بسم الله الرحمن الرحيم
مأساة إلوهيم
مأساة إلوهيم
وقع إلوهيم (أحد أسماء الله في العهد القديم) في مأزق كبير حينما تجرأ وتجول علي الأرض ، ولم يعلم حينها أن يعقوب يمر من نفس المكان وربما لو علم لعاد فوراً إلي السماء، ولكن للأسف فإن علمه الضئيل بالمستقبل كان في غير صالحه فوقع في قبضة يعقوب.
وعبثاً حاول إلوهيم أن يفك أسره ، لكنه لم يستطع فلجأ إلي حيلة وهي ضرب فخذ يعقوب لكن هذه الحيلة أيضاً ذهبت سدي!!
فكان أن أستعطفه ليطلق سراحه قبل طلوع الفجر!! وهكذا تحول تجول إلوهيم علي الأرض إلي مأساة درامية .... ويعقوب بدوره لم يشأ أن يمر هذا الموقف دون استغلال من جانبه ، فكان أن فرض شروطه علي إلوهيم فقال له : «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». فرضخ إلوهيم مضطراً لشروط يعقوب ليخلّص نفسه فأعطاه لقب " إِسْرَائِيلَ ". ثم أطلق يعقوب علي المكان أسم «فَنِيئِيلَ» لأنه رأي إلوهيم وجهاً لوجه.
فكان أن أستعطفه ليطلق سراحه قبل طلوع الفجر!! وهكذا تحول تجول إلوهيم علي الأرض إلي مأساة درامية .... ويعقوب بدوره لم يشأ أن يمر هذا الموقف دون استغلال من جانبه ، فكان أن فرض شروطه علي إلوهيم فقال له : «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». فرضخ إلوهيم مضطراً لشروط يعقوب ليخلّص نفسه فأعطاه لقب " إِسْرَائِيلَ ". ثم أطلق يعقوب علي المكان أسم «فَنِيئِيلَ» لأنه رأي إلوهيم وجهاً لوجه.
ولنقرأ هذه المعركة التاريخية كما يرويها لنا سفر التكوين :
تكوين ـ الإصحاح الثاني والثلاثون
22 ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23 أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ. 32 لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِْذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.
22 ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23 أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ. 32 لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِْذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.
التحليل اللغوي للمأساة
إسرائيل
Gen 32:28 (SVD)فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إسْرَائِيلَ لأنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
כטוַיֹּאמֶר, לֹא יַעֲקֹב יֵאָמֵר עוֹדשִׁמְךָ--כִּי, אִם-יִשְׂרָאֵל: כִּי-שָׂרִיתָ עִם-אֱלֹהִים וְעִם-אֲנָשִׁים,וַתּוּכָל.
29 And he said: 'Thy name shall be called no more Jacob, but Israel; for thou hast striven with God and with men, and hast prevailed.'
(HOT+)(32:29) ויאמרH559 לאH3808 יעקבH3290 יאמרH559 עודH5750 שׁמךH8034 כיH3588 אםH518 ישׂראלH3478כיH3588 שׂריתH8280 עםH5973 אלהיםH430 ועםH5973 אנשׁיםH376 ותוכל׃H3201
(KJV+) And he said,H559 Thy nameH8034 shall be calledH559 noH3808 moreH5750 Jacob,H3290 butH3588 H518Israel:H3478 forH3588 as a prince hast thou powerH8280 withH5973 GodH430 and withH5973 men,H376 and hast prevailed.H3201
قاموس الكتاب المقدس
إسرائيل
1- أطلق الرب اسم " إسرائيل " على يعقوب بن إسحق بن إبراهيم بعد مصارعته طيلة الليل في فنئيل في طريق عودته من فدان أرام ، حيث قال له الرب : " لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل . لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت " ( تك 32 : 28 ) وكرر له الرب ذلك عندما باركه في بيت إيل ( 35 : 10 ) ، ومعنى الاسم " يجاهد مع الله " أو " يصارع الله " .
قاموس استرونج
H3478
ישׂראל
yiśrâ'êl
yis-raw-ale'
ישׂראל
yiśrâ'êl
yis-raw-ale'
From
H8280 and H410; he will rule as God; Jisrael, a symbolical name of Jacob; also (typically) of his posterity: - Israel.
H8280
שׂרה
śârâh
saw-raw'
śârâh
saw-raw'
A primitive root; to prevail: - have power (as a prince).
جمان من فضة
[جمان من فضة ، أعلام الكتاب المقدس ، صـ 15]
والسؤال الآن كيف يعني أسم «إسرائيل » "يجاهد مع الله "و" يصارع الله "في نفس الوقت؟! ، بل وأيضاً رئيساً لله؟!!
