير: وقوله "استعذ" ليست في المطبوعة.
أما عثمان بن سعيد، فهو الزيات الأحول، مترجم في التهذيب، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3\ 1\ 152، وروى عن أبيه أنه قال: "لا بأس به". وأما بشر بن عمارة، فهو الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير 1\ 2\ 81 "تعرف وتنكر"، وقال النسائي في الضعفاء: ص 6 "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين: ص 125 رقم 132: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته"، وأما شيخه أبو روق - بفتح الراء وسكون الواو - فهو عطية بن الحارث الهمداني، وهو ثقة، وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به".
وأما الانقطاع الذي أشار إليه ابن كثير، فمن أجل اختلافهم في سماع الضحاك بن مزاحم الهلالي من ابن عباس. وقد رجحنا في شرح المسند: 2262 سماعه منه.
وكفى ببشر بن عمارة ضعفًا في الإسناد، إلى نكارة السياق الذي رواه وغرابته!!
صحيح البخارى
بَاب الْأَسِيرِ أَوْ الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ 461 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ{هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا
أخى
عندما ضرب سيدنا رسول الله على صدر المتشكك المرتاب كف وسوسة الشيطان ولم يخرج الشيطان ، وكاد يربط أحدهم على سارية المسجد ، وذلك يعنى أنه ليس بنار تحرق المسجد
علماء الأمة مجتهدون ويخطئ البعض ويصيب البعض ، وكمسلم أرفض سباب المسلم العادى فما بالك بعالم من علماء الأمة ، قد يوجد لدى الشيعة من يسب الصحابة ومنا من يسب الشيعة ويكفرهم ، ولا نعنى بذلك أنهم مشركون ن وعلى أية حال ليس هذا موضوعنا ، ولكن سباب المسلم فسق وقتاله كفر ، وهنا فى ذلك الموقع نمنع ويتم حذف سباب المشركين الذين يسبوننا ويبيدوننا فى كل مكان ، قس على ذلك أخى
لنستمر فى المحاجة بغرض البحث والتعلم إن أضفت أنت أو غيرك ما أتعلم منه فتلك غايتى ومرادى ، حوارنا يستفزنى للقراءة والبحث والتغكر وتلك عبادة
المسيحى يعتبر الجسم هيكل للشياطين وكان المسيح يطردهم من الأجسام وتشعر عندما تقرأ الأناجيل أن تلك الروايات مقحمة ، لأن أخراج الشياطين فعل أصيل من أفعال الشعوذة ولوكان ذلك مقبولا فى الاسلام لما منعنا سيد الخلق والعلم والخلق معز الإنسان الذى علمنا أن أكرمنا أتقانا وليس أغنانا أو أقوانا أو ألحننا فى القول من إتيان العرافين واعتبر تصديقهم كفر .
تلك إذن دعوة لإعلاء شأن العقل وقيمة العلم والقراءة سجلها القرآن على العالمين شهادة للإسلام والمسلمين وحيث لا كهانة ولا عرافة تجد العقل ويكون الإسلام .سلمت أخى وطبت نفسا وعظمت عقلا وسما قلبك
أشكر اهتمامك بما كتبت وأعتز به ، وأقرأ كتاباتك وتعجبنى وتبهرنى
ووجدت أن الموضوع حقا فى حاجة للدراسة والتوسع ، ورغم أنى لست متخصصا وأهل لذلك استعنت بالله ، وسالته السداد والتوفيق ، وأسألكم أيضا رد ما ذهبت اليه إن خالف القرآن والسنة بحجج وأسانيد تفيد القارئ ، وتعلمنى ، ولسوف أستمر فى الحوار حتى آتى بيقين لى وللكافة ، فاجتهدوا معنا ، لنخرج بعلم ومعرفة وتعليم وتعلم .
