الرد على أسعد أسعد فى رده على الدكتور محمد عمارة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مُشرِف

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • موظف
    • مسلم

    الرد على أسعد أسعد فى رده على الدكتور محمد عمارة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أثناء تصفحى لبعض عنواين مقالات الإنترنت، فوجئت برد للسيد أسعد أسعد على كتاب الدكتور محمد عمارة، يتناول الكاتب ردوده مرة بالتهكم، ومرة بالتأنيب، منصبًا نفسه حامى حمى الكتاب الذى يقدسه، وهو فى نفس الوقت يعترف أنه علمانى، ويدافع بعاطفته المسيحية عن هذا الكتاب دفاعًا مستميتًا، إلا أنه دون جدوى، فلم يردد أكثر من أنه كتاب الرب، وتهجم على الرسول صلى الله عليه وسلم، بما لا يليق، ولا يقره أدب أو دين مع الأنبياء.
    وأنا أتكلم بصفة عامة ولا أنال منه أو من شخصه، لأن هذا ليس من شيمتى، على الأخص وأنا أخاطبه فى هذا الرد وأفتح معه باباًا للحوار. ولكن هى حقيقة، فلا يقر أى دين سماوى سب أى نبى لأى سبب من الأسباب، لأنه نبى الله أو نبيه ورسوله، والرسالة التى يأتى بها هى رسالة الله تعالى، فهو المندوب السامى لتعاليم الرب على الأرض (إن جاز التعبير).

    وأشرت فى ردودى عليه أننى أفتح معه بابًا للمناظرة أو الحوار فى هذا المنتدى (إن رغب فى ذلك)، وإن أراد أن يكون حوارًا عامًا مع كل المسلمين، فهذا يتيحه المنتدى بشروطه، منها ألا يسب الضيف سواء كان مسلمًا أم غير ذلك.

    وسأبدأ أولا بعرض السيرة الذاتية له، كما كتبها هو أو غيره

    ثم أقوم بعرض مقاله، ثم أبدأ بردودى عليه، فأسأل الله تعالى ألا أطيل عيكم

    الاسم : أسعد شفيق أسعد
    الميلاد : 18 أغسطس 1942 المنصورة - دقهلية – مصر
    المهنة : مهندس بولاية ماساتشوستس – امريكا
    المؤهلات : بكالوريوس الهندسة الصحية والبلديات كلية الهندسة جامعة الاسكندرية - 1969 دبلوم الصحة العامه - الهندسة الصحية المعهد العالي للصحة العامة - جامعة الاسكندرية - 1974
    الحالة الاجتماعية : متزوج من المهندسة عايده حبيب عبد الشهيد خريجة نفس الجامعة و نفس التخصص وتعمل معي في نفس المجال. لنا ابن واحد فيليب - مهندس و ابنه واحدة فيبي - صيدلانية
    المجال الثقافي : الدراسات و الابحاث الدينية "المسيحية - الاسلامية - اليهودية" مع الدراسات التاريخية المتعلقة بها
    النشر :بدات الكتابة منذ اقل من سنة فقط وحاليا تنشر مقالاتي في الحوار المتمدن فقط وقد نشر لي حتي الان مقالات دينية وسياسية والبعض لم اقم بنشره بعد
    اهدافي في الحياة : تقديم وتعريف من هو يسوع المسيح وعمله في التاريخ والمجتمع والفرد وايضا ان اري مصر الكنانة وشعبها الطيب المحبوب وقد ارتقي الي اعلا مستويات الرقي الانساني
    البريد الالكتروني :[email protected]
    الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
    ttp://www.ahewar.org/m.asp?i=921

    http://www.ahewar.org/m.asp?i=921
  • abubakr_3
    مُشرِف

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • موظف
    • مسلم

    #2
    رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)

    أسعد أسعد
    [email protected]
    2009 / 12 / 31

    للأسف الشديد قامت مؤسسة الأزهر بمصادرة كتاب الأستاذ الدكتور محمد عمارة الذي عنوانه "تقرير علمي" الذي وضعه بنفسه بناء علي تكليف من مجمع البحوث الإسلامية ردا علي كتاب مسيحي بعنوان "مستعدين للمجاوبة" علي أساس إن كتاب الدكتور عمارة يهاجم العقيدة المسيحية ويسئ إلي الأقباط المسيحيين
    و أنا في بداية ردي هذا أعتذر للدكتور عمارة عن هذا الوضع المشين الذي يعود بنا إلي عصر محاكم التفتيش وظلاميات العصور الوسطي ... فأنا أعتقد أنه من حقك يا دكتور عمارة أن تبدي رأيك وأن تقول كل ما تريد أن تقول وباللغة التي تختارها وبالإسلوب والمصطلحات التي تمثل ملكاتك وقدراتك الفكرية وأن تبني أفكارك علي ما شئت من أساسيات علمك وعقيدتك ودينك... وأنا أرجو أن تراجع مؤسسة الأزهر موقفها من هذا الكتاب مهما كان فيه ... وأناشد أيضا إن كل من يريد أن يرد علي الدكتور عمارة فليرد .... أما أسلوب جمع الكتب وإحراقها فهو أسلوب ظلامي متخلف .... أعتقد إن المسيحية تربأ عنه أن تنزل إلي هذا المستوي من الإفلاس الفكري والعقائدي.... لقد مضي زمن وأد الفكر وحرقه ... مهما كان هذا الفكر ومهما كان أسلوبه
    و أنا أيضا من حقي يا دكتور عمارة أن أصدر ما أشاء من الكتب والمقالات التي أعبر فيها عن رأيي وعقيدتي وأن أدعو في هذه الكتب إلي عقيدتي وبالإسلوب واللغة التي أراها مناسبة لتقديم وشرح هذه الدعوة.. ومن حقي أيضا أن أفند وأن أنتقد العقيدة والديانة الإسلامية وأبين عدم صحة ما أراه منها وأن أعترض علي مصداقية نبوة النبي محمد ووحي القرآن وسلامة وصحة الديانة الإسلامية ... تماما كما يحق لك أنت أن تنشر الدين الإسلامي وتدعو إليه وتدافع عنه وتبين منطقه في الإيمان بالله وأيضا أن تنتقد الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية بما تراه من علمك ودينك ... من حقك أن تنكر صلب المسيح وعقيدة الآب والإبن والروح القدس إلاها واحدا ومن حقك أن تنتقد عقيدة المسيحيين في بنوية المسيح يسوع لله وفي طبيعته الإلهيه ... حقي وحقك أن نتساوي جميعا في الحقوق في هذا الوطن الذي نعيش فيه وأن نتساوي في الواجبات كل منا أمام ألاهه الذي يعبده ويدين بدينه...
    و أنا أرجو ألا توافقني في هذا الرأي يا دكتور عمارة لأنه بحسب علمي عن الديانة الإسلامية التي أنت تعتنقها وتنادي بها وتدافع عنها ....إنك إذا وافقتني علي الحرية التامة وان نتساوي أنا وأنت في حريتنا في نقد الآديان والدعوة كل إلي دينه ومعتقده ونقد دين الآخر ... فأنت خارج عن الملة وعن إجماع الأمة وأنت بحسب العقيدة الإسلامية كافر ودمك حلال مستباح لأنك تقر بمساواة الكافر بالمسلم والذمي بالمؤمن... وأنا لا أرجو لك هذا .... ولكن أنا أشكر إلهي الذي أعطاني وأعطاك هذا الحق في أن تؤمن أو أن تكفر أو أن تقول ما شئت عنه ... فقد أعطاني إلاهي حق البلاغ وأعطاك إلاهي أيضا حق الرفض وعليه وحده الحساب من دون أي بشر فليس لأحد عليك أو عليّ سلطان في ما نؤمن وما نرفض... إلا الإسلام الذي أعطي هذا السلطان لأتباعه .... فلا تدافع عن الإسلام في أنه يضمن حرية العقيدة وحرية نقد الإسلام حتي لا يلاقيك من الإسلام ما لا تحمد عقباه
    عزيزي الدكتور عمارة دعني أعترف لك وللقراء الأعزاء بعدة أمور أولا... أنا لست بصاحب علم ولا كلام وليس لي سلطان علمي ولا أحمل أي درحة علمية في الدين أنا فقط إنسان مؤمن بسيط إختبرت وقبلت المسيح يسوع ربا وإنجبله المعلن في الكتاب المقدس خلاصا لحياتي وليس لي أي مركز في أي مؤسسة أو هيئة دينية أرتكز وأعتمد عليه... لكني رأيت وأنا الإنسان العلماني العادي أن أرد عليك لكي تعرف إن المسيحية لا تحتاج في مواجهة الإسلام إلي درجة دكتوراة ولا إلي مركز علمي ولا إلي سلطان ديني... أنا آسف لأني لست ندا لك لا في الدرجة العلمية ولا في المركز الديني ... لكني أعتمد علي كلام الذي قال لي "لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها"
    وأعترف أيضا لك وللقراء الأعزاء إنني لم أري وليست لدي نسخة – حتي الآن علي الأقل - من كتاب "مستعدين للمجاوبة" وأعتمد في ردي هذا علي إقتباساتك منه وردودك عليها... وأيضا ليست لدي نسخة من كتابك "تقرير علمي" وأعتمد علي ما ينشره لنا موقع جريدة "المصريون" الإلكتروني .... وأتقدم هنا بالشكر للإستاذ جمال سلطان علي هذا المجهود الرائع وأشكره وأهنئه علي هذا الموقع الممتاز الذي أعتبره صفحتي الإسلامية المفضلة
    في ردك الذي نشر في موقع جريدة "المصريون" المشار إليها في 12-22-2009 تحت رقم (1) كتبت في أول إفتتاحية ردك "عقد المنصرون الأمريكيون – في 15 مايو سنة 1978 م – أخطر مؤتمرات التنصير" وأنت طبعا قد أخذت هذا المصطلح "نصاري" عن آيات ونصوص القرآن.... وهذه يا عزيزي الدكتور هي المشكلة... نحن مسيحيون ولسنا نصاري.... النصاري عقائدهم التي أوردها وإنتقدها القرآن كلها شرك وكفر والمسيحية بريئة منها تماما.... هناك تشابه لغوي بين عقائد النصاري التي أوردها القرآن وبين بعض العقائد المسيحية يستطيع القارئ الدارس المدقق في المصطلحات العربية التي إستخدمها القرآن في وصف العقائد النصرانية أن يكتشف عند مقارنتها بالعقائد المسيحية الواردة في نصوص الكتاب المقدس إنهما عقيدتان مختلفتان تماما... بصرف النظر سواء وافقت أو إختلفت مع العقيدة المسيحية الكتابية السليمة من وجهة نظر الكنيسة .... إلا أنك إذا دققت فيها وأمعنت التحليل والتفكير في النصوص القرآنية ونصوص الكتاب المقدس فستكتشف هذا الإختلاف بين المسيحية والنصرانية....بصرف النظر عن إختلافك مع الكتاب المقدس ومع المسيحيين وسأعطيك هنا مثالا عن هذا...قال القرآن عن النصرانية في سورة المائدة آية 73 "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" ... يا دكتور عمارة لن تجد في الكتاب المقدس ولا في نصوص العقيدة المسيحية ولا في أي طائفة من المسيحيين الموحدين من يقول إن الله ثالث ثلاثة ... المسيحية تقول إن الله هو الآب والإبن والروح القدس إله واحد لا شريك له ولا معه... وبصرف النظر عن إختلافك الإسلامي العقائدي مع المسيحيين فإن الضمير العلمي اللغوي يحتم أن تعترف إن النصين مختلفان تماما في معنيهما ... النص القرآني عن النصاري لم يذكر في هذا الموضع ولا في أي موضع آخر من هم هؤلاء الثلاثة الذين جعل النصاري الله واحدا منهم.... أما معني ما يقوله المسيحيون فهو إن الله إله واحد هو في ذاته إبن وآب وروح قدس.... من دون إنقسام ولا إنفصال... ومهما إختلفت وعارضت وحتي لو فندت الإيمان المسيحي فأنا أري إن الأمانة العلمية وضمير الحق يلزمانك بالإقرار إن عقيدة النصاري بحسب القرآن في هذا الأمر تختلف تماما مع عقيدة المسيحيين ...
    وهناك مثال آخر أرجو أن يتسع صدرك له... جاء في القرآن عن عقائد النصاري أيضا في سورة المائدة آية 17 وآية 72 "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم"... ورغم إنك قد تكون سمعت هذا المصطلح من بعض المسيحيين غير المدققين لغويا في ما ينطقون به عن الله والمسيح إلا إن النص الكتابي الذي بُنيت عليه العقيدة المسيحية السليمة هو إن المسيح هو "صورة الله" وأيضا "الله ظهر في الجسد" وليس في الكتاب المقدس مطلقا ما يقول إن الله هو المسيح .... ولعلك تتساءل الآن إذا لماذا يُعد القول إن الله هو المسيح خطاء لاهوتيا؟ ... الإجابة ببساطة هي... إنه أذا قلت إن الله هو المسيح... فقد ألغيت الآب والروح القدس وألغيت التثليث... لأن في العقيدة المسيحية السليمة عن الله الواحد ... إن الآب هو ذات الله...و المسيح يسوع هو صورة الله الذي في تجسده هو إبن الله والروح القدس هو روح الله.... والمسيحية لا تقول إن هذا هو الله المطلق بل إن هذا هو الله كما أعلن هو عن ذاته للأنبياء وفي الكتاب المقدس... أعلنه لأذهاننا وبحسب مفهومنا البشري عن ذاته التي لا تُحد ولا يحصُرها فهم بشري... وأيضا يا دكتور عمارة سواء وافقتني أو عارضتني عن المفهوم المسيحي عن من هو يسوع فالأمانة العلمية وضمير الحق يلزمانك بالإقرار إن المعني الذي أورده القرآن عن قول وعقيدة النصاري يختلف تماما عن المعني المسيحي للعقيدة الكتابية عن من هو المسيح...
    بقيت نقطة هنا قبل أن أتطرق إلي باقي ردك ومقالك في هذا الجزء... يا دكتور عمارة أنا إن كنت أعبد ثلاثة آلهة فلن أخاف منك ولا من سيف الإسلام وسأبشر بثلاثة آلهة إذا كانت هذه هي عقيدتي.... الهندوسي يعبد البقرة أمامك وأمام العالم كله ولا يخشي سيف الإسلام.... البوذي يعبد بوذا الإنسان ولا يخشي سيف الإسلام .... فلماذا تفترض في كمسيحي إني أضحك عليك وأغشك وأقول لك إني أعبد إلاها واحدا بينما أنا في الحقيقة أعبد ثلاثة آلهة؟... أنت ترفض المفهوم الآب والإبن والروح القدس إلاها واحدا.... وهذا من حقك ... أنت حر في هذا لكن إن قلت لك أنا إني أعبد الآب والإبن والروح القدس إلاها واحدا لا شريك له .... فيجب أن تصدقني وإن كنت لا تتفق معي في شخصية الله الواحد هذا الذي أنا أعبده... وإن صدقتني إنني أعبد إلاها واحدا ولست مشركا فأرجو أن تحتفظ بهذا لنفسك ولا تعلنه لأنك ستضع نفسك في متاعب مع الأزهر والإسلاميين لا حد لها قد تنتهي بتكفيرك وإحلال دمك ... رغم عدم إيمانك شخصيا بالعقيدة المسيحية السليمة ... لكن موافقتك علي صدق المسيحيين في توحيدهم رغم إختلافك معهم قد تكون لك هي المصيبة والكارثة الكبري....
    و بنظرة سريعة علي بعض العبارات التي جاءت في الكتاب (التنصيري) موضوع بحثك أو ردك نجد أنك إقتبست وأوردت العبارات التالبة:
    * "إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس (النصرانية) ....... إنه حركة دينية معادية لل (نصرانية) , مخططة تخطيطا يفوق قدرة البشر".
    ألم ينف الإسلام صليب المسيح الذي هو محور الإنجيل ونواته ( المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب).... ألم يغير الإسلام معني الإنجيل فجعل معناه كتابا منزلا علي عيسي إبن مريم وليس أنه خبر سار عن ما فعله يسوع المسيح من أجلنا كما تعني كلمة إنجيل في أصلها اليوناني... ألم يهاجم الإسلام كتب وأسفار العهد القديم وإتهمها بالتزوير والتحريف حتي لا يستشهد بنبواتها المسيحيون عن صلب المسيح وقيامته.... ألم يتهم القرآن المسيحيين بأنهم إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح إبن مريم..... لقد أتي الإسلام ليضرب العقيدة المسيحية ويضرب الكتاب المقدس ويضرب الكنيسة المسيحية.... فهل من معترض علي هذه العبارة؟
    * "إن هدفنا هو غرس المسيح وتعاليمه في الفكر الإسلامي والحياة الإسلامية.. وأن ندعو إلي كي نصل إلي المسلمين...."
    * "إن المسألة النهائية هي ما هية المفاتيح والحلول التي يمكن أن يقدمها لنا القرآن لزرع الثقة بالإنجيل في العالم الإسلامي".
    * "إن المسلمين بحاجة إلي أن ينم اللقاء بهم داخل إطار الإسلام.. وذلك دون أن يكون هناك مكان لمحمد بجانب المسيح.... ويفضل النصاري العرب في عملية التنصير..."
    بصراحة يا دكتور عمارة أهداف في منتهي الروعة وتنم عن فكر سليم وحب عظيم.... المسيحيون يحاولون الوصول إلي المسلمين لتقديم المسيح الحي المقام من الأموات وإنجيل غفران الخطايا بدمه وفدائه للبشر بالصليب ... فماذا يفعلون؟... يغوصون في القرآن والكتب الإسلامية في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة أو علي الأقل فهم العوائق الإسلامية التي وضعها النبي محمد بصفته ضد المسيح يسوع.... نعم فقد دبّر النبي محمد وخطط ليلغي يسوع المسيح إبن الله الحي ويضع بدلا منه شخصية إخترعها هو أسماه المسيح عيسي إبن مريم... هذا قام إله الإسلام بتهريبه إليه خوفا من الصليب (عكس يسوع الذي واجه الصليب بشحاعة وتسليم إلي الله) في مؤامرة خدع إله الإسلام بها اليهود والرومان وحتي أتباع عيسي وحوارييه...
    المسيحيون ترجموا الكتاب المقدس إلي كل لغات الأرض ومنها اللغة العربية لتصل رسالة المسيح يسوع إلي العالم العربي المتكلم باللغة العربية.... المسيحيون تعلموا اللغة العربية ودرسوا القرآن والبخاري ومسلم وإبن كثير والسيوطي والرازي والألباني و... و... و... لكي يستطيعوا أن يتواصلوا مع المسلمين في محبة وحوار وتفاهم...و في المقابل ماذا فعلت الجيوش العربية الزاحفة علي مصر والشام والعراق... هل ترجموا القرآن إلي لغة البلاد... هل عقدوا الندوات والمناظرات ودعوا إلي ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ونشروا كتبهم ليقرأها المسيحيون أم أن الجيوش العربية إتبعت الحكمة العربية القائلة... السيف أصدق أنباء من الكتب...
    المسيحيون هدفهم الوصول إلي عقلك وإلي قلبك ليس لكي ينصّروك بل ليقدموا لك المسيح يسوع الذي أحبك وأسلم نفسه لأجلك با دكتور عمارة... النبي محمد أقام بينك وبين المسيح جدارا فاصلا من الديانات والتعقيدات والأكاذيب والخرافات فجعلك تري الصواب خطاء والخطأ صوابا فحوّل المسيح يسوع المنتصر علي الموت بالقيامة من أجلك إلي عيسي إبن مريم الهارب من الموت بالإختباء والإختفاء ليضحك علي عقلك...
    الإسلام وضع حاجزا بينك وبين الحق فحذرك من المسيحيين الذين دعاهم نصاري ثم لكي يكمل الخديعة حذرك من أن النصاري سيجرونك إلي ديانتهم ..... وطبعا هذه الديانة النصرانية فاسدة وضد العقيدة المسيحية التي أخفاها القرآن تماما ولم يذكر عنها شيئا.. فهل تستطيع أن تري مؤآمرة الإسلام ضد المسيح يسوع؟ الآن أنت لا تستطيع أن تري يسوع المسيح صورة الله وإبنه لأن كل ما يريدك الإسلام أن تراه هو عيسي إبن مريم رسول إله الإسلام الذي نادي بأحمد الذي هو محمد...
    فماذا تريد أن يفعل المسيحيون لكي يصلوا إليك برسالة الخلاص الأبدي أليس بدراسة القرآن والسيرة والحديث ليصيروا عالمين به أكثر من المسلمين أنفسهم الذين حصرهم الإسلام وحاصرهم في معضلات وسفسطات اللغة العربية وسيج حولهم بوعيد التكفير وسلّ في وجوههم السيف العربي....
    لقد عرضت في مقالك لمقدمة وفصول الكتاب الخمسة وجميعها تتلخص في الدفاع عن الإيمان المسيحي وصحة الكتاب المقدس ثم كيفية تقديم المسيح للمسلمين من خلال كتبهم وثققافاتهم... وقد قلت أنت عن هذا "و التقديم في هذا الكتاب يرجع أنه (منشور تنصيري) لأنه يرسم منهاج عرض المسيحية علي غير المسيحيين ... وليس موجها لدعم إيمان المسيحي بعقيدته"

    ماذا في هذا من خطأ يا دكتور عمارة.... ألم يغز أجدادك الأولون القادمون من الصحراء العربية أرض مصر لينشروا الإسلام فيها... أليس من واجبك أنت شخصيا نشر الإسلام بين غير المسلمين ... أليس الأزهر يخرج سنويا مئات من الدعاة ويرسلهم إلي داخل وخارج مصر لنشر الإسلام.... فهل هذا حلال عليك حرام علي.... أنا أنشر الإنجيل الخبر السار عن يسوع المسيح الذي مات لأجلك وأنت تبشرني بمحمد الذي يعدني بجنات وحوريات وولدان مخلدون وأنهار من العسل والخمر...أنت تفند الكتاب المقدس وتحاول مستميتا أن تثبت تحريفه وفساد العقائد المسيحية وإتهام المسيحية بأنها نصرانية.... فماذا لو إنتقدت أنا القرآن لأثبت أنه ليس وحيا من عند الله وإن نبوة النبي محمد لم تكن من الله.... هل أنت لك الحق في نقد ديني وعقيدتي وكتابي وأنا ما عليّ إلا الصمت والسكوت والقبول.... دكتور عمارة.... أنتقد وهاجم وفند وقل ما شئت وأعدك أن أستمع إليك بل أنا أحب أن أستمع إليك وأنا معجب جدا بدفاعك عن الإسلام والقرآن والنبي محمد... أما أن تستمع أنت إليّ أيضا بدورك فهذا شأنك وإن كنت أنا أرجوه منك وأناشدك فيه أنت والمسلمين جميعا...


    قمت بحذف عنوان المقال، حيث يرفض المنتدى استعراض عناوين مواقع أخرى

    رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)

    أسعد أسعد
    [email protected]
    2010 / 1 / 21

    في هذا الجزء يحاول الدكتور عمارة أن يجمع بعض المقولات من مصادر أشار إليها في هوامش هذا الجزء من كتابه للتدليل علي تحريف التوراة .... فأورد خمسة مصادر هم د. عبد الوهاب المسيري وفؤاد حسنين علي وسمير سامي شحاته وصحيفة وطني (مسيحية) وعبد السلام محمد عبد الله...
    و قال الدكتور عمارة في مقدمة هذا الجزء من مقاله "و عملا بمنهج مستعدون للمجاوبة ... وإستجابة لطلب كاتب هذا المنشور التنصيري نقدم الأدلة وليس دليلا واحدا علي تحريف التوراة والإنجيل ... الأدلة المنطقية... والموضوعية القائمة علي الإستقراء لواقع هذه التوراة وهذا الإنجيل .. بل والشهادات التي شهد بها علي هذا التحريف شهود من أهلها – أي من اليهود والنصاري"
    و أنا أتعجب كيف سيشهد كل من جريدة وطني وسمير سامي شحاته (بإفتراض إن هذا قد يكون إسم مسيحي) علي تحريف التوراة والإنجيل؟...أما الشهود الثلاثة الآخرون فهم مسلمون وليسوا من أهلها... وكان بالأجدر للدكتور عمارة صاحب الدرجة العلمية الرفيعة أن يقرأ هو التوراة بنفسه ويقدم لنا ما وجد فيها هو نفسه من تناقضات بدلا من إسلوب القص واللصق الذي يتبعه صغار المدونين علي الإنترنت... لكني سأتغاضي عن هذا وسأرد علي ما قال عنه الدكتور عمارة أنه متناقضات وسأبدأ بمقدمة عامة كلمة بسيطة للدكتور عمارة:
    رغم إن المبدأ يقول إنه لكي تكون مخلصا في بحثك العلمي وأمينا فيه وخاصة من ناحية نقد الدين فإنه يجب أن تطبق مبادئ تساؤلاتك وموازينك النقدية بالتساوي علي كل من القرآن والكتاب المقدس ...إلا إن هذا المبدأ لا يمكن تطبيقه بصورة مطلقة علي كل من الكتاب المقدس والقرآن بسبب الفروق الأساسية بينهما والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
    1 – القرآن كتاب منسوب إلي شخص واحد وهو النبي محمد أما الكتاب المقدس فهو عبارة عن ستة وستين كتابا أوحي بهم إلي أكثر من خمسة وأربعين شخصا مختلفين إختلافا بيّنا منهم الملوك ومنهم الكهنة ومنهم الصيادين ومنهم رعاة الغنم... وهو مقسم إلي قسمين كما تعرف ... القسم الأول المسمي بالعهد القديم هو مجموعة كتب عن عهد الله مع الأمة الإسرائيلية ... وهو عهد قائم علي حفظ وصايا الناموس الموسوي وبه رموز وذبائح وفرائض كفارة عن الخطايا وكلها ترمز إلي عهد أعظم وذبح أعظم إشارة بروح النبوة إلي المسيح الذبيح الأعظم رافع الخطية ومعطي الروح القدس للذين يطيعونه... والعهد الجديد هو تحقيق لنبوات العهد القديم في وقائع تاريخية محورها صلب المسيح وموته وقيامته وتكوين الكنيسة وولادتها في يوم الخمسين بإنسكاب الروح القدس علي تلاميذ المسيح ومعهم مائة وعشرين شخصا من بينهم مريم أم يسوع كشاهدة أيضا علي موته وقيامته...
    2 – القرآن كُتب بين مكة والمدينة في مدة نبوة النبي محمد حوالي العشرين عاما ... ولا نجد في القرآن تقسيما إلي قرآن مكي وقرآن مدني .... وقد ترك هذا الأمر لإجتهادات المفسرين... أما الكتب المقدسة فكتبت علي مدي حوالي الف وخمسمائة عام والبعض منها كُتب علي أجزاء متفرقة وقد كُتبت بين مصر وسيناء وفلسطين وبابل وآسيا وأوروبا... كما أنها نُسخت إلي نُسخ عديدة وتُرجمت إلي عدة لغات ووزعت نسخها أو ترجماتها علي الكنائس أو التجمعات اليهودية في زمن قيام المملكة وتطورها ثم إلي المجموعات التي كانت في الشتات آسيا وإفريقيا ة أوروبا... بعض النُسخ كانت أسفارا كاملة والبعض مقاطع وأجزاء من بعض الأسفار حسب الحاجة في تلك الأوقات والأزمنة.
    3 – القرآن كتب باللغة العربية علي سبعة أحرف (أحرق ستة منها الخليفة عثمان إبن عفان) بقي منها لغة قريش أما أسفار الكتاب المقدس فكتب بعضها بالآرامية وبعضها بالعبرية وبعضها باليونانية المتوسطة... والبعض ليس لدينا منها سوي الترجمة مثل بشارتي متي ومرقس التي يُرجّح بعض علماء المخطوطات إنهما كتبا أصلا بالعبرية أو الآرامية ثم تُرجما إلي اليونانية.
    4 – يُعلّم الإسلام إن القرآن أُنزل علي النبي محمد بوحي ميكانيكي أي يُملي عليه من دون أن يكون له دخل فيما يقوله أو يكتبه عنه صحابته.... وتذكر المراجع الإسلامية العديد من الظواهر الجسدية التي كانت تنتاب النبي محمد وقت نزول الوحي عليه كغيابه عن الوعي والعرق الغزير والجز علي أسنانه وخروج زبد من فمه وسماع صوت طنين النحل وصليل الجرس وكان يتكئ علي أصحابه فيثقل جسمه جدا... أما الكتب المقدسة فقد كُتبت تحت تأثير وحي الروح القدس علي شخصية الكاتب وعقله وثقافته وظروفه وتاريخه والناس الموجهة إليهم الرسالة... فالوحي في الإسلام إنما هو نقل ميكانيكي من اللوح المحفوظ إلي مخلوق دعاه النبي محمد جبريل ومنه إلي شخص النبي, أما في اليهودية وبعدها المسيحية فهو بتأثير روح الله مباشرة علي أفراد ذوي شخصية متميزة وفكر ثقافي وإرادة حرة كتبوا ودونوا ثم إن الوحي كان إلي أمة حفظت العهد القديم ثم حفظت العهد الجديد ثم إستخدمت الكتابات التي أوحي الروح إليهم بقانونيتها في تثبيت علاقتهم بالله بالإيمان... لذلك نري إن بعض الأسفار غير معروف علي وجه التحديد من هو كاتبها , وبعض الأسفار إشترك في كتابتها أكثر من شخص واحد... ويمكن الدخول في تفاصيل ذلك في وقت لاحق
    5 – اللغة العربية لغة القرآن إهتمت بالسجع والمحسنات البديعية والإيقاع اللغوي أما اللغات التي كتبت بها أسفار الكتاب المقدس فكان الكُتّاب يَعنون بنقل إختبارهم مع الله بالوحي بدقة غير مهتمين بفصاحة اللغة وسلاسة تعبيراتها وأحيانا قواعدها لكي ينقلوا حقيقة ما أوحي به إليهم من معاملات الله ورسالة الله فأتي أسلوب بعض الأسفار خشنا كسفر عاموس مثلا
    فإذا تحدثنا عن كتابة ومخطوطات كل من القرآن والكتاب المقدس فلا يجب أن يكون الميزان واحد وإذا تكلمنا عن جمع كل منهما فلايجب أن يكون الميزان واحد ... وهذا سنتحدث عنه عند دفاعك عن القرآن ومخطوطاته وجمعه وليس الآن أي في حديثك وإتهامك للكتاب المقدس بالتحريف وشهادة جريدة وطني علي ذلك ... واسمح لي أن أرد علي النقاط التي أثرتها في دفاعك الذي هو هجومك علي الكتاب المقدس
    الدليل الأول: "إن التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله – سبحانه وتعالي – علي موسي عليه السلام... ونزلت عليه التوراة بالهيروغليفية ..لغته ولغة بني إسرائيل في مصر....فأين هي التوراة التي نزلت علي موسي بالهيروغليفية؟ "
    يا دكتور عمارة بني إسرائيل آراميين أصلا لأن جدهم الأ كبر إبراهيم كان عابرا إلي أرض كنعان أي فلسطين الحالية من آرام النهرين أي العراق حاليا... وكان هو وأولاده يتكلمون الآرامية... ونشأت العبرية بإختلاط نسل إبراهيم مع سكان الأرض قبل رحيلهم ألي مصر التي سكنوا فيها لمدة حوالي أربعمائة سنة ...
    و بدون الدخول في نقاش عن تطور اللغة العبرية فإن بني إسرائيل علي كل حال وموسي من بينهم كانوا يعرفون لغة المصريين وربما يتكلمون بها إلي جانب لغتهم العبرية القديمة في منشأها الآرامي الكنعاني والأهم الذي لا يفوتك إن الهيروغليفية كانت لغة مقدسة يتكلمها الكهنة في المعابد أما عامة الشعب فكانت لغتهم الديموطيقية... وكان في مصر أيامها عدة لغات ولهجات وكان شعب موسي يسكن في شمال مصر شرقي الدلتا .... الموضوع باختصار يا دكتور عمارة إن التوراة لا يمكن أن تكون قد كتبت أو أوحي بها أولا – وبدايتها الوصايا العشر التي كتبها الله بنفسه أولا ثم أملاها علي موسي لاحقا – ولا يمكن أن يكتبها الله أو يمليها علي موسي بلغة كهنة مصر لأنها ستكون صعبة علي عامة الشعب العبراني أن يفهمها... وتساؤلك "فأين هي التوراة التي نزلت علي موسي بالهيروغلفية؟" سؤآل غير سليم فالتوراة لم يوحي بها ولم تكتب بالهيروغليفية ... والجواب الذي أوردته أنت ويوافق عليه جميع اليهود "إنه لا وجود لهذه التوراة" هو جواب صحيح سليم تماما... لا يوجد شئ إسمه التوراة الهيروغليفية... وكان الأجدر بك كدكتور واستاذ باحث ودارس ألا تورد هذا السؤآل من الأصل.
    الدليل الثاني: "موسي عاش ومات في القرن الثالث عشر قبل الميلاد بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم علي يد عزرا أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق. م.) – ... فهل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني في الحالة الشفهية علي إمتداد ثمانية قرون شهدت إنقلابات ضد أصوله الأولي دون أن يصيبه التحريف والتغيير والتبديل والحذف والإضافة والنسيان؟"
    و لعل الدكتور عمارة يطبق هنا بعض القواعد القرآنية عن التبديل والإنساء والنسخ والتعديل التي تقول "ما ننسخ من آية أوننسها إلا ونأتي بأحسن منها أو مثلها" وأحب أن أذَكّر الدكتور عمارة بما قلته سابقا إن ما يطبق علي نصوص القرآن لا يمكن تطبيقه علي نصوص الكتاب المقدس للأسباب التي شرحتها أيضا سابقا... إلا أن ما فات الدكتور عمارة أن يبحث عنه في التاريخ اليهودي هو إن في الشعب كان هناك مدرستان في منتهي الأهمية أولها مدرسة الكتبة وهذه إبتدأ تكوينها مع بداية الوحي علي يد موسي وهارون ومهمتها تدوين الشريعة وعمل نُسخ منها لتوزيعها علي الشعب في المناطق التي كانوا يقيمون بها في أرض كنعان وتطورت هذه المدرسة إلي كتابة نبوات الأنبياء وتاريخ الشعب , والمدرسة الثانية هي مدارس الأنبياء الذين كانوا يتنبأون أي يعلّمون الشعب أصول التوراة ويعظونهم بما يطابق الشريعة وقد خصص الله سبط لاوي ليقوم بجميع المهام الدينية بما فيها حفظ الوحي النبوي وتعليمه للشعب... ولم يُذكَر أبدا عن سبط لاوي أنه كله عبد البعل أو إنقلب علي الشريعة... ثم إن الذين عبدوا البعل وآلهة الكنعانيين لم تكن لهم حاجة بتعديل شرائع موسي والأنبياء لأنهم تركوها نهائيا بجملتها ثم تابوا ورجعوا إليها فيما بعد فلا حاجة لهم بتحريفها .... لقد كانت الأسفار تُكتب متفرقة وعلي فترات زمنية أحيانا متقارية وأحيانا متباعدة وأحيانا كانت تُنسخ منها بعض أجزاء فقط من السفر الواحد حسب الحاجة....و كانت المواد المستعملة هي الرقوق والجلود وأوراق البردي ... الحجارة ذُكرت في تدوين الوصايا العشر فقط وهي ترمز إلي تحجّر قلب الإنسان أما باقي النُسَخ فلم تُكتب علي الحجارة وإن كانت بعض أجزائها قد نُسخت محليا علي حجارة للإستعمال المحلي... فماذا فعل عزرا... لقد جمع عزرا أسفار العهد القديم حتي أيامه في أسفار متكاملة أقرب ما يكون إلي ما هو بين أيدينا اليوم ... وكانت هذه النسخة أو هذا الجمع الذي جمعه عزرا ونُسَخِه هي النسخة التي منها كانت النسخة التي حفظت في مكتبة الإسكندرية فيما بعد ومنها ترجم اليهود هذه النسخة وبعض الكتابات الأخري إلي اللغة اليونانية في العهد البطلمي فيما يعرف بالترجمة السبعينية وهي تحوي جميع الأسفار التي بين أيدينا اليوم إلي جانب ترجمات بعض الكتب اليهودية الأخري منها التاريخية ومنها الدينية ... والترجمة السبعينية محفوظ العديد من نسخها في العديد من مكتبات العالم الشهيرة والأسفار القانونية التي تحويها تطابق الأسفار القانونية التي بين أيدينا اليوم... ثم إكتشفت مخطوطات قمران العبرية عام 1947 لنكتشف التطابق المدهش بين النسخ التي بأيدينا والمخطوطات التاريخية... وهناك العديد من المراجع اليهودية وغير اليهودية التي تصف لنا عملية تدوين وجمع أسفار العهد القديم منذ أقدم العصور إلي الترجمات الحديثة التي بين أيدينا اليوم...و سأشرح لك قانونية الأسفار التي في أيدينا اليوم في نهاية هذا المقال.... ودعني أسألك سؤآلا قبل أن أترك هذا الجزء... إذا كنت تدّعي بتحريف التوراة فأرجو أن تذكر الأجزاء التي حُرّفت وبحسب رأيك ما هي صحتها التي كان يجب أن تكون عليها وبحسب رأيك أيضا لماذا حُرّفت؟
    الدليل الثالث: التناقضات الصارخة القائمة فيها حتي الآن لو كان اليهود قد حرفوا التوراة فالعقل يقول إنهم ليسوا من الغباء بهذه الدرجة حتي يتركوا فيها متناقضات تبقي لعدة قرون لا يلحظها أحد حتي يأتي الدكتور عمارة في القرن الواحد والعشرين ليكشف لنا ما سها عنه علماء اليهود الماكرون المحرفون المزورون ولم يلفقوه ويعدلوه ليخدعوا به الناس ... لكن ربما ترك اليهود هذه المتناقضات عمدا لكي يكشفها لنا الدكتور عمارة في سبق ونصر علمي يفوز به عليهم...
    1 – إسم الله بين يهوه وإلوهيم
    يقول الدكتور عمارة عن هذا "الأمر الذي يشهد علي إختلاف العصور وتعدد المواريث الدينية وتنوع الثقافات اللاهوتية وتمايزالمصادر التي جمعت وأدخلت بعد ثمانية قرون وعبرها في هذه الأسفار"
    و العجب كل العجب إن من يشهد إن لله تسعة وتسعين إسما يدعوه بها في قرآن واحد ينادي بتحريف تسعة وثلاثون كتابا مختلفة في الكاتب والزمن والغرض من الكتابة لأن الله فيها له إسمان... يا دكتور عمارة الله في التوراة له حوالي أربعة عشر إسما ... لن أذكرها لك لكن عليك أنت أن تبحث عنها بنفسك
    2 – تناقضات ترتيب الخليقة في سفر التكوين
    لقد لجأ الدكتور عمارة صراحة إلي القص واللصق ... حتي من صغار المدونين والعابثين منهم.... فذكر في أول هذه التناقضات "إن النور قد خُلق في اليوم الأول (تكوين 1 : 5) ثم نجد أنه خُلق في اليوم الرابع (تكوين 1 : 16 - 17 ) "
    يا دكتور عماره الذي خُلق في اليوم الأول هو النور.... أي الأشعة والموجات الضوئية التي بدونها لا تستطيع العين البشرية أن تري ... أما ما حدث في اليوم الرابع فقد خلق الله النجوم التي تنير والكواكب التي تعكس ضوئها... فإن لم يكن النور قد خُلق فكيف تضئ النجوم؟

    ثم ثاني المتناقضات التي إدعاها الدكتور عماره هو "خَلق الحيوانات والطيور في اليوم الخامس ثم الإنسان في اليوم السادس بينما في الإصحاح الثاني من نفس السفر يقول إن الإنسان خُلق أولا ثم النباتات ثم الحيوانات والطيور"
    يا دكتور عمارة ترتيب الخليقة هو المذكور في تكوين الإصحاح الأول أما ما في الإصحاح الثاني فهو أولا تفصيل خَلق آدم ثم غَرسْ الجنة وتهيئتها له من أشجار سبق وخُلقت ووجدت في الأرض ثم جَبَلَ الله – وليس خَلق الله– الحيوانات والطيور إلي آدم في الجنة... الطيور والحيوانات كانت مخلوقة من قبل ...الله جَبَلَ من هذه المخلوقات من الأرض إلي الجنة لأجل آدم.... لم يقل النص في الإصحاح الثاني أنه خلقها... لقد جبلها فقط من الأرض إلي الجنة.
    ثم ثالث المتناقضات التي يدعيها الدكتور عمارة هو تناقض نسخ الترجمات اليونانية والسامرية عن النسخة العبرية في عمر الخليقة من آدم إلي الطوفان ... العبرية 1656 عاما واليونانية 2262 عاما والسامرية (الدكتور يقصد السومرية) 1307 ....
    يا دكتور عمارة هذا إختلاف الترجمات ولها فرع آخر من فروع العلم ومناقشة أخري ... ما دخل إختلاف الترجمات في مناقشة متناقضات النص الواحد؟ أنت تعرف إن هناك علي ما أعتقد ستة ترجمات مختلفة للقرآن في اللغة الإنجليزية (لدي منها إثنتين في مكتبتي) وترجمتان في اللغة الفرنسية
    ثم رابع المتناقضات يقول الدكتور عمارة "في الحديث عن تاريخ نزول إبليس إلي الأرض نجده مرّة قبل خلق آدم ودخوله الجنة – رؤيا يوحنا اللاهوتي 12 : 7 - 10 ومرّة بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة – التكوين 3 : 1 – 15"
    يا دكتور عمارة – وأنا آسف وأعتذر مقدما عما سأقوله الآن لكن أنت إضطررتني إلي صيغة هذا الكلام – لقد لجأت يا دكتور عمارة إلي أسلوب القص واللصق من مواقع سفهاء المدونين علي الإنترنت ... وأنا أتحداك أن تكون قد قرأت أنت هذين النصين بنفسك فإن كنت لم تقرأهما فهذه مصيبة وإن كنت قد قرأتهما ووجدت فيهما تناقض فالمصيبة أعظم.... وأنا أترك للقارئ أن يقرأ النصين بنفسه ليدرك مدي الخطأ الفاحش الذي وقع فيه الدكتور عمارة

    ثم خامس المتناقضات يقول الدكتور عمارة "في مدة طوفان نوح نجدها في سفر التكوين 7 : 24 نجد مدة الطوفان 150 يوما ..فبماذا تسمي ذلك إلا أن يكون إختلافا وتحريفا وتزييفا؟!"
    وأنا أندهش... أين هو التناقض في عبارة مفردة مختصرة ... إما أن يكون الدكتور عمارة لا يقرأ ما يقصه ويلصقه لنا في مقالاته وإما أن يكون الأستاذ محمود سلطان قد أخطأ في نشر كلام الدكتور عمارة ... إلا إذا كانت العبارة المتناقضة قد نُسخت أو أُنسيت... لا تعليق
    ثم سادس التناقضات يقول الدكتور عمارة "في الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها علي داود نجدها سبع سنبن في صموئيل الثاني 24 : 13 وثلاث سنين في أخبار الأيام الأول 21 : 11 "
    والذي يراجع هذين النصين سيجد فعلا إختلاف في عدد السنين التي تكلم عنها جاد النبي... وأنا أعتقد إن الدكتور عمارة لم يقرأ ما قصه ولصقه لنا هنا... وإلا لكان قد هلل وكبر وأقام الدنيا ولم يقعدها... وأنا أشكره لأنه يعطيني هنا فرصة لمناقشة معلومة عن مخطوطات الكتاب المقدس...ففي بعض المقاطع أثناء نسخ المخطوطات يقع خطأ في الأرقام بسبب هجائية اللغة العبرية ... ورغم أن هذه المخطوطات كانت تراجع بدقة من كتبة ونُسّاخ التوراة إلا أن بعض النسخ التي يتم نسخها في أزمنة متأخرة قد لا تلاقي نفس العناية في المراجعة الدقيقة لسبب الثقة الزائدة في كفاءة الكتاب النسّاخون بسبب الخبرة الطويلة ... وعلي كل حال دعونا نناقش هذا الخطأ.... وبمراجعة النص موضع الفحص نجد إن جاد الرائي أو النبي قد قدم لداود ثلاث خيارات كعقاب عن خطيته التي إرتكبها في عد الشعب... والخيارات هي :
    بحسب نص سفر صموئيل الثاني... أتأتي عليك سبع سني جوع أم تهرب ثلاثة أشهر أمام أعدائك وهم يتبعونك أم يكون ثلاثة أيام وبأ في أرضك؟
    وبحسب نص سفر أخبار الأيام الأول... إما ثلا سنين جوع أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك وسيف أعدائك يدركك أو ثلاثة أيام يكون فيها سيف الرب ووبأ في الأرض وملاك الرب يعثو في كل تخوم إسرائيل...

