تويت
الخصيان فى الكتاب المقدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يشهد احد فى الكتاب المقدس حملة عنصرية قائمة على استئصال ابسط الحقوق الانسانية ( الذكورة ) مثلما شهد الخصيان من ماسي والام جسدية بل وروحية ايضا ........... فإلى جانب معاناة الشخص المخصى من عجزه البشرى الذى جبله الاله عليه .....إلا انه ايضا كان يحانى الحرمان من الدخول فى جماعة الرب اواعتباره واحد من ابناء الاله ........والسبب فى ذلك ....... انه مخصى .
سفر التثنية 23: 1
لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ
الغريب فى ذلك .....ان الكتاب المقدس ساوى فى الجزاء والحرمان بين الخصيان وبين الزناة ........
لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. تثنية 23/ 2,1.
فإذا كان الزانى يحرم من جماعة الرب وهذا شيء منطقى ومقبول لقيامه بجريمة الزنا التى ارتكبها بكامل وعيه وارادته ........... فما هو ذنب المخصى المسكين الذى لم يكن له حول ولا قوة فى اخصاء نفسه , لولا قيام الامراء والملوك بإخصائهم وهم اطفال صغار ؟.
ولكن مع ذلك , ومع حرمان الخصيان من دخول فى جماعة الرب فى شريعة العهد القديم ....... نرى ان الاله ايضا قد وعدهم بالملكوت اذا حافظوا على العهد :
لانه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرني ويتمسكون بعهدي.
اني اعطيهم في بيتي وفي اسواري نصبا واسما افضل من البنين والبنات.اعطيهم اسما ابديا لا ينقطع. اشعياء 56 / 5,4
اذن ....... فالوضع النهائى للخصيان هو الاتى :
1- انهم محرومون من جماعة الرب وذلك لانهم مخصيين
2- انه لا مانع من الرب من ان يدخلهم الملكوت اذا حافظوا على العهد
فهم الان بين شقى الرحى ......بين الحرمان من جماعة الرب من جهة وبين الامل فى الملكوت من جهة اخرى .
يقول القس انطونيوس فكرى فى تفسيره :
المخصى بالرض = هو الذى يخصى برض الخ..... أى بدقهما أو سحقهما. المجبوب = هو الذى كان يخصى بقطع الخصيتين بآلة حادة. وفى (غل:5/12) تهكم الرسول بولس على الذين يتمسكون بالختان كشرط للخلاص قائلاً " يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون" أى يا ليتهم ليس فقط يقطعون الغرلة بل الكل ليصيروا بحسب الناموس مقطوعين لا يدخلون جماعة الرب.
عهد الله بين الخصيان والختان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
علمنا مما سبق ان الخصى قد ينال الملكوت اذا حافظ على العهد ,
ملحوظة : استشهد القس انطونيوس فكرى باقوال بولس عن المخصيين وتهكمه عليهم , ولكن يبدو ان القس قد نسي ان الرب وعد المخصيين الذين يحفظون العهد - بالملكوت والخلاص - ( اشعياء 5:56) , مع ان بولس هذا قد نقض عهد الله فى الختان كما فى غلاطية اصحاح 6 :
6: 13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم
6: 14 و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
6: 15 لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة
وكما قلنا فإن الختان هو عهد الله الابدى مع البشر كما ورد فى سفر التكوين اصحاح 17 :
10 هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ،
11- فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
12 اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ.
13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عهدا ابديا.
14 وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي.
فثبت الان لنا بالدليل القاطع ان الختان هو عهد الله .......