مجادلات حول الجن
اقتباس :
هناكظواهر فيزيائية وسيكلوجية يتصورها البعض تواصل والجن أو معايشة بشكل أو بآخر وقدتكون كذلك ، ولكنها تبقى غير مفهومة وغير مدركة ولا يستطيع أذكى الناس الجزم بها ،لذا يفترق الناس وكل لديه أدلة نقلية وعقلية
هنا قررنا افتراق الناس وكل لدية أدلة نقلية وعقلية ، فى أول رسالة أكتبها ، ولكن غيرة أخى الباحث السلفى ، غلبت على درسه لما كتبت ، فاتهمنى فغضبت ، لأن الأفضل من ذلك ، أن يظل فى الموضوع ويضحض فكرى وتوجهى ، قد أكون فى طرحى شابهت المعتزلة ، وذلك شرف لا أدعيه .
كما أنى أختلف معكم عن فهمكم عن العلماء ، ولا أدعى أن فهمى هو الأصح
العالم : هو شخص فكر واجتهد ولعله يصيب فله أجران ولعله يخطئ فيأجره الله أجرا ، وتلك عظمة الإسلام والمسلمين ، حاكونا المسيحيون الآن ، ونقف نحن ونخاف الاجتهاد والتفكر ، ليس الإجماع بمانع من الاجتهاد ، وليس لمجتهد أن يصادر حق اجتهاد الآخرين
المتعلم : هو شخص يقرأ الجميع ويدرس الجميع ولا يكون أى منهم ويكون نفسه طوال الوقت ويتبنى أصح ما لدى الجميع ، فكل يؤخذ منه ويرد إلا سيد الخلق وأشرفهم وأعظمهم ، لو لم يكن نبيا لكان عظيمنا ، وعظيم البشر ، فما قام به من دعوة وتعليم وصنع لدولة ثم لأمة ووحده وقليل من الصابرين ، ذلك فى حد ذاته ، عظمة ما بعدها عظمة ، وجلال ما بعده جلال .
العالم المعاصر : هو سلف للأجيال القادمة وهو أهل ومجاز للقول فى الدين ويقبل ويرد بعلمه من السلف ، فلو كان كل ما أتانا من السلف مصيب وقاطع لما سار الجدل ، ولكنه كان مصيبا وقاطعا فى زمنهم وكافيا ووافيا ولكنه الآن ليس كذلك ، ونتناقش لذلك السبب ، وهى قاعدة عامه أعتقدها ، لوظل الجدل يثور ويدور حول قضية ما ، فذلك قطع بعدم قبول الإجماع ، خصوصا وأنه باب للمفسدة ، فكم من عاهرة أدعت زواجها من الجن وتنجب وينقسم الناس حول شرفها ، والحقيقة الغائبة ، هل كان الزواج شرعيا أم انها مجامعة ، ثم كيف تكون ، والقرآن قطع بأن من الجن الرجال ، وذلك يعنى أن منهم النساء ، فلو تزاوجنا وصح الزواج وأثمر إنسانا كاملا فذلك يعنى أن الجن مثلنا تماما ، فهل وجدنا شخص أدعى زواجه من الجن أثمر هجينا أو أثمر بشر خفيا .
المسلم كالنحل يقف على كل الأزهار ولكنه ينتج شيئا واحدا فى النهاية حلو وطيب
غضبت لأننا تحولنا من مناقشة الموضوع لمجادلات واتهامات شخصية ، وربما لوصبر الرجل لوجدنى ، مصيبا أو مخطئا ، ولاعترفت له بالفضل ، أنا كرياضى وبطل منذ نعومة أظافرى أعتدت على ذلك واقبله ، ولكنى أخوض موضوعاتى بقوة ما أملك من معرفه ، وبقدر ما يلهمنى الله ، وقد تكون طروحاتى تشابه طروحات المعتزلة وأصل لنتيجة يصل لها السنة ، وقد انتهج نهج السنة وأذهب لنتيجة أقرها المعتزلى أو أى من المتكلمة ، ولكنى لست من هؤلاء جميعا ، أنا مسلم وكفى ولا أدعى أنى سنى أو غير ذلك ، فتلك مسئولية لا أستطيع أن أتحملها لأنى اتعلم ولست عالما ، واناقش لأتعلم ونلقى الضوء على مشكلة غير مبلوعة ولا مهضومة .
اقتباس :
ولكن الله سبحانه وتعالى يقول أن الجن أمممثلنا ويربط الله بيننا وبينهم فى الخلق والحياة والمصير فى كثير من الآيات ..