    وبالفحص والتأمل نجد أن المعني في الكتابين متطابق تماما ... الجوع أو السيف أو الوباء... إلا أن النص الذي حوي المعنيان يختلف في الكلمات والإصطلاحات... كما نلاحظ إذا ما قرأنا القصة بكاملها في كلا الكتابين نجد أن داوود إختار أن يعاقب بالوباء ثلاثة أيام وهذا ما حدث له ولشعبه... ولم يختر داود خيار الجوع المختَلَف علي عدد سنينه في النصين ... فأيهما أرجح ؟ هل كان الخيار أمام داود سبع سنين بحسب سفر صموئيل أم كان ثلاث سنين بحسب أخبار الأيام؟ الأرجح أنه كان الخيار بحسب نص أخبار الأيام لسبب إنه يذكر إن جاد النبي عرض علي داود ثلاثية ... ثلاث سنين..ثلاث أشهر...ثلاث أيام... أما الكاتب ناسخ نص سفر صموئيل فيبدو أنه أخطأ في هجاء الحروف العبرية التي تكون رقم ثلاثة فكتبها سبعة...
    وهذا يقودنا إلي نقطة هامة... يا دكتور عمارة إن أمانة نقل المخطوطات وترجمتها جعل المترجم يُبقي علي هذا الخطأ الإملائي أو المطبعي بلغة العصر ولا يقوم بالتصحيح من ذاته حتي لا يُتهم بالتزوير... وحتي إذا ما جاء الدكتور عمارة وقرأ هذين السفرين يشد علي يد المترجم لأمانته حتي في نقل الأخطاء المطبعية... شكرا لك يا دكتور... وهذا الخطأ لا يهم بالمرة لأن الذي إختاره داود هو عقاب ثلاثة أيام الوباء وهو ما حدث فعلا في الزمن والتاريخ ولا داعي للإهتمام إذا كان خيار سنين الجوع كان سبعة أم ثلاثة لأنه لم يحدث تاريخيا ثم سابع هذه النقط يقول الدكتور عمارة "في الحديث عن عدد المراكب (يقصد المركبات) التي قضي عليها داود في آرام نجده 700 مركبة و40000 فارس في صموئيل الثاني 10 : 18 و7000 مركبة و4000000 رجل في أخبار الأيام الأول 19 : 18"
    و بمراجعة هذين المقطعين أنه فعلا يوجد إختلاف في عدد المركبات... ويرجح هذا كما سبقت وبينت إلي أن ألنسخ الأحدث لم تكن مراجعتها دقيقة مع تداخل الأحرف السومرية مع العبرية فنتج الخطأ العددي وأرجو أن ترجع في هذا إلي ملاحظتي أعلاه , والأمانة في الترجمة العربية إقتضت أن يُترك الخطأ النقلي (أي المطبعي بلغة العصر) كما هو وهذه هي أمانة المترجم العصري... أما عدد الفرسان أو الرجال فلا إختلاف بينهما في المقطعين ولعل عدد الأصفار التي أضافها الدكتور عمارة إلي الرقم 40000 ليصبح 4000000 (أربعة ملايين بدلا من أربعين الفا) كانت هفوة منه أو لعلها خطأ النشر من الأستاذ محمود سلطان... فإذا كنت أنت يا دكتور مع الأستاذ محمود سلطان في زمن الكمبيوتر والكتابة الإلكترونية تقعان في هذا الخطأ (لأنك قصصت هذا المقطع من أحد صبيان الإنترنت دون أن تتروي فيه) فما بالك بكاتب ناسخ منذ أكثر من الفين وخمسمائة عام... أما الفرق بين كلمة فارس وكلمة راجل (التي تضاف إلي أخطاء القص واللصق والتي كتبتها أنت رجل) فإن الفرسان في المعارك المتلاحمة قديما إذا ما أحسوا بالهزيمة فكانوا يترجلون ويتركون أفراسهم غنيمة لأعدائهم ويهربون راجلين في محاولة لإنقاذ أنفسهم.
    ثم في ثامن هذه النقط يقول الدكتور عمارة "عدد اليهود الذين أطلقوا من سبي بابل نجده 6377 في عزرا (2) و7265 في نحميا (7)"

    وأنا لا أعرف من أين أتي الدكتور عمارة بهذا التعداد المختلف في الأرقام بينما الإصحاحان المقارنان هنا بهما جموع لم يذكر أي من السفرين تعدادها مثل العبيد والإماء وآخرين مذكورين بلا تعداد بالإضافة ألي المعدودين ثم في تاسع هذه النقط يقول الدكتور عمارة "عن دخول بني إسرائيل أوروشليم وإستيلائهم عليها: يقال أنهم دخلوها واستولوا عليها وقتلوا ملكها – في يشوع 10: 23-42" وأنا لا أري أين التناقض في هذا؟ !!!
    ثم في عاشر هذه النقط يقول الدكتور عمارة "في الحديث عن تحريم زواج الإسرائيليين من غير الإسرائيليات في سفر التثنية 7:3 ولا تصاهرهم...بينما نجد في سفر الملوك الأول 3: 1 – 12 وصاهر سليمان فرعون مصر .... هوذا أعطيتك قلبا حكيما ومميزا .... ثم نجد في نحميا 13: 26 – 27 تم لوم سليمان لزواجه من الأجنبيات"
    وأنا أعتقد إن الدكتور عمارة قد إختلط عليه الأمرهنا ونسي أنه يقارن الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ليثبت التناقض لكنه إنحرف إلي مقارنة مفهوم الإسلام الذي ينادي بعصمة الأنبياء مع ماجاء في هذه الأسفار عن زواج سليمان الرجل الحكيم بأجنبيات... يا دكتور عمارة لا يوجد معصوم في الكتاب المقدس إلا يسوع المسيح لأنه صورة الله آخذا صورة إنسان أما عن كل البشر بما فيهم جميع الأنبياء فيقول الكتاب "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" وهذا موضوع جانبي ليس مجاله هذه المناقشة
    وفي الحادي عشر إلي السابع عشر يورد الدكتور عمارة كلاما عن إختلاف الترجمات في حجمها والمخطوطات فيما يحتويه بعضها ولا يوجد في الآخر وعن إختلاف العقائد الكنسية في قانونية بعض الأسفار وإن التوراة لا تتحدث عن موسي بلسان المخاطب بل بضمير الغائب وأهم ما أورده الدكتور عمارة في نهاية هذه الإتهامات هي تلك العبارة عن البابا شنودة "و أخيرا .. شهد البابا شنودة – الثالث – بابا الأرثوذكس المصريين – في عظته الإسبوعية – بأن أسفار العهد القديم الحالية قد حذفت منها الأسفار القانونية , التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم"...ثم ختم الدكتور عما رة هذا الجزء من كتابه بإستنتاجه الأخير "تلك أمثلة – مجرد أمثلة – علي التناقضات.. والإختلافات التي تزخر بها أسفار العهد القديم.. والشاهدة علي تحريف هذه الأسفار.. والقاطعة بأنها لا يمكن أن تكون هي كلمة الله التي أنزلها علي موسي –عليه السلام-.. (إنتهي كلام الدكتور عمارة في هذا الفصل من الكتاب).
    أستاذنا الفاضل وشيخنا الجليل الدكتور عمارة... ينبغي أن نقر أولا ونعترف أنا وأنت إن الإسلام ديانة ضد المسيحية... وقد قام النبي محمد بتكفير طائفة النصاري ودين النصرانية في الجزيرة العربية بعقائد نسبها إليهم تخالف وتناقض العقائد المسيحية , ثم ألصق أتباعه تهمة النصرانية بالكنيسة المسيحية وبالمسيحيين عموما... فلا شك إن البحث في المسيحية بمرجعية نصرانية إسلامية لن يقودك إلي المعرفة السليمة للعقائد المسيحية السليمة (بغض النظر عن إختلافك أو إتفاقك معها).... وإذا كان المسيحيون يدرسون القرآن ويضاهونه بالكتب الإسلامية التراثية والتفاسير القرآنية القديم منها والحديث... إلا إن الكتاب المقدس لا يحتاج إلي تفاسير ألا فيما ندر ... والكتاب المقدس في اللغة العربية مترجم حديثا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين... ويسهل مطالعته وفحصه ...القرآن يلزمك بجانبه السيرة النبوية والأحاديث والتفاسير وقاموس اللغة العربية ومتي تساءلت فالإجابه جاهزة "و لا تسألوا عن أشياء إن تبدي لكم تسؤكم"...
    قبل أن أنهي هذا المقال أود أن أشرح لك موضوع الأسفار التي نَسَبت أنت إلي البابا شنودة إنه قال عنها" أسفار العهد القديم الحالية قد حذفت منها الأسفار القانونية , التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم" والقصة أنه بعد خراب مدينة أوروشليم علي يد تيطس الروماني عام 70 ميلادية إجتمع علماء وأحبار اليهود في مدينة إسمها يمنه بفلسطين عام 90 ميلادية ليفرزوا الكتابات والتعليقات والشروحات المتداولة من الأسفار القانونية المقدسة حتي لا يختلط ولا يضيع تراث الآمة اليهودية ... وإعتمدوا التسعة وثلاثين سفرا التي يحتويها العهد القديم الذي بين أيدينا اليوم كالكتاب المقدس اليهودي... وباقي الآسفار والكتابات إعتبرت كتابات تاريخية هامة وهي بالأخص التي كتبت في الفترة ما بين العهدين أي في بداية وخلال الفترة الهيلينية التي فيها إنقسمت مملكة الإسكندر الأكبر إلي أربعة ممالك... وحين تكونت الكنيسة المسيحية كان كل أفرادها من اليهود قبل أن تبدأ في نقل البشارة إلي الأمم ... وخلال القرن الأول الميلادي إكتملت أسفار أو كتب العهد الجديد وكل كتبتها من اليهود ... وكانت الكنيسة تعتمد في دراساتها وكتاباتها علي اللغة اليونانية وليس العبرية... فلجأت طبعا إلي الترجمة السبعينية وهي النسخة اليونانية من الأصول العبرية وكانت من بينها كتابات إضافية وهي ما تسمي اليوم ب "الأبوكريفا" ولما قام مارتن لوثر بالإصلاح المسمي بالبروتوستانتي... (و بالمناسبة هذه الكلمة أصلها لاتيني ومعناها الأصلي ليس "المعترض" بل "الشاهد للحق الأولي" أو الحق الأصلي) أفرز هذه الأسفار ودعاها أبوكريفا (أي الكتابات السرية) وكانت حجته في ذلك إنها لم تكن ضمن الأسفار التي أقرها مجمع يمنه وأن ليس لها أصول عبرية ولم تكتب في فلسطين أصلا...بالإضافة إلي ما فيها من أخطاء لاهوتية وجغرافية وتاريخية ...الكنيسة الكاثوليكية تعتبرها أسفارا قانونية من الدرجة الثانية لأهميتها التاريخية أما الكنيسة الأرثوذكسية فليس لها موقفا قانونيا محددا منها بعد ...حتي ورغم قراءتها ضمن القراءات الكنسية للأسفار الكتابية وتعبير البابا شنودة إن كان صحيحا فهو يعبر عن رأي وليس قرارا كنسيا... وأعتقد إن الكنيسة الأرثوذكسية تأخذ برأي الكنيسة الكاثوليكية في هذا وتعتبرها أسفارا تاريخية هامة
    أستاذنا الفاضل الدكتور عمارة أؤكد لك إنني أستمتع جدا بقراءة مقالاتك وأحسب نفسي سعيدا وأنا أتشرف بالرد عليها بارك الله فيك ووهبك كل صحة وعافية وزادك من الغيرة المقدسة علي إسمه المبارك....

    تعليق

    • abubakr_3
      مُشرِف

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • موظف
      • مسلم

      #3
      استحالة عدم تحريف الكتاب المقدس

      كتب السيد أسعد أسعد مقالا يرد فيه على كتاب الدكتور محمد عمارة، الذى تم توزيعه مع مجلة الأزهر، وتم سحبه من السوق، حفاظًا على مشاعر المسيحيين، غير المعتادين على مثل هذا النقاش.
      بدأت أيها السيد أسعد أسعد باعتذار رقيق للدكتور محمد عمارة على سحب مجلة الأزهر لكتابه (تقرير علمى)، مع رفضك لهذا الأسلوب فى الحَجْرِ على الفكر، وهو ما أطلقت أنت عليه محاكم التفتيش. وترفض عودتها مرة أخرى. وأنا أضم صوتى لصوتك فى رفض عودة محاكم التفتيش بأى صورة من صورها. ولو أنك لا تؤمن تمامًا بما قلت، فنبرتك سوف تتغير بعد قليل، بالتأنيب والتجريح والتهكم على الدكتور محمد عمارة، بل تطاولت على خير البرية، واتهمته أنه يعلمنا الكذب والخداع، هكذا دون مبرر، وهذا ليس مبدأ من يؤمن بالرأى والرأى الآخر، ولا يريد الحجر على رأى ما.
      لكن بما أنك نوهت على انتشار الإسلام بالسيف والإجبار، (وسوف نناقش هذا الموضوع فى حينه)، فلا تنس أن هذه المحاكم كانت مسيحية، فرضتها الكنيسة الكاثوليكية على كل البشر المخالف لها فى عقيدتها وفى جهلها أو بطشها، الأمر الذى تسبب فى تأخر أوروبا عن الركب لقرون عديدة. وهذا فى الوقت الذى أنار الإسلام فيه بكافة العلوم منارة الحياة. ولم ينتشر علم فى أوروبا إلا بعد أن تخلت الكنيسة عن إقحام هذا الكتاب الذى تقدسه فى شؤون الناس والحياة والعلم. فالكنيسة هى التى منعت الفكر والعلم بالسيف والنار، ونشرت عقائدها بالسيف والنار، واستغلت حاجة الفقير والمريض، ومازالت.
      بمعنى أن التمسك بالإسلام يؤدى إلى التقدم فى العلم، والرقى فى كل مظاهر الحياة، وبعد أن تخلى المسلمون عن دينهم، انتشر الجهل بينهم. وفى المقابل، إن التخلى عن المسيحية أدى إلى الرقى فى كل مناحى الحياة، بينما كان التمسك بالكتاب الذى يقدسونه كان سببًا فى تخلفها لمدة ألف عام عن باقى الشعوب المتقدمة.
      وأرى أن النقاش المحترم يفتح محاور للتلاقى إنسانيًا، بغض النظر عن اختلافاتنا فى الجانب الذى نتناقش فيه. فكم يختلف منا المرء مع زوجته أو أبنائه أو زملائه فى كل شىء فى مناحى الحياة، فى الفريق الرياضى الذى نشجعه، وفى شكل أو ماهية المرأة التى يفضلها الرجل، وفى أنواع المأكولات حتى من الصنف الواحد، بل حتى فى نسبة الملح أو السكر الذى نريده فى طعامنا أو شرابنا. فما المشكلة أن نختلف فى كثير من مناحى الحياة الأخرى دون أن نفقد إنسانيتنا وأخلاقنا واحترامنا المتبادل؟
      نبدأ باسم الله الرحمن الرحيم
      يا أستاذ أسعد .. لم تنس أن تضع كلمتين يبدأ بهما دائمًا كل مسيحى يجيب عن اتهام كتابه بالتحريف من قبل المسلمين، وهو قولك: (كتاب الدكتور عمارة يهاجم العقيدة المسيحية ويسئ إلي الأقباط المسيحيين)، فالنقد لا يعنى إساءة، طالما أنه بأسلوب مهذب ويأتى صاحبه بالدليل عليه، وإلا لما قمت أنت به، إلا إذا كنت تريد أن تتهم نفسك بالإساء إلى الآخرين!!
      كما أنك بدأت بهذه العبارة السابقة كذلك لتعطى لنفسك الحق فى طرح ما تريد، وهو ما قدمت أنت له فى طرحك هذا. وذلك على الرغم من أنك تعطيه الحق فى إنكار كل عقائد ما تسمونها بالمسيحية، كما تعطى لنفسك نفس هذا الحق تجاه نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام (ومن حقي أيضا أن أفند وأن أنتقد العقيدة والديانة الإسلامية وأبين عدم صحة ما أراه منها وأن أعترض علي مصداقية نبوة النبي محمد ووحي القرآن وسلامة وصحة الديانة الإسلامية ... تماما كما يحق لك أنت أن تنشر الدين الإسلامي وتدعو إليه وتدافع عنه وتبين منطقه في الإيمان بالله وأيضا أن تنتقد الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية بما تراه من علمك ودينك ... من حقك أن تنكر صلب المسيح وعقيدة الآب والإبن والروح القدس إلاها واحدا ومن حقك أن تنتقد عقيدة المسيحيين في بنوية المسيح يسوع لله وفي طبيعته الإلهيه). فكيف تسمى ما فعله الدكتور محمد عمارة إساءة، وأنت تفعله؟
      هذا وأوافقك على أنه من حق كل إنسان أن يجيب، ويدافع عن فكره وعقيدته ولكن ليس باللغة التى يختارها أو بالأسلوب الذى يحبذه أو تربى عليه (فأنا أعتقد أنه من حقك يا دكتور عمارة أن تبدي رأيك وأن تقول كل ما تريد أن تقول وباللغة التي تختارها وبالإسلوب والمصطلحات التي تمثل ملكاتك وقدراتك الفكرية)، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، بالحب ومراعاة اللياقة وانتقاء الألفاظ، حتى تكون فعلا دعوة، لا تنفيرًا. لأن الدعوة والتعليم هى مهنة الأنبياء، وهى مهنة شريفة ولا بد أن تبقى هكذا. ومن ناحية أخرى فكلنا مصريون ويهمنا مصر بلدنا فى المقام الأساسى. فإذا طرح إنسان ما ما يجول بخاطره بصورة غير لائقة، فقد يتسبب هذا فى فتنة طائفية، لا يريدها مصرى عاقل محترم بغض النظر عن دينه أو ميوله الفكرى أو العقائدى، وهذا هو أدب الإسلام فى دعوة الآخرين: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } النحل 125
      {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } العنكبوت 46
      وأنا أعتقد أنك بهذا التمهيد أردت أن تبرر لنفسك ما طرحته من إتهام للإسلام دون مبرر، وسبّكَ للنبى صلى الله عليه وسلم، بقولك إنه علمنا تعقيدات وأكاذيب وخرافات أطاحت بعقولنا وجعلتنا نرى الحق باطل، والباطل صواب. (النبي محمد أقام بينك وبين المسيح جدارا فاصلا من الديانات والتعقيدات والأكاذيب والخرافات فجعلك تري الصواب خطاء والخطأ صوابا فحوّل المسيح يسوع المنتصر علي الموت بالقيامة من أجلك إلي عيسي إبن مريم الهارب من الموت بالإختباء والإختفاء ليضحك علي عقلك).
      وفى الحقيقة هذا الكلام قد يصدر عن صبية لم يتعودوا النقاش، أو النقاش والسباب بالنسبة لهم شئ واحد. لقد وقعت فى المحظور فى المناقشات. فماذا يُسمى المرء هذا؟ هل نسميه (قلة أدب) أم (قلة ذوق) أم (جليطة فى الكلام) أم عدم تعود على النقاش المحترم مع المخالفين، أم (إناء ينضح بما فيه) أم (زلة لسان) أم ماذا؟
      فى الحقيقة لا يسمح لك الذوق ولا اللياقة ولا الأدب فى التكلم عن رمز من رموز الخلق والقدوة، شهد له الأعداء المنصفون قبل الأتباع بأنه من فرسان الحياة وقادتها، الذين غيروا فى الحياة.
      يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدونمئة" ص13: «لقد اخترت (محمدا صلى الله عليه وسلم) في أول هذه القائمة، ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق في ذلك، ولكن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا.»
      ويقول برناردشو الإنكليزي (1817-1902) وقد أحرقته السلطةالبريطانية له مؤلف أسماه (محمد): «إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم»
      ويقول العلامة سنرستن الآسوجي: وهو مستشرق آسوجي ولد عام 1866،أستاذ اللغات الساميّة، ساهم في دائرة المعارف، جمع المخطوطات الشرقية، محرر مجلة(العالم الشرقي) له عدة مؤلفات منها: (القرآن الإنجيل المحمدي) ومنها: (تاريخ حياةمحمد): (إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.)
      ويقول المستشرق الأمريكى سنكس (ولد في بلدته بالاي عام 1831، توفي 1883 في كتابه: (ديانةالعرب): «ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.»
      ويقول آن بيزينت: فى (حياة وتعاليم محمد) دار مادرس للنشر 1932: «من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم»
      ويقول الأديب العالمى تولستوى (1828-1910): «يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة»
      ويقول الفيلسوف الفرنسي "جوستاف لوبون" في كتابه "حضارةالغرب": «هل يتعين أن نذكر أن العرب، والعرب وحدهم، هم الذين هدونا إلى العالم اليوناني والعالم اللاتيني القديم، وأن الجامعات الأوربية ومنها جامعة باريس عاشت مدة ستمئة عام على ترجمات كتبهم وجرت على أساليبهم في البحث، وكانت الحضارة الإسلامية من أعجب ما عرف التاريخ»
      ويقول الدكتور شبركالنمساوي: «إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته»
      وأنهى بقول زيجريد هونكه الألمانية في كتابها (شمس الله تشرق على الغرب): «إن أوربا مدينة للعرب وللحضارة العربية، وإن الدين الذي في عنق أوربا وسائر القارات للعرب كبير جدا. وكان يتعين على أوربا أن تعترف بهذا الفضل منذ زمن بعيد، لكن التعصب واختلاف العقيدة أعميا عيوننا وتركا عليها غشاوة، حتى إننا لنقرأ ثمانية وتسعين كتابا ومئة، وفلا نجد فيها إشارة إلى فضل العرب وما أسدوه إلينا من علم ومعرفة، اللهم إلا تلك الإشارة العابرة إلى أن دور العرب لا يتخطى دور ساعي البريد الذي نقل إلينا الثرات الإغريقي.»
      فأنت يا أستاذ أسعد لا تعرف من تطاولت عليه، وأدعوك أن تعرفه، وتقرأ تاريخة وتعاليمه بعين منصفة، غير العين التى تربيت عليها وشحنتك بالحقد على الإسلام والمسلمين. ولو ظللت تختلف معنا، فافتح الحوار الذى تريده لنناقشه، لكن بدايتك هى بداية من يتصنع عراك. فأدعو الله لك ولنا بالهداية!
      ومن السهل أن أثبت لك أن كتابك ملىء بمثل الذى تتهم به الإسلام، وسوف أفعل، ولكننى لن أقدمه لك فى نفس هذا الثوب الذى ارتضيته لنفسك عندما تكلمت عن الإسلام وعن خير البرية عليه الصلاة والسلام. بل أنت نفسك اعترفت أن الأسفار القانونية الثانية مليئة بمثل هذه الخرافات، وهى جزء من الكتاب الذى يقدسه الكاثوليك والأرثوذكس، وكأنك ترميهم هم أيضًا بالتخلف والجهل والسذاجة، فقلت (بالإضافة إلي ما فيها من أخطاء لاهوتية وجغرافية وتاريخية). ولن أزيد أكثر من أن هذا لا يليق فى الحوار، حتى لو كان حقيقة.
      مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليس هناك إجماع بين الطوائف المسيحية المختلفة على عدد الأسفار المقدسة أو حتى محتويات بعض منها:
      فالكتاب المقدس فى عهده القديم يتكون من 39 سفرًا، كما يؤمن به المسيحيون البروتستانت (الإنجيليون) واليهود العبرانيون. ويختلف فيه اليهود بين أنفسهم. فاليهود السامرة يؤمنون فيه فقط بخمسة كتب (أسفار)، وهى الخمس الأولى التى تُنسب لموسى، (كما يدَّعون) مع وجود اختلافات كبيرة بينهم فى التراجم ، بل وفى اتجاه الصلاة، التى يتخذها كل فريق مُخالفًا للآخر. ومنهم طائفة تؤمن زيادة على الأسفار الخمسة أيضًا بسفرى يشوع والقضاة ، وهم فى ذلك مثل اليهود الصدوقيين.
      أما بالنسبة للكتاب المقدس الحبشى فتقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا - 6- الأدب الحبشى): ”يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم، 35 سفرًا في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها)، فإنهم يقبلون [كتاب] راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.
      وعلى ذلك فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
      http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament
      وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستثناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.
      http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments
      وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويصل كتاب المسيحيين السريان إلى 68 سفرًا.
      هل هذه الإختلافات أقرها الرب، أم البشر؟
      هل تعتقد أن سفر مثل سفر أستير الذى تقول عنه مقدمة السفر فى الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى ص927 إنه «يتجنَّب ذكر اسم الله» كتابًا مقدسًا؟ فما معنى أنه يتجنب ذكر الله؟
      وفكر معى ماذا لو كتب الشيطان عن طريق أعوانه كتابًا، فهل سيذكر فيه اسم الله؟ إن الذى كتب هذا الكتاب عدوًا لله، الأمر الذى اضطر المترجمين إلى إدراج هذه الزيادات التى أضافوها للكتاب ، ليُضفوا عليها الصبغة الدينية!
      ولا أريد أن أزيد من تعريفك بهذا السفر فأنت لا تؤمن به من الأساس، وتعتبره من الهرطقات، التى يؤمن بقداستها الكاثوليك والأرثوذكس. لكن ما أريد أن تعرفه أن من قرر قداسة هذه الأسفار كلها هم من البشر، من رجال الكنيسة الذين تظنون أن كل قراراتهم قرارات صحيحة، ترتفع لمرتبة القداسة، وإلا لما آمنتم بعدم قداسة هذه الأسفار.
      وسوف أتكلم عن سفر واحد فقط يعترف به الكل وينسبونه لموسى عليه السلام، وهو سفر التكوين، الذى يقول عنه مدخل الكتاب المقدس فى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية تحت عنوان (مصادره) ص66: «لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس، وهم يروون بداية العالم والبشرية، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت
      أعتقد أن اللِّسان ليعجز عن التعبير عن مدى الأسى الذى يُصاب به الإنسان ، لشعوره أنه كان مخدوعًا فى إيمانه بأن هذا كتاب الله، وذلك عندما يقرأ أن (مؤلفو) الكتاب المقدس (لم يترددوا) أن (استقوا) معلوماتهم من التقاليد الوثنية، التى كانت منتشرة فى بلاد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية والكنعانية. ثم يقرأ على غلاف الكتاب "الكتاب المقدس" ، وداخله «كلام الله»!!
      وفى ص68 يقول فى هامشه عن الروايةالأولى لخلقالعالم: «تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.» فعلام تعترض وأنت لا تعرف كتابك ولم تبحث فى أصوله؟ هل يجب أن تحكم العصبية والتعصب لدين ما بيننا دون بحث أو استقصاء؟ عافانا الله وإياكم من التعصب الأعمى، والانتصار بجهل؟
      أعتقد أن الكاتب لو قصد أن هذا العلم الذى كان «لا يزال فى عهد الطفولة» علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!!
      وأزيدك مما قيل فى هذا السفر:
      ففى ص71 يقول فى هامشه عن الفقرة 10 إلى 14: «هى توسُّع، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمداً مبادىء قديمة عن شكل الأرض
      فهل تفهم معنى كلمة (توسُّع) وكلمة (أدخلها) عزيزى القارىء؟ أى إن هذا النص غير موحى إليه ، لقد لعبت فيه أيدى الكُتَّاب ومعتقداتهم الشخصية التى قتلوا من أجلها الأنبياء. وهل يُمكننا أن نقول بعد ذلك أن هذا السفر أوحاه الرب ، إلا إذا كان هناك إله طفل ذو علم طفولى؟
      ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) «يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان
      معنى أن المؤلف (لجأ) إلى أسطورة شعبية، أن هذا الكتاب من تصنيف إنسان وليس الله، وأنه لم يضطر إلى اللجوء لها، إلا جهل منه بحقيقة الأمور أو بناء على نقص أو تضارب معلومات متوفرة لديه. وأعتقد أنكم تؤمنون معى أنه لا يوجد على الأرض أو فى السماء ما يُجبر الخالق على شىء أو يُلجأه إلى علم عبيده؟!! فهذا دليل على أن المؤلف ليس الله!!
      ويقول فى هامش ص86: «الفصلان 12 و13 من رواية يهوية، مع بعض الإضافات الكهنوتية أو التحريرية». فهل هذا يحتاج إلى تعليق أو تذكير بمعنى أضاف أو حرَّرَ؟ فلماذا ينسبونه إذن لله؟
      وفى ص101 يقول عن الفصل 24: «رواية يهوية كانت خاتمة سيرة إبراهيم فى هذا التقليد. فالآيات 1-9 تفترض أن يكون إبراهيم على فراش الموت (47/29-31)، وقد حُذفَت الإشارة إلى موته بعد أن ذُكرَت فى الرواية الأصلية، للتمكُّن من إضافة 25/1-6. وهناك تنقيح آخر، وهو أن رفقة هى، بحسب الآية 48، بنت ناحور، أخى إبراهيم، وهذا ما يوافق 29/5. لكنها بحسب تقليد آخر، بنت بتوئيل فى الآيات 15 و24 و47 و50، لكنّ لابان هو الذى يتصرَّف كرئيس العائلة ، وهو أخو رفقة (الآية 29) وابن ناحور (29/5).»
      وفى قصة المصارعة التى تمت بين الرب ويعقوب يقول الكتاب ص118: «المقصود فى هذه الرواية الغامضة، اليهوية ولا شك، هو الصراع الجسدى، أى صراع مع الله، يبدو فيه يعقوب الغالب أولاً. ولكنه حين عرف طبيعة خصمه السامية، اغتصب بركته، مع العلم بأن النص يتجنَّب اسم الرب، كما أن المعتدى المجهول يرفض أن يُسمِّى نفسه. فى الواقع ، يستعمل المؤلِّف قصة قديمة لتفسير اسم فينوئيل "بنى إيل" (وجه الله) ولإيجاد أصل لاسم إسرائيل. وبذلك يُضفى على تلك القصة معنى دينياً ، وهو أن يعقوب يتمسَّك بالله ويغتصب منه بركة تكون واجباً على الله نحو الذين سيحملون بعده اسم إسرائيل. .. ..»
      هكذا تخيل بنو إسرائيل إلههم!! صبيًا يلعب مع صبى من الأشرار، فقامت بينهما معركة انتصر فيه الصبى على الإله ، فضرب الإله حُقَّ فخذ يعقوب، الذى لم يتمكن الرب من هزيمته، حتى تأخر الوقت عليه، وقرب مطلع الفجر، فأمسك المصارع القدير برجل الرب، حتى لا يتركه يهرب ، فيستعطفه الرب أن يتركه لأن الوقت قد تأخر، ولا يترك العبد ربه إلا بعد أن ينفذ الرب إرادة عبده ويخضع لها!!!
      هل هذا هو الكتاب الذى تؤمن أنك أُهِنْتَ عندما قدمنا لك حقيقته؟ هل مازلت تقدسه أم أن علماء النصوص والمخطوطات هم أيضًا من أعدائك؟
      ألا يتناقض هذا مع ما قاله الرب نفسه عن نفسه؟ (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8
      وقرأت: (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
      وقرأت: (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
      وفى الحقيقة هناك الكثير والكثير، ولكننى أعتقد أن هذا يكفيك لرحلة البحث عن الحقيقة. (ما سبق منقول من: «المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس») وبه أيضًا اعترافات آباء الكنيسة الذين قاموا بهذه التحريفات، ومنهم جيروم بأمر من البابا داماسوس:
      § اعتراف ابن عزرا الحبر اليهودى بتحريف الكتاب:
      يقول الدكتور منقذ سقار فى كتابه (هل العهد القديم كلمة الله) تحت عنوان (اعترافات مثيرة) [وهذا ليس قوله، وليس استشهاد منى بكاتب مسلم، ولكننى أنقل عنه ما نقله هو بدوره عن حبر من أحبار اليهود]: «وبعد هذا كله كان لابد من أن يعترف أهل الكتاب بعدم صحة نسبة الأسفار الخمسة لموسى، وقد كان من أوائل من فعل ذلك منهم ابن عزرا الحبر اليهودي الغرناطي (تـ 1167م) حين ألغز ملاحظته فقال في شرحه لسفر التثنية: "فيما وراء نهر الأردن .. .. لو كنت تعرف سر الإثني عشر.. كتب موسى شريعته أيضاً... وكان الكنعاني على الأرض ... سيوحي به على جبل الله ... ها هوذا سريره، سرير من حديد، حينئذ تعرف الحقيقة" ولم يجرؤ ابن عزرا على كشف الحقيقة فألغزها.
      وقد فسر اليهودي الناقد اسبينوزا قول ابن عزرا بأنه أراد بأن موسى لم يكتب التوراة لأن موسى لم يعبر النهر، ثم سفر موسى قد نُقِشَ على اثني عشر حجراً بخط واضح، فحجمه ليس بحجم التوراة، .. .. .. ثم كيف يذكر أن الكنعانيين كانوا حينئذ على الأرض؟ فهذا لا يكون إلا بعد طردهم منها، وأما جبل الله فسمي بهذا الاسم بعد قرون من موسى، وسرير عوج الحديدي جاء ذكره في التثنية (3/11-12) بما يدل على أنه كتب بعده بزمن طويل.
      § اعتراف القس نورتُن بتحريف الكتاب:
      ويعترف أيضاً في القرن التاسع عشر القس نورتن بعدم صحة نسبة الأسفار لموسى فيقول: «التوراة جعلية يقيناً، ليست من تصنيف موسى».
      § اعتراف الكتاب المقدس للكاثوليك بتحريف الكتاب:
      أصدرت المطبعة الكاثوليكية عام 1960م طبعة للكتاب المقدس جاء في مدخلها «ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف على وضع النص الذي كتبه عديدون بعده، بل يجب القول بأن هناك ازدياداً تدريجياً سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية»، ومثله في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس.
      § اعتراف دائرة معارف القرن التاسع عشر بتحريف الكتاب:
      وتقول دائرة معارف القرن التاسع عشر: إن «العلم العصري، ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة، والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى u، وإنما هي من عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها، وألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل».
      § اعتراف أستاذ اللغات السامية نولدكه بتحريف الكتاب:
      ويقول نولدكه في كتابه "اللغات السامية": «جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمناً متطاولاً تعرضت حياله للزيادة والنقص، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى
      § اعتراف الفاتيكان بالتحريف:
      وفى هذا الصدد اعترفت مؤخرًا الهيئات اللاهوتية بوجود أخطاء فى الكتاب، الأمر الذى ينفى بالطبع قداسته، أو نسبته لله. فقد أصدرت الهيئة الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وثيقة تعليمية تفيد أن بعض أجزاء الكتاب المقدس غير صحيحة. وحذّر الأساقفة الكاثوليك في بريطانيا وويلز واسكتلندا أتباعهم البالغين 5 ملايين وكل من يقرأ ويدرس الكتاب المقدس أن «عليهم ألا يتوقعوا دقة كاملة في الكتاب المقدس».
      وأوردت صحيفة "التايمز" البريطانية، في عددها الصادر الأربعاء 5/10/2005، أن الأساقفة ذكروا في وثيقتهم المسماة "هبة الكتاب المقدس": "يجب علينا ألا نتوقع العثور على كلام علمى دقيق وإحكام تاريخى بالغ الدقة أو تام فى الكتاب المقدس".
      وتضيف الصحيفة أن الوثيقة تسرد موقف الكنيسة الكاثوليكية منذ القرن السابع عشر عندما أدانت غاليليو واعتبرته "مهرطقا" لسخريته من اعتقاد كان سائدا آنذاك حول الوحي الإلهي للكتاب المقدس، وذلك بدفاعه عن وجهة نظر كوبرنيكوس حول النظام الشمسى.
      ويتابعون: "الكتاب المقدس فيه فقرات صحيحة تتحدث عن تخليص الإنسان.. لكن يجب علينا ألا نتوقع دقة كاملة في الكتاب المقدس في مسائل دنيوية أخرى".
      § اعتراف الملحق العلمى للكتاب المقدس بالتحريف:
      ويواصل الدكتور كيل تسلر قوله: «وقد تم عرض ملحق علمي لطبعة تسفنجلي الحديثة من الكتاب المقدس، ولم يسمح له بالنشر، إلا أنه بعد (30) عامًا من ظهور هذه الطبعة، وعندما سأل الدكتور روبرت كيل تسلر عن عدم طباعة هذا الملحق مع الكتاب المقدس، جائته الإجابة بأن ذلك سيفقد الشعب [المسيحى] إيمانه بالكتاب المقدس إذا ما علم بكل محتوى ذلك الملحق، كما أخبره أحد أساتذة اللاهوت قائلاً: أليس من الذكاء سلب الشعب [المسيحى] هذا الإيمان الساذج بالكتاب المقدس ، حيث إن هذا سيسره بالطبع؟»
      أليس من العجيب أن يكون هذا رأى أستاذ لاهوت جامعى؟
      § اعتراف دائرة المعارف البريطانية بالتحريف:
      وتقول دائرة المعارف البريطانية فى (ج2 ص519-521): «إن المخطوطات الأصلية (اليونانية) لكتب العهد الجديد قد فنيت منذ زمن طويل ، وإن كل المخطوطات التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد غشيها نفس المصير ، (فيما عدا بقايا من صعيد مصر).»
      وهذا يعنى أن أساقفة وآباء مجمع نيقية اعتمدوا فى كتاباتهم وفى محاوراتهم العقائدية على نسخ غير النسخ الأصلية ، لأن هذه الأصول لم تكن موجودة. الأمر الذى جعلهم فى خلاف دائم حول الكتب المعترف بها ، والتى أطلقوا عليها الكتب المقدسة ونسبوها لله، وحول الكتب التى رفضوا قدسيتها ووصموها بأنها مدسوسة.
      وتواصل دائرة المعارف البريطانية فى نفس الصفحات قولها: «أما بالنسبة لموقف الأناجيل فهو على العكس من ذلك، فإن التغييرات الهامة فيها قد حدثت عن قصد مثل إضافة أو ادخال فقرات بأكملها. وبالتأكيد فإن بعضًا منها قد استمد من مصدر خارجى
      وفى ص521 تقول: «إنه أمل لا طائل من ورائه أن نتصور إمكانية الوصول إلى النص الأصلى، وذلك عن طريق ترتيب: النص السكندرى، والنص الغربى القديم، والنص الشرقى القديم (البيزنطى)، ثم قبول النص الذى يتفق عليه اثنان منهم ضد الآخر
      § اعتراف دائرة المعارف الأمريكية بالتحريف:
      جاء فى دائرة المعارف الأمريكية ط1959م ج3 ص615-617 نقلاً عن (دلائل تحريف الكتاب المقدس) ج1 ص15: «لم يصلنا نسخة بخط المؤلف الأصلى لكتب العهد القديم. أما النصوص التى بين أيدينا فقد نقلتها إلينا أجيال عديدة من الكتبة والنسَّاخ. ولدينا شواهد وفيرة تبين أن الكتبة قد غيروا بقصد أو دون قصد منهم فى الوثائق والأسفار ، التى كان علمهم الرئيسى هو كتابتها ونقلها .. وأما تغييرهم فى النص عن قصد فقد مارسوه مع فقرات كاملة حين كانوا يحذفون بعض الكلمات أو الفقرات أو يضيفون على النص الأصلى فقرات توضيحية .. ولا يوجد سبب للافتراض بأن أسفار العهد القديم لم تتعرض للأنواع العادية من الفساد فى عملية النسخ. على الأقل فى الفترة التى يبقت اعتبارها أسفاراً مقدسة».
      § اعتراف كتاب “مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين” بالتحريف:
      وهو كتاب تراثى كنسى شهير، جاء فى ص15 منه (نقلاً عن دلائل تحريف الكتاب المقدس ج1 ص14-15): «ومن المعلوم أنه فى نساخة هذه الكتب خطأ من زمان إلى زمان لعدم معرفة صناعة الطبع يومئذ. ربما وقع حذف أو تغيير أو خلل فى الحروف أو الكلمات فى بعض النسخ ، ولكن لا يوجد خلل فى أحد التعاليم الضرورية.»
      ولك أن تتخيل اعترافه بوجود حذف أو تغيير، وترفعه عن الإعتراف بوجود إضافات كما جاءت دائرة المعارف البريطانية وغيرها الكثيرون بقولها (فإن التغييرات الهامة فيها قد حدثت عن قصد مثل إضافة أو ادخال فقرات بأكملها). ومثل هذا فعله الكتبة ورجال الكنيسة من قبله فجاء هذا الكتاب على نفس الحالة التى هو عليها ، ووصلت التعاليم الكنسية إلى هذا المستوى الذى يؤكد الكثير من علماء المسيحية أنه لا فرق بينها وبين الوثنية وديانة مترا وكرشنا وبوذا.
      والغريب أن اللاهوتى مؤلف هذا الكتاب يدعى أن هذه الأخطاء لم تغير مطلقًا من التعاليم الضرورية ، ظنًّا منه أنه لا يوجد عاقل سيسأل نفسه: لماذا تم التحريف إذًا؟ وهل يعتقد عاقل أنهم غيروا اسم شخص ما مكان آخر إلا لهدف عقائدى؟ أو حذفوا جملة أو فقرة إلا لتمرير مبدأ ما أو إخفاء شىء ما يتعلق بلب الدين؟
      ثم اقرأ اعترافه بالحقيقة على استحياء مع شىء من التجميل فى ص16: «وأما وقوع بعض الإختلافات فى نسخ الكتاب المقدس فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل اختراع صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر كانت كل الكتب تُنسخ بخط القلم، ولابد أن يكون بعض النسَّاخ جاهلاً وبعضهم غافلاً فلا يمكن أن يَسْلَموا من وقوع الزلل، ولو كانوا ماهرين فى صناعة الكتابة، ومتى وقعت غلطة فى النسخة الواحدة فلابد أن تقع أيضاً فى كل النسخ التى تُنقل عنها، وربما يوجد فى كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد فى الأخرى. وعلى هذا تختلف الصور فى بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ.»
      فهل هذا اعتراف بفشل الإله فى أن يمنع النسَّاخ من الأخطاء العفوية أو المتعمدة؟ وهل هذا اعتراف باختفاء الروح القدس الذى يدعون أنه هو الذى أملى هذا الكتاب وكان يُلازم النّسَّاخ وقت النسخ؟ أم هذا اعتراف ببعد الروح القدس عن الكتبة لسوء ضمائرهم؟
      § اعتراف يوسابيوس بالتحريف:
      وخاصة أن المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى قد أقر أن بولس لم يكتب سوى أسطر قليلة: فقد قال عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: «أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها». (يوسابيوس 6: 25)
      § اعتراف الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين بالتحريف:
      وأن يوحنا لم يكتب الإنجيل المنسوب إليه ، بل يُجمع علماء نصوص الكتاب اليوم على وجود إضافات لهذا السفر: «فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11)فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس»!!! (راجع المدخلإلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص286)
      لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف، ولكن «التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى».
      § اعتراف دائرة المعارف الكتابية البروتستانتية بالتحريف:
      تقول دائرة المعارف الكتابية مادة "إنجيل مرقس": (إن السؤال الوحيد الخطير عن صحة الإنجيل وسلامته، إنما يتعلق بالأعداد الاثنى عشر الأخيرة – كما سبقت الإشارة – ويرى البعض أن مرقس (1: 1-13)، يماثل ما جاء فى مرقس (16: 9-20) ، ولعل الجزءين قد أضافتهما نفس اليد .. .. .. .)
      وتواصل دائرة المعارف قولها: «ولكن معظم العلماء يعتبرونها غير مرقسية أصلاً، ويعتقدون أن العدد الثامن ليس هو الخاتمة الملائمة، ولو أن مرقس كتب خاتمة، فلا بد أن هذه الخاتمة قد فقدت، وأن الأعداد من 9-20 التى تضم تراثاً من العصر الرسولى، قد أضيفت بعد ذلك – وقد وجد "كونيبير" فى مخطوطة أرمينية إشارة إلى أن هذه الأعداد كتبها أريستون الشيخ الذى يقول إنه أريستون تلميذ يوحنا، الذى يتحدث عنه بابياس .. .. ...» وقد ذكرتها من قبل بالتفصيل.
      § اعتراف الأب جيروم بتحريف الكتاب المقدس بأمر من البابا داماسوس:
      جاء فى المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم، بداية المقدمة، (حول مراجعة نصوص الأناجيل الربعة) اعترافات جيروم بتحريف العهد الجديد بناءً على أوامر البابا داماسوس، كما يلى (نقلا عن الدكتور زينب عبد العزيز، اعترافات القديس جيروم): «إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم
      تحثني على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب حقا من النص اليوناني.
      أنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم
      القديم وأعيده إلى الطفولة. وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى في نفس الوقت
      أنهم سيحكمون فيه على عملي. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه، بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته، لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات، لأنني تجرأت وأضفت، وغيّرت، وصححت في هذه الكتب القديمة؟»

      وأكتفى بهذا القدر مؤقتًا، وهو كاف لإثبات تحريف الكتاب الذى تعتقد فى قداسته، ويفتح حوارًا ثنائيًا مبنى على أساس من العلم، وأقوال العلماء.

