مجادلات حول الإنس والجن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

binyaser اكتشف المزيد حول binyaser
هذا الموضوع مغلق.
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • binyaser
    1- عضو جديد
    • 21 ينا, 2007
    • 36

    مجادلات حول الإنس والجن




    دخول الشيطان جسم الانسان

    طرح موضوع دخول الجن جسم الإنسان ورأيت أن أناقش ذلك الطرح ، فاقتبست من أخ كريم طرحه لأبدأ النقاش
    اقتباس :
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فيما يلي تصور علمى لم
    يثبت باي حال من الأحوال وإن شئت قلت إنها نظرية لها شواهدها :
    خلق الإنسان من
    ما يمكن أن تسميه (مادة لها كتلة ولها حجم)
    خلق الجن من (مارج من نار) وهو كما
    قال ابن عباس رضى الله عنهما : من خالص النار .. وبأسلوب علمى أكثر دقة يمكن أنتقول : طاقة حرارية.
    وعلى الرغم من عدم وجود فصل مطلق بين المادة والطاقة
    (لأنهما صورتان لشيء واحد)
    إلا أننا على هذا التصور يمكن أن نفهم محدودية حركة
    الإنسان وبطء سرعته وكثافة مادته بكونه مادة لها كتلة وتشغل حيزاً منالفراغ.
    أما الجان فهم أسرع وينفذون من الأجسام الكثيفة أى أن لهم قدرة على
    الاختراق مثل أي طاقة وحركتهم أسرع ولا وزن لهم ومحدوديتهم لا تقارن أبداً بمحدوديةمادة الإنسان.
    ولهذا السبب نحن لا نرى الجن وهم يرونا لأن العين البشرية لها
    حدود فى اللإحساس بالموجات الإشعاعية وبالتالى التعرف عليها ورؤيتها.
    والأشعة
    الحرارية كغيرها من أنواع الموجات الأشعاعية لها القدرة على اختراقنا ، وهناكالكثير من التفسيرات العلمية حول تأثيرات الجن التى يمكن أن يحدثها فى الإنسانأهمها ويمكن أن تكون هي الحقيقية (الله أعلم) هو تغيير المجال الكهرومغناطيسيلأعضاء معينة فى الجسم نتيجة مرور الجن فى الجسد البشرى ...

    وقيل أن صعود
    الجن على أكتاف بعضهم البعض واختراقهم طبقات الجو للاستماع عما يدور فى ملكوت اللهتعالى ، يقال أنه تراكب موجى بناء يهدف إلى تقوية شدة الموجة.

    وقيل إن
    احتراق الجان بالشهاب ليس احتراقاً بالمعنى المفهوم فالجان ليس مادة تحترق بارتفاعدرجة الحرارة وإنما هو نتيجة وجود مجال كهرومغناطيسي قوى يحيط بالشهاب نظراًلاختراقه الغلاف الجوى للأرض وهذا المجال هو المسؤول عن تمدير البنية الموجية للجان، وبالتالى فناؤه.

    كل ما سبق تكهنات ونظريات لا تأكيد عليها
    ..

    وما
    يهمنا هنا : هل كل حرارة أحس بها معناها أن جنا مر أو نفذ من جسدي
    الواقع طبعاً
    .. لا

    لأنه إذا كان الإنسان من طين فهو ليس طيناً ، لكنه يحمل خصائص الطين
    من حيث كونه مجسم محدود ..... إلخ.
    كذلك الجان فهو ليس حرارة بالمعنى المفهوم ،
    لكنه يحمل الخصائص التى تتميز بها الموجات الإشعاعية عموماً.

    هذا والله أعلم
    وسبحان الله


    وقد خاطبته مناقشا الفكرة قائلا :
    هذا الذى تسميه تصور علمى لم يثبت بأى حال من الأحوال وتريد أن تسميه نظرية وتعتمد على شواهدها .... هو حقيقة مذكورة فى القرآن وكل ذكر لشئ فى القرآن يجعل منه حقيقة غير قابلة للجدال وإنما للتفكر لأن التفكر يقود لصحيح المعرفة .
    · خلق الانسان من مادة تلك حقيقة ذكرها القرآن وقضى الأمر فيها وكل مادة لها صفات فيزيائية وكيماوية ، وإن خلقنا من طين إلا أننا لسنا طين الآن ولكنا أعجوبة فى الخلق والإنسان بمكوناته هو كون كامل بكل مواصفات الكون من مادة وطاقة
    · وخلق الجن من نار ولكنه ليس نار كما الانسان ليس بطين
    · ذكر الله اصل خلق الجن والبشر والملائكة ولكن تلك المخلوقات على جلالها وعظمتها لم تعد الطين ولا النار ولا النور وكلها على أية حال صفات طبيعية وكل يمكن تحويله للآخر
    · صار كل مخلوق بصفاته المستقلة كائن آخر غير أصله المخلوق منه
    · كل الوجود والمخلوقات خلق من الماء .. وجعلنا من الماء كل شئ حى
    · الوجود حى وجزئيات وجوده تموت وتعود للحياة فى دورات أبدية
    · لم يخلق الوجود من عدم ولا يوجد فراغ لأن الفراغ ينفى الوجود والعدم ينفى الوجود ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياْء .. أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
    · وطالما أن اصل الوجود هو الماء أو بالأحرى ذرة الهيدروجين ومع الضغط ودرجات الحرارة تكونت جميع المواد وكل أشكال الطاقة المعروفة والغير معروفة
    · نعرف الآن أن الجان تم خلقهم فى مرحلة وجودية معينة وأصلهم النار وكذلك الملائكة ثم أخيرا الإنسان من الطين وهو وجود متأخر جدا
    · وحيث أن الحقيقة العلمية تقول أن الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم تتوافق وحقيقة أن السموات والأرض كانتا رتقا أى أصل واحد وبعد الفتق صار كل شئ
    · المادة يمكن تحويلها الى طاقة صرفة وكذلك الطاقة يمكن تحويلها مادة صرفة والمادة تتحول الى طاقة تبعا لنظرية أينشتين وتتناسب عكسيا مع مربع سرعة الضوء
    · بعد خلق الجن والملائكة والبشر أصبح لكل صفات وطبيعة مختلفة عن أصل خلقه وكثير من المخلوقات خفى علينا لذا سمى كل خفى.. جن !
    · هناك يقين بوجود اشكال من الحياة والسموات تعج بمخلوقات عديدة ذكرها الله لنا وكثير منها لا نعرف عنه شئ
    · لاتستطيع أن تجزم علميا بغير ذلك ، لذلك لا تستطيع شرح كيفية تصرف أى كائن من تلك المخلوقات التى هى خفية عنا إلا كما قال الله سبحانه وتعالى .
    · ونعرف أن الكائنات تعيش مع بعضها بالتكافل أو التطفل وبطرق يعرفها العلم وطرق لا يعرفها العلم .
    · هناك ظواهر فيزيائية وسيكلوجية يتصورها البعض تواصل والجن أو معايشة بشكل أو بآخر وقد تكون كذلك ، ولكنها تبقى غير مفهومة وغير مدركة ولا يستطيع أذكى الناس الجزم بها ، لذا يفترق الناس وكل لديه أدلة نقلية وعقلية .
    · ولكن الله سبحانه وتعالى يقول أن الجن أمم مثلنا ويربط الله بيننا وبينهم فى الخلق والحياة والمصير فى كثير من الآيات ..
    قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) الجن
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام
    وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ
    وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت
    أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) الأحقاف
    وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الأنعام
    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الأنعام
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف
    إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود
    قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء
    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف
    قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) النمل
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41 سبأ
    يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن
    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس
    · ونرى هنا أن فعل كل من الجنة والناس الوسوسة
    · تساوى الجنة والناس فى التكليف
    · من الجنة والناس شياطين يوسوس كل منهم للآخر ولقبيله
    · أمم عديدة وبصفات وقدرات مختلفة
    · كل منا لا يعلم الغيب
    · كل منا يحاول اجتياز أقطار السموات والأرض
    · بعض الناس يعبدون الجن ويستعين بهم على الغير كما يستعين الانسان بآخر
    · وبعض الناس يعبدون الناس أو يتخذون من شياطين الجن والإنس أولياء من دون الله
    · الملائكة تنكر عبادة الناس لهم وتقر بعبادتهم الجن وذلك يعنى أن أمم الجن غير أمم الملائكة
    · شياطين الجن والإنس أعداء لأنبياء الله
    · الجن والإنس قرناء لأتباعهم
    · الظالمون أولياء للظالمين من الجن والإنس وبعضهم أولياء بعض وبعضهم استمتغ بغواية الآخر والآخر استمتع بقبول ولايته
    ليس هناك ما يدل من القرآن على أن جسم الانسان هيكل يسكنه الجن أو الشيطان ولكن النصارى يعتقدون أن جسم الانسان هيكل للشيطان والروح القدس والله ، بينما القرآن يقرر أن العلاقة علاقة غواية ووسوسة وولاية .
    لم أدرس الأمر من خلال سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، ذلك بحث آخر يستكمل بعون الله لمن يستطيع وقد أحاول لاحقا
    تناول الموضوع أخ كريم آخر وطرح الموضوع طرحا يستوفى ما لم أكن قد قمت بدراسته قائلا :
    اقتباس :
    الأخ بن ياسر
    السنة أثبتت أنهم يدخلون
    جسم الأنسان . وهذا أمر أجمع عليه السلف من الصحابة والتابعين .
    ولم يرده سوى المبتدعة من المعتزلة ومن تبعهم
    .
    وقدم رواية تحسم الأمر بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان
    اقتباس :
    روى ابن ماجة فى سننه (3548 )وصححه الألبانى .
    عن عثمان بن أبي العاص قال"لما استعملني رسولالله صلى الله عليه و سلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي . فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال
    : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت نعم يا رسول الله قال
    ( ماجاء بك ؟ ) قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال ( ذاك الشيطان . ادنه ) فدنوت منه . فجلست على صدور قدمي . قال فضرب صدري بيده وتفلفي فمي وقال ( اخرج . عدو الله ) ففعل ذلك ثلاث مرات . ثم قال ( الحق بعملك ) قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطنيبعد
    ولأنى أجد معنى آخر للحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الشيطان أن يخرج بوسوسته من صدر عثمان بن العاص ، ولا يعنى خروجه هو ذاته ، لأن الرواية لم تستكمل كيف خرج وبماذا عوقب وما كان شكله ؟! ، ذلك يقطع أن ما عناه الرسول عليه الصلاة والسلام ، الوسوسة ، وأطلق اسم الشيطان كله بدلا من فعله ، وخصوصا وأن الشيطان ليس له فعل إلا الغواية والوسوسة ولا يعرف إلا به .
    وأستكملت بعون الله مقدما روايات بضرب الصدر دون تفل بغرض كف وسوسة الشيطان وإخراج غمزه ولمزه من الصدور .
    قائلا :
    أخى
    أعنى عندما تكون المسألة خلافية بين علماء الأمة أختار ما يوافق ظاهر القرآن
    حاولت البحث عما يفيدنى ولم أجد مايقطع ويشفى المتسائل المتشكك
    ولكن ما وجدته يوافق ما طرحت إلى حد ما
    وهاهو
    تفسير الطبرى فى القول فى اللغة التى نزل بها القرآن ( المكتبة الشاملة )
    32- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى -[و] عن ابن أبي ليلى عن الحكم- عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ قال: دخلتُ المسجدَ فصليتُ، فقرأتُ النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم جاء رجل آخر فقرأ خِلافَ قراءتِنا، فدخل نفسي من الشكّ والتكذيب أشدُّ مما كنتُ في الجاهلية، فأخذتُ بأيديهما فأتيتُ بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين. فقرأ أحدُهما، فقال: أصبتَ. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبتَ. فدخل قلبي أشدُّ مما كان في الجاهلية من الشكّ والتكذيب، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: أعاذك الله من الشكّ، وأخْسَأ عنك الشيطانَ. قال إسماعيل: ففِضْتُ عرقًا -ولم يقله ابنُ أبي ليلى- قال: فقال: أتاني جبريلُ فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: إن أمتي لا تستطيعُ. حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردة رُدِدتها مسألة. قال: فاحتاجَ إليّ فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم (1) .
    (1) الحديث 32- هو بإسنادين، أحدهما متصل صحيح، والآخر ظاهره الاتصال. وسنبين ذلك تفصيلا، إن شاء الله.
    وقد وقع هنا في نسخ الطبري خطأ من الناسخين، بحذف واو العطف قبل قوله "عن ابن أبي ليلى عن الحكم". ولذلك زدناها بعلامة الزيادة [و]. بأنا على يقين أن حذفها يجعله إسنادًا واحدًا، ويكون إسنادًا مضطربًا لا يفهم.
    والذي أوقع الناسخين في الخطأ، والذي يوقع القارئ في الاشتباه والاضطراب، تكرار "عن ابن أبي ليلى" في الإسناد. وهما اثنان، بل ثلاثة: فالأول صرح باسمه فيه، وهو: "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، والثاني: "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" عم عيسى، والثالث: "عبد الرحمن بن أبي ليلى" التابعي.
    فالطبري روى هذا الحديث عن أبي كريب محمد بن العلاء عن وكيع بن الجراح. ثم يفترق الإسنادان فوق وكيع:
    فرواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد "عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى"، وهو "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".
    ورواه وكيع أيضًا "عن ابن أبي ليلى"، وهو "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، عن الحكم، وهو "الحكم بن عتيبة".
    ثم يجتمع الإسنادان مرة أخرى:
    فيرويه "عبد الله بن عيسى" عن جده "عبد الرحمن بن أبي ليلى" عن أبي بن كعب، كالإسنادين الماضيين 30 ،31 . وهو إسناد متصل.
    ويرويه الحكم بن عتيبة عن "ابن أبي ليلى"، وهو "عبد الرحمن" عن أبي بن كعب، وهذا إسناد ظاهره الاتصال، إلا أن فيه شبهة الانقطاع، لأن الحكم بن عتيبة وإن كان يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كثيرًا، إلا أنه في هذا الحديث بعينه رواه عنه بواسطة مجاهد، كما سيأتي في الأسانيد رقم: 34-37، وفيما سنذكر هناك إن شاء الله من التخريج.
    ومن المحتمل جدًا أن يكون الحكم سمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى نفسه، وسمعه من مجاهد عنه، فرواه على الوجهين. وهذا كثير في الرواية، معروف مثله عند أهل العلم.
    وإذا لم يكن الحكم سمعه من "عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فتكون الرواية التي هنا -كالرواية التالية رقم: 33- خطأ من "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فإنه وإن كان فقيها صدوقًا، إلا أنه "كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث"، كما قال الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
    وليعلم أن "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" كان أصغر من ابن أخيه "عبد الله بن عيسى ابن أبي ليلى"، وكان يروي عنه، ولا يروي عن أبيه "عبد الرحمن" إلا بالواسطة، وأما ابن أخيه "عبد الله بن عيسى" فقد أدرك جده وروى عنه مباشرة.
    وعلى كل حال فالحديث صحيح بالروايات المتصلة، ولا تؤثر في صحته رواية محمد بن عبد الرحمن إن ظهر عدم اتصالها.