وهنا قلنا أن الله قرر مثلية أمم الجن لنا ونسب لهم صفات خارقة وقدرات عالية وذلك يتفق مع خلقهم قبل البشر بزمن هائل ، خلق الجان من ألسنة اللهب الناتجة من الإنفجار الكونى الأول ، وذلك يعنى أنها خلقت بعد الملائكة التى خلقت من النور الذى هو أسبق وأسرع انتشارا فى الوجود من اللهب ، والملائكة بذلك تكون أول المخلوقات بفروق زمنية هائلة . "" روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى وخلق الجان من مارج من نار قال من خالص النار ومن طريق الضحاك عن بن عباس قال خلقت الجن من مارج وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت """
إن كان الإنسان قد تطور وكاد يجوب أقطار السموات والأرض فما بالك بمخلوقات خلقت فائقة لتكون جزءا من عمارة الكون وآيات وجوده وكانت فعلا تجوب السموات والأرض فيما قدره الله ، لنتحرى أوصاف الجان من القرآن لنحدد السمات الأساسية والعامة لهم .
· السمع والكلام
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) الجن
· العقل والرشد
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَبِرَبِّنَا أَحَدًا(2)الجن
· السفه والظن والكذب
وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا(4)وَأَنَّاظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5)الجن
· رجال كرجال الإنس
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍمِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6)الجن
· يلمسون السماء
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْحَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا(8)الجن
· يتسمعون إلى ما يدور فى السماء وتلك قدرة عصية على الإنسان حتى تاريخه وحتى أنهم القوة ويترصدهم حرس شديد وشهب
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُمِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًارَصَدًا(9)الجن
· وأنهم لا يعرفونقدر فى الأرض ولا يعرفون ما يريد بهم ( بضمير الغائب ) ربهم وزيادة فى التاكيد على ذلك أقروا مغايرتهم للبشر بالتحدث عن نفسهم بضمير المتكلم الجمعى وليس على سبيل التعظيم وأنا منا ...
1. وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) الجن
2. وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا(11)وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِيالْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)وَأَنَّا لَمَّاسَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًاوَلَا رَهَقًا(13)الجن
· يبعث الله الرسل للجن والإنس منهم فيعاديه شياطين الجن والإنس
1. يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَعَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَاعَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130)ذَلِكَأَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ(131)الأنعام
2.
· لا يعلمون الغيب مثلنا
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىمَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّتَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِيالْعَذَابِ الْمُهِينِ(14)سبأ
· لكل من الجن والإنس قرناء غواية
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْمِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(25)فصلت
· لهم آذان وقلوب وعيون وإذا ما استخدموها بلا بصير وفقه صاروا كالأنعام وأضل أى أنهم ليسوا أنعام ، وهم لذلك الغافلون ، وحواسهم غافلة عن الاستبصار
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف
ويشرحها بن كثير بما يوفى المعنى والغرض...
يقول تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم} أي خلقنا وجعلنا لجهنم {كثيراً من الجن والإنس} أي هيأناهم لها وبعمل أهلها يعملون, فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلق علم ما هم عاملون قبل كونهم فكتب ذلك عنده في كتاب قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, كما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء».
وفي صحيح مسلم أيضاً: من حديث عائشة بنت طلحة عن خالتها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم, وخلق النار وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم», وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود: «ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد» وتقدم أن الله لما استخرج ذرية آدم من صلبه وجعلهم فريقين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال قال «هؤلاء للجنة ولا أبالي, وهؤلاء للنار ولا أبالي» والأحاديث في هذا كثيرة ومسألة القدر كبيرة ليس هذا موضع بسطها, وقوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها} يعني ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سبباً للهداية, كما قال تعالى: {وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله} الاَية, وقال تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} هذا في حق المنافقين. وقال في حق الكافرين {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ولم يكونوا صماً ولا بكماً ولا عمياً إلا عن الهدى, كما قال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} وقال {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} وقال {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} وقوله تعالى: {أولئك كالأنعام} أي هؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يعونه ولا يبصرون الهدى, كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها إلا في الذي يقيتها في ظاهر الحياة الدنيا, كقوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} أي ومثلهم في حال دعائهم إلى الإيمان كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لا تسمع إلا صوته, ولا تفقه ما يقول. ولهذا قال في هؤلاء {بل هم أضل} أي من الدواب لأنها قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أنس بها, وإن لم تفقه كلامه بخلاف هؤلاء, ولأنها تفعل ما خلقت له إما بطبعها وإما بتسخيرها بخلاف الكافر, فإنه إنما خلق ليعبد الله ويوحده فكفر بالله وأشرك به, ولهذا من أطاع الله من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده, ومن كفر به من البشر كانت الدواب أتم منه, ولهذا قال تعالى: {أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.