      تعليق

      • abubakr_3
        مُشرِف

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • موظف
        • مسلم

        #4
        أما بالنسبة على اعتراضك على تسميتكم بالنصارى وليس بالمسيحيين، وعن دواعى فخر تسميتك بالمسيحيين، فاقرأ معى ما معنى كلمة مسيحى:
        يقول قاموس الكتاب المقدس مادة (مسيحى): «دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16) قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين ولماقال أغريباس لبولس ((بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً)) (اع 26: 28) فالراجح أنه أرادأن حسن برهانك كان يجعلني أرضى بأن أعاب بهذا الاسم.»
        وكان اسم المسيح أو الانتماء إليه يُعتبر نوع من التعيير: (14إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ ..) بطرس الأولى 4: 14
        وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (مسيح – مسيحيون): (ترد كلمة "مسيحي" أو "مسيحيين" ثلاث مرات في العهد الجديد ( أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16). ...... ، وواضح أن هذا الاسم لم يصدر أساساً عن المسيحيين أنفسهم ، كما لم يطلقه اليهود عل أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون اتباعه ، بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5) ، فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي ، وحلت محل المجمع جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح. .....
        (1) مسيحيون : كما سبق القول ، كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف. فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية ، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائماً عن المسيح، وأطلق عليهم الاسم "مسيحيون"، ولعلها كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم . ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية ، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به
        مما سبق يتضح الآتى:
        1- لا يعرف يسوع ولا المؤمنون الأوائل كلمة مسيحيين هذه.
        2- كانت هذه الكلمة عبارة عن شتيمة، لا يحبها أتباع يسوع.
        3- استمرأ الناس فيما بعد هذا الاسم وقبلوه عن طيب خاطر.
        4- أطلق اليهود أعداء عيسى عليه السلام على أتباعه أسماء (مسيحيين وناصريين وجليليين)، ويراد منها كلها الشتيمة.
        5- ومعنى ذلك أن اسم أتباع يسوع الحقيقيين غير معروف
        6- إن قول دائرة المعارف الكتابية البروتستانتية (ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية ، وأنها ديانة جديدة) ليشير إلى أن يسوع كان إرهابيًا متطرفًا، استولى على مكان العبادة المخصص لليهود للدعوة إلى دين جديد. كما أنه يُظهر كذب يسوع فى قوله إنه جاء مؤيدًا للناموس والأنبياء وليس ناقضًا لأى تعليم من تعاليمهم: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17، ونحن كمسلمين لا نقر بهذا الكلام الفارغ، بل نؤمن بعيسى عليه السلام أنه كان من أنبياء الله المعصومين، وكان آخر أنبياء بنى إسحاق من نسل هارون.
        فى انتظار اعتراضك على كون عيسى هارونيًا، أو حتى على اسم عيسى وليس يسوع.
        7- لو جاء يسوع بدين جديد فأين تشريعاته فى كتابكم؟ لا يوجد. لذلك تلجأون إلى العهد القديم. وهذا كاف بمفرده لإثبات تحريف كتابكم وعقيدتكم التى تُخالف عقيدة موسى وتعاليمه، أو إن شئت قلت إنكم صنعتم كتابًا يُخالف تعاليم موسى والأنبياء نسبتموه لله.
        8- معنى أن يسوع لم يسميكم بالمسيحيين، وأنها كانت شتيمة لأتباعه، أنه لم ينفصل عن اليهود والمجتمع اليهودى، أى لم يكن بدعًا من الرسل.
        9- أقر يسوع أن أصل دينكم هو الإسلام، الذى يعنى الاستسلام لأوامر الله ونواهيه. ومن هنا كان يسوع مسلمًا، ودعاكم إلى الإسلام:
        فقد كان يسوع مسلمًا لا يفعل إلا ما يرضى الله، ولا يقول إلا ما علمه الله إياه، وهذا هو معنى الإسلام: الاستسلام لله تعالى فى أوامره ونواهيه، وهو واضح من أقواله الآتية:
        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        وهذا الإله الذى كان يصلى له، هو إلهه، وإله كل البشر: فقد قال لمريم المجدلية إنه أخ للتلاميذ، والله ربه وربهم: يوحنا 20: 17 (.... وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
        يوحنا 7: 16 (16أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وواضح أيضًا من قوله أن الخلود فى الآخرة يتوقف على شهادة التوحيد والعمل الصالح: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَوَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        وفى الآخرة سيخضع يسوع عبد الله ورسوله لله خالقه، كما سيخضع كل مخلوق لله: كورنثوس الأولى 15: 28 (24وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. ............ 28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) فكيف يكون هو الله وهو عبد خاضع لسيده يوم الحساب؟
        وها هى الترجمة اليسوعية تقر فى ترجمتها أن يسوع كان عبدًا لله تعالى:
        وكان يسوع عبدًا لله تعالى: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).)الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        وهى ما فضلت الترجمة العربية أن تترجمها بكلمة (فتاه) بدلا من (عبده). وإليك بعض الترجمات الأجنبية التى تُؤيد الترجمة اليسوعية، وتُقر أن يسوع كان عبدًا أو خادمًا لله تعالى: (أعمال الرسل 3: 26)
        Für euch zuerst hat Gott seinen Knecht erweckt und gesandt, damit er euch segnet und jeden von seiner Bosheit abbringt.
        (Elberfelder 1871, 1905, Einheitsübersetzung, Luther 1912 فى ثلاث طبعات مختلفة, Luther 1984, Menge, NGÜ, NLB, NeÜ, Zürcher)
        وغيرتها ترجمة Hoffnung für alleإلى كلمة يسوع، فمن أين أتى بها؟ وغير ترجمة أن (الله أحيا عبده يسوع)، إلى أنه (أرسل يسوع وكلفه)، إنه التحريف من أجل تأليه ليكون رجاء الناس كلهم بيسوع وليس بالله، وحتى لا يتساءل الناس كيف يموت الإله، وكيف يحتاج الإله إلى إله آخر ليحييه، وإذا كان يسوع إله بصفته أقنوم الابن، فكيف انفصل عن أقنوم الآب والروح القدس، وهم قد تعلموا أنهم لا ينفصلون طرفة عين: وكل هذا من موقع http://www.diebibel.de/
        Gott hat Jesus zu euch geschickt und ihn beauftragt, euch zu segnen. Er wird euch helfen, umzukehren und euer Leben zu ändern.
        وغيرتها ترجمة Schlachter 1951إلى كلمة ابنه، فمن أين أتى بها؟ ثم عدلتها فى طبعتها لعام 2000 إلى كلمة (عبده). إنه التحريف حتى لا يفقد البسطاء إيمانهم بأن يسوع هو ابن الله:
        Euch zuerst hat Gott, indem er seinen Sohn Jesus auferweckte, ihn gesandt, um euch zu segnen, durch Bekehrung eines jeden unter euch von seiner Bosheit.
        أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية، فقد قامت التراجم الآتية بترجمة الكلمة إلى (عبده/ خادمه):
        (AMP, ASV, Basic Eng., Darby, ESV, HCSB, NASB, NIV, NIV UK, NLT, NRSV, RSV, TNIV, Weymouth NT, World Eng, NKJV)
        (وذلك على الرغم من أن ترجمة الملك جيمس القديمة كتبتها ابنه، وحذا حذوها ترجمة الملك جيمس للقرن الواحد والعشرين)
        وقد أضافت ترجمة(AMP)بعد كلمة عبده، كلمة (وابنه):
        It was to you first that God sent His Servant and Son Jesus, when He raised Him up [[f]provided and gave Him for us], to bless you in turning every one of you from your wickedness and evil ways.
        وغيرتها ترجمة (CEV) إلى كلمة (ابنه المختار)، ثم أضافت فى هامشها ما ترجمته (خادمه أو ابنه):
        26God sent his chosen Son [d] to you first, because God wanted to bless you and make each one of you turn away from your sins.
        وفى ترجمة (NIRV) كبر عليه استخدام كلمة (عبده)، فحولها إلى كلمة (يسوع الذى كان يخدمه):
        God raised up Jesus, who serves him. God sent him first to you. He did it to bless you. He wanted to turn each of you from your evil ways."
        وهكذا يتلاعبون بكلمة، ثم ينسبونها للرب! ألا يدعو هذا للإشفاق على أتباع هذا الكتاب، ويستحق منا أن نُظهر الحق، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر؟
        ألا ينطبق على هؤلاء كلمة الرب:
        (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!)إشعياء 29: 15-16
        (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
        أما أنك تؤمن أن يسوع كان الرب المتجسد، فأنت بذلك تسب الرب، حيث تعلم أن الرب حقَّر الإنسان وسبه فى عدة مواضع، فكيف يتجسد فى إنسان وصفه الرب بأنه رمة ودودة، وفارغ وعديم الفهم، ومثل جحش الفر يولد؟ فهل هان عليكم الرب حتى يولد كجحش الفرا، ويكون عديم الفهم؟
        يوحنا 1: 1-14 (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً، أيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
        أيوب 15: 14 (14مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)
        أيوب 15: 16 (16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!)
        أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
        الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِوَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
        فها أنتم تسبون إلهكم كما سببتم أنبياءكم، ونسبتم ليسوع أنه سب كل الأنبياء الذين سبقوه بأنهم كانوا لصوص وسراق. (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
        وأضيف: هذا الكتاب لا يعلم أتباعه الأدب فى الحديث عن الله أو أنبيائه، فمنهم من يتهم الرب أنه دعاه لسب نبيًا آخر من أنبيائه:
        (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11
        وها هو يسب شاول يوناثان، ويخلد الرب هذه الذكرى: (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟) صموئيل الأول 20: 30
        واتهموا الرب أن عبيده يفعلون أشياء، لا تخطر على باله:(4 لِأَنَّهم تَرَكوني وشَوَّهوا هذا المَكان، وأَحرَقوا فيه البَخورَ لِآلِهَةٍ أُخْرى لم يَعرِفوها هم ولا آباؤُهم ولا مُلوكُ يَهوذا، ومَلأُوا هذا المَكانَ مِن دَمِ الأَبرِياء، 5 وبَنَوا مَشارِفَ البَعْلِ لِيُحرِقوا بَنيهم بِالنَّارِ مُحرَقاتٍ لِلبَعْل، مِمَّا لم آمُرْ بِه ولم آتكلَمْ بِه ولم يَخطُرْ بِبالي.)
        وذلك على الرغم من اعتراف الكتاب بأن الرب علام الغيوب: (أَيُّهَاالرَّبُّ الْقَدِيرُ مُخْتَبِرُ الصِّدِّيقِ وَالْمُطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِالنُّفُوسِ) إرميا 20: 12
        (لأَنَّكَ تَعْرِفُ قَلْبَهُ، فَأَنْتَ وَحْدَكَ الْمُطَّلِعُ عَلَىدَخَائِلِ النَّاسِ)أَخْبَارِ الثَّانِي 6: 30
        (لِذَلِكَ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ) أَيُّوبَ 34/25
        (وَلَكِنَّالرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَى حَوَافِزِ الأَرْوَاحِ) الأَمْثَالِ 16: 2، والأمثال 21: 2
        (ولَكِنِّي مُطَّلِعٌ عَلَى حَرَكَاتِكَوَسَكَنَاتِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ) إشعياء 37: 27
        واتهموه أنه يرسل روحًا رديئة بين فريقين: (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ, فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23
        بل قال كتاب الرب: إن جنة فرعون أحلى من جنته، كما لو كان الرب يقوم بعمل دعاية للدخول فى وثنية فرعون: (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ, لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ, السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ, وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
        ووصوروا الرب كالمجنون الذى يمسك صفارة فى يديه، يلهوا بها، فها هو يقف على ترع مصر يصفر للذباب، وليس للذباب جهاز سمعى ليسمعه: (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
        وانتزعوا عنه الرحمة والمحبة لخلقه، فتراهم يدعوا أنه أمر بكسر عنق دابة ليتعرف الناس على قاتل دابة أخرى: (1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ لا يُعْلمُ مَنْ قَتَلهُ 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلى المُدُنِ التِي حَوْل القَتِيلِ. 3فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ عِجْلةً مِنَ البَقَرِ لمْ يُحْرَثْ عَليْهَا لمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلةِ إِلى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلانِ لمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلمْ يُزْرَعْ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلةِ فِي الوَادِي. 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الكَهَنَةُ بَنُو لاوِي - لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ - 6وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلى العِجْلةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي 7وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تثنية 21: 1-9
        واتهموه أنه يريد إشاعة الفاحشة فى بنى إسرائيل، فأمر نبيه إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات: (3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 3
        ونسبوا إلى الله سبحانه وتعالى أنه أساء إلى أنبيائه: (18فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: [مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللَّهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟] 19فَقَالَ لَهَا: [أَعْطِينِي ابْنَكِ]. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ 20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟] 21فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ]. 22فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. 23فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لِأُمِّهِ. وَقَالَ إِيلِيَّا: [انْظُرِي. ابْنُكِ حَيٌّ!]) ملوك الأول 17: 18-23
        وها هو نبى الله موسى، الذى جاء إلهك متبعًا لناموسه، يتهم الرب أيضًا بالإساءة إلى بنى إسرائيل، ويؤنبه على هذه الإساءة، كما لو كان الوضع الطبيعى ألا يتحرك الرب إلا بإذن نبيه، خاضعًا لتعاليمه ومراده: (22فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ 23فَإِنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ أَسَاءَ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».) الخروج 5: 22-23
        (11فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟) العدد 11: 11
        وها هم يتهمونه بالكذب على شعبه وخداعهم، فمن هذا الذى سيثق فى مثل هذا الإله بعد هذه الجملة؟ (10فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].) إرمياء 4: 10
        فهل تعتقد أن الرب هو الذى كتب هذه الجملة؟
        فلو كان الرب لكان مجنونًا غبيًا، لا يدرك عواقب هذه الجملة!!
        أم كتبها الشيطان الذى يتقاسم التقدمة مع الرب، وسمى إلهًا فى كتابك؟
        وها هو نبى الرب، المؤمن، التقى يتهم الرب أنه ظالم، يضطهده دون ذنب: (1[قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي 2قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! 3أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ 4أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ 5أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ 6حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ 7فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ. 8[يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعاً. أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ 9اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ. أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟ 10أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ 11كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. 12مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. 13لَكِنَّكَ كَتَمْتَ هَذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَكَ. 14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! 17تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. 18[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! 19فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. 20أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً 21قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ 22أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ وَإِشْرَاقُهَا كَالدُّجَى].) أيوب 4: 1-22
        كما اتهمتم البعض منهم بأنه كان ديوثًا، يرتزق من عرض زوجته، بعد أن أقنعها بذلك، وهو إبراهيم أبو الأنبياء عليهم السلام، على الرغم من أن سارة كانت قد تعدت الستين من عمرها: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16، ويبدو أن هذا الموقف أعجب كاتبه فنسب لإبراهيم مرةة أخرى مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12).
        وبالإختصار لضيق المقام: إن كتابك ليس به نبى يمكننا أن نعتبره قدوة وتتعلم منه البشرية، فقد شوه الأنبياء، كما جعل صفات الله مشينة تارة وجميلة عقلانية تارة أخرى: فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراءفى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
        فما الذى يتعلمه قارىء هذه القصص وغيرها من الكتاب الذى تعتبره مقدسًا؟
        فإن لم يكن النبى معصومًا من الزلل والكبائر، التى تعصم رسالة الله إليه، وتُظهرها بمظهر الرسالة الربانية الكاملة التى تستحق التطبيق، بل ويمكن تطبيقها، فإن ذلك سيتسبب فى فشل الرب وإخفاق رسالته إلى عبيده، ولن يتمكن الرب من إقامة الحجة على أخطائهم أو إدانتهم. فالرسول هو القدوة التى يجب أن تتبع، فلك أن تتخيل أن يتبع الناس هذه الصور التى تلحقونها بأنبيائكم، ثم تسمون هذا الكلام مقدسًا.
        أما عن قولك إن يسوع هو الوحيد المعصوم: (وأنا أعتقد إن الدكتور عمارة قد إختلط عليه الأمر هنا ونسي أنه يقارن الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ليثبت التناقض لكنه إنحرف إلي مقارنة مفهوم الإسلام الذي ينادي بعصمة الأنبياء مع ماجاء في هذه الأسفار عن زواج سليمان الرجل الحكيم بأجنبيات... يا دكتور عمارة لا يوجد معصوم في الكتاب المقدس إلا يسوع المسيح ..) فسوف أرد فيها على نقطتين: حكمة سليمان مع كفره، وعصمة يسوع.
        النقطة الأولى: حكمة سليمان مع كفره
        يقول الكتاب الذى تقدسه، إن سليمان (مثله مثل عصابة الأنبياء التى يذكرها كتابك الذى تعتقد فى قدسيته) تولى الملك بعد أن تآمر أخوه ناثان وأمه على نبى الله داود عليه السلام، ونصبا عليه، ولم يبد الرب رأيه فى هذا الموضوع، كما لو كانت النبوة شيئًا يُفرض عليه من عباده (ملوك الأول 1: 11-31)
        وهى فعلا عصابة ولست أتطاول بهذا القول أو أتهكم، فقد نُسب ليسوع أنه قال إنهم لصوص وسراق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
        ولا تتعجب فقد ضرب يعقوب الرب وفرض نبوته عليه:(22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
        ولم يكتف بذلك، بل تآمر مع أمه لسرقة بركة (النبوة) أخيه عيسو، وبذلك فرض على الرب قبول نبوته، أو اتهم الرب بتجاهل هذا النصب والاحتيال، أو يتهم الرب بالموافقة أو المشاركة الصامتة على هذا النصب (تكوين الإصحاح 27)
        ولم يكتف بهذا، بل ابتز أخيه عيسو وأجبره على التنازل عن النبوة فى مقابل طبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
        هكذا النبوة فى كتابك تُباع أو يُحتال عليها بطبق عدس .. فما بالك لو قدم له وجبة كباب؟ وأنا لا أقصد التهكم، ولكننى أقصد أن أضعك أمام سؤال سيسأله لك ابنك الصغير أو حفيدك، أو سيدور بخلدك. وقد لا يكون نوع الأكل هو الفيصل، فيكفى أن يعطيه ليأكل أى شىء مقابل النبوة. والأغرب من ذلك أن يستجيب الرب لهذا الإبتزاز، كما لو كان رأيه فى اصطفاء أنبيائه رأيًا ثانويًا، أو لا رأى له بالمرة!
        وبعد أن تولى سليمان الملك والنبوة خالف أمر الرب وتزوج من أجنبيات، على الرغم من تحريم الزواج من الأجنبيات الكافرات: (مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً) تثنية 7: 1-4
        واعترف عزرا الكاهن أن اتخاذ امرأة غريبة زوجة هو خيانة للرب، الأمر الذى يعنى أن سليمان خان الرب قبل أن يتزوج النساء الغريبات: (10فَقَامَ عَزْرَا الْكَاهِنُ وَقَالَ لَهُمْ: [إِنَّكُمْ قَدْ خُنْتُمْ وَاتَّخَذْتُمْ نِسَاءً غَرِيبَةً لِتَزِيدُوا عَلَى إِثْمِ إِسْرَائِيلَ.) عزرا 10: 10
        وبالتالى فقد كفر سليمان فى كتابكم وعبد الأوثان، وأقام الأنصاب والمعابد لها:(4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
        والغريب أن الرب أحب سليمان من صغره، وأعطاه حكمة وفهم عظيمين، فهل من يصطفيه الله ويعطيه الحكمة يضل عن سبيله؟ (29وَأَعْطَى اللَّهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْماً كَثِيراً جِدّاً وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ) ملوك الأول 4: 29، وجعله عظيمًا فى أعين بنى إسرائيل: (25وَعَظَّمَ الرَّبُّ سُلَيْمَانَ جِدّاً فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ, وَجَعَلَ عَلَيْهِ جَلاَلاً مَلِكِيّاً لَمْ يَكُنْ عَلَى مَلِكٍ قَبْلَهُ فِي إِسْرَائِيلَ.) أخبار الأيام الأول 29: 25 ، فهل هذا كان تمهيدًا ليتبعه الشعب عند كفره؟
        وهل الحكمة تصل بالإنسان إلى عصيان الله ثم الكفر به؟
        ربما لأن فى كثرة الحكمة كثرة الغم: (18لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْماً يَزِيدُ حُزْناً.) الجامعة 1: 18
        وها هو يحكم عليه يسوع (الرب عندكم) بأنه حكيم، وأنه عظيم: (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42
        فهل تعتقد أن يمتدح الرب حكمة سليمان وهى ستؤدى إلى الكفر؟ ألم يقل يسوع على لسان يعقوب (13مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.) يعقوب 3: 13
        إن يعقوب الذى تعلم على أيدى يسوع، يقول إن كانت الحكمة طاهرة ولها ثمارًا صالحة فهى الحكمة المندوحة وهى من الله، وإن كانت غير ذلك فهى ليست بحكمة، بل هى أفكار شيطانية: (15لَيْسَتْ هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. 17وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.) يعقوب 3: 15-17
        وذلك على الرغم من أن سليمان مات على كفره، حرم الرب أن يجلس شخص من نسله على عرش داود بل رفض الرب نفسه فى نص صريح واضح أن يأتى من نسل داود نبى يجلس على كرسيه، أو يتولى الحكم. فقال: (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرميا 33: 21
        وبالطبع نقد بنو إسرائيل عهودهم مع الرب، ولم يتبعوا وصاياه. لذلك لعنهم يسوع، ونقد الرب عهده أيضًا مع داود، فلم ولن يكن له جالسًا على عرشه.
        لذلك فعيسى ليس المسِّيِّا لأنه من نسل داود كما تقول كتبكم، فهو من المحرومين من الملكوت ، وليس له أن يتولى الحكم أو حتى النبوة. وهذا هو السبب الذى جعلهم يحذفون اسم يهوياقيم من نسله فى (متى): (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَوَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) إرميا 36: 30
        إضافة إلى تحريم الرب الجلوس على عرش داود مرة أخرى لنسل يكنيا: إرمياء 22: 30 (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].)
        لذلك قام لوقا بإلغاء اسم يكنيا من نسبه، ليخفى بها لعنة الله تعالى عليه، وليُظهر يسوع بأنه صاحب الحق فى وراثة عرش داود، لذلك نسب شألتئيل إلى نيرى وليس ليكنيا كما جاءت فى (أخبار الأيام الأول 3: 17)
        فهل عظمة سليمان تعنىالكفروالخروجعندين الله وتعاليمه؟ أنتظر منك إجابة؟
        أما أن يتهم يسوع كل الأنبياء الذين أتو قبله، والذين اصطفاهم هو (بصفته الإله عندكم) أنهم لصوص وسراق (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، أو يتهم نبى آخر باقى الأنبياء بالسكر والعربدة: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11، فهذا لا يدين إلا يسوع نفسه، وينفى عنه العصمة، فهذا من أكبر آثامه فى حق البشر، فهو الإله عندكم، وهو الذى اصطفى هؤلاء البشر، فهل فشل فى انتقاء أفضل عناصر البشر؟ أم انتقاهم بهذا الفساد عامدًا متعمدًا لإضلال عبيده، ثم يقذف بهم إلى نار جهنم فى الآخرة، لتعلموا أنه ليس بإله محبة؟
        وفى نفس الوقت تعنى أن فساد أخلاق الأنبياء لا تمنع عنهم النبوة، وبالتالى تتعارض مع قوله من ثمارهم تعرفونهم: (16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 16-20
        يُتبع

        تعليق

        • abubakr_3
          مُشرِف

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • موظف
          • مسلم

          #5
          وليست هذه هى الحالة الوحيدة التى يمجد فيها الكتاب عابدى الأوثان، فها هو أمصيا يعبد أوثان بنى ساعير: (14ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ الأَدُومِيِّينَ أَتَىبِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 25: 14
          وها هو الرب يمتدحه، ويُعدَّه من أصحاب العمل الصالح والاستقامة التى ترضى الرب: (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَمَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِيَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.) أخبار الأيام الثانى 25: 3-4
          فلماذا إذن طالب الرب بنى هارون أن يقتلوا كل من عبد الأوثان؟ ألم يقل الكتاب إن هارون هو الذى صنع العجل لهم، وأضلهم عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان؟ ولماذا لم يأمر بقتل هارون نفسه رأس الكفر (كما تُظهرونه)؟: (21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28
          فهل عبادة الأوثان ترضى الرب؟
          فإن كان نعم، فقد عرفنا إلى أى دين تدعون؟
          وإن كان لا، فلماذا اختار أنبياء، كقدوة لمن أرسلوا إليهم، ويعلم بعلمه الأزلى أنهم سيضلون، ويضللون، ويعبدون الأوثان؟
          ولماذا امتدح بعضًا من هذه الأنبياء؟
          بل لماذا طالب هارون أن يذبح تيسين، واحدًا له، والآخر للشيطان؟
          (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
          ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!
          ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)
          وعليك أن تخربنا يا أستاذ أسعد ببحوثك فى الأديان التى قمت بها: كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟
          وها هى المواضع الذى يقر فيها كتابك أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء:
          (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
          (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
          (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
          (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
          ولا تتعجب من أن الرب نفسه يدافع عن الأوثان، ويدعو للذبح لها، أسوة بما فعله هو مع عزازيل، فقد اختار العديد من أنبيائه بعلمه الأزلى، وهو يعلم أنهم سيتركونه وسيعبدون الأوثان، ويُضلون عباده. فماذا فعل الرب مع بعضهم؟ لقد حكم على سليمان أنه حكيم، وحكم على أمصيا أنه عمل المستقيم أمامه. فهل الاستقامة والحكمة فى عبادة الأوثان؟
          فها هو يدافع عن أمصيا عابد الأوثان، وليس لك مخرجًا إلا أن تعترف بالتحريف الذى وقع فى كتابك: فقد امتدح الرب أمصيا، وعدَّه من الصالحين الذين أرضوه: أخبار الأيام الثانى 25: 3-4 (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَمَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِيَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.)
          ومدح سليمان: متى 12: 42 (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!)
          بل يمجد الرب الشيطان نفسه ويعده منقذًا له شخصية من فشله هو وملائكته، ويجعله أذكى وأعلم منه ومن كل ملائكته مجتمعين:ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
          بل وأمر الرب حزقيال نبيه أن يقول بحسن جنة فرعون، وأنه لا يشبه جمال أشجارها شىء، ولا حتى أشجار الرب، بمعنى أن الرب فشل أيضًا أن تكون صنعته أجمل من صنعة عبيده: (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ, لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ, السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ, وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
          إذن فكتابك هو الذى يحارب الله ورسله، وهو الذى يمجد الشيطان وعابدى الأوثان، وأى كتاب حق لا بد أن يهاجمه ويرد أتباع هذا الكتاب إلى الحق والنور، وإلى الصراط المستقيم. ولا تملك إلا أن تشكرنا على هذا الصنيع، إذا كنت تريد أن تتحرر بالحق من ربقة العبودية للشيطان والباطل.
          النقطة الثانية: عصمة يسوع
          أما قولك عن يسوع إنه هو الوحيد الذى كان معصومًا أى لم يقترف أى ذنب، فيدل على أن عقلك الباطن لا يؤمن أن يسوع كان إلهًا أو يمكنه أن يكون. فعندما نتكلم عن العصمة، فنحن نتكلم عن بشر طبيعتهم الخطأ، أما أن يكون إلهًا ولا يُخطىء فهذا هو الطبيعى.
          فى الحقيقة كان عيسى عليه السلام معصومًا مثل باقى الأنبياء من الذنوب والكبائر والنقائص التى تقدح فى رسالته. لكننى سوف أتكلم عن يسوع الإنجيلى.
          فأنت فى الحقيقة تشير بقولك هذا إلى عقيدتك فى الفداء، التى تنادى بأنه هو الوحيد الذى يمكنه فداء البشرية من ذنب آدم وحواء، حيث هو البار الوحيد الذى لم يذنب، ولم يحمل من هذه الخطيئة. ولا أعرف كيف ولماذا يُستثنى يسوع بالذات من الخطيئة الأزلية وهو مولود من امرأة تحمل من الخطية، ما يحمله البشر كله؟
          ولو تم استثناء السيدة مريم العذراء، فهناك إذن من فلت من هذا الوزر، فلماذا كانت هى الوحيدة التى فلتت، مع أن سبب الخطيئة امرأة؟ (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
          فعندكم لم تخدع الحية إلا حواء، وهذه المرأة هى التى أغوت آدم، فكانت أشد سمًّا من الشيطان، وأقوى تأثيرًا: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
          لم يكن يسوع مطلقًا معصومًا فى الكتاب إلا من نصوص قيلت عنه، ويمكننا فهمها بالمفهوم الإسلامى، أى إنه معصوم مثل باقى الأنبياء، ليس أكثر. وهنا سوف أضع عدة حالات قليلة فقط تشير إلى أخطاء يسوع كإله:
          1- من أخطاء الرب أنه تجسد على قولكم من امرأة مخطوبة وعرض سمعتها للقيل والقال، دون أن يأتى بشهود إثبات على ذلك غير حلم يوسف وحلم مريم نفسها، بل لم يثبت أنه تزوجها. وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية أن يوسف لم يقرب مريم بعد ذلك. فلماذا سلب الرب رجلا زوجته، وحرم عليه الاستمتاع بها مثل باقى الأزواج والزوجات؟
          2- أمر بمحبة الأعداء، ولم يفعل هو ذلك تجاه يهوذا، ولم ينقذه من شيطان نفسه، بل تركه للهلاك: (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.) متى 5: 43-48
          (3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.) متى 27: 3-5 فلماذا لم ينقذه؟ أليس هذا واجبه كإله المحبة؟
          كما أنه بذلك خالف ناموسه الذى قال عنه إنه صالح وبلا عيب، مع الأخذ فى الاعتبار أنكم لا تؤمنون بالنسخ فى عرفكم وليس فى كتابكم:
          يقول المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
          ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
          (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
          وجاءت الرسائل المنسوبة لبولس (وهى عندكم من وحى يسوع أيضًا) تلغى الناموس كلية، بل وتصفه بالضعف وعدم الفائدة: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
          (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
          (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
          (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
          (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
          (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
          (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
          (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
          (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوسالأولى 15: 56
          مع الأخذ فى الاعتبار أن عدم طاعة الشريعة يتسبب فى إغضاب الرب وجلب لعنته على مخالفيه: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
          (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
          وبالتالى جعل كاتبو الأناجيل يسوع ملعونًا شاربًا للخمر، مُخالفًا للناموس، معلقًا مثل المجرمين الملعونين: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
          فهل تؤمن بهذا أم أن هذا من التحريفات التى نالت كتابك الذى تقدسه؟
          3- يقول الكتاب عن يهوذا: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ) أعمال الرسل 1: 18 كيف أوحى ذلك وهو يعلم أن عمل يهوذا هذا قد حرر البشرية من الخطيئة الأزلية؟ كيف يصف هذا العمل بالظلم،علىالأخصوقد أراد يسوع التراجع وصلى وبكى لله أن يخلصه من كأس الموت هذا، وفضل إرادة الله عن إرادته؟
          (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 36-40
          ولو كان هذا ظلماً لأن يهوذا أسلم شخصًا بريئًا للصلب، يكون ظلم أبيه أكبر الذى أرسل ابنه ليُصلب فدية لخطيئة آخر!
          4- من أخطاء الرب أنه جازى البشرية كلها قبل موته بذنب لم تقترفه، فطرح فى الجحيم أو المطهر (على اختلاف العقائد) المؤمن والكافر، النبى والبار، انتظارًا لنزوله وصلبه نيابة عن البشرية. ثم نزل إلى الجحيم لمدة ثلاثة أيام وحرر الكل:
          (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أيضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى.) أفسس 4: 9
          وقال الكتاب أيضًا: (31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.) أعمال الرسل 2: 31
          وقال بطرس: (18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 19الَّذِي فِيهِ أيضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ) رسالة بطرس الأولى 3: 18-19
          فكان كتابه وناموسه وشرائعه دون جدوى، فالكل فى النار إلى أن ينزل ويُصلب، وبالتالى فقد تسبب فى مقتل أنبياء بنى إسرائيل دون جدوى، وتسبب فى المجازر الجماعية التى تنسب إليه فى الشعوب غير المؤمنة التى جاورت بنى إسرائيل، وتسبب فى إهلاك فرعون وجنوده دون جدوى.
          5- من أخطاء الرب أنه ناقض نفسه، فقد حرم توارث الخطيئة، وحرم عليكم القول بذلك، ثم نسبتها له الرسائل المنسوبة لبولس، فهل لا يثبت هذا التحريف؟
          (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُول ُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-4
          (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ:[كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
          (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
          فلماذا لم يغفر لآدم وحواء إذن ذنبيهما؟ وكيف يصلب نفسه (أقصد ابنه) وهو القائل: الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ؟ فى أى دين كان وحى الرب كاذب؟ أم هل هو إله ذو نزوات ليوحى هنا بعقيد ويفسدها بعقيدة أخرى مع نبى آخر؟
          (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
          فلماذا يدعوا الرب خلقه للتوبة وعمل الصالحات لو كان هناك فداء عن طريق الصلب؟
          ولماذا يدعو الله الأبرار بعدم الاعتماد على برِّهم الذى عملوه بل يُحثهم على الزيادة ، إن كان البر ودخول الجنة فقط عن طريق الصلب والفداء؟
          وسوف أرد على ادعائك أنه لا تتم مغفرة إلا بسفك الدم فى الصفحات القادمة، إن شاء الله.
          6- من أخطاء الرب أنه إله واحد يتكون من ثلاثة أقانيم (أب وابن وروح قدس) ولم يذكر هذا فى كتابه أو أثناء حياته، فلو يؤثر عن يسوع أنه قال إنه هو الله الخالق، الذى يستحق العبادة والتأليه، بل كان يصلى هو لله تعالى، ولم يذكر خطيئة آدم أو حواء، بل لم يذكرهما من الأساس، على الرغم من إيمانكم أن صلب يسوع عن الخطيئة الأولى هو صلب إيمانكم.
          فى انتظار أن تذكر لى متى 28: 19 أو رسالة يوحنا الأولى 5: 7 !!
          7- وعلى الرغم من أنه إله واحد لا يتجزأ ولا يتركب فقد مات على الصليب فى الوقت الذى يقول الكتاب إن الله حى أبدى لا يموت: تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
          إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
          دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
          تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          بينما مات يسوع، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، أو يثبت كذب الأنبياء السابقين فى عدم موت الإله، (مع الأخذ فى الاعتبار أن اللاهوت لا يفارق الناسوت طرفة عين): تيموثاوس الثانية 2: 8 (8اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَبِحَسَبِ إِنْجِيلِي)
          8- يقول وحى متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23أليس من أخطائه أيضاً أنه أوحى بوجود هذه النبوءة فى الكتاب المقدس وهى غير موجودة فى أى كتاب من كتب العهد القديم؟
          9- يُعد من أخطائه أيضاً أنه سبَّ ، بل قذف كل الأنبياء قبله (وحاشاه أن يفعل ذلك نبى من أنبياء الله): (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
          فكيف شهِدَ الكتاب نفسه لإبراهيم بالبر ، ولسليمان بالحكمة؟
          (23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ.) يعقوب 2: 23
          (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42
          10- من أخطائه أنه نهى عن السب والتوبيخ، وقد فعله هو: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
          وشتم تلاميذه قائلاً: (أَحَتَّى الآنَ قُلُوبُكُمْ غَلِيظَةٌ؟ 18أَلَكُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُونَ وَلَكُمْ آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَذْكُرُونَ؟) مرقس 8: 17-18
          وقال لبطرس إنه شيطان: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ») متى 16: 23، مرقس 8: 33
          وقال عن يهوذا إنه شيطان: (70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) يوحنا 6: 70-71
          وشتم اليهود قائلاً: (31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 31-33 وكررها فى متى 3: 7
          ألم يقل: (وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22
          وقال لتلميذين من تلاميذه: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ) لوقا 24: 25
          ألم يقل: (وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22
          وسب يسوع المرأة التى جاءت تستعطفه أن يشفى ابنتها وقال لها إنها من الكلاب ولا تستحق الشفاء، لولا فصاحة المرأة ورجاحة عقلها، وإحراجها الإله، لما شفى ابنتها: (25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 25-28
          فكيف جهل أنها مؤمنة قبل أن تنطق، لو كان إلهًا كما تزعمون؟
          بل لقد اعترف يسوع أن الرب نفسه سبَّ الذى يريد أن يهدم مخزن غلاله ويبنى واحدًا أكبر منه: (20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟) لوقا 12: 20
          وأوحى إلى بولس كما تؤمنون أن يسب شخصًا ما، ولو قالها بولس من تلقاء نفسه لاستحق نار جهنم، ولسقطت عصمة كتابكم المزعومة: (10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟) أعمال الرسل 13: 10
          12- تصور الأناجيل تلاميذ يسوع على أنهم أغبياء، لا يفهمون ولا يعرفون الكتب، ولا إيمان لهم: (5فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا». 6فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ الْجُمَّيْزَةِ انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ) لوقا 17: 5
          فكيف يختار الرب حملة لواء الدعوة من بعده منعدمى الإيمان؟ ولماذا اختار كل من سبقه من الأنبياء لصوص وسراق؟ ولماذا اصطفى كل أنبيائه من المجرمين الخارجين على ناموسه، فمنهم الذى كفر، أو زنى أو تاجر بعرض زوجته؟
          13- وأين تكمن رحمته فى الذهاب ليأكل من شجرة تين غير مملوكة له، وهذه سرقة!! إضافة إلى تدمير البيئة أو إتلاف المال الخاص أو العام وتضيع فرصة الكسب والتربح بين البائعين والمشتريين وصاحب الشجرة؟ وأين تكمن رحمته فى إتلاف شجرة خضراء تمد عباده بالظل والأكسجين نهاراً؟ (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».) متى 21: 18-22
          فليس من حقه إتلاف المال العام وتدمير البيئة، ناهيك عن إنها لو كانت من الممتلكات الخاصة. ولماذا فعل ذلك؟ هل ليعلمهم أنهم لو كانوا من المؤمنين، لكانوا مستجيبى الدعاء على الغير ومن المخربين للبيئة ومدمريها مثله؟
          إن هذا أشبه بما فعله الصليبيون مع المسلمين، لقد كان بعضهم يجرب حدة شفرة سيفه بقطع يد أحد المسلمين. بل كان البعض يتراهن على إخراج أحشاء المسلم من ضربة رمح واحدة فى جنبه! وإذا فشلت، فعليه أن يعيد المحاولة مع غيره.
          14- (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ». 32فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ وَإِذَا قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ انْدَفَعَ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ وَمَاتَ فِي الْمِيَاهِ.) متى 8: 28-32
          فلماذا أفسد الممتلكات الخاصة؟ هل هذا من حقه كإله أو حتى كبشر، أم أراد أن يعلِّم أتباعه أن إفساد البيئة والممتلكات علامة من علامات الإيمان؟ لقد أباد ألفين من الخنازير دون وجه حق! كما أباد الشياطين دون أن يعرض عليهم دعوته ، ربما آمنَ أحدهم أو كلهم! (مرقس 5: 1-14)
          فهل أراد أن يعلمكم أن الخنزير حيوان نجس لا يحق لكم أكله؟ أم أراد أن يلوث البحر والماء بجيف هذه الخنازير؟ أم أراد استعراض قدراته التى استمدها من الله؟
          وسوف نواصل كلامنا فى هذا الموضوع لنعرف هل حدثت هذه المعجزة فى قرية الجدريين أم الجرجسيين أم لم تحدث بالمرة لعدم وجود بحر بالقرب من هاتين القريتين، وأقرب بحر لأى منهما يبعد عشرات من الكيلومترات. فى انتظار ردك.
          15- (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
          هل هذا الإنقسام الذى سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض من جرَّاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟ أعرف رد الأنبا شنودة على هذا السؤال، وأحتفظ بتعليقى عندما تذكر ردك علىّ.
          (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
          تذكر تحديد الرب لمهمة السيف: (.... يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3
          تذكَّر لعن الرب إله المحبة لمن يمنع سيفه عن الدم: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
          16- هل يوجد إله للمحبة والمغفرة يأمر عباده أن يكرهوا آباءهم وأمهاتهم وأخواتهم وأبناءهم وزوجاتهم؟ (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 26
          هل هذا هو مراده؟ أيبغى التفكك الأسرى وتدمير المجتمعات؟ أم أن كاتبى هذه الكلمات من أعداء يسوع ودعوته، وهم الذين قاموا بتحريف كتابكم؟
          17- كيف ينهر يسوع أمه أمام الناس، ويسىء إليها وإلى نفسه؟ هل هذه هى القدوة التى يتمناها من أتباعه؟ أم أن هذا من تحريف محرفى الأناجيل وأعداء يسوع الذين ذهبوا يحرفون تعاليمه ويسيئون إليه وإلى أمه وتلاميذه؟
          (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
          (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
          18- (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27 ، فماذا أضاف الكتاب بذلك إلى الفضيلة والحلم والمحبة والسلام؟ ألست معى أن هذا الطلب هو التعصُّب بعينه؟
          19- من أخطائه أنه لم يحكم على المرأة الزانية، وتولى الدفاع عنها مبررًا ما فعلته أنه لا يوجد إنسان لا يُخطىء، والبار فقط يمكنه إدانتها: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» .. .. .. 10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».) يوحنا 8: 2-11
          لماذا لم يحكم عليها بالرجم؟ هل تُؤخذ شهادة المتهم دون وجود دليل؟ أيرفض شهادة الشهود ويقبل شهادتها بمفردها؟ فأين كلامه القائل: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
          (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
          وحتى لا تطيل التفكير فى مثل هذه الفقرة، فقد حذفتها الترجمة العربية المشتركة بين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين، وذلك ابتداءً من (يوحنا 7: 53 إلى 8: 11).
          ولا تدَّع أنها عملية ترجمة، فهى غير موجودة فى أقدم المخطوطات كما يقول أكبر علماء العالم فى مخطوطات الكتاب الذى تقدسه بروس ميتزجر، فهى غير موجودة فى المخطوطة السينائية، ولا فى المخطوطة الفاتيكانية، وغير موجود فى المخطوطة السكندرية، وغير موجودة فى المخطوطة الافرايمية، ولا فى النسخة الصعيدية أو النسخة الأخميمية أو البحيريةالقديمة،ولا فى المخطوطات الأرمينية أو الجورجية القديمة، وهذا المقطع غير موجود في الغرب في النسخة الجوثكية والعديد من المخطوطات اللاتينيةالقديمة. وغير موجودة فى مخطوطة واشنطن، والبرديات 66 و45 و75 وغيرها الكثير. وهذه الفقرة على حسب وستكوت وهورت مضافة وغير موجودة فى الأصل تمامًا مثل نسخة نسل الاند، التى لا تعترف بهذا النص بالتحديد وتضعه بين أقواس مزدوجة هكذا [[ ]] وتذكر ذلك فى المقدمة أن الكلمات التى توضع بين هذه الأقواس ليست جزءًا من الكتاب المقدس.
          ويقول أيضًا إن هذه القصة غير موجودة فى أكثر من خمسة ووثلاثين مخطوطة رئيسية، وغير موجودة فى النص السريانى والنصوص القبطية القديمة، ولم يذكرها أى أب من الآباء الأوائل قبل القرن الثانى عشر، الأمر الذى يشير إلى عدم أصالتها.
          ألا يثبت هذا التحريف فى كتابكم؟ فكيف دخل هذا النص وتسرب إليه وهو غير موجود فى أقدم المخطوطات؟
          وعليك البحث تحت هذه الكلمات، (قصة المرأة الزانية المخطوطات) تكتب بدون أقواس.
          يُتبع

          تعليق

          • abubakr_3
            مُشرِف

            • 15 يون, 2006
            • 849
            • موظف
            • مسلم

            #6
            20- من أخطاء الرب كذلك أنه كان عريانًا مجرَّدًا من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ (4قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا 5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا.) يوحنا 13: 4-5
            21- من أخطائه أنه أمر نبيه إشعياء أن يظل ثلاث أعوام عاريًا تمامًا من ملابسه! ولا أعرف كيف سيمشى بين الرجال والنساء أو يخطب فيهم أو يجلس ليحل مشاكلهم، أو يقف بينهم ليعلمهم! (فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
            22- من أخطائه أنه قرر أن يسبق الزوانى الناس إلى الملكوت، ولا نرى فى هذا إلا تشجيعًا على الزنى: (31فَأَيُّ الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «الأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ) متى 21: 31
            وذلك على الرغم من قوله سابقًا بعدم دخول ابن الزنى (ابن السفاح) فى جماعة الرب. فلك أن تتخيل أن يُحرم الابن السفاح، ويسبقه أبوه الزانى إلى الملكوت: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 1-3 ، والمقصود بالجيل العاشر هنا هو إلى الأبد. فهل هذا كلام ربانى؟
            23- ومن أخطائه أنه حرَّم الخمر وشربها لأنها مستهزئة، ثم شرب هو نفسه الخمر حتى الثمالة، وجعلها ضمن طقوس التناول فى صلواتكم:
            القضاة 13: 14 (14مِنْ كُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ جَفْنَةِ الْخَمْرِ لاَ تَأْكُلْ, وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ, وَكُلَّ نَجِسٍ لاَ تَأْكُلْ. لِتَحْذَرْ مِنْ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا)
            وأمر الرب كل بنى هارون ومنهم يسوع ويوحنا المعمدان بعدم شرب الخمر، فيسوع هارونى وليس بداودى، كما تقول كتبكم المحرفة: (8وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: 9«خَمْراً وَمُسْكِراً لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضاً دَهْرِيّاً فِي أَجْيَالِكُمْ) اللاويين 10: 8-9
            وامتدح يوحنا المعمدان لعدم شربه الخمر من بطن أمه: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
            وقال عنها إنها مجون: (1الخمرُ مُجونٌ والسُّكْرُ عَربَدَةٌ، ومَنْ يَهيمُ بِهِما فلا حِكمةَ لهُ.) أمثال 20: 1 الترجمة العربية المشتركة
            (1اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ) أمثال 20: 1
            أمثال 23: 29-32 (29لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ. 33عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الأَجْنَبِيَّاتِ وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ. 34وَتَكُونُ كَمُضْطَجِعٍ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ أَوْ كَمُضْطَجِعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ. 35يَقُولُ: «ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ. لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ. مَتَى أَسْتَيْقِظُ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ!»)
            أمثال 31: 6-7 (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. 7يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ.) هكذا يعالج الرب مشاكل الناس!!
            وذلك على الرغم من أنه يعلم أن روح القداسة تكون فى الإنسان الطاهر الذى يتجنب الخمر: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
            ثم هل قال الرب إن شرب الماء وحده مضر؟ (ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف.) المكابيين الثانى 15: 40 ننتظر إجاباتك!!
            والغريب أنك تقرأ فى رسالة تُنسب لبولس أنه يوصى باستعمال الخمر بدل الماء عند وجود مرض! تيموثاوس الأولى 5: 23 (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.)
            والأغرب من ذلك أن تقرأ فى كتابك الذى تقدسه أن الرب بنفسه يسكر حتى الثُمالة، وينام، وعندما يستيقظ تدمع عيناه من أثر السكر؟ مزمور 78: 65 (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)
            بل حوَّل يسوع الماء الطاهر إلى خمر فى عرس قانا: يوحنا 2: 1-11 (1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». ...... 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». 11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.)
            بل كان يسوع يشربها أيضًا، فقد كان شريب خمر: متى 11: 19 (19جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».)
            فلماذا حرم الرب الخمر على عباده وشربها هو؟
            24- أليس من أخطائه أنه حفظ نشيد الإنشاد، وهى نصوص جنسية لا تليق بكتاب يُنسب إلى الرب، وهو من تأليف نبى عابد للأوثان؟ ملوك الأول 11: 4-10
            وبصفتك بروتستانتى أذكر لك ما قاله علماء الكتاب المقدس فى هذا السفر، حيث إنك غير متخصص فى هذا الجانب ولست من علماء الكتاب الذى تقدسه، كما قلت أنت، على الرغم من أن بطاقة تعريفك على النت تقول إنك باحث فى الأديان:
            يقول المدخل إلى هذا السفر بالكتاب المقدس للآباء اليسوعيين، (والذين كتبوا هذا الكلام ليسوا بمسلمين، ولكنهم علماؤك الذين يعرفون اللغة الأصلية التى كتب بها هذا السفر) وهم علماء نصوص الكتاب المقدس، وذلك بصفحات 1378-1379: «إن هذا الكتاب الصغير يُشكِّل مسألة من أشد المسائل المتنازع عليها فى نصوص الكتاب المقدس. فما معنى هذه القصيدة الغزلية (أو مجموعة القصائد الغزلية) فى العهد القديم؟ فللكتاب طابع غرامى، وهو لا يتوقف على الجمال الطبيعى ، ولا يذكر الله ولا إنجاب الأولاد. فيه إشارات إلى جغرافية فلسطين، لا بل فيه ذكريات أسطورية، ومع ذلك فلا نجد فيه أى مفتاح لتفسيره. من الذى ألَّفه وفى أى تاريخ؟ ولماذا أُلِّف؟ وإذا صحّ أن وجوده فى قانون الكتب المقدسة لم يكن مصادفة، فكيف اكتسب مكانه حتى إنه وَجَدَ دوره فى رتبة الفصح اليهودى فى وقت لاحق؟»
            «يرى بعضهم فيه مجرّد مجموعة قصائد للأعراس، تتجاور فيها أغانى الحب، دون اهتمام بالزواج
            ومعنى ذلك أنه لا يقصد الحب العفيف، بل يقصد النوع الآخر، الذى يُطلق عليه الفجور والزنى!!
            هذا على الرغم من قوله فيما بعد: «هل أُنشدت هذه القصائد فى الأعراس؟ من الصعب أن نُثبت هذا الأمر، مع أن العادة قد جرت بإنشادها فى قاعات المآدب. أمَّا استعمال الكتاب فى رتبة عيد الفصح اليهودى ، فلا شاهد على ذلك قبل القرن الخامس ب. م.».
            «جرت محاولات قيل فيها إن التأليف يرقى عهده إلى زمن سليمان أو إلى ما بعده بقليل، لكن الإنشاء واللغة يدلان على أنه جاء متأخرًا، فى أيام الفرس مثلاً (القرن الخامس ق.م.) أو حتى فى العصر الهلِّينى (القرن الثالث ق. م.) .. .. .. ولكن من الواضح أن مؤلفها ليس سليمان. لقد نُسب نشيد الأناشيد إلى سُليمان ، كما نُسبَ إليه سفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة».
            وعن التفسير الليترجى يقول: «هو صيغة أخرى للتمثيل. يرى نشيد الأناشيد نقل شعائر دينية وثنية شرق أوسطية إكراماً لإله يموت ، وتفتش عنه فى الجحيم حبيبته إلاهة الحب والحرب».
            ففى صفحة 1380 من الطبعة اليسوعية يقول: «ولكن من المحتمل أن يكون حب نشيد الأناشيد بشرياً، جنسياً ومقدساً فى آن واحد»!!
            على الرغم من قول مقدمة هذا السفر فى النسخة الكاثوليكية (أغناطيوس زيادة) دار المشرق ص226: «إن السفر يعود إلى وقت متأخر دون ريب على الرغم من بعض التلميحات إلى سليمان، نستخلص ذلك من لغته ومفرداته التى تتخللها كلمات إيرانية ...»
            وتقول فى نفس الصفحة: «لا يقرأ نشيد الإناشيد إلا قليل من المؤمنين لأنه لا يلائمهم كثيرا».
            ويقول ول ديورانت فى كتابه "قصة الحضارة" ج3 ص388: «مهما يكن من أمر هذه الكتابات الغرامية فإن وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا ندرى كيف غفل أو تغافل رجال الدين عما فى هذه الأغانى من عواطف شهوانية وأجازوا وضعها فى الكتاب المقدس».
            وعن متن سفر نشيد الأناشيد تقول مجلة الحقيقة الناصعة (Plain Truth) عدد أكتوبر 1977: «إن قراءة قصص الكتاب المقدس للأطفال يفتح عيونهم على أمور الشهوات الجنسية (Sex)، وإذا لم يُهذَّب الكتاب المقدس ويُنقَّح، فإن لهيئات الرقابة على الكتب التعليمية الحق فى أن تعتبره غير صالح للقراءة، من جانب أولئك الذين لم يتجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، على أحسن الفروض». (نقلاً عن مسيحية بلا مسيح ص29)
            وفى نفس الصفحة من الكتاب السابق إن الدكتور فرنون جونز ـ وهو واحد من أكبر علماء النفس الأمريكيين ـ قام «بإجراء بعض التجارب على مجموعات متماثلة من طلاب المدارس لدراسة نوعية تأثير قراءة قصص الكتاب المقدس على سلوك أفراد كل مجموعة فى الحياة المدرسية، وأوضحت التجارب أن مجموعة الأطفال الذين قرئت عليهم قصص الكتاب المقدس ظهر فى مسلكهم اليومى سمات الانحراف الخطيرة، مثل الميل إلى خداع الآخرين، والكذب والسرقة والشذوذ الجنسى.»
            وإذا أغلقت الكتاب الذى أنقل منه ستجد على الغلاف مكتوبًا "الكتاب المقدس"!!
            حب غير عفيف .. دعوة للفجور .. تصويرات وإيماءات جنسية .. اقتباسات من الشعائر الوثنية .. ثم يقولون: (16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.) تيموثاوس الثانية 3: 16-17
            25- أليس من جرائم الرب الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والرضع والأجنة فى بطون أمهاتهم، بل وقتل ماشية الحقل؟
            رجاءً أن تركز وأنت تقرأ لتعلم من هو الذى نشر دينه بالسيف والإبادة الجماعية، والتصفية العرقية: (16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.) تثنية 20: 16- 18
            (20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20- 24
            انظر كيف سينتقم الرب من شاول لأنه عفا عن جزء من الحيوانات الجيدة، ففعل ضد ما رغبه الرب من الإبادة الشاملة: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول 15: 3-11
            اقرأ لتعرف أسباب التمثيل بالجثث لدى اليهود والمسيحيين فى حروبهم الحديثة: إنها تعاليم الرب إله المحبة:(45فَقَالَ دَاوُدُ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. 46هَذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ, فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ لإِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 17: 45-46
            (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
            (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
            (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
            (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
            إن تحطيم أطفال الأعداء فى الحروب لهو من القربات التى ترضى إله المحبة: (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
            وها هو الرب إله المحبة يأمر بتحطيم الحوامل وشق بطونهم: (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
            وهكذا كان حال إله المحبة دائمًا مع الأطفال، لدرجة أن أليشَعَ لعن أطفال صغار فاستجاب الرب له وسلط عليهم دُبتان أكلتهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
            ثم اقرأ كيف كان ينشر اليهود دينهم: (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 16-17
            أعيد على مسامعك مرة أخرى، لتعرف كيف نشر اليهود دينهم، بأمر من يسوع الذى تعبده كإله: (وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 17
            ثم أحيلك إلى كتب تاريخ المسيحية لتعرف كيف انتشرت المسيحية من أيام قسطنطين، إلى المعارك الدامية بين الكاثوليك والبروتستانت، والكوارث التى جاءت بها محاكم التفتيش.
            ولهذا كله علينا أن ننشر الحقيقة، ونرفض فكرة (رمتنى بدائها وانسلت)، ونجاهد بالدعوة وتعليم الناس، لنقف فى طريق نشر كتاب وتعاليم بشر ضلوا وكفروا واعتقدوا فى قداسة الكتاب الذى بين أيديهم، وهم يسبون الرب وأنبيائه، ولا يوجد به قدوة، بل يدعو إلى الإرهاب والتطرف، والخروج عن الشرعية والقانون الدولى، فى إباحته للقتل الجماعى والتصفية العرقية.
            لو صارحت أى إنسانى علمانى كان أو مسلم أو حتى مسيحى بكل ما فى كتابك، لما استطعت تنصيره أو إقناعه بوجهة نظر كتابك، ومن هنا جاءت هذه الوثيقة تبيح التحايل والكذب على عباد الله، محاولة أن تنشر هذا الفكر، الذى ينادى بنزول الإله وتجسده فى صورة إنسان، قال عنه كتابك إنه يولد كجحش الفرا، وفارغ وعديم الفهم، ويغير الرب من صفاته العليا فأصبح ذليلا، مهانًا، ملعونًا على الصليب، بعد أن كان عزيزًا قدوسًا، لا يُقهر ولا يُهان، وهى ما تسمونها بالمسيحية.
            لقد فشلت أوروبا بإقناع أتباعها المسيحيين بهذا الكتاب الذى تؤمن أنت بقدسيته. وقلت موارد الكنيسة من العشور والتبرعات، وكان لا بد من البحث عن مصدر آخر لتعويض الفاقد من هذه النقود. إنه بزنس أيها السعيد (أسعد أسعد).
            أما بشأن قولك المؤيد لهذه الوثيقة: (بصراحة يا دكتور عمارة أهداف في منتهي الروعة وتنم عن فكر سليم وحب عظيم.... المسيحيون يحاولون الوصول إلي المسلمين لتقديم المسيح الحي المقام من الأموات وإنجيل غفران الخطايا بدمه وفدائه للبشر بالصليب ...)
            لماذا لا تذكر أن يسوع حيًا بقدرة الله تعالى الذى أقامه من الموت؟ ولولا قدرة الله تعالى وعدم اتحاده بيسوع، لما قام يسوع من الموت! ولو كان يسوع متحدًا اتحادًا لا إنفكاك فيه مع الآب والروح القدس، لكان هناك إله رابع هو الذى أحيا الثلاثة، ولكان هو الأولى بالعبادة:
            1- (10فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحاً.) أعمال الرسل 4: 10
            2- (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ)أعمال الرسل 5: 30
            3- (40هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً) أعمال الرسل 10: 40
            4- (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
            5- (33إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ .. .. .. 34إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضاً إِلَى فَسَادٍ. .. .. .. 37وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً.) أعمال الرسل 13: 33-37
            6- (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ)رومية8: 11
            7- (9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.) رومية 10: 9
            8- (1بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
            9- (12مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا اقِمْتُمْ ايْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) كولوسى 2: 12
            10- (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ.) بطرس الأولى 1: 21