    38- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب أنه قال: سمعتُ رجلا يقرأ في سورة النحل قراءةً تخالِفُ قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءةً تخالف ذلك، فانطلقتُ بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل، فسألتُهما: من أقرأهما؟ فقالا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. ثم قال للآخر: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. قال أبيّ: فوجدتُ في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمرّ وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب بيده في صدري، ثم قال: اللهمّ أخْسئ الشيطانَ عنه! يا أبيّ، أتاني آتٍ من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ واحدٍ. فقلت: ربِّ خفف عني. ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، وقلت مثله. ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآنَ على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. فقلت: يا رب اغفر لأمتي، يا رب اغفر لأمتي. واختبأتُ الثالثة شفاعةً لأمتي يوم القيامة (2) .
    (2) الحديث 38- هذا الإسناد نقله ابن كثير في الفضائل: 56-57 ، وقال: "إسناد صحيح". وأشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح 9: 21 . وعبيد الله، الراوي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى: هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو إمام ثقة حجة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكان أحمد بن حنبل يقدمه على مالك وعلى غيره في الرواية عن نافع، ويقول: "عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية". وفي ترجمته في التهذيب 7: 40: "وقال الحربي: لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى". وأنا أرجح أن هذا خطأ من الحربي، فإن عبد الرحمن مات سنة 82 أو 83، وعبيد الله مات سنة 144 أو 145 ، فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في إثبات اتصال الرواية، إذا لم يكن الراوي مدلسًا، وما كان عبيد الله ذلك قط. ولذلك جزم ابن كثير بصحة الإسناد.
    وقوله في المرة الأولى "رب خفف عنى"، في الفضائل لابن كثير "رب خفف عن أمتي".

    39- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عُبيد الله بن عمر، عن سيَّارٍ أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رَفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر أن رَجُلين اختصما في آية من القرآن، وكلٌّ يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه، فتقارآ إلى أبيّ، فخالفهما أبيّ، فتقارَؤُا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: اقرأ. قال: فقرأ، فقال: أصبتَ. وقال للآخر: اقرأ. فقرأ خلافَ ما قرأ صاحبُه، فقال: أصبتَ. وقال لأبيّ: اقرأ. فقرأ فخالفهما، فقال: أصبتَ. قال أبيّ: فدخلني من الشكّ في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دَخل فيّ من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في وجهي، فرفع يدَه فضرب صدري، وقال: استعذْ بالله من الشيطان الرجيم، قال: ففِضْتُ عرَقًا، وكأني أنظرُ إلى الله فَرَقًا. وقال: إنه أتاني آتٍ من ربيّ فقال: إن ربَّك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء الثالثة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاءني الرابعة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. قال: قلت: ربِّ اغفر لأمتي، رب اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعةً

    قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف (1) .
    وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.

    القول في تأويل الاستعاذة
    تأويل قوله: { أَعُوذُ } .
    قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: { أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي.
    تأويل قوله: { مِنَ الشَّيْطَانِ }
    قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ } [سورة الأنعام: 112] ، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ.
    وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي.
    136- حدثنا بذلك يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر (1) .
    قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير. وقد قيل: إنه أخذ من
    __________
    (1)الأثر: 136 نقله ابن كثير في التفسير 1: 32 من رواية ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال "إسناده صحيح". وذكر الطبري في التاريخ 4: 160 نحو معناه بسياق آخر، بدون إسناد.
    قول القائل: شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت. ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:
    نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ ... فبانَت، والفؤادُ بها رَهِينُ (1)
    والنوى: الوجه الذي نَوَتْه وقصَدتْه. والشَّطونُ: البعيد. فكأن الشيطان - على هذا التأويل - فَيعَال من شَطَن. ومما يدلّ على أن ذلك كذلك، قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
    أَيُّمَا شاطِن عَصَاه عَكاهُ ... ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ (2)
    ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن".
    تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
    وأما الرجيم فهو: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون. وتأويل الرجيم: الملعون المشتوم. وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم. وأصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ } [سورة مريم: 46].
    وقد يجوز أن يكون قِيل للشيطان رجيمٌ، لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب (3)
    __________
    (1) زيادات ديوانه: 20 .
    (2) ديوانه: 51، واللسان (شطن) و (عكا). وعكاه في الحديد والوثاق: شده شدًّا وثيقًا. والأكبال جمع كبل: وهو القيد من الحديد. وأظنه أراد هنا البيت في السجن المضبب بالحديد، من قولهم: كبله كبلا: حبسه في سجن. هذا ما أستظهره من سياق الشعر.
    (3) الشهب، جمع شهاب: وهو الشعلة من النار، ثم استعير للكوكب الذي ينقض بالليل. والثواقب، جمع ثاقب: وهو المضيء المشتعل.
    وقد رُوي عن ابن عباس، أن أول ما نزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الاستعاذة.
    137- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سَعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق: 1]. قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل (1) .
    فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه.
    __________
    (1) الحديث 137- نقله ابن كثير في التفسير 1: 30 عن هذا الموضع من الطبري، وقال: "وهذا الأثر غريب! وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا". وسيرويه الطبري بعد ذلك، برقمي 138، 139، بهذا الإسناد نفسه، بأطول مما هنا. وسنذكر الضعف الذي أشار إليه ابن كثير: وقوله "استعذ" ليست في المطبوعة.
    أما عثمان بن سعيد، فهو الزيات الأحول، مترجم في التهذيب، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3\ 1\ 152، وروى عن أبيه أنه قال: "لا بأس به". وأما بشر بن عمارة، فهو الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير 1\ 2\ 81 "تعرف وتنكر"، وقال النسائي في الضعفاء: ص 6 "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين: ص 125 رقم 132: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته"، وأما شيخه أبو روق - بفتح الراء وسكون الواو - فهو عطية بن الحارث الهمداني، وهو ثقة، وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به".
    وأما الانقطاع الذي أشار إليه ابن كثير، فمن أجل اختلافهم في سماع الضحاك بن مزاحم الهلالي من ابن عباس. وقد رجحنا في شرح المسند: 2262 سماعه منه.
    وكفى ببشر بن عمارة ضعفًا في الإسناد، إلى نكارة السياق الذي رواه وغرابته!!

    صحيح البخارى
    بَاب الْأَسِيرِ أَوْ الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ 461 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ{هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا

    أخى
    عندما ضرب سيدنا رسول الله على صدر المتشكك المرتاب كف وسوسة الشيطان ولم يخرج الشيطان ، وكاد يربط أحدهم على سارية المسجد ، وذلك يعنى أنه ليس بنار تحرق المسجد
    علماء الأمة مجتهدون ويخطئ البعض ويصيب البعض ، وكمسلم أرفض سباب المسلم العادى فما بالك بعالم من علماء الأمة ، قد يوجد لدى الشيعة من يسب الصحابة ومنا من يسب الشيعة ويكفرهم ، ولا نعنى بذلك أنهم مشركون ن وعلى أية حال ليس هذا موضوعنا ، ولكن سباب المسلم فسق وقتاله كفر ، وهنا فى ذلك الموقع نمنع ويتم حذف سباب المشركين الذين يسبوننا ويبيدوننا فى كل مكان ، قس على ذلك أخى
    لنستمر فى المحاجة بغرض البحث والتعلم إن أضفت أنت أو غيرك ما أتعلم منه فتلك غايتى ومرادى ، حوارنا يستفزنى للقراءة والبحث والتغكر وتلك عبادة
    المسيحى يعتبر الجسم هيكل للشياطين وكان المسيح يطردهم من الأجسام وتشعر عندما تقرأ الأناجيل أن تلك الروايات مقحمة ، لأن أخراج الشياطين فعل أصيل من أفعال الشعوذة ولوكان ذلك مقبولا فى الاسلام لما منعنا سيد الخلق والعلم والخلق معز الإنسان الذى علمنا أن أكرمنا أتقانا وليس أغنانا أو أقوانا أو ألحننا فى القول من إتيان العرافين واعتبر تصديقهم كفر .
    تلك إذن دعوة لإعلاء شأن العقل وقيمة العلم والقراءة سجلها القرآن على العالمين شهادة للإسلام والمسلمين وحيث لا كهانة ولا عرافة تجد العقل ويكون الإسلام .سلمت أخى وطبت نفسا وعظمت عقلا وسما قلبك
    أشكر اهتمامك بما كتبت وأعتز به ، وأقرأ كتاباتك وتعجبنى وتبهرنى
    ووجدت أن الموضوع حقا فى حاجة للدراسة والتوسع ، ورغم أنى لست متخصصا وأهل لذلك استعنت بالله ، وسالته السداد والتوفيق ، وأسألكم أيضا رد ما ذهبت اليه إن خالف القرآن والسنة بحجج وأسانيد تفيد القارئ ، وتعلمنى ، ولسوف أستمر فى الحوار حتى آتى بيقين لى وللكافة ، فاجتهدوا معنا ، لنخرج بعلم ومعرفة وتعليم وتعلم .

    مجادلات حول الجن
    اقتباس :

    هناكظواهر فيزيائية وسيكلوجية يتصورها البعض تواصل والجن أو معايشة بشكل أو بآخر وقدتكون كذلك ، ولكنها تبقى غير مفهومة وغير مدركة ولا يستطيع أذكى الناس الجزم بها ،لذا يفترق الناس وكل لديه أدلة نقلية وعقلية

    هنا قررنا افتراق الناس وكل لدية أدلة نقلية وعقلية ، فى أول رسالة أكتبها ، ولكن غيرة أخى الباحث السلفى ، غلبت على درسه لما كتبت ، فاتهمنى فغضبت ، لأن الأفضل من ذلك ، أن يظل فى الموضوع ويضحض فكرى وتوجهى ، قد أكون فى طرحى شابهت المعتزلة ، وذلك شرف لا أدعيه .
    كما أنى أختلف معكم عن فهمكم عن العلماء ، ولا أدعى أن فهمى هو الأصح

    العالم : هو شخص فكر واجتهد ولعله يصيب فله أجران ولعله يخطئ فيأجره الله أجرا ، وتلك عظمة الإسلام والمسلمين ، حاكونا المسيحيون الآن ، ونقف نحن ونخاف الاجتهاد والتفكر ، ليس الإجماع بمانع من الاجتهاد ، وليس لمجتهد أن يصادر حق اجتهاد الآخرين

    المتعلم : هو شخص يقرأ الجميع ويدرس الجميع ولا يكون أى منهم ويكون نفسه طوال الوقت ويتبنى أصح ما لدى الجميع ، فكل يؤخذ منه ويرد إلا سيد الخلق وأشرفهم وأعظمهم ، لو لم يكن نبيا لكان عظيمنا ، وعظيم البشر ، فما قام به من دعوة وتعليم وصنع لدولة ثم لأمة ووحده وقليل من الصابرين ، ذلك فى حد ذاته ، عظمة ما بعدها عظمة ، وجلال ما بعده جلال .

    العالم المعاصر : هو سلف للأجيال القادمة وهو أهل ومجاز للقول فى الدين ويقبل ويرد بعلمه من السلف ، فلو كان كل ما أتانا من السلف مصيب وقاطع لما سار الجدل ، ولكنه كان مصيبا وقاطعا فى زمنهم وكافيا ووافيا ولكنه الآن ليس كذلك ، ونتناقش لذلك السبب ، وهى قاعدة عامه أعتقدها ، لوظل الجدل يثور ويدور حول قضية ما ، فذلك قطع بعدم قبول الإجماع ، خصوصا وأنه باب للمفسدة ، فكم من عاهرة أدعت زواجها من الجن وتنجب وينقسم الناس حول شرفها ، والحقيقة الغائبة ، هل كان الزواج شرعيا أم انها مجامعة ، ثم كيف تكون ، والقرآن قطع بأن من الجن الرجال ، وذلك يعنى أن منهم النساء ، فلو تزاوجنا وصح الزواج وأثمر إنسانا كاملا فذلك يعنى أن الجن مثلنا تماما ، فهل وجدنا شخص أدعى زواجه من الجن أثمر هجينا أو أثمر بشر خفيا .
    المسلم كالنحل يقف على كل الأزهار ولكنه ينتج شيئا واحدا فى النهاية حلو وطيب

    غضبت لأننا تحولنا من مناقشة الموضوع لمجادلات واتهامات شخصية ، وربما لوصبر الرجل لوجدنى ، مصيبا أو مخطئا ، ولاعترفت له بالفضل ، أنا كرياضى وبطل منذ نعومة أظافرى أعتدت على ذلك واقبله ، ولكنى أخوض موضوعاتى بقوة ما أملك من معرفه ، وبقدر ما يلهمنى الله ، وقد تكون طروحاتى تشابه طروحات المعتزلة وأصل لنتيجة يصل لها السنة ، وقد انتهج نهج السنة وأذهب لنتيجة أقرها المعتزلى أو أى من المتكلمة ، ولكنى لست من هؤلاء جميعا ، أنا مسلم وكفى ولا أدعى أنى سنى أو غير ذلك ، فتلك مسئولية لا أستطيع أن أتحملها لأنى اتعلم ولست عالما ، واناقش لأتعلم ونلقى الضوء على مشكلة غير مبلوعة ولا مهضومة .


    اقتباس :

    ولكن الله سبحانه وتعالى يقول أن الجن أمممثلنا ويربط الله بيننا وبينهم فى الخلق والحياة والمصير فى كثير من الآيات ..

    وهنا قلنا أن الله قرر مثلية أمم الجن لنا ونسب لهم صفات خارقة وقدرات عالية وذلك يتفق مع خلقهم قبل البشر بزمن هائل ، خلق الجان من ألسنة اللهب الناتجة من الإنفجار الكونى الأول ، وذلك يعنى أنها خلقت بعد الملائكة التى خلقت من النور الذى هو أسبق وأسرع انتشارا فى الوجود من اللهب ، والملائكة بذلك تكون أول المخلوقات بفروق زمنية هائلة . "" روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى وخلق الجان من مارج من نار قال من خالص النار ومن طريق الضحاك عن بن عباس قال خلقت الجن من مارج وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت """


    إن كان الإنسان قد تطور وكاد يجوب أقطار السموات والأرض فما بالك بمخلوقات خلقت فائقة لتكون جزءا من عمارة الكون وآيات وجوده وكانت فعلا تجوب السموات والأرض فيما قدره الله ، لنتحرى أوصاف الجان من القرآن لنحدد السمات الأساسية والعامة لهم .