· تحدى الله سبحانه وتعالى بالإتيان بمثل القرآن للإنس والجن يظاهر بعضهم بعضا ، وذلك يعنى أن شانهم كبير ليتحداهم الله
1. قُلْلَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَاالْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)الإسراء
2. يَا مَعْشَرَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)الرحمن
نحن أمام ربط دائم بين الجن والإنس باعتباره أمة مثلنا تشترك معنا فى الصفات ، إنها مثلية واسعة المدى
لكن علاقة إبليس وهو من الجن بالملائكة والله وآدم لها شأن آخر ، حيث يتعالى إبليس على آدم لسبقه فى الخلق ومن نار بينما آدم مخلوق من طين ، ولقدراته العظيمة وخلقه الهائل تشابه والملائكة ، وظن بكبره وتعاليه ، أنه صار كالملائكة ، ولما أمر الله الملائكة بالسجود غواية لإبليس ليفضح كبره ، انكشف وعصى ، ، وقدر ذلك الله تقديرا .
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص
· إبليس استكبر وأبى السجود لآدم تعاليا بسبب جهله واعتقاده أن النار افضل من الطين ، إبليس يجهل أن كل من النار والطين حالة وجودية لشئ واحد ، ذلك إنما يعنى أن الكفر مرده الجهل والكبر ، وذلك يعنى أن إبليس يفهم جيدا أن سجوده لآدم سجود تعظيم وليس سجود عبادة ، فكيف يسجد لمن هو أدنى منه
· لكن الملائكة وقد جبلوا على طاعة الله المطلقة كان لهم رأى آخر فى آدم ، ذلك أنهم على علم وهم فائقى القدرة ، أن آدم سيفسد ويسفك الدماء
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة
· تبين للملائكة أن العلم سبب سجود التعظيم وليس أصل خلق كل من منهم
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)الأعراف
· إبليس من الجن وليس من الملائكة
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف
· ليس لإبليس من سلطان على البشر
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) سبأ
· نخلص من الآيات السابقات أن الله يعلم آدم والملائكة والجن ما يلى
1. الفرق بين السجود لله والسجود لغير الله ، فهو لله عبادة ولغيره شرك
2. هناك سجود تعظيم ، ليس بسبب أصل خلق مخلوقات الله ، أى ليس بسبب الجنس أو الجاه أو غيره وإنما يكون سجود التعظيم للعلماء فقط ، وما عداه رياء وشرك
3. إبليس كان أمام خيارين أمام أمر السجود ، إما السجود وكبره يمنعه ، أو العصيان ويدرك عقوبته
4. أعتبر أمر السجود غواية من الله فأقسم ليقعدن لعباده من البشر الصراط المستقيم ، وليغوينهم ، وليضلنهم ، وأقسم بعزة الله وجلاله ، ولم يكفر بالله وإنما عصاه ،" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص " ، " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)" الحجر ، " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) " الاسراء
5. حدد إبليس الاتجاهات التى يأتى الإنسان منها ، من الأمام والخلف واليمين واليسار ، وليس منها الدخول فى الإنسان " ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) " الأعراف
6. ليس لأبليس سلطان على البشر إلا بقدر استسلامهم للغواية وليس للقهر ودخول الشيطان فى جسم الإنسان قهرلعقله وجسمه وبهذا يفقد الانسان التكليف " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) سبأ
7. تحدى الله كل من الجن والإنس فى الإتيان بمثل القرآن وذلك يعنى آنه أهل ليتحداه الله ، وتحدى الله له تعظيم
8. لذلك يجب البحث فى السنة عن معنى للجن بشكل عام ، كى نتحقق هل هناك جن غير الجن المكلف والذى يرسل الله لهم الرسل " يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَعَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَاعَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130)ذَلِكَأَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ(131)الأنعام " ، وحدد الخطاب الموجه لكل من الجن والإنس أن الرسل ترسل اليهم من كل منهم .