والسؤال هو:
كيف يستشهد القس باقوال بولس الذى نقض عهد الله فى الختان ليبرر وجوب تحريم الرب للمخصيين من الملكوت علما بأن الرب وعدهم بالملكوت طالما انهم محافظين على العهد اصلا فى اشعياء 5:56
الحقيقة ان المشكلة ليست فى بولس ولا فى القس .... المشكلة فى التشريع الذى قطعه الاله فى العهد القديم و الذى ناقض نفسه تناقضا صارخا بين تثنية 1:23 وبين اشعياء 5:56, فمرة يحرمهم من الدخول فى جماعة الرب ومرة يعدهم بالملكوت اذا حافظوا على العهد , علما بأنهم ليس لهم ذنب فى انهم ولدوا مخصيين, كما ورد فى انجيل متى :
لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل. متى 19/12
اما سفر اللاويين , فيوضح لنا بشيء من التفصيل مدى التعنت الذى ارتكب فى حق الخصيان ومدى الاضطهاد الذى وصل بهم لدرجة تصنيفهم فى عداد الانجاس الذين يدنسون قداسة الرب :
21: 16 و كلم الرب موسى قائلا
21: 17 كلم هرون قائلا اذا كان رجل من نسلك في اجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز الهه
21: 18 لان كل رجل فيه عيب لا يتقدم لا رجل اعمى و لا اعرج و لا افطس و لا زوائدي
21: 19 و لا رجل فيه كسر رجل او كسر يد
21: 20 و لا احدب و لا اكشم و لا من في عينه بياض و لا اجرب و لا اكلف و لا مرضوض الخصى
21: 21 كل رجل فيه عيب من نسل هرون الكاهن لا يتقدم ليقرب وقائد الرب فيه عيب لا يتقدم ليقرب خبز الهه
21: 22 خبز الهه من قدس الاقداس و من القدس ياكل
21: 23 لكن الى الحجاب لا ياتي و الى المذبح لا يقترب لان فيه عيبا لئلا يدنس مقدسي لاني انا الرب مقدسهم .
نتابع كلام القس انطونيوس فكرى:
وعدم قطع الأجزاء التناسلية إعلان عن قدسية كل أعضاء الجسم. والمسيح حين قال " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات " لم يقصد القطع الفعلى ولكن قصد نوع من البتولية أو ضبط الشهوات وكأن الإنسان ليس لهُ أن يفكر فى هذه الأشياء لأنه ينظر للسماويات.. والحرمان من دخول جماعة الرب ليس حرماناً من الخلاص ولكنه حرمان من الحقوق الكاملة للشعب مثل إستلام مسئوليات معينة مثل أن يكون الشخص كاهناً أو قاضياً أو قائداً وإلا لإحتقره الشعب وإحتقر أحكامه.........انتهى
أما المفسر تادرس يعقوب ملطى فقد فسر النص بشكل يناقض تماما ما سرده المفسر انطونيوس فكرى الذى حاول ان يبرر حرمان الرب للخصيان من جماعته بشكل هذلى ومتناقض تماما مع حقيقة الخصيان ومكانتهم العالية التى اثبتتها نصوص الكتاب المقدس ...... وقد اكد تادرس ملطى هذه الحقيقة من ان الخصيان كانت لهم مراكز عظيمة ولم يكونوا محتقرين بين الشعب حيث قال :
كان لهذا التعليم الخاص باستبعاد المخصيِّين من جماعة الرب أهميَّته
الخاصة في ذلك الحين، إذ كان شائعًا بين الأمم أن يخدم جماعة من المخصيِّين الهياكل الوثنيَّة، وأيضًا الذين يحتلُّون مراكز عظيمة في القصر الملكي، خاصة الذين يخدمون في جناح الملكة وجناح النساء، حتى أن كلمة "الخصيان" صارت تطلق على أصحاب المراكز في القصر حتى وإن كانوا ليسوا مخصيِّين جسديًا[251]........ انتهى تفسير تادرس ملطى
اما الدليل على قوة بأس الخصيان ومراكزهم المرموقه فى العهد القديم , وان كونهم خصيانا لم يمنعهم من تبؤ المراكز المرموقه والمكانة العالية وسط حاشية الملوك والكهنة فهو الاتى :
1- الخصيان كانوا يصحبون الملك فى اسفاره وحروبه وتنقلاته
سفر الملوك الثاني 24: 12
فَخَرَجَ يَهُويَاكِينُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَعَبِيدُهُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَخِصْيَانُهُ، وَأَخَذَهُ مَلِكُ بَابِلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ.
