السلام عليكم ورحمة الله ...,,,
كتب أحد الأعضاء بمنتدى الكنيسة موضوعاً ... أراد فيه أن يصل إلى أن الله عز وجل استخدم لفظ (عسى ) تدليلاً على الشك والريبة والرجاء .. وهو ما يتنافى مع الألوهية .. وبالتالي فالقرآن من صنع البشر .. وليس وحياً إلهياً ...
ــ وحقيقةً من العسير أن نجد نصرانياً يتحدث في قضايا اللغة العربية بدون أن تظهر مواهبه أقصد دون أن يظهر (مدى قصوره) ...
ــ لنقرأ الموضوع : ــ
والآن لنبدأ الرد بعون الله ...,,,,
يقول كاتب المقال : ــ
ــ هذا أول خطأ وقع به كاتب المقال وذلك لقصوره في علوم اللغة كما سنبين .. مما أدى إلى أنه بنى إستنتاجه على أن (عسى تفيد الرجاء فقط) وذلك باطل ... ومعلوم أن ما بني على باطل فهو باطل ...
ـــ والآن هل ورد الفعل ( عسى ) في المعاجم على أنه يفيد الرجاء فقط ؟؟
ــ لنرى ....
مختار الصحاح : ــ
و عَسَى من أفعال المقاربة وفيه طمع وإشفاق ولا يتصرف لأنه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال تقول عسى زيد أن يخرج وعست هند أن تقوم فزيد فاعل عسى وأن يخرج مفعولها وهو بمعنى الخروج إلا أن خبره لا يكون اسما لا يقال عسى زيد منطلقا وأما قولهم عسى الغوير أبؤسا فشاذ نادر وضع موضع الخبر وقد يأتي في الأمثال ما لا يأتي في غيرها وربما شبهوا عسى بكاد واستعملوا الفعل بعده بغير أن فقالوا عسى زيد ينطلق ويقال عسيت أن أفعل ذاك بفتح السين وكسرها وقرئ بهما قوله تعالى {فهل عسيتم} وتقول للنساء عسيتن وللرجال عسيتم ولا يقال منه يفعل ولا فاعل لما قلنا وعسى من الله تعالى واجب في جميع القرآن إلا في قوله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله} وقال أبو عبيدة عسى في كلام العرب رجاء ويقين أيضا فجاءت في القرآن على إحدى لغتي العرب وهو اليقين .
http://www.alburaq.net/mukhtar/root.cfm
عَسَى (القاموس المحيط)
عَسَى: فِعْلٌ مُطْلَقاً، أوْ حَرْفٌ مُطْلَقاً، لِلتَّرَجِّي في المحْبُوبِ، والإِشْفاقِ في المَكْرُوهِ،
واجْتَمَعَا في قَوْلِهِ تَعالَى: {عَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}. الآيَةَ، ولِلشَكِّ واليَقينِ، وقَدْ تُشَبَّهُ بِكادَ،
و~ مِنَ اللّهِ: إيجابٌ، وبِمَنْزِلَةِ كانَ في المَثَلِ السائرِ: "عَسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً".
وعَسِيَ النَّبات عَسًى.
والعاسِي: النَّخْلُ، والغَسا: لِلبَلَحِ، بالغَيْنِ، وغَلِطَ الجَوْهَرِي.
والمُعْسِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الناقَةُ يُشَكُّ أبِها لَبَنٌ أَمْ لا.
وإنَّهُ لَمَعْساةٌ بِكَذا، أيْ: مَخْلَقَةٌ.
وأعْسِ به: أخْلِقْ.
وهو عَسِيٌّ بِهِ،
وعَسٍ: خَليقٌ.
وبالعَسَى أنْ تَفْعَلَ: بالحَرَى.
والمِعْساءُ، كمِكْسالٍ: الجاريَةُ المُرَاهِقَةُ.
وقولهُ تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} الآيَةَ، أيْ: هَلْ أْنْتُمْ قَرِيبٌ منَ الفِرارِ.
عسا (لسان العرب)
وعَسَى طَمَعٌ وإشفاقٌ، وهو من الأَفعال غيرِ المُتَصَرِّفة؛ وقال الأَزهري: عَسَى حرف من حروف المُقارَبةِ، وفيه تَرَجٍّ وطَمَعٌ؛
مما سبق يتضح أن (عسى) كما تفيد الشك والريبة والرجاء فإنها تفيد اليقين والإطماع أيضاً ... وبالتالي فإن كل ماسيذكره كاتب الموضوع بعد ذلك باطل لأنه مبني على باطل ....
ــ ولكننا سنكمل حتى لا يقولواأننا عجزنا عن الرد على هذه السخافات ...