9. نحن أما م كيان يكاد من مثليته أن يكون على هيئة البشر وانه مثلنا فى التكليف والثواب والعقاب ، ذلك من الغيب يعلمه الله ورسوله ، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب الناس بلغتهم وتختلف أفهام الناس فى التلقى والتفسير والتأويل ، لكن الله سبحانه وتعالى قد ترك لنا ميزان تبقى ألفاظه قاطعة وجامعة ومانعة فى كل الأزمان ومع كل الأذهان والأفهام ، وتلك نعمة يفتقدها أهل الكتاب .
لذلك علينا زيادة فى البحث ، هل هناك فى السنة ما يقطع بتلبس الشيطان للجن ، وهل معناه قاطع ولا يحتمل ما فى لغة العرب من تشبيه واستعارة وكناية وجناس وغيره ، وعلى ضوء ذلك ، قد نذهب ليقين أو يبقى الأمر معلقا للجدال ، حتى يتكشف الموضوع تكشفا ، وأنا أرى أن القرآن فى معناه الظاهر هو المهيمن ، ولنذهب جميعا للحوار فى الموضوع دون الدخول فى مهاترات شخصية أو مصادرة من أى نوع .
اقتباس:
روى ابن ماجة فى سننه (3548 )وصححه الألبانى .
عن عثمان بن أبي العاص قال"لمااستعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على الطائف جعل يعرض لي شيء فيصلاتي حتى ما أدري ما أصلي . فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى اللهعليه و سلم . فقال
: ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت نعم يا رسول الله قال ( ماجاء بك ؟ ) قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال ( ذاك الشيطان . ادنه ) فدنوت منه . فجلست على صدور قدمي . قال فضربصدري بيده وتفل في فمي وقال ( اخرج . عدو الله ) ففعل ذلك ثلاث مرات . ثم قال ( الحق بعملك ) قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد ".
ظاهر الكلام أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخرج الشيطان
1. لكن الرسول قال لمحدثه " ذاك الشيطان . ادنه" فلو كان عثمان بن أبى العاص قادرا على ذلك فكيف قدر عليه الشيطان ؟!
2. ألا تقبل اللغة أن أخرج فعلك عدو الله الذى أدى بعثمان للحال الذى هو فيها
ثم أتيت لكم بما يفيد أن الرسول ضرب الصدر بغرض كف الوسوسة وفعل الشيطان أو الجن من شرح الطبرى رضى الله عنه ..... ""
وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته. """""
تفسير الطبرى فى القول فى اللغة التى نزل بها القرآن ( المكتبة الشاملة )
32- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى -[و] عن ابن أبي ليلى عن الحكم- عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ قال: دخلتُ المسجدَ فصليتُ، فقرأتُ النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم جاء رجل آخر فقرأ خِلافَ قراءتِنا، فدخل نفسي من الشكّ والتكذيب أشدُّ مما كنتُ في الجاهلية، فأخذتُ بأيديهما فأتيتُ بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين. فقرأ أحدُهما، فقال: أصبتَ. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبتَ. فدخل قلبي أشدُّ مما كان في الجاهلية من الشكّ والتكذيب، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: أعاذك الله من الشكّ، وأخْسَأ عنك الشيطانَ. قال إسماعيل: ففِضْتُ عرقًا -ولم يقله ابنُ أبي ليلى- قال: فقال: أتاني جبريلُ فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: إن أمتي لا تستطيعُ. حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردة رُدِدتها مسألة. قال: فاحتاجَ إليّ فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم (1) .