    · السمع والكلام
    قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) الجن
    · العقل والرشد
    يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَبِرَبِّنَا أَحَدًا(2)الجن
    · السفه والظن والكذب
    وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا(4)وَأَنَّاظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5)الجن
    · رجال كرجال الإنس

    وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍمِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6)الجن
    · يلمسون السماء
    وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْحَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا(8)الجن
    · يتسمعون إلى ما يدور فى السماء وتلك قدرة عصية على الإنسان حتى تاريخه وحتى أنهم القوة ويترصدهم حرس شديد وشهب
    وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُمِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًارَصَدًا(9)الجن
    · وأنهم لا يعرفونقدر فى الأرض ولا يعرفون ما يريد بهم ( بضمير الغائب ) ربهم وزيادة فى التاكيد على ذلك أقروا مغايرتهم للبشر بالتحدث عن نفسهم بضمير المتكلم الجمعى وليس على سبيل التعظيم وأنا منا ...
    1. وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) الجن


    2. وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا(11)وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِيالْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)وَأَنَّا لَمَّاسَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًاوَلَا رَهَقًا(13)الجن
    · يبعث الله الرسل للجن والإنس منهم فيعاديه شياطين الجن والإنس
    1. يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَعَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَاعَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130)ذَلِكَأَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ(131)الأنعام
    2.
    · لا يعلمون الغيب مثلنا
    فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىمَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّتَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِيالْعَذَابِ الْمُهِينِ(14)سبأ
    · لكل من الجن والإنس قرناء غواية
    وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْمِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(25)فصلت
    · لهم آذان وقلوب وعيون وإذا ما استخدموها بلا بصير وفقه صاروا كالأنعام وأضل أى أنهم ليسوا أنعام ، وهم لذلك الغافلون ، وحواسهم غافلة عن الاستبصار
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف

    ويشرحها بن كثير بما يوفى المعنى والغرض...
    يقول تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم} أي خلقنا وجعلنا لجهنم {كثيراً من الجن والإنس} أي هيأناهم لها وبعمل أهلها يعملون, فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلق علم ما هم عاملون قبل كونهم فكتب ذلك عنده في كتاب قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة, كما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء».
    وفي صحيح مسلم أيضاً: من حديث عائشة بنت طلحة عن خالتها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم, وخلق النار وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم», وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود: «ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد» وتقدم أن الله لما استخرج ذرية آدم من صلبه وجعلهم فريقين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال قال «هؤلاء للجنة ولا أبالي, وهؤلاء للنار ولا أبالي» والأحاديث في هذا كثيرة ومسألة القدر كبيرة ليس هذا موضع بسطها, وقوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها} يعني ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سبباً للهداية, كما قال تعالى: {وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله} الاَية, وقال تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} هذا في حق المنافقين. وقال في حق الكافرين {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ولم يكونوا صماً ولا بكماً ولا عمياً إلا عن الهدى, كما قال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} وقال {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} وقال {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} وقوله تعالى: {أولئك كالأنعام} أي هؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يعونه ولا يبصرون الهدى, كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها إلا في الذي يقيتها في ظاهر الحياة الدنيا, كقوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} أي ومثلهم في حال دعائهم إلى الإيمان كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لا تسمع إلا صوته, ولا تفقه ما يقول. ولهذا قال في هؤلاء {بل هم أضل} أي من الدواب لأنها قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أنس بها, وإن لم تفقه كلامه بخلاف هؤلاء, ولأنها تفعل ما خلقت له إما بطبعها وإما بتسخيرها بخلاف الكافر, فإنه إنما خلق ليعبد الله ويوحده فكفر بالله وأشرك به, ولهذا من أطاع الله من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده, ومن كفر به من البشر كانت الدواب أتم منه, ولهذا قال تعالى: {أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.



    · تحدى الله سبحانه وتعالى بالإتيان بمثل القرآن للإنس والجن يظاهر بعضهم بعضا ، وذلك يعنى أن شانهم كبير ليتحداهم الله
    1. قُلْلَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَاالْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)الإسراء
    2. يَا مَعْشَرَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)الرحمن

    نحن أمام ربط دائم بين الجن والإنس باعتباره أمة مثلنا تشترك معنا فى الصفات ، إنها مثلية واسعة المدى
    لكن علاقة إبليس وهو من الجن بالملائكة والله وآدم لها شأن آخر ، حيث يتعالى إبليس على آدم لسبقه فى الخلق ومن نار بينما آدم مخلوق من طين ، ولقدراته العظيمة وخلقه الهائل تشابه والملائكة ، وظن بكبره وتعاليه ، أنه صار كالملائكة ، ولما أمر الله الملائكة بالسجود غواية لإبليس ليفضح كبره ، انكشف وعصى ، ، وقدر ذلك الله تقديرا .

    إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص
    · إبليس استكبر وأبى السجود لآدم تعاليا بسبب جهله واعتقاده أن النار افضل من الطين ، إبليس يجهل أن كل من النار والطين حالة وجودية لشئ واحد ، ذلك إنما يعنى أن الكفر مرده الجهل والكبر ، وذلك يعنى أن إبليس يفهم جيدا أن سجوده لآدم سجود تعظيم وليس سجود عبادة ، فكيف يسجد لمن هو أدنى منه
    · لكن الملائكة وقد جبلوا على طاعة الله المطلقة كان لهم رأى آخر فى آدم ، ذلك أنهم على علم وهم فائقى القدرة ، أن آدم سيفسد ويسفك الدماء
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة
    · تبين للملائكة أن العلم سبب سجود التعظيم وليس أصل خلق كل من منهم
    وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)الأعراف
    · إبليس من الجن وليس من الملائكة
    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف
    · ليس لإبليس من سلطان على البشر
    وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) سبأ
    · نخلص من الآيات السابقات أن الله يعلم آدم والملائكة والجن ما يلى
    1. الفرق بين السجود لله والسجود لغير الله ، فهو لله عبادة ولغيره شرك
    2. هناك سجود تعظيم ، ليس بسبب أصل خلق مخلوقات الله ، أى ليس بسبب الجنس أو الجاه أو غيره وإنما يكون سجود التعظيم للعلماء فقط ، وما عداه رياء وشرك
    3. إبليس كان أمام خيارين أمام أمر السجود ، إما السجود وكبره يمنعه ، أو العصيان ويدرك عقوبته
    4. أعتبر أمر السجود غواية من الله فأقسم ليقعدن لعباده من البشر الصراط المستقيم ، وليغوينهم ، وليضلنهم ، وأقسم بعزة الله وجلاله ، ولم يكفر بالله وإنما عصاه ،" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص " ، " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)" الحجر ، " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) " الاسراء
    5. حدد إبليس الاتجاهات التى يأتى الإنسان منها ، من الأمام والخلف واليمين واليسار ، وليس منها الدخول فى الإنسان " ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) " الأعراف
    6. ليس لأبليس سلطان على البشر إلا بقدر استسلامهم للغواية وليس للقهر ودخول الشيطان فى جسم الإنسان قهرلعقله وجسمه وبهذا يفقد الانسان التكليف " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) سبأ
    7. تحدى الله كل من الجن والإنس فى الإتيان بمثل القرآن وذلك يعنى آنه أهل ليتحداه الله ، وتحدى الله له تعظيم
    8. لذلك يجب البحث فى السنة عن معنى للجن بشكل عام ، كى نتحقق هل هناك جن غير الجن المكلف والذى يرسل الله لهم الرسل " يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَعَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَاعَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130)ذَلِكَأَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ(131)الأنعام " ، وحدد الخطاب الموجه لكل من الجن والإنس أن الرسل ترسل اليهم من كل منهم .
    9. نحن أما م كيان يكاد من مثليته أن يكون على هيئة البشر وانه مثلنا فى التكليف والثواب والعقاب ، ذلك من الغيب يعلمه الله ورسوله ، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب الناس بلغتهم وتختلف أفهام الناس فى التلقى والتفسير والتأويل ، لكن الله سبحانه وتعالى قد ترك لنا ميزان تبقى ألفاظه قاطعة وجامعة ومانعة فى كل الأزمان ومع كل الأذهان والأفهام ، وتلك نعمة يفتقدها أهل الكتاب .
    لذلك علينا زيادة فى البحث ، هل هناك فى السنة ما يقطع بتلبس الشيطان للجن ، وهل معناه قاطع ولا يحتمل ما فى لغة العرب من تشبيه واستعارة وكناية وجناس وغيره ، وعلى ضوء ذلك ، قد نذهب ليقين أو يبقى الأمر معلقا للجدال ، حتى يتكشف الموضوع تكشفا ، وأنا أرى أن القرآن فى معناه الظاهر هو المهيمن ، ولنذهب جميعا للحوار فى الموضوع دون الدخول فى مهاترات شخصية أو مصادرة من أى نوع .

    اقتباس:

    روى ابن ماجة فى سننه (3548 )وصححه الألبانى .
    عن عثمان بن أبي العاص قال"لمااستعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على الطائف جعل يعرض لي شيء فيصلاتي حتى ما أدري ما أصلي . فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى اللهعليه و سلم . فقال
    : (
    ابن أبي العاص ؟ ) قلت نعم يا رسول الله قال
    ( ماجاء بك ؟ ) قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال ( ذاك الشيطان . ادنه ) فدنوت منه . فجلست على صدور قدمي . قال فضربصدري بيده وتفل في فمي وقال ( اخرج . عدو الله ) ففعل ذلك ثلاث مرات . ثم قال ( الحق بعملك ) قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد ".

    ظاهر الكلام أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخرج الشيطان

    1. لكن الرسول قال لمحدثه " ذاك الشيطان . ادنه" فلو كان عثمان بن أبى العاص قادرا على ذلك فكيف قدر عليه الشيطان ؟!
    2. ألا تقبل اللغة أن أخرج فعلك عدو الله الذى أدى بعثمان للحال الذى هو فيها

    ثم أتيت لكم بما يفيد أن الرسول ضرب الصدر بغرض كف الوسوسة وفعل الشيطان أو الجن من شرح الطبرى رضى الله عنه ..... ""
    وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته. """""








    تفسير الطبرى فى القول فى اللغة التى نزل بها القرآن ( المكتبة الشاملة )
    32- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى -[و] عن ابن أبي ليلى عن الحكم- عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ قال: دخلتُ المسجدَ فصليتُ، فقرأتُ النحل، ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم جاء رجل آخر فقرأ خِلافَ قراءتِنا، فدخل نفسي من الشكّ والتكذيب أشدُّ مما كنتُ في الجاهلية، فأخذتُ بأيديهما فأتيتُ بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، استقرئ هذين. فقرأ أحدُهما، فقال: أصبتَ. ثم استقرأ الآخر، فقال: أصبتَ. فدخل قلبي أشدُّ مما كان في الجاهلية من الشكّ والتكذيب، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، وقال: أعاذك الله من الشكّ، وأخْسَأ عنك الشيطانَ. قال إسماعيل: ففِضْتُ عرقًا -ولم يقله ابنُ أبي ليلى- قال: فقال: أتاني جبريلُ فقال: اقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: إن أمتي لا تستطيعُ. حتى قال سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردة رُدِدتها مسألة. قال: فاحتاجَ إليّ فيها الخلائق، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم (1) .
    (1) الحديث 32- هو بإسنادين، أحدهما متصل صحيح، والآخر ظاهره الاتصال. وسنبين ذلك تفصيلا، إن شاء الله.
    وقد وقع هنا في نسخ الطبري خطأ من الناسخين، بحذف واو العطف قبل قوله "عن ابن أبي ليلى عن الحكم". ولذلك زدناها بعلامة الزيادة [و]. بأنا على يقين أن حذفها يجعله إسنادًا واحدًا، ويكون إسنادًا مضطربًا لا يفهم.
    والذي أوقع الناسخين في الخطأ، والذي يوقع القارئ في الاشتباه والاضطراب، تكرار "عن ابن أبي ليلى" في الإسناد. وهما اثنان، بل ثلاثة: فالأول صرح باسمه فيه، وهو: "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، والثاني: "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" عم عيسى، والثالث: "عبد الرحمن بن أبي ليلى" التابعي.
    فالطبري روى هذا الحديث عن أبي كريب محمد بن العلاء عن وكيع بن الجراح. ثم يفترق الإسنادان فوق وكيع:
    فرواه وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد "عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى"، وهو "عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".
    ورواه وكيع أيضًا "عن ابن أبي ليلى"، وهو "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، عن الحكم، وهو "الحكم بن عتيبة".
    ثم يجتمع الإسنادان مرة أخرى:
    فيرويه "عبد الله بن عيسى" عن جده "عبد الرحمن بن أبي ليلى" عن أبي بن كعب، كالإسنادين الماضيين 30 ،31 . وهو إسناد متصل.
    ويرويه الحكم بن عتيبة عن "ابن أبي ليلى"، وهو "عبد الرحمن" عن أبي بن كعب، وهذا إسناد ظاهره الاتصال، إلا أن فيه شبهة الانقطاع، لأن الحكم بن عتيبة وإن كان يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كثيرًا، إلا أنه في هذا الحديث بعينه رواه عنه بواسطة مجاهد، كما سيأتي في الأسانيد رقم: 34-37، وفيما سنذكر هناك إن شاء الله من التخريج.
    ومن المحتمل جدًا أن يكون الحكم سمعه من عبد الرحمن بن أبي ليلى نفسه، وسمعه من مجاهد عنه، فرواه على الوجهين. وهذا كثير في الرواية، معروف مثله عند أهل العلم.
    وإذا لم يكن الحكم سمعه من "عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فتكون الرواية التي هنا -كالرواية التالية رقم: 33- خطأ من "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، فإنه وإن كان فقيها صدوقًا، إلا أنه "كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث"، كما قال الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
    وليعلم أن "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى" كان أصغر من ابن أخيه "عبد الله بن عيسى ابن أبي ليلى"، وكان يروي عنه، ولا يروي عن أبيه "عبد الرحمن" إلا بالواسطة، وأما ابن أخيه "عبد الله بن عيسى" فقد أدرك جده وروى عنه مباشرة.
    وعلى كل حال فالحديث صحيح بالروايات المتصلة، ولا تؤثر في صحته رواية محمد بن عبد الرحمن إن ظهر عدم اتصالها.