لا نحتاج إلي كثير من التفكير لنعرف سبب تخبط القواميس المسيحية ، لنستنتج إنها تحاول التخفيف من وطأة الكلمة علي سمع المتلقي ، فمعني كلمة «يسرائيل :יִשְׂרָאֵל» لا تعني " يجاهد مع الله " إطلاقاً ، فكلمة يسرائيل تتكون من مقطعين هما :
(יִשְׂרָ: يسرا) والمقطع (אֵל : ايل) المقطع
(יִשְׂרָ: يسرا) وهي من المصدر(שָׂרָה :ساره) كما يقول لنا قاموس استرونج ، وساره من القاموس العبري تعني :[3]
שָׂרָה
(flowery) to struggle, to wrestle, to overcome
الترجمة : للنضال ، للمصارعة ، للتغلب علي
ولا يمكن هنا أن تترجم إلي نضال لأننا في مصارعة :
24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
الترجمة : للنضال ، للمصارعة ، للتغلب علي
ولا يمكن هنا أن تترجم إلي نضال لأننا في مصارعة :
24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
(אֵל : ايل) تستخدم للدلالة علي الله كما يخبرنا قاموس استرونج :
H410
אל
'êl
ale
'êl
ale
Shortened from H352; strength; as adjective mighty; especially the Almighty (but used also of any deity): - God (god), X goodly, X great, idol, might (-y one), power, strong. Compare names in “-el.”
وعندما نركب الكلمتين ستصبح :
والفعل (יִשְׂרָ: يسرا) فعل ماضي ، وإذا تم تركيبها علي (אֵל : ايل) فستصبح :
(יִשְׂרָ: صرع ) (אֵל : الله ) ، فستصبح اسرائيل معناها ( صرع الله) **، وليست هذه ترجمتي أنا بل ترجمة النسخ العربية الشهيرة :
الترجمة المشتركة
تك-32-29: فقال: ((لا يدعى اسمك يعقوب بعد الآن بل إسرائيل، لأنك غالبت الله والناس وغلبت)).
الترجمة الكاثوليكية
تك-32-29: قال: (( لا يكون أسمك يعقوب فيما بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس فغلبت)).
تك-32-29: قال: (( لا يكون أسمك يعقوب فيما بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس فغلبت)).
«فَنِيئِيلَ»
(SVD)فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
قاموس الكتاب المقدس
أسم عبري معناه " وجه الله " هي فنوئيل (تك 32 : 30)[4]
دائرة المعارف الكتابية [5]
فنيئيل
اسم عبري معناه "وجه الله"، وهو اسم آخر "لفنوئيل" المكان الذي صارع فيه الملاك يعقوب (تك 32: 20و21 - انظر المادة السابقة).
فنئيل من قاموس استرونج :
H6439
פּניאל פּנוּאל
penû'êl penı̂y'êl
pen-oo-ale',
penû'êl penı̂y'êl
pen-oo-ale',
pen-ee-ale'
From H6437 and H410; face of God; Penuel or Peniel, a place East of Jordan; also (as Penuel) the name of two Israelites: - Peniel, Penuel.
From H6437 and H410; face of God; Penuel or Peniel, a place East of Jordan; also (as Penuel) the name of two Israelites: - Peniel, Penuel.
وجه الله :face of God;
a place East of Jordan : مكان شرق الأردن
التفسيرات المسيحية للمأساة والتعليق عليها
أختلف المفسرون في تفسير هذه القصة أو مأساة إلوهيم فيفسرها بعضهم علي إنها حلم وآخرون علي أنها صراع مع ملاك وآخرون اختاروا الطريق الصحيح واعترفوا بالواقع المؤلم واقروا بوقوع المأساة.
الدكتور القس منيس عبد النور
قال المعترض: «جاء في تكوين 32: 24 أن شخصاً غامضاً صارع يعقوب أب الأسباط حتى طلوع الفجر، ولما رأى الشخصُ الغامض أنه لا يقدر على يعقوب ضرب حُقَّ فخذ يعقوب فانخلع. وتصف التوراة هذا الشخص مرةً بأنه إنسان، وتصفه في آية 28 من نفس الأصحاح بأنه الله، وقال يعقوب عنه في آية 30 «نظرتُ الله وجهاً لوجه». وتصفه بأنه ملاك كما جاء في هوشع 12: 3، 4 أن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». فهل يمكن أن يصارع يعقوب ملاكاً فلا يقدر الملاك عليه؟ وهل يمكن أن يتخيل أحدٌ أن يكون صراع يعقوب مع الله، فيغلب الله؟».
وللرد نقول: للمفسرين اليهود والمسيحيين في هذا رأيان:
(1) يرى البعض أن اختبار يعقوب هذا كان حُلماً، ويقولون إن يعقوب أب الأسباط كان على أبواب أرض كنعان، هارباً من بيت خاله، وراجعاً ليواجه أخاه عيسو الذي سبق وسلب منه بكوريته، فكان في رعب من ماضيه، ورعب أكبر مما ينتظره على يد أخيه. في هذه الحالة البدنية المرهِقة من طول السفر، والحالة النفسية الخائفة من الخطر القادم، أراد الله أن يشجع نبيَّه، فأجازه في اختبارٍ روحي، في صورة حُلم، رأى فيه نفسه يصارع قوة أكبر منه، غامضةً غير واضحة، يجاهد معها لينال بركتها، ولكنه ينكسر أمامها، وفي الوقت نفسه لا يستسلم ليأخذ منها البركة التي يشتاق إليها، ويخشى ألاّ يحصل عليها!.. وتقول التوراة إن المصارع الغامض ضرب حقَّ فخذ يعقوب، فانخلع حُقّ فخذه (آية 25) «وأشرقت له الشمس.. وهو يخمع على فخذه» (آية 31). ومن المعتاد أن الصراع في الحلم يترك صاحبه مُنهَكاً، فإذا حلُم أنه يجري استيقظ وهو يلهث، وإذا حلم أنه يُضرب استيقظ وهو يصرخ. وعندما ضُرب حُق فخذ يعقوب في حلمه صحا في الصباح وهو يعرج على وِركه، من شدة المعاناة في الحلم.