            وتواصل قولك للدكتور عمارة: (فماذا يفعلون؟... يغوصون في القرآن والكتب الإسلامية في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة أو علي الأقل فهم العوائق الإسلامية التي وضعها النبي محمد بصفته ضد المسيح يسوع.... نعم فقد دبّر النبي محمد وخطط ليلغي يسوع المسيح إبن الله الحي ويضع بدلا منه شخصية إخترعها هو أسماه المسيح عيسي إبن مريم... هذا قام إله الإسلام بتهريبه إليه خوفا من الصليب (عكس يسوع الذي واجه الصليب بشحاعة وتسليم إلي الله) في مؤامرة خدع إله الإسلام بها اليهود والرومان وحتي أتباع عيسي وحوارييه)
            ومعنى ذلك أنكم تفكرون فى جمع المسلمين على كتابكم، وتلغون محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الذى هو عدو يسوع!
            وفى الحقيقة لم يعاد محمد صلى الله عليه وسلم اليهود ولا النصارى، فلن تجد كتابًا أنصف عيسى عليه السلام وأمه مثل القرآن والرسول. ولو قرأت كل الكتب الغربية وبعضًا من العربية لتجدها تستشهد على عفة السيدة مريم وعفافها من القرآن الكريم، وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.
            إلا أنك تعتقد أن الإجحاف فى حق يسوع، لأنه صلى الله عليه وسلم يلغى ألوهيته يسوع المزعومة، ويُظهر أنه كان عبدًا لله ورسوله. وهذا هو الذى قاله يسوع بعينه. فلم يدع أنه إله أو أعظم من البشر، أو أقنوم أو يشارك الرب فى ألوهيته، بل جاء بكل ما يثبت عبوديته لله، من صلاة له، وصيام من أجل مرضاته:
            يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
            يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
            يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
            يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
            يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
            متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
            يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
            فمن الذى أرسل من؟ ومن الذى لم يترك من بمفرده؟ ومن الذى كان يُرضى من؟ إنهما اثنان
            لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) ومن الذى كان يًصلى لمن؟ إنهما اثنان
            يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) فمن الذى علَّم من؟ إنهما اثنان: علم منهم العالم الجاهل
            يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِلِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) ومن الذى يُحب من؟ إنهما اثنان
            يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) فمن الذى كان فى السماء ومن الذى كان على الأرض؟ إنهما اثنان من الذى سمع لمن؟ إنهما اثنان ومن الذى يستحق الشكر من من؟ إنهما اثنان ومن الذى كان يستجيب لمن كل حين؟ إنهما اثنان
            متى 3: 17 (17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) فمن الذى أصدر هذا الصوت؟ وعن من كان يتكلم؟ إنهما اثنان
            أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            وقال بصفته عبد الله ورسوله: يوحنا 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
            وهذا هو الذى يجعله يُقر بأن الله تعالى أعظم منه: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
            وأسألك: هل تتابع اختلافات المسيحيين فى العالم كله عن أى نص أو مخطوطة هى الأقرب للنص الأصلى؟
            أيهما الكتاب الذى يعول عليه المسيحى العربى؟
            هل هو ترجمة الفاندايك أم الترجمة العربية المشتركة أم الترجمة الكاثوليكية اليسوعية أم الترجمة البولسية أم كتاب الحياة أم ... أم ...؟
            وسوف أكتفى فقط بوضع بسبع اختلافات بين هذه التراجم لتعرف أنه ليس لديك كتاب يجتمع عليه المسيحيون، حتى تفكروا فى جمع المسلمين عليه!
            إن الأمر لا يعدو حسدًا منكم على ما نحن عليه من كتاب ونبوة وفضيلة نتعلمها من خير البشر، أو محاولة للنيل من خيرات الشعوب الإسلامية ومقدراتها، وقد تكون أيضًا محاولة للتطهير العرقى للمسلمين، عملا بما كُتب فى كتابكم الذى تعتقدون فى قداسته:
            {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّفَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة 109
            {.... وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة 217
            1- متى 6: 13 (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
            ولم يذكر هذا الجزء الذى تحته الخط إلا طبعة فاندايك فقط.
            وحذفته الترجمة العربية المشتركة، وكتاب الحياة، وترجمة الآباء اليسوعيين (لعام 2000)، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) التى أبقت فى الترجمة على كلمة (آمين) فقط، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986).
            2- متى 17: 21 (21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ)
            ذكر هذه الفقرة كل التراجم العربية المذكورة أعلاه ما عدا الترجمة العربية المشتركة، فقد وضعتها بين قوسين معكوفين، دلالة على عدم انتمائها للنص المقدس، وأضافت فى الهامش السفلى (هذه الآية لا ترد فى معظم المخطوطات القديمة).
            3- متى 18: 11 (11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.)
            ذكرتها ترجمة فاندايك، والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986)، وكتاب الحياة. وحذفتها الترجمة المشتركة، ووضعتها بين قوسين معكوفين، وأضافت فى هامشها أن هذا النص لا يرد فى معظم المخطوطات القديمة، وكذلك حذفتها ترجمة الآباء اليسوعيين نهائياً فبعد الجملة رقم عشرة بدأ فقرة جديدة بالجملة رقم 12، وكذلك فعلت أيضاً الترجمة الكاثوليكية (بوليس باسيم 1986)!! فماذا نُسمِّى هذا غير تحريف وتلاعب بنصوص الكتاب؟
            4- متى 19: 9 (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».)
            أقر وجود هذا النص واعتبره نصاً مقدساً ترجمة فاندايك، وترجمة كتاب الحياة والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986).
            كما أقرتها ترجمة الملك جيمس القديمة والحديثة وترجمة DARBY:
            وحذفته ترجمة الآباء اليسوعيين، والترجمة العربية المشتركة، والترجمة الكاثوليكية (بوليس باسيم 1986).
            كذلك حذفتها الطبعة القياسية المراجعة RSV:
            وحذفتها أيضاً الترجمة الدولية الحديثة NIV :
            أما عن ترجمة لوثر فحدث ولا حرج ، ففى الوقت الذى تثبته طبعة 1545 تحذفه طبعة 1912 ، ثم تقرره طبعة 1914 ، ثم تحذفه طبعة 1984:
            §http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+19&language=germ... (1545)
            §http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+19&nomb&nomo&nomd&bi=luther (1912)
            §http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe... (1914)
            §http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/19.html#19,1 (1984)
            والخلاف هنا فى غاية الأهمية، حيث يتوقف عليه زواج المطلقة لعلة الزنى، أو تركها دون زواج ، حتى لو تابت.
            5- (متى 21: 44)، (متى 23: 14)، و(متى 27: 35) قد حذفت من بعض التراجم، وأدعوك للدخول إلى موقع البشارة على النت وتقارن بنفسك هذه الطبعات. مع الأخذ فى الاعتبار إن هذا جزء مما حُذف من إنجيل متى فقط. ويمكنك التعرف على الباقى من كتاب (المناظرة الكبرى حول صحة الكتاب المقدس) لعلاء أبو بكر، مكتبة وهبة.
            6- مرقس 1: 1 (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ)
            وقد أكدت ترجمة فاندايك أن هذه الكلمة قد قالها يسوع ، وشاركتها ذلك باقى التراجم. إلا أن الترجمة العربية المشتركة كتبت عبارة هامشية تقول فيها: «لا نجد فى بعض المخطوطات عبارة ابن الله».
            وكانت ترجمة الآباء اليسوعيين أكثر أمانة من الترجمة المشتركة فعلقت عليها وقالت: «"ابن الله" لا يرد هذا اللقب فى جميع المخطوطات ، لكنه يعبر على كل حال عن فكر مرقس. مع أن الله كشفه (1/11 و9/7) والشياطين أذاعوه (3/11 و5/7)، لا بد أن يبقى مكتومًا. لكن يسوع قبله فى أثناء محاكمته (14/61-62) ، وقد ورد على لسان رجل وثنى بعد موت يسوع (15/39)».
            ففى الوقت الذى يؤكد فيه أحد علماء الكتاب المقدس أن هذا اللقب غير موجود فى (بعض المخطوطات) فقط، تجد عالمًا آخر يؤكد أنها غير موجودة فى (جميع المخطوطات). ولا بد أن يكون أحد هؤلاء الكتَّاب كاذب. وهذا الكذب تقرأه عزيزى المسيحى الضائع بين كذب رجال الدين، وتحريف المترجمين، يوجد داخل الكتاب الذى يُحرِّم الكذب!!
            7- مرقس 16: 9-20، اعتبرته ترجمة الفاندايك مقدسة من كلام الرب، وكذلك الترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986)، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986)، وكتاب الحياة.
            ووضعته الترجمة العربية المشتركة بين قوسين معكوفين، أى أخرجته من دائرة كلام الله ، وقالت فى هامشها: «ما جاء فى الآيات 9-20 لا يرد فى أقدم المخطوطات».
            وقالت الترجمة اليسوعية 2000: «المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلَّق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (الآيات 9-20)».
            ووضعتها ترجمة NLV على النت أيضًا بين قوسين
            http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MARK+16&language=engl...
            وفى نسخة الملك جيمس الحديثة علقوا فى هامش الترجمة قائلين: إن الآيات 9-20 توضع فى نص NU بين قوسين معتبرين إياها ليست من أصل النص، وهى تنقص كذلك من النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية، ولكنها موجودة فى كل المخطوطات الأخرى.
            Mark 16:20 Verses 9–20 are bracketed in NU-Text as not original. They are lacking in Codex Sinaiticus and Codex Vaticanus, although nearly all other manuscripts of Mark contain them.
            وكذلك وضعتها الترجمة الأمريكية القياسية الجديدة NASB بين قوسين معكوفين أى أخرجتها من كونها مقدسة إلى كونها تحريف بالزيادة. وأضافت فى الهامش قائلة: إن المخطوطات المتأخرة أضافت فيما بعد الآيات من 9-20. فهل علمت يا أستاذ أسعد، أيها الباحث فى مقارنة الأديان، الذى تدعى أنك علمانى، وتدافع عن كتاب تعلم أنه محرف، وليس بكتاب الرب، أو على أحسن الفروض تدافع عنه بدون علم، بوجود تحريف فى الكتاب الذى تنسبه للرب، وتريد أن تدعو به بين المسلمين؟
            http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MARK+16&language=engl...
            Mark 16:9 Later mss add vv 9-20
            وكذلك وضعتها ترجمة MSG بين قوسين معكوفين، أى أخرجتها من كونها مقدسة إلى كونها تحريف بالزيادة.
            وكذلك وضعتها ترجمة الإنجليزية القياسية ESV بين قوسين معكوفين، دلالة على إخراجها لهذا النص من الألوهية إلى البشرية. ووضعت هذا التعليق فى هامشها:
            Mark 16:9 Some manuscripts end the book with 16:8; others include verses 9-20 immediately after verse 8. A few manuscripts insert additional material after verse 14; one Latin manuscript adds after verse 8 the following: But they reported briefly to Peter and those with him all that they had been told. And after this, Jesus himself sent out by means of them, from east to west, the sacred and imperishable proclamation of eternal salvation. Other manuscripts include this same wording after verse 8, then continue with verses 9-20
            وتقول هذه الملحوظة: إن بعض المخطوطات تُنهى الكتاب ب 16: 8،
            والبعض يحتوى على الآيات 9-20 مباشرة بعد الآية الثامنة.
            وبعض المخطوطات القليلة تُضيف بعد الآية 14 مادة أخرى.
            ومخطوطة لا تينية واحدة تُضيف الآتى بعد الآية الثامنة: «ولكنهم أخبروا بطرس والذين معه بصورة مختصرة كل ما أُمروا به ، ثم بعد ذلك أرسل يسوع نفسه بواسطتهم الإعلان المقدس الخالد الخاص بالتخلص من الخطيئة الأبدية من الشرق إلى الغرب.»
            [والملاحظ للترجمة يجد أن النص لم يقل بالمرة (ظهر يسوع نفسه) كما تدعى الترجمة الحديثة ص229!!]
            وبعض المخطوطات الأخرى تحتوى على نفس الكلمات بعد الآية الثامنة ، ثم أضافت بعدهم الآيات من 9-20.” أ.هـ
            فهل هذا دليل على أن النسَّاخ كانوا ذوى ضمائر صالحة؟ ألا يدل هذا على تدخل الكنيسة وقت نسخ هذه المخطوطات بآرائها الشخصية لتمرير عقائدها؟ ألا يدل هذا على عدم اعتبار الكتَّاب والنسَّاخ والآباء هذه المخطوطات من وحى الله؟ لأنهم لو كانوا يدَّعون أنها من وحى الله وقاموا بهذه التحريفات، لكانوا من الكفّار، ويجب رفض كل تعاليمهم المخالفة لدين الله الذى أنزله على موسى والنبيين بعده، بل ورفض كل مخطوطاتهم!!
            ولو كانوا يعدونها من الكتابات العادية التوضيحية لعقائدهم ، فهذا غير ملزم لكم، ولكنتم أنتم المدلسين أو المخدوعين باعتباركم هذا الكتاب الذى بين أيديكم كتابًا مقدسًا!! فما المعيار عندكم إذن لتقديس هذا الكتاب؟ متى ستصارحون مستمعيكم وقراءكم بهذه الحقائق؟ ومتى يفيق كل مسيحى ويقرأ بوعى ويبحث عن الحق؟ وأعتقد عزيزى المسيحى أنك عرفت الآن كيف تبحث عن الحق!!
            ويقول التفسير الحديث للكتاب المقدس: «إن هذا القسم وهو الذى ندعوه ”النهاية الأطول“ لإنجيل مرقس، محذوف من بعض المخطوطات، ووُصف بأنه زائف من بعض الكتَّاب القدامى من أمثال يوسابيوس وجيروم،وهذا الأمر يجعلنا أمام مشكلة، ومن أجل الفائدة يتحتم أن نعرضها على النحو التالى. إن اختتام إنجيل مرقس عند الآية الثانية [يقصد الثامنة] ليس فحسب نهاية فجائية مبتسرة من الناحية اللغوية. بل إنه أيضاً نهاية فجائية من الناحية اللاهوتية. ومع ذلك فإن هذه الخاتمة الأطول الخاصة لم توجد فى بعض الشواهد الهامة، فى حين تم استبعادها عمدًا بواسطة آخرين
            وعلى استحياء كبير، ودون تفجير دليل على التحريف، يقول الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل مرقس ص631 (بهذا يرتاح ضميرى، إذا أكون قد قدمت للقارىء مفهومًا حقيقًا عن القيامة مما يتناسب مع الجزء الضائع من نهاية إنجيل ق. مرقس)
            وهكذا حكم رجال اللاهوت على كلمة الرب، بأنها نهاية فجائية مبتسرة من الناحية اللغوية. واعترفوا بأنه تم استبعادها عمدًا بواسطة آخرين. وأرجو أن تقرأها مرات ومرات يا سيد أسعد، فهذا لا يوجد رد عليه سوى التسليم بتحريف الكتاب الذى تقدسه!! وهناك الكثير والكثير، ولكننى سأكتفى بهذا القدر اليسير!
            وصدق الرب فى كتابك فى اعترافه بالتحريف:
            (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
            (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
            فكيف تدعون أنكم لديكم شريعة الرب (حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
            لقد (رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. ..13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ.) مرقس 7: 9 ، 13
            فماذا تسمى هذا؟ هل هذا تحريف للكتاب الذى تنسبوه للرب، أم ماذا؟
            يُتبع

            تعليق

            • abubakr_3
              مُشرِف

              • 15 يون, 2006
              • 849
              • موظف
              • مسلم

              #7
              نرجع إلى موضوع صلب المسيح الذى تدعى أنه تقدم إلى الصليب بقلب جرىء بشجاعة وتسليم لله:
              وعلى هامش الموضوع أذكرك: إن قولك إن يسوع تقدم بتسليم لله، لا يعنى إلا أنه ليس هو الله، بل كان مسلمًا مستسلمًا له. وللأسف هذا يُخالف وقائع كتابك:
              فها هو يسوع كان يهرب من اليهود: (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ) يوحنا 7: 1
              (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ... ) يوحنا 11: 53-54
              وها هو يرفض أن يُصلب ويذهب حزينًا مكتئبًا، يتذلل لله تعالى أن يُذهب عنه كأس الموت، مفضلا إرادة الله تعالى على إرادته: (37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».) متى 26: 37-39
              وبلغ من قوة إعيائه، ومن شدة تضرعه لله تعالى أن أرسل الله تعالى له ملكًا من السماء يُقويه: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
              نصل من هذا أن يسوع لم يسلم نفسه للصلب راغبًا مقدامًا كما تدعى، بل سُلِّم على نصوص كتابك كارهًا مُرغمًا.
              والنقطة الأهم من ذلك: هل صلب يسوع فعلاً أم إنها تخاريف وثنية تقضى بنزول الإله على الأرض وقتله فداءً للبشرية، كما كان حال أوزيريس وبوذا وكرشنا وغيرهم؟
              وأسألك قبل أن أسترسل فى الرد:
              هل تؤمن أن يسوع صادق لا يكذب، أم كاذب؟
              وهل ما يتنبأ به يسوع يجب أن يكون أم يحدث غيره؟
              فبالطبع هو نبى صادق، وما يتنبأ به لا بد أن يحدث، وإلا لكان مدعٍ للنبوة عقوبته فى الدنيا عند الله القتل، بقول الرب فى سفر التثنية 18: 18-22 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».)
              وفى هذا النص حدث أيضًا تحريف، فقد قام المترجم بتحويل كلمة (يقتل) إلى كلمة (يموت) حتى لا يكون يسوع الذى قتل على الصليب نبيًا كاذبًا: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) تثنية 18: 20، وفى نسخ عام 1844، وفى التوراة السامرية (فليُقتل [أو فلتقتل] ذلك النبى).
              20But if I haven't spoken, and a prophet claims to have a message from me, you must kill that prophet, and you must also kill any prophet who claims to have a message from another god.
              http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag eEUT+18&language=engl...
              لقد حكى لنا إنجيل يوحنا أن يسوع وقف يتحدى اليهود أن يصلوا إليه أو يقبضوا عليه، لأنه لن يكون فى هذا العالم، بل سيكون فى السماء، سيرفعه الله تعالى إليه، ولن يميتوه: (32سَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهَذَا مِنْ نَحْوِهِ فَأَرْسَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ خُدَّاماً لِيُمْسِكُوهُ. 33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 32-34،
              إذن لن يتم القبض عليه، ولن يُقتل أو يُصلب. وبمعنى آخر لا توجد قضية الصلب والفداء، التى هى أساس عقيدتكم، والتى بنى بولس عليها دينكم، بقوله: (12وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ) كورنثوس الأولى 15: 12-14
              بل رفض بولس أن يعرف شيئًا عن عيسى u أو ولادته أو أمه أو تعاليمه أو الملكوت الذى جاء ليبشر به، وقرر أنه لن يعرف إلا المسيح وإيَّاه مصلوبًا: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
              وكرر هذا الموقف مرة أخرى: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ..... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
              وأكدت الرسالة إلى العبرانيين أن الله تعالى استجاب لدعاء يسوع وأنقذه: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
              فكيف سمع الله له إن كان قد صُلب؟
              إن الذى صُلب هو شخص آخر قال عنه يسوع لليهود إنهم سيفهمون أن ابن الإنسان الذى سيُصلب هو يسوع: (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
              والذى صُلب شخص يأس من رحمة الله، ويستحيل أن يكون هذا هو يسوع: لقد قال المصلوب: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
              يؤيدنى فى فهمى هذا التضارب والتعرض بين أحداث قصة الصلب المزعومة هذه:
              1- حدثت قصة العشاء الأخير وتدليك يسوع بالطيب فى بيت سمعان الأبرص عند مرقس 14: 3 وعند متى 26: 6 ، بينما حدثت عند لوقا فى بيت الفريسى (لوقا 7: 36 ، إلا أنه حدثت فى منزل مريم ومرثا ولعازر فى بيت عنيا عند يوحنا 12: 1-2
              2- حدثت واقعة تدليك يسوع بالطيب قبل عيد الفصح بيومين وذلك عند مرقس 14: 1 وعند متى 26: 2 ، بينما حدثت قبل الفصح بستة أيام عند يوحنا 12: 1 ، وسكت عنها لوقا ، ولكنه ذكرها قبل إرسال التلاميذ الإثنى عشر.
              3- تم سكب العطر على رأس يسوع عند مرقس 14: 4 ومتى 26: 7 ، إلا أنه عند لوقا ويوحنا دهنت رجليه بالطيب لوقا 7: 38 ويوحنا 12: 3
              4- متى كان العشاء الأخير؟ كان فى اليوم الأول من الفطير وذلك عند مرقس 14: 12 ولوقا 22: 8 ومتى 26: 17 ، إلا أنه كان عند يوحنا بعد موت يسوع وقيامته يوحنا 18: 28
              5- وعلى ذلك يكون يوم القبض عليه مساء يوم الخميس أى فى 14 أبريل (فى أول أيام الفطير متى 26: 17) عند مرقس ولوقا ومتى، ويكون مساء الأربعاء أى يوم 13 أبريل عند يوحنا 18: 28.
              6- وبالتالى يكون يوم الصلب هو يوم الجمعة عند مرقس ولوقا ومتى ، ويكون يوم الخميس عند يوحنا.
              7- كما أن مكان القبض عليه تم فى ضيعة جثيمانى عند مرقس ومتى ، إلا أنها حدثت فى جبل الزيتون عند لوقا، وحدثت فى وادى قدرون عند يوحنا 18: 1، وقبل أن يحاول أحد أن يؤوِّل وجود ثلاثة أماكن مختلفة ، نرى رأى دائرة المعرف الكتابية فى هذا الموضوع كلمة (جثسيمانى): (وفي الليلة التي أسلم الرب يسوع فيها، وبعد أن أكل الفصح مع تلاميذه، ورنموا ترنيمة الفصح في العلية (التي يحتمل أنها كانت في جنوبي أورشليم بالقرب من باب صهيون)، غادر العلية وعبر وادي قدرون وصعد إلي جبل الزيتون وهناك تحدث إليهم بأنهم سيشكون فيه في تلك الليلة " لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتبدد خراف الرعية)
              إذن فهناك مسافة كبيرة بين وادى قدرون وجبل الزيتون، تتعرف على مساحتها التقريبية من الخريطة المرفقة بالموسوعة تحت كلمة (قدرون)، كما أنه بين ضيعة جثيمانى ووادى قدرون مسافة أكبر من المسافة التى تفصل جبل الزيتون عن وادى قدرون ، مع العلم أن هذه الضيعة تقع على سفح جبل الزيتون.
              8- إلى أين ذهبت به القوة؟ إلى بيت قيافا رئيس الكهنة ، كما أقر بذلك مرقس 14: 53-54 ، ولوقا 22: 54 ومتى 26: 57 ، إلا وحى يوحنا يرى أنه ذهب إلى حنَّان حما قيافا رئيس الكهنة (يوحنا 18: 13)
              9- متى كانت محاكمته؟ فى الليل عقب القبض عليه، وقد أقر بذلك مرقس 14: 53 ومتى ويوحنا، إلا أن وحى لوقا خالفهم وجعل المحاكمة الأولى فى النهار، فقال له الوحى: (ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه إلى مجمعهم (22: 66)، أى كانت محاكمته يوم الخميس عند مرقس ومتى، وكانت يوم الأربعاء عند يوحنا، وكانت يوم الجمعة عند لوقا.
              10- كم مرة تعرض للمحاكمة؟
              مرتين عند متى: المرة الأولى فى بيت قيافا رئيس الكهنة (متى 26: 57) و(مرقس 14: 53) ، والمرة الثانية فى بيت بيلاطس البنطى (متى 27: 1) و(مرقس 15: 1).
              أربع مرات عند لوقا: المرة الأولى فى بيت قيافا رئيس الكهنة (لوقا 22: 54)، والمرة الثانية فى بيت بيلاطس (لوقا 23: 1) ، والمرة الثالثة في بيت هيرودس (لوقا 23: 7) ، والمرة الرابعة عند بيلاطس مرة أخرى.
              ثلاث مرات عند يوحنا: استُجوِبَ أولاً فى بيت حنَّان حما قيافا(يوحنا 18: 13 و 19 و24)، وبعد استجوابه أرسله حنَّان موثَّقاً إلى بيت قيافا (يوحنا 18: 24) وفى بيت قيافا كانت المحاكمة الثانية (يوحنا 18: 28) ، ثم إلى بيت بيلاطس (دار الولاية) حيث كانت المحاكمة الثالثة (يوحنا 18: 28)
              11- من الذى تَبِعَ يسوع بعد القبض عليه؟
              بطرس فقط (متى 26: 58) و(مرقس 14: 54) و(لوقا 22: 54)
              بطرس والتلميذ الآخر (يوحنا 18: 15)
              12- متى بدأت الجارية تسأل بطرس؟ هل قبل محاكمته أم بعدها؟
              أثناء محاكمته فى بيت قيافا (متى 26: 69) و(مرقس 14: 66)
              قبل محاكمته فى بيت قيافا (لوقا 22: 54-57)
              أثناء محاكمته فى بيت حنَّان أو قيافا (لم يوضح النص) يوحنّا 18: 24-25
              13- كذلك اختلفوا فى حامل الصليب فقد جعله كل من مرقس 15: 21، ولوقا 23: 26 ومتى 27: 32 سمعان القيروانى، وجعله يوحنا 19: 17 يسوع نفسه. وهو ما أولت نصه أن يسوع خرج حاملا لصليبه، ثم صعب يسوع على الرومان فأعطوا الصليب لسمعان القيروانى ليحمله، ولم يعطوه لبطرس الذى كان يتبعه. وهو تأويل فاسد لا دليل عليه، فقد كان من مراسم التعذيب أن يحمل الشخص صليبه إلى حيث سيصلب. وأسر فى أذنك أن يسوع صلب (كما تقول الأناجيل) على جذع شجرة، فلم يكن هناك حاجة لأن يحمل صليبًا.
              14- متى كان وقت الصلب؟ فى الساعة الثالثة أى التاسعة صباحًا عند مرقس 15: 25 ، وكانت نحو الساعة السادسة أى الثانية عشر عند يوحنا 19: 14، وسكت لوقا ومتى عن تحديد الوقت.
              15- هل دهنا الجثمان بالطيب؟
              لا لم يُدهن عند مرقس ومتى ولوقا ، ولكنهم دهنوا الجثمان عند يوحنا19: 40
              فهل يدهن جثمان الميت بعد ثلاثة أيام من موته (متى ومرقس ولوقا) أو أربعة أيام (يوحنا)؟
              16- ماذا كان وضع الحجر الذى أمام المقبرة؟
              مدحرجا عند مرقس 16: 4 ، ولوقا 24: 2 ، ويوحنا 20: 1 ، إلا أنه عند متى نزل ملاك الرب ورأته مريم المجدلية ومريم الأخرى ودحرج الحجر أمامهما وجلس عليه.
              17- ما الذى شاهده زوار القبر؟
              شاباًجالساً عن اليمين لا بساً حُلَّة بيضاء (مرقس 16: 4-5) داخل المقبرة.
              نزل ملاك الرب ودحرج الحجر أمامهما (متى 28: 2) وكان خارج المقبرة.
              رجلين وقفا بهنَّ بثياب براقة (لوقا 24: 4) ، داخل المقبرة.
              ملاكين بثياب بيض جالسين داخل المقبرة واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين (يوحنا 20: 12)
              18- لمن ظهر يسوع للمرة الأولى؟
              لمريم المجدلية (مرقس 16: 9 ، ويوحنا 20: 14)
              لرجلين من التلاميذ كانا منطلقين إلى قرية عمواس (لوقا 24: 13)
              لامرأتين: مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28: 9)
              19- كم مرة ظهر للتلاميذ؟
              مرتين عند متى (لمريم المجدلية، ومريم الأخرى أولا، ثم لبقية التلاميذ,
              مرتين عند لوقا (ظهر لكليوباس وشخص آخر، ثم لباقى التلاميذ)
              ثلاث مرات عند مرقس (لمريم أولا، ثم لاثنين من التلاميذ، ثم لباقى التلاميذ)
              أربع مرات عند (أولا لمريم المجدلية، ثم لعشرة من التلاميذ، ولم يك توما بينهم، ثم للاحدى عشر، ثم لبطرس وتوما واثنين من أبناء زبدى)
              ست مرات عند بولس (أولا لسيفاس، ثم الاثنى عشر، ثم لـ 500 من الناس، ثم لجيمس، ثم للاثنى عشر، ثم لبولس نفسه)
              20- أين ظهر للتلاميذ؟
              فى الجليل عند مرقس 16: 7 ، ومتى 28: 10
              فى أورشليم عند لوقا 24: 33-36 ويوحنا 20: 19 و26
              عند بحيرة طبرية عند يوحنا 21: 1
              21- متى صعد للسماء؟
              يوم نشوره عند مرقس ومتى وإنجيل لوقا
              بعد 40 يوم من نشوره فى أعمال الرسل 1: 3
              بعد 9 أيام عند يوحنا 20: 26 ، و21: 1
              ومعنى كل هذه الاختلافات فى أصول هذه الأسطورة وفروعها أنها غير حقيقية وأنها من نسج خيال مؤلفيها. وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. فلك أن تتخيل أنك تقف أمام قاضى عادل وتعرض عليه تفاصيل هذه القضية. فى كل عرض لها، تطلعه على معطيات مختلفة عن الأخرى من أحد الأناجيل، هل تعلم أنه قد يحبسك بتهمة تضليل العدالة؟
              وهذه مقارنة بين الآلهة الوثنية ويسوع:

              محاكمة بعل
              محاكمة يسوع
              1-
              أخذ بعل أسيرًا.
              أخذ عيسى أسيرًا.
              2-
              حوكم بعل علنًا.
              وكذلك حوكم عيسى.
              3-
              جرح بعل بعد المحاكمة.
              اعتُدي على عيسى بعد المحاكمة.
              4-
              اقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل.
              اقتيد عيسى لصلبه على الجبل.
              5-
              كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت. وقد طلب الشعب إعدام بعل، والعفو عن المذنب الآخر.
              وكان مع عيسى قاتل اسمه: "باراباس" محكوم عليه بالإعدام، ورَشح بيلاطس عيسى ليعفو عنه كالعادة كل عام. ولكن اليهود طلبوا العفو عن "باراباس" وإعدام عيسى.
              6-
              بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد، واضطرب الناس.
              عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء.
              7-
              حُرس بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه
              وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه.
              8-
              الأمهات جلست حول مقبرة بعل يبكينه.
              مريم المجدلية، ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتحبان عليه.
              9-
              قام بعل من الموت وعاد للحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء.
              قام عيسى من مقبرته في يوم أحد، وفي مطلع الربيع أيضاً، وصعد إلى السماء.
              ومن التشابه بين العقائد بين مثرا ويسوع، أن:
              ـ كل منهما كان وسيطًا بين الله والبشــر.
              ـ ولد مثرا في كهف وولد عيسى في مزود البقر.
              ـ ولد كل منهما فى الخامس والعشرين من ديسمبر.
              ـ كل منهما كان له إثنا عشر حواريا".
              ـ كل منهما مات ليخلص البشر من خطاياهم.
              ـ كل منهما دفن وعاد للحياة بعد دفنه.
              ـ كل منهما صعد إلى السماء أمام تلاميذه .
              ـ كل منهما كان يدعى منقذًا ومخلصًا، ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع.
              ـ كل منهما كان له أتباع يعمدون بإسمه وقام عشاء مقدس في ذكراه .
              اقرأ فى هذا (إعدام الإله بين المسيحية والوثنية)

              أما عن قولك (الله ظهر فى الجسد) فهذا نتج عن ترجمة خاطئة وتحريف فى المخطوطات كالآتى:
              تقول الرسالة مجهولة الكاتب والمنتسبة إلى بولس كما ذكر أوريجانوس ونقل عنه يوسابيوس القيصرى، أعظم مؤرخى الكنيسة فى القرن الرابع: (16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.) تيموثاوس الأولى 3: 16
              الترجمة خاطئة للأسباب الآتية:
              1- الملاحظ أن الفعل هنا مبنى للمجهول، وهو يعود على سر التقوى الذى ظهر وبُشِّر به، وأُظهر، ورُفِع: (ولا خِلافَ أَنَّ سِرَّ التَّقْوى عَظيم: «قد أُظهِرَ في الجَسَد وأُعلِنَ بارّاًفي الرُّوح وتَراءَى لِلمَلائِكَة وبُشِّرَ به عِندَ الوَثَنِيِّين وأُومِنَ بِه فيالعالَم ورُفِعَ في المَجْد.») تيموثاوس الأولى 3: 16 الترجمة الكاثوليكية اليسوعية تحت عنوان (الكنيسة وسر التقوى)
              يؤيدنا فى أن الذى ظهر فى الجسد هو سر التقوى وليس الإله أيضًا قول الترجمة العربية المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت: (ولا خِلافَ أنَّ سِرَّ التَّقوى عَظيمٌ «الّذي ظهَرَ في الجَسَدِ وتَبَرَّرَ في الرُّوحِ، شاهدَتْهُ المَلائِكَةُ، كانَ بِشارَةً للأُمَمِ، آمَنَ بِه العالَمُورفَعَهُ الله في المَجدِ.»)
              فقد أشارت الترجمة المشتركة أن الذى ظهر هو سر التقوى بقولها (الذى)، وأن الرافع فى المجد هو الله. لذلك (رفعه الله فى المجد)، ولا يُعقل أن يكون المعنى أن (الله رفع الله فى المجد).
              وهكذا قالت أيضًا الترجمة البولسية (وإِنَّهُ لَعظيمٌ، ولا مِراءَ، سِرُّ التَّقْوَى، الذي تجلَّى في الجَسَدِ، وشَهِدَلهُ الرُّوحُ، وشاهدَتْهُ الملائكةُ، وبُشِّرَ بهِ في الأُممِ، وآمنَ بهِ العالمُوارتفعَ في مَجْد)
              وخالفتهم ترجمة كتاب الحياة بقولها إن الذى ظهر فى الجسد هو الله: (وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِيالْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، بُشِّرَ بِهِبَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ)
              ومعنى ذلك أن لفظ الجلالة (الله) قد حُذف من الترجمة البولسية والترجمة العربية المشتركة الترجمة الكاثوليكية اليسوعية وأيضًا ترجمة الأخبار السارة. ولم تصر عليه إلى ترجمة الفاندايك وترجمة كتاب الحياة.
              الفرق فى اليونانية بين (الله) و(الذى) لأبى المنتصر شاهين بموقع التاعب:
              http://alta3b.wordpress.com/2008/10/31/theos-oc/
              (الله) و (الذي) في اللغة اليونانية :
              الكلمة اليونانية المقابلة لكلمة الله هي (θεος) ثيؤس – كلمة من أربعة أحرف, ثيتا إيبسيلون أوميكرون سيجما ؛
              الكلمة اليونانية المقابلة لكلمة الذي هي (ος) اوس أو هوس – كلمة من حرفين, أوميكرون سيجما؛
              القضية هي أن كلمة ثيؤس تُختصر في المخطوطة, وكلمات أخرى كثيرة تختصر في المخطوطات اليونانية, وهو أسلوب كتابة يسمى بإختصار الكلمات المقدسة (Nomina Sacra) وهذا رابط يحتوي على الإختصارات المقدسة :
              http://www.skypoint.com/members/waltzmn/NominaSacra.html

              هذا الإختصار في كلمة ثيؤس يتم بوضع الحرف الأول بعده الحرف الأخير مباشرة , ويضع فوق الحرفين خط ليوضح أنها كلمة مختصرة مقدسة .
              إلى هنا والكلام رائع جداً وبسيط ومفهوم , كيف حدث المشكلة ؟ المشكلة حدثت بسب تشابة كلمة ثيؤس المختصرة مع كلمة هوس :

              وانظر إلى هذه الصورة جيداً


              ومن الصورة يتضح أنه من الممكن أن تُحرف كلمة هوس قد تتحول إلى ثيؤس المختصرة في المخطوطة, ولكن لا يمكن تحريف كلمة ثيؤس إلى هوس.
              وماذا كانت هذه الكلمة فى المخطوطات القديمة؟
              المخطوطات التى تقول (الذى) هى: النسخة الصعيدية القبطية copsa – Sahidic Coptic من القرن الثالث، والمخطوطة السينائية (א – 01) Codex Sinaiticus من القرن الرابع، وأول بداية تحريف كانت فى القرن الخامس فى المخطوطة السكندرية. إلا أن نسخ العلماء المحققين للنص كتبتها (الذى) مثل: نسخة نستل ألاند السادسة والعشرين والسابعة والعشرين، ونسخة ويستكوت وهورت، والطبعة الثامنة لنسخة تيشندورف.
              2- ولو كانت الكلمة هى الله الذى ظهر، لكنت تؤمن بإله آخر أعلى من إلهك هو الذى رفعه، وأظهره، والله سبحانه وتعالى لا يرفع أحد مجده، بل هو الذى يمجِّد ويرفع الإنسان باعتراف يسوع نفسه: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
              وقالت الرسالة إلى أفسس إن الله تعالى إله يسوع هو أبو المجد، أى صاحب المجد: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا [أى إله معلمنا] يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
              وكان يسوع يمجِّد الله تعالى (أى يطيعه ويسلم له) ويتمجَّد به: يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
              يوحنا 17: 5 (وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
              3- إن ظهور الله هو ظهور آياته وشريعته على يد أنبيائه، ولا تُفهم مطلقًا ظهور حقيقى لله تعالى، لأن الله لا يُرى كما تنص نصوص الكتاب:
              تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...)
              وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)
              ويؤكد سفر إشعياء أنه محتجب قائلاً: إشعياء 45: 15 (15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ) ويؤكد ذلك يوحنا بقوله: يوحنا1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)
              ويقول يسوع: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ....) ولأن الله روح، فلم يره أحد من البشر ، ولا يمكن أن يراه إنسان يوحنا 1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.)
              وأكد بولس نفس هذا القول: تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
              ويؤكد يعقوب بصورة أخرى أن الله تعالى ليس له جسم: يعقوب 1: 17 (17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ)
              وأكد يسوع على هذه الفكرة فقال: إن الله روح: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ..)
              يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) ، وأكد على بشريته قائلا: لوقا 24: 39 (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ)
              وأكد لتلاميذه حتى بعد القيامة المزعومة بالجسد الممجَّد أنه له عظام ولحم: لوقا 24: 39 (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.)
              بل إمعانًا فى نفى الألوهية عنه، أكل معهم ليطمئنوا أنه جسد وليس بإله: لوقا 24: 41-43 (41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِينمِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.)
              أما يسوع فقد كان إنسان له جسم وكان يأكل ويشرب ويجرى عليه ما يجرى على كل جسم بشرى. كما أنه مولود من امرأة، وقال عن نفسه إنه إنسان: يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
              وأكد الله تعالى وحذر وأنذر أنه ليس بإنسان:
              عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
              هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
              حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
              وها هو بولس يتكلم عن الحمقى الذين أظلم قلوبهم وعبدوا المخلوق دون الخالق، وأبدلوا مجد الله الذى لا يفنى بصورة إنسان: رومية 1: 21-25 (21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِالَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
              ويقرر الكتاب أن يسوع خاضعًا لله تعالى مثل باقى المخلوقات: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
              لكن حتى لو قيل عن يسوع إنه إله لكانت بالصورة المجازية التى قيلت عن بنى إسرائيل وعن الشيطان نفسه: مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
              وقلنا إن الشيطان نفسه أطلق عليه إله هذا الدهر: كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
              ولتسأل نفسك أيها السعيد (أسعد أسعد): هل قال يسوع مرة إنه هو الله الخالق الذى يجب أن يُعبد؟
              هل قال إنه هو خالق السماوات والأرض؟
              هل قال إنه هو الذى يُحيى ويميت؟ لا. بل مات هو نفسه على اعتقادكم، وأحياه الله الحى الذى لا يموت.
              يُتبع

              تعليق

              • abubakr_3
                مُشرِف

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • موظف
                • مسلم

                #8
                وأنتهز الفرصة فى هذه النقطة وأرد على إدعائك أنه لا يمكن غفران الذنوب إلا بسفك الدم، فقد قلت: (المسيحيون يحاولون الوصول إلي المسلمين لتقديم المسيح الحي المقام من الأموات وإنجيل غفران الخطايا بدمه وفدائه للبشر بالصليب)
                وللأسف هذا كلام من لم يفهم الله تعالى، ويؤمن برحمته العامة. لكن قل لى، لماذا أرسل الرب أنبياء وأخفى عن كل البشر هذه الحقيقة، التى تؤمن بها فى أنه لا يمكن غفران الذنوب إلا بالدم؟
                تقول الرسالة مجهولة الكاتب، والتى تنسب لبولس ولغيره: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
                فهل هذه حقيقة واقعة؟ هل لا يمكن أن يغفر الرب إله المحبة الودود الرحمن الرحيم للبشر إلا بسفك دم نفسه أو ذبح ابنه؟
                من المضحك أن يُشير بولس [الذى تنسب الكنيسة له سفر العبرانيين هذا] فى كلامه إلى الناموس. فما علاقته هو بالناموس؟ إنه هدم الناموس وتعاليمه، وحاربه محاربة لا هوادة فيها، حتى إن التلاميذ حاكموه على مخالفته للناموس وتضليله للناس. (أعمال الرسل 21: 17-30)
                ألم يقل: (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21؟
                ألم يقل إن (جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ)غلاطية 3: 10؟
                ألم يقل: (11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11 ؟
                ألم يقل: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
                ألم يقل: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ)غلاطية 2: 16؟
                ألم يقل: (لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
                ألم يقل: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4؟
                ألم يقل: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 3: 21 ؟
                ألم يقل: (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20 ؟
                ألم يقل: (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56؟
                فما الذى يجعله يُشير الآن إلى الناموس؟ إنه يستحق الإعدام رجمًا: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
                وإذا فكرت فى الناموس الذى قال عنه بولس: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28، ستجد أن الناموس هو القانون أو الشريعة التى تحكم علاقة الإنسان بربه وبالنَّاس. وهى ما نسميها بالعبادات والمعاملات. وبما أن الناموس من الله، والله هو الصالح (متى 19: 17)، فلا بد أن يكون هذا الناموس صالح للبشرية ، وأن تكون تعاليمه تهدف إلى (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23، وإلا لاتهمنا الرب بإفسادها عن عمد ، ولما دافع عنه بولس حتى إنه أكد على موت من يُخالف تعاليمه.
                يؤكد صلاح الناموس للعمل به وللبشرية تمسك يسوع نفسه بتعاليم الناموس ، وأمره لتلاميذه ولسائليه من اليهود بالعمل به، وتهجمه على الكتبة والفريسيين لأنهم تركوا لُبَّ الشريعة وهو (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ)، إضافة إلى تأكيده أنه لم يأت لينقض الناموس أو الأنبياء:
                (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».) لوقا 10: 25-28
                (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                فإذا لم يكن البر بالناموس كما قال فى رسالته إلى أهل (غلاطية 2: 16) ، وفى (رومية 3: 20)، وإذا كان بالناموس معرفة الخطية كما قال فى (كورنثوس الأولى 15: 56)، وأنه به كثرت الخطية (رومية 5: 20) فلماذا لم ينقضه يسوع نفسه؟