يقول كاتب المقال : ــ
هذا إذا كانت عسى هنا تفيد الشك .. ولكن لا يوجد ما يشير إلى ذلك
نقرأ في تفسير الطبري : ــ
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
{ عَسَى اللَّه أَنْ يَكُفّ بَأْس الَّذِينَ كَفَرُوا } يَقُول : لَعَلَّ اللَّه أَنْ يَكُفّ قِتَال مَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ وَجَحَدَ وَحْدَانِيّته , وَأَنْكَرَ رِسَالَتك عَنْك وَعَنْهُمْ وَنِكَايَتهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ " عَسَى " مِنْ اللَّه وَاجِبَة بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع
ويقول القرطبي : ــ
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِطْمَاع , وَالْإِطْمَاع مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَاجِب . عَلَى أَنَّ الطَّمَع قَدْ جَاءَ فِي كَلَام الْعَرَب عَلَى الْوُجُوب ; وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وَاَلَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين " [ الشُّعَرَاء : 82 ] . وَقَالَ اِبْن مُقْبِل : ظَنِّي بِهِمْ كَعَسَى وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ يَتَنَازَعُونَ جَوَائِز الْأَمْثَالِ إِنْ قَالَ قَائِل : نَحْنُ نَرَى الْكُفَّار فِي بَأْس وَشِدَّة , وَقُلْتُمْ : إِنَّ عَسَى بِمَعْنَى الْيَقِين فَأَيْنَ ذَلِكَ الْوَعْد ؟ قِيلَ لَهُ : قَدْ وُجِدَ هَذَا الْوَعْد وَلَا يَلْزَم وُجُوده عَلَى الِاسْتِمْرَار وَالدَّوَام فَمَتَى وُجِدَ وَلَوْ لَحْظَة مَثَلًا فَقَدْ صَدَقَ الْوَعْد ; فَكَفَّ اللَّه بَأْس الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ الصُّغْرَى , وَأَخْلَفُوا مَا كَانُوا عَاهَدُوهُ مِنْ الْحَرْب وَالْقِتَال " وَكَفَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال " [ الْأَحْزَاب : 25 ] وَبِالْحُدَيْبِيَةِ أَيْضًا عَمَّا رَامُوهُ مِنْ الْغَدْر وَانْتِهَاز الْفُرْصَة , فَفَطِنَ بِهِمْ الْمُسْلِمُونَ فَخَرَجُوا فَأَخَذُوهُمْ أَسَرَة , وَكَانَ ذَلِكَ وَالسُّفَرَاء يَمْشُونَ بَيْنهمْ فِي الصُّلْح , وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ " [ الْفَتْح : 24 ] عَلَى مَا يَأْتِي . وَقَدْ أَلْقَى اللَّه فِي قُلُوب الْأَحْزَاب الرُّعْب وَانْصَرَفُوا مِنْ غَيْر قَتْل وَلَا قِتَال ; كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَكَفَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال " . وَخَرَجَ الْيَهُود مِنْ دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ بِغَيْرِ قِتَال الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ , فَهَذَا كُلّه بَأْس قَدْ كَفَّهُ اللَّه عَنْ الْمُؤْمِنِينَ , مَعَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى الْعَدَد الْكَثِير وَالْجَمّ الْغَفِير تَحْت الْجِزْيَة صَاغِرِينَ وَتَرَكُوا الْمُحَارَبَة دَاخِرِينَ , فَكَفَّ اللَّه بَأْسَهُمْ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ . وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ .
والآن لنرى من أثبت أنه جاهل وهو يفسر القرآن الكريم فيقول
ولأن الأستاذ من البداية افترض أن عسى تفيد الرجاء فقط .. فهو الآن غارقاً في بحر من الأوهام للدرجة التي جعلته يتعجب كيف يقول الله (عسى) ؟؟
يقول الطبري : ــ
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
وَقَوْله : { عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا } وَعَسَى مِنْ اللَّه وَاجِبَة , وَإِنَّمَا وَجْه قَوْل أَهْل الْعِلْم : عَسَى مِنْ اللَّه وَاجِبَة , لِعِلْمِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللَّه لَا يَدَع أَنْ يَفْعَل بِعِبَادِهِ مَا أَطْمَعَهُمْ فِيهِ مِنْ الْجَزَاء عَلَى أَعْمَالهمْ وَالْعِوَض عَلَى طَاعَتهمْ إِيَّاهُ لَيْسَ مِنْ صِفَته الْغُرُور , وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ أَطْمَعَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَهُ فِي نَفْعه , إِذَا هُوَ تَعَاهَدَهُ وَلَزِمَهُ , فَإِنْ لَزِمَ الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ وَتَعَاهَدَهُ ثُمَّ لَمْ يَنْفَعهُ , وَلَا سَبَب يَحُول بَيْنه وَبَيْن نَفْعه إِيَّاهُ مَعَ الْأَطْمَاع الَّذِي تَقَدَّمَ مِنْهُ لِصَاحِبِهِ عَلَى تَعَاهُده إِيَّاهُ وَلُزُومه , فَإِنَّهُ لِصَاحِبِهِ غَارّ بِمَا كَانَ مِنْ إِخْلَافه إِيَّاهُ فِيمَا كَانَ أَطْمَعَهُ فِيهِ بِقَوْلِهِ الَّذِي قَالَ لَهُ . وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , وَكَانَ غَيْر جَائِز أَنْ يَكُون جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ صِفَته الْغُرُور لِعِبَادِهِ صَحَّ وَوَجَبَ أَنَّ كُلّ مَا أَطْمَعَهُمْ فِيهِ مَنْ طَمِعَ عَلَى طَاعَته , أَوْ عَلَى فِعْل مِنْ الْأَفْعَال , أَوْ أَمْر أَوْ نَهْي أَمَرَهُمْ بِهِ , أَوْ نَهَاهُمْ عَنْهُ , فَإِنَّهُ مُوفٍ لَهُمْ بِهِ , وَإِنَّهُمْ مِنْهُ كَالْعِدَةِ الَّتِي لَا يُخْلَف الْوَفَاء بِهَا , قَالُوا : عَسَى وَلَعَلَّ مِنْ اللَّه وَاجِبَة . وَتَأْوِيل الْكَلَام : أَقِمْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة يَا مُحَمَّد فِي هَذِهِ الْأَوْقَات الَّتِي أَمَرْتُك بِإِقَامَتِهَا فِيهَا , وَمِنْ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ فَرْضًا فَرَضْته عَلَيْك , لَعَلَّ رَبّك يَبْعَثك يَوْم الْقِيَامَة مَقَامًا تَقُوم فِيهِ مَحْمُودًا تَحْمَدهُ , وَتُغْبَط فِيهِ
تفسير اللباب لنفس الاية
(فصل في معنى « عسى » من الله
اتفق المفسرون على أنَّ كلمة « عسى » من الله واجبٌ .