(1) الحديث 32- هو بإسنادين، أحدهما متصل صحيح، والآخر ظاهره الاتصال. وسنبين ذلك تفصيلا، إن شاء الله.
وقد وقع هنا في نسخ الطبري خطأ من الناسخين، بحذف واو العطف قبل قوله "عن ابن أبي ليلى عن الحكم". ولذلك زدناها بعلامة الزيادة [و]. بأنا على يقين أن حذفها يجعله إسنادًا واحدًا، ويكون إسنادًا مضطربًا لا يفهم.
والذي أوقع الناسخين في الخطأ، والذي يوقع القارئ في الاشتباه والاضطراب، تكرار "عن ابن أبي ليلى" في الإسناد. وهما اثنان، بل ثلاثة: فالأول صرح باسمه فيه، وهو: "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، والثاني: "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" عم عيسى، والثالث: "عبد الرحمن بن أبي ليلى" التابعي.
فالطبري روى هذا الحديث عن أبي كريب محمد بن العلاء عن وكيع بن الجراح. ثم يفترق الإسنادان فوق وكيع:
فرواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد "عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى"، وهو "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".
ورواه وكيع أيضًا "عن ابن أبي ليلى"، وهو "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، عن الحكم، وهو "الحكم بن عتيبة".
ثم يجتمع الإسنادان مرة أخرى:
فيرويه "عبد الله بن عيسى" عن جده "عبد الرحمن بن أبي ليلى" عن أبي بن كعب، كالإسنادين الماضيين 30 ،31 . وهو إسناد متصل.
ويرويه الحكم بن عتيبة عن "ابن أبي ليلى"، وهو "عبد الرحمن" عن أبي بن كعب، وهذا إسناد ظاهره الاتصال، إلا أن فيه شبهة الانقطاع، لأن الحكم بن عتيبة وإن كان يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كثيرًا، إلا أنه في هذا الحديث بعينه رواه عنه بواسطة مجاهد، كما سيأتي في الأسانيد رقم: 34-37، وفيما سنذكر هناك إن شاء الله من التخريج.
ومن المحتمل جدًا أن يكون الحكم سمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى نفسه، وسمعه من مجاهد عنه، فرواه على الوجهين. وهذا كثير في الرواية، معروف مثله عند أهل العلم.
وإذا لم يكن الحكم سمعه من "عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فتكون الرواية التي هنا -كالرواية التالية رقم: 33- خطأ من "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فإنه وإن كان فقيها صدوقًا، إلا أنه "كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث"، كما قال الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
وليعلم أن "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" كان أصغر من ابن أخيه "عبد الله بن عيسى ابن أبي ليلى"، وكان يروي عنه، ولا يروي عن أبيه "عبد الرحمن" إلا بالواسطة، وأما ابن أخيه "عبد الله بن عيسى" فقد أدرك جده وروى عنه مباشرة.
وعلى كل حال فالحديث صحيح بالروايات المتصلة، ولا تؤثر في صحته رواية محمد بن عبد الرحمن إن ظهر عدم اتصالها.
38- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب أنه قال: سمعتُ رجلا يقرأ في سورة النحل قراءةً تخالِفُ قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءةً تخالف ذلك، فانطلقتُ بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل، فسألتُهما: من أقرأهما؟ فقالا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. ثم قال للآخر: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. قال أبيّ: فوجدتُ في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمرّ وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب بيده في صدري، ثم قال: اللهمّ أخْسئ الشيطانَ عنه! يا أبيّ، أتاني آتٍ من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ واحدٍ. فقلت: ربِّ خفف عني. ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، وقلت مثله. ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآنَ على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. فقلت: يا رب اغفر لأمتي، يا رب اغفر لأمتي. واختبأتُ الثالثة شفاعةً لأمتي يوم القيامة (2) .