                لكن هل فعلاً لا تتم المغفرة إلا بالدم؟:
                والنقطة الثانية ننقاش فيها قوله إن الناموس يُحدِّد أن المغفرة لا تتم إلا بسفك الدماء. فما مدى صحة هذا؟
                فى الحقيقة لا أساس له من الصحة. فليس هناك قيد أو شرط على الله تعالى ليغفر الخطايا إلا ما اشترطه هو على نفسه. فقد يغفرها برحمته دون قرابين ، لأنه إله رحيم ، يُكثر المغفرة ، والعمل الصالح هو أساس من أسس المغفرة، وقد يتقدم المرء بحيوان أو طائر لذبحه تكفيرًا عن خطية ما، أو تقديم الذهب أو الفضة أو المال أو الخبز (الدقيق).
                كما أن الرحمة صفة من صفات الجمال والكمال التى يتصف بها الرب: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟) إشعياء 50: 2، فكيف تنزعها عنه، أو تشترط عليه شروط قتل ابنه ليوصف بالرحمة؟
                (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
                (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                (1رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. 2غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ.3حَجَزْتَ كُلَّ رِجْزِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ) مزامير 85: 1-3 وأنصح بقراءة باقى هذا الإصحاح، ففيه مدح جميل لله تعالى!
                وطالب عباده أن يتحلوا بها، فها هو يعلم بطرس أن يغفر لأخيه، كما يُحب أن يغفر الله له، وضرب له المثل بمحبة الله ورحمته بعباده: (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. 23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَارَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ».) متى 18: 21-35
                بل جعلها جزءًا من صلاتهم اليومية، كما لو كان الله تعالى أوحى إليه أنهم سينادون من بعده بالخطيئة المتوارثة، فعلَّمهم أن الله غفور رحيم: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 9-15، مرقس 11: 25-26
                بل طالبكم بالدعاء للمسيئين إليكم، وعدم الدخول معهم فى مهاترات: (... لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. .... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 38-45
                بل كانت أول كلمة نطق بها نبيا الله تعالى عيسى ويحيى (يوحنا المعمدان) عليهما السلام فى بداية تنفيذ رسالتهما. فقد بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1 ، وقال لوقا: (3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا) لوقا 3: 3،مرقس 1: 4
                وكذلك بدأ عيسى uرسالته مُطالبًا من قومه التوبة والرجوع إلى الله: (مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
                وحدد ، بل أقسم بالحق عند مرقس، أن كل خطايا الإنسان تُغفر له، بل زاد على ذلك أنها تُغفر له فى هذه الحياة قبل الآخرة، حتى لو جدف إنسان على يسوع نفسه، واستثنى من ذلك فقط سب الرب أو الروح القدس، الأمر الذى يدل على كون يسوع هو الآب أو الروح القدس: (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 31-32، ومرقس 3: 28-29
                فما الذى يجعل الرب يغفر الكذب والزنى والسرقة والقتل ولا يغفر الأكل من الشجرة؟
                ألا تشعر يا سيد أسعد أن هذا الإله لا يبغى إلا فسادًا فى الأرض؟
                ألم تدرك أن هذا الإله بعقيدة الإنتقام من كل البشرية بسبب أول معصية له لا يحبكم؟ إن عدم المغفرة كره، وإن المغفرة والتسامح لهو أكبر معانى الحب. فعلى أى أساس نسبتم إليه المحبة؟
                فهل قولكم على الرب إنه قاسى القلب ، لا يغفر ، ويورِّث إثم خطيئة حواء وآدم لكل بنى البشر، تجديفًا عليه ، وسبًا له ، واتهامًا له بالقسوة والبطش؟ أليس هذا نهى من يسوع أن تدَّعوا هذا على الرب، كما نهاكم الرب نفسه من قبل؟ (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 20-22
                وتضرَّع النبى داود uلله طالبًا منه المغفرة والرحمة فقال: (49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبُوهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ) ملوك الأول 8: 49-50
                واشترط لغفران الله لذنوب العبد تجاه أخيه، أن يغفر العبد لأخيه: (23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ.) يوحنا 20: 23
                لذلك شجَّع على التسامح بينكم: (37وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ) لوقا 6: 37
                وقال للمرأة التى دهنت رجليه بالطيب: (47مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً».) لوقا 7: 47 فقد ربط المحبة إذن بالمغفرة. ولطالما أن الرب محبة، فهو الغفَّار أى كثير المغفرة. وإذا كانت هذه صفة جميلة يوصف بها العبد ، فلماذا تضنون على الرب أن يتصف بها؟
                وإن كانت تعاليم الرب تُشير إلى مغفرة الأخ لأخيه، ولو أخطأ إليه فى اليوم الواحد سبع مرات، فهل فاقد الشىء لا يعطيه؟ أتصفون الإنسان المؤمن بالتسامح وتضنون على الرب به؟ ما لكم كيف تسيئون الظن بالله وتجدفون عليه؟ (3اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ».) لوقا 17: 3
                بل صعَّد السبع مرات إلى سبعين مرة فى كل مرة سبع مرات: (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.) متى 18: 21-22
                ولو كان يسوع هو الذى على الصليب، فسيكون بذلك قد أبطل عقيدة توارث الخطيئة قبل أن يُسلم الروح إلى بارئها، وأعلمكم أن الرب غفَّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى: (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». ......) لوقا 23: 34
                ثم علمهم قبل أن يصعد أن يُعلموا الناس باسمه التوبة وطلب المغفرة من الله: (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 47
                وقال لوقا عن قول الله لنبيه إبراهيم: (73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ) لوقا 1: 73-77
                فإذا كان هذا قول الرب عن إبراهيم الذى يُعلم شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم الشخصية ، فانظر إلى قول إبراهيم نفسه لله تعالى: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») التكوين 18: 23-25
                أيُعلِّمُ النبى إلهه كيف يكون حكيمًا ورحيمًا مع عباده؟ وهل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟ وهل تعتقد أن الرب هو الذى كتب هذا؟
                انظر إلى الفطرة القويمة للنبى التى ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟
                هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو عشرة من الأبرار، ويأبى الرب إلا أن يذل البشرية كلها بذنب لم ترتكبه!!
                لك أن تتخيل رحمة نبى، يُتهم بأنه ديوث ، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إله المحبة!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفًا من السنين .... وفى النهاية قرر الإنتقام من ابنه أو الإنتحار بشخصه!!
                فلك أن تتخيل أن نبيًا يشفع فى عشرة أبرار من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين: حتى رسله الأبرار، وحتى الذين عبدوه حق عبادته، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!
                ولماذا أراد الرب أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر، وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ وهل كان يعرف أنبياؤه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى u؟ فهل غش الرب أنبياءه وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس، ثم خالف كل هذه التعاليم؟ هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء (التثنية 24: 16)، ثم فاجأهم أنهم لا يحملون أوزارهم فقط بل وزر أول امرأة خُلقت: امرأة لا يعرفونها بل سمعوا عنها، ولم يرشدونها للخطأ، ولم يشتركوا معها ولا حتى بالصمت أو بالرضى عما فعلته؟
                والغريب أن يقر بولس فى رسالته إلى رومية برحمة الله بعباده ومغفرته لهم: (7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً».) رومية 4: 7-8
                كما أنها تُخالف مخالفة صريحة قول عيسى u: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)متى 9: 13
                ويؤيد هذا العهد القديم أيضاً: (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.) هوشع 6: 6
                وتُخالف قول عيسى uالذى هو الإله عندهم أن دخول الجنة والنعيم الخالد فيها يتوقف على شهادة أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
                بالإضافة إلى العمل الصالح: (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.) يعقوب 2: 18-26
                (14فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! 15لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». 16فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ.) رومية 9: 14-16
                ثم قرر الرب أنه لتكفر عن خطاياك ليس شرطًا أن تذبح حيوانًا أو طائرًا ، فلو لم يكن عندك نقود تكفى لذبيحة فمن الممكن أن تقدم دقيقًا، ولا يُكلِّف نفسه بوضع زيتًا أو لبنًا عليه: (5فَإِنْ كَانَ يُذْنِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا: أُنْثَى مِنَ الأَغْنَامِ نَعْجَةً أَوْ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ. 7وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرُ مُحْرَقَةٌ. 8يَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَرِّبُ الَّذِي لِلْخَطِيَّةِ أَوَّلاً. يَحُزُّ رَأْسَهُ مِنْ قَفَاهُ وَلاَ يَفْصِلُهُ. 9وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ. وَالْبَاقِي مِنَ الدَّمِ يُعْصَرُ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا الثَّانِي فَيَعْمَلُهُ مُحْرَقَةً كَالْعَادَةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 11وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ فَيَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ عُشْرَ الْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ. لاَ يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَاناً لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ) لاويين 5: 6-11
                (15اَلْغَنِيُّ لاَ يُكْثِرُ وَالْفَقِيرُ لاَ يُقَلِّلُ عَنْ نِصْفِ الشَّاقِلِ حِينَ تُعْطُونَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ.) خروج 30: 15
                وقد يكون بالتبرع بفضة دون ذبيحة: (16وَتَأْخُذُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَجْعَلُهَا لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ تِذْكَاراً أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ».) خروج 30: 16
                وقد يكون بالتبرع بذهب دون ذبيحة: (50فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ».) العدد 31: 50
                وقد يكون الغفران فقط بالتوبة والعمل الصالح: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21: 23
                (12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 12-16
                فهل تتخيل أن الرب الذى وضع حلولاً بديلة لتتناسب مع إمكانيات البشر عجز عن إيجاد حلاً آخرًا غير صلب ابنه؟!
                إلا أنك ستصعق يا أستاذ أسعد، عندما تعرف أن الرب لم يطلب من الأساس ذبائح. وعلى ذلك فكل أوامر الذبائح هذه من الكهنة الكذابين، الذين نسبوا هذا الكلام للرب، لينالوا بها عرض الحياة الدنيا: (6بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ.) مزمور 40: 6
                ويُطابق قول الرب فى هوشع: (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.) هوشع 6: 6
                ويُطابق تعاليم يسوع: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) متى 9: 13
                (7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً».) رومية 4: 7-8
                بل حرم الرب تقديم القرابين البشرية، فهل يفعل ما ينهى عباده عنه؟
                الرب يُحرم تقديم الذبائح البشرية:
                والنقطة الأهم من هذا فإن الرب لو كان طلب ذبائح ، فقد طلب ذبائح من الحيوانات والطيور المسموح بأكلها فى التوراة، وليس بذبح البشر، وذلك للقادر على شراء هذه الحيوانات، وإلا فعليه بالدقيق كما ذكرنا. فإن الله طيب، لا يقبل إلا طيِّبًا، وهو إله للمحبة لا يليق به المطالبة بالذبائح البشرية أو حتى تقبلها. وهذا هو الحادث بالفعل فى الكتاب: يُراجع برنامج e-Sword
                (10لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ) تثنية 18: 10، واتفقت التراجم كلها على المحتوى الآتى، واختلفت فى الكلمات:
                (CEV) Don't sacrifice your son or daughter.
                (GW) You must never sacrifice your sons or daughters by burning them alive
                (21وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلْإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلَّا تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.) لاويين 18: 21 ، وكلمة (زَرْعِكَ) تعنى أن طفلا من نسله، كما جاءت فى الترجمات الآتية:(Geneva) و(GW) وCEV) و(ESV) و(BBE)
                (CEV) Don't sacrifice your children on the altar fires to the god Molech. I am the LORD your God, and that would disgrace me.
                (BBE) And you may not make any of your children go through the fire as an offering to Molech, and you may not put shame on the name of your God: I am the Lord.
                (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجِمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ.) لاويين 20: 2 ، وكلمة (زَرْعِهِ) أن طفلا من نسله، كما جاءت فى الترجمات الآتية:(Geneva) و(GW) وCEV) و(ESV)
                (CEV) to say to the community of Israel: Death by stoning is the penalty for any citizens or foreigners in the country who sacrifice their children to the god Molech.
                (ESV) "Say to the people of Israel, Any one of the people of Israel or of the strangers who sojourn in Israel who gives any of his children to Molech shall surely be put to death. The people of the land shall stone him with stones.
                وعلى الرغم من هذا التحذير يقبل الرب نذر نبيه يفتاح الجلعادى فى ذريته: (30وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي 31فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ, وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً». .. .. .. 39وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا, فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ.) القضاة 11: 30-39
                فإذا كان تقديم الذبائح البشرية من الجرائم التى يُعاقب عليها الرب بالقتل، لأنها غير إنسانية، ولا رحمة فيها، فكيف تقبل يا أستاذ أسعد أن يقترف إلهك هذه الجريمة مع ابنه؟
                لكن هل أمر الرب بنى إسرائيل بتقديم ذبائح حيوانية للمغفرة؟:
                يرى كاتب الرسالة إلى العبرانيين فى هذا الأمر أن الرب لا يغفر إلا بتقديم ذبيحة حيوانية. وقد ألبس الأمر فجعل الذبيحة هذه المرة هى يسوع نفسه، وأنا غير حسن النية تجاه هذا التشبيه من هذا الكاتب غير المعروف للآن. فقال: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
                وقبل أن نُجيب على هذا السؤال نريد أن نعرف رأى الرب نفسه فى الذبائح التى فرضها كهنة بنى إسرائيل عليى أنفسهم لمصلحتهم الشخصية، ولم يأمر الرب بها. فهل فعلاً لا يغفر الله تعالى إلا بتقديم ذبائح؟ وهل أمر الرب من الأساس بتقديم ذبائح له ليرضى عنهم؟
                تكلمنا من قبل عن تحريم الله تعالى بتقديم الذبائح البشرية، وقلنا إنها عادة وثنية اقتبسها بنو إسرائيل من الأمم الوثنية المجاورة.
                وسنعرف هنا أن الله تعالى يغفر كل الذنوب حتى الشرك بالتوبة النصوح والعودة إلى كتاب الله وتعاليمه ، أى بالعمل الصالح، وأن الله تعالى لم يأمر بنى إسرئيل من الأساس بتقديم ذبائح:
                اقرأ: (21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: [ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْماً. 22لأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلاَ أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ. 23بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.) إرمياء 7: 21-23
                فلم يطلب الرب منهم ذبائح ولا محرقات التى تملأ أسفار التثنية واللاويين وغيرها ، بل طلب الرب منهم يوم أخرجهم من مصر أن يُطيعوه. الأمر الذى يُشير إلى تحريف الكتاب على يد الآباء الضالين، الذين أفهموا خلفهم هذا الكلام. ومن ناحية أخرى إن موضوع المحارق لم يأمر به الله، وعلى ذلك فإن قول بولس إنه لا تتم التوبة ولا المغفرة إلا بالدم، فهو فكر وثنى شائن، لا يتناسب مع رحمة الله:
                ويقول نبى الله داود: (6لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ) مزمور 40: 6
                ويقول إن الله لا يُسرُّ بالذبائح، بل بالتواضع له: (16فَإِنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإِلاَّ كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. فَلاَ تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ وَالْمُنْسَحِقَ يَا اللهُ) مزامير 51: 16-17
                ويُسرُّ الله تعالى بتسبيح المسبحين، وليس بذبائح البشر: (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ. 32يَرَى ذَلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ. 33لأَنَّ الرَّبَّ سَامِعٌ لِلْمَسَاكِينِ وَلاَ يَحْتَقِرُ أَسْرَاهُ. 34تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَدِبُّ فِيهَا. 35لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا فَيَسْكُنُونَ هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا. 36وَنَسْلُ عَبِيدِهِ يَمْلِكُونَهَا وَمُحِبُّو اسْمِهِ يَسْكُنُونَ فِيهَا.) مزامير 69: 30-36
                (6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.) ميخا 6: 6-8
                الله أكبر!! إن الله عزيزى القمص لا يطلب منك كباشًا ولا دماءً ولا زيتًا ولا تقدمات! إن ما يطلبه الله منك هو أن تصنع الحق! ليس بالإيمان فقط بل بالإيمان والأعمال! وتحب الرحمة. وتدرك أن توارث إثم الخطيئة الأولى ليس به أدنى رحمة! وأن تتواضع لله ربك ، لا أن تصفه بأنه خروف (رؤيا 17: 14)!!
                وهو نفس قول من تؤلهه عزيزى القمص: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9: 13
                وبد اشترط الرب عودته إلى بنى إسرائيل ورضاه عنهم أن يرجعوا إليه بالتمسك بالناموس وبالأعمال الصالحة دون ذبيحة: (7[مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَقُلْتُمْ: بِمَاذَا نَرْجِعُ؟ 8أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.) ملاخى 3: 7-8
                {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (37) سورة الحـج
                وإذا كان الرب لم يطلب ذبائح ، ولا محرقات ، فما هذا الذى قاله بولس من أنه لا توجد مغفرة بدون سفك دم؟
                إن بولس كذَّاب كما مر علينا ، وكما اعترف هو بنفسه، حيث قال: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                وإنه من جواسيس رئيس المعبد ، الذين يستفيدون من هذه الذبائح ، كما يستفيد رجال الكهنوت من صكوك الغفران ، أو شراء الغفران عند الاعتراف. وعلى ذلك فعليكم بالأخذ بكلام الرب ، وبكلام يسوع ، ونبذ كلام بولس.
                لكن من الذى قدم يسوع ككفارة على الصليب؟ إنهم اليهود الذين قالوا لبيلاطس (اصلبه دمه علينا)، وقد وصف يسوع اليهود بأنهم مراؤون، منافقون، كذابون، أولاد الأفاعى، أولاد الشيطان. وقد أعلم الرب بنى إسرائيل فى كتابكم أنه لا يتقبل ذبيحة الأشرار، ومعنى ذلك أن قتل يسوع على الصليب لم يغفر الخطيئة الأزلية: (8ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ.) أمثال 15: 8
                يُتبع

                تعليق

                • abubakr_3
                  مُشرِف

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • موظف
                  • مسلم

                  #9
                  من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين؟:
                  وقبل أن نبدأ فى النص الثالث لنا وقفة مع نص (العبرانيين 9: 22) الذى يُحدِّد أنه لا مغفرة بدون سفك الدماء، لكن هذا التوثيق سيكون من ناحية سند النص. وأقصد به التعرف على كاتب هذه الرسالة؟
                  تقول دائرة المعارف الكتابية عن مؤلف هذه الرسالة: «أولاً – الكاتب: لا يُعلم – على وجه اليقين – كاتب هذه الرسالة، فقد نُسبت في الأسكندرية إلى الرسول بولس منذ منتصف القرن الثاني، رغم اعتراف أكليمندس وأوريجانوس بوجود بعض الاعتراضات على ذلك، فقد صرَّح أوريجانوس بأن "الله وحده يعلم حقيقة هذا الأمر" (كما جاء في تاريخ يوسابيوس). ونسبها ترتليانوس إلى برنابا. ونسبها لوثر وكثيرون بعده إلى أبلوس. كما زعم "هارناك" أنها من كتابه بريسكلا. ولكن ينفي ذلك صيغة المذكر (في اللغة اليونانية) في قوله: "وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون." (عب 11: 32، فضمير المتكلم هو ضمير المذكر). ويرى الكثيرون أن الكاتب كان من الجيل المسيحي الثاني (عب 2: 3 و4)، ضليعاً في اللغة اليونانية، مما ينطبق على أبلوس أكثر مما على بولس، وربما كانت له خلفية يهودية إسكندرية، كما كان مقتدراً في الكتب (انظر أع 18: 24 و28) التي درسها في الترجمة السبعينية .»
                  وقال أُوريجن إن بعض الناس ”قالوا: إن هذه الرسالة كتبها كليمنت أسقف روما 91-96م ، وبعضهم قالوا: ترجمها لوقا.“ (إظهار الحق ج1 ص162-163)
                  أما يوسابيوس الذى قال عنه جيروم إنه أبو التأريخ الكنسى فلم يكتفِ بهذا بل رفض أيضاً الرسالة إلى العبرانيين (ص275)، حيث تختلف ألفاظها اللغوية الدقيقة والفصيحة عن لغة بولس العامية.
                  يقول مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى ص275 ك6: ف25 بشأن الرسالة إلى العبرانيين: «إن كل من يستطيع تتمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [وذكر فى الهامش هذا الإستشهاد 2كو 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة. بل لابد أن يعترف، كل من يفحص النص الرسولى بدقة، أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولية المعترف بها».
                  ويقول فى الصفحة التى تليها: «أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا، مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال».
                  وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: «لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه
                  كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178م وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر الروم 13 رسالة فقط لبولس، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (إظهار الحق ج1 ص163)
                  ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: «مصدر هذا المؤلَّف موضع اسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكاً أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جداً رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقاً؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب
                  وفى ص684 و685 يقول: «ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يحل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). .. .. .. واتخذ أتباع آريوس ممّا ورد فى 2/3 [فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا] دليلاً ليؤكدوا أن الكلمة خليقة ، فنجم عن ذلك أن الرسالة لم تُقرأ فى الكنائس فى آخر القرن الرابع».
                  ولكن لاحظ لوثر على هذا النص الذى ورد فى 2: 3 أن فيه:«جعل الكاتب نفسه فى عداد الذين تقبلوا الإنجيل عن يد التلاميذ ، [لذلك فهى عنده] حجة قوية جداً على أن الرسالة ليست لبولس. فإن ما قاله فى رسالته إلى أهل غلاطية يختلف تماماً عَمَّا فى هذه الرسالة.” إلا أنه يرى أن ما جاء فى 13: 19 لبرهان “يؤيد صحة نسبة الرسالة إلى بولس“.
                  وهذا تخبط فى الفهم ، فكان يجب على الروح القدس بالإسراع بالنزول ليحل هذه المشكلة ، وإلا رفض الناس هذا السفر. والغريب أن جُملة واحدة تتحكم فى مصير هذا السفر، ضاربين عرض الحائط بالخلاف العقائدى واللغوى بين أسلوب بولس وعقيدته فى رسائله التى تُخالف ما جاء فى هذه الرسالة!!
                  «ولمّا قدم [لوثر] ترجمته للعهد الجديد بعد بضع سنوات، حدَّدَ موقفه فقال إن الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أى رسول آخر. ومع ذلك أُعجب كثيراً بحسن استعمال الكاتب المجهول للأسفار المقدسة».
                  ويواصل مدخل الكتاب المقدس اليسوعى للرسالة إلى العبرانيين قائلاً: «ولكن تجب الإشارة إلى أن المجمع التريدنتينى أبى أن يلفظ رأيه صراحة فى مسألة صحة نسب الرسالة إلى بولس. .. .. .. ولما قامت المناقشة فى أوائل القرن العشرين، حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هى فى أصلها لبولس، وقبلت فى الوقت نفسه القول القائل بأن الذى أنشأها هو غير بولس. إن المفسرين الكاثوليك فى العصر الحديث يفهمون النسبة إلى بولس بالمعنى الواسع: فإن واحداً من أكثرهم علماً يرى أنَّ أبلُّس هو الذى ألَّفَ الرسالة بعد استشهاد بولس. ........ فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس. أما الإهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات ، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الرومانى أو برنابا. ولكن ليس لأى نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييداً كافياً. لذلك بحث المفسرون فى عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هى التى تعود إلى لوثر وتقترح أبُلُّس. فأصله يهودى وتربيته هلّينية تلقاها فى الاسكندرية ، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18/24-28 و1 قور 3/6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين.» (ص686 و687 من المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين)
                  ويقول موقع الكتاب المقدس الترجمة المشتركة على النت تحت عنوان: (مَن كتب عبرانيين وإلى من كُتبت؟): «عاش الكاتب في محيط أحسّ بتأثيرات عديدة: تشّرب من كتابات فيلون الفيلسوف اليهودي العائش في الإسكندرية. لهذا رأى بعض الشّرّاح أن أبلُّوس (رج أع 18: 24-28) هو الذي كتب عب: أصله يهودي. عرف الأسفار المقدسة. إشتهر بالفصاحة والطلاقة، تربّى تربية يونانية في الإسكندرية. كل هذه نقاط مشتركة بين أبلوس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين.“
                  http://www.paulfeghali.org/text.php?id=644
                  وصرَّحَ يوسى بيس فى الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه قائلاً: «إن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة فى الكتب المقدسة فى زمان من الأزمنة لكن كانت تُقرأ ، ورسائل بولس أربع عشر إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية». (إظهار الحق ج1 ص162)
                  وكذلك قال وليم وليم باركلى فى مقدمة تفسيره لهذه الرسالة، حتى أعلن يأسه أن نعرف اسم كاتب هذه الرسالة: «هذه مشكلة من أصعب المشاكل ولن نجد لها حلا».
                  ومن هنا يسقط النص سندًا ومتنًا ، ولا يجوز الإستشهاد به.

                  تقول أيها السيد أسعد متهما الإسلام بأنه قد خدعنا، كما خدعنا القرآن وأخفى عنا المسيحية، وهاجم النصرانية فقط: (الإسلام وضع حاجزا بينك وبين الحق فحذرك من المسيحيين الذين دعاهم نصاري ثم لكي يكمل الخديعة حذرك من أن النصاري سيجرونك إلي ديانتهم ..... وطبعا هذه الديانة النصرانية فاسدة وضد العقيدة المسيحية التي أخفاها القرآن تماما ولم يذكر عنها شيئا .. فهل تستطيع أن تري مؤآمرة الإسلام ضد المسيح يسوع؟)
                  أيها المحترم جدًا جدًا ..
                  لا تضحك على نفسك، فلن تتمكن من الضحك علينا، وتغيير المسميات. فأنت تتخبط فى جهل من علموك أن يسوع ليس هو الله، ولكن الله هو يسوع، وهذا الجهل، وهذه السفسطة يخرج علينا بين الحين والآخر من يذكرها، وهذا أشبه بمن يقول (إن أسعد ليس بأبى ولكننى ابنه).
                  فلطالما أنك تؤمن بالآب والابن والروح القدس، وأن كلا منهم إله، فمجموعهم ثلاثة آلهة، حتى لو قلت بعدها إنهم إله واحد. فلتقل ما تشاء، فلن يعد أو يحسب وراءكم إلا أصحاب العقول. وعلى هذا فإن يسوع إله على معتقداكم، وأنه ثالث ثلاثة، أى أحد أفراد الأقانيم الثلاثة. وبهذا ينطبق تكفير النص القرآنى عليكم:
                  {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } المائدة 17
                  {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } المائدة 72-73
                  أما ادعاؤك أن المسيحية غير النصرانية، فاعذرنى أن أقول لك هذا من جهل سيادتكم، فإذا قرأتالدسقوليةوالكتب المسيحية القديمة، فسوف يتبين لك فى العديد من صفحاتها أنها تساوى النصرانية بالمسيحية. ففى ص90 من الترجمة العربية تجده يقول: (يجب على النصارى أى المسيحيين ...) و(إذا أردت أن تكون نصرانيًا أى مسيحيًا ...)
                  وهذا من إفك أصحاب الوثيقة التى يرد عليها الدكتور محمد عمارة، أنكم تريدون أن توهموا المسلمين أن المقصودين بالتكفير لستم أنتم، ولكن طائفة أخرى انقرضت، وبذلك تضمنون لأنفسكم إحراز نصرين: إبقاء المسيحيين على دينهم، وعدم دفعهم للتفكير العقلانى فيما يؤمنون به، فتضمنون بذلك صدهم عن الإسلام، وبقائهم على الوثنية. والجانب الآخر استمالة جهلة المسلمين إلى ما تنفثونه فى آذانهم، فيميلون إليكم، منهم من يتبعكم، ومنهم من يميل إليكم قلبيًا، ومنهم من يعرف الحق والشرك الذى تنصبونه للمسلمين، فيبادر بتعلم ما تقوله كتبكم، ويبتدأ فى نقدها وإفهام الناس الحق.
                  وسوف أسوق إليك ما قاله علماؤكم فى هذا الثالوث، هذه العقيدة غير المفهومة، عقيدة أرباب الأوثان من المصريين القدماء وكرشنا وغيرهم، حتى قال أحد جهابذة هذه العقيدة وعباقرتهم، إن التثليث الوثنى كان تمهيدًا للتثليث الحقيقى والمسيحية التى تفخر بها وتدافع عن سباب وشتائم، استمرأتها، وتعتبرها هى الأصل:
                  يقول زكى شنودة فى تاريخ الأقباط 1/237: ”وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشرى ، الذى لا يفهم إلا أن الطبيعة الواحدة إنما تتضمَّن أقنومًا واحدًا، أى ذاتًا واحدة. وأن تعدد الأقانيم أو الذات إنما يستوجب تعدد الطبائع“. (نقلا عن النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص207)
                  ويقول أيضًا عن التثليث: ”وهذا سر من أسرار اللاهوت التى لا يمكن إدراك كنهها بالعقل البشرى“.
                  ويقول قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (ط1963، ص1015): إن التثليث غير قابل للاثباتَ بالمنطقِ أَو بالبراهينِ الدينيَّةِ، وكان أول من استعمله هو ثيوفيلوس الأنطاكى عام 180م وهو غير موجود في الكتاب المقدّسِ“.
                  ويقول القس دى جروت فى كتابه «التعاليم الكاثوليكية»: ”إن الثالوث الأقدس هو لغز بمعنى الكلمة، والعقل لا يستطيع أن يهضم وجود إله مثلث، ولكن هذا ما علمنا إياه الوحى“. ويبقى عليه إثبات أن هذا من الوحى!!
                  ويقول القس توفيق جيد فى كتابه (سر الأزل): ”إن الثالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كله فى كفِّه“. (المرجع السابق نفس الصفحة)
                  ويقول باسيليوس إسحاق فى كتابه (الحق): ”أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله“.(المرجع السابق نفس الصفحة)
                  ويقول أيضًا: أما القس بوطر صاحب رسالة (الأصول والفروع) ”فيقول بعد أن استعرض عقيدة التثليث وشعر بغموضها وإبهامها: (قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءً فى المستقبل ، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كل ما فى السموات والأرض ، وأما فى الوقت الحاضر ففى القدر الذى فهمناه الكفاية)“. [يعجبنى قوله: ففى القدر الذى فهمناه الكفاية!!]
                  يقول القس منسى يوحنا فى كتابه (شمس البر) ص97: ”هو حقيقة أعلنها الله فى كلمته، وهى تفوق العقل، ولذلك ينبغى أن نصدقها وإن كنا لا ندركها“.
                  ومعنى ذلك أنه يؤمن بها كحقيقة، لأنها وجدت فى كتابه. وفى الحقيقة هى نصوص مدسوسة على الكتاب كما أقر علماؤهم بذلك.
                  وفى نفس الصفحة يقول: ”وفى وجود السر فى الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا، لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشىء. فلكى يُشعرنا بأنه كما علت السموات على الأرض ، هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا. أعلن فى كلمته بعض الحقائق وجعلها فى صورة تسمو بها على مدارك العقل بشىء حتى يكون السر مدركًا ومفهومًا من الله .. ..“.
                  ومعنى ذلك أن الرب أنزل على مدار آلاف السنين دينًا سهل الفهم والإستيعاب والتطبيق، وندم، وقرر أن يغلف دينه بالغموض الذى يستعصى على معتنقيه ليسمو وليتميز عليهم بفهم الفزورة التى طرحها لهم!! أليس هذا شأن الجاهل الذى يدعى العلم؟ أليس هذا شأن من لديه القليل من العلم ويريد أن يظهر وسط العلماء بأنه أعلم منهم؟ أليس هذا بشأن المريض نفسيًا؟
                  فالقس يجد بذلك أن الرب الذى يعبده يتميز عليه ويسمو بوجود أفكار أخرى أخفاها عنا، والتثليث من ضمن هذه الأسرار، ولو فهم القس هذه الأفكار لأصبح مثل هذا الإله ، وهذا لا يليق!! كما لو كان كل علم الرب يتوقف على التثليث!!
                  بصراحة ما قاله القس منسى يوحنا ليصل بالإنسان إلى مرتبة الكفر والطعن فى ذات الرب! فهو إله يبدو أنه لا يملك من العلم إلا قليلا، ويخشى أن ينشر أهم ما فى عقيدته التى يُطالب بها البشر، خوفًا أن يعبدوه على علم، ويفهموا مراده. لذلك يُرسل إليهم طلاسم، عليهم أن يؤمنوا بها حفاظًا على علم الرب من الإنتشار! أو كما يقول القس: لتظل أفكاره تسمو على أفكار عبيده. وهذا يعنى أن أى محاولة لفهم مراد الرب فهى من الكفر البيِّن ، الذى يطعن فى علم الرب وقدرته.
                  ولم يأت القس منسى حنا بهذا الفهم من تلقاء نفسه، بل هو واقع فى الكتاب الذى يقدسه، وكانت هذه بداية الرب مع آدم وحواء، فقد منعهما من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، وهما فى أمس الحاجة لأن يعرفا الخير من الشر، وإلا لكان الرب بذلك قد تركهما فى غيابة الجهل فريسة للشيطان الذى لا يعرف إلا الشر، ثم طردهما من الجنة بعد الأكل منها خوفًا أن يصيرا مثل الرب، لذلك ضرب الرب على هذه الشجرة حراسة. ولا تسألنى طالما أنها بهذه الدرجة من الأهمية، فلماذا لم يفرض عليها الحراسة من البداية، أو ينزع الفائدة المرجوة منها، ولم يترك نفسه يظهر بمظهر إله ليس ذى علم أزلى: (17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ». .... 22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) التكوين 2: 17، و3: 22-24
                  والغريب أن يتكلم القس عن علم الله الكلىّ، وهو ليس موضوع البحث. ونحن نتفق على كل حال معه أنه لا يوجد بشر فى هذا الكون يمكنه أن يكون عالمًا بكل ما يعلمه الله. ولكن أن يتعمَّد الرب تجهيل عباده، وإظهارهم بمظهر الجهل ليسمو هو عليهم، فهو إله مريض نفسيًا، لا يبغ إلا التدمير، ولا يمكن أن يكون إلهًا للبناء والتعمير. وهو أيضًا أشبه بالممثِّل الضعيف الذى يستأجر كومبارس من أبطال المصارعة أو كمال الأجسام ليُظهر فيه قوته، ابتغاء مرضاة فتاة أحلامه! وحاشا لله أن يكون هكذا!
                  ومعنى ذلك أيضًا أن كل من يحاول إفهام الناس الثالوث فهو يتعدَّى على الذات الإلهية، ويحاول أن يُظهر الرب بصورة لا يسمو بها على مخلوقاته! ولا يقول بهذا مؤمن!
                  والأغرب من ذلك أنه يصوِّر أن هذا التثليث هو الذى يُفرِّق بين علمنا وعلم الله. فهل لو فهمنا هذا التثليث أصبحنا آلهة؟ وهل فهم التثليث من تألهونه؟ ولماذا لم يفهمكم إيَّاه؟ ولماذا لم يقل لكم صراحة إنه أنزل الثالوث ولا تحاولوا فهمه؟ وهل تعتقدون أن القساوسة الذين كتبوا لإفهام الناس الثالوث هم من المجانين أم من المهرطقين الذين تعدوا على صفات الرب العليم طالما لم يُفهمها عباده؟ وإذا كان الروح القدس ينزل عليكم وباق فيكم فلماذا لا تُفهمون أتباعكم هذا التثليث؟ ولماذا يقول علماؤكم إن التثليث أعقد شىء فى الوجود ويُطالبونكم بعدم محاولة فهمه؟ ولماذا لم يذكر يسوع فى كتابه كلمة أقنوم، ولا كلمة ثالوث أو تثليث؟
                  يا أستاذ أسعد: إن الكلام هنا عن عقيدة واحدة بنيت عليها ديانة يعتنقها أكثر من مليار ونصف من البشر. فهل ضنَّ الإله على كل هؤلاء البشر بما يوضح عقيدة تعتقدون أنه أنزلها، ويطالبكم بعبادته بها، والتقرب إليه بمقتضاها؟ أم أمركم الإله أن تغلقوا عقولكم وتتبعوا أهواءكم (حيث لا يوجد نص كتابى على هذا)؟
                  يا أستاذ أسعد: فكر هداك الله للحق: كيف يُنزل الرب عقيدة لم ولن يفهمها سواه، ويُطالب البشر بالإيمان بها؟
                  كيف ينزل الرب عقيدة لا يُمكن عقليًا أو علميًا أن تُفهم؟ كيف يكون الثلاثة واحد دون تجميع مثل لعبة (البازل = تجميع مكونات شكل ما) أو ذوبان مثل السوائل، دون أن يطغى أحدهم على الآخرين، أو انصهار مثل المعادن؟
                  ماذا يفعل القساوسة وغيرهم من المسيحيين لشرح وتوضيح هذا الثالوث؟ إنهم يصورون هذا الثالوث مرة بقرص الشمس، أو بالمسمار والنار أو غيره، وبهذا يضطرون أن يضربوا لله الأمثال والتشبيهات حتى يفهموا هذه العقيدة. وبذلك يضطرهم الرب إلى ما نهاهم عنه فى تشبيهه أو تمثيله، كيف؟
                  أخبارالأيام الأولى 17: 20 (يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ)
                  إشعياء 40: 18(18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
                  إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟) فلماذا تشبهونه بالإنسان والشمس والمسمار أو النار؟
                  وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالإنسان الرمة، وابن آدم الدود؟ (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1-14)، (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6
                  وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالإنسان عديم الفهم، وبجحش الفرا؟ أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)فهل قبلتم أن يولد يسوع كجحش الفرا؟ هل قبلتم أن يكون من تؤلهونه عديم الفهم فارغ وتافه؟
                  وكيف هان عليكم إلهكم فشبهتموه بالبهيمة؟ الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِوَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
                  هل تتخيل أن يسوع الإله عندكم أصبح بتأنسه كالبهيمة باطل؟ هل وصل بكم التطاول على الله تعالى فى كتاب تنسبونه له؟
                  أليس هذا تعنُّت من الرب وسوء إدراك منه لما سيؤدى إليه ذلك؟ أليس هذا طعن فى صفات الكمال التى تُنسب له؟
                  أليس من الظلم أن يُحاسب الرب الأرثوذكس على فهمهم الخاطىء للثالوث، إن كان غيرهم من هم أصحاب الفهم السليم؟ فالرب لم يُحدد مراده وترككم تتخبطون: كل يفهم حسب علمه!!
                  ألم يعلم إله المحبة بعلمه الأزلى كم سيتسبب اختلافكم فى العقيدة فى حروب وقتلى دفاعًا عن مفهوم كل منكم عن هذه العقيدة غير المفهومة؟
                  وبالمناسبة. فقد قال الكهنة فى مصر القديمة نفس الكلام عن ديانتهم التى ضربوا عليها الغموض، ليظل الكهنة هم بمفردهم مصدر فهم هذه العقيدة، يقولون ما يريدونه على لسان الرب. وعلى المتضرر إثبات عكس ذلك!!
                  وفى ص103 يقول القس منسى يوحنا: ”إن الغرض الأصلى من كل علم هو أن يزيد الحقيقة بساطة ووضوحًا، فيزيد الناس إيمانًا بحقائق الحياة السامية، وكل علم يتعارض مع الحقائق الأزلية البسيطة أو يزيد الحياة تعقيدًا أو غموضًا ، فاعلموا أنه ليس له من علم إلا اسمه ، وإن هو إلا رجس من عمل الشيطان“.
                  فهل زاد التثليث الحقيقة بساطةً أو وضوحًا؟ لا. إنه مازال معقد الفهم، ويتخبط فيه العلماء أنفسهم. وبذلك حكم عليه القس بنفسه أنه رجس من عمل الشيطان!! فكلامك إذن عزيزى القس منسى حنا ينفى العلم عن الرب الذى تعبده. لأنه لم يُبسِّط عقيدة التثليث التى يُطالبكم بالإيمان بها ، ونشرها فى العالم كله وتعليمها كل البشر.
                  وذلك لأن ”الدين يحوى أمورًا يفهمها العقل للدلالة على صدقه“ ، وهذا ما يقوله القس فى نفس الصفحة، ومعنى ذلك أن تعقيد العقيدة ولفها بالغموض لدليل على عدم صدق هذه العقيدة ، لذلك قال القس بعدها: ”وأمورًا لا يفهمها يستحق المكافأة على التسليم بها“.
                  وأعتقد أن هذه دعوة باطلة سيستغلها عُبَّاد الأوثان للتدليل على صحة عقائدهم، بعد أن فشلوا من الصمود العقلى أو النقلى ذى السند الصحيح لإثبات صحتها.
                  وفى ص107 يقول صاحب كتاب شمس البر إن على المؤمن المسيحى أن يستعمل عقله لا ليفهم أسرار الكنيسة بل ليقبلها. أى يجتهد أيما اجتهاد ليقنع عقله بما هو مستحيل على العقل أن يفهمه: (ولا يؤخذ من ذلك أن الدين المسيحى يبغى إلغاء العقل، حاشا، بل يريد منا أن نستعمل عقولنا فى ديننا. حتى أن الرسول يسمي عبادتنا "العقلية" (رو 12: 1). ولكن ما لا يطيق الإنسان فيه من الأسرار فعليه أن يستعمل عقله فيه, لا ليفهمه كما هو، بل ليقبله) أى تُسلِّم أولاً أن التثليث وباقى أسرار الكنيسة من الدين، ثم تُعمل عقلك فى كيفية تقبله وليس لتفهمه.
                  فمن الممكن عنده إثبات وجود الله ووحدانيته بالعقل ، لكنه استثنى العقل من فهم أسرار الكنيسة ومنها التثليث. فيواصل القس منسى يوحنا قائلاً: (وما عدا ذلك، ففى الدين من الحقائق كوجود الله ووحدانيته والخلق والعناية وكيان النفس وخلودها وحريتها، كل هذه يمكن إثباتها ببراهين عقلية).
                  وهذا ما قاله صراحة ص106 من كتابه (شمس البر): (ثم إذا نظرنا إلى طبيعة الحقائق الدينية وجدناها على نوعين: منها ما يتناوله العقل كوجود الله وخلود النفس وحقيقة الدين ووحدانيته، ومنها ما ليس له أن يتناوله كالتجسد الإلهى والفداء والتثليث وقيامة الأموات). بمعنى أنه أغلق الباب عليكم كى لا تحاولوا فهم لب دينكم!!
                  وفى ص113 يرى القس منسى يوحنا أن إشراك الله مع اثنين آخرين خير له من أن يظل إلهًا وحيدًا منعزلاً عمن سواه، وبقوله هذا أثبت أنه يؤمن بثلاثة وليسوا واحدًا ، وأنه يستحيل على الثلاثة أن يكونوا واحدًا، وإلا لكان منعزلا!! يقول القس منسى يوحنا: (أما عقيدة الوحدانية المحضة فمعناها "أن الله إله منعزل عمن سواه وكائن بمفرده منذ الأزل").
                  وفى الحقيقة لو فكَّر أكثر من ذلك لوجد أن عبَّاد الأوثان، الذين لا يتقيدون بإله واحد أفضل منهم (بهذا المنطق فى التفكير)، إذ جعلوا إلههم يعيش فى صحبة ومجتمع من الآلهة، بدلا من العزلة التى سيعيش فيها مع اثنين فقط!!!
                  ونفس هذا المعنى صاغه فى انتقاده لوحدانية الله ودفاعه عن التثليث باستشهاده بالسيد م. ليموان قائلاً: (إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم حكماء ويسخرون من تثليثنا قائلين إنه عقيدة صبيانية، قد تصوروا مكان هذا الإله المبارك كائنًا ساكنًا فى عزلة وصمت أبديين، وتصوروه وحيدًا حبيسًا مكانه، وناسكًا أخرس اللسان بلا عينين ولا حب، مطويًا فى لانهايته، جاثمًا فى عزلته الموحشة.) بمعنى أنه يرفض وحدانية الله ، لأنه لا يتصور الإله الكريم الذى يحبه منعزلاً عن العالم لا يجد من يحبه ولا من يكلمه ، لذلك كان ثلاثة آلهة بالنسبة له أفضل من إله واحد ، حتى يتسنى لهم الخروج من عزلة الصمت إلى التسامر، وتسود بينهم المحبة. ولو كان يؤمن بأن الثلاثة واحد، لما قال ذلك لأن وحدانية الثلاثة سينسحب عليه أيضًا هذا النقد الموجه للموحدين. وعلى هذا ينبغى أن تنتهى قضية قولهم بوحدانية الثلاثة، وأن يعترفوا بأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا!!
                  وفى ص115 يؤكد القس منسى يوحنا على أن هناك ثلاثة وليسوا واحدًا، فيقول: إن (التثليث يجعل الله مثالاً للحياةالبشرية فى ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة الإلهية وذلك بمعاشرة القانيم والنسبة البنوية بين البشر). فكيف تتعاشر الأقانيم إن كانوا واحدًا؟ فلو كانوا واحدًا لأحب الرب نفسه، وتكلم مع نفسه وظل يعيش فى العزلة، وهى التى يرفضها القائلون بالتثليث!!
                  لذلك خلص إلى نتيجة باهرة من كلامه عن الثالوث ، فيقول ص115: (ولعمرى أى سر أغمض من سر الثالوث؟ فباعترافنا إذن بهذا السر نكرم الله, لأننا حينئذ نضحى له بأعظم شىء فينا وهو العقل, وليس هذا فقط , بل إننا نضحيه من نوع غريب , إذ أننا نعترف بسر لا معرفة لنا به البتة، ويستحيل على عقولنا القاصرة إدراكه أو معرفته. ولكن اللهقد أوحاه لنا ونحن أعتقدنا به دون أن نضعه تحت حكم العقل , وهذا يجعل ضحيتنا كاملة لأننا نعتقد بما يسمو عقولنا, ويعلو فوق فهمنا البشرى).
                  إن القس منسى يوحنا يعترف بأن التثليث أعقد سر فى الوجود ، وأننا بإيماننا به نكون قد ضحينا بعقولنا، حيث يستحيل على العقل فهم هذا السر!! فهل أفهم من ذلك أن كل المسيحيين قد ضحوا بعقولهم فقط لإيمانهم بالتثليث؟
                  أليس هذا ما قاله يسوع فى الكافرين من بنى إسرائيل الذين لم يتبعونه أو يفهمونه: (...لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ.) متى 13: 13
                  ويقول ص121 تحت عنوان (إن العقل يقبل سر التثليث وإن كان لا يفهمه)، وفى الحقيقة إن هذا العنوان ليُعد تراجعًا عما قاله من قبل بشأن التضحية بالعقل لقبول سر التثليث هذا: (نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة). ولطالما أنها لا تُفهم بدون الكتاب، فأين النص الذى يقرر هذه العقيدة ويوضحها لكم؟ وهل الفرق فى العلم بينكم وبين الله يكمن فى فهم التثليث فقط؟
                  ويقول كتاب (حقائق وأساسيات الإيمان المسيحى) ص39: ”تعليم الثالوث القدوس صعب علينا ومُربك لنا، وأحيانًا يُعتقد أن المسيحية تعلم فكرة غبية هى 1+1+1=1. ومن الجلى أن هذه معادلة غبية. ...... وعلى الرغم من أن تعبير "الثالوث القدوس" ليس موجودًا فى الكتاب المقدس، غير أنه من الجلى أن المفهوم موجود هناك.“
                  ويقول صاحب كتاب (علم اللاهوت النظامى) ص168: ”ولما كان العقل البشرى عاجزًا عن إدراك جوهر الله، يبطل حكمنا باستحالة أنه فى ثلاثة أقانيم، لأننا نكون قد حكمنا بمداركنا المحدودة على ما هو فوق إدراكنا، وما هو خارج دائرة معرفتنا“.
                  وأقول له: من الذى خلقنا وخلق عقولنا بهذه الكيفية؟ فالإجابة بديهية: هو الله. فبعلمه الأزلى كان يعلم أن عقولنا قاصرة على فهم هذه العقيدة. فلماذا لم يُصرِّح بها فى كتابه؟ ولماذا لم يوضحها لنا كما أوضح باقى العقائد وبرهنها؟ وإذا كان لم يعلنها لبنى إسرائيل فى العهد القديم وللأنبياء ، لأنهم كانوا فى عهد الطفولة الفكرية ، كما يقول القمص زكريا بطرس وغيره ، فإذا كان الرب يعتبرنا الآن فى عهد النضج، فلماذا لم يعلنها لنا صراحة وبوضوح؟ وإذا لم يعلنها الرب فما الفرق بين عهد الطفولة الفكرية التى لم يعلن الرب فيها عن ثالوثه وأقانيمه وبين عهد النضج الفكرى الذى لم يُعلن فيه أيضًا عن ثالوثه وأقانيمه؟
                  وفى ص105 يدافع القس منسى يوحنا عن العقيدة المبهمة فيقول: ”ومن الضرورى أن توجد أشياء لا يدركها العقل، لأنه إذا وقع كل شىء تحت إدراك العقل لانتفخ صاحبه وتعالى .. فيجب أن يظهر عجزه فى فهم بعض الأشياء ليقف عند حده ويمجِّد صانعه العالِم بكل شىء“.
                  إن ما يقوله القس أشبه بالحافى الذى لا يجد نقودًا لشراء حذاء، ثم يتعالى قائلا: لا يجب أن أرتدى حذاءً، حتى لا أنتفخ وأتعالى على البشر!! هكذا كما لو كان كل البشر حفاة!! فهل فهم كل الناس كل ما وقع تحت إدراكهم؟
                  إن ما يقوله القس لتعزية لمن يريد أن يفهم عقيدة التثليث!
                  إنه تجميل لواقعه المرير!!
                  إنه اليأس من فهم هذه العقيدة!!
                  إنه الغرور الفعلى من الاعتراف بالفشل!!
                  إنه التعالى على الجهل بكنه هذه العقيدة!!
                  إن الجهل بعقيدة المرء عنده هو السبب أو سبب لتمجيد الرب!! وإن الإدراك العقلى لمراد الرب وفهم دينه ليؤدى إلى الغرور!!
                  ويقول منسى يوحنا ص121: ”إن سر التثليث عقيدة كتابية لا تُفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضرورى أن لا يفهمها البشر، لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الألهة“.
                  ويزيد عليه بوسويه بتسمية التثليث معضلة، واعترافه بأنه لا يوجد لا فى الكتاب المقدس ولا حتى فى قانون الإيمان النيقوى. فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا: ”ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنا طويلا. لأن كلمة أقنوم لا توجد فى قانون الإيمان الذى وضعه الرسل, ولا فى قانون مجمع نيقية, وأخيرا اتفق أقدم الأباء على أنهم "كلمة" تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأى وجه من الوجوه“.أى اجتمعوا واتفقوا على وضع طلاسم يغلفون بها معضلاتهم، التى يسمونها عقيدة! أى اتفقوا على ألا يتفقوا.
                  ويقول القديس أوغسطينوس عن التثليث إن اللغة البشرية لتعجز عن التعبير عنه، فقال ص118 نقلا عن منسى يوحنا: ”عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة فى الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا“.
                  القس ج. ف. دى. جروت في كتابه (تعاليم الكاثوليكية) ص149: ”إنّ الثالوث الأقدس هو سر غامض بمعنى الإلزام بالكلمة. وللأسباب وحدها لا يمكن التدليل على وجود الثالوث الإلهى نتعلمه من الكتب الموحى بها. وحتى بعد وجود السر الغامض قد كُشف لنا بقاء استحالة العقل الإنسانى إدراك كيف أن الثلاثة الأشخاص إنما هى ذات طبيعة إلهية واحدة.“ (نقلاً عن الغفران ص94)
                  وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية ج14 ص299 ”إن صياغة الإله الواحد فى ثلاثة أشخاص لم تنشأ موطدة وممكنة فى حياة المسيحيين وعقيدة إيمانهم قبل نهاية القرن الرابع“. (نقلاً عن الغفران ص96)
                  ألا يثبت هذا عندك يا أستاذ أسعد التحريف؟ والله إنى لمشفق على وقتك الذى أضعته فى مقالك الذى تسميه ردًا على الدكتور محمد عمارة!
                  ويقول المعلم (بطرس البستانى) فى دائرة معارفه ص305 ج6: ”ومع أن لفظة «ثالوث» لا توجد فى الكتاب المقدس، ولا يمكن أن يؤتى بآية من العهد القديم تصرِّح بتعليم الثالوث، فقد اقتبس المؤلفون المسيحيون القدماء آيات كثيرة تشير إلى وجود صورة جمعية فى اللاهوت“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
                  وجاء فى دائرة المعارف الفرنسية: ”أن عقيدة التثليث وإن لم تكن موجودة فى كتب العهد الجديد، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتى التقليدى يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان، رغمًا عن أدلة التاريخ التى ترينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف علقت بها الكنيسة بعد ذلك“.(ص219 ”النصرانية من التوحيد إلى التثليث“)
                  يُتبع