قال أهل المعاني : لأنه لفظ يفيد الإطماع ، ومن أطمع إنساناً في شيء ، ثم حرمه ، كان عاراً ، والله تعالى أكرم من أن يطمع واحداً في شيء ، ثم لا يعطيه )
وحتى لا أطيل عليكم فهو في النقطة الثالثة والرابعة يسير على نفس المنوال .. لأن فرضيته من البداية خاطئة ..
يواصل الكاتب السفسطة فيقول :ــ
ياله من منطق !!
لقد فعل صديقنا مثل ذلك الرجل الذي ادعى أن ثمار البلح لونها أحمر فقالوا له بل يوجد من البلح الأصفر والأحمر و....
ــ فلما وجد بلحاً أحمر قال : ألم أقل لكم أن لون البلح أحمر ؟؟
هذا هو منطقه .. وهذا هو تفكيره .. وعلينا أن نرد على هذا الهراء .. لأننا لو تجاهلناه لاعتقد صديقنا أننا عاجزين عن الرد !!
ــ بداية هل هناك فرق بين الوجه الأول والثاني أم أنه لزيادة أسطر الموضوع ؟؟!!
نعم لا تخلوا اللغة من أدوات التأكيد .. ولكن لا يوجد لفظ بديل لــ (عسى) يفيد التأكيد والإطماع في الوقت ذاته مع الإشعار بأن ما بعد عسى ليس واجباً على الله تعالى فهو لا يجب عليه شيء ولكنه لا يخلف وعده ..
يقول تعالى في سورة التحريم : ــ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
هنا يحفز الله تعالى المؤمنين على أن يتوبوا إليه ويطمعهم في ذلك بأن يعدهم بتكفير سيئاتهم ودخولهم جنات تجري من تحتها الأنهار ... فهل نجد لفظاً أنسب من عسى الذي يفيد التأكيد والإطماع ؟؟!!
وفي هذا يقول العلامة الألوسي في تفسيره لهذه الآية في روح المعاني :
المراد أنه عز وجل يفعل ذلك ، لكن جيء بصيغة الإطماع للجري على عادة الملوك ، فإنهم إذا أرادوا فعلا قالوا : "عسى " أن نفعل كذا ، والإشعار بأن ذلك تفضل منه سبحانه والتوبة غير موجبة له ، وإن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء "
فهل تستطيع أن تأتي بلفظ بديل لعسى يفيد هذه المعاني مجتمعة؟؟
والآن لنرى الأستاذ الذي لم يجهد نفسه في أن ينظر إلى معجم واحد من المعاجم ماذا يقول ؟؟
يعني المفسرين دول كانوا في القرن التاسع عشر مثلاً !!
لو أجهد صديقنا عينيه ونظر في أي معجم لغوي قديم قبل كتابة هذا الهراء .. لحذفه في صمت وخجل !! قبل أن يقرأه أحد ويفتضح أمره !
ــ والآن إليك مفاجأة أخرى تجعلك تخجل من كتابة هذا الموضوع ..
جاء في لسان العرب :
قال ابن سيده: وقـيل عسى كلـمة تكون للشَّك والـيَقِـينِ؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل فجعله يَقِـيناً أَنشده أَبو عبـيد:
ظَنِّـي بهم كعَسى، وهم بِتَنُوفَةٍ، يَتَنَازَعُونَ جوائِزَ الأَمْثالِ أَي ظَنِّـي بهم يَقـين.
يقول صديقنا
وصديقنا لا يفهم أي شيء للأسف .. هو يريد أن ينشيء موضوعاً جديداً لم يتحدث به أحد من قبل .. ولكنه للأسف جاهل بأبسط علوم اللغة العربية ...
ونكرر .. فالتكرار يعلم ..... الشطار .. ما فيش مشكلة
الآية في سورة يوسف تقول : ــ
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
وهنا نجد أن عسى تفيد الرجاء (عسى أن يفعنا) والإطماع (أو نتخذه ولداً) .. فأفادت الرجاء والإطماع معاً ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
أين هذا الإخلال بالمعنى ؟؟؟
ومن أين جئت أنه لا يجوز الإلتفات لأن الجملة قصيرة ؟؟
الله عز وجل يقول في سورة الكهف :ــ
(وربك الغفور ذو الرحمة )
وقبلها (إنا جعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه )...
فهل أخل الإلتفات بالمعنى لقصر عبارة (وربك الغفور ذو الرحمة) ؟؟؟؟
والأمثلة كثيرة جداً ... فقط أنا أحسد صديقنا على جرأته مع جهله .. لا يوجد جاهل بهذه الجرأة في إفتراءه وكأنه أعلم أهل الأرض بلغة العرب !!