ويبرهن هؤلاء المفسرون رأيهم بأن هذا الاختبار الروحي كان حلماً وليس أمراً واقعاً، أن التوراة لا تقول إن ما حدث حقيقةٌ تاريخية، كما أن المصارع الغامض المجهول لا يُفصِح عن شخصيته. ومما يؤيد أن يعقوب كان يحلُم أن التوراة تقول إن المصارع الغامض «رأى أنه لا يقدر عليه (على يعقوب)» (تكوين 32: 25). ويضيف المفسرون الذين يرون أن يعقوب سبق له أن جاز باختبارٍ روحي مشابه في طريق هروبه من أخيه عيسو، لاجئاً إلى بيت خاله لابان، تصفه التوراة بالقول: «ورأى حُلماً، وإذا سُلَّمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسُّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الرب واقفٌ عليها.. فقال يعقوب: حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم.. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» (تكوين 28: 12-17).. وقد كان حُلم يعقوب الخائف في هروبه من كنعان وفي طريق عودته إليها تشجيعاً من الله له، ليعلم أن الله سيحقق له وعده، على شرط أن يكون خاضعاً لله يسلِّم وجهه له، ويتمسك به، ويلحُّ في طلب بركته، كما قال النبي هوشع: «جاهد مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه» (هوشع 12: 4). ومعنى «غلب» أنه لم ينسحب، بل ظل يصارع قدر طاقته حتى النهاية.
(2) ويرى فريق آخر من المفسرين أن ما جرى ليعقوب حادثة تاريخية، لأنه قَبْل هذا الاختبار الروحي كان يعقوب يجاهد مع الناس وينتصر ولو بالخداع، فمكر وخدع أباه إسحاق وقال له إنه ابنه الأكبر عيسو وأخذ بركة أبيه التي تخص أخاه عيسو.. وبانتهاز الفُرص أخذ من أخيه عيسو امتياز الابن البكر.. وعند خاله لابان اجتهد أن يحوز الجانب الأكبر من ثروة خاله، ثم أخذ زوجتيه (وهما ابنتا خاله) وهرب بهما بدون أن يودِّعا أباهما وأهلهما. فكان لا بد أن يجوز يعقوب اختباراً قاسياً يغيِّره ويبدِّل مسار حياته، فأرسل الله له ملاكاً في صورة إنسان، أخذ يصارع يعقوب ليُخضِعه، ولكن يعقوب تشبَّث به، كما يتشبَّث طفلٌ بيد أبيه أو بثياب أبيه، وهو يطالب أباه بشيء ما.. ولم يقدر ذلك الملاك أن يوقف يعقوب عن إصراره، لأن يعقوب كان قد تعوَّد أن يتعقَّب الآخرين ويحصل منهم على ما يريد، فضربه على حق فخذه ليُخضعه فيستسلم. وعندما استسلم باركه الملاك بأن غيَّر اسمه من يعقوب (ومعناه المتعقِّب) إلى إسرائيل (ومعناه يجاهد مع الله) وقال له: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت» (تكوين 32: 28)، وقد وصفه النبي هوشع بالقول إن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». والدرس المستفاد لنا من اختبار يعقوب أننا نجاهد مع الله في الصلاة، ونحني رؤوسنا لإرادته الصالحة، فنكون مثل أَبَفراس، الذي وصفه الرسول بولس بالقول: «عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله» (كولوسي 4: 12).
انظر تعليقنا على تكوين 18: 17.
وللرد نقول: للمفسرين اليهود والمسيحيين في هذا رأيان:
(1) يرى البعض أن اختبار يعقوب هذا كان حُلماً، ويقولون إن يعقوب أب الأسباط كان على أبواب أرض كنعان، هارباً من بيت خاله، وراجعاً ليواجه أخاه عيسو الذي سبق وسلب منه بكوريته، فكان في رعب من ماضيه، ورعب أكبر مما ينتظره على يد أخيه. في هذه الحالة البدنية المرهِقة من طول السفر، والحالة النفسية الخائفة من الخطر القادم، أراد الله أن يشجع نبيَّه، فأجازه في اختبارٍ روحي، في صورة حُلم، رأى فيه نفسه يصارع قوة أكبر منه، غامضةً غير واضحة، يجاهد معها لينال بركتها، ولكنه ينكسر أمامها، وفي الوقت نفسه لا يستسلم ليأخذ منها البركة التي يشتاق إليها، ويخشى ألاّ يحصل عليها!.. وتقول التوراة إن المصارع الغامض ضرب حقَّ فخذ يعقوب، فانخلع حُقّ فخذه (آية 25) «وأشرقت له الشمس.. وهو يخمع على فخذه» (آية 31). ومن المعتاد أن الصراع في الحلم يترك صاحبه مُنهَكاً، فإذا حلُم أنه يجري استيقظ وهو يلهث، وإذا حلم أنه يُضرب استيقظ وهو يصرخ. وعندما ضُرب حُق فخذ يعقوب في حلمه صحا في الصباح وهو يعرج على وِركه، من شدة المعاناة في الحلم.