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مُشرِف

                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • موظف
                    • مسلم

                    #10
                    ويقول الأنبا بيشوى عضو المجمع المقدس ومطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى – في نهاية مذكرة تسمى مذكرة ”اللاهوت العقيدى“: ”وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من أعمق أسرار الوجود والحياة ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر“.
                    ويستشهد القس منسى يوحنا بالتثليث الوثنى، للتدليل على أنه هو الفطرة وأصل الدين، ومنتهى الهداية، وهذا بدلاً من أن يُهاجم هذه الوثنية ويقدح فى عقائدهم، ويرجع إلى الناموس وأصول العقيدة التى ينتمى إليها ، وانتمى إليها من قبله يسوع. فقد قدَّم لفصله الخامس بعنوان فرعى أسماه (نجد فى أصول الأديان الوثنية شيئًا يُنبىء عن الثالوث)، فبدلاً من أن يهتدى إلى أن الثالوث وثنى الأصول، ويتخذ موقفًا من ثالوثه، أخذ يعرض لنا الثالوث فى هذه الأديان، محاولاً أن يقنعنا أن ثالوثه أفضل من الثواليث الأخرى، التى أسماها وثنية ذرًّا للرماد فى الأعين.
                    ولا أريد أن أكرر ما قاله عن الثالوث فى الهند أو فى الصين أو الفرس أو اليونان ، فمضمون ما قاله (ص130-131) هو أن الثالوث فى كل من هذه الحضارات ـ بغض النظر عن المسميات ـ يتكون من (الآب)، وهو الإله الموجود غير المتناهى، والخالق الأزلى، و(الابن) وهو الحكمة والكلمة والعقل، و(الروح) الفاعل وهى التى تُحيى العالم وتحركه.
                    ثم انتهى إلى رأيه هو قائلاً ص131-132: ”إلا أن المعطلين , عوضًا عن أن ينسبوا اهتداء الوثنيين إلى التثليث الإلهي أو إلى الوجدان أو إلى الغريزة عينها التى تعلمنا بوجود إله ، قالوا إن عقيدة الثالوث المسيحى مستمدة من الفلسفات الوثنية“. ثم بدأ يعيب على الثالوث الوثنى قائلاً إنه ثالوث شركى، إضافة إلى زواج الإله من الإلهة وأنجبوا العضو الثالث فى الثالوث، أما التشابه الحادث بين هذه الأديان الوثنية والمسيحية، فلا يعدو أكثر من تشابه لفظى. ويعيب عليهم أيضًا أنهم ”لم يفهموا وحدانية الله خيرًا مما فهموا تثليثه“. ونسى أنه وعلماء المسيحية مازالوا لا يفهمون التثليث فى الوحدانية الذى يزعمونه، والذى أسماه (التوحيد) ، كما نسى أن الإله الروح القدس حلَّ على مريم وأحبلها الإله الابن يسوع. فما الفرق إذن؟
                    لذلك علقالمؤرخ ول ديورانت على المسيحية المثلثة قائلاً: لم تدمر المسيحية الوثنية، بل تبنتها. ومن مصر أتت أفكار الثالوث الإلهى.
                    وفي كتاب (الدين المصرى) يكتب المؤرخ سيغفريد مورنز: ”كان الثالوث شغل اللاهوتيين المصريين الرئيسى تجمع ثلاثة آلهة وتعتبر كائنًا واحدًا, إذ تجرى مخاطبتها بصيغة المفرد, بهذه الطريقة تظهر القوة الروحية للدين المصرى صلة مباشرة باللاهوت المسيحى“.وعلى ذلك فهو يعتبر اللاهوت الاسكندرى وسيطًابين التراث الدينى المصرى والمسيحية.
                    ويقول الأمريكى (درابر Draber) فى كتابه (الصراع بين الدين والعلم) نقلا عن (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ص237: ”إن الجماعة النصرانية لم تستطع أن تقطع دابر الوثنية، وتقتلع جرثومتها، فاختلطت مبادئها، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء. هناك يختلف الإسلام عن النصرانية إذ قضى الإسلام على منافسه (الوثنية) قضاء باتًا، ونشر عقائده من غير غش“.
                    ويقول أيضًا فى نفس الصفحة السابقة: ”دخلت الوثنية والشرك فى النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية فى الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية، ولم يكونوا يحفلون بأمر الدين ولم يخلصوا له فى يوم من الأيام“.
                    يا أستاذ أسعد: أليس اعتراف علمائكم ورجال اللاهوت بأن التثليث ليست عقيدة كتابية، بل فكر وثنى تبنته المسيحية، دليلا على تحريف كتابكم؟
                    يا أستاذ أسعد: هل هذه هى العقيدة الغامضة التى لا يفهمها أحد منكم، وهى غير قابلة للفهم، هى العقيدة التى تريد أن تجمع الناس عليها؟

                    يا أستاذ أسعد: هل رسالة الخلاص التى تتكلم عنها هى الإيمان بالتثليث الغامض، غير المفهوم، والذى لا سبيل إلى فهمه، إلا أن تترك عقلك وتصدقه؟ أليس من الغريب أن تسمى ما تدين به، وليس له أصولا فى كتابك، ولا يفهمه رجال دينكم "رسالة الخلاص"؟
                    ثم الإيمان "بيسوع مصلوبًا" رسالة خلاص لمن؟ إن كتابك يحدد أنها خلاص لكل العالم، فما حاجتكم لدعوة غيركم لدينكم إن كان قد خلص بموت إلهكم أو ابنه، من ذنب لم يقترفه ولم يشارك فيه لا بالفعل ولا بالتأييد أو بالصمت؟ فالمسلم والمؤمن والكافر والمسيحى واليهودى، والذى قتل يسوع والذى أسلمه للصلب، والزانى والفاجر والسارق والبار والمنافق والكذاب: الكل فى الجنة بسبب موت الإله أو ابنه!!
                    (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
                    (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                    (14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.) غلاطية 6: 14
                    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18
                    فما حاجتكم للدعوة لدينكم؟ وما حاجة البشرية إلى كتاب وناموس وأنبياء؟ وما حاجة الإله لخلق جهنم؟ ألم يعلم أن الكل سيخلص بتسليم ابنه للقتل؟
                    يقول القمص بيشوى عبد المسيح فى (المسيحية ديانة التوحيد) ص26 عن سبب دعوة الله أبا: ”وقد دعى الله أبًا بسبب محبته التى أظهرها لنا فى ابنه الذى هو الكلمة المتجسد لأجل فداء وخلاص بنى البشر“.

                    ولى وقفة مع قولك: (ومن حقك أن تنتقد عقيدة المسيحيين فى بنوية المسيح يسوع لله وفى طبيعته الإلهية)
                    إن نسبة بنوة يسوع لله تعالى لا تعنى أنه إله، أو يشترك مع الرب فى طبيعته الإلهية بأى حال من الأحوال. إن أبناء الله هم المؤمنون به وباسمه وبتعاليمه، إن أبناء الله هم الذين يتبعونه، ويعملون الصالحات، إن أبناء الله هم الأبرار، وإليك الأدلة من كتابك:
                    1- يقول يوحنا: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
                    وقد شرحها لوقا بمعنى أنهم أهل الجنة وخاصتها، فقال: (35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 35-36
                    2- ويقول متى: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45
                    3- وما قاله مرقس فى إنجيله فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
                    وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!») لوقا 23: 47
                    4- وقال متى (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9
                    5- يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
                    6- (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.) رومية 8: 14-16
                    7- (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.) فيليبى 2: 14-15
                    8- وقال لوقا (آدم ابن الله) لوقا 3: 38
                    9- (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18
                    لذلك قال لليهود إنهم أولاد إبليس، لأنهم لا يفعلون إلا ما يمليه عليهم شيطانهم: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ»)يوحنا 8: 44 و47
                    10- (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10
                    والأكثر من ذلك أن سمى الرب اليهود آلهة وليسوا أبناءه فقط، وقد أوضح لهم يسوع ما جاء فى سفر المزامير: (33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.) يوحنا 10: 33-35
                    وبالتالى فلم يتفرد يسوع بهذا اللقب، فقد أطلق الرب على أنبيائه أبناءه، بل سمى أتباعه من اليهود آلهة، كما ذكرت أعلاه.
                    وها هو يقول عن إسرائيل إنه ابنه البكر: (فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ») خروج4: 22-23
                    ويقول عن افرايم إنه ابنه البكر: (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً ، وأفرايم هو بكرى) إرمياء 31: 9
                    (فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ) تثنية 32: 19
                    (5أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ اللهُ فِي مَسْكَنِ قُدْسِهِ.) مزامير 68: 5
                    (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.) مزامير 82: 6-7
                    (وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.) هوشع 1: 10
                    فبم تفرد يسوع حتى يشترك مع الرب فى طبيعته الإلهية دون باقى البشر، الذين سماهم اخوته، وأشركهم معه فى عبوديته لله؟
                    ألم يقل للمجدلية: (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ») يوحنا 20: 17
                    وعليك أن تخبرنا عن هذه الطبيعة الإلهية، فبم استحق يسوع التأليه؟ فهو لم يقل إنه إله، ولم تُذكر كلمة أقنوم فى كتابه، ولم يقل إنه نزل ليفدى البشرية من الخطيئة الأولى، ولم يتفوه باسم آدم أو حواء، وكان يقول إن الله أعظم منه (يوحنا 14: 28)، وكان يصلى له، بل يقضى الليل كله فى الصلاة لله (لوقا 6: 12)، وكان يرجو غفرانه ورحمته ومجده، فبم تساوى يسوع بالله؟ هل صلى الله له؟ هل رجاه الله أن ينقذه فى موقف ما، كما فعل يسوع قبل الصلب المزعوم؟ هل مات الله كما مات يسوع؟ هل أحيا يسوع الله من الموت كما أحياه الله من الموت؟ هل خلق يسوع من العدم كما يخلق الله تعالى من العدم؟
                    ولو كان الله هو الذى أوحى كتابكم، فها هو يعترف أن يسوع عبده!
                    ولو كان يسوع هو الذى أوحى بكتابكم، فها هو يعترف أنه عبد الله ورسوله!
                    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                    وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قال لهم: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. .... 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                    كما أقر أنه رسول الله: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                    يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                    يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
                    يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
                    يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                    فأسأل الله لك الهداية!

                    أما بالنسبة لقولك (إنك إذا وافقتني علي الحرية التامة وان نتساوي أنا وأنت في حريتنا في نقد الآديان والدعوة كل إلي دينه ومعتقده ونقد دين الآخر ... فأنت خارج عن الملة وعن إجماع الأمة وأنت بحسب العقيدة الإسلامية كافر ودمك حلال مستباح لأنك تقر بمساواة الكافر بالمسلم والذمي بالمؤمن)
                    فمن أين أتيت بهذا الهراء؟ هل هذه رؤية مقدسة؟ أم أخذت هذا الكلام عن صبية الإنترنت، واعتبرته أمرًا واقعًا لا يحتاج إلى دليل أو برهان؟
                    لقد علمت أنك كافر لأنك تؤله بشرًا، لا دليل عندك على ألوهيته إلا أوهامك. ومع ذلك فقد تناسل أجدادك من أيام الفتح العرب إلى اليوم، فهل رأيت من قتل أحد أبنائك أو آبائك بسبب كفرك أو مخالفة عقيدتك للإسلام، وبعيدًا عن الثأر أو الدوافع الشخصية؟
                    هل تتبع مبدأ رمتنى بدائها وانسلت، الذى يقوم به مسيحيو غرف الدردشة؟
                    إذن دعنى أعلمك كتابك وما يحتويه، وأقارنه ببعض ما يحتويه كتابى:
                    إن كتابك هو الكتاب الوحيد الذى ينادى بالتطهير العرقى، والتصفية الجماعية للمخالفين للدين، فيأمر بقتل الأطفال والمسنين والنساء، وبشق بطون الحوامل كما ذكرت، والتنكيل بجثث المقاتلين، وبقتل الماشية، وبردم الآبار، وحرق الأشجار، وذلك بعد الانتهاء من الحرب، أى لا سبيل لاتخاذ الأشجار حصونًا، فاضطروا مثلا لحرقها أو قطعها، وسواء سميته العهد القديم أو العهد الجديد، فإن يسوع لم ينقض الناموس أو الأنبياء، والواقع العملى لكم لليوم هو التقيد بمثل هذه التعاليم.
                    وأذكرك:
                    (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                    (وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... .... .... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ.) يشوع 8: 18-30
                    (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
                    (7فَلِذَلِكَ هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُسَلِّمُكَ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ وَأَسْتَأْصِلُكَ مِنَ الشُّعُوبِ وَأُبِيدُكَ مِنَ الأَرَاضِي. أَخْرِبُكَ فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 25: 7
                    (16فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. 17وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ, إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ) حزقيال 25: 16-17
                    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                    (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                    ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
                    (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
                    (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوكالثانى3: 19
                    (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
                    (45فَقَالَ دَاوُدُ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. 46هَذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ, فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ لإِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 17: 45-46 وهكذا الدعوة فى كتابكم لمعرفة الرب!!!
                    (26وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ, وَبَقُوا مُعَلَّقِينَ عَلَى الْخَشَبِ حَتَّى الْمَسَاءِ.) يشوع 10: 26
                    وها هو العهد الجديد يؤيد هذا الكلام:
                    ويرىبولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم على يد بنى إسرائيل كان نعمة ورحمة لهم: (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. .. .. .. 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 34
                    (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19
                    (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَالإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
                    ثم اقرأ قول الرب الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3
                    ويلعن من يمنع سيفه عن الدم: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                    ونسب ليسوع القول: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
                    وأنه أمر ببغض أقرب الأقربين: (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
                    وأمر بذبح أعدائه أمامه: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                    وعلى ذلك فإن غير المؤمنين به هم عبدة الأوثان وبليعال، شركاء الإثم والظلمة، وأمر بعدم الاختلاط بهم: (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16
                    بل أمر الرب بقتل أولاد إيزابلا بسبب زناها: (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) رؤيا يوحنا 2: 22-23
                    (5وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ.) رؤيا يوحنا 11: 5
                    كانت هذه أخلاق الحرب عندكم أيها السيد أسعد: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
                    وهذه هى أحكام الكتاب المقدس! فأين إله الرحمة؟ وأين الله محبة؟ وأين أحبوا أعداءكم؟
                    قارن ما قرأت بآيات القرآن وأقوال سيد البرية، وأمير السلام، محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله!
                    (<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِالَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْوَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ%<u1></u1></span><span lang="AR-SA"><o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ %<u1></u1></span><span lang="AR-SA"><o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) البقرة 190-193
                    (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال 38
                    (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ %</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال 60-61
                    (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًافَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة 4
                    (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ%</="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة 6-7
                    (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُإِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ%</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِوَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ%</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ %</div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ</span>) النحل 125-128
                    (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصِّلت 34
                    (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّفَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة 109
                    (<span lang="AR-SA">وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصّلوةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَوةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ %<o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA">فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُفَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) المائدة 12-13
                    (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَافَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى 40
                    (</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ %</="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) الجاثية 14-15
                    (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99
                    (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الانسان 8
                    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة 208
                    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) النساء 94
                    (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) النساء 90
                    كان الرسول العظيم محمد r يوصى الجيش قبل أن يتحرك بقوله: «انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا ولا امرأة، وألا تغلوا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين،.. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور..»
                    وعندما هُزِمَ المسلمون فى غزوة أحد خرج الرسول r من المعركة جريحًا، وقد كسرت رباعيته، وشج وجهه، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر فى وجنتيه، فقال له بعض من أصحابه: لو دعوت عليهم يا رسول الله، فقال لهم: «إنى لم أُبعَث لعانًا، ولكنى بعثت داعية ورحمة .. اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون»
                    وفى نفس هذه المعركة قتل عم الرسول r أسد الله حمزة بيد رجل يُدعى وحشى ، بتحريض من هند زوج أبى سفيان، ولما خرَّ أسد الله حمزة أخذت هند تفتش عن قلب حمزة حتى احتزته ، ثم مضغته مبالغة فى التشفى والانتقام ..
                    ولما أسلمت هند وأسلم وحشى لم يزد الرسول على أنه استغفر لهند ، وقبِلَ إسلام وحشى وقال له: إن استطعت أن تعيش بعيداً عنا فافعل. هذا كل ما كان من معلم الإنسانية الخير مع قاتل عمه ومع ماضغة قلبه !!!
                    ورأى فى أحد حروبه امرأة من الأعداء مقتولة، فغضب وأنكر وقال: ألم أنهكم عن قتل النساء؟ ما كانت هذه لتُقتل.
                    ولما فتح مكة ودخلها الرسول ظافرًا على رأس عشرة آلاف من أبطاله وجنوده، واستسلمت قريش، ووقفت تحت قدميه أمام الكعبة، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة ما زاد صلى الله عليه وسلم على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء.
                    هذا هو محمد الرسول معلم الإنسانية الخير، لا القائد السفاح الذى يسعى لمجده وسلطانه فتسكره نشوة النصر.
                    ومن وصايا أبى بكر الصديق t لقائد جيشه: «لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له» وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة.
                    وكذلك كان تصرف أمير المؤمنين علىُّ بن أبى طالب فقد كان يعطى الفرصة لإيضاح الأمر لدى الخصم والناس، وتقديم البينة على ذلك، فقد كان يدعوا خصمه إلى حكم الإسلام واستنفاذ كافة حججه بمناقشة مستفيضة من أجل إعطاءه فرصاً إضافية للرجوع عن الحرب).
                    كما في معركة صفين حيث قال رضى الله عنه : (والله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة، فتهتدي بي وتعشوا إلى ضوئي..).
                    ومنها عدم البدء بالقتال فكان علىُِ رضى الله عنه يقول: (لا تبدأوهم بقتال)، فكان رضى الله عنه يتمسك بذلك من أجل تلافي سفك الدماء وإعطاء الفرصة للخصم للتراجع عن مواقفه في الحرب، فقد أوصى بعض قادته بقوله: (ولا تدن من القوم دنو من يريد أن ينشب الحرب).
                    نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وخلفاؤه حقًا يعطون أكثر مما يأخذون فكانوا الأساس في تطبيق الشريعة السمحاء بوجهها الأبيض الناصع، وذلك ما أخذت منه القوانين الدولية بعض مقرراتها وأنظمتها، ولكنها اليوم تحارب الإسلام وتعتبره نظامًا إرهابيًا متخلفًا رغم ما يرونه أمام أعينهم وما عرفوه عن طريق مستشرقيهم وغيرهم، من كون الشريعة الإسلامية والقانون الإسلامي هو النظام السبيل الوحيد الذي يضمن لبني البشر العيش بطمأنينة وسلام ولا غير..
                    ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هاربًا .. ذهب عمر لزيارته استجابة لرغبة هذا الأسقف (سيفرنيوص)، وحقنًا للدماء، فى كنيسة القيامة ولم يقتله ولم يبقر بطنه ولم يراهن على دلق أحشائه بضربة سيف واحدة ولم يأكل لحوم أجسادهم وكما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك، ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان كما يدعى الكتاب المقدس أن هذا ما فعله أنبياء بنى إسرائيل - .. .. وعندما حان وقت صلاة الظهر.. خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقًا يؤدى إلى طرد المسيحيين منها.
                    ولما فتحت جيوشنا المدن السورية أبرموا معهم معاهدات الدفاع عنهم فى نظير أن يدفع الذمى الجزية وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فلما اجتمع الروم لقتال المسلمين، اجتمع المسلمون وخرجت الجيوش الإسلامية من المدن السورية للقاء العدو، وجمع خالد بن الوليد أهل حمص وأبو عبيدة أهل دمشق وغيرهما من القادة أهل المدن الأخرى وقالوا لهم: إنا كنا قد أخذنا منكم أموالاً على إن نحميكم وندافع عنكم ، ونحن الآن خارجون عنكم لا نملك حمايتكم ، فهذه أموالكم نردها إليكم .. .. فقال أهل المدن: ردكم الله ونصركم. والله لو كانوا مكانكم لما دفعوا إلينا شيئًا أخذوه ، بل كانوا يأخذون معهم كل شىء يستطيعون حمله ..
                    يُتبع

                    تعليق

                    • abubakr_3
                      مُشرِف

                      • 15 يون, 2006
                      • 849
                      • موظف
                      • مسلم

                      #11
                      هل سمعتم بجيش منتصر يخرج من البلد الذى فتحه، لأن القائد المسلم لم يعطيهم مهلة الثلاثة أيام؟
                      إليكم أغرب حادثة فى تاريخ البشرية .. ..
                      لما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز، وفدَ إليه قوم من أهل سمرقند، فرفعوا إليه أن قتيبة قائد الجيش الإسلامى فيها دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين غدرًا بغير حق. فكتب عمر إلى عامله هناك أن ينصب لهم قاضيًا ينظر فيما ذكروا، فإن فذى بإخراج المسلمين من سمرقند خرجوا.!
                      فنصب لهم الوالى «جميع بن حاضر الباجى» قاضيًا ينظر شكواهم، فحكم القاضى وهو مسلم بإخراج المسلمين .. على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامى بعد ذلك، وينابذهم وفقاً لمبادىء الحرب الإسلامية، حتى يكون أهل سمرقند على استعداد لقتال المسلمين فلا يؤخذوا بغتة.
                      فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له فى التاريخ من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها .. قالوا: هذه أمة لا تحارب ، وإنما حكمها رحمة ونعمة ، فرضوا ببقاء الجيش الإسلامى ، وأقروا المسلمين أن يقيموا بين أظهرهم.
                      هل رأيتم فى تاريخ الدنيا كلها جيشًا يفتح مدينة، فيشتكى المغلوبون للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر ويأمر بإخراجه، ولا يدخلها بعد ذلك إلا بإقرار أهلها؟!
                      أرأيتم فى التاريخ القديم والحديث حربًا يتقيد أصحابها بمبادىء الأخلاق والحق كما تقيد به جيش المسلمين؟
                      إنى لا أعلم فى الدنيا كلها موقفًا مثل هذا لأمة من أمم الأرض ..
                      وهل تعرفون ماذا فعل المسلمون حين استردوا بيت المقدس على يد صلاح الدين؟
                      كان فى القدس حينما استعادها صلاح الدين من الصليبيين مائة ألف صليبى، منهم ستون ألف راجلاً وفارسًا، إضافة إلى من تبعهم من النساء والأطفال، فأبقى صلاح الدين على حياتهم، واستوصى بهم خيرًا، وقرر فقهاؤه بضرب فدية عادلة، وعجز بعضهم عن دفع الفدية، فأدى الملك العادل أخو صلاح الدين فدية عن ألف صليبى، واقتدى به صلاح الدين نفسه فأعفى كثيرين من الفدية، وأغضى عن جواهر الصليبيين وذهبهم وفضتهم، وعامل نساءهم معاملة كريمة، وسهل السبيل لخروج ملكتين بما معهما من جواهر وأموال وخدم، ورخص للبطريرك الأكبر أن يسير آمناً بأموال البيع والجوامع التى كان نهبها الصليبيون فى غزوهم. وعندما اعترض المسلمون على صلاح الدين بأن هذا البطريرك يقوى بما أخذ على حرب المسلمين ثانية، قال: لا أغدر به.
                      ولما عقد الصلح بين المسلمين والصليبيين دخل خلق عظيم منهم إلى القدس فأكرمهم صلاح الدين وقدم لهم الأطعمة وباسطهم. وبذلك ألقى صلاح الدين على الصليبيين درسًا فى مكارم الأخلاق وسماحة الإسلام.
                      من البديهى أن كل صاحب دين يُمجِّد فى دينه وفى سيرة الصالحين منهم. فما دليلك التاريخى على صدق هذا الكلام؟
                      اعترف المؤرخ جوستاف لوبون بتسامح صلاح الدين وعدله وعطفه، فقال:وتم طرد الصليبيين من القدس على يد السلطان صلاح الدين الأيوبى، ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل فى الصليبيين مثل ما فعله الأولون من ضروب التوحش فيبيد النصارى على بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم مانعًا سلب شىء منهم.
                      وأشار المؤرخ (أيوركا) بما لقيه الصليبيون من حسن معاملة صلاح الدين لهم يوم فتح القدس ، فقال: لقد أظهر الجند المسلمون الذين رافقوا المطرودين من أهل الصليب شفقة مؤثرة ، ولا سيما على النساء والأطفال. ولا يوجد دليل على ذلك أكبر من تهديد صلاح الدين لأصحاب السفن من رعايا الجمهوريات الإيطالية لنقل هؤلاء البائسين من الصليبيين.
                      ولما علم صلاح الدين بمرض خصمه ريتشارد قلب الأسد، وبأنه فى حاجة إلى بعض الفاكهة والثلج ، فبعث إليه صلاح الدين بحاجته، وأرفقها بالدواء والشراب، ولم يكد ريتشارد يشفى من مرضه حتى عاد مرة أخرى إلى قتال صلاح الدين!!
                      ويتعجب القس (أودوا الدويلى) أحد رهبان القديس دينيس والذى كان يشغل وظيفة قسيس خاص للويس السابع وصحبه فى الحملة الصليبية الثانية ـ من تعصب وجفاء وقسوة قلب الصليبيين بين أنفسهم ، فقال: «بينما كان الصليبيون يحاولون شق طريقهم برًا عن طريق آسيا الصغرى إلى بيت المقدس، منوا بهزيمة فادحة على أيدى الترك فى ممرات فريجيا الجبلية عام 1148، وبلغوا مدينة أتاليا الساحلية بشق الأنفس، وهنا تمكَّنَ جميع الذين استطاعوا أن يرضوا المطالب الفادحة التى كان يفرضها عليهم تجار الإغريق من الإبحار إلى أنطاكية، بينما خلفوا وراءهم المرضى والجرحى وعامة الحجاج تحت رحمة الخونة من حلفائهم الإغريق، الذين أخذوا مبلغ خمسمائة مارك من لويس شريطة أن يمدوا الحجيج بقوة من الحرس، وأن يعنوا بالمرضى حتى يصبحوا من القوة بحيث يمكن إرسالهم ليلحقوا بزملائهم.
                      ولكن لم يكد الجيش يغادر المكان حتى أخبر الإغريق الترك بموقف الحجيج الأعزل، وراقبوا فى صمت ما أصاب هؤلاء التعساء من المجاعة والمرض وسهام العدو التى جرت عليهم الدمار والخراب وهم فى طريقهم إلى معسكرهم.
                      ولما وصل الترك المعسكر الذى يتجمع فيه هؤلاء الصليبيين وهجموا عليه، وحاولت جماعة منهم تبلغ ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف أن تلوذ بالفرار بدافع اليأس، ولكن الترك هجموا عليهم ومزقوهم شرَّ ممزق. أما الضعفاء والمرضى فقد لاقوا أفضل معاملة إنسانية، فقد واسوا المرضى، وأغاثوا الفقير والجائع الذى أشرف على الهلاك، وبذلوا لهم العطاء فى كرم وسخاء، حتى إن بعضهم اشترى النقود الفرنسية التى ابتزها الإغريق من الحجاج بالقوة أو بالخداع، ووزعوها بسخاء بين المعوزين منهم، فكان البون شاسعًا بين المعاملة الرحيمة التى لقيها الحجاج من الكفار (يعنى المسلمين) وبين ما عانوه من قسوة إخوانهم المسيحيين من الإغريق الذين فرضوا عليهم السخرة وضربوهم وابتزوا منهم ما ترك لهم من متاع قليل .. حتى إن كثيرًا منهم دخلوا فى دين منقذيهم بمحض إرادتهم
                      وفى ذلك يقول المؤرخ: «لقد جفوا إخوانهم فى الدين الذين كانوا قساة عليهم، ووجدوا الأمان بين الكفار (المسلمين) الذين كانوا رحماء عليهم! ولقد بلغنا أن أكثر من ثلاثة آلاف قد اعتنقوا الإسلام، بعد أن تقهقروا إلى صفوف الأتراك، آه ، إنها لرحمة أقسى من الغدر .. لقد منحوهم الخبز ولكنهم سلبوهم عقيدتهم، ولو أن من المؤكد أنهم لم يُكرِهوا أحدًا من بينهم على نبذ دينه، وإنما اكتفوا بما قدموا لهم من مساعدة .. ومن رحمة افتقدوها عند إخوانهم فى العقيدة ..!!»
                      من الأمثلة الأخرى على صدق هذا الكلام ما يحكيه أحد المشاركين فى هذه الحرب لحفيدته: لقد تعرضت الكتيبة الأسترالية النيوزيلاندية "أنذاك" فى الحرب العالمية الأولى لمأساة رهيبة سقط بسببها ألوف القتلى والجرحى، وكان الجنود المسلمون يجودون بأطعمتهم ودوائهم لعلاج المصابين فى هذه المعركة .. حتى الأتراك الذين تصفهم الكتب والمراجع بالفظاظة والقسوة .. كانوا أكثر رحمة من البريطانيين الذين تخلوا عن الجنود الأستراليين والنيوزيلانديين فى هذه المحنة.
                      هل تعرف أن الوحوش لا تفترس إلا فى حالة الضرورة .. أما أن يكون ذلك على أيدى بشر .. ومن رجال دين يُفتَرَض فيهم الرحمة والعدل .. ومن بابوات وكهنة ينتسبون إلى السيد المسيح (عليه السلام) فهذا يكاد لايصدقه عقل!!!
                      إن جوهر المشكلة عند النصارى هو النصوص والكتب التى يعدونها مقدسة ويطبقون ما فيها من وحشية وقسوة، ألم يذكر الكتاب المقدس هذه النصوص لهؤلاء الأنبياء الذين أرسلهم الله هدى وبشرى ورحمة لنقتدى بهم؟
                      اقرأ هذه المقارنة بين نصوص كتابك الذى تقدسه، وبين أقوال الحق تبارك وتعالى ورسول السلام:
                      الكتاب المقدس
                      نبي الرحمة
                      اقتلوا للهلاك
                      انطلقوا باسم الله
                      اقتلوا الشيخ
                      لا تقتلوا شيخا فانيا
                      اقتلوا كل امرأة
                      لا تقتلوا امرأة
                      اقتلوا طفلا ورضيعا
                      لا تقتلوا طفلا ولا صغيرا
                      نجسوا البيت
                      لا تغلوا
                      لا تشفق اعينكم
                      اصلحوا
                      لا تعفوا
                      احسنوا
                      عيني لا تشفق ولا اعفو
                      إن الله يحب المحسنين
                      فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا
                      اذهبوا فأنتم الطلقاء
                      وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ
                      اذهبوا فأنتم الطلقاء
                      وإن جنحوا للسلم، فاجنح لهم
                      وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ
                      لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين
                      9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ
                      لا تقتلوا طفلاً صغيراً، لا تنزعوا طفلاً من حُضن أمه
                      فهذا هو سيف الإسلام، الذى يحلو لك أن تكررها دون فهم! إنه سيف مسلط على رقاب المفسدين فى الأرض، وليس المخالفين لعقيدة الله المستسلمين لحكم الله تعالى!
                      فتعلم الحب والمحبة من الإسلام ورسوله!
                      فالإسلام لم يعط سلطانًا لأتباعه إلا لتنفيذ أحكام الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق! والإسلام يضمن لك حرية الاعتقاد لكن تحت لواء ملكوت الله، أى حكم الله وشريعته.
                      ونحن لا نفترض أنك سوف تغشنا أو ستضحك علينا، بل نؤمن أنك من الضالين، بناءً على تحريف كتابك واختلاف العقائد التى به. فعلام تهدينا من كتابنا وأنتم لم تفهموا كتابكم، ولم تتحدوا على نصوصه ومحتوياته ولا حتى تأويله؟؟

                      هل الإنجيل كتاب أم بشارة؟
                      والآن نأتى لنقطة يرددها تقريبًا كل مسيحى دون فهم، وهى معنى كلمة إنجيل، فهم يفهمونها على أنها البشارة السارة.
                      فما هى هذه البشارة؟
                      هل هى قدوم يسوع؟ لا يمكن. فهل بعد أن جاء يسوع يبشرهم أنه قد جاء.
                      هل هى ملكوت الله؟ فما هو ملكوت الله الذى جاء يسوع يقول إنه اقترب قدومه؟
                      هل هى قتله على الصليب فداءً للبشرية من الخطيئة الأزلية؟ مستحيل، لأن يسوع لم يذكر ولو لمرة واحدة كلمة الخطيئة الأصلية أو الأولى، ولم ينطق باسم آدم أو حواء، ولم يأت إلا مؤيدًا للناموس الذى حرَّم على بنى إسرائيل القول بتوارث الخطيئة:
                      (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24: 16
                      (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 20-22
                      وقال الرب لسليمان: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
                      فهذه هى تعاليم الرب، ورحمته، ولم يأت يسوع لينقض نقطة واحدة من الناموس، الذى قال فيه الرب: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
                      نخلص من هذا أن البشارة السارة لم تك يسوع ولا قدومه ولا صلبه المزعوم!
                      لقد كانت دعوة المعمدان هى نفسها دعوة يسوع، فكما قال المعمدان باقتراب ملكوت السماوات: (2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1
                      قال يسوع أيضًا بقرب مجىء هذا الملكوت: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7
                      إذن فالملكوت ليس ملكوت يسوع، ولا ملكوت المعمدان، ولكنهما جاءا للتبشير بقرب قدومه. وهذا الملكوت القادم غير الملكوت القديم الذى كانوا يعيشون فيه، فهو ملكوت جديد، يُنبىء بانتهاء الملكوت الأول وشريعته، ويخرج اليهود من هذا الملكوت.
                      لذلك قال لهم يسوع: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                      لذلك واجههم بقرار الله تعالى أنه سيترك لهم بيتهم خرابًا، ولم يقل إنه سيخرب بعد رحيلى، أى تركه لهم بعد أن أعلمهم بقرار الله تعالى بأنه لن يأتى نبى من بنى إسرائيل فيما بعد، ولن يروا عيسى u، حتى يقولوا مبارك الآتى باسم الرب:
                      ( 37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                      فهل من العدل أو الحكمة أن يتركهم الرب يستمروا فى قيادة مسيرة المؤمنين وحمل كتابه وشريعته للأمم؟
                      وهذا الذى حمل يسوع على إتلاف شجرة التين، التى ترمز إلى الأمة اليهودية، معلنًا أنه لن يأتى منها نبى بعد، وكان ذلك فى نفس الخطبة التى أعلمهم فيها بنزع الملكوت منهم، إلا أن كاتب هذه الرواية حكاها على أنه كان جائعًا، فخرَّب شجرة التين عندما لم يجد بها ثمرًا: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19
                      وذلك على الرغم من أنه كان يعلم جيدًا وقت إثمار شجرة التين: (32فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ) متى 24: 32
                      ونفى لليهود ولتلاميذه أن المسِّيِّا الذى هو ملك اليهود والأمم وخاتم الأنبياء، ورسول السلام، القادم بالسيف ليس من نسل داود، ذلك النسب الذى زعموه ليسوع: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                      وفى موقف آخر استشهد بكتبهم، فهى تقر بقدوم نبى آخر ليس من بنى إسرائيل: (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.) يوحنا 5: 39
                      وهذا مصداقًا لوعد الله تعالى لموسى عليه السلام وشعبه: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.) تثنية 18: 15-19
                      هذا النبى سيظهر ببلاد العرب، وعلى الأخص شبه الجزيرة العربية، ومن قبيلة قيدار، التى انحدرت منها قريش: (13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ) إشعياء 21: 13-17
                      وجاءت الفقرة (13) فى ترجمة كتاب الحياة (طبعة 1988): (نبوءة بشأن شبه الجزيرة العربية)، وغيرتها النسخ الكاثوليكية (طبعة 1993) إلى (وحى على العرب) واليسوعية (طبعة 1991) إلى (قول على العربة). وعلى ذلك فإن الوحى القادم من دومة أو أدوم هو نفس الوحى الذى تكلم عنه الرب والقادم من شبه الجزيرة العربية(11وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دُومَةَ: صَرَخَ إِلَيَّ صَارِخٌ مِنْ سَعِيرَ: «يَا حَارِسُ مَا مِنَ اللَّيْلِ؟ يَا حَارِسُ مَا مِنَ اللَّيْلِ؟») إشعياء 21: 11
                      نبى يرسله الله تعالى للعالمين، وليس من نسل موسى، حيث سيستبدل الله تعالى هذه الأمة بأمة قالوا عنها إنها أمة غبية: (19«فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. 20وَقَال أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ وَأَنْظُرُ مَاذَا تَكُونُ آخِرَتُهُمْ. إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ أَوْلادٌ لا أَمَانَةَ فِيهِمْ. 21هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.) تثنية 32: 19-21
                      وها هو مثال كامل يوضح فيه يسوع السبب فى سحب الله لشريعته منهم وإعطائها لأمة أخرى تعمل أثماره، مؤيدًا كلامه بما جاء فى المزمور 118: 22 متى 21: 33-44 (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                      ووصف اليهود هذه الأمة بعدة ألفاظ مشينة ونسبوها للرب، إخراجًا لما فى قلوبهم من غل وعدم تسليم لمراد الله تعالى، وهناك الكثير من النبوءات التى تذكر إسماعيل وأمه هاجر بصورة لا تليق بلقب هذا الكتاب. منها:
                      بنى المستوحشة: (1تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ قَالَ الرَّبُّ.) إشعياء 54: 1
                      الشجرة الوضيعة واليابسة: (24فَتَعْلَمُ جَمِيعُ أَشْجَارِ الْحَقْلِ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ وَضَعْتُ الشَّجَرَةَ الرَّفِيعَةَ, وَرَفَعْتُ الشَّجَرَةَ الْوَضِيعَةَ, وَيَبَّسْتُ الشَّجَرَةَ الْخَضْرَاءَ, وَأَفْرَخْتُ الشَّجَرَةَ الْيَابِسَةَ. أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ وَفَعَلْتُ].) حزقيال 17: 24
                      أمة وضيعة: (25[وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ, رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ, 26هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هَذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ, وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً أَجْعَلُهُ. هَذَا أَيْضاً لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.) حزقيال 21: 25-27
                      أمة غبية: (19«فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. 20وَقَال أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ وَأَنْظُرُ مَاذَا تَكُونُ آخِرَتُهُمْ. إِنَّهُمْ جِيلٌ مُتَقَلِّبٌ أَوْلادٌ لا أَمَانَةَ فِيهِمْ. 21هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ. ) التثنية 32: 19-21 واستشهد بها بولس فى (رومية 10: 19)
                      وكان من صفات هذا النبى قائد هذه الأمة الموصوفة أعلاه هى: (1هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ. 5هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً. 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. 8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. 9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا. 10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.) إشعيا 42: 1-12 (وهو ما استعملته الأناجيل للتدليل على أن يسوع هو المسِّيِّا، متآمرين مرة أخرى على الرب ومسيحه).
                      فالخلاص إذن هو الخلاص من اليهود وملكوتهم كما قال يسوع للمرأة السامرية فى (يوحنا 4: 22)، فهم الذين عهد الله تعالى إليهم بالتباعه، والحفاظ على كتابه، ولم يحفظوه: (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                      (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
                      كما أنبأ سفر التكوين عن زول ملكوت الله من بنى إسرائيل، الذين جاء منهم يسوع نفسه: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
                      وقال لهم أيضًا: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 38-39
                      لذلك لعن يسوع شجرة التين رمز الأمة اليهودية، قائلا لها: «لا يخرج منك ثمر بعد»، أى لن تأت نبوة منهم قط، وسحب منهم الملكوت، وكانوا فى انتظار أن يعطيه الله لأمة تعمل أثماره: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟») متى 21: 18-19
                      فهل آمن اليهود بكلام عيسى عليه السلام؟ لا. فقد عاندوه، وأردوا قتله خصيصًا من أجل هذا التعليم، الذى يقضى بسحب ملكوت الله منهم، ودفعه ليد أمة أخرى تعمل أثماره. ومع شديد الأسف إنساق النصارى وراءهم، على الرغم من قول عيسى عليه السلام متهمًا اليهود أنهم يريدون إغلاق ملكوت السماوات، وتوعدهم على ذلك بالويل فى الآخرة: (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
                      إنهم لا يعترفون بأن (ملكوت الله) هو شريعة الله ودينه، الذى ما جاء يسوع إلا ليؤكد تبعيته لموسى عليه السلام وناموسه، وأنه ليس بدعًا من الرسل. فلنتعرف إذن على معنى الملكوت عند خاصتهم من الدارسين.
                      إن تعبير ملكوت الله أو ملكوت السموات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول السماوات r)، التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم ، وقد أطلق عليه (ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) أو (مملكة الرب) أو (مملكة الله) أو (مملكة السماء)، على الرغم من اعتراض جون و. درين على كلمة ملكوت السماوات، فقال ص 159: “الأرجح أن يسوع كان يستخدم تعبير "ملكوت الله" وأن متى هو الذى استخدم بدلاً منه تعبير "ملكوت السموات" لأسباب ترجع إليه”. أليس هذا بتحريف؟
                      وهو تعبير ورد إذًا فى التوراة وفى الإنجيل، للدلالة على حكم الله على الأرض، وتنفيذ شرع الله وشريعته فيها. يدل على ذلك الكثير من نصوص التوراة، منها: (5وَمِنْ كُلِّ بَنِيَّ (لأَنَّ الرَّبَّ أَعْطَانِي بَنِينَ كَثِيرِينَ) اخْتَارَ سُلَيْمَانَ ابْنِي لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّ مَمْلَكَةِ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) أخبار الأيام الأول 28: 5؛ و(6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.) مزامير 45: 6 ، وجاءت هذه الترجمة فى طبعة كتاب الحياة أكثر وضوحاً من كلمة (قضيب): (عرشكَ يا الله إلى دهر الدهور، وصولجان ملكك عادل ومستقيم) وشاركت الترجمة الكاثوليكية والترجمة العربية المشتركة فى نفس المعنى ، ولكنهم خالفوا فقط رقم هذه الفقرة فجعلوها السابعة.
                      والذى أطلق لفظ (ملكوت السموات) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
                      ويجدر بنا هنا الإشارة إلى قول النصارى فى ملكوت السماوات ، فهم لم يتفقوا مطلقًا على معنى موحد لمقصد يسوع من ملكوت الله ، الذى هو لب رسالته ، والتى لم يأت إلا مبشرًا بها ، فهى بشارته الحسنة (إنجيله) لبنى إسرائيل.
                      فتقول طائفة اليسوعيين إن الملكوت هو ملكوت مادى، ويرون أنه تحقق بمجىء الدولة البيزنطية.
                      ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت أرضى وسوف يأسسه يسوع بعد ألف سنة فى نزوله الثانى.
                      ومنهم من يرى أنه قد نزل به الروح القدس فى اليوم الخمسين لرفع يسوع.
                      ومنهم من يقول إن يسوع لم يرد أن يُظهر ملكوته ، بل تنبأ به فقط.
                      ومنهم من يرى أن الملكوت هو ملكوت يسوع المسمَّر فى الصليب.
                      ومنهم من يرى أن يسوع جاء بالملكوت وأعلنه لتلاميذه.
                      ومنهم من يرى أن الملكوت ملكوت روحانى.
                      ومنهم من يراه الضمير.
                      ويتضح مما سبق أيها الأسعد تضاربكم فى لب رسالة يسوع التى هى البشارة باقتراب ملكوت الله. وبالتالى فقد نزل إلهكم أهرقت كرامته، ونُزعت قداسته ومات هباءً منثورًا، دون أن يوضح مراده أو تفهموا لب رسالته. أو على الأقل إن موقفكم اليوم هو نفس موقف اليهود الذين عارضوا بشارة يسوع بانتهاء ملكوتهم، واقتراب ملكوت الله القادم على يد رسول الأمم، حتى توعدهم بعذاب الله فى الآخرة قائلا لهم: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!)متى 23: 13
                      فالملكوت هو الدولة الإلهية التى يقيمها نبى آخر الزمان، وتلتزم بشرع الله، ويعيش فيها الموحدون لله بشرع الله.
                      لقد ضرب عيسى u لبنى إسرائيل الأمثال، وشبه لهم ملكوت الله، وانتهى إلى الخلاصة الآتية: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                      وهذا ما قرره القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92: (فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحًا مقربًا من الرب، ولكن ذلك لكى يكون خادماً له، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكًا من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. .. .. .. ومما يزيد الأمر وضوحًا هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قويًا على الحد من سلطان الملوك ، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبدًا أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله ، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبدًا، ولم ينسها الشعب، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
                      ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب ، وتحكيم كتاب الله بين الناس، لأن الله هو الملك الحقيقى، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى، وأن هذا الحكم وهذه الحكومة سيتولى إنشائها (المسِّيِّا) ، وهو سيكون نبيًا وليس إلهًا.
                      ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى: (ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها ، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير .. .. .. ويكون ملكها الوحيد هو الله ، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله ، وانحطت جدًا عن ما هو مفروض لها ، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
                      ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى، وليس ملكوت روحى،يُشبه ملكوت إسرائيل ، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله. فأين التشربع الذى يحتويه ما تسمونه بالعهد الجديد؟
                      ويؤكد هذا المعنى جون و. درين فى كتابه (يسوع والأناجيل الأربعة) نشر دار الثقافة أن ملكوت الله أو ملكوت السماوات هو دين الله وشريعته التى سيأتى بها المسيح (المسِّيِّا الرئيس، إيليَّا المُزمع أن يأتى، رسول الإسلام r)،التى ستكون على الأرض وسوف تحكم البشر كلهم:
                      ففى صفحة 145 ذهب إلى أن ملكوت الله هى الدولة الجديدة التى سيقيمها الله وسيحكمها بنفسه. أى خلافاً للدولة القديمة بنى إسرائيل، ولن يكون حاكمها من نسل إسحاق (بنى إسرائيل)، لذلك قال عيسى u ما رمى إليه من أمثاله فى موعظة الجبل فقال: (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                      وفى صفحة 147 قال: ”ولذلك نجد أنه لدينا من الأسباب ما يحملنا على افتراض أن يسوع كان يتكلم عما يمكن أن نطلق عليه "حكومة الله الملكية" وليس "ملكوته"“.
                      وفى صفحة 148 قال: ”وهناك أقوال كثيرة فى الأناجيل تبين أن يسوع كان ينظر إلى ملكوت الله كمجتمع حقيقى ملموس.“
                      وفى ص149 قال: ”إنه حكم الله على حياة الناس الذين يسلمون له أنفسهم.“ أى الذين يسلمون لقضاء الله وقدره، أى المسلمون!!
                      وفى صفحة 149 قال: ”إنها لحقيقة أنه فى بعض أجزاء العهد القديم نجد إدراكًا طاغيًا أن سيادة الله على البشر ستظهر فى شكل ملكوت منظم سيحل محل إمبراطوريات العالم.“
                      يُتبع