لا حول ولا قوة إلا بالله ... نعود لمثال البلح الأصفر والأحمر .. يا صديقنا لماذا تصر على اللف والدوران ؟؟
عسى تفيد التأكيد وتفيد الإطماع وتفيد الرجاء وتفيد الشك .. وليس معنى قولنا أنها تفيد معنى أنها لا تفيد الباقي ..
ويواصل صديقنا تخاريفه فيقول :
ولأن الزميل جاهل ولم يجهد نفسه بالبحث لا في شعر العرب ولا في المعاجم .. ثم يقول في النهاية أنه بحث ولم يجد .. لذا فاعذروني إخواني الأفاضل للملل الذي سببته لكم نتيجة لعرض هذا المقال الذي يؤكد محنة العقلية النصرانية ...
وأريد أن أسأل صديقنا الجهبذ في النهاية سؤالاً صغيراً ..
هل تفيد عسى ولعل أيضاً عندكم التأكيد أو الوجوب أو الإطماع في اللغات العبرية والأرامية ؟؟؟!!!
ــ فإن كان الجواب بنعم ...
فكيف تنكرها على العربية ؟؟!!
ــ وإن كان الجواب ب لا .. فكيف تفسر لنا قول ربك في أرميا 37
وكان في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا ان هذه الكلمة صارت الى ارميا من قبل الرب قائلة.
2 خذ لنفسك درج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على اسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب من اليوم الذي كلمتك فيه من ايام يوشيا الى هذا اليوم.
3 لعل بيت يهوذا يسمعون كل الشر الذي انا مفكر ان اصنعه بهم فيرجعوا كل واحد عن طريقه الرديء فاغفر ذنبهم وخطيتهم.
والحمد لله على نعمة الإسلام .. وكفى بها نعمة ...,,,
كتب أحد الأعضاء بمنتدى الكنيسة موضوعاً ... أراد فيه أن يصل إلى أن الله عز وجل استخدم لفظ (عسى ) تدليلاً على الشك والريبة والرجاء .. وهو ما يتنافى مع الألوهية .. وبالتالي فالقرآن من صنع البشر .. وليس وحياً إلهياً ...
ــ وحقيقةً من العسير أن نجد نصرانياً يتحدث في قضايا اللغة العربية بدون أن تظهر مواهبه أقصد دون أن يظهر (مدى قصوره) ...
ــ لنقرأ الموضوع : ــ
المشاركة الأصلية بواسطة KAN ZMAAAN
والآن لنبدأ الرد بعون الله ...,,,,
يقول كاتب المقال : ــ
وردت كلمة ﴿ عَسَى ﴾ في المعاجم على أنها فعل يفيد الرجاء .
ــ هذا أول خطأ وقع به كاتب المقال وذلك لقصوره في علوم اللغة كما سنبين .. مما أدى إلى أنه بنى إستنتاجه على أن (عسى تفيد الرجاء فقط) وذلك باطل ... ومعلوم أن ما بني على باطل فهو باطل ...
ـــ والآن هل ورد الفعل ( عسى ) في المعاجم على أنه يفيد الرجاء فقط ؟؟
ــ لنرى ....
مختار الصحاح : ــ
و عَسَى من أفعال المقاربة وفيه طمع وإشفاق ولا يتصرف لأنه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال تقول عسى زيد أن يخرج وعست هند أن تقوم فزيد فاعل عسى وأن يخرج مفعولها وهو بمعنى الخروج إلا أن خبره لا يكون اسما لا يقال عسى زيد منطلقا وأما قولهم عسى الغوير أبؤسا فشاذ نادر وضع موضع الخبر وقد يأتي في الأمثال ما لا يأتي في غيرها وربما شبهوا عسى بكاد واستعملوا الفعل بعده بغير أن فقالوا عسى زيد ينطلق ويقال عسيت أن أفعل ذاك بفتح السين وكسرها وقرئ بهما قوله تعالى {فهل عسيتم} وتقول للنساء عسيتن وللرجال عسيتم ولا يقال منه يفعل ولا فاعل لما قلنا وعسى من الله تعالى واجب في جميع القرآن إلا في قوله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله} وقال أبو عبيدة عسى في كلام العرب رجاء ويقين أيضا فجاءت في القرآن على إحدى لغتي العرب وهو اليقين .
http://www.alburaq.net/mukhtar/root.cfm
عَسَى (القاموس المحيط)
عَسَى: فِعْلٌ مُطْلَقاً، أوْ حَرْفٌ مُطْلَقاً، لِلتَّرَجِّي في المحْبُوبِ، والإِشْفاقِ في المَكْرُوهِ،
واجْتَمَعَا في قَوْلِهِ تَعالَى: {عَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}. الآيَةَ، ولِلشَكِّ واليَقينِ، وقَدْ تُشَبَّهُ بِكادَ،
و~ مِنَ اللّهِ: إيجابٌ، وبِمَنْزِلَةِ كانَ في المَثَلِ السائرِ: "عَسَى الغُوَيْرُ أبْؤُساً".
وعَسِيَ النَّبات عَسًى.
والعاسِي: النَّخْلُ، والغَسا: لِلبَلَحِ، بالغَيْنِ، وغَلِطَ الجَوْهَرِي.
والمُعْسِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الناقَةُ يُشَكُّ أبِها لَبَنٌ أَمْ لا.
وإنَّهُ لَمَعْساةٌ بِكَذا، أيْ: مَخْلَقَةٌ.