(2) الحديث 38- هذا الإسناد نقله ابن كثير في الفضائل: 56-57 ، وقال: "إسناد صحيح". وأشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح 9: 21 . وعبيد الله، الراوي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى: هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو إمام ثقة حجة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكان أحمد بن حنبل يقدمه على مالك وعلى غيره في الرواية عن نافع، ويقول: "عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية". وفي ترجمته في التهذيب 7: 40: "وقال الحربي: لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى". وأنا أرجح أن هذا خطأ من الحربي، فإن عبد الرحمن مات سنة 82 أو 83، وعبيد الله مات سنة 144 أو 145 ، فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في إثبات اتصال الرواية، إذا لم يكن الراوي مدلسًا، وما كان عبيد الله ذلك قط. ولذلك جزم ابن كثير بصحة الإسناد.
وقوله في المرة الأولى "رب خفف عنى"، في الفضائل لابن كثير "رب خفف عن أمتي".
39- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عُبيد الله بن عمر، عن سيَّارٍ أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رَفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر أن رَجُلين اختصما في آية من القرآن، وكلٌّ يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه، فتقارآ إلى أبيّ، فخالفهما أبيّ، فتقارَؤُا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: اقرأ. قال: فقرأ، فقال: أصبتَ. وقال للآخر: اقرأ. فقرأ خلافَ ما قرأ صاحبُه، فقال: أصبتَ. وقال لأبيّ: اقرأ. فقرأ فخالفهما، فقال: أصبتَ. قال أبيّ: فدخلني من الشكّ في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دَخل فيّ من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في وجهي، فرفع يدَه فضرب صدري، وقال: استعذْ بالله من الشيطان الرجيم، قال: ففِضْتُ عرَقًا، وكأني أنظرُ إلى الله فَرَقًا. وقال: إنه أتاني آتٍ من ربيّ فقال: إن ربَّك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء الثالثة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاءني الرابعة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. قال: قلت: ربِّ اغفر لأمتي، رب اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعةً
قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف (1) .
وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
وأتينا من قول السلف أن الاستعاذة تعنى ، ""أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي. ""
اقتباس :
القول في تأويل الاستعاذة
تأويل قوله: { أَعُوذُ } .
قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: { أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي.
تأويل قوله: { مِنَ الشَّيْطَانِ }
قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ } [سورة الأنعام: 112] ، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ.
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي.
136- حدثنا بذلك يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر (1) .
قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير. وقد قيل: إنه أخذ من
__________
الأثر: 136 نقله ابن كثير في التفسير 1: 32 من رواية ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال "إسناده صحيح". وذكر الطبري في التاريخ 4: 160 نحو معناه بسياق آخر، بدون إسناد.
قول القائل: شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت. ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ ... فبانَت، والفؤادُ بها رَهِينُ (1)
والنوى: الوجه الذي نَوَتْه وقصَدتْه. والشَّطونُ: البعيد. فكأن الشيطان - على هذا التأويل - فَيعَال من شَطَن. ومما يدلّ على أن ذلك كذلك، قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّمَا شاطِن عَصَاه عَكاهُ ... ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ (2)
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن".
تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
وأما الرجيم فهو: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون. وتأويل الرجيم: الملعون المشتوم. وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم. وأصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ } [سورة مريم: 46].
وقد يجوز أن يكون قِيل للشيطان رجيمٌ، لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب (3)
__________
(1) زيادات ديوانه: 20 .
(2) ديوانه: 51، واللسان (شطن) و (عكا). وعكاه في الحديد والوثاق: شده شدًّا وثيقًا. والأكبال جمع كبل: وهو القيد من الحديد. وأظنه أراد هنا البيت في السجن المضبب بالحديد، من قولهم: كبله كبلا: حبسه في سجن. هذا ما أستظهره من سياق الشعر.
(3) الشهب، جمع شهاب: وهو الشعلة من النار، ثم استعير للكوكب الذي ينقض بالليل. والثواقب، جمع ثاقب: وهو المضيء المشتعل.
وقد رُوي عن ابن عباس، أن أول ما نزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الاستعاذة.
137- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سَعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق: 1]. قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل (1) .
فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه.