    38- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب أنه قال: سمعتُ رجلا يقرأ في سورة النحل قراءةً تخالِفُ قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءةً تخالف ذلك، فانطلقتُ بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل، فسألتُهما: من أقرأهما؟ فقالا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. ثم قال للآخر: اقرأ. فقرأ، فقال: أحسنتَ. قال أبيّ: فوجدتُ في نفسي وسوسة الشيطان، حتى احمرّ وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب بيده في صدري، ثم قال: اللهمّ أخْسئ الشيطانَ عنه! يا أبيّ، أتاني آتٍ من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ واحدٍ. فقلت: ربِّ خفف عني. ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، وقلت مثله. ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآنَ على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. فقلت: يا رب اغفر لأمتي، يا رب اغفر لأمتي. واختبأتُ الثالثة شفاعةً لأمتي يوم القيامة (2) .
    (2) الحديث 38- هذا الإسناد نقله ابن كثير في الفضائل: 56-57 ، وقال: "إسناد صحيح". وأشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح 9: 21 . وعبيد الله، الراوي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى: هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو إمام ثقة حجة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكان أحمد بن حنبل يقدمه على مالك وعلى غيره في الرواية عن نافع، ويقول: "عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية". وفي ترجمته في التهذيب 7: 40: "وقال الحربي: لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى". وأنا أرجح أن هذا خطأ من الحربي، فإن عبد الرحمن مات سنة 82 أو 83، وعبيد الله مات سنة 144 أو 145 ، فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في إثبات اتصال الرواية، إذا لم يكن الراوي مدلسًا، وما كان عبيد الله ذلك قط. ولذلك جزم ابن كثير بصحة الإسناد.
    وقوله في المرة الأولى "رب خفف عنى"، في الفضائل لابن كثير "رب خفف عن أمتي".

    39- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عُبيد الله بن عمر، عن سيَّارٍ أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رَفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر أن رَجُلين اختصما في آية من القرآن، وكلٌّ يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه، فتقارآ إلى أبيّ، فخالفهما أبيّ، فتقارَؤُا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، اختلفنا في آية من القرآن، وكلنا يزعم أنك أقرأته. فقال لأحدهما: اقرأ. قال: فقرأ، فقال: أصبتَ. وقال للآخر: اقرأ. فقرأ خلافَ ما قرأ صاحبُه، فقال: أصبتَ. وقال لأبيّ: اقرأ. فقرأ فخالفهما، فقال: أصبتَ. قال أبيّ: فدخلني من الشكّ في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دَخل فيّ من أمر الجاهلية، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في وجهي، فرفع يدَه فضرب صدري، وقال: استعذْ بالله من الشيطان الرجيم، قال: ففِضْتُ عرَقًا، وكأني أنظرُ إلى الله فَرَقًا. وقال: إنه أتاني آتٍ من ربيّ فقال: إن ربَّك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاء الثالثة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. قال: ثم جاءني الرابعة فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل رَدّة مسألة. قال: قلت: ربِّ اغفر لأمتي، رب اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعةً

    قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف (1) .
    وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.

    وأتينا من قول السلف أن الاستعاذة تعنى ، ""أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي. ""

    اقتباس :

    القول في تأويل الاستعاذة
    تأويل قوله: { أَعُوذُ } .
    قال أبو جعفر: والاستعاذة: الاستجارة. وتأويل قول القائل: { أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه - من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي.
    تأويل قوله: { مِنَ الشَّيْطَانِ }
    قال أبو جعفر: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء. وكذلك قال ربّنا جل ثناؤه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ } [سورة الأنعام: 112] ، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلَ الذي جعل من الجنّ.
    وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، وركب بِرذَوْنًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطانٍ! ما نزلت عنهُ حتى أنكرت نَفسي.
    136- حدثنا بذلك يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر (1) .
    قال أبو جعفر: وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير. وقد قيل: إنه أخذ من
    __________
    الأثر: 136 نقله ابن كثير في التفسير 1: 32 من رواية ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال "إسناده صحيح". وذكر الطبري في التاريخ 4: 160 نحو معناه بسياق آخر، بدون إسناد.
    قول القائل: شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت. ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:
    نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ ... فبانَت، والفؤادُ بها رَهِينُ (1)
    والنوى: الوجه الذي نَوَتْه وقصَدتْه. والشَّطونُ: البعيد. فكأن الشيطان - على هذا التأويل - فَيعَال من شَطَن. ومما يدلّ على أن ذلك كذلك، قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
    أَيُّمَا شاطِن عَصَاه عَكاهُ ... ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ (2)
    ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن".
    تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
    وأما الرجيم فهو: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون. وتأويل الرجيم: الملعون المشتوم. وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم. وأصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ } [سورة مريم: 46].
    وقد يجوز أن يكون قِيل للشيطان رجيمٌ، لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب (3)
    __________
    (1) زيادات ديوانه: 20 .
    (2) ديوانه: 51، واللسان (شطن) و (عكا). وعكاه في الحديد والوثاق: شده شدًّا وثيقًا. والأكبال جمع كبل: وهو القيد من الحديد. وأظنه أراد هنا البيت في السجن المضبب بالحديد، من قولهم: كبله كبلا: حبسه في سجن. هذا ما أستظهره من سياق الشعر.
    (3) الشهب، جمع شهاب: وهو الشعلة من النار، ثم استعير للكوكب الذي ينقض بالليل. والثواقب، جمع ثاقب: وهو المضيء المشتعل.
    وقد رُوي عن ابن عباس، أن أول ما نزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الاستعاذة.
    137- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سَعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق: 1]. قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل (1) .
    فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه.
    __________
    (1) الحديث 137- نقله ابن كثير في التفسير 1: 30 عن هذا الموضع من الطبري، وقال: "وهذا الأثر غريب! وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا". وسيرويه الطبري بعد ذلك، برقمي 138، 139، بهذا الإسناد نفسه، بأطول مما هنا. وسنذكر الضعف الذي أشار إليه ابن كثير: وقوله "استعذ" ليست في المطبوعة.
    أما عثمان بن سعيد، فهو الزيات الأحول، مترجم في التهذيب، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3\ 1\ 152، وروى عن أبيه أنه قال: "لا بأس به". وأما بشر بن عمارة، فهو الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير 1\ 2\ 81 "تعرف وتنكر"، وقال النسائي في الضعفاء: ص 6 "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين: ص 125 رقم 132: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته"، وأما شيخه أبو روق - بفتح الراء وسكون الواو - فهو عطية بن الحارث الهمداني، وهو ثقة، وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به".
    وأما الانقطاع الذي أشار إليه ابن كثير، فمن أجل اختلافهم في سماع الضحاك بن مزاحم الهلالي من ابن عباس. وقد رجحنا في شرح المسند: 2262 سماعه منه.
    وكفى ببشر بن عمارة ضعفًا في الإسناد، إلى نكارة السياق الذي رواه وغرابته!!


    وأتينا أيضا بما يفيد أن النبى عليه الصلاة والسلام أمسك بالجن ، وتراجع عن ربطه فى ساريةالمسجد ، ويحتج آخرون بأن الجن لم يعد نار ، لأن النبى لم يحترق حين أمسك به والأنبياء معصومون كسيدنا إبراهيم ، ولكنا نحتج على كونه لم يعد نار ، بأن النبى كاد أن يربطه فى سارية المسجد ، فلو كان نارا لما قرر نبينا عليه الصلاة والسلام ربطه فى السارية .
    أقتباس :
    صحيح البخارى
    بَاب الْأَسِيرِ أَوْ الْغَرِيمِ يُرْبَطُ فِي الْمَسْجِدِ 461 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ{هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}قَالَ رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا







    عندما ضرب سيدنا رسول الله على صدر المتشكك المرتاب كف وسوسة الشيطان ولم يخرج الشيطان ، وكاد يربط أحدهم على سارية المسجد ، وذلك يعنى أنه ليس بنار تحرق المسجد
    علماء الأمة مجتهدون ويخطئ البعض ويصيب البعض ، وكمسلم أرفض سباب المسلم العادى فما بالك بعالم من علماء الأمة ، قد يوجد لدى الشيعة من يسب الصحابة ومنا من يسب الشيعة ويكفرهم ، ولا نعنى بذلك أنهم مشركون ن وعلى أية حال ليس هذا موضوعنا ، ولكن سباب المسلم فسق وقتاله كفر ، وهنا فى ذلك الموقع نمنع ويتم حذف سباب المشركين الذين يسبوننا ويبيدوننا فى كل مكان ، قس على ذلك أخى
    لنستمر فى المحاجة بغرض البحث والتعلم إن أضفت أنت أو غيرك ما أتعلم منه فتلك غايتى ومرادى ، حوارنا يستفزنى للقراءة والبحث والتفكر وتلك عبادة
    المسيحى يعتبر الجسم هيكل للشياطين وكان المسيح يطردهم من الأجسام وتشعر عندما تقرأ الأناجيل أن تلك الروايات مقحمة ، لأن أخراج الشياطين فعل أصيل من أفعال الشعوذة ولوكان ذلك مقبولا فى الاسلام لما منعنا سيد الخلق والعلم والخلاق معز الإنسان الذى علمنا أن أكرمنا أتقانا وليس أغنانا أو أقوانا أو ألحننا فى القول من إتيان العرافين واعتبر تصديقهم كفر .
    تلك إذن دعوة لإعلاء شأن العقل وقيمة العلم والقراءة سجلها القرآن على العالمين شهادة للإسلام والمسلمين وحيث لا كهانة ولا عرافة تجد العقل ويكون الإسلام .سلمت أخى وطبت نفسا وعظمت عقلا وسما قلبك
    أشكر اهتمامك بما كتبت وأعتز به ، وأقرأ كتاباتك وتعجبنى وتبهرنى




    وأتينا بما يفيد أن القرآن قد "" جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته. """
    أقتباس :
    وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
  • binyaser
    1- عضو جديد
    • 21 ينا, 2007
    • 36

    #2
    استكمال

    الآن صار لدينا من حديث رسول الله وبطرق عديده ما يوافق معناه المعنى الظاهر للقرآن العظيم

    ثم هناك من الحديث ما يثبت أن " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "


    حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا معان بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال:
    -كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد جالسا وكانوا يظنون أنه ينزل عليه فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فأقحم فأتى فجلس إليه فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر هل صليت اليوم قال: لا قال: قم فصل فلما صلى أربع ركعات الضحى أقبل عليه فقال: يا أبا ذر تعوذ من شر شياطين الجن والإنس قال: يا نبي الله وهل للإنس شياطين قال: نعم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ثم قال: يا أبا ذر ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة قال: بلى جعلني الله فداءك قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله قال: فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله قال: ثم سكت عني فاستبطأت كلامه قال: قلت: يا نبي الله إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فبعثك الله رحمة للعالمين أرأيت الصلاة ماذا هي قال: خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر قال: قلت: يا نبي الله أرأيت الصيام ماذا هو قال: فرض مجزئ قال: قلت: يا نبي الله أرأيت الصدقة ماذا قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد قال: قال: قلت: يا نبي الله فأي الصدقة أفضل قال: سر إلى فقير وجهد من مقل قال: قلت: يا نبي الله أيما نزل عليك أعظم قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} آية الكرسي قال: قلت: يا نبي الله أي الشهداء أفضل قال: من سفك دمه وعقر جواده قال: قلت: يا نبي الله فأي الرقاب أفضل قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قال: قلت: يا نبي الله فأي الأنبياء كان أول قال: آدم عليه السلام قال: قلت: يا نبي الله أو نبي كان آدم قال: نعم نبي مكلم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه روحه ثم قال له يا آدم قبلا قال: قلت: يا رسول الله كم وفى عدة الأنبياء قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل من ذلك ثلثمائة وخمسة عشر جما غفيرا.


    الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم

    2470ـ حدثنا أحمد بن محمد بن شبُّويه المروزي، حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية قالت:
    كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته ثم قمت، فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم أسرعا، فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "على رسلكما: إنها صفية بنت حييٍّ" قالا: سبحان اللّه يارسول اللّه! قال: "إن الشيطان يجري من الإِنسان مجرى الدم، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً" أو قال: "شرّاً".



    باب الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
    [ 2782 ] أخبرنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر عن جابر قال وربما سألت عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري وربما قال يسلك الشيطان من ابن آدم مجرى الدم قالوا ومنك قال : نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم


    أليس يمكن أن يكون أن وسوسة الشيطان تسلك من الأنسان مجرى الدم ، هل هناك فى اللغة ما يمنع ذلك ، وقد تقدم أن .. " " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "" ، ذلك هو إطلاق الكل ويعنى به الجزأ ،

    وعليه ما زلنا نجد أن المعنى الظاهر للقرآن هو الأحق بالاتباع !!
    لكن هل فى معنى كلمة الجن ما يوضح الأمر قليلا أو يغلب أحد المعنيين عن الآخر ؟!

    بالبحث فى المعاجم ولدى السلف وجدنا المعانى التالية :
    · الجِنُّ: جَمَاعَةُ وَلَدِ الجانِّ، وهم الجِنَّةُ والجِنّانُ. والجانُّ: أبو الجِنِّ، سُمِّيَتْ لاسْتِتارِهم. والجانُّ: حَيَّةٌ بيضاءُ. وأرْضٌ مَجَنَةٌ: كثيرةُ الجِنِّ.
    والمَجَنَّةُ: الجُنُوْنُ، جُنَّ الرَّجُلُ، وأجَنَّه اللَّهُ. وبه جِنَّةٌ ومَجَنَّةٌ: أي جُنُوْنٌ. ويُقال للجُنُوْنِ: جُنُنٌ. والأَجَانِيْنُ: جَمْعُ الجِنِّ.
    والجَنَانُ: رُوْعُ القَلْبِ. وهو الحَرِيْمُ أيضاً. وجَمَاعَةُ الناس. والجَنَابُ. والساحَةُ.
    والجَنِيْنُ: الوَلَدُ في الرَّحِم، والجميع الأجِنَّةُ. وأجَنَّتِ الحامِلُ وَلَداً. وجَنَّ الوَلَدُ يَجِنُّ جَنّاً في الرَّحِمَ.