وأعْسِ به: أخْلِقْ.
وهو عَسِيٌّ بِهِ،
وعَسٍ: خَليقٌ.
وبالعَسَى أنْ تَفْعَلَ: بالحَرَى.
والمِعْساءُ، كمِكْسالٍ: الجاريَةُ المُرَاهِقَةُ.
وقولهُ تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} الآيَةَ، أيْ: هَلْ أْنْتُمْ قَرِيبٌ منَ الفِرارِ.
عسا (لسان العرب)
وعَسَى طَمَعٌ وإشفاقٌ، وهو من الأَفعال غيرِ المُتَصَرِّفة؛ وقال الأَزهري: عَسَى حرف من حروف المُقارَبةِ، وفيه تَرَجٍّ وطَمَعٌ؛
مما سبق يتضح أن (عسى) كما تفيد الشك والريبة والرجاء فإنها تفيد اليقين والإطماع أيضاً ... وبالتالي فإن كل ماسيذكره كاتب الموضوع بعد ذلك باطل لأنه مبني على باطل ....
ــ ولكننا سنكمل حتى لا يقولواأننا عجزنا عن الرد على هذه السخافات ...
يقول كاتب المقال : ــ
وقد وردت هذه الكلمة في القرآن في عدة مواضع ، قالها إله محمد ، وقالها أنبياء ، وقالها أفراد عاديين نذكر منها ما يلي :
1ـ ورد في النساء ﴿ فَقَاتِلْ [ يا محمد ] فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ .. وبما أن المسلم يعتقد أن كلام القرآن هو كلام الله نفسه ، فمن غير المعقول أن يتقبل العقل ورود هذه الكلمة على لسان الله [ الحقيقي ] .
1ـ ورد في النساء ﴿ فَقَاتِلْ [ يا محمد ] فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ .. وبما أن المسلم يعتقد أن كلام القرآن هو كلام الله نفسه ، فمن غير المعقول أن يتقبل العقل ورود هذه الكلمة على لسان الله [ الحقيقي ] .
هذا إذا كانت عسى هنا تفيد الشك .. ولكن لا يوجد ما يشير إلى ذلك
نقرأ في تفسير الطبري : ــ
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
{ عَسَى اللَّه أَنْ يَكُفّ بَأْس الَّذِينَ كَفَرُوا } يَقُول : لَعَلَّ اللَّه أَنْ يَكُفّ قِتَال مَنْ كَفَرَ بِاَللَّهِ وَجَحَدَ وَحْدَانِيّته , وَأَنْكَرَ رِسَالَتك عَنْك وَعَنْهُمْ وَنِكَايَتهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ " عَسَى " مِنْ اللَّه وَاجِبَة بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع
ويقول القرطبي : ــ
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِطْمَاع , وَالْإِطْمَاع مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَاجِب . عَلَى أَنَّ الطَّمَع قَدْ جَاءَ فِي كَلَام الْعَرَب عَلَى الْوُجُوب ; وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وَاَلَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين " [ الشُّعَرَاء : 82 ] . وَقَالَ اِبْن مُقْبِل : ظَنِّي بِهِمْ كَعَسَى وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ يَتَنَازَعُونَ جَوَائِز الْأَمْثَالِ إِنْ قَالَ قَائِل : نَحْنُ نَرَى الْكُفَّار فِي بَأْس وَشِدَّة , وَقُلْتُمْ : إِنَّ عَسَى بِمَعْنَى الْيَقِين فَأَيْنَ ذَلِكَ الْوَعْد ؟ قِيلَ لَهُ : قَدْ وُجِدَ هَذَا الْوَعْد وَلَا يَلْزَم وُجُوده عَلَى الِاسْتِمْرَار وَالدَّوَام فَمَتَى وُجِدَ وَلَوْ لَحْظَة مَثَلًا فَقَدْ صَدَقَ الْوَعْد ; فَكَفَّ اللَّه بَأْس الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ الصُّغْرَى , وَأَخْلَفُوا مَا كَانُوا عَاهَدُوهُ مِنْ الْحَرْب وَالْقِتَال " وَكَفَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال " [ الْأَحْزَاب : 25 ] وَبِالْحُدَيْبِيَةِ أَيْضًا عَمَّا رَامُوهُ مِنْ الْغَدْر وَانْتِهَاز الْفُرْصَة , فَفَطِنَ بِهِمْ الْمُسْلِمُونَ فَخَرَجُوا فَأَخَذُوهُمْ أَسَرَة , وَكَانَ ذَلِكَ وَالسُّفَرَاء يَمْشُونَ بَيْنهمْ فِي الصُّلْح , وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ " [ الْفَتْح : 24 ] عَلَى مَا يَأْتِي . وَقَدْ أَلْقَى اللَّه فِي قُلُوب الْأَحْزَاب الرُّعْب وَانْصَرَفُوا مِنْ غَيْر قَتْل وَلَا قِتَال ; كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَكَفَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال " . وَخَرَجَ الْيَهُود مِنْ دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ بِغَيْرِ قِتَال الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ , فَهَذَا كُلّه بَأْس قَدْ كَفَّهُ اللَّه عَنْ الْمُؤْمِنِينَ , مَعَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى الْعَدَد الْكَثِير وَالْجَمّ الْغَفِير تَحْت الْجِزْيَة صَاغِرِينَ وَتَرَكُوا الْمُحَارَبَة دَاخِرِينَ , فَكَفَّ اللَّه بَأْسَهُمْ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ . وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ .