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مُشرِف

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • موظف
                        • مسلم

                        #12
                        وفى صفحة 150 قال إن عيسى u كان: ”فى قناعة تامة أن الله سوف يعمل بحسم وبصفة مباشرة ليس فى حياة الأفراد فحسب، بل أيضًا فى حياة الأمم السياسية والاقتصادية.“ أى ستُقام دولة يكون حكمها السياسى والإقتصادى كتاب أنزله الله تعالى: فهل المسيحية جاءت بقوانين سياسية أو اقتصادية يمكنها أن تُقيم العالم وتحكمه حكمًا إلهيًا رشيدًا؟ لا. فقد كان عيسى u خاضعًا للملكوت القديم، ملكوت بنى إسرائيل، ولم يكن ملكًا، أو حاكمًا (يوحنا 6: 19)، أو حتى قاضيًا (لوقا 12: 13-15)، حتى إنه رفض الحكم على المرأة التى اتهمها اليهود بالزنى، وأتوا بالشهود عليها (يوحنا 12: 2-9)، بل كان خاضعًا لقيصر وأمر بدفع الجزية له (متى 22: 15-21).
                        ولا يمكن بحال من الأحوال أن تنشىء المسيحية ملكوتًا اقتصاديًا على الأرض، لأنها تعتمد على أقوال يسوع التى تؤدى إلى تدمير اقتصاديات الأمم، وتنادى بأن الكمال فى الفقر: (21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».) متى 19: 21
                        وقوله أيضًا: (23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ».) متى 19: 23-24
                        وفى صفحة 169 قال عن طبيعة رسالة عيسى uالتى كان يعلمها بأمثال: ”هو مجىء مجتمع الله الجديد أو "الملكوت".“
                        وفى صفحة 175 قال ما معناه إن ملكوت الله هو أن يقبل الناس سيادة الله على حياتهم فى الدنيا.
                        وفى صفحة 179 قال سمَّى ملكوت الله ”مجتمعه الجديد“،وأن أمثال عيسى u التى ضربها ”تدعونا إلى أن نكرس أنفسنا دون قيد أو شرط لتقبُّل مشيئته.“ أى الإستسلام لله ولمشيئته ، وهو نفس معنى كلمة الإسلام.
                        وفى صفحة 181 قال: ”وهناك عنصر له أهميته فى تطلعات العهد القديم تمثل فى الاعتقاد بأنه حين يأتى المسِّيِّا فلسوف يقيم مجتمعًا جديدًا ، وفى هذا المجتمع يتمتع شعب الله بعلاقة جديدة ووثيقة بسيدهم وببعضهم البعض.“
                        وفى صفحة 182 قال: ”حين نتأمل طرق وصف يسوع لعمله ، وعمل ملكوت الله ، كثيرًا ما توحى كلماته أنه يتحدث عن جماعة من الناس ارتبطوا ليس بالله فقط، بل ومع بعضهم البعض أيضًا.“
                        وفى صفحة 182 قال: ”أما الأكثر روعة، فهى حقيقة أن بعض الأمثال توحى بأن ملكوت الله لن يكون مجتمعًا جديدًا فحسب، بل سيكون مجتمعًا مرئيًا أيضًا.“
                        ويقول وليم باركلى فى تفسيره لسفر الأعمال صفحة 24: ”الملكوت هو مجتمع على الأرض ، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما فى السماء“. أى كما فى كتابه المنزل من السماء.
                        ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 16: ”أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه الناموسى وقد اعتنقه الفريسيون والكتبة ويعتقد أصحاب هذا الرأى أن ملكوت الله معناه الأساسى سيادة الشريعة وخضوع الجميع لأحكامها وكلما تحققت الشريعة فى حياة الناس ظهر ملكوت الله بقوة فى العالم“.
                        ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه السابق عن أمثال يسوع صفحة 16: ”بعد الفحص الدقيق لهذه الأمثال، ظهر أن يسوع كان يقصد ثلاثة أمور رئيسية عندما يتكلم عن ملكوت الله، على أنه حكم الله وسلطانه).
                        بل يتهم الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى فى المدخل إلى العهد الجديد ص19 مؤلفى الكتب الرؤية بالتحريف فى العقيدة، وتغيير صورة النبى المسِّيَّا من نبى بشر ينتظره العالم كله، إلى كائن إلهى. فيقول: ”فإن مؤلفى الرؤى، عندما يتكلمون عليه، كفوا، على ما يبدو، عن أن يروه كما فى الماضى مشيحًا دنيويًا مسحه يهوه، وبعبارة أخرى ملكًا من ذرية داود يقوم بأعمال سياسية وعسكرية فى جوهرها، ليحقق بعون الله تحرير الشعب وازدهاره. فهم يميلون بعد ذلك إلى إظهار المشيح بمظهر كائن من الملأ الأعلى أقرب إلى الله منه إلى البشر، ويُطلق عليه فى بضع رؤى ابن الإنسان، ولكنه يظل فى جوهره وجهًا سماويًا ليس له صلة حقيقية بالناس وغير قابل للألم.“
                        ومن هذه الأمثال يتبين حقيقة كلمة (ملكوت الله)، وأنها سيادة الشريعة الإلهية فى المجتمع، وأن رسالة يسوع كانت تتركز فى تبشيرهم بقرب إقامة هذا الملكوت، الذى كانوا ينتظرونه بالفعل. وهو الملكوت الذى جاء عيسى u يُنبىء بقرب مجيئه فى نفس الوقت الذى بدأ فيه يوحنا المعمدان رسالته. وهذا يعنى أنه من أجل غلاظة قلوب بنى إسرائيل أرسل الله لهم نبيين فى نفس الوقت للبشارة بقرب مجىء ملكوته.
                        إذن فقد أتيا المعمدان ويسوع يبشران اليهود باقتراب مجىء شريعة الله وملكوته على يد نبيه الخاتم، الذى اعتبره أفضل من أنجبت البشرية، فقد كان يوحنا المعمدان فى عصره هو أعظم من ولد، ولكن الأصغر فى ملكوت السماوات، فى سلسلة الأنبياء، آخر وخاتم رسل الله هو أعظم منه: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
                        وهذا يكذب القول المنسوب ليسوع من أنه سبَّ كل الأنبياء الذين سبقوه بالقول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                        وهذا النبى الخاتم لن يكون من نسل داود، كما أشاع اليهود وكذبهم يسوع فى ذلك، فقد سأل التلاميذ عنهم بصيغة الغائب قائلا: وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                        فالبشارة إذن هى هذا الخبر المفرح الذى كانت تنتظره الأمم والأجيال. وهو قرب قدوم رسول الله تعالى، المسِّيِّا، النبى، الذى كانت تنتظر رسالته كل الأمم.
                        لكن فى الحقيقة يتكلم القرآن عن إنجيل (أى كتاب منزل من الله) به شريعة، أى كتاب أنزله الله تعالى على عبده ورسوله عيسي ابن مريم، ليحكم به أهل هذا الإنجيل: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} المائدة 47
                        وهو هدى ونور لمن اتبعه: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} المائدة 46
                        فهل كلمة إنجيل تعنى فعلا كتاب الله الذى أنزله على عبده ورسوله عيسى؟
                        ونبدأ بمقدمة نتعرف فيها على يسوع:
                        فقد كان نبيًا رسولا، من رسل الله تعالى، وكل رسول لا بد أن تكون له رسالة، فإذا نزعتم نبوته عنه، وأنزلتموه منزلة الإله، فما هى رسالته التى اعترف أنه جاء بها من عند الله الذى أرسله؟
                        إنكم بقولكم إن يسوع لم يترك رسالة، تنزعون عنه كل شىء، فقد غيرتم اسمه من عيسى إلى يسوع وإلى Jesus، وغيرها من اللغات المختلفة، ونزعتم منه نبوته ورسالته وجعلتموه إلهًا، وعبدًا لله فى نفس الوقت، وبالتالى تقرون أنه ليس بنبى، وليست له رسالة جاء بها من عند الله، ثم نزعتم كل صفات الألوهية منه، فلا هو عليم، ولا حكيم، ولا قادر على كل شىء، ولا قادر أن يدفع عن نفسه الأذى، يولد ويموت كما يموت كل البشر. فماذا تبقى لكم من عقل أو حكمة أو دين؟
                        لقد أقر يسوع للتلاميذ خاصة وللناس عامة من اليهود إنه رسول الله إليهم:
                        متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                        يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
                        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِيلأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                        يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
                        يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                        وأفهمهم أنه لا يتكلم من نفسه، ولا يفعل إلا ما يأمره به الله أو يمليه عليه:
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                        يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                        يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                        يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
                        يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) ولا يوجد ما يرضى الرب أكثر مما افترضه على عبده.
                        يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                        بل صعَّد يسوع تفانيه فى العمل على مرضاة الله، وفخره بعبوديته له، بأن جعل عمله على مرضاة الله وتنفيذ مشيئته هو طعامه الذى يعيش عليه:
                        يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                        لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                        لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
                        وأقر للمرأة السامرية بسجوده لله: يوحنا 4: 22 (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ- لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
                        والخلاصة: إنه كان عبدًا لله تعالى:
                        أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَهوأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        وفهم الناس المعاصرون له كلهم بلا استثناء أنه عبد الله ورسوله:
                        يوحنا 17: 3 و25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. .......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي .......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
                        متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                        وعندما أحيا ميت أرملة نايين أقر التلاميذ وجموع الناس، بل وأعداؤه أنه نبى عظيم:
                        لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                        متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                        يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                        وقال تلميذاه الذين كانا متجهان إلى قرية عمواس:
                        لوقا 24: 19 (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
                        لكن هل النبى إله أو مساوٍ له؟
                        أقر نبى الله دانيالأن النبى هو عبد الله ورسوله، وأن موسى كان عبدًا لله تعالى: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِالَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
                        لقد أعلن عيسى صراحة،أنه جاء تابعًا لناموس موسى عليهما السلام، مطبقًا له: متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) فهل من المنطق أن يتبع الإله ناموس عبده؟
                        وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته:يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
                        وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                        وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوعالَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                        كما أدان بولس الذين تركوا الخالق وعبدوا المخلوق: رومية 1: 25 (25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِالَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
                        وها هو بولس يقر أن يسوع بشر وله أخطاء: عبرانيين 7: 27 (27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.)
                        ويؤمن أن الله العاطى هو رب يسوع وإلهه الذى سماه سيدًا أى معلمًا: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
                        بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه وناداه فى أحلك اللحظات التى يكون الإنسان فيها صادقًا مع نفسه ومع الآخرين: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
                        بل أثبت يسوع بشريته وناجى ربه بعد أن تمجَّد: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                        وأقر أنه ليس بدعًا من الرسل، ولكنه جاء تابعًا لناموس موسى وكتب الأنبياء:
                        متى5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
                        وعلى ذلك فلو لم يأته الله تعالى كتابًا، فالكتاب الذى تتمسك به أنه من عنده وتسميه العهد الجديد فقد سقط بالكلية، حيث لم يطلع يسوع على ما كتبه كتَّاب الأناجيل، ولم يبد موافقته على ما اختاره رجال الكهنوت من بعض الأناجيل ورفض الأخرى، ولا توجد شهادة على أن هذه الكتب والرسائل جاءت بوحى من الله، بل إن الأخطاء الجغرافية والتاريخية والحسابية والعلمية التى به لتجعل لسان حال العاقل يقول (مستحيل نسبة أيًا منها لله تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)
                        كما أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر، فأين شهود الوحى؟ لا يوجد:
                        (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
                        واعتبر نفسه والله اثنين وليسا واحدًا، فشهد لنفسه، وشهد الله له، فكانتا شهادتين: (18أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) يوحنا 8: 18، وبذلك يتم وجود شهادتين، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية، وكون الآب والابن والروح القدس واحد بل ثلاثة، وصدق القرآن فى تكفيره للقائلين باتخاذ يسوع إلهًا ضمن ثلاثة آلهة: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍوَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌوَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة 73
                        يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                        يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                        يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ)
                        من هذه الفقرات الإنجيلية يتبين لنا أن عيسى عليه السلام قد أعطى تلاميذه كلامًا فحفظوه، فكيف أعطاهم هذا الكلام إلا إذا كان مكتوبًا فى كتاب، وإلا لقال يسوع: (قلت لهم) فقط دون استخدام فعل(أعطى)؟بل كيفحفظوا كلامه من مجرد السماع، وقد شهدت الأناجيل أن تلاميذ يسوع كانوا أغيباء؟ الأمر الذى يتحتم معه وجود كتاب يقرأون فيه ويعيدون القراءة حتى حفظوا كلامه! لأن تلاميذ مثل هؤلاء لا يعتمد على فهمهم أو إيمانهم، فكان لا بد من وجود كتاب يقيم الحجة لهم وعليهم وعلى غيرهم!!
                        فلم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
                        وتضجَّر يسوع من سوء فهمهم، وقلة إيمانهم: (19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!».) مرقس 9: 19
                        (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
                        (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
                        وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)متى 15: 15-16
                        (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
                        ويؤيدنا فى ذلك قول يوحنا نفسه إن التلاميذ آمنوا بالكتاب وبكلامه. ولا يمكن أن تكون كلمة (الكتاب) مقصود بها هنا التوراة، لأنهم أساسًا من المؤمنين بالتوراة، وبموسى والأنبياء عليهم السلام، ولم يأت يسوع إلا لليهود، ولكان الكتاب الذى تركه يسوع هو التوراة مضافًا إليها ما أحله الله لبنى إسرائيل، أو غيره من الشرائع، وعليكم إذن أن تنسوا أمر ما تسمونه بالعهد الجديد. ولا يتبق لكم إلا التسليم بأن الكتاب هنا هو الكتاب الذى تركه يسوع للتلاميذ.
                        يقول إنجيل يوحنا 2: 22 (22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.)
                        وهو نفس الكتاب الذى قال عنه القمص عبد المسيح بسيط فى كتابه (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد «أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....»؟
                        إن معنى كلمة إنجيل عند عامة المسيحيين هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة، وعند أنصاف المثقفين هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معًا، وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فله مفهومان: مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة. ومفهوم حقيقى وهو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح. وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلقالله، ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا. تلك الأوزار التى لم يتمكن الرب برحمته ومحبته أن يغفرها عن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم، ولم يتمكن إلى ذلك سبيلا إلا بعد أن أسلم ابنه للذل والمهانة، والقتل ملعونًا معلقًا على الصليب!
                        وإذا علمت أن يسوع لم يذكر كلمة خطيئة أصلية أو متوارثة، ولم يذكر آدم أو حواء، ولم يعرف تلاميذه أثناء حياته شيئًا عن هذه العقيدة، فكيف يكون هذا هو الإنجيل؟
                        وامتد تعريف الإنجيل عن المعاصرين إلى كونه شخص يسوع نفسه، كما جاء فى معجم اللاهوت الكتابى ص 113 فى شرح نصّ (مرقس 1: 15).
                        ونحن فى غنى عن البحث فى كلمة (إفانجليون) وهل هى تعنى بشارة أو خبر سعيد. فقد كان عيسى عليه السلام يتكلم الآرامية، وهى أحد أفرع اللسان العربى، فماذا قال بالضبط؟
                        ولكن بسبب ضياع الأصول التى يجب أن يعوَّل عليها، سنسايرهم فى بحثهم هذا لنقيم عليهم الحجة بما يؤمنون.
                        أجمعت معظم المراجع المتخصصة على أن كلمة (euggelion) إيفانجليون فى اليونانية القديمة تعنى الهدية أو المكافأة التى تُقدم لحامل الخبر السار راجع (The New Unger’s Bible Dictionary page 493) و (Thayer’s Greek - English Lexicon of the N.T page 257)
                        ثم تحول معناها فى اللغة اليونانية المتأخرة (Later Gr) إلى الخبر أو النبأ السار ذاته (good tiding themselves). فالبشرى بمولد إمبراطور المستقبل تعد يوانجيليون، وكذلك خبر إعتلائه العرش يسمى يوانجيليون. وخبر انتصاره فى الحروب يعد يوانجيليون.راجع (pictorial Encyclopaedia of the Bible V2 page 779 )
                        وجاء فى معجم اللاهوت الكتابى (الترجمة العربية) التعريف المتأخر لكلمة إنجيل فقالت: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا . أى بشرى سارة».
                        وجاء أيضًا: «وفى اللغة اليونانية العامة تعنى كلمة إنجيل (الخبر السار) وبخاصة بشرى انتصار. وكان عهد السلام الرومانى وكذلك الأحداث البارزة فى حياة الإمبراطور (الإله والمخلّص) تعتبر إنجيلا. أى بشرى سارة». راجع (معجم اللاهوت الكتابى الترجمة العربية ص 113)
                        وتشير كلمة إنجيل عند البروتستانت إلى إلغاء الناموس وتعاليم الله لموسى عليه السلام، وهى التى قال عنها يسوع إنه لم يأت ناقضًا لها، بل مؤيدًا لها وللأنبياء. فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل): «ويجب ملاحظة التباين الواضح بين الناموس والإنجيل فالتمييز بين الاثنين بالغ الأهمية لأن الإنجيل – كما يقول لوثر – يحتوى على كل العقيدة المسيحية كما يقول "إن الناموس لا يقصد به سوى كلمة الله والوصية التى تبين ما يجب عمله وما يجب تركه ويطلب منا طاعة الأعمال أما الإنجيل فهو تعليم كلمة الله الذى لا يطلب أعمالنا ولا يأمرنا بفعل أى شئ بل يعلن لنا النعمة الممنوحة لنا لغفران الخطايا والخلاص الأبدى فنحن هنا – فى الإنجيل – لا نفعل شيئا سوى أن نأخذ ما وهب لنا بالكلمة". »
                        إلا أن معجم اللاهوت الكتابى لا يستبعد أيضًا فى مقدمته تحت كلمة (إنجيل) كون معنى كلمة إنجيل كتاب بجانب أنها بشارة أو حدث بارز فى حياة الإمبراطور: (تدل كلمة إنجيل بالنسبة إلينا، إمّا إلى الكتاب الذي يروي حياة يسوع، وإمّا إلىالقراءة التي تُتلى أثناء القداس الإلهي.)
                        ومن معانيها كما يقوم معجم اللاهوت الكتابى (مادة إنجيل) أنها تشير إلى رسول الخبر السار، أى رسول ملكوت الله، الذى كان جوهر رسالة يسوع، الذى ما جاء إلى لينشرها: فقد قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
                        وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                        كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                        وإذا كان الخبر السار هو البشارة باقتراب مجىء ملكوت الله، فلا بد أن يكون هذا الخبر سارًا للمؤمنين من بنى إسرائيل، الذين كانوا ينتظرون مجىء الملكوت ونبيه. أما الكافرون منهم الذين حاربوا يسوع والأنبياء لمنع خروج هذا الملكوت من بين أيديهم، فقد أعلن يسوع عن نواياهم السيئة فى هذا الأمر قائلا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
                        وأعلمهم بانتهاء ملكوتهم رغمًا عنهم لأنه لا يمكن أن يخطف أحد شيئًا من يد أبيه: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
                        (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
                        وكان هذا الخبر السار هو انتهاء ملكوت بنى إسرائيل، واقتراب مجىء ملكوت الله على يد المعزى، البيركليت، الذى قال عنه يسوع (المزمع أن يأتى)، وأنه لا بد له من الذهاب حتى يأتى هو، وأنه روح الحق، وروح القداسة (روح القدس بدون ألف ولام فى كلمة روح). (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
                        فقد عرف اليهود هذا المسِّيِّا، النبى والمسيح الرئيس بألقاب (النبى) و(المسيح = المسِّيِّا) و(إيليا = أحمد =53 بحروف الجمَّل)، وإيليا هذا ليس المعمدان، حيث رفض بصورة واضحة أنه هو هذا المسِّيِّا: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21، وليس أيضًا يسوع الذى بشَّرب باقتراب قدومه: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
                        وهذا المعزى هو آخر ليس يسوع، ولكنه مثله من نفس النوع، ولن يأتى إلا بعد يسوع: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
                        ولن يكون من نسل داود، لذلك سأل يسوع عنه اليهود بصيغة الغائب: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                        ولم يقل إن يسوع هو المسِّيِّا المسيح إلا الشياطين، التى أخرسها يسوع: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، وهو مع شديد الأسف نفس قولكم اليوم فى يسوع! أى جعلتم تعاليم وأقوال الشياطين هى المعيار لدينكم، وتركتم تعاليم يسوع.
                        يُتبع

                        تعليق

                        • abubakr_3
                          مُشرِف

                          • 15 يون, 2006
                          • 849
                          • موظف
                          • مسلم

                          #13
                          ولا تتعجب يا أستاذ أسعد عندما تعلم أن كلمة إنجيل اليونانية فى صيغتها الاسمية (ευαγγελον) لم يعرفها كاتب إنجيل لوقا، ولا صاحب إنجيل يوحنا، حيث لم ترد فى إنجيليهما. كما أنَّ الكلمة اليونانية (τψ ευαγγελιψ) المعبرة عن إنجيل المسيح لـم يتعرف عليها أصحاب الأناجيل الثلاثة متى ولوقا ويوحنا. ولم ترد فى إنجيل مرقس إلا مرة واحدة فى (1: 15) فقط. ولكن بولس تعرف عليها فى رسائله وأيضا بطرس فى رسالته الأولى.
                          لقد أشار يسوع إلى شىء مادى (كتاب) كان بيديه، يعلم منه أتباعه، وقال عنه:
                          1) (9اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».) مرقس 14: 9 و متى 26: 13
                          وكلمة هذا تشير إلى وجود كتاب (شىء) مادى يمكنه الإشارة إليه. ولهذا حذفت التراجم الآتية اسم الإشارة هذا، بل ترجمها البعض إلى كلمة البشارة وحذف أيضًا اسم الإشارة, واسم الإشارة (هذا) احتفظت به ترجمة الفاندايك فى النصين أعلاه:
                          لقد اتفقتا الترجمة العربية المشتركة والترجمة الكاثوليكية اليسوعية على تغيير كلمة الإنجيل إلى البشارة، وحذفتا كلمة (هذا) من مرقس فقط:
                          مرقس 14: 9 (الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ البِشارَةُ في العالَمِ كُلِّهِ، يُحدَّثُ أيضًابِعَمَلِها هذا، إِحياءً لذِكرِها)
                          متى 26: 13 (الحقَّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ هذِهِ البِشارةُ في العالَمِ كُلِّهِ، يُحدَّثُأيضًا بعمَلِها هذا، إحياءً لِذكرِها)
                          واتفقتا ترجمة كتاب الحياة والترجمة البولسية على ترجمة الكلمة بالإنجيل، وحذفتا أيضًا كلمة (هذا) من ترجمة مرقس، التى هى الأصل الذى اعتمد عليه متى فى كتابة إنجيله:
                          مرقس 14: 9 (وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُبَشَّرُ بِالإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِأَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءًلِذِكْرِهَا!)
                          متى 26: 13 (أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُنَادَى بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِأَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءًلِذِكْرِهَا)
                          فماذا يقول النص اليونانى؟ هل يذكر اسم الإشارة (هذا) أم لا؟
                          إن الكلمة اليونانية لكلمة (هذا الإنجيل) ثابتة فى النصين، وهى τοῦτοεὐαγγέλιον ، ولكمة هذا تحت رقم (g5124)
                          وها هو النص فى مرقس بأرقامه:
                          Verily 281 I say 3004 unto you 5213, Wheresoever 3699 302 this 5124 gospel 2098 shall be preached 2784 throughout 1519 the whole 3650 world 2889, [this] also 2532 that 3739 she 3778 846 hath done 4160 shall be spoken 2980 of for 1519 a memorial 3422 of her 846
                          وها هو النص الإنجليزى بأرقامه فى متى:
                          Verily 281 I say 3004 unto you 5213, Wheresoever 3699 1437 this 5124 gospel 2098 shall be preached 2784 in 1722 the whole 3650 world 2889, [there] shall also 2532 this, that 3739 this woman 3778 846 hath done 4160 , be told 2980 for 1519 a memorial 3422 of her 846.
                          وتوقيت النصّ بكلمة الآن يعنى أنَّ الإيمان الصحيح بدعوة المسيح وإنجيله كان قبل حادثة الصلب التى لم تكن قد حدثت بعد. وأنَّ الذين آمنوا بالمسيح واتبعوه واتبعوا النور الذى معه ـ الإنجيل ـ قد جازاهم الله مائة ضعف ثوابا من عند الله. دون حاجة إليهم إلى صلب الإله لتُغفر لهم خطيئة لم يرتكبوها. وهذا مصداقًا لما قاله يسوع عن التلاميذ قبل وقوع حادثة الصلب: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
                          ومن المعلوم صراحة وبإجماع علماء المسيحية قاطبة، قدماء ومعاصرين، أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ومن انشق منهم من طوائف مختلفة. نجدهم يقولون جميعا بأنَّ تلاميذ المسيح u آمنوا به واتبعوه وهم لم يتعَرَّفُوا عليه كإله أو ابن إله. ولم يخطر على بالهم عقيدة التثليث والخطيئة الأولى فى ذلك الزمان.

                          2) وهذا هو الكتاب الذى طالبهم الإيمان به والعمل بمقتضاه قائلا: (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ») مرقس 1: 14-15
                          ولنا وقفة بسيطة مع هذا النص أنقلها من (معالم أساسية ضاعت من المسيحية، فصل "الإنجيل كتاب أم بشارة" ع.م. جمال الدين شرقاوى)، يقول الكتاب:
                          وهذا النصّ الذى قاله المسيح u نجد فيه ذكرا للإنجيل مرتين. المرة الأولى يقوم فيها المسيح بتعليم الناسإنجيل الرب، وذُكرت فى الترجمة (بِبِشَارَةِ) وفى المرة الثانية يطلب منهم المسيح u الإيمان بالإنجيل. وبالرجوع إلى النصّ اليونانى بنسخة (IGENT) نجد أنَّ هناك فرقا بين الإنجيلين يلاحظه المدقق فى الرسم الإملائى اليونانى.
                          فكلمة إنجيل الأولى الواردة فى (1: 14) كتبت فى الأصل اليونانى هكذا (ευαγγελον). وكلمة إنجيل الثانية الواردة فى (1: 15) نجدها كتبت هكذا (ευαγγελιψ) مع ملاحظة اختلاف أداة التعريف لكل منهما (to) و (ty).
                          وباختصار شديد نجد: أنَّ الإنجيل الذى كان المسيح u يقوم بتعليمه إلى قومه هو(το ευαγγελον)حسب الرسم اليونانى وهو عبارة عن الناموس بكامله، أى توراة موسى بكاملها إضافة إلى ما أوتيه المسيحu من ربه. هذا هو إنجيل الرب تصديقا لقول المسيحu (متى 5: 17، 18): "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". ولزم تلاميذ المسيح تعاليم الناموس (το ευαγγελον) بكاملها وأقاموها على أنفسهم وَعُرِفُوا عند المسيحيين باسم النصارى أصحاب كنيسة الختان.
                          وأنَّ الإنجيل الذى كان المسيح u يطالبهم بالإيمان به. هو الذى كُتِبَ فى النصّ اليونانى هكذا (τψ ευαγγελιψ) منسوبا إلى المسيح. وإذا ذهبنا نتعرف عليه فى مواضعه سوف نجده دائما وأبدا منسوبا إلى المسيح u أو مشارا إليه بأنه الإنجيل الواجب طاعته. مثل إنجيل الابن وإنجيل المسيح والإنجيل المطلوب طاعته وإنجيل ربنا يسوع المسيح وإنجيل الرب ... وهكذا.
                          إلا أن هذه الفقرة (14) لم تسلم أيضًا من التحريف، فقد قال النص اليونانى إن يسوع جاء يكرز (بإنجيل الله)، فحولوا كلمة إنجيل إلى بشارة ملكوت الله:
                          μετ δ τ παραδοθναι τν ωννην λθεν ησος ες τν Γαλιλααν κηρσσων τεαγγλιον το θεο
                          وها هى كلمة إنجيل الله (εαγγλιον το θεο) بدون كلمة ملكوت، التى تضيفها بعض التراجم.
                          Now after John was delivered up, Jesus came into Galilee, preaching the gospel of God (ASV, ESV, NASB, RSV)
                          وفى التراجم الألمانية:
                          Nachdem man Johannes ins Gef&auml;ngnis geworfen hatte, ging Jesus wieder nach Galil&auml;a; er verkündete das Evangelium Gottes (Einheits-übersetzung, Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, Luther 1912,)
                          وحذفت ترجمة لوثر لعام 1984 كلمة (الله) بعد كلمة (إنجيل) ليشير المفهوم عند البسطاء إلى هذا الإنجيل الذى بين أيديهم.
                          وأضافت ترجمة (AMP, Darby, KJ21, KJV, NKJV, ) كلمة ملكوت بين إنجيل والله، وغيرها البعض إلى أخبار الله السارة، مثل ترجمة (Basic Eng, TNIV, NRSV, CEV).
                          وترجمتها ترجمة (MSG) (برسالة الله)
                          After John was arrested, Jesus went to Galilee preaching the Message of God
                          أما الترجمات العربية فقد عبرت تمامًا عما حدث فى التراجم الأجنبية كالآتى:
                          الترجمة العربية المشتركة: (وبَعدَ اَعتِقالِ يوحنَّا، جاءَ يَسوعُ إلى الجليلِ يُعلِنُ بِشارةَ اللهِ،)
                          الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول:)
                          الترجمة البولسية: (وبعدَما أُلْقيَ يوحنَّا في السِّجْنِ، أَتى يَسوعُ إِلى الجَليلِ وهو يَكْرِزُبإِنجيلِ اللهِ،)
                          ترجمة كتاب الحياة: (وَبَعْدَمَا أُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَى يُوحَنَّا، انْطَلَقَ يَسُوعُ إِلَىمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، يُبَشِّرُ بِإِنْجِيلِ اللهِ قَائِلاً:)
                          لقد كان إنجيل الله هو كتاب الله الذى يحتوى على تعاليمه، والذى أعطاه الله للتلاميذ وأتباعه، التى قال عنها يسوع: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                          يوحنا 17: 8 (8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                          يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ)
                          3) يقول الكتاب: (...فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟) بطرس الأولى 4: 17
                          فهل معنى إنجيل هنا البشارة السارة؟ أم إنه كتاب الله الذى به تعاليم الله تعالى وأوامره؟
                          4) ويقول أيضًا: (13الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ) أفسس 1: 13
                          فجاءت كلمة إنجيل هنا أيضًا بمعنى كتاب الله، وكلمته، التى فيها خلاص البشر، كما قال يسوع: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                          أليس هذا قريب من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) الأنفال
                          والحياة الأبدية لن ينالها إنسان إلا بالإيمان بالله ورسله، والأعمال الصالحة التى أمر الله بها فى كتابه وناموسه، واجتناب السوء الذى أمرنا الله تعالى باجتنابه، وهذه هى تعاليم الله تعالى ووصاياه التى يحتويها كتابه: يوحنا 12: 49 (50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.)
                          وقد أشار يسوع إلى التعاليم الحقيقية، التى يعطيها هو، أى تعاليم الله السليمة، مقابل التعاليم المحرف التى بين يدى اليهود، وسمَّاها الخبز النازل من السماء، أى التعاليم التى تحيى موتى القلوب، التى لا يعرفها إنسان إلا عن طريقه، فهو رسول الله تعالى، وينزل الله تعالى عليه الحق:
                          يوحنا 10: 27-29 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                          يوحنا 6: 32-35 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
                          وذلك تصديقًا لما قاله صراحة لهم مرة أخرى: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                          وأوضحها مرة أخرى بقوله: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
                          ولا ننسى أن هذه التعاليم تلقاها يسوع من الله، وهى غير منسوبة له، وفى هذا دليل كاف على أنه رسول الله تعالى، ليس أكثر:
                          يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِفَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                          يوحنا 10: 32 (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي)
                          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                          يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                          يوحنا 17: 4(4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
                          يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّوَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                          يوحنا 17: 8 (8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِيبَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                          يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                          لذلك قال يسوع إن طعامه أى خبزه ولحمه وكل مشتهيات الطعام اللذيذ أن يعمل مشيئة الله تعالى: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                          وبداية وصاياه أن تؤمن بالله تعالى وحده لا تشرك به أقانيم، ولا توحدها معه: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                          وإذا كان الشطر الثانى من وصايا الخلود الأبدى الاعتراف برسوله عيسى عليه السلام، فكيف ستؤمن برسول لا رسالة له ولا كتاب؟
                          وتُسمَّى التوراة الكتاب والوصايا والناموس، لذلك عندما سأله أحد المؤمنين من بنى إسرائيل يطمع فى الحياة الأبدية والخلود فى جنة الله تعالى، أمره بحفظ وصايا الناموس أى اتباعها: لوقا 10: 25-26 (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ:«مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. ...)
                          وإذا سأل سائل: إن يسوع أرشد السائل إلى اتباع الناموس، فلماذا لم يرشده إلى اتباع إنجيله أى كتابه، لو كان قد جاء بكتاب كما تقولون؟
                          ونقول له: إن هذا القول مردود عليك، فلم يأت يسوع بكتاب وأرشد الناس إلى اتباع الناموس، والعمل بمقتضاه، وكان يدرس لليهود ما يعْلَمُونه من الناموس، ويصحح لهم فهمهم الخاطىء بشأنه، بل أكثر من ذلك كان يدرس دينه، الذى هو دين موسى والأنبياء فى مكان العبادة الخاص بهم. ومعنى كل ذلك أنه لم يأت بدين جديد، فما حاجته من الأصل لكتاب آخر، إلا إذا كان كتاب اليهود قد تحرف أو فسد بفعل اليهود أنفسهم؟
                          أى إما عليك يا أستاذ أسعد أو يا صاحب السؤال أن تؤمن بتحريف العهد القديم، أو أن يسوع لم يأت بكتاب من الأصل، ولا رسالة له إلا رسالة موسى والأنبياء عليهم السلام، ويكون ما تسمونه بالعهد الجديد كتاب مدسوس على يسوع، ومنسوب له ظلمًا وزورًا!!
                          وإذا كان اليهود قد حرفوا كتابهم وأبدلوا كلمة الله بتقاليدهم كما أخبرهم يسوع، فكيف يترك أتباعه بدون كتاب بدلاً من الكتاب التالف؟ (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                          5) بدأ مرقس كتابه بقوله: (1بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ) مرقس 1: 1
                          إلا يؤكد مرقس بذلك أن الإنجيل كتاب؟
                          6) (28وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) مرقس 10: 28-30، ولا يمكن أن يكون الإنجيل هو يسوع نفسه، وذلك لقول يسوع كلمتى (لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ)، والواو تقتضى المغايرة:
                          والإنجيل هنا بكل تأكيد هو تعاليم الله تعالى ووصاياه أى كتابه. فقد أثبتنا من قبل أن وراثة الحياة الأبدية تقتضى الإيمان بالله ورسوله، والعمل بمقتضى كتابه، أى اتباع تعاليمه ووصاياه: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)، وكلام يسوع هو تعاليم الله تعالى التى تلقاها منه
                          والحياة الخالدة فى الجنة هى رهن الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح فى الدنيا. يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                          يوحنا 5: 29 (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) ،
                          متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                          أعمال الرسل 10 : 34-35 (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.)
                          7) لا يمكن أن يكون الإنجيل هو البشارة بمجىء يسوع وفدائه للبشرية عن طريق موته على الصليب ميتة الملاعين، لأن كل من يموت معلقًا على خشبة فهو ملعون: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                          وذلك لأن تحمل الإنسان خطيئة غيره من المنهيات عنها، والمحرمات القول والإيمان بها بأمر من الله فى كتابكم:
                          1- قال الرب لموسى عليه السلام وشعبه: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
                          فلماذا إذاً تحمل أنت أو غيرك من وزر عصيان آدم وحواء لله والأكل من الشجرة إذا كان العدل هو قانون الله بين عباده؟
                          2- وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
                          3- وقال لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                          4- وقال لحزقيال: (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
                          5- فالله يطلب منهم إذن التوبة من ذنوبهم،لكى يُدخلهم جنات الخلد،فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليست الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء. ويطالبهم بالتوبة كما فعل آدم فأنقذته، وكان بذلك حكيمًا، وبذلك لا توجد خطيئة أزلية، لأن الله الرحيم الغفور قد غفرها له: (هي التي حفظت أول من جبل أبًا للعالم لما خلق وحده، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
                          6- وقال الرب لهوشع 4: 15 (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...)
                          7- (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10 ، إذن فالنجاة من النار هو رهن الثمار الجيدة التى تنتجها أنت فى حياتك ، وليست رهن الإيمان بيسوع وإياه مصلوباً.
                          8- (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)إشعياء59: 18
                          9- (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)مزمور 62: 12
                          10- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
                          فهل تريدون القول إن موسى وهارون كانا أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا أيضًا فى هذا المقام؟
                          11- وقال الرب لسليمان: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
                          فهذا هو الإله الرحيم الغفور، وبما أن الرب لا يتغير، فقد كانت هذه إذًا سنته منذ الخلق، وتاب على آدم وحواء، وغفر لهما. (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
                          8) يتكلم بولس عن إنجيل المسيح الذى يبشِّر به، أى يعظ منه، وهو لا بد أن يكون كتابًا فى يديه يعلم الناس منه، إلا أنه يقر أنه هادن كل شخص نفاقًا ليكسب الكل، وليكون شريكًا فى الإنجيل، وقد كان له ما أراد: (18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 18-23
                          9) وها هو يوضح بولس أن الإنجيل الذى كان يعلم منه الناس هو كتاب عرضه على التلاميذ: (1ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. 2وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً.) غلاطية 2: 1-2
                          ولن ننسى أن نذكركم أن هذه التعاليم التى كان يبثها بولس أدانها التلاميذ، ولم يوافقوا عليها، بل إنهم كفَّروا هذه المعتقدات، وأمهلوه مدة ليتوب، وأرسلوا من يصحح هذه التعاليم الفاسدة. ولكن مع شديد الأسف: إن تعاليم بولس هى التى ربحت: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ) أعمال الرسل 21: 17-27
                          10) (1لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعْلَمُونَ دُخُولَنَا إِلَيْكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَاطِلاً، 2بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلاً وَبُغِيَ عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي فِيلِبِّي، جَاهَرْنَا فِي إِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، فِي جِهَادٍ كَثِيرٍ. 3لأَنَّ وَعْظَنَا لَيْسَ عَنْ ضَلاَلٍ، وَلاَ عَنْ دَنَسٍ، وَلاَ بِمَكْرٍ، 4بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ هَكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.) تسالونيكى الأولى 2: 1-4
                          فما هو إنجيل الله الذى أؤتمن عليه غير كتابه؟
                          11) (10وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ.) مرقس 13: 10
                          يتكلم يسوع فى هذا النص عن أحداث آخر الزمان، قبيل ظهور المسِّيِّا، فكيف يُكرز، أى يتم تعليم الناس، إلا إذا كان هناك كتاب ملىء بتعاليم الله أى بأوامره ونواهيه؟
                          12) (8وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ».) غلاطية 3: 8
                          حوَّل المترجم فى النص أعلاه كلمة (إنجيل) إلى فعل يبشِّر، فهل هذه الترجمة أمينة أم مغرضة لتخفى وراءها شىء ما؟
                          ذكرت ترجمة الملك جيمس الكلمة الحقيقة وهى إنجيل إبراهيم، كما جاءت فى ترجمة وNRSV وTNIV وWebster 1833 وASV وESV وKJ21 وNIV وNIV و UK وNKJV وRSV وNASB:
                          And the scripture, foreseeing that God would justify the heathen through faith, preached before the gospel unto Abraham, [saying], In thee shall all nations be blessed.
                          وذكرت ترجمة Schlachter الألمانية لعام 1951 إنجيل إبراهيم، وكررتها فى طبعة 2000، وكذلك ترجمة Zürcher:
                          .. hat sie dem Abraham zum voraus das Evangelium verkündigt
                          وذلك على الرغم من أن التراجم الأخرى قد ذكرتها على صيغة الجمع، أى المفروض أنها تكون أناجيل إبراهيم أى صحف إبراهيم: (the good news, the glad tidings). فكيف جاءت فى الأصول اليونانية؟
                          هناك موضعان فى أسفار العهد الجديد يشيران إلى كتابين إلهيين أحدهما كان لإبراهيم الخليل r. وثانيهما كان لبنى إسرائيل أطلق على كل منهما اسم إنجيل .
                          وفى الأصل اليونانى طبقا لنسخة ( IGENT ) نجد أنَّ التعبير اليونانى عن عبارة الإنجيل الأول هو ( προ ευηγγελισατο) (ارجع إلى Interlinear Greek - English New Testament page 495).
                          وفى الأصل اليونانى طبقا لقاموس(Thayer’s Greek - English Lexicon) نجد أنَّ العبارة هى (pro-euaggelxzomai) (ارجع إلى Thayer's Greek - English Lexicon of the N.T page 539، ومثله أيضًا فى Key study Bible NASB).
                          والفارق بينهما فى الإعراب والجمع والإفراد . فعبارة نسخة (IGENT) صيغة المفرد أى الإنجيل الأول والعبارة الثانية الأناجيل الأولى، لا حظ علامة الجمع اليونانية (αι) فى آخر الكلمة. وكلمة الإنجيل هنا تشير إلى كتاب إلهى كان مع أبى الأنبياء إبراهيم الخليل r ولك أن تسميه (إنجيل أو أناجيل إبراهيم) أو (كتاب أو كتب إبراهيم) أو (صحف إبراهيم).
                          13) (2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. ... 6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ،) عبرانيين 4: 2 و6
                          2For indeed we have had the glad tidings [Gospel of God] proclaimed to us …6Seeing then that the promise remains over [from past times] for some to enter that rest, and that those who formerly were given the good news about it ….. (AMP)
                          For we also have had the gospel preached to us, …. It still remains that some will enter that rest , and those who formerly had the gospel preached to them did not go in (NIV, NIV UK)
                          2For unto us was the Gospel preached, as well as unto them (KJ21, KJV, NKJV, Webster 1833, )
                          وقام تراجم أخرى بترجمتها أيضًا فى صيغة الجمع منها:
                          2For indeed we have had good newspreached to us, just as they also; but (B)the word they heard did not profit them, because it was not united by faith in those who heard……. 6Therefore, since it remains for some to enter it, and those who formerly had good newspreached to them failed to enter because of (I)disobedience, (NASB, NIRV, NLT, RDV, NRSV, TNIV, World Eng, Worldwide)
                          والمدقق فى الترجمة يلاحظ أن النص يتكلم عن إنجيلين: إنجيل بشرنا به، وإنجيل بشروا به.
                          وترجمة النصّ هكذا كما جاءت فى كتاب (معالم أساسية ضاعت من المسيحية، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى): لأننا نحن قد جاءتنا دعوة الإنجيل تماما كما جاءتهم ـ أى اليهود ـ ولكن الرسالة التى سمعوها لم تكن لها قيمة عندهم، لأنَّ الذين سمعوا بها لم يمزجوها بإيمانهم (4: 2). ولا يزال هناك بقية سوف يدخلون الراحة ـ أى الجنة ـ أولئك الذين جاءتهم دعوة الإنجيل لم يدخلوها بسبب عصيانهم (4: 6).
                          فهناك إذًا إنجيلان: إنجيل سابق كان لبنى إسرائيل وهو التوراة أو العهد القديم، وإنجيل لاحق كان لبنى إسرائيل أيضا ولكن مع المسيح u. فمن آمن وأطاع الإنجيل فسوف يدخل راحة الرب أى جنته، ومن أبى وعصى الإنجيل فلن يدخلها أبدًا.
                          لكن كيف جاءت فى النص اليونانى؟ هل هى بالجمع أم بالإفراد؟ ولماذا غيرها المترجمون العرب وفى اللغات الأخرى أيضًا؟
                          فى الحقيقة إنَّ الأصل اليونانى للكلمتين جاء بالجمع فى (IGENT):
                          ( Ευηγγελισμενοιو Ευαγγελισθεντες) الأولى من اليسار إنجيل النصارى، والثانية إنجيل بنى إسرائيل. وهذا دليل بَيِّن على إطلاق اسم إنجيل على كتاب اليهود المعروف باسمالتوراة أو العهد القديم مجازا .
                          وهناك موافقة صريحة على ما ذكرته، وجدتها فى كتاب معجم اللاهوت الكاثوليكى ص38 من الترجمة العربية تحت عنوان الإنجيل الأول فى نصّ سفر التكوين (3: 15) من العهد القديم: "لأنه حسب التفسير التقليدى فى الكنيسة يحتوى (فى ملء المعنى: معنى الكتاب) فى بدء تاريخ البشرية بعد الطرد ...".
                          يُتبع

