الهيثم زعفان | 30-04-2011 00:28
يقول الإمام أبو زهرة رحمه الله " إن (إنجيل برنابا) يحمل من العلامات ما يدل على أنه في نشأته يمتد إلى أبعد أعماق التاريخ المسيحي وأبعد أغواره، وهو متداول بين علماء الأمم الأوروبية، وقد اتجهوا إليه بالبحث والعناية والاهتمام".
ويضيف الإمام أبو زهرة بعد تحليله لباقي الأناجيل الكنسية " يتبين أن رسالة الأعمال تشهد أن برنابا كان من الرسل في اعتقادهم، الذين أخلصوا للدعوة إلى المسيحية، حتى باع كل ما يملك، وألقى بثمنه بين أيدي الرسل يتصرفون به في سبيل نشر الدعوة، وينفقونه في حاجات الجميع، وأنه هو الذي شهد لبولس بالإيمان، وأن برنابا كان رجلاً صالحاً ممتلئاً من الروح، وأن الروح القدس خصه بعناية بين الرسل كما يعتقدون".
ويذكر المؤرخون أن هناك أناجيل كثيرة حرمت قراءتها الكنيسة، ومن بينها (إنجيل برنابا) وفي هذا الصدد يقول الدكتور المسيحي "خليل سعادة" مترجم (إنجيل برنابا) للعربية " أصدر البابا جلاسيوس الأول الذي جلس على الأريكة البابوية سنة 492 ميلادية أمراً يعدد فيه أسماء الكتب المنهي عن مطالعتها، وفي عدادها كتاب يسمى (إنجيل برنابا)".
وبعد استعراضه لتحقيقات المؤرخين يقول الإمام أبو زهرة " كما يشهد التاريخ وكما تنبئ عنه المقدمات والنتائج، فإن (إنجيل برنابا) كان معروفاً متداولاً قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من قرنين".
وقد اتفق المؤرخون على أن أقدم نسخة في العصر الحديث عثروا عليها (لإنجيل برنابا) هي نسخة مكتوبة باللغة الإيطالية، عثر عليها كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا، وذلك في سنة 1709، وقد انتقلت النسخة مع بقية مكتبة المستشار في سنة 1738 إلى البلاط الملكي بفيينا، وكانت تلك النسخة هي الأصل لكل نسخ (إنجيل برنابا) في اللغات التي ترجم إليها. وقد جاء في مقدمة النسخة الأسبانية التي ترجمت عن الإيطالية " أن الذي كشف عن النسخة الإيطالية راهب لاتيني اسمه فرامينو وأنه قرأ معلومة عن (إنجيل برنابا) فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن (إنجيل برنابا)، وقد وصل إلى مبتغاه لما صار أحد المقربين إلى البابا سكتس الخامس، حيث عثر على (إنجيل برنابا) في مكتبة هذا البابا، وطالع الراهب اللاتيني (إنجيل برنابا) واعتنق الإسلام على أثر ما فيه".
وعلى ذلك ينتهي الإمام أبو زهرة إلى أن " (إنجيل برنابا) وجدت نسخته الأولى في جو مسيحي خالص، وكان معروفاً قبل ذلك بقرون أن لبرنابا إنجيلاً لأنه كان من الدعاة الأولين الذين عملوا في الدعوة عملاً لا يقل عن عمل بولس كما تذكر رسالة أعمال الرسل، كما أن وجود (إنجيل برنابا) بلغة مسيحية وبين ظهراني المسيحيين وفي مكتباتهم الخاصة، كل هذه بينات تشهد بأن (إنجيل برنابا) الذي كشف عنه وعرف هو صحيح النسبة".
وقد نص (إنجيل برنابا) على التصريح بوحدانية الله سبحانه وتعالى إلهاً واحداً، وبرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والبشارة به، حيث ورد في الإصحاح الحادي والأربعين أنه لما طرد الله آدم من الجنة التفت آدم فرأى مكتوباً فوق باب الجنة بأحرف من نور: لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وفي موضع آخر من (إنجيل برنابا) وحين تحدث المسيح- عليه السلام- إلى الحواريين عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبشرهم أنه قادم إلى العالم سأله الحواريون: " يا معلم: من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي سيأتي إلى العالم؟"، أجاب يسوع بابتهاج قلب : "إنه محمد رسول الله".
وقد تكررت هذه البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في مواضع متعددة من (إنجيل برنابا) في الإصحاح الثالث والأربعين والرابع والأربعين.
هذا إضافة إلى قضايا عقدية أخرى يوضحها (إنجيل برنابا) من قبيل أنه لم يعتبر المسيح عليه السلام ابن الله، وأن المسيح عليه السلام لم يصلب ولكن شبه لهم.
كما أنه يمكن تحميل (إنجيل برنابا) من على الإنترنت وهو متوفر بنسخته الكنسية الإيطالية وباللغات التي ترجم إليها وهي الأسبانية والإنجليزية والعربية.