والآن لنرى من أثبت أنه جاهل وهو يفسر القرآن الكريم فيقول
ـ برغم زعم محمد لقصة الإسراء والمعراج التي يريد بها أن يبين لأتباعه أنه يتمتع بمعاملة خاصة عند إلهه ، تجد هذا الإله يقول لمحمد في سورة الإسراء نفسها ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ [ بالقرآن ] نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ .. يعني مع أنك يا محمد تقرأ القرآن ليلاً طويلاً فمن الجائز – أو – لنا رجاء أن يبعثك إلهك المقام المحمود !! . وبما أن محمداً يدعي أن الله هو قائل هذه العبارة ، فيكون معناها هو أن إله محمد يقول : أرجو أن يبعثك الله مقاماً محموداً !!.. فكيف يرجو الله [ الحقيقي ] أو كيف يكون رجاء الله [ الحقيقي ] ؟ وممن يطلب الرجاء ؟ ألا يدل ذلك على أن إله محمد له إله آخر ؟
ولأن الأستاذ من البداية افترض أن عسى تفيد الرجاء فقط .. فهو الآن غارقاً في بحر من الأوهام للدرجة التي جعلته يتعجب كيف يقول الله (عسى) ؟؟
يقول الطبري : ــ
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
وَقَوْله : { عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا } وَعَسَى مِنْ اللَّه وَاجِبَة , وَإِنَّمَا وَجْه قَوْل أَهْل الْعِلْم : عَسَى مِنْ اللَّه وَاجِبَة , لِعِلْمِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ اللَّه لَا يَدَع أَنْ يَفْعَل بِعِبَادِهِ مَا أَطْمَعَهُمْ فِيهِ مِنْ الْجَزَاء عَلَى أَعْمَالهمْ وَالْعِوَض عَلَى طَاعَتهمْ إِيَّاهُ لَيْسَ مِنْ صِفَته الْغُرُور , وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ أَطْمَعَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَهُ فِي نَفْعه , إِذَا هُوَ تَعَاهَدَهُ وَلَزِمَهُ , فَإِنْ لَزِمَ الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ وَتَعَاهَدَهُ ثُمَّ لَمْ يَنْفَعهُ , وَلَا سَبَب يَحُول بَيْنه وَبَيْن نَفْعه إِيَّاهُ مَعَ الْأَطْمَاع الَّذِي تَقَدَّمَ مِنْهُ لِصَاحِبِهِ عَلَى تَعَاهُده إِيَّاهُ وَلُزُومه , فَإِنَّهُ لِصَاحِبِهِ غَارّ بِمَا كَانَ مِنْ إِخْلَافه إِيَّاهُ فِيمَا كَانَ أَطْمَعَهُ فِيهِ بِقَوْلِهِ الَّذِي قَالَ لَهُ . وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , وَكَانَ غَيْر جَائِز أَنْ يَكُون جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ صِفَته الْغُرُور لِعِبَادِهِ صَحَّ وَوَجَبَ أَنَّ كُلّ مَا أَطْمَعَهُمْ فِيهِ مَنْ طَمِعَ عَلَى طَاعَته , أَوْ عَلَى فِعْل مِنْ الْأَفْعَال , أَوْ أَمْر أَوْ نَهْي أَمَرَهُمْ بِهِ , أَوْ نَهَاهُمْ عَنْهُ , فَإِنَّهُ مُوفٍ لَهُمْ بِهِ , وَإِنَّهُمْ مِنْهُ كَالْعِدَةِ الَّتِي لَا يُخْلَف الْوَفَاء بِهَا , قَالُوا : عَسَى وَلَعَلَّ مِنْ اللَّه وَاجِبَة . وَتَأْوِيل الْكَلَام : أَقِمْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة يَا مُحَمَّد فِي هَذِهِ الْأَوْقَات الَّتِي أَمَرْتُك بِإِقَامَتِهَا فِيهَا , وَمِنْ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ فَرْضًا فَرَضْته عَلَيْك , لَعَلَّ رَبّك يَبْعَثك يَوْم الْقِيَامَة مَقَامًا تَقُوم فِيهِ مَحْمُودًا تَحْمَدهُ , وَتُغْبَط فِيهِ
نظم الدرر
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا )(79) الإسراء
(« عسى » للترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه ، وقد يضعف ذلك فيلزم الشك في الأمر ، وقد يقوى فيأتي اليقين ، وهي هنا لليقين ، قالوا : إن عسى تفيد الإطماع ، ومن أطمع أحداً في شيء ثم حرمه كان عاراً ، والله تعالى أكرم من أن يفعل ذلك ، )
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا )(79) الإسراء
(« عسى » للترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه ، وقد يضعف ذلك فيلزم الشك في الأمر ، وقد يقوى فيأتي اليقين ، وهي هنا لليقين ، قالوا : إن عسى تفيد الإطماع ، ومن أطمع أحداً في شيء ثم حرمه كان عاراً ، والله تعالى أكرم من أن يفعل ذلك ، )
تفسير اللباب لنفس الاية
(فصل في معنى « عسى » من الله
اتفق المفسرون على أنَّ كلمة « عسى » من الله واجبٌ .