    · ومن كتاب المخصص

    الجنون
    صاحب العين، هي الجِنَّة والمَجَنَّة والجُنُون جُنَّ وأَجَنَّه الله فهو مَجْنُون، قال سيبويه، ومما جاء فُعِلَ فيه على غير فَعَلْت قولُهم جُنَّ وعلى هذا قالوا مَجْنُون وإنما جاء على جَنَتْه وإن لم يُسْتعمل في الكلام كما أن يَدَع على وَدَعْت ويَذَرُ على وَذَرْت وإن لم يُسْتَعملا استُغْنِي عنهما بتَرَكْت وكذلك استُغْنِي عن جَنَنْت بأَفْعَلْت فإذا قالوا جُنَّ فإنما يَقُولون وُضِع فيه الجُنُون كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ ورُذِل، سيبويه، وقالوا ما أَجَنَّه والقول فيه كالقَوْل فيما تقدّم من قولهم ما أحْمَقَه وأتْوَكَه، أبو عبيد، اللَّمَمُ والمَسُّ من الجُنُون ورجل مَلْمُوم ومَمْسُوس وهو من الجُنُون، ابن دريد، بفُلان خَطْرةٌ من الجِنّ - أي مَسٌّ منه، أبو علي، خاطِرٌ من الجِنّ كذلك، ابن الأعرابي، خَبْطَةٌ من مَسٍّ، قال، والشَّيْطان يَخْبِط الإنسانَ ويَتَخَبَّطُه إذا مَسَّه بأذَى فأَجَنَّه وخَبَّله، ابن دريد، الخُبّاط - داءٌ كالجُنُون، وقال، رجل به سَفْعةٌ من الجِنّ - أي مَسٌّ، أبو عبيد

    · القاموس المحيط

    جَنَّهُ اللَّيْلُ و عليه جَنًّا وجُنوناً وأجَنَّهُ : سَتَرَهُ وكُلُّ ما سُتِرَ عَنْكَ فقد جُنَّ عَنْكَ . وجِنُّ اللَّيْلِ بالكسر وجُنُونُهُ وجَنانُهُ : ظُلْمَتُهُ واخْتلاطُ ظَلامِهِ . والجَنَنُ مُحَرَّكةً : القَبْرُ والمَيِّتُ والكَفَنُ . وأَجَنَّهُ : كَفَّنَه . والجَنانُ : الثَّوْبُ واللَّيْلُ أو ادْلِهْمامُهُ وجَوْفُ ما لم تَرَ وجبلٌ والحَريمُ والقَلْبُ أو رَوْعُهُ والرُّوحُ ج : أجنانٌ . وكشَدَّادٍ : عبدُ اللّهِ بنُ محمدِ بنِ الجَنَّانِ مُحدِّثٌ . وأبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ : أديبٌ مُتَصَوِّفٌ . وككِتابٍ : جاريَةٌ شَبَّبَ بها أبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ وع بالرِّقَّةِ . وبابُ الجِنانِ : مَحَلَّةٌ بِحَلَبَ . ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ السِمْسارِ ونوحُ بنُ محمدٍ الجِنانِيَّانِ : مُحدِّثانِ . وأجَنَّ عنه واسْتَجَنَّ : اسْتَتَرَ . والجَنينُ : الوَلَدُ في البَطْنِ ج : أجِنَّةٌ وأجْنُنٌ وكلُّ مَسْتورٍ وَجَنَّ في الرَّحِمِ يَجِنُّ جَنّاً : اسْتَتَرَ وأجَنَّتْه الحامِلُ . والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ بكسرِهما والجُنانُ والجُنانَةُ بضمهما : التُّرْسُ . وقَلَبَ مِجَنَّهُ : أسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ ما شاءَ أو مَلَكَ أمرَهُ واسْتَبَدَّ به . والجُنَّةُ بالضم : كلُّ ما وَقَى وخِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأةُ تُغَطِّي من رأسِها ما قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وَسَطِهِ وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ وفيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُع . وجِنُّ الناسِ بالكسر وجَنانُهُم بالفتحِ : مُعْظَمُهُم . والجِنِّيُ بالكسرِ : نِسْبَةٌ إلى الجِنِّ أو إلي الجِنَّةِ . وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍو وأبو يُوسُفَ الجِنِّيَّانِ : رَوَيَا . والجِنَّةُ بالكسر : طائفةٌ من الجِنِّ . وجُنَّ بالضم جَنًّا وجُنوناً واسْتُجِنَّ مَبْنِيَّانِ للمفعولِ وتَجَنَّنَ وتَجانَّ وأجَنَّهُ الله فهو مَجْنونٌ . والمَجَنَّةُ : الأرضُ الكثيرةُ الجِنِّ وع قُربَ مكةَ وقد تكسرُ ميمُها والجُنونُ . والجانُّ : اسمُ جَمْعٍ للجِنِّ وحَيَّةٌ أكْحَلُ العين لا تُؤْذِي كثيرَةٌ في الدورِ . والجِنُّ بالكسر : الملائكةُ كالجِنَّةِ و من الشَّبابِ وغيرِه : أوَّلُه وحِدْثانُهُ و من النَّبْتِ : زَهْرُهُ ونَوْرُهُ وقد جُنَّتِ الأرضُ بالضم وتَجَنَّنَتْ جُنوناً . ونَخْلَةٌ مَجْنونَةٌ : طَويلَةٌ . والجَنَّةُ : الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ ج : ككِتابٍ . وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ : مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ . والجَنينَةُ : مِطْرَفٌ كالطَّيْلَسانِ . والجُنُنُ بضَمَّتَيْن : الجُنونُ حُذِفَ منه الواوُ . وتَجَنَّنَ عليه وتَجانَنَ : أَرَى من نَفْسِهِ الجُنونَ . ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ : لَقَبُهُ جَنُّونَةٌ كخَرُّوبَةٍ مُحَدِّثٌ . وجَنُّونٌ المَوْصِلِيُّ : رَوَى عن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ . والاسْتِجْنانُ : الاسْتِطْرابُ . وأجِنَّكَ كذا أي : من أجْلِ أنَّكَ . والجَناجِنُ : عِظامُ الصَّدْرِ الواحِدُ : جِنْجِنٌ وجِنْجِنَةٌ بكسْرِهما ويُفْتَحانِ . وجُنْجونُ بالضمِ والمَنْجَنونُ والمَنْجَنينُ : الدُّولابُ مُؤَنَّثٌ . والمِجَنُّ : الوِشاحُ . ولا جِنَّ بالكسر : لا خَفَاءَ . وكجُهَيْنَةَ : ع بعقيقِ المَدينَةِ ورَوْضَةٌ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَنِي يَرْبوعٍ وع بينَ وادي القُرَى وتَبوكَ . والجُنَيْناتُ : ع بدارِ الخِلافَةِ . وأبو جَنَّةَ : شاعِرٌ

    · المصباح المنير

    وصف له ما دام في بطن أمه والجمع ( أَجِنَّةٌ ) مثل دليل أدلةٍ وقيل سمي بذلك لاستتاره فإذا ولد فهو منفوس و ( الجِنُّ
    والجِنَّةُ ) خلاف الإنسان و ( الجَانُّ ) الواحد من ( الجِنِّ ) وهو الحية البيضاء أيضا و ( الجِنَّةُ ) ( الجُنُونُ ) و ( أَجَنَّهُ ) الله بالألف ( فَجُنَّ ) هو للبناء للمفعول فهو ( مَجْنُونٌ ) و ( الجَنَّةُ ) بالفتح الحديقة ذات الشجر وقيل ذات النخل والجمع ( جَنَّاتٌ ) على لفظها و ( جِنَانٌ ) أيضا و ( الجَنَانُ ) القلب و ( أَجَنَّهُ ) الليل بالألف و ( جَنَّ ) عليه من باب قتل ستره وقيل للترس ( مِجَنٌّ ) بكسر الميم لأن صاحبه يتستر به والجمع ( المَجَانُّ ) وزان دوابّ
    جَنَيْتُ
    الثمرة ( أَجْنِيهَا ) و ( اجْتَنَيْتُها ) بمعناه و ( الجَنَى ) مثل الحصى ما يجنى من الشجر ما دام غضا و ( الجَنِيُّ ) على فعيل مثله و ( أَجْنَى ) النخل بالألف حان له أن يجنى و ( أَجْنَتِ ) الأرض كثر ( جَنَاهَا ) و ( جَنَى ) على قومه ( جِنَايَةً ) أي أذنب ذنبا يؤاخذ به وغلبت ( الجِنَايَةُ ) في ألسنة الفقهاء على الجرح و القطع والجمع ( جِنَايَاتٌ ) و ( جَنَايَا ) مثل عطايا قليل فيه

    وبذلك نخلص أن كلمة جن تعنى معانى كثيرة وأخصها كل ما هو خفى وغير ظاهر
    ذهبت للقراءة فى فتاوى العلماء ، فوجدت معظم الأسئلة تدور حول الجن والمس وأفعال الجن والعباد ، وأتيت متها بما يكاد يكون مفصلا وسهلا وبسيطا :
    F عطية صقر .
    مايو 1997
    Mالقرآن والسنة
    Q نريد توضيحا لعالم الجن ، وهل يمس الإنسان بِشَرِّ ؟
    An 1 -الجن -كما يقوك الدميرى فى كتابه "حياة الحيوان الكبرى" - أجسام هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة. لها عقول وإفهام وقدرة على الأعمال الشاقة .
    2 - وهم خلق موجودون بالنصوص الثابتة فى القرآن والسنة، وبالإجماع ، والعقل لا يحيل ذلك .
    3- وهم أصناف ، فقد روى الطبرانى بإسناد حسن عن أبى ثعلبة الخشنى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها فى الهواء ، وصنف حيَّات ، وصنف يَحُلُّون ويظعنون " أى يمشون ويتحركون ، وكذلك رواه الحاكم وقال : صحيح الإِسناد . وجاء فى حديث رواه ابن أبى الدنيا عن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " خلق الله الجن ثلاثة أصناف ، صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح فى الهواء ، وصنف كبنى آدم ، عليهم الحساب والعقاب " .
    وإذا كان اسم الجن يطلق على الهوام المؤذية فيمكن فهم هذا الحديث بسهولة ، وهو ما رواه مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم " نهى عن إرسال الأطفال بعد غروب الشمس إلى العشاء ، لأن الشياطين تنبعث فى هذه الفترة . وكذلك ما رواه البخارى ومسلم عن أبى لبابة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجِنَان التى فى البيوت إلا الأبتر وذا الطُّفيتين ، فإنهما اللذان يخطفان البصر ويطرحان أولاد النساء . والطفيتان - بضم الطاء - الخطان الأبيضان على ظهر الحية . والأبتر قصير الذَّنب . وقال النضر بن شميل : هو صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب ، ولا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها " حياة الحيوان - للدميرى " .
    4 - والجن مستترون ، وقد يتشكلون بأشكال مختلفة ، وتحكم عليهم الصورة كما قال العلماء ، قال تعالى { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } الأعراف : 27 . وقد تشكل شيطان فى صورة لص أراد أن يسرق من الصدقة التى كان يحرسها الصحابى، ولما أخبر النبىَّ به عرَفَه أنه شيطان رواه البخارى .
    وهم من ذرية إبليس على المشهور، قال تعالى { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو } الكهف : 50 .
    5 - الجن مكلفون كالبشر ومحاسبون على أعمالهم كما يحاسب بنو آدم ، وجاء ذلك فى القرآن الكريم فى مثل قوله تعالى { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم أياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا} الأنعام : 130 ، وقوله { سنفرغ لكم أيها الثقلان } الرحمن : 31 ، وقد ثبت أنهم سمعوا القرآن من النبى صلى الله عليه وسلم ، وأن منهم من آمن ومنهم من كفر، قال تعالى { قل أوحى إلَّى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } الجن : 1 ، 2 ، وقال تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستعمون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا . .
    } الأحقاف : 25 ، وقال على لسانهم { وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا} الجن : 11 وثبت فى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم ذهب إليهم وتحدث معهم . ففى صحيح مسلم أنه قال " أتانى داعى الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن " وفيه أنهم سألوه الزاد فقال " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ، تأخذونه فيقع فى أيديكم أوفر ما كان لحما وكل بَعْرٍ علَفٌ لدوابكم " ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه " فلا تستنجوا بهما فانهما طعام إخوانكم " .
    6 -إن عدم رؤيتنا للجن إنما هو فى رؤيتهم على حقيقتهم ، وقد يخص الله نبيه بأن يراهم كذلك أحيانا، وقد قيل : إنه لم يرهم فى أول الآمر ولم يحس بأنهم يستمعون القرآن منه ، والله هو الذى أخبره بأنهم يستمعون ، ثم بعد ذلك رآهم وكلمهم حين ذهب إليهم ، إمَّا على حقيقتهم وإما بأشكال أخرى، وذلك ممكن لغير النبى صلى الله عليه وسلم كما سبق ذكره فى رؤية أبى هريرة له وهو يريد أن يسرق من زكاة رمضان ، وروى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن عفريتا من الجن تفلَّت عل البارحة يريد أن يقطع علىَّ صلاتى ، فَذعْتُه - أى خنقته - وأردت أن أربطه فى سارية من سوارى المسجد، فذكرت قول أخى سليمان ، فأطلقته " وجاء فى رواية مسلم قوله " والله لولا دعوة أخى سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة " كما جاء فى رواية النسائى بإسناد جَيد أنه خنقه حتى وجد برد لسانه على يده .
    7 - إن إبليس أقسم حين طرد من الجنة أن يُغوى الناس أجمعين إلا عباد الله المخلصين ، وقد حذرنا الله منه بمثل قوله تعالى { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } فاطر: 6 ، . وقوله تعالى { ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } يس : 60 .
    وثبت أن كل إنسان يُوَكَّل به شيطان يطلق عليه اسم القرين . ففى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن " قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال " وإياى ، إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم ، فلا يأمرنى إلا بخير " .
    8- والشيطان كما يضر الأنسان بالإِغواء والفتنة، يمكنه أن يؤذيه بأى نوع من الأذى الحسى أو المعنوى ، شأن الإِنسان مع الإِنسان ، وإذا ثبت أن منهم الكافرين والمؤمنين ، وأن منهم الطائعين والعاصين ، كما جاء فى قوله تعالى { وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك } فإن العقل لا يحيل أن يؤذى الجن الإِنس بأى أذى ، وليس هناك دليل صحيح يحيل هذا الأذى ، فالجن قد سرق من الزكاة كما سبق وهو يشارك الإِنسان فى الطعام وغيره ، ولذلك حثنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نسَمِّى الله عند الأكَل وعند دخول البيت ، بل عند إرادة اللقاء مع الزوجة .
    9-واتقاء شره فى الوسوسة يكون بمثل ما جاء فى قوله تعالى { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } الأعراف : 200 ، كما يستعان عليه بقوة الإِيمان بالله والمواظبة على العبادة والسلوك الحسن ، حتى يكون الإِنسان من عباد الله المخلصين ، الذين نجأهم الله من سلطان إبليس .
    10 -والمسألة التى يسأل عنها كثيرا هى : هل يستطيع الجن أن يلبس جسم الإِنسان ويصيبه بما يسمى الصرع ؟ .
    الجواب أنه لا يوجد دليل صحيح يمنع ذلك ، وقال بعض الناس : إن ذلك ممنوع ، لأن طبيعة الجن النارية لا يمكن أن تتصل بطببيعة الإِنس الترابية أو تلبسها وتعيش معها ، وإلا أحرقتها ، لكن هذا الاحتجاج مردود ، لأن الطبيعة الأولى للجن والإِنس ذهبت عنها بعض خصائصها ، بدليل الحديث السابق ، فى إمساك الرسول للعفريت وخنقه وإحساسه ببرد لعابه على يده ، ، فلو كانت طبيعة النار باقية لأصابت يده الشريفة صلى الله عليه وسلم ، ولاشتعل البيت والمكان والملابس نارا إذا أوى إليها الشيطان عندما لم يسم الإِنسان عند دخول البيت والأكل من الطعام .
    وفى هذا يقول ابن القيم فى كتابه زاد المعاد فى " الطب " : الصرع ، صرعان ، صرع من الأرواح الأرضية الخبيثة ، وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثانى هو الذى يتكلم فيه الأطباء ، فى سببه وعلاجه ، وأما صرع الأرواح فأثمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ، ولا يدفعونه ، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، ثم يقول ابن القيم : لا ينكر هذا النوع من الصرع إلا من ليس له حظ وافر من معرفة الأسرار الروحية . وأورد بعض الحوادث التى حدثت أيام النبى صلى الله عليه وسلم وأثر قوة الروح وصدق العزيمة فى علاجها ، وأفاض فى النعى على من ينكرون ذلك