ويبرهن هؤلاء المفسرون رأيهم بأن هذا الاختبار الروحي كان حلماً وليس أمراً واقعاً، أن التوراة لا تقول إن ما حدث حقيقةٌ تاريخية، كما أن المصارع الغامض المجهول لا يُفصِح عن شخصيته. ومما يؤيد أن يعقوب كان يحلُم أن التوراة تقول إن المصارع الغامض «رأى أنه لا يقدر عليه (على يعقوب)» (تكوين 32: 25). ويضيف المفسرون الذين يرون أن يعقوب سبق له أن جاز باختبارٍ روحي مشابه في طريق هروبه من أخيه عيسو، لاجئاً إلى بيت خاله لابان، تصفه التوراة بالقول: «ورأى حُلماً، وإذا سُلَّمٌ منصوبة على الأرض ورأسها يمسُّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الرب واقفٌ عليها.. فقال يعقوب: حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم.. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» (تكوين 28: 12-17).. وقد كان حُلم يعقوب الخائف في هروبه من كنعان وفي طريق عودته إليها تشجيعاً من الله له، ليعلم أن الله سيحقق له وعده، على شرط أن يكون خاضعاً لله يسلِّم وجهه له، ويتمسك به، ويلحُّ في طلب بركته، كما قال النبي هوشع: «جاهد مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه» (هوشع 12: 4). ومعنى «غلب» أنه لم ينسحب، بل ظل يصارع قدر طاقته حتى النهاية.
(2) ويرى فريق آخر من المفسرين أن ما جرى ليعقوب حادثة تاريخية، لأنه قَبْل هذا الاختبار الروحي كان يعقوب يجاهد مع الناس وينتصر ولو بالخداع، فمكر وخدع أباه إسحاق وقال له إنه ابنه الأكبر عيسو وأخذ بركة أبيه التي تخص أخاه عيسو.. وبانتهاز الفُرص أخذ من أخيه عيسو امتياز الابن البكر.. وعند خاله لابان اجتهد أن يحوز الجانب الأكبر من ثروة خاله، ثم أخذ زوجتيه (وهما ابنتا خاله) وهرب بهما بدون أن يودِّعا أباهما وأهلهما. فكان لا بد أن يجوز يعقوب اختباراً قاسياً يغيِّره ويبدِّل مسار حياته، فأرسل الله له ملاكاً في صورة إنسان، أخذ يصارع يعقوب ليُخضِعه، ولكن يعقوب تشبَّث به، كما يتشبَّث طفلٌ بيد أبيه أو بثياب أبيه، وهو يطالب أباه بشيء ما.. ولم يقدر ذلك الملاك أن يوقف يعقوب عن إصراره، لأن يعقوب كان قد تعوَّد أن يتعقَّب الآخرين ويحصل منهم على ما يريد، فضربه على حق فخذه ليُخضعه فيستسلم. وعندما استسلم باركه الملاك بأن غيَّر اسمه من يعقوب (ومعناه المتعقِّب) إلى إسرائيل (ومعناه يجاهد مع الله) وقال له: «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت» (تكوين 32: 28)، وقد وصفه النبي هوشع بالقول إن يعقوب «بقوته جاهد مع الله، جاهد مع الملاك وغلب. بكى (يعقوب) واسترحمه». والدرس المستفاد لنا من اختبار يعقوب أننا نجاهد مع الله في الصلاة، ونحني رؤوسنا لإرادته الصالحة، فنكون مثل أَبَفراس، الذي وصفه الرسول بولس بالقول: «عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله» (كولوسي 4: 12).
انظر تعليقنا على تكوين 18: 17.
[شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ، سفر التكوين]
وللرد نقول :
أولاً : لا يوجد دليل علي ما وقع ليعقوب هو حلم ، بل معركة تاريخية وقعت عند مخاضة نهر يبوق :
أولاً : لا يوجد دليل علي ما وقع ليعقوب هو حلم ، بل معركة تاريخية وقعت عند مخاضة نهر يبوق :
Gen 32:22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَاخَذَ إمْرَأتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأوْلادَهُ الإحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ.
فالكتاب المقدس ذكر مكان وزمان المصارعة وهي عند مخاضة يبوق، فكيف يقول إنها ليست معركة تاريخية!!
ومن قاموس ايستون :
Easton Bible Dictionary
Jabbok
A pouring out, or a wrestling, one of the streams on the east of Jordan, into which it falls about midway between the Sea of Galilee and the Dead Sea, or about 45 miles below the Sea of Galilee.
الترجمة :
يبوق
تتدفق للخارج أو المصارعة ، واحد من الجداول علي شرق الأردن ، التي تقع في منتصف الطريق تقريباَ بين بحيرة طبرية والبحر الميت ، أو حوالي 45 ميل تحت سطح البحر من الجليل.