                          تعليق

                          • abubakr_3
                            مُشرِف

                            • 15 يون, 2006
                            • 849
                            • موظف
                            • مسلم

                            #14
                            14) (10وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. 11الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزاً وَرَسُولاً وَمُعَلِّماً لِلأُمَمِ.) تيموثاوس الثانية 1: 10-11
                            وهنا تتكلم الرسالة المنسوبة إلى بولس عن إنجيل أى كتاب. يتمكن الكاتب من خلال هذا أن يكرز ويعلم الأمم.
                            15) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
                            وهنا يتكلم عن أناس تحرف إنجيل المسيح، ويدعون الناس إلى إنجيل آخر غير إنجيله. وهذا تأكيد لما ذكره لوقا فى افتتاحية إنجيله من انتشار تحريف إنجيل يسوع بل وتأليف كتب أخرى عن يسوع وحياته، الأمر الذى دفعه إلى تأليف كتاب، يُعلم فيه صديقه ثاوفيلس بصحة الأحداث، كما تسلمها هو من شهود العيان، والكتبة: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                            بل إن هذا ما فعله بولس نفسه، وحاكمه التلاميذ بسببه، وأدانوه، وكفروا معتقداته، وأرسلوا إلى من كفرهم بولس وضللهم، من يُصحح لهم هذه العقائد الفاسدة، وأمروا بولس بالتوبة وأمهلوه حتى يتطهر، وفرضوا عليه أن يتطهر أربعة آخرون على نفقته: (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 20-26
                            وقد جاء فى تفسير الكنز الجليل تفسير نصّ غلاطيه السابق ص 12 ما نصّه: «ومعلوم أنَّ أهل غلاطية دخلوا فى الديانة المسيحية ـ البولسية ـ قبل ست سنوات من كتابة هذه الرسالة إليهم. وكان ذلك الارتداد عقب دخول غلاطية عدد من المعلمين المتمسكين بالتوراة والإنجيل». والإنجيل الآخر الذى كان معهم «ينادى بطريق خلاص غير طريق الاتكال على استحقاق المسيح وموته ويجعل حفظ الرسوم الموسَويَّة ضروريا للخلاص. وسماه إنجيلا لأنَّ المعلمين الكاذبين ادَّعـوا أنه كذلك وأنه هو الذى بشر به الرسل (أى تلاميذ المسيح)».
                            ومعنى قوله (وسماه إنجيلا لأنَّ المعلمين الكاذبين ادَّعـوا أنه كذلك وأنه هو الذى بشر به الرسل)، أن كلمة إنجيل كانت تعنى كتاب عند التلاميذ، وعند أهل هذا الزمن، حتى المعلمون الكاذبون سموا كتابهم الذى يحتوى على تعاليم كاذبة إنجيلا، حتى يضللوا أتباع الإنجيل الحق.
                            ومعنى ذلك أيضًا كما أوضح العميد جمال الدين شرقاوى أنَّ بولس كان يبشر بمسيح آخر غير المسيح الحقيقى عيسى ابن مريم رسول الله. وتأكيدا على تلك الحقيقة فقد ساق دليلا إضافيًا على صدق كلامه من موسوعة باكر الكتابية الأمريكية تقول عن ذلك الإنجيل الآخر الذى ذكره بولس فى النصّ السابق:
                            (BAKER Encyclopaedia of the Bible V1 page 895)
                            “is not another gospel about Jesus, but a message about another Jesus - not the real one , but one who exists only in the minds and the messages of those who proclaim him . On the other hand , to preach the true christ is to preach the true gospel. ”
                            والمعنى كالآتى: إنه ليس إنجيلا آخر عن عيسى، ولكنه رسالة عن عيسى آخر ليس هو المسيح الحقيقى. ولكنه الوحيد الموجود فى عقولهم والرسائل التى يبشرون بها. وعلى الجانب الآخر، لكى تدعو للمسيح الحقيقى يجب أن تدعو للإنجيل الحقيقى!
                            والإنجيل الحقيقى هو بالطبع إنجيل عيسى u، وليس إنجيل بولس، الذى سمِّىَ آخر. وكما قال بولس عن إنجيل تلاميذ المسيح قالوا هم أيضًا عن إنجيله حسب ما جاء فى أقوال الأب مَتـََّى المسكين فى كتابه (القديس بولس الرسول ص340): «فإنجيل بولس قالوا عنه: إنه ليس هو إنجيل المسيح بل هو إنجيل آخر. وبرهانهم على ذلك أنَّ بولس نفسه لم يَرَ المسيح ولا المسيح أرسله بواقعة تاريخية مسجَّلة. أمَّا إنجيلهم هم فهو الإنجيل الحقيقى لأنهم عرفوا المسيح وخدموا معه فهم رُسُلٌ حقيقيون».
                            ثم عقب متى المسكين قائلا: «ولكنهم ـ وكيهود ـ اتضح لبولس الرسول أنهم يتمسكون ويكرزون بالمسيح حسب الجسد فقط، وليس المسيح حسب الروح كابن الله. من هنا ظهر فعلا وبالتالى أنه إنجيل آخر وهو حتما وبالضرورة لا يحيى ولا يقيم من موت. وإنما إنجيل يتبع الناموس والحرف فهو إنجيل قاتل ..!!».
                            ومعنى ذلك أننا أمام إنجيلين: إنجيل الحبيب عيسى عليه السلام، الذى كان يتبع الناموس والأنبياء، وهو ما سمَّاه الأب متى المسكين الإنجيل القاتل! وإنجيل عدو يسوع الذى ادعى ظهوره له، وهو الذى لا يتبع الحرف ولا الناموس.
                            فلك أن تتخيل أنه يفضل بولس عن يسوع!!!! وأصبح إنجيل يسوع هو الإنجيل القاتل المميت، وإنجيل بولس، الذى يعتبر يسوع الابن المسِّيِّا، هو الذى يُحيى، وليس العكس، كما أقره يسوع فى حياته: فقد انتهر الشياطين صاحبة هذه الفكرة، والتى دعته المسِّيِّا، ابن الله (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
                            فلو كان معنى كلمة إنجيل البشارة السارة، لكان هذا تخبُّط فى الكلام والفهم، لأنه لا توجد بشارة سارة قاتلة!!
                            16) (6ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَائِراً فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ،) الرؤيا 14: 6
                            وهذه البشارة هى إنجيل آخر أى كتاب آخر سينزل به ملاك الرب فى نهاية الزمان، أسموه الإنجيل الخالد أو الأزلى، وهو لكل الأمم، وهو القرآن الكريم، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذا الإنجيل ليس إنجيل يسوع، الذى لا يعترفون به، حيث لم يكن له وجود زمن يسوع.
                            وإذا رجعنا إلى النصّ اليونانى لنتعرف على الكلمات اليونانية الدالة على ذلك الإنجيل نجدها حسب سفر الرؤيا (ευαγγελον αιωνιον) بمعنى الإنجيل الخالدوفى إنجيل متى (υαγγελον της βασιλειας) بمعنى إنجيل الملكوت. ونلاحظ أنَّ كلمة إنجيل مذكورة فى النصّين بنفس اللفظة اليونانية. المهم أنَّ ذلك الإنجيل الخالد المحفوظ الذى سينزل به ملاك من السماء سوف يكون بيد نبىّ آخر الزمان الوارد ذكره فى مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثا. وقد سبق ذكر توقع ظهور ذلك النبىّ (فى كتابى: المسيح هارونى أم داودى..!؟) المعبر عنه فى كتابات علماء المسيحية الغربيين تحت عبارة (The end day prophet). وأنَّ اليهود الأسينيين كانوا يتوقعون ظهوره من بعد ظهور أحد المسيحين الرِّبِى أو الملكى.
                            تأصيل كلمة إنجيل فى اللسان العربى
                            يقول الله تعالى: ]وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِىِّ مُبِينٍ. وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الأوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِى إِسْرَائِيلَ. وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ[ الشعراء (192-199)
                            وفى الحقيقة اجتهد بعض علمائنا فى أصل كلمة إنجيل، فمنهم من قال إن أصلها أعجمى، وتعربت بمرور الزمان، ومنهم من قال إنها عربية اللسان. ونسوق هنا بحث العميد جمال فى هذا الشأن من كتابه السابق:
                            إن كلمة (إيل) تعنى الله فى اللسان القديم، ومنها نسب الكثير من الأسماء له، فنجد أسماء هابيل وقابيل، وخليل (أى خل يل) أى خليل الله، وإسماعيل (سميع الله)، وإسرائيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل.
                            وعند قراءة ألواح أوغاريت التى تم اكتشافها فى عام 1929م نجد أنها مكتوبة بخط عربى قديم ـ أى لا يشابه الخط الحالى ـ مكون من ثمانية وعشرين حرفًا يرجع تاريخ كتابتها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد أى قبل تدوين أسفار العهد القديم العبرانية. حيث نجد فيها ذكرا مستفيضا عن الإله إيل رب السموات الذى يعتلى عرشه فى السماء السابعة.
                            وقد شاعت عبادة ذلك الإله فى معظم الحواضر السورية القديمة. إلا أنَّ الإنسان من دأبه الجهول كان دوما يتدخل بمعاونة الشيطان الرجيم على تشويه عبادة الإله الواحد، فجعلوا له زوجة وبنين وبنات. والشئ الهام فى بحثنا أننا نجد أسماء كنعانية قديمة تنتمى إلى العائلة التى تنسب أسماء أفرادها إلى الإله يل. فنجد مثلا: غلاميل (غلام ـ يل)، أبيكيـل (أبيك ـ يل). (راجع مغامرة العقل الأولى ص110 بشئ من التصرف)
                            وعند قراءة أسفار العهد القديم اليهودية سوف نجد بضع عشرات من أسماء تلك العائلة لأسماء أشخاص وأسماء مواقع وبلدان أختار منهم هنا قدرا يسيرا.
                            فمن أسماء الرجال نجد أنَّ هناك رجلا عربيا من أهل الشمال يدعى أبيئيل(أبى ـ يل) مذكور فى (1صم 9: 1، 14: 51؛ 1أخبار 11: 32) وهناك رجل عربى من أقصى الجنوب العربى يدعى أبيمايل(أبيما ـ يل) مذكور فى (تك 10: 28؛ 1أخبار 1: 22) . وهناك أمير عربى شمالى يدعى زبديئيل(زبدى ـ يل) مذكور فى (المكابين الأول 11: 17).
                            وهناك عدة من الأسماء الإسرائيلية مثل: راحيل(راح ـ يل) ورفائيل(رفا ـ يل) و صموئيل (صمو ـ يل) و عِمّانوئيل (عمانو ـ يل) وميخائيل(ميخا ـ يل) و حزقئيل (حزق ـ يل) و يزرعيل(يـزرع ـ يل).
                            ومن أسماء الأماكن نجد: قبصئيل(قبص ـ يل) ومجدل إيل(مجـدل ـ يل) ونحليئيل(نحلى ـ يل) إلى غير ذلك من أسماء عدة لا داعى لذكرها.
                            وحيث أنه قد تم التعرف على أكبر حشد من عائلة الأسماء التى تنتهى بالمقطع (يل) المعبر عنه فى الترجمات العربية لنصوص الكتاب المقدس بلفظ الجلالة الله. فلا غرابة فى انتماء الاسم إنجيل إلى هذه العائلة اللغوية وخاصة أنَّ المسيح u قد نشأ وتربى فى هذه البيئة الشرقية النابع منها أسماء هذه العائلة بدءًا من أبناء آدم (هاب ـ يل) و(قاب ـ يل) مرورا بخليل الله (خل ـ يل) وابنه (إسماع ـ يل) ثم حفيده (إسراء ـ يل) ثم انتهاءً بـ (عمانو ـ يل).
                            وعلى ذلك الانتماء اللغوى العربى القوى المتين، السابق للغة اليونانية وحضارتها. يمكننا قراءة الاسم إنجيل هكذا (إنج ـ يل) بدون تكلف منا.
                            ولنبحث الآن فى معنى العبارة وفق ما سمحوا لأنفسهم فى تفسير أسماء عائلة الأسماء السابقة:
                            فمعنى الكلمة إنج فى اللسان العربى إمَّا من الجذر (ن ج و) بتخفيف الجيم بمعنى المناجاة. وإمَّا أن تكون من الجذر (ن ج ى) بتخفيف الجيم بمعنى النجاة. وحيث أنَّ الكلمة الثانية يل تشير باعتراف الجميع إلى الله سبحانه وتعالى. فيكون معنى الاسم إنجيل هو (مناجاة الله أو نجاة الله) أو ما شابه ذلك من معان تبعا لقانون تبادل الياء والواو فى الساميات.
                            وحيث أنه قد تم إثبات معنى كلمة إنجيل من الأصول اليونانية بأنها تدل على كتاب أصلا فى ملء المعنى. فيكون معنى الاسم إنجيل هو (كتاب مناجاة الله أو كتاب نجاة الله) بمعنى أنَّ القارىء فى ذلك الكتاب يناجى الله. وأنَّ المؤمن بذلك الكتاب ناج من عذاب الله. والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر. وحسبى أننى قد اجتهدت حسب وسعى وعلمى.
                            وكلمة النجاة هنا هى أصل كلمة خلاص والمخلِّص عند إخواننا المسيحيين. وعلى ذلك يكون الإنجيل هو (كتاب خلاص الله) للبشر أو ما شابه ذلك من معان. فتم بحمد الله جمع الشمل بين الموروث العربى القديم والموروث النصرانى العربى فى ظل اللسان العربى القديم .
                            ألم يقل الشاعر العربى الجاهلى القديم عدى بن زيد العبادى :
                            وأوتينا الملك والإنجيل نقرؤه نشفى بحكمته أحلامنا عللا
                            (نقلا عن كتاب أديان العرب قبل الإسلام للأب جرجس داود ص 269)
                            فأشار إلى كتاب يسمى الإنجيل يقرأ ما فيه. وأتى بصيغة الإفراد ولم يقل الأناجيل المعروفة ..!!
                            ومن أصرَّ من القوم على القول بأنَّ معنى كلمة إنجيل هو البشارة فأقول له مهلا إنَّ (كتاب خلاص الله) لعباده هو فى حد ذاته أكبر بشارة . وإنَّ (كتاب مناجاة الله) لعباده هو أعظم من البشارة ذاتها، فمناجاة الله لعباده لهو أفضل شىء عند المؤمنين. وليس بـ بشارة الكلمة اليونانية (ευαγγελιον) بميلاد الإمبراطور (الإله والمُخلـِّص) أو انتصاره ..!!
                            خلاصة ما سبق بحثه
                            وبعد تتبع كلمة الإنجيل فى أسفار ما يطلق عليه بالعهد الجديد، وبعد مضاهاة الترجمات بالأصول اليونانية خَلُصنا إلى النتائج الآتية :
                            1 .. كانت هناك صُحُفٌ أولى مع خليل الله إبراهيمrتسمى فى الأصول اليونانية بـ ( προ-ευαγγελζξομαι ) أى الأناجيل الأولى .
                            2.. إنَّ كتاب موسى u الذى فيه الشريعة لبنى إسرائيل أُطْلِقَ عليه فى الرسالة إلى العبرانيين اسم الإنجيل السابق. وفى الأصول اليونانية عُبِّرَ عنه بالكلمة اليونانية ( ευαγγελισθεντες ) .
                            3.. وكان مع المسيح عيسى بن مريم u إنجيل يدعو بنى قومه إلى الإيمان به وهذا الإنجيل عُبِّرَ عنه فى الأصول اليونانية بلفظة ( ευαγγελιψ ) .
                            ثم ظهرت من بعد انتهاء بعثته u عدة أناجيل نسبت إلى أصحابها ومؤلفيها مثل إنجيل بولس والإنجيل الآخر وإنجيل برنابا ثم الأناجيل الأربعة إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا. وكلها كتب تنسب إلى هذه الأسماء، وليست بشارات سارة.
                            وهناك عدة أناجيل أخرى تم العثور على أجزاء منها فى الفترة الواقعة من منتصف القرن التاسع عشر الميلادى وحتى منتصف القرن العشرون، من أشهرها مجموعة أناجيل نجع حمادى الشهيرة وكلها تعتبرها الكنائس أناجيل غير قانونية ، وكلها تشير إلى كتب، وليست بشارات.
                            4.. ثم كانت هناك الإشارة إلى الإنجيل الخالد إنجيل الملكوت الذى سيكون للبشرية جمعاء، والذى سيهبط به ملاك من السماء. ونزل بحمد الله تعالى ذلك الإنجيل الخالد المعبر عنه فى الأصول اليونانية بـ ( ευαγγελιον αιωνον ) بواسطة الملاك جبريل إلى رسـول الله للعالمين محمد r.
                            وفى جميع الأحوال الماضية وجدنا أنَّ كلمة إنجيل تعبر فى أصلها عن معنى كتاب إلهى فيه العقيدة والشريعة والجزاء والعقاب. خلاف الأناجيل التى كتبها البشر وظهرت إلى الوجود من بعد عصر المسيح u .
                            والآن قد علمت يا أستاذ أسعد من الذى يتلاعب بكتابه ولماذا؟ فأنتم الذين غيرتم معنى كلمة إنجيل حتى لا يطالب كهنتكم أحد به. وأنتم الذين غيرتم اسم الرب إلى يهوه بعد أن فقد اسمه الأصلى كما تقول دائرة المعارف الكتابية. وأنتم الذين غيرتم اسم عيسى إلى يسوع، وهو موضوع لن أتناوله إلا بعد ردك على. ومن هنا كان حقًا على المسلمين أن يعلموكم بما حدث فى كتابكم، حتى تتخذوا قرار آخرتكم على بصيرة من الأمر، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.
                            ولم يكن المسلمون بدعًا من الناس فى إظهار الحق للناس، ودافعنا فى ذلك هو حب الخير للغير، حتى أمسك بيدك وندخل الجنة سويًا.
                            وعلى ذلك لا يجب أن تشعر أن الإسلام يهاجم دينك أو كتابك لأنه يتهمه بالتحريف، فهذا واقع أقره الرب فى كتابك، واعترف به علماؤكم المتخصصون فى اللاهوت والمخطوطات.
                            وعندما تقرأ فى القرآن قول الله تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة 31، عليك أن تفكر فى صور القساوسة والشمامسة وغيرهم وهم يسجدون للأنبا شنودة، وللأيقونات، وتماثيل يسوع ومريم ومن تسمونهم القديسين، وعليك أن تفكر أنهم هم الذين كونوا لهم هذه العقيدة وهذه الشريعة، واختاروا لهم هذه الكتب، ونسبوها لله تعالى، وتصدقونهم كما لو كانوا هم آلهة العالم الذين بيدهم مصريكم.
                            وعليك أن تفكر فى قول يسوع عن مفتاح الخلود فى الجنة، وهو شهادة التوحيد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يتجزأ إلى أقانيم، ولا يتركب من أقانيم، لا شريك له من آب أو ابن أو روح قدس، وأن يسوع نفسه هو عبده ورسوله، كما بيَّنت من قبل: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                            وها هو كتاب الرب يقول لك إن الله لم يتعهد بحفظ كتبك، وترك حفظها للكتبة والأحبار، الذين بيَّن يسوع أنهم منافقون مراؤون، لا عهد لهم ولا دين: (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                            (1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً.) رومية 3: 1-4
                            بل فرض الرب عقوبة على كل محرف فى كتابه. ولا أعتقد أن الرب يتكلم كلامًا باطلا، لا قيمة له، بمعنى أنه لن يفرض عقوبة على عمل لن يتم:
                            (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                            (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
                            وها هو الرب فى كتابك يرفض أنبياءه وما تنسبونه إليه من كتب، بل يتوعد من يلحق باسمه هذه الكتب المحرفة:
                            1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                            2) اعترف كاتب سفر إرميا بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
                            فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضًا على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط ، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف. وحتى لو كانت هناك نسخ كثيرة من الكتاب، فكان سيتم التحريف، وتتباين الكتب القديمة، كما تتباين التراجم الحديثة، والمخطوطات الأصلية!!
                            3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
                            4) واعترف إشعياء بالتحريف: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
                            5) واعترف الرب لإرمياء أن هناك لصوص، يدَّعون النبوة، وهم فى الحقيقة قد سرقوا كلمته ويضيفون عليها ثم ينسبونها للرب، بغرض إضلالالشعب:(لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)إرمياء 23: 30
                            6) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31
                            7) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                            8) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                            9) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                            10) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                            11) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                            فإذا كان من الأنبياء من هم حمقى وكذبة وضالين، فإن هذا الأمر يتطلب منكم إعمال العقل مع النص فيما نُقلَ إليكم ، وعدم الثقة التامة فى رجال الكهنوت مهما كان منصبهم. فلن يكونوا أشرف ولا أفضل من أنبياء الله.
                            12) (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                            إن وجود أنبياء بهذه الأخلاق المتدنية لهو إشارة إلى رفض هذه الأنبياء وتعاليمهم. إذ كيف أثق فيما نُقِلَ عن كذَّاب؟ وكيف أسلم أمر عقيدتى وآخرتى ودنياى لمن هو فاسق؟ فإن من كانت هذه صفاته فهو شيطان. فكيف أبيع نفسى للشيطان؟
                            13) (32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
                            14) (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6
                            والأمر تعدى وجود تحريفات فى الكتاب، إلى وجود من يدَّعى أنه يوحى إليه، ويؤلف كتابًا ينسبه لله. لا يوجد سفر فى الكتاب عُرفَ كاتبه على وجه اليقين. وهذا ما شهد به لوقا أيضًا فى افتتاحية إنجيله ، وشهد به بولس أيضًا.
                            15) وها هو حزقيال يشهد بتحريف اليهود لكلام الرب: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                            16) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8
                            17) (9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ, وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ, وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ,فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 9
                            18) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَلَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                            19) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
                            20) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
                            21) حتى إن كاتب سفر المكابيين قالها صراحة إن هذا الكتاب من تأليفه هو، ومع ذلك تعتبرونه وحيًا من الله: (فإنْ كُنْتُ قد أَحْسَنْتُ التَّأْلِيِف وأَصَبْتُ الغَرَضَ فَذَلكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى. وإنْ كَانَ قَد لَحقَنى الوَهَن والتَّقْصيرُ، فإنِّى قد بَذلتُ وسعى.) مكابيين الثانى 15: 39
                            22) (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
                            ففكر عزيزى المسيحى: كيف يبحث المرء عن كلمة الرب فلا يجدها؟ فهل تعتقد (كما أفهمتك الكنيسة) أن كلمة الرب كانت منتشرة فى كتب، ولا يُعقل أن يجمع أحد كل هذه النسخ ويُحرفها؟) لقد علم الله بعلمه الأزلى أن بنى إسرائيل غلاظ القلب، وأنهم سيحرفون كلامه، فأنبأ عاموس بهذه النبوءة.
                            ثم فكر مرة أخرى: أى مخطوطة هى المخطوطة التى يعوَّل عليها؟ هل مخطوطات القرن الرابع أم الذى يليه أم الذى يليه ..؟ إلى الآن يتضارب الغرب ويتصارع علماء المخطوطات فى أى نص يجب أن يعوَّل عليه، والذى يجب أن يكون أقرب إلى الأصل؟ هل هو النص المستلم أم النص الحديث الذى يرجع إلى مخطوطات أقدم من التى تُرجم منها النص المستلم؟
                            ثم اقرأ قول مقدمة العهد الجديد فى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: يقول (المدخل إلى العهد الجديد) ص11: «إن الأسفار التى اعتُرف بأنها قانونية أصبحت بناءً على ذلك نصوصًا مقدّسة وحصلت منذ دخولها فى القانون بنوع من الحصانة ساعد فى وصولها إلى عهد الطباعة وهى فى حالة حسنة
                            ويقول ص12: «إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها
                            ويبرهن مدخل الكتاب المقدس ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: «واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه
                            يواصل ص13: « يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.»
                            ويواصل (ص13) قائلاً: «ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.»
                            هل ما تقرأه صحيح يا أستاذ أسعد؟ هل يعنى هذا أن هذه المخطوطات مُحرفة مثل التراجم؟ بل أكثر من هذا، فإن الأسفار والرسائل التى تُسمى بأسماء بطرس ويوحنا وبولس، ليسوا هم كتابها، ولكنها نُسبت إليهم!!
                            يُتبع

                            تعليق

                            • abubakr_3
                              مُشرِف

                              • 15 يون, 2006
                              • 849
                              • موظف
                              • مسلم

                              #15
                              تقول فى ص (خ): إن «أسفار الكتاب المقدس هى عمل مؤلفين ومحرِّرين عُرفوا بأنهم لسان حال الله فى وسط شعبهم. ظلَّ عدد كبير منهم مجهولاً ، لكنهم على كل حال ، لم يكونوا منفردين ، لأن الشعب كان يساندهم .. .. .. وقبل أن تتّخذ كتبهم صيغتها النهائية ، انتشرت زمنًا طويلاً بين الشعب وهى تحمل آثار ردود فعل القرّاء ، فى شكل تنقيحات وتعليقات وحتى فى شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هامّ أو قليل الأهمية. لا بل أحدثُ الأسفار ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة
                              وهذا النص اعتراف صريح من (المدخل إلى الكتاب المقدس) أن عددًا كبيرًا من مؤلفى هذا الكتاب ظل مجهولاً. فكيف تدعون أنه وصل إليكم بسند؟ أما بالنسبة للمتن فيؤكد المدخل أنه تعرض لتنقيحات وتعليقات وإعادة صياغة لبعض النصوص، بل إن أحدث النصوص (ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة). أى لا يوجد النص نفسه. أى لا متن ولا سند فى بعض أسفار هذا الكتاب سواء قل عددها أو كثر!! ومع ذلك لم ينسوا كتابة “الكتاب المقدس” على غلاف الكتاب!
                              فمَن الذى كتب المخطوطة السينائية أكمل مخطوطة للكتاب؟ لا نعرف.
                              ومَن الذى كتب المخطوطة الموراتورية؟ غير معروف.
                              ومَن الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين؟ لا نعرف.
                              ومَن الذى كتب إنجيل يوحنا؟ «فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس»!!! (راجع المدخلإلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص286)
                              لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف، ولكن «التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى
                              ومن الذى كتب رؤيا يوحنا؟ يقول المدخل إليه فى الكتاب المذكور أعلاه ص796: «لا يأتينا سفر رؤيا يوحنا بشىء من الإيضاح عن كاتبه. لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا ولقب نبى (1/1 و4 و9 و22/8-9) ، ولم يذكر قط أنه أحد الاثنى عشر.» وليس هناك إجماع فى التقليد القديم على أن كاتبه هو التلميذ يوحنا.
                              ومن الذى كتب رسالة بطرس الثانية؟ غير معروف أيضاً ففى المرجع السابق ص753 يقول: «لا يزال الرأى القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعًا للنقاش يثير كثيراً من المتاعب. فلا يُحسن من جهة أن يُجعل شأن كبير للإشارات التى أخبر فيها الكاتب عن حياته والتى قال فيها إنه الرسول بطرس، فإنها تعود إلى الفن الأدبى المعروف "بالوصايا". وهناك من جهة أخرى فروق كثيرة فى الإنشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان فى 599 كلمة وليس فيها سوى 100 كلمة مشتركة، وأن المسائل التى تتناول الحياة بعد الموت ليست هى هى فى الرسالتين.»
                              ويقول فى الفقرةالتى تليها: «لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. .. ، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس
                              فالعلماء إذن يشكون فى نسبتها إلى بطرس، على الرغم من الإشارات المكتوبة داخل متن النص، التى تحاول إيهام القارىء بهذا. وهذا يعنى أنهم لا يصدقون السند ويُكذبون الكاتب. فماذا تبقى لهم؟ ومع ذلك فهو عندهم سفر مقدس!! وأكتفى بما ذكرته، لكن هناك الكثير والكثير!!
                              ثم فكر مرة أخرى: هل من العدل أن يترك الرب عبيده هكذا بدون كتاب بعد أن رفع عنهم كلامه، أم أنه أنزل إليهم كتابًا فيه نور وهدى وتعهَّد هو بحفظه ليكون دستورًا خالدًا لكل الأمم من بعد، تُحكم به مملكة الله على الأرض، على يد إيليا الذى قال عنه يسوع إنه مُزمع أن يأتى؟
                              (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
                              وهو أفضل رسل الله، وأشرف من أنجبت امرأة على وجه الأرض، حتى إنه يفضُل يوحنا المعمدان: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِوَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11
                              23) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                              ووصية الله هى الناموس والعمل به. فإذا كان الكهنة والفريسيين قد أبطلوا العمل به، وعبدوا الله بالباطل ، فقد كانوا يعبدونه إذن على أصول أخرى ما أنزلها الله فى كتابه. وهى أصول باطلة. الأمر الذى يثبت التحريف والزيغ عن الدين الحق، وتأصيل الباطل عند الناس ، حتى لم يشعروا بفساد هذه التعاليم.
                              24) حتى حذرهم عيسى u من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6، أليس هذا إقرار من عيسى u بقيام الفريسيين والصدوقيين أى رجال الكهنوت مهما اختلفت مسمياتهم بتحريف تعاليم الكتاب، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى u للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
                              25) (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟ رومية 3: 2-3 (... أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟)
                              26) وها هو لوقا يشهد بكثرة تأليف الأناجيل، التى أقرت الكنيسة فى القرن الرابع أربعة منها: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
                              27) (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
                              28) ولم ينته التحريف برفع عيسى u بل استمر وعلى نطاق أكبر: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17 ،
                              29) (1ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، 2أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعاً عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ.) تسالونيك الثانية 2: 1-2
                              وقالتها ترجمة كتاب الحياة: (2ألا تضطرب أفكاركم سريعاولا تقلقوا، لا من إيحاء ولا من خبر ولا من رسالة منسوبة إلينازورا)
                              30) (2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ،) كورنثوس الثانية 4: 17
                              فهل صدق بولس فى قوله هذا وأن المحرفين كانوا أناس آخرين غيره ، أم كان هو المحرِّف، ورمى غيره بهذه التهمة؟
                              31) وها هو بولس يعترف قبل لوقا بانتشار التعاليم الباطلة من أجل التربح، واصفًا المتمسكين بالتوراة ووصايا العهد القديم مخرفين مرتدين: (10فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ مُتَمَرِّدِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنَ الْخِتَانِ - 11الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتاً بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ. 12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ». 13هَذِهِ الشَّهَادَةُ صَادِقَةٌ. فَلِهَذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ، 14لاَ يُصْغُونَ إِلَى خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ وَوَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ.) ثيطس 1: 13-14
                              32) وها هو بولس يعترف أنه كذب لتمرير دينه، وليكسب أكبر عدد من من يصدقونه، والغرض واضح، وهو إيجاد دين جديد، يحارب به دين يسوع وأتباعه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                              فهل صدق الله ومجده يحتاجان إلى كذب بولس؟
                              وهل عجز الرب أو فشل عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق فلجأ إلى الكذب؟
                              وهل يُعقل أن يلجأ الرب إلى الكذب والكذابين لنشر دينه بين الناس؟
                              وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                              وهل أراد أن يعلم عبيده أن الكذب منجِّى؟
                              وهل رضى الرب بكذب بولس ليكسب أتباعاً جدداً لدينه؟
                              أيخادع الرب عبيده؟
                              ألا يُظهر هذا فشله أمام أنبيائه وعباده؟
                              ألا ينقص هذا من قداسته؟
                              وكيف أُأنب ابنى أو أعاقبه إذا كذب، وهو يتبع إله كاذب، لا ينشر دينه إلا بالكذب؟
                              وما مصير من اتخذوا كذب الرب ذريعة وآمنوا أن الغاية تبرر الوسيلة؟
                              ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                              وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                              وهل سيحاسبكم الرب على الكذب فى الآخرة يوم الحساب؟ كيف وهو ناشره؟
                              وألا يوصف الرب بذلك أنه كذَّاب ، لأن من أعان على الكذب فهو كذَّاب؟
                              وما الفرق بينه وبين الشيطان فى هذه الصفة الرذيلة؟
                              وإذا كان إلهاً صادقاً ، فكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليس ذلك من النفاق؟
                              أليست هذه حجة عليه؟
                              أليس هذا من الظلم؟
                              ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟
                              فلماذا أعان الكاذب وأوحى إليه؟؟؟
                              يا أستاذ أسعد ..
                              لا تكن كالذين نعت الله تعالى عليهم اتباع آبائهم على غير هدى:
                              {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة
                              {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (21) سورة لقمان
                              {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (70) سورة الأعراف
                              {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (62) سورة هود
                              {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ....} (87) سورة هود

                              وتقول مدافعًا عن تنصير العالم الإسلامى بهذه الوثيقة، التى تنادى بـ: (غرس المسيح وتعاليمه فى الفكر الإسلامى والحياة الإسلامية... ما هية المفاتيح والحلول التي يمكن أن يقدمها لنا القرآن لزرع الثقة بالإنجيل في العالم الإسلامي... اللقاء بهم [بالمسلمين] داخل إطار الإسلام.. وذلك دون أن يكون هناك مكان لمحمد بجانب المسيح)
                              وعلى ذلك فهذه الوثيقة التى تدافع عنها وترى أنها قمة الحب والفكر السليم تريد مسلمًا بلا إسلام، مسلمًا اسمًا فقط، لا يعرف نبيه، ولا يدافع عنه، ولا يتبع تعاليمه، بل ينزعه من الإسلام نزعًا، حتى يتبقى المكان كله ليسيوع، الذى تختلفون فى وجوده تاريخيًا من عدمه.
                              ثم تريدون مسلم يكذب قرآنه فى تحريفكم كتبكم، وكفركم بإلهكم الخالق، والذى بيده مقاليد كل شىء! لكنه فى النهاية مسلم، وتخدعون أنفسكم أنكم تريدونه مسلم، وتريدون الإلتقاء به فى طريق الوسط، دون أن يكون معه محمد، ودون أن يؤمن بقرآن أو على الأقل يحذف منه ما يعريكم، ويفضح أعمال أحباركم الكفرة. فماذا تبقى للمسلم؟ لا شىء. إنكم تلعبون نفس اللعبة التى يلعبها الجبناء قبل خوض أى حرب، تريدون أن تنزعوا سلاح عدوكم، حتى تتمكنوا منه بسهولة، وتحرزون نصرًا زائفًا على عدو أعزل!!
                              وهذا هو نفس الاقتراح الذى قاله المنصر زويمر اليهودى الديانة من قبل، وقاله أيضًا لويس التاسع بعد أن خرج من الأسر.
                              السيد أسعد ..
                              ماذا قدم يسوع للبشرية من تعاليم صالحة للتطبيق؟
                              هل قال تعاليم غير تعاليم محبة الأعداء التى تُخالف ناموس موسى والأنبياء؟
                              وها هو مفهومكم عن محبة الأعداء!! فلم تُعانى البشرية إلا من جراء حروبكم فى الماضى والحاضر!!
                              وكان الأجدر بك أن تقوم بعمل مقارنة علمية بين أصالة مخطوطاتكم ومخطوطات القرآن، وبين تعاليم كتابكم وتعاليم القرآن والرسول.
                              وكان الأجدر بك أن تفكر: هل الإيمان بيسوع وإياه مصلوبًا، وأن هذا الصلب جاء لفداء البشرية جمعاء من خطيئة لم ترتكبها، يؤدى إلى التزام الناس بتعاليم أخلاقية؟ أقول لك لا مُطلقًا، فما على المسيحى إلا أن يزنى أو يسرق أو يهتك عرض القُصَّر من البنات والأطفال، ثم يعترف ويدفع ما يُطلب منه. وهذا هو حال القساوسة والأساقفة فى أمريكا وأوروبا على الأخص، إلا من رحم ربى.
                              لكن احذر! لا يوجد شىء اسمه يسوع ! أنت تدافع عن وهم! وسأترك الكلام فى هذا الموضوع بعد ردك الأول!
                              ولا يوجد اسم الله فى كتابكم بطوله وعرضه! وإذا تجرَّأت ورجعت إلى ما تسمونه أوصل كتابكم اليونانية، لوجدت أن اسم الإله بها (زيوس) وهى التى تترجمونها الله.
                              ومن هنا لا بد أن نبدأ سويًا رحلة البحث والإقناع المتبادل! رحلة يغلفها الود، ويتوجها الحب، ويتخللها الاحترام المتبادل.
                              ماذا أضفت أنت إلى علم أى مسلم بقولك (النبي محمد أقام بينك وبين المسيح جدارا فاصلا من الديانات والتعقيدات والأكاذيب والخرافات فجعلك تري الصواب خطاء والخطأ صوابا فحوّل المسيح يسوع المنتصر علي الموت بالقيامة من أجلك إلي عيسي إبن مريم الهارب من الموت بالإختباء والإختفاء ليضحك علي عقلك)
                              إنك لم تضف إلا تكدير المسلم بهذا الهراء الذى تقوله، ولا يُظهر إلا إفلاسك! إن هذا الكلام يقوله صبية الإنترنت دون أن يكون عندهم دليل أو يسمعون دليل على كذب ما يدعونه.
                              والأنكى من ذلك أنك تردد كلمات لا تفهمها: فكيف انتصر يسوع على الموت إذا كان كتابك يقول إنه كان فى ثبات الموت، والذى أحياه هو الله؟ فالذى أماته هو الله، والذى أحياه هو الله نفسه، فكيف انتصر يسوع على مراد الله وإرادته، وقد كان خاضعًا لإرادة الله، وليس له من الأمر شيئًا إلا الإنقياد لها، والتسليم بها؟
                              ولو تفكرت قليلا لعلمت أن إلهك الذى تدعى أنه يتكون من ثلاثة أقانيم، يتكون فى الحقيقة من أربعة أقانيم: ثلاثة الآب والابن والروح القدس، الذين لا ينفصلون طرفة عين، وماتوا بموت الابن، والإله الرابع المسكين الذى لم يذكره كتابك، ولم يذكر فضله، الذى أحيا الثلاثة الموتى!!
                              هل قدمت لنا يسوع من كتابك اسمًا وكنية وصفة وأعمالا وتعاليم بدلا من كتاب المسلمين الذى تزعم أنه يضحك علينا ويخدعنا؟
                              هل الكتاب الذى يخدع يمدح يسوع وينزله هو وكل الأنبياء منزلة عظيمة محترمة تليق بهم كأنبياء قدوة، اصطفاهم الله على عباده، لإبلاغ رسالته للبشر؟
                              هل الكتاب الذى يخدع يبرىء تلاميذ يسوع من الغباء والتآمر عليه، ويجعلهم من المؤمنين، المسلمين لله؟
                              هل الكتاب الذى يخدع ينزه مريم عن تهمة الزنى التى ألحقها بها اليهود وكتابك الذى تقدسه، ويجعلها أشرف نساء العالمين؟ هل تخبرنا أين الشهود على رؤية مريم للملاك أو حلم يوسف أن خطيبته حامل من الروح القدس؟
                              هل تخبرنا عن عدالة إلهك الذى اتخذ له جسدًا من امرأة مخطوبة لرجل آخر، ويمنعه من الاقتراب منها ومعاشرتها إلى أن يموت؟
                              هل قدمت لنا إلهك الذى فضل أن ينزل على الأرض ليُهان ويُبصق فى وجهه، ويُستهزأ به، ثم يموت ميتة الملاعين معلقًا على خشبة؟
                              هل الإله الذى يعطى فرائض غير صالحة جدير بالاتباع؟(25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25
                              هل الإله الذى يأمر نبيه بالزنى جدير بالاتباع؟
                              (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشه 1: 2
                              (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»)هوشع 3: 1
                              هل الإله الذى يأمرك بأكل بنيك وبناتك فى الحصار جدير بالاتباع؟
                              (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53
                              هل الإله الذى يأمرك الأم بأكل أولادها ومشيمتها وقت الحصار جدير بالاتباع؟
                              (57بِمَشِيمَتِهَا الخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْليْهَا وَبِأَوْلادِهَا الذِينَ تَلِدُهُمْ لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرّاً فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ.) تثنية 28: 57
                              هل الإله الذى يأمرك ببيع ابنتك القاصر جدير بالاتباع؟
                              (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
                              هل الإله الذى يعتقله الشيطان أربعين يومًا يجره إلى المكان الذى يرغبه الشيطان، ولا تقدر ملائكته على التدخل، لإنقاذ الإله المسكين، بل ويأمره بالسجود له جدير بالاتباع؟
                              (1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.... 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ .... 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».) متى 4: 1-10
                              هل الإله الذى يأمر بتقديم الذبائح للشيطان جدير بالاتباع؟
                              (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                              هل الإله الذى يأمر نبيه حبيبه بأكل الخراء الآدمى وروث البقر جدير بالاتباع؟
                              (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
                              هل الإله الذى يأمر شعبه بأكل البراز وشرب البول جدير بالاتباع؟
                              (27فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: [هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لأَتَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلاَمِ؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟]) ملوك الثانى 18: 27، وإشعياء 36: 12
                              بل ويمسك الرب الخراء ويقذفه فى وجوه الكهنة (3هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ.) ملاخى 2: 3
                              هل الإله الذى يمشى حافيًا عاريًا وينوح ويولول كبنات آوى جدير بالدعوة إليه أو اتباعه؟ (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ) ميخا 1: 8
                              وهل الإله الذى تنتشى نفسه وتنشرح برائحة شى اللحم بعد أن دمَّر البشرية فى الفيضان أيام نوح جدير باللاتباع؟
                              (20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.) تكوين 8: 20-21، وهكذا ندم يهوه، وقرر ألا يبيد البشرية، مضحيًا بعزته وكرامته ومبادئه الأولى، وغير مكترث بما يقترفوه من كفر ورفض له، حتى لا يُحرم من رائحة الشواء!!
                              هل الإله الذى يحكم عليه عبيده بالإعدام، ويقتلونه ملعونًا معلقًا على الصليب جدير بالاتباع أو الدعوة إليه؟
                              (22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» ... 25فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.) متى 27: 22-26
                              هل الإله الذى يُحثُّ أتباعه على اختطاف البنات واغتصابهن جدير بالاتباع أو الدعوة إليه؟
                              (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
                              هل الإله الذى يسب أنبياءه ويتهمهم أنهم لصوص وسراق جدير بالاتباع؟
                              (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                              قد يعذرك إنسان ما أنك لم تعرف كل هذه المخازى فى الكتاب الذى تربيت على تقديسه، وهناك المزيد والمزيد، لكن لا عذر لك عند الله فى أيامك القادمة. لذلك أنصحك بقراءة كتابك وكيفية نشأته، والبحث فى الإسلام والقرآن بعين فاحصة ناقدة، منصفة!!
                              هل قرأت فى كتابك إساءة الأنبياء إلى إلههم، وتخليد الرب ذكرى هذه الإساءة؟فها هو إيليا يتهم الرب بالإساءة: (20وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟] 21فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: [يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ]. 22فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. 23فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لِأُمِّهِ. وَقَالَ إِيلِيَّا: [انْظُرِي. ابْنُكِ حَيٌّ!]) ملوك الأول 17: 18-23
                              إنه كلام شخص تعوَّد من الرب الإساءة إلى عبيده، واعتاد أن يرد الرب إلى صوابه، بعد أن يوبخه، ويدله على الصواب.
                              واتهم موسى عليه السلام إلهه بالإساءة إلى الشعب تارة، وبالإساءة إليه شخصيًا تراة أخرى: (22فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ 23فَإِنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ أَسَاءَ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».) الخروج 5: 22-23
                              (11فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟) العدد 11: 11
                              وها هو إرمياء يتهم الرب بالكذب والخداع:(10فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].) إرمياء 4: 10
                              وها هو أيوب يتهم الرب بالظلم: (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً.9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي.10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) أيّوب 19: 6-11
                              وها هو الكتاب ينسب إلى الرب الجهل والضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
                              وها هو الكتاب اتهمتم الرب بالسكر والنوم:(65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) (مزامير 78: 65
                              ناهيك عن إله يضربه عبيده، ويأسره الشيطان، ثم يقتله أعداؤه.
                              ثم اخترتم له ميتة الملاعين، وتقدسون هذه الذكرى بحمل الصليب، والتفاخر به: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                              ثم حقًا عليك أن تقرأ تعظيم الله لأنبيائه فى القرآن، وتحكم أى الكتابين أصلح أن يكون قدوة للبشر:
                              إن هؤلاء الأنبياء والرسل هم صفوة الله من بين جميعالناس،هداهمالله واجتباهم، وأنعم عليهم، فهم قمم البشرية الشوامخ خلقاً وسلوكاً وصبراً وجهاداً.
                              يقول الله تبارك وتعالى عنهم : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) الآية 58 من سورة مريم .
                              ويقول الله تبارك وتعالى عنهم في سورة الانبياء الآية 73:(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
                              يُتبع

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 17 نوف, 2024, 07:40 م
                              ردود 7
                              56 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 15 نوف, 2024, 08:18 م
                              رد 1
                              15 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 15 نوف, 2024, 12:36 م
                              ردود 0
                              7 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 10 نوف, 2024, 06:26 م
                              ردود 0
                              12 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 4 نوف, 2024, 10:37 م
                              ردود 0
                              11 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              يعمل...