__________
(1) الحديث 137- نقله ابن كثير في التفسير 1: 30 عن هذا الموضع من الطبري، وقال: "وهذا الأثر غريب! وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا". وسيرويه الطبري بعد ذلك، برقمي 138، 139، بهذا الإسناد نفسه، بأطول مما هنا. وسنذكر الضعف الذي أشار إليه ابن كثير: وقوله "استعذ" ليست في المطبوعة.
أما عثمان بن سعيد، فهو الزيات الأحول، مترجم في التهذيب، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3\ 1\ 152، وروى عن أبيه أنه قال: "لا بأس به". وأما بشر بن عمارة، فهو الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير 1\ 2\ 81 "تعرف وتنكر"، وقال النسائي في الضعفاء: ص 6 "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين: ص 125 رقم 132: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته"، وأما شيخه أبو روق - بفتح الراء وسكون الواو - فهو عطية بن الحارث الهمداني، وهو ثقة، وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به".
وأما الانقطاع الذي أشار إليه ابن كثير، فمن أجل اختلافهم في سماع الضحاك بن مزاحم الهلالي من ابن عباس. وقد رجحنا في شرح المسند: 2262 سماعه منه.
وكفى ببشر بن عمارة ضعفًا في الإسناد، إلى نكارة السياق الذي رواه وغرابته!!
وأتينا أيضا بما يفيد أن النبى عليه الصلاة والسلام أمسك بالجن ، وتراجع عن ربطه فى ساريةالمسجد ، ويحتج آخرون بأن الجن لم يعد نار ، لأن النبى لم يحترق حين أمسك به والأنبياء معصومون كسيدنا إبراهيم ، ولكنا نحتج على كونه لم يعد نار ، بأن النبى كاد أن يربطه فى سارية المسجد ، فلو كان نارا لما قرر نبينا عليه الصلاة والسلام ربطه فى السارية .
أقتباس :
صحيح البخارى
بَاب الْأَسِيرِ أَوْ الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ 461 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ{هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا
عندما ضرب سيدنا رسول الله على صدر المتشكك المرتاب كف وسوسة الشيطان ولم يخرج الشيطان ، وكاد يربط أحدهم على سارية المسجد ، وذلك يعنى أنه ليس بنار تحرق المسجد
علماء الأمة مجتهدون ويخطئ البعض ويصيب البعض ، وكمسلم أرفض سباب المسلم العادى فما بالك بعالم من علماء الأمة ، قد يوجد لدى الشيعة من يسب الصحابة ومنا من يسب الشيعة ويكفرهم ، ولا نعنى بذلك أنهم مشركون ن وعلى أية حال ليس هذا موضوعنا ، ولكن سباب المسلم فسق وقتاله كفر ، وهنا فى ذلك الموقع نمنع ويتم حذف سباب المشركين الذين يسبوننا ويبيدوننا فى كل مكان ، قس على ذلك أخى
لنستمر فى المحاجة بغرض البحث والتعلم إن أضفت أنت أو غيرك ما أتعلم منه فتلك غايتى ومرادى ، حوارنا يستفزنى للقراءة والبحث والتفكر وتلك عبادة
المسيحى يعتبر الجسم هيكل للشياطين وكان المسيح يطردهم من الأجسام وتشعر عندما تقرأ الأناجيل أن تلك الروايات مقحمة ، لأن أخراج الشياطين فعل أصيل من أفعال الشعوذة ولوكان ذلك مقبولا فى الاسلام لما منعنا سيد الخلق والعلم والخلاق معز الإنسان الذى علمنا أن أكرمنا أتقانا وليس أغنانا أو أقوانا أو ألحننا فى القول من إتيان العرافين واعتبر تصديقهم كفر .
تلك إذن دعوة لإعلاء شأن العقل وقيمة العلم والقراءة سجلها القرآن على العالمين شهادة للإسلام والمسلمين وحيث لا كهانة ولا عرافة تجد العقل ويكون الإسلام .سلمت أخى وطبت نفسا وعظمت عقلا وسما قلبك
أشكر اهتمامك بما كتبت وأعتز به ، وأقرأ كتاباتك وتعجبنى وتبهرنى
وأتينا بما يفيد أن القرآن قد "" جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته. """
أقتباس :
وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
تعليق