يبوق
تتدفق للخارج أو المصارعة ، واحد من الجداول علي شرق الأردن ، التي تقع في منتصف الطريق تقريباَ بين بحيرة طبرية والبحر الميت ، أو حوالي 45 ميل تحت سطح البحر من الجليل.
ثم غيّر أسم المكان إلي «فَنِيئِيلَ» لأنه رأي الله وجها لوجه :
(SVD)فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
إذا المعركة تاريخية محددة المكان والزمان ولم يقل الكتاب قط إنها حلم تراءي له.
ثانياً : أما القول بأن مصارعه ملاك فهو تدليس فاضح فماذا يعني هذا الكلام :
Gen 32:30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
ومعروف أن «فَنِيئِيلَ» تعني " وجه الله "، كما وضحنا سابقاً؟؟
وأخيراً كل من ينكر أن المصارع هنا هو إلوهيم ؛
قام البابا شنودة بالرد عليه :[6]
[gdwl] [/gdwl]
[gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl]
[gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]الله أم ملاك
[/gdwl]
سؤال
قرأت في أحد الكتب أن الذي صارعه يعقوب هو ملاك وليس الله ... فما هي الإجابة السليمة؟
الجواب :-
الذي صارعه هو الله للأسباب الآتية :
1- غير الله أسمه من يعقوب إلي إسرائيل ولا يملك الملاك الحق في أن يغير أسم إنسان.
1- غير الله أسمه من يعقوب إلي إسرائيل ولا يملك الملاك الحق في أن يغير أسم إنسان.
2- قال له الله في تغيير أسمه " لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». " قال له هذا بعد أن صارعه. فما معني" مَعَ اللهِ .. وَغَلِبْت "
3- يقول الكتاب " 30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». "
4- إصرار يعقوب أنه لا يتركه حتي يباركه ، أمر خاص بالله. لأنه لم يحدث في التاريخ أن إنساناً صارع مع ملاك لكي يباركه. وفعلاً نال البركة وتحققت.
5- كون أن الذي ظهر له ، ضرب حق فخذه ، فأنخلع فخذه ، وصار يخمع عليه ( تك32 : 25 ، 31). هذا لا يحدث مع ملاك. الملاك لا يضرب إلا إذا أخذ أمراً صريحاً بذلك من الله ، وبخاصة لو كان يضرب أحد الآباء أو الأنبياء.
أما عبارة " وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ " ( تك 32:24) فمعناها أن الله ظهر له في هذه الهيئة.
وقد ظهر الله ومعه ملاكان لأبينا إبراهيم في هيئة " ثلاثة رجال" (تك 18 : 2). ولم يكونوا بشراً. وعبارة " ثلاثة رجال" تدل علي الهيئة التي ظهروا بها ، وليس علي طبيعتهم.
وهكذا قيل عن أبينا إبراهيم "1 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا "(تك18 : 1).أما الملاكان فذهبا إلي سدوم(تك 19 :1) (تك18 :16).
أما الرب وهو الثالث ، فقد وعد سارة بأن يكون لها نسل (تك18 : 10 ،14). وتفاهم مع إبراهيم في أمر حرق سدوم (تك18 :20 -33) " وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ. " (تك18 :22).
إذن يمكن أن يظهر الرب في هيئة إنسان ، ولا تكون الرؤية لإنسان بالحقيقة. ويمكن أن يظهر في هيئة ملاك ، ولا تكون الرؤية لملاك بالحقيقة.
ظهر الله لموسي في العليقة بهيئة (ملاك الرب). بل قيل " 2 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. " (خروج 3 : 2). ومع ذلك قال له " 6 ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. " (خروج3 : 6 ).
لهذا يخلط شهود يهوه بين الأمرين.
فيقولون أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل!! بسبب أن الرب ظهر في العهد القديم بهيئة ملاك ، فيظنون إنه ملاك بالحقيقة.
إن الله غير مرئي ، وليس له شكل يراه النظر المحسوس.لذلك عندما كان يظهر في العهد القديم ، كان يظهر في هيئة إنسان ( كما حدث مع إبراهيم ويعقوب) أو بهيئة ملاك (كما حدث مع موسي).
ولو كان المسيح هو الملاك ميخائيل لكان مخلوقاً!! وفي نفس الوقت خالقاً لأن كل شيء به كان (يو1 :3).
وهكذا قيل عن أبينا إبراهيم "1 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا "(تك18 : 1).أما الملاكان فذهبا إلي سدوم(تك 19 :1) (تك18 :16).
أما الرب وهو الثالث ، فقد وعد سارة بأن يكون لها نسل (تك18 : 10 ،14). وتفاهم مع إبراهيم في أمر حرق سدوم (تك18 :20 -33) " وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ. " (تك18 :22).
إذن يمكن أن يظهر الرب في هيئة إنسان ، ولا تكون الرؤية لإنسان بالحقيقة. ويمكن أن يظهر في هيئة ملاك ، ولا تكون الرؤية لملاك بالحقيقة.