سفر الملوك الثاني 24: 15
وَسَبَى يَهُويَاكِينَ إِلَى بَابِلَ. وَأُمَّ الْمَلِكِ وَنِسَاءَ الْمَلِكِ وَخِصْيَانَهُ وَأَقْوِيَاءَ الأَرْضِ، سَبَاهُمْ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ.
2- الخصيان كانوا غالبا من الابطال والشجعان
سفر أخبار الأيام الأول 28: 1
وَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ، رُؤَسَاءَ الأَسْبَاطِ وَرُؤَسَاءَ الْفِرَقِ الْخَادِمِينَ الْمَلِكَ، وَرُؤَسَاءَ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ، وَرُؤَسَاءَ كُلِّ الأَمْوَالِ وَالأَمْلاَكِ الَّتِي لِلْمَلِكِ وَلِبَنِيهِ، مَعَ الْخِصْيَانِ وَالأَبْطَالِ وَكُلِّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ، إِلَى أُورُشَلِيمَ.
3- الخصيان كانوا من المقربين للملك وخواصه
سفر أستير 1: 10
فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.
سفر إرميا 29: 2
بَعْدَ خُرُوجِ يَكُنْيَا الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ وَالْخِصْيَانِ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ
4- الخصيان كانوا دائما مقربين من الكهنة
سفر إرميا 34: 19
رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَ أُورُشَلِيمَ، الْخِصْيَانَ وَالْكَهَنَةَ وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ الَّذِينَ جَازُوا بَيْنَ قِطْعَتَيِ الْعِجْلِ
5- الخصيان كانت لهم دائما رتب ورؤساء:
سفر إرميا 39: 3
وَدَخَلَ كُلُّ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ وَجَلَسُوا فِي الْبَابِ الأَوْسَطِ: نَرْجَلَ شَرَاصَرُ، وَسَمْجَرْ نَبُو، وَسَرْسَخِيمُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ، وَنَرْجَلَ شَرَاصَرُ رَئِيسُ الْمَجُوسِ، وَكُلُّ بَقِيَّةِ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ.
سفر إرميا 39: 13
فَأَرْسَلَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ وَنَبُوشَزْبَانُ رَئِيسُ الْخِصْيَان
كل الادلة السابقة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الخصيان كانوا منخرطين
وسط حياة الملوك وبين رؤساء الكهنة وكانوا من الحاشية المقربين ...... فما الداعى اذن بعد كل هذا ان يتم حرمانهم من الانضمام الى جماعة الرب واصدار هذا الحكم القاسي المتعسف ضدهم لذنب لم يرتكبوه بحجة انهم خصيان ....... هل هذا يمثل عنصرية من الاله ضدهم مثلا ؟
فلا يوجد ادنى مبرر لاصدار هذا الحكم الجائر طالما ان الاله اكد فى اسفر اشعياء انهم قادرون على الدخول الى الملكوت وااقتناء الخلاص اذا ما حافظوا على العهد ....... بل والادهى من ذلك ان الخصيان كانوا مطيعين للانبياء مثل طاعتهم للنبى دانيال حينما منعهم من شرب :
اما دانيال فجعل في قلبه انه لا يتنجس باطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان ان لا يتنجس. 9 واعطى الله دانيال نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان. 10 فقال رئيس الخصيان لدانيال اني اخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم.فلماذا يرى وجوهكم اهزل من الفتيان الذين من جيلكم فتدينون راسي للملك. 11 فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاه رئيس الخصيان على دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا 12 جرب عبيدك عشرة ايام فليعطونا القطاني لناكل وماء لنشرب. 13 ولينظروا الى مناظرنا امامك والى مناظر الفتيان الذين ياكلون من اطايب الملك ثم اصنع بعبيدك كما ترى. 14 فسمع لهم هذا الكلام وجربهم عشرة ايام. 15 وعند نهاية العشرة الايام ظهرت مناظرهم احسن واسمن لحما من كل الفتيان الاكلين من اطايب الملك. 16 فكان رئيس السقاة يرفع اطايبهم وخمر مشروبهم ويعطيهم قطاني 17 اما هؤلاء الفتيان الاربعة فاعطاهم الله معرفة وعقلا في كل كتابة وحكمة وكان دانيال فهيما بكل الرؤى والاحلام. 18 وعند نهاية الايام التي قال الملك ان يدخلوهم بعدها اتى بهم رئيس الخصيان الى امام نبوخذناصر. سفر دانيال 1/ 9 , 18
اقول كيف سمح المفسر انطونيوس فكرى بأن يبرر طرد الاله للخصيان من ملكوته بعدما ثبت جليا انهم مطيعين ومخلصين للانبياء والكهنة والملوك ؟ هل هذا شيء جائز عقلا او مستساغ فهما ؟ لعل احد النصارى يجيبنا عن هذه المعضلة الفكرية .