    إبليس والجن والشياطين
    F عطية صقر .
    مايو 1997
    Mالقرآن والسنة
    Q ما الفرق بين الجن والشيطان وإبليس ، ولماذا خلقهم الله سبحانه ؟
    An جاء في تفسير القرطبى لسورة الجن أن أهل العلم اختلفوا فى أصل الجن ، فقال الحسن البصرى : إن الجن ولد إبليس ، والإنس ولد آدم ، ومن هؤلاء وهؤلاء مؤمنون وكافرون ، وهم شركاء فى الثواب والعقاب ، فمن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولى الله ، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان .
    وقال ابن عباس : الجن هو ولد الجان ، وليسوا بشياطين وهم يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، والشياطين هم ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس . انتهى .
    وجاء فى تفسير سورة الناس أن قتادة قال : إن من الجن شياطين وإن من الإنس شياطين ، وهو يعزز رأى الحسن البصرى المذكور- قال تعالى {وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن } الأنعام : 112 .
    وجاء فى "حياة الحيوان الكبرى " للدميرى عن الجن أن المشهور أن جميع الجن من ذرية إبليس وقيل : الجن جنس وإبليس واحد منهم ولا شك أن الجن ذريته بنص القرآن الكريم . يريد قوله تعالى{أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو}الكهف :55،ومن كفر من الجن يقال له شيطان .
    وجاء فى " آكام المرجان فى أحكام الجان " للمحدث الشبلى "ص 6 " أن الجن تشمل الملائكة وغيرهم ممن اجتنَّ -أى استتر-عن الأبصار، قال تعالى {وجعلوا بينه وبين الجِنة نسبا} الصافات : 58 ، لأن المشركين ادعوا أن الملائكة بنات الله وقال : الشياطين هم العصاة من الجن وهم ولد إبليس ، والمردة هم أعتاهم وأغواهم بقوا، الجوهرى : كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان ، والعرب تسمى الحية شيطانا .
    هذا ما قيل عن الجن والشيطان وإبليس ، أما الحكمة من خلقهم فهى امتحان بنمط آدم هل يستجيبون لأمر الله أو لأمر الشيطان ، وإيمان المؤمن لا تكون له قيمته إذا كان نابعا منه ذاتيا بحكم أنه خلق مؤمنا كالملائكة ، فان استقر الإيمان بعد الانتصار فى معركة الشيطان الذى أقسم أن يغوى الناس أجمعين -كان جزاء هذا المؤمن عظيما ، لأنه حصل بتعب وكد ومجاهدة دفع بها أجر الحصول على تكريم الله له .
    قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }العنكبوت : 69 .
    والحياة الدنيا لابد فيها من معركة بين الخير والشر، لتتناسب مع خلق الله لآدم على وضع يتقلب فيه بين الطاعة والمعصية، وقد تزعَّم الشيطان هذه المعركة انتقاما من آدم الذى طرد الشيطان من الجنة بسبب عدم السجود له . فقال كما جاء فى القرآن الكريم .
    {قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } الأعراف : 16 ، 17 ،وحذر الله الإنسان من طاعة الشيطان فقال {ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } يس : 60، وقال {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا }فاطر: 6 .
    فمجاهدة الشيطان بعصيانه لها ثواب ، ووجوده يساعد على الحركة القائمة على المتقابلات والحركة سر الحياة ، وقد سئل أحد العلماء :
    لماذا خلق الله إبليس ؟ فقال : لنتقرب إلى الله بالاستعاذة منه وعصيانه ، فكل خير فيه شر ولو بقدره


    ولكن دليلا قاطعا نافيا للجهالة ، يتفق والمعنى الظاهر للقرآن والعقل فى وثبته فى القرن الواحد والعشرين ، لم يقدمه أحد الشراح والمفتين ...!
    حيث يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز :

    فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) النحل

    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم
    إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر

    قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) الاسراء

    وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) سبأ

    وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) الصافات


    يستدل المؤيدون لدخول الشيطان جسم الإنسان بنفس الآيات ومن خلال تفاسير كثيرة تقر ذلك ، ولكنا سوف نناقش ذلك فى حينه ، عند تقدم أحد الأخوة بأدلته من السنة الشريفةوالمطهرة لا رفضا للسنة وإنما رفضا للمعنى الذى سيق فى الموضوع ، لأن القرآن قطع بنصوص غير قابلة للتأويل أن الشيطان ليس له سلطان على البشر وغاية فعله الغواية "" فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ""


    من مصنف بن أبى شيبة – الجزأ الأول _ المكتبة الشاملة
    يكفى التعوذ ليكف الشيطان عمله
    كتاب الطهارات :
    (1) ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء (1) حدثنا بقي مخلد رحمه الله قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي شيبة قال : نا هشيم عن بشير عن عبد العزيز بن أبي صهيب عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : أعوذ بك بالله من الخبث والخبائت.
    (3) حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبد العزيز بن عمر قال : حدثني الحسن بن مسلم بن يناق عن رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود قال : قال عبد الله : إذا دخلت الغائط فأردت التكشف فقل اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس والخبث والخبائث والشيطان الرجيم.
    (4) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال : كان حذيفة إذا دخل الخلاء قال : أغوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم.
    (5) حدثنا هشيم عن أبي معشر هو نجيح عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف قال : بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
    __________
    (1 / 1) الخلاء أي لقضاء الحاجة من يول أو غائط وهي تستعمل بهذا المعني لان قضاء الحاجة كان يتم أصلا في الخلاء أي في الارض الغضاء البعيدة عن المساكن ثم أصبحت اصطلاحا.
    الخبث : النجس ، والخبث ما لا خير فيه من كل شئ كخبث المعادن الذي ينفيه الكير وما شابه ذلك.
    الخبائث : وهي ما كانت العرب تستقذره كالا فاعي والمقارب والخنافس.
    (1 / 2) الحشوش : جمع حش وهو مكان قضاء الحاجة ، الكنيف ، مختصرة : أي يحضرها الجن والشياطين والهوام..كانت خارج المساكين وبعيدا عنها.
    (1 / 3) التكشف : رفع الملابس وكشف الجسد.

    ومن نفس المصدر نجد من السنة ما يقر بضعف الشيطان وأنه يخاف الإنسان إذا تجاسر واستقوى عليه بالتعوذ ، والتجاسر وحتى بالتفل

    (2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن نمير عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن يحيى بن جعدة قال : كان خالد بن الوليد يفزع من الليل حتى يخرج ومعه سيفه ، فخشئ عليه أن يصيب أحدا ، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن جبريل قال لي : إن عفريتا من الجن يكيدك ، فقل : أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما بث في الارض وما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ".
    (3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن الشيطان قد حال بين صلاتي وبين قراءتي ، قال صلى الله عليه وسلم : " ذلك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فاتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من شره ".
    (4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش : كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته
    الشياطين ؟ قال : جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاودية ، وتحدرت عليه من الجبال وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعب منه ؟ قال جعفر : أحسبه جعل يتأخر ، وجاء جبريل فقال : يا محمد ! قل ، قال : " وما أقول ؟ قال : قل " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الارض ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " قال : فطفئت نار الشيطان وهزمهم الله.
    (5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن مجاهد قال : كنت ألقى من رؤية الغول والشياطين بلاء وأرى خيالا ، فسألت ابن عباس فقال : أجزه على ما رأيت ولا تفرق منه ، فإنه يفرق منك كما تفرق منه ، ولا تكن أجبن السوادين ، قال مجاهد : فرأيته فأسندت عليه بعصا حتى سمعت وقعته.
    (6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد قال أخبرنا عون عن إبراهيم النخعي قال : كان -
    __________
    - (28 / 4) أرعب منه : أصابه منه رعب.
    (28 / 5) السواد : الرجل يرى قادما من بعيد لم تتضح ملامحه بعد

    ومن ذات المرجع الجزء السابع ، كانت الجن تجالس الإنس
    (3) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان داود عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي ، ثم يجئ أشراف الانس حتى يجلسوا مما يلي الايمن ، ثم يجئ أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الايسر ، ثم يدعوا الطير فتظلهم ، ثم يدعوا الريح فتحملهم فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر ، فبينما هو ذات
    يوم يسير في فلاة من الارض فاحتاج إلى الماء ، فدعا الهدهد فجاء فنقر الارض فأصاب موضع الماء ثم تجئ الشياطين ذلك الماء فتسلخه كما يسلخ الاهاب فيستخرجوا الماء منه ، قال : فقال له نافع بن الازرق : قف يا وقاف ، أرأيت قولك " الهدهد يجئ فينقر الارض فيصيب موضع الماء " كيف يبصر هذا ولا يبصر الفخ يجئ إليه حتى يقع في عنقه ، فقال له ابن عباس : ويحك ! إن القدر حال دون البصر.

    من صحيح البخارى ، نجد الجن تجتمع والناس ، ويسجدون معهم وليس فيهم .

    1021 - حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
    : أن النبي صلى الله عليه و سلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والأنس
    ورواه ابن طهمان عن أيوب
    [ 4581 ، وانظر 1017 ]
    [ ش ( بالنجم ) أي عند قراءة آية السجدة منها وسجود المشركين لسماعهم أسماء أصنامهم في السورة علم الراوي سجود الجن بإخبار النبي صلى الله عليه و سلم له ]


    وفى صحيح مسلم – باب الجهر بالقراءة
    روايتين كل منهما ينفى الآخر

    149 - ( 449 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
    : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم على الجن وما رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم ؟ قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة ( وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ) فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز و جل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم { قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن } [ 72 / الجن / الآية - 1 ]
    [ ش ( سوق عكاظ ) هو موضع بقرب مكة كانت تقام به في الجاهلية سوق يقيمون فيه أياما قال النووي تصرف ولا تصرف والسوق تؤنث وتذكر وفي القاموس وعكاظ كغراب سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون قال النووي قيل سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم ( فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ) الضرب في الأرض الذهاب فيها وهو ضربها بالأرجل وقال النووي معناه سيروا فيها كلها ( وهو بنخل ) هكذا وقع في صحيح مسلم بنخل وصوابه بنخلة بالهاء وهو موضع معروف هناك كذا جاء صوابه في صحيح البخاري ]
    ومن نفس المصدر
    150 - ( 450 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدالأعلى عن داود عن عامر قال سألت علقمة
    : هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن ؟ قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن ؟ قال لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم
    [ ش ( الأودية والشعاب ) في المصباح الأودية جمع الوادي وهو كل منفرج بين جبال يكون منفذا للسيل والشعاب جمع شعب بالكسر وهو الطريق وقيل الطريق في الجبل ( استطير أو اغتيل ) معنى استطير طارت به الجن ومعنى اغتيل قتل سرا والغيلة بالكسر هي القتل خفية ]

    فى متن ذلك الحديث ما يقلق للأسباب التالية :
    1. الجن تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام الزاد ، وقد خلقهم الله من فبل آدم ، أكانوا صيام ؟! .
    2. وفى الحديث : إذا سألت فسأل الله ، أسنة جديدة ؟!
    3. لكن قبل ذلك يترك الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه فى حيص بيص ، لا يعرفون أين هو ، أهذه أخلاق رسولنا ، أتلك حكمة نبينا ، أهكذا رحمة خيرعباد الله وأرحمهم بالعالمين ؟!
    4. أراهم الرسول أثار الجن "" فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم "" ، هل صدقوه فى خبر السماء وفى حاجة لمعاينة أثر لقائه الجن ؟!
    5. نترك العظام المسمى عليها ، ثم نجدها كما هى لوقت طويل ، أصادق من يدعى أنه يضاجع الجن ، وكاذبون نحن والعظام
    6. وهل نلقى العظام باللحم أم نتركها خالية منه ؟!
    تلك الروايات يجب تأويل نصوصها ، طالما كانت صحيحة السند


    لنعد لأحاديث أنواع الجن وننقل من فتاوى الأزهر وقد تقدم ذكرها:
    "" وهم أصناف ، فقد روى الطبرانى بإسناد حسن عن أبى ثعلبة الخشنى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها فى الهواء ، وصنف حيَّات ، وصنف يَحُلُّون ويظعنون " أى يمشون ويتحركون ، وكذلك رواه الحاكم وقال : صحيح الإِسناد . وجاء فى حديث رواه ابن أبى الدنيا عن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " خلق الله الجن ثلاثة أصناف ، صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح فى الهواء ، وصنف كبنى آدم ، عليهم الحساب والعقاب " . ""

    كل الخلاف تحله تلك الأحاديث
    · هناك صنف كبنى آدم ، وذلك الصنف هو ما عناه القرآن ، وهو القبيل الذى منه ابليس ، ويليق بهم مخاطبة الله ،ويليق بهم تحدى الله لهم فى مقام الإتيان بمثل القرآن ، هؤلاء مكلفون . هؤلاء مثلنا حتى تكاد تظن أنهم بشر ، وحينئذ وفقط حينئذ ، يمكن تصور أن بعض مانراه من الناس قبيل من الجن وهو يتزوج زواجا شرعيا على سنة الله ورسوله ، وقد يكون هناك قبيل منهم وأتباعهم ، يسيطرون على البنوك والإعلام وبهما يصنعون الحكام ، ويمولون الجيوش والحروب ، حتى أنها تكاد تكون مندلعة فى كل بلاد الله ورسوله.
    · أما الصنف الذى كالريح ، فهو كل الفيروسات والميكروبات والفطريات وكل خفى يؤذى الإنسان ويصرعه ، ويفعل فيه الأعاجيب ، وذلك القبيل ، نكف أذاه بالتسمية على كل شئ ولكل فعل ، ونتداوى منه بالقرآن والطبابة والدواء .
    · اما صنف الحيات والعقارب وخشاش الأرض ، فهو الصنف الذى يتخفى فى الأرض ويتلون بلون بيئته حتى أنه يشبها إذا كانت مزروعة ويشبهها إذا كانت جدباء ، ويتلون بلون أوراق الشجر ، ويتخفى بالتلون والجحور وغيرها ، هو جن لذلك


    · ما ذهبنا اليه يتفق ولغة العرب ، والمعاجم ، وتقول به روايات ، ويتفق مع ظاهر القرآن ، لذلك يجب إعادة قراءة كتبنا وتخريجها مرة أخرى ، لندافع عن ديننا وندافع عن سلفنا ، وهذا واجبنا ، وأدعوكم للتفكر فى وسيلة يقوم بها الموقع ويدعو اليها ، وأستطيع المشاركة بالفكرة .