قال أهل المعاني : لأنه لفظ يفيد الإطماع ، ومن أطمع إنساناً في شيء ، ثم حرمه ، كان عاراً ، والله تعالى أكرم من أن يطمع واحداً في شيء ، ثم لا يعطيه )
وقال
(وقوله : { عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ } تطميعٌ ، وتطميع الإنسان في الشيء الذي حصل له وعده محالٌ؛ فوجب أن يكون ذلك الإنعام الذي لأجله يصير محموداً إنعاماً يصل منه بعد ذلك إلى النَّاس ، وما ذاك إلاَّ شفاعته عند الله تعالى .)
(وقوله : { عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ } تطميعٌ ، وتطميع الإنسان في الشيء الذي حصل له وعده محالٌ؛ فوجب أن يكون ذلك الإنعام الذي لأجله يصير محموداً إنعاماً يصل منه بعد ذلك إلى النَّاس ، وما ذاك إلاَّ شفاعته عند الله تعالى .)
وحتى لا أطيل عليكم فهو في النقطة الثالثة والرابعة يسير على نفس المنوال .. لأن فرضيته من البداية خاطئة ..
يواصل الكاتب السفسطة فيقول :ــ
ومما يؤكد أن كلمة ﴿ عَسَى ﴾ لا تُقال إلا على لسان الإنسان ، هو ما ورد في سورة يوسف ﴿ قال الذي اشتراه عَسَى أن ينفعنا ﴾ . فهذه الكلمة كقولك عن نفسك مثلاً [ عَسَى ألا أكون مخطئاً ] أو [ عَسَى أن أكون على صواب ]
ياله من منطق !!
لقد فعل صديقنا مثل ذلك الرجل الذي ادعى أن ثمار البلح لونها أحمر فقالوا له بل يوجد من البلح الأصفر والأحمر و....
ــ فلما وجد بلحاً أحمر قال : ألم أقل لكم أن لون البلح أحمر ؟؟
هذا هو منطقه .. وهذا هو تفكيره .. وعلينا أن نرد على هذا الهراء .. لأننا لو تجاهلناه لاعتقد صديقنا أننا عاجزين عن الرد !!
لكن الذين يرقعون للقرآن ويرتقون لمحمد قالوا : أن ﴿ عَسَى ﴾ تكون واجبة من الله ، أي إذا قالها الله فهي حتماً تكون نافذة وليست للرجاء .. والرد على ذلك سيكون من ثمانية أوجه :ـ
الأول : أن اللغة لا تخلو من كلمات عديدة تعطي معنى التأكيد والوجوب .
الثـاني : إذا كان كلامكم صحيحاً فلماذا قال مؤكداً ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ ﴾ ولم يقل [ عَسَى الله ] ؟؟؟
الأول : أن اللغة لا تخلو من كلمات عديدة تعطي معنى التأكيد والوجوب .
الثـاني : إذا كان كلامكم صحيحاً فلماذا قال مؤكداً ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ ﴾ ولم يقل [ عَسَى الله ] ؟؟؟
نعم لا تخلوا اللغة من أدوات التأكيد .. ولكن لا يوجد لفظ بديل لــ (عسى) يفيد التأكيد والإطماع في الوقت ذاته مع الإشعار بأن ما بعد عسى ليس واجباً على الله تعالى فهو لا يجب عليه شيء ولكنه لا يخلف وعده ..
يقول تعالى في سورة التحريم : ــ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
هنا يحفز الله تعالى المؤمنين على أن يتوبوا إليه ويطمعهم في ذلك بأن يعدهم بتكفير سيئاتهم ودخولهم جنات تجري من تحتها الأنهار ... فهل نجد لفظاً أنسب من عسى الذي يفيد التأكيد والإطماع ؟؟!!
وفي هذا يقول العلامة الألوسي في تفسيره لهذه الآية في روح المعاني :
المراد أنه عز وجل يفعل ذلك ، لكن جيء بصيغة الإطماع للجري على عادة الملوك ، فإنهم إذا أرادوا فعلا قالوا : "عسى " أن نفعل كذا ، والإشعار بأن ذلك تفضل منه سبحانه والتوبة غير موجبة له ، وإن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء "
فهل تستطيع أن تأتي بلفظ بديل لعسى يفيد هذه المعاني مجتمعة؟؟
والآن لنرى الأستاذ الذي لم يجهد نفسه في أن ينظر إلى معجم واحد من المعاجم ماذا يقول ؟؟
الثـالث : بما أنكم ادعيتم أن القرآن نزل بلسان عربي مبين أفصح من أهل زمانه ، فكان عليه أن يستخدم كل كلمة في موضعها الصحيح كما استخدمها أهل ذلك الزمن ، فلا يستخدم كلمة مثل ﴿ عسى ﴾ وهي في لغة الناس والمعاجم تدل على الترجي والرجاء ، وقد جاءت في القرآن على لسان أشخاص لتفيد ذلك ، فكان يجب عليه اختيار كلمة تفيد التأكيد والوجوب لدى الناس ، بحيث لا تأتون أنتم في آخر الزمان وترقعون وتعطون للكلمة معاني ومدلولات لم تكن موجودة وقت تدوين القرآن وليست موجودة الآن .
لو أجهد صديقنا عينيه ونظر في أي معجم لغوي قديم قبل كتابة هذا الهراء .. لحذفه في صمت وخجل !! قبل أن يقرأه أحد ويفتضح أمره !
ــ والآن إليك مفاجأة أخرى تجعلك تخجل من كتابة هذا الموضوع ..