يكمل تادرس ملطى كلامه قائلا:
مُنع المخصيُّون من الكهنوت (لا 21: 17-21) وأولادهم حتى الجيل العاشر، لتأكيد قدسيَّة كل أعضاء الجسم. فقد جاء هذا القانون لكي يمنع الإنسان من أن يخصي نفسه، خاصة إن كان بسبب نظرته إلى الأعضاء الجنسيَّة كأعضاء دنسة، أو أن العلاقات الجسديَّة في الزواج نجاسة. وقد حرَّمت الكنيسة على الذين يخصون أنفسهم حتى إن كانوا بتوليِّين من نوال أيَّة درجة كهنوتيَّة، ذلك لأنَّهم يدنِّسون النظر نحو ما خلقه الله صالحًا ومقدَّسًا.
من هنا – حتى في العهد القديم – لا يُحرم الخصي من عضويَّته في جماعة الرب إن كان مقدَّسًا للرب. وكما جاء في سفر إشعياء: "فلا يتكلَّم ابن الغريب الذي اقترن بالرب قائلاً: "إفرازًا أفرزني الرب من شعبه. ولا يقل الخصي ها أنا شجرة يابسة. لأنَّه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرُّني ويتمسَّكون بعهدي. إنِّي أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصيبًا واسمًا أفضل من البنين والبنات. أعطيهم اسمًا أبديًا لا ينقطع" (إش 56: 3-5).
واضح أن ما يشغل ذهن الله ليس الشكل الخارجي مثل أن يكون الإنسان خصْيًا أم لا، إنَّما الأعماق الداخليَّة، حيث يختبر االخصي حفظ السبت، أي التمتُّع بالعيد الأسبوعي والفرح المستمر في الرب، وتقديس السبت كعلامة على تقديس العمر كله لحساب الرب. من يختار أن يسر الله ويتمسَّك بعهده، أي يود أن تكون له شركة دائمة معه، مثل هذا يُحسب ابنًا (أو ابنة) لله أكثر من غيره ويكون له نصيب في بيت الرب، ويتحصَّن بأسواره.
لاحظ الكتابات التى باللون الاخضر (مُنع المخصيُّون من الكهنوت (لا 21: 17-21) وأولادهم حتى الجيل العاشر، لتأكيد قدسيَّة كل أعضاء الجسم. فقد جاء هذا القانون لكي يمنع الإنسان من أن يخصي نفسه، خاصة إن كان بسبب نظرته إلى الأعضاء الجنسيَّة كأعضاء دنسة، أو أن العلاقات الجسديَّة في الزواج نجاسة. وقد حرَّمت الكنيسة على الذين يخصون أنفسهم حتى إن كانوا بتوليِّين من نوال أيَّة درجة كهنوتيَّة، ذلك لأنَّهم يدنِّسون النظر نحو ما خلقه الله صالحًا ومقدَّسًا. )
ونحن بدورنا نقول ما دامت الاعضاء التناسلية غير دنسة فلماذا لم يتزوج يسوع ؟
ولماذا سمح لنفسه ان يتبرز ويتبول مع انها نجاسة كما ورد فى سفر التثنية الاصحاح الثالث عشر:
13 ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجا وترجع وتغطي برازك
14 لأن الرب إلهك سائر في وسط محلتك، لكي ينقذك ويدفع أعداءك أمامك. فلتكن محلتك مقدسة ، لئلا يرى فيك قذر شيء فيرجع عنك
وكيف يقول هذا القس ايضا (واضح أن ما يشغل ذهن الله ليس الشكل الخارجي مثل أن يكون الإنسان خصْيًا أم لا، إنَّما الأعماق الداخليَّة، ) والرب نفسه هو الذى حرم الخصيان من الدخول فى جماعته (لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ تثنية 1:23) ؟ ما هذا الناقض الغريب؟
إنجيل متى 19: 12
لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
اشعياء 56
1 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ. لأَنَّهُ قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي وَاسْتِعْلاَنُ بِرِّي.