ظهر الله لموسي في العليقة بهيئة (ملاك الرب). بل قيل " 2 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. " (خروج 3 : 2). ومع ذلك قال له " 6 ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. " (خروج3 : 6 ).
لهذا يخلط شهود يهوه بين الأمرين.
فيقولون أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل!! بسبب أن الرب ظهر في العهد القديم بهيئة ملاك ، فيظنون إنه ملاك بالحقيقة.
إن الله غير مرئي ، وليس له شكل يراه النظر المحسوس.لذلك عندما كان يظهر في العهد القديم ، كان يظهر في هيئة إنسان ( كما حدث مع إبراهيم ويعقوب) أو بهيئة ملاك (كما حدث مع موسي).
ولو كان المسيح هو الملاك ميخائيل لكان مخلوقاً!! وفي نفس الوقت خالقاً لأن كل شيء به كان (يو1 :3).
وكذلك الرهبانية اليسوعية تؤكد أن المقصود بالقصة هو الصراع الجسدي مع الله :
" المقصود بهذه الرواية الغامضة ، اليهوية ولا شك ، هو الصراع الجسدي ، أي صراع مع الله ، فيبدو يعقوب فيه الغالب أولاً. لكنه ، حين عرف طبيعة خصمه السامية ، أغتصب بركته مع العلم أن النص يتجنب اسم الرب ، كما أن المعتدي مجهول يرفض أن يسمي نفسه. في الواقع يستعمل المؤلف قصة قديمة لتفسير اسم فنوئيل «بني ايل» (وجه الله) ولإيجاد أصل لاسم إسرائيل يضفي علي تلك القصة معني دينياً ، وهو أن يعقرؤب يتمسك بالله ويغتصب منه بركة تكون واجباً علي الله والذين ويحملون بعده اسم إسرائيل. وبناء علي ذلك أصبح هذا المشهد صورة الصراع الروحي وصورة فعالية الصلاة الملحة."[7]
التفسير الميثولوجي للمأساة
ويحكي لنا أيضاً عن إله مكسيكي وقع في نفس الفخ الذي وقع فيه إلوهيم ، فيقول :[12]
" المقصود بهذه الرواية الغامضة ، اليهوية ولا شك ، هو الصراع الجسدي ، أي صراع مع الله ، فيبدو يعقوب فيه الغالب أولاً. لكنه ، حين عرف طبيعة خصمه السامية ، أغتصب بركته مع العلم أن النص يتجنب اسم الرب ، كما أن المعتدي مجهول يرفض أن يسمي نفسه. في الواقع يستعمل المؤلف قصة قديمة لتفسير اسم فنوئيل «بني ايل» (وجه الله) ولإيجاد أصل لاسم إسرائيل يضفي علي تلك القصة معني دينياً ، وهو أن يعقرؤب يتمسك بالله ويغتصب منه بركة تكون واجباً علي الله والذين ويحملون بعده اسم إسرائيل. وبناء علي ذلك أصبح هذا المشهد صورة الصراع الروحي وصورة فعالية الصلاة الملحة."[7]
التفسير الميثولوجي للمأساة
بالطبع القصة التي نحن أمامها أسطورة ولاشك ، فالأسطورة كفكر هو فكر ما قبل منطقي ، واللا معقول جزأ لا يتجزأ من بنية الأسطورة[8] ،
وهذا ما يتوفر في القصة اللا معقولة التي نحن أمامها ، حتي إن البعض أطلق عليها " الأسطورة اللا واعية" [9] وفي الواقع بأنه لا توجد أسطورة واعية.
أفضل من طرح تفسير لهذه الأسطورة هو العالم الكبير "جيمس فريزر" في كتابه "الفولكلور في العهد القديم" عن طريق المقارنة مع الأساطير المشابهة في المنطقة والعالم حيث أفترض أن الإله الذي صارعه يعقوب هو روح النهر أو شيطانه ، فيقول :[10]
" والقصة علي هذا النحو تبدو غامضة ، ومن المحتمل أن مؤلفي سفر التكوين أغفلوا بعض ملامحها الأساسية عندما أشتموا فيها رائحة الوثنية. ومن ثم فإن أي تفسير لها إنما يعتمد علي هذا الفرض. ولكننا إذا ربطنا هذه القصة بالملامح الطبيعية للمكان الذي جرت فيه حوادثها من ناحية ، وإذا ربطنا هذه القصة بالملامح الطبيعية للمكان الذي جرت فيه حوادثها من ناحية ، وإذا ربطناها بالأساطير الأخري المشابهة لها الذي سنعرض لها وشيكاً من ناحية أخري. فإننا نعتقد بادئ ذي بدء أن هذا الغريم الغامض الذي تصارع معه يعقوب هو روح النهر أو شيطانه ، وأن صراع يعقوب معه كان من أجل إنتزاع البركة منه. وهذا يفسر سبب تخلف يعقوب عن قافلة النساء والأطفال وقطعان الماشية ، وبقاءه وحده في الظلام في مخاضة النهر. وربما حسب يعقوب أن إله النهر المنعزل يفزع من وقع أقدام القافلة وأصوات خوضها المياه ، فيدفعه ذلك لأن يختفي في بحيرة عميقة ، أو بين أشجار الدفل التي تنمو علي مسافة آمنة بعيدة. حتي إذا ما مر الركب وساد الهدوء النهر فيما عدا صوت التيار الرتيب الهامس ، دفعه الفضول لأن يخرج من مخبئه ليستطلع أحوال النهر ، ويعرف سبب هذا الهرج والمرج. وعند ذاك يكون يعقوب الماكر في إنتظاره ، فينقض عليه ويتشبث به حتي يحصل منه علي البركة التي يسعي إليها. وقد كان « مينيلاوس » قد أمسك علي هذا النحو بإله البحر«بروتيوس» الذي كان يرقد منعزلاً وقت الظهيرة بين الحواجز وفوق رمال الصفراء ، ليرغمه أن يخبره بتكهناته وهو ممتنع عن ذلك.