    هذا ما فتح الله به على ، وما كان من الشيطان فردوه .
    وليكن حوارا ثريا مثمرا ، متوكلين على الله

    تعليق

    • binyaser
      1- عضو جديد
      • 21 ينا, 2007
      • 36

      #3
      وكما خلق الله الإنسان من طين وخلق له دواب ليستعملها ، ويأكلها ، وخلق للدواب مايطعمها من زروع ، وزين الله وجودنا بالزروع والثمرات على كل لون وصنف ، وجعل لنا الماء لنحيا به وتحيا فيه مخلوقات على كل شكل ولون وسخرها طعام لنا .
      كذلك خلق الله الجن وخلق لهم من مادة خلقهم دوابهم وزروعهم واسماكهم وكافة الكائنات التى خلقها الله لنا من طين كذلك خلقها الله لهم من نار ، لذلك نجد كثير من المخلوقات وعلى أى شكل يكون منها وعلى شاكلتها مخلوق من الجن ، كالقطط والكلاب والحيات وغيرها من المخلوقات ، وتعيش بيننا ونعيش معها ، وتعيش معنا ، وهى خفية عنا لا نعرف أنها جن ، بينما هم يعيشون بيننا ويميزون بين الجن والإنس ، قد يكون السسب ميزة خلقية فيهم ، كما لبعض الكائنات تمييز الزلازل قبل حدوثها ، والرؤية فى الظلام ، والرؤية من بعد ، تقدير زوايا الانكسار لصورة الأسماك فى الماء وقنصها من مكانها الصحيح ، وقد يكون السبب قدرة علمية بحكم سبقهم فى الخلق ، وقد يكون الأمران معا ، والله سبحانه وتعالى أعلم بخلقه وصنعه ، يحيطنا علما فى الوقت المناسب ، كلما أخذنا بالأسباب جميعا وعلى رأسها الإيمان وقد يكون منها الطيار بالخلقة أو بقدرته علما ودراية ومثله السابح والعائم والهائم ، .. الخ ، كما أن الأرض ليست أرضنا فقط ، ولكن أراضى كثيرة بها حياة لا نعرف شكلها وهى خفية عنا تتكشف لنا بعض أسرار الوجود بقدر ما يريد الله وبقدر ما نأخذ بالأسباب .
      ماذهب اليه السلف هو اجتهاد عقلى فسر النصوص بمحتواه الثقافى فى ذلك الحين ، ولا يطعن ذلك فى كونهم عظام ، والمحيط المعرفى يأثر الفكر ولو كان عظيما ، فالذرة إلى عهد قريب كانت مجرد شبيه بالبرتقالة وكان فى حينه كشفا عظيما ، وعندما اكتشفوا الكوكب السابع هلل الجميع لاكتشاف السموات السبع ، ونحن نسارع دائما متلقين نظريات العلم وكأنها حقائق يبنى عليها وقد تنهار ، والقرآن العظيم لغته من القوة والسعة لمعانى وأفهام القدامى ومعانى وأفهام ما سيستجد دائما ، وليس من حقنا المصادرة على الدلالات اللفظية الواسعة لكلمات القرآن ومعانى سياقاته الفائقة .
      نحن نجتهد لدفع الأوهام التى يضل بها المسلم وتكون باب لدخول الشبهات على عامة الناس ، منهج الإنغلاق كان يليق فى زمن سابق لتريح الناس وتحافظ على إيمانهم ، الآن تهجم الشبهات على أطفالنا وشبابنا على الشبكة ، الآن تجاسر المبشر بالدخول علينا منزلنا ، الآن التبشير مبثوث فى ثنايا المسلسلات والأفلام ، الآن مدارسنا يشرف عليها أو يديرها أو يملكها مشركون من كل نوع وملة ، المواجهة صارت واجبة ، والعقل يجب أن يصحو وينتبه ..!
      ذهبت لبعض الكتب لأرى كيف تناولوا ذات الموضوع ، ولأنى خشيت عرض أفكارهم بطريقتى الخاصة فأبدو منخبا ما أريد ، لذلك سوف أعرض بعض الأقوال وكما هى .فيها كلام عن بكاء الجن ، والزواج من البشر والإمامة ، والثواب والعقاب ، ولكنا نستشف الخلاف لا اتفاق فى كل الأخبار .


      بكاء الجن

      كتاب الآحاد والمثانى

      87- حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا مُحَمد بن بشر حَدَّثَنَا مسعر عن عَبْد الملك بن عمير عن السقر بن عَبْد الله بن عروة عن عائشة رَضِيَ الله تعالى عنها أن الجن بكت على عمر رَضِيَ الله تعالى عنه قبل أن يقتل بثلاث
      أبعد قتيل بالمدينة أصبحت
      له الأرض تهتز العضاة بأسوق
      فمن يسع أو يركب جناحي نعامة
      ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
      قضيت أمورا ثم غادرت بعدها
      نوائح في أكمامها لو تفتق
      وما كنت أخشى أن تكون وفاته
      بكفي سببا أزرق العين مطرق


      89- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الأشج حَدَّثَنَا يحيي بن واضح المزوري حَدَّثَنَا شيخ كان يختلف معنا إلى مُحَمد بن إسحاق قال لما أصيب عمر رَضِيَ الله تعالى عنه سمع صوتا من الجن
      تبكين نساء الجن يبكين شجيات
      ويخمشن وجوها كالدنانير نقيات
      ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات


      424- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : لَمَّا أُحِيطَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا اسْمُ هَذِهِ الأَرْضِ ؟ فَقِيلَ : كَرْبَلاءُ ، فَقَالَ : صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، إِنَّمَا هِيَ أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلاءٍ
      425- حَدَّثَنَا هدبة بن خالد حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أم سلمة رَضِيَ الله تعالى عنهما أنها قالت سمعت الجن تنوح على الحسين رَضِيَ الله تعالى عنه
      426- حَدَّثَنَا إبراهيم بن حجاج حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ميمونة قالت سمعت الجن تنوح على الحسين رَضِيَ الله تعالى عنه

      كتاب الأشباه

      أَحْكَامُ الْجَانِّ
      قَلَّ مَنْ تَعَرَّضَ لَهَا ، وَقَدْ أَلَّفَ فِيهَا مِنْ أَصْحَابِنَا الْقَاضِي بَدْرُ الدِّينِ الشِّبْلِيُّ فِي كِتَابِهِ آكَامِ الْمَرْجَانِ فِي أَحْكَامِ الْجَانِّ " لَكِنِّي لَمْ أَطَّلِعْ عَلَيْهِ الْآنَ ، وَمَا نَقَلْته عَنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ بِوَاسِطَةِ نَقْلِ الْأُسْيُوطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ .
      وَلَا خِلَافَ فِي أَنَّهُمْ مُكَلَّفُونَ : مُؤْمِنُهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَكَافِرُهُمْ فِي النَّارِ ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي ثَوَابِ الطَّائِعِينَ .
      فَفِي الْبَزَّازِيَّةِ مُعَزِّيًا إلَى الْأَجْنَاسِ عَنْ الْإِمَامِ : لَيْسَ لِلْجِنِّ ثَوَابٌ ، وَفِي التَّفَاسِيرِ تَوَقَّفَ الْإِمَامُ فِي ثَوَابِ الْجِنِّ لِأَنَّهُ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ فِيهِمْ : { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ } وَالْمَغْفِرَةُ لَا تَسْتَلْزِمُ الْإِثَابَةَ لِأَنَّهُ سَتْرٌ ، وَمِنْهُ الْمِغْفَرُ لِلْبَيْضَةِ ، وَالْإِثَابَةُ بِالْوَعْدِ فَضْلٌ .
      قَالَتْ الْمُعْتَزِلَةُ : أُوعِدَ ظَالِمُهُمْ فَيَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ ، وَيَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ صَالِحُهُمْ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا } .
      قُلْنَا : الثَّوَابُ فَضْلٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى لَا بِالِاسْتِحْقَاقِ ، فَإِنْ قِيلَ قَوْله تَعَالَى : { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } بَعْدَ عَدِّ نَعِيمِ الْجَنَّةِ خِطَابًا لِلثَّقَلَيْنِ يَرُدُّ مَا ذَكَرْتُ .
      قُلْنَا : ذَكَرُوا أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّوَقُّفِ : التَّوَقُّفُ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلَاذِّ ، لَا الدُّخُولُ فِيهِ كَدُخُولِ الْمَلَائِكَةِ لِلسَّلَامِ وَالزِّيَارَةِ وَالْخِدْمَةِ : { وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ } الْآيَةَ ( انْتَهَى ) .
      فَمِنْهَا النِّكَاحُ: قَالَ فِي السِّرَاجِيَّةِ : لَا تَجُوزُ الْمُنَاكَحَةُ بَيْنَ بَنِي آدَمَ وَالْجِنِّ وَإِنْسَانِ الْمَاءِ لِاخْتِلَافِ الْجِنْسِ ( انْتَهَى ) .
      وَتَبِعَهُ فِي مُنْيَةِ الْمُفْتِي وَالْفَيْضِ ، وَفِي الْقُنْيَةِ : سُئِلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ التَّزْوِيجِ بِجِنِّيَّةٍ فَقَالَ : يَجُوزُ بِلَا شُهُودٍ ، ثُمَّ رَقَّمَ آخَرُ فَقَالَ : لَا يَجُوزُ ، ثُمَّ رَقَّمَ آخَرُ : يُصْفَعُ السَّائِلُ لِحَمَاقَتِهِ ( انْتَهَى ) .
      وَفِي يَتِيمَةِ الدَّهْرِ فِي فَتَاوَى أَهْلِ الْعَصْرِ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ التَّزْوِيجِ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ مِنْ الْجِنِّ ؛ هَلْ يَجُوزُ إذَا تُصُوِّرَ ذَلِكَ أَمْ يَخْتَصُّ الْجَوَازُ بِالْآدَمِيِّينَ ؟ فَقَالَ : يُصْفَعُ هَذَا السَّائِلُ لِحَمَاقَتِهِ وَجَهْلِهِ .
      قُلْت : وَهَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى حَمَاقَةِ السَّائِلِ وَكَانَ لَا يُتَصَوَّرُ ؛ أَلَا تَرَى أَنَّ أَبَا اللَّيْثِ رَحِمَهُ اللَّهُ ذَكَرَ فِي فَتَاوَاهُ أَنَّ الْكُفَّارَ لَوْ تَتَرَّسُوا بِنَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ، هَلْ يُرْمَى ؟ فَقَالَ يُسْأَلُ ذَلِكَ النَّبِيُّ ، وَلَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ بَعْدَ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ أَجَابَ عَلَى تَقْدِيرِ التَّصَوُّرِ كَذَا هَذَا .
      وَسُئِلَ عَنْهَا أَبُو حَامِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَا يَجُوزُ ( انْتَهَى )
      وَقَدْ اسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ الْجِنِّيَّاتِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ : { وَاَللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } أَيْ مِنْ جِنْسِكُمْ وَنَوْعِكُمْ وَعَلَى خَلْقِكُمْ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ
      تَعَالَى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } أَيْ مِنْ الْآدَمِيِّينَ ( انْتَهَى ) .
      وَبَعْضُهُمْ اسْتَدَلَّ بِمَا رَوَاهُ حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي مَسَائِلِهِ عَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ
      قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ : { نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ } ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا فَقَدْ اُعْتُضِدَ بِأَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ ، فَرُوِيَ الْمَنْعُ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَالْحَاكِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ وَعُقْبَةَ بْنِ الْأَصَمِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .
      فَإِذَا تَقَرَّرَ الْمَنْعُ مِنْ نِكَاحِ الْإِنْسِيِّ الْجِنِّيَّةَ ؛ فَالْمَنْعُ مِنْ نِكَاحِ الْجِنِّيِّ الْإِنْسِيَّةَ مِنْ بَابِ أَوْلَى ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي السِّرَاجِيَّةِ : لَا تَجُوزُ الْمُنَاكَحَةُ ، وَهُوَ شَامِلٌ لَهُمَا ، لَكِنْ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الرَّازِيّ فِي كِتَابِ الْإِلْهَامِ وَالْوَسْوَسَةِ فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُقَاتِلٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ دَاوُد الزَّبِيدِيِّ قَالَ : كَتَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إلَى مَالِكٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ وَقَالُوا : إنَّ هُنَا رَجُلًا مِنْ الْجِنِّ يَخْطُبُ إلَيْنَا جَارِيَةً يَزْعُمُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْحَلَالَ .
      فَقَالَ : مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فِي الدِّينِ ، وَلَكِنْ أَكْرَهُ إذَا وَجَدَ امْرَأَةً حَامِلًا قِيلَ لَهَا مَنْ زَوْجُكِ قَالَتْ مِنْ الْجِنِّ فَيَكْثُرُ الْفَسَادُ فِي الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ ( انْتَهَى )
      وَمِنْهَا لَوْ وَطِئَ الْجِنِّيُّ إنْسِيَّةً فَهَلْ يَجِبُ عَلَيْهَا الْغُسْلُ ؟ قَالَ قَاضِي خَانْ فِي فَتَاوِيهِ : امْرَأَةٌ قَالَتْ : مَعِي جِنِّيٌّ يَأْتِينِي فِي النَّوْمِ مِرَارًا وَأَجِدُ فِي نَفْسِي مَا أَجِدُ لَوْ جَامَعَنِي زَوْجِي .
      لَا غُسْلَ عَلَيْهَا ( انْتَهَى ) .
      وَقَيَّدَهُ الْكَمَالُ بِمَا إذَا لَمْ تُنْزِلْ ؛ أَمَّا إذَا أَنْزَلَتْ وَجَبَ كَأَنَّهُ احْتِلَامٌ
      وَمِنْهَا انْعِقَادُ الْجَمَاعَةِ بِالْجِنِّ ، ذَكَرَهُ الْأُسْيُوطِيُّ عَنْ صَاحِبِ آكَامِ الْمَرْجَانِ مِنْ أَصْحَابِنَا مُسْتَدِلًّا بِحَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ الْجِنِّ وَفِيهِ : فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ فَقَالَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا قَالَ : فَصَفَّهُمَا خَلْفَهُ ثُمَّ صَلَّى بِهِمَا ثُمَّ انْصَرَفَ .
      وَنَظِيرُ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ السُّبْكِيُّ أَنَّ الْجَمَاعَةَ تَحْصُلُ بِالْمَلَائِكَةِ ، وَفَرَّعَ عَلَى ذَلِكَ ؛ لَوْ صَلَّى فِي فَضَاءٍ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ مُنْفَرِدًا ثُمَّ حَلَفَ أَنَّهُ صَلَّى بِالْجَمَاعَةِ لَمْ يَحْنَثْ .
      وَمِنْهَا صِحَّةُ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْجِنِّيِّ ذَكَرَهُ فِي آكَامِ الْمَرْجَانِ .
      وَمِنْهَا إذَا مَرَّ الْجِنِّيُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي يُقَاتَلُ كَمَا يُقَاتَلُ الْإِنْسِيُّ وَمِنْهَا لَا يَجُوزُ قَتْلُ الْجِنِّيِّ بِغَيْرِ حَقٍّ كَالْإِنْسِيِّ .
      قَالَ الزَّيْلَعِيُّ قَالُوا : يَنْبَغِي أَنْ لَا تُقْتَلَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ الَّتِي تَمْشِي مُسْتَوِيَةً ؛ لِأَنَّهَا مِنْ الْجَانِّ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ { اُقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْحَيَّةَ الْبَيْضَاءَ فَإِنَّهَا مِنْ الْجِنِّ } وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ : لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْكُلِّ ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاهَدَ الْجِنَّ أَنْ لَا يَدْخُلُوا بُيُوتَ أُمَّتِهِ وَلَا يُظْهِرُوا أَنْفُسَهُمْ ، فَإِذَا خَالَفُوا فَقَدْ نَقَضُوا عَهْدَهُمْ فَلَا حُرْمَةَ لَهُمْ .
      وَالْأَوْلَى هُوَ الْإِنْذَارُ وَالْإِعْذَارُ فَيُقَالُ لَهَا : ارْجِعِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ خَلِّي طَرِيقَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ أَبَتْ قَتَلَهَا ، وَالْإِنْذَارُ إنَّمَا يَكُونُ خَارِجَ الصَّلَاةِ ( انْتَهَى ) .
      وَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا رَأَتْ فِي بَيْتِهَا حَيَّةً فَأَمَرَتْ بِقَتْلِهَا فَقُتِلَتْ فَأَتَيْت فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَقِيلَ لَهَا إنَّهَا مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَتْ إلَى الْيَمَنِ فَابْتِيعَ لَهَا أَرْبَعُونَ رَأْسًا فَأَعْتَقَتْهُمْ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ ، وَفِيهِ : فَلَمَّا أَصْبَحَتْ أَمَرَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَفُرِّقَتْ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَمِنْهَا قَبُولُ رِوَايَةِ الْجِنِّيِّ ذَكَرَهُ صَاحِبُ آكَامِ الْمَرْجَانِ ، وَذَكَرَ الْأُسْيُوطِيُّ أَنَّهُ لَا شَكَّ فِي جَوَازِ رِوَايَتِهِمْ عَنْ الْإِنْسِ مَا سَمِعُوهُ ؛ سَوَاءٌ عَلِمَ الْإِنْسِيُّ بِهِمْ أَوْ لَا ، وَإِذَا أَجَازَ الشَّيْخُ مَنْ حَضَرَ دَخَلَ الْجِنُّ كَمَا فِي نَظِيرِهِ مِنْ الْإِنْسِ .
      وَأَمَّا رِوَايَةُ الْإِنْسِ عَنْهُمْ فَالظَّاهِرُ مَنْعُهَا لِعَدَمِ حُصُولِ الثِّقَةِ بَعْدَ التُّهَمِ .
      وَمِنْهَا لَا يَجُوزُ الِاسْتِنْجَاءُ بِزَادِ الْجِنِّ وَهُوَ الْعَظْمُ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ .
      وَمِنْهَا أَنَّ ذَبِيحَتَهُ لَا تَحِلُّ .
      قَالَ فِي الْمُلْتَقَطِ : { وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ } ( انْتَهَى ) .
      وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ الْكُرْدِيُّ فِي مَنَاقِبِهِ فِي فَضْلِ قِرَاءَةِ الْإِمَامِ شَيْئًا مِنْ أَحْكَامِ الْجَانِّ وَأَوْلَادِ الشَّيْطَانِ وَبَيَانِ الْغُولِ وَالْكَلَامِ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ وَأَكْلِهِمْ
      فَوَائِدُ :
      الْأُولَى : الْجُمْهُورُ ؛ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْجِنِّ نَبِيٌّ ، وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ } .
      فَتَأَوَّلُوهُ عَلَى أَنَّهُمْ رُسُلٌ عَنْ الرُّسُلِ سَمِعُوا كَلَامَهُمْ فَأَنْذَرُوا قَوْمَهُمْ ، لَا عَنْ اللَّهِ تَعَالَى .
      وَذَهَبَ الضَّحَّاكُ وَابْنُ حَزْمٍ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ نَبِيٌّ تَمَسُّكًا بِحَدِيثِ { وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً } قَالَ : وَلَيْسَ الْجِنُّ مِنْ قَوْمِهِ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ أُنْذِرُوا فَصَحَّ أَنَّهُ جَاءَهُمْ أَنْبِيَاءٌ مِنْهُمْ .
      الثَّانِيَةُ: قَالَ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْقَافِ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مَبْعُوثًا إلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ جَمِيعًا ، قَالَ مُقَاتِلٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : لَمْ يُبْعَثْ قَبْلَهُ نَبِيٌّ إلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ مُؤْمِنِي الْجِنِّ .
      فَقَالَ قَوْمٌ : لَا ثَوَابَ لَهُمْ إلَّا النَّجَاةُ مِنْ النَّارِ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ .
      وَعَنْ اللَّيْثِ : ثَوَابُهُمْ أَنْ يُجَارُوا مِنْ النَّارِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ كُونُوا تُرَابًا كَالْبَهَائِمِ .
      وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ كَذَلِكَ .
      وَقَالَ آخَرُونَ .
      يُثَابُونَ كَمَا يُعَاقَبُونَ .
      وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى رَحِمَهُمَا اللَّهُ .
      وَعَنْ الضَّحَّاكِ أَنَّهُمْ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالذِّكْرَ فَيُصِيبُونَ مِنْ لَذَّتِهِ مَا يُصِيبُهُ بَنُو آدَمَ .
      مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ .
      وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إنَّ مُؤْمِنِي الْجِنِّ حَوْلَ الْجَنَّةِ فِي رَبَضِهَا وَلَيْسُوا فِيهَا ( انْتَهَى ) .
      الثَّالِثَةُ : ذَهَبَ الْحَارِثُ الْمُحَاسِبِيُّ إنَّ الْجِنَّ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ نَرَاهُمْ وَلَا يَرَوْنَا عَكْسَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا الرَّابِعَةُ : صَرَّحَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْجَنَّةِ لَا يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } وَقَدْ اسْتَثْنَى مِنْهُ مُؤْمِنِي الْبَشَرِ فَبَقِيَ عَلَى عُمُومِهِ فِي الْمَلَائِكَةِ .
      قَالَ فِي آكَامِ الْمَرْجَانِ : وَمُقْتَضَى هَذَا أَنَّ الْجِنَّ لَا يَرَوْهُ لِأَنَّ الْآيَةَ بَاقِيَةٌ عَلَى الْعُمُومِ فِيهِمْ أَيْضًا ( انْتَهَى ) .
      وَلَمْ يَتَعَقَّبْهُ الْأُسْيُوطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَفِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَى عَدَمِ رُؤْيَةِ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بِالْآيَةِ نَظَرٌ ، لِأَنَّهَا لَا تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلًا فَلَا اسْتِثْنَاءَ قَالَ الْقَاضِي الْبَيْضَاوِيُّ : لَا تُدْرِكُهُ أَيْ لَا تُحِيطُ بِهِ .
      وَاسْتَدَلَّتْ الْمُعْتَزِلَةُ عَلَى امْتِنَاعِ الرُّؤْيَةِ وَهُوَ
      كتاب الأمثال القرآنية