جاء في لسان العرب :
قال ابن سيده: وقـيل عسى كلـمة تكون للشَّك والـيَقِـينِ؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل فجعله يَقِـيناً أَنشده أَبو عبـيد:
ظَنِّـي بهم كعَسى، وهم بِتَنُوفَةٍ، يَتَنَازَعُونَ جوائِزَ الأَمْثالِ أَي ظَنِّـي بهم يَقـين.
يقول صديقنا
الرابـع : هل الذي اشترى يوسف كان نبياً يكلمه الله لكي تكون كلمة عَسَى في حُكم التأكيد ؟
ونكرر .. فالتكرار يعلم ..... الشطار .. ما فيش مشكلة
الآية في سورة يوسف تقول : ــ
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
وهنا نجد أن عسى تفيد الرجاء (عسى أن يفعنا) والإطماع (أو نتخذه ولداً) .. فأفادت الرجاء والإطماع معاً ..
الخامس : إذا لم يكن قائل هذه العبارات هو شخص وبشر ، وإذا كان الله [ الحقيقي ] هو قائلها فلماذا لم يقل في عبارة الإسراء [عَسَى أن أبعثك ] ولا مجال هنا لإظهار الرقعة القائلة أنه من الالتفات إلى الغيب ، لأنها جملة من بضع كلمات فقط بحيث لا ينفع معها هذا الأسلوب ولا تتحمله ، لأنه أخل بالمعنى فعلاً وهذا واضح البيان للعيان والأذهان .
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
أين هذا الإخلال بالمعنى ؟؟؟
ومن أين جئت أنه لا يجوز الإلتفات لأن الجملة قصيرة ؟؟
الله عز وجل يقول في سورة الكهف :ــ
(وربك الغفور ذو الرحمة )
وقبلها (إنا جعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه )...
فهل أخل الإلتفات بالمعنى لقصر عبارة (وربك الغفور ذو الرحمة) ؟؟؟؟
والأمثلة كثيرة جداً ... فقط أنا أحسد صديقنا على جرأته مع جهله .. لا يوجد جاهل بهذه الجرأة في إفتراءه وكأنه أعلم أهل الأرض بلغة العرب !!
السادس: ورد في سورة البقرة ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ .. فإذا كانت كلمة عسى للتأكيد والوجوب كما ادعيتم ، فهل هي هنا أيضاً للتأكيد والوجوب ؟ هل كل من كره شيئاً يكون ذلك الكُره خيراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟ وهل كل من أحب شيئاً كان ذلك الحب شراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟
السابع : ورد في سورة ﴿ الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ .. وجاء في تفسير ابن كثير : الْمُرَاد مِنْ ذَلِكَ اِحْتِقَارهمْ وَهَذَا حَرَام فَإِنَّهُ قَدْ يَكُون الْمُحْتَقَرُ أَعْظَمَ قَدْرًا عِنْد اللَّه مِنْ السَّاخِر مِنْهُ . لاحظوا كلمة ﴿ قَدْ ﴾ وهي بمعنى ربما التي تفيد عدم اليقين ، و ﴿ قد ﴾ تدخل على المضارع فتفيد الشك وعدم التأكيد ، فأين التأكيد والوجوب في هذه العبارة ؟؟
لا حول ولا قوة إلا بالله ... نعود لمثال البلح الأصفر والأحمر .. يا صديقنا لماذا تصر على اللف والدوران ؟؟
عسى تفيد التأكيد وتفيد الإطماع وتفيد الرجاء وتفيد الشك .. وليس معنى قولنا أنها تفيد معنى أنها لا تفيد الباقي ..
ويواصل صديقنا تخاريفه فيقول :
الثامن : الواجب توجيه معاني الكلمة إلى الأغلب الأشهر المعروف عند العرب ، إلا إذا كان لها معنى بخلاف ذلك مما يجب التسليم له من حجة الخبر أو العقل ، وحيث لم يثبت أن العرب استخدموا هذا الكلمة بمعنى الوجوب والتأكيد ، فلا محل لاختراع معاني متعسفة لا حجة خبر لها ولا يقبلها العقل .
ولأن الزميل جاهل ولم يجهد نفسه بالبحث لا في شعر العرب ولا في المعاجم .. ثم يقول في النهاية أنه بحث ولم يجد .. لذا فاعذروني إخواني الأفاضل للملل الذي سببته لكم نتيجة لعرض هذا المقال الذي يؤكد محنة العقلية النصرانية ...
وأريد أن أسأل صديقنا الجهبذ في النهاية سؤالاً صغيراً ..
هل تفيد عسى ولعل أيضاً عندكم التأكيد أو الوجوب أو الإطماع في اللغات العبرية والأرامية ؟؟؟!!!
ــ فإن كان الجواب بنعم ...
فكيف تنكرها على العربية ؟؟!!
ــ وإن كان الجواب ب لا .. فكيف تفسر لنا قول ربك في أرميا 37
وكان في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا ان هذه الكلمة صارت الى ارميا من قبل الرب قائلة.
2 خذ لنفسك درج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على اسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب من اليوم الذي كلمتك فيه من ايام يوشيا الى هذا اليوم.
3 لعل بيت يهوذا يسمعون كل الشر الذي انا مفكر ان اصنعه بهم فيرجعوا كل واحد عن طريقه الرديء فاغفر ذنبهم وخطيتهم.
والحمد لله على نعمة الإسلام .. وكفى بها نعمة ...,,,
تعليق