وعلي هذا النحو كذلك أمسك «بيليبوس» بإلهة البحر« سيتيس » واتخذها زوجة له.
وفي كلتا الأسطورتين الإغريقيتين حاول روح الماء ذو الجسد الطبع الأملس ، أن ينزلق من قبضة آسره مرة بعد أخري مغيراً شكله من أسد إلي حية ، ومن حية إلي سائل وهكذا ، حتي وجد في النهاية أن محاولاته تضيع هباء وإنه لن ينجح في الإنفلات من يد خصمه العنيد ، فرضخ لمطلبه وأعطاه المنحة التي يسعي إليها. وكذلك حول إله النهر أشيليوش نفسه إلي حية ثم إلي شبح لكي ينفلت من البطل الجرئ هرقل الذي أمسك به لكي يستولي علي« ديجانيرا» الجميلة ، لكن محاولات إله النهر ضاعت هباء".
ويقول في موضع آخر :[11]
" فقد قيل أن الإله«الفريجاني» «سيلينوس» كان يمتلك علي الرغم من عاداته الطائشة ، مقدرة كبيرة علي المعرفة التي لم يكشف عنها مضطراً إلا إلي«بروتيوس». وقد أستطاع «ميداس» ملك « فبريجيا» أن يمسك بهذا الإله في لحظة ضعف ، عندما قدم له الملك خمراً ممزوجاً بماء نبع بعينه ، فشربه متلطفاً.
فلما صحا من سكره وجد«سيلينوس» نفسه أسيراً ، وكان عليه أن يؤنب الملك بحديث طويل عن الدنيا وغرور الإنسان ، حتى أطلق الملك سراحه. وقد أحتفظ لنا بعض كتاب العصر القديم المبجلين بنص دقيق في قليل أو كثير من تلك الخطبة التي ألقاها الإله السكير المرح بجانب نبع أو بجانب حوض من الزهور. كما قيل أن« نوما» قد أمسك بالإلهين الساذجين «بيكوس» و«فاونوس» عن طريق خدعة شبيهة بخدعة ميداس وإرغامها علي أن يأتيا «بجوبيتر» من السماء عن طريق تعاويذهما وسحرهما".
" والقصة علي هذا النحو تبدو غامضة ، ومن المحتمل أن مؤلفي سفر التكوين أغفلوا بعض ملامحها الأساسية عندما أشتموا فيها رائحة الوثنية. ومن ثم فإن أي تفسير لها إنما يعتمد علي هذا الفرض. ولكننا إذا ربطنا هذه القصة بالملامح الطبيعية للمكان الذي جرت فيه حوادثها من ناحية ، وإذا ربطنا هذه القصة بالملامح الطبيعية للمكان الذي جرت فيه حوادثها من ناحية ، وإذا ربطناها بالأساطير الأخري المشابهة لها الذي سنعرض لها وشيكاً من ناحية أخري. فإننا نعتقد بادئ ذي بدء أن هذا الغريم الغامض الذي تصارع معه يعقوب هو روح النهر أو شيطانه ، وأن صراع يعقوب معه كان من أجل إنتزاع البركة منه. وهذا يفسر سبب تخلف يعقوب عن قافلة النساء والأطفال وقطعان الماشية ، وبقاءه وحده في الظلام في مخاضة النهر. وربما حسب يعقوب أن إله النهر المنعزل يفزع من وقع أقدام القافلة وأصوات خوضها المياه ، فيدفعه ذلك لأن يختفي في بحيرة عميقة ، أو بين أشجار الدفل التي تنمو علي مسافة آمنة بعيدة. حتي إذا ما مر الركب وساد الهدوء النهر فيما عدا صوت التيار الرتيب الهامس ، دفعه الفضول لأن يخرج من مخبئه ليستطلع أحوال النهر ، ويعرف سبب هذا الهرج والمرج. وعند ذاك يكون يعقوب الماكر في إنتظاره ، فينقض عليه ويتشبث به حتي يحصل منه علي البركة التي يسعي إليها. وقد كان « مينيلاوس » قد أمسك علي هذا النحو بإله البحر«بروتيوس» الذي كان يرقد منعزلاً وقت الظهيرة بين الحواجز وفوق رمال الصفراء ، ليرغمه أن يخبره بتكهناته وهو ممتنع عن ذلك.