      وقال تعالى: {يَآ مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}2
      وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}3.
      وقال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوآ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ}4.
      1 سورة العنكبوت الآية رقم (51).
      2 سورة الأنعام الآية رقم (130).
      3 سورة الإسراء الآية رقم (15).
      4 سورة الزمر الآية رقم (71).
      [(2/511)]
      وقال تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلقِْيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌقَالُوا بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّه مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍوَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِفَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ}1.
      فدلت هذه الآيات على أن من أتاه الرسول فخالفه فقد وجب عليه العذاب، وإِن لم يأته إمام ولا قياس، وأنه لا يُعذَّب أحد حتى يأتيه الرسول وإِن أتاه إمام أو قياس.
      وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ}2.



      كتاب التبصرة لابن الجوزى


      ص 162-163

      قال العلماء أول من سكن الأرض الجن وكانوا يعبدون الله عز وجل ثم تناول بعضهم بعضا بالقتل قال ابن عباس الجن ضعفاء الجان قال مجاهد ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين عليهما السلام والكافران نمرود وبخت نصر وقال كعب ساكن الأرض الثانية الريح العقيم وساكن الأرض الثالثة حجارة جهنم وفي الرابعة كبريت جهنم وساكن الأرض الخامسة حيات جهنم وساكن الأرض السادسة عقارب جهنم وفي السابعة إبليس موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل أمامه ورجل خلفه فتأتيه جنوده بالأخبار في مكانه ذلك فأما الجن فهم ثلاثة أنواع جان وجن وشياطين وكلهم خلقوا قبل آدم وفي الجان ثلاثة أقوال أحدها أنه أبو الجن رواه الضحاك عن ابن عباس وهو مخلوق من مارج من نار والمارج لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت والثاني أن
      الجان هو إبليس قاله الحسن وعطاء والثالث أن الجان مسيخ الجن كما أن القردة والخنازير مسيخ الإنس رواه عكرمة عن ابن عباس فأما الشيطان فهو كل متجبر عات من الجن وكذلك المارد والعفريت وفي إبليس قولان أحدهما أنه كان من أشراف الملائكة والثاني أنه كان من الجن قال مجاهد لإبليس خمسة أولاد نبر والأعور ومسوط وداسم وزلنبور فأما نبر فهو صاحب المصائب يأمر بشق الجيوب ولطم الخدود وأما الأعور فيأمر بالزنا ومسوط صاحب الكذب يلقى الرجل فيخبره بالشيء فيتحدث الرجل به وداسم يوقع بين الرجل وأهله وزلنبور يركز رايته في السوق ويوقع بينهم
      الكلام على البسملة
      ( أضحك سنك بعد الأمل
      ولم يبك عينك قرب الأجل
      ( كأنك لم تر حيا يساق
      ولم تر ميتا على مغتسل
      قل للذين غفلوا ولعبوا كأنهم قد تعبوا ما لهم عبرة في الذين ذهبوا أما الكأس بيد الساقي ومنه شربوا ( سير الليالي إلى أعمارنا خبب
      فما تبين ولا يعتاقها نصب
      ( كيف النجاء وأيديها مصممة
      بذبحنا بمدى ليست لها نصب
      ( وهل يؤمل نيل الشمل ملتئما
      سفر لهم كل يوم رحلة عجب
      ( وما إقامتنا في منزل هتفت
      فيه بنا مذ سكنا ربعه نوب
      ( وآذنتنا وقد تمت عمارته
      بأنه عن قليل داثر خرب
      ( أزرت بنا هذه الدنيا فما أمل
      إلا لريب المنايا عنده أرب
      ( ليست سهام الموت طائشة
      وهل تطيش سهام كله نصب
      ( ونحن أغراض أنواع البلاء بها
      قبل الممات فمرمى ومرتقب
      ( أين الذين تناهوا في ابتنائهم
      صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا

      تعليق

      • د.أمير عبدالله
        حارس مؤسِّس

        • 10 يون, 2006
        • 11248
        • طبيب
        • مسلم

        #4
        هذا الموْضوع غير مقْبول جُمْلةً وتفْصيلاً ....

        يا ابن ياسِر اتّقِ اللهَ فينا .. " ماهكذا يا سعْدُ تورَد الإبل ..!! " ... كما يبدو من الموْضوعِ ... ضعْف الناحِيَةِ العِلْمِيّة ... وعدم الإلْمامِ بالمسائِل الشرْعِية .. والجهْلُ بعقيدةِ أهل السّنّةِ والجماعة .. وفوْقَ هذا كُلِّهِ غِياب المنْهجِِيّة ... مما جعلَ أخونا - هداهُ الله - ينْقُل الغثّ والسمين مما يقَعُ تحْتَ يديهِ .. بِأداةِ بحْثٍ يضغط زِرّهُ , فيَضعُ لنا مِنها الغثّ والثمين دون ان ينْقُد ويُدقِّقَ فيما ينقَل ... حتى صار ما أسْماهُ بحْثاً يحتاجُ إلى بحْثٍ لتنقِيَتِه , ونقْدِهِ وتنْقيحِه ..

        ليْسَ هكذا تبْحَثفي الدينِ .. وعلم الدين .. أجلُّ وأعْظمُ من أن تفْعل بِهِ ما فعلت ... أبِمِثْلَ ما فعَلتَ يُقامُ دليل ؟!!! ... لا واللهِ .!


        هذا الموضوع يُغْلَق ويُتحفّظ عليْهِ لما فيهِ من مغالطاتٍ وتأويلاتٍ وتلبيسِ حقٍّ بِباطِل ... وإن كُنّا نُحْسِن الظنّ في صاحِبِهِ ... و نُحيلُ فِعْلَتَهُ هذه إلى قِلّةِ العلم .. وليْسَ إلى تعمُّدِ المغالطة والإنتِصار للرأي .!!!



        ألا فليتِّقِ الله في أوْقاتِنا إخوة طلبوا العِلْم فأخطئوه ...

        الموْضوعُ يُغْلَق ... ونعِْكِفُ على الرد بحول الله تعالى ....
        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق

        • الشرقاوى
          حارس مؤسس

          • 9 يون, 2006
          • 5442
          • مدير نفسي
          • مسلم

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
          هذا الموْضوع غير مقْبول جُمْلةً وتفْصيلاً ....



          ألا فليتِّقِ الله في أوْقاتِنا إخوة طلبوا العِلْم فأخطئوه ...


          الموْضوعُ يُغْلَق ... ونعِْكِفُ على الرد بحول الله تعالى ....

          جزاك الله خيرا يامولانا

          انا اعتقد أن هكذا موضوعات كلها مرفوضه ومخالفة طبقا لقوانين المنتدى

          فهى جدالات بلا علم ومضيعة للوقت وفرصة لمن يهوون الدجل والشعوذه ... بالطبع لا أقصد صاحب الموضوع ... لكننى أقصد هؤلاء هواة البحث عن علوم لاتنفع وتترك جهل لا يضر

          الله معكم
          الـ SHARKـاوي
          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
          ردود 0
          24 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة وداد رجائي
          بواسطة وداد رجائي
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
          ردود 0
          27 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
          ردود 0
          49 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
          ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
          ردود 0
          81 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة عطيه الدماطى
          ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
          رد 1
          83 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د. نيو
          بواسطة د. نيو
          يعمل...