وعلي هذا النحو كذلك أمسك «بيليبوس» بإلهة البحر« سيتيس » واتخذها زوجة له.
وفي كلتا الأسطورتين الإغريقيتين حاول روح الماء ذو الجسد الطبع الأملس ، أن ينزلق من قبضة آسره مرة بعد أخري مغيراً شكله من أسد إلي حية ، ومن حية إلي سائل وهكذا ، حتي وجد في النهاية أن محاولاته تضيع هباء وإنه لن ينجح في الإنفلات من يد خصمه العنيد ، فرضخ لمطلبه وأعطاه المنحة التي يسعي إليها. وكذلك حول إله النهر أشيليوش نفسه إلي حية ثم إلي شبح لكي ينفلت من البطل الجرئ هرقل الذي أمسك به لكي يستولي علي« ديجانيرا» الجميلة ، لكن محاولات إله النهر ضاعت هباء".
ويقول في موضع آخر :[11]
" فقد قيل أن الإله«الفريجاني» «سيلينوس» كان يمتلك علي الرغم من عاداته الطائشة ، مقدرة كبيرة علي المعرفة التي لم يكشف عنها مضطراً إلا إلي«بروتيوس». وقد أستطاع «ميداس» ملك « فبريجيا» أن يمسك بهذا الإله في لحظة ضعف ، عندما قدم له الملك خمراً ممزوجاً بماء نبع بعينه ، فشربه متلطفاً.
فلما صحا من سكره وجد«سيلينوس» نفسه أسيراً ، وكان عليه أن يؤنب الملك بحديث طويل عن الدنيا وغرور الإنسان ، حتى أطلق الملك سراحه. وقد أحتفظ لنا بعض كتاب العصر القديم المبجلين بنص دقيق في قليل أو كثير من تلك الخطبة التي ألقاها الإله السكير المرح بجانب نبع أو بجانب حوض من الزهور. كما قيل أن« نوما» قد أمسك بالإلهين الساذجين «بيكوس» و«فاونوس» عن طريق خدعة شبيهة بخدعة ميداس وإرغامها علي أن يأتيا «بجوبيتر» من السماء عن طريق تعاويذهما وسحرهما".
ويحكي لنا أيضاً عن إله مكسيكي وقع في نفس الفخ الذي وقع فيه إلوهيم ، فيقول :[12]
" وحكاية صراع يعقوب مع الشيخ الذي ظهر له في الليل بقصد انتزاع البركة من خصمه الممتنع قبل الغسق ، لها ما يناظرها من خرافات المكسيكيين القدماء. فقد كان هؤلاء يعتقدون أن الإله الكبير « تزكاتليبوكا» تعود أن يتجول في أثناء الليل في هيئة مارد يلتف في ملاءة ذات لون رمادي ويمسك رأسه بيديه. وعندما أبصر الناس الجبناء هذا الشبح المخيف. سقطوا علي الأرض مغشياً عليهم ، وماتوا أثر ذلك. علي أن رجلاً شجاعاً بينهم أمسك بالشبح وأخبره بأنه لن يتركه يرحل حتي تشرق الشمس. فتوسل الشبح إليه بأن يتركه ، وهدده بأنه إن لم يفعل فسوف يحل عليه اللعنة. وكان علي الرجل إن شاء أن ينتصر علي الشبح المخيف ، أن يظل ممسكاً به بشدة إلي أن توشك الشمس علي البزوغ. فإذا نجح في هذا غيّر الشبح من نغمته ، ووافق علي أن يمنح الرجل أي هبة يطلبها مثل الثروة والقوة التي لا تقهر ، بشرط أن يرفع الشبح يده عن الرجل ويدعه يرحل قبل الغسق. وقد تسلم الإنسان المنتصر من خصمه المهول الذي أنهزم في مشادة عنيفة مع الإنسان أربع شوكات من نوع معين علامة علي نصره".
وعن ضرب فخذ يعقوب يتحدث عن قبائل مشابهة لا تأكل نفس الجزء من الحيوان ، وأن مؤلف الأسطورة أراد تفسيراً لها فألف أسطورته :
" أما ما يحكي من أن يعقوب أصيب في عصب معين في فخذه أثناء صراعه مع خصمه الذي ظهر له أثناء الليل. فمن الواضح إنها محاولة لتفسير امتناع العبريين عن أكل الجزء المقابل لهذا الحيوان. وكل هذه الحكاية وتلك العادة ، لها ما يماثلها لدي بعض القبائل الهندية التي تسكن أمريكا الشمالية ، هؤلاء الذين يقطعون علي الدوام باطن ركبة الغزال الذين يذبحونه ويرمونه".[13]
" أما ما يحكي من أن يعقوب أصيب في عصب معين في فخذه أثناء صراعه مع خصمه الذي ظهر له أثناء الليل. فمن الواضح إنها محاولة لتفسير امتناع العبريين عن أكل الجزء المقابل لهذا الحيوان. وكل هذه الحكاية وتلك العادة ، لها ما يماثلها لدي بعض القبائل الهندية التي تسكن أمريكا الشمالية ، هؤلاء الذين يقطعون علي الدوام باطن ركبة الغزال الذين يذبحونه ويرمونه".[13]
تعليق