2 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ».
3 فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ». وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: «هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ».
4 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي:
5 «إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمِ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ.
وقد ناقض انطونيوس فكرى نفسه بتفسير الفقرات السابقه حيث قال:
كانوا في العهد القديم يهتمون بأن يكون لهم أولاد، ليبقى لهم إسم بعد موتهم، أما في العهد الجديد فنحن أحياء بالإيمان بالمسيح ولا أحد يهتم بأن يكون له أولاد ليظل حي فالملائكة ليس لهم أولاد، ولكنهم أحياء، والله يعطى للجميع حياة. ولذلك كان عند اليهود، لا يدخل الخصى إلى جماعة الرب فهو غير مثمر وعقيم والمعنى أن لا ينضم للمحافل ولا للكهنوت.
لاحظ ان انطونيوس فكرى قال ان الخصيان ( كان عند اليهود ) وهذا افتراء على اليهود فاليهود لم ياتوا بهذا التشريع بحرمان الخصى من جماعة الرب من محض ارادتهم بل هم ينفذون تعاليم الاله …الذى فرض هذا الحكم القاسي على الخصيان .
التناقض بين المفسرين النصارى :
وقد ناقض القس تادرس يعقوب ملطى فى تفسيره لسفر اشعياء 56 القس انطونيوس فكرى ... حيث قال انه لا يوجد ما يسمى بالخصيان الروحى :
يهب الخصيان أبناء: "ولا يقل الخَصِيّ: ها أنا شجرة يابسة" [3]. لم يكن يُسمح للخصيان جسديًا أن يُضموا إلى الكهنوت (لا 21: 20) ولا أن يشتركوا مع الشعب في المحافل... (تث 23: 1).
الآن إذ انفتحت أبواب مراحم الله لا يوجد في كنيسة الله خصي روحي، إذ ليس بينهم عقيم بل الكل مُتئم (نش 4: 2)... الكل يشهد لله ويأتي بأبناء له. كأن التقاءنا بالرب لا يقف عند حقنا في دخول بيته والتمتع بعهده إنما يهبنا قوة الشهادة له والإثمار.
تناقض تادرس ملطى مع نفسه :
ويناقض تادرس يعقوب ملطى نفسه لنفسه حيث يقول فى تفسيره لما ورد فى انجيل متى 12:19 انه يوجد بالفعل خصيان روحى مع انه فى النقطة السابقة كان ينفى ما يسمى بالخصيان الروحى :
ثالثًا: يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، وهذه فئة روحيّة رائعة تضم في الحقيقة جميع المؤمنين العاملين بالحب لله بكونهم بتوليّين روحيّين، عذارى ينتظرون العريس، وعلى وجه الخصوص جماعة البتوليّين روحًا وجسدًا من أجل الرب.
تم بحمد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يشهد احد فى الكتاب المقدس حملة عنصرية قائمة على استئصال ابسط الحقوق الانسانية ( الذكورة ) مثلما شهد الخصيان من ماسي والام جسدية بل وروحية ايضا ........... فإلى جانب معاناة الشخص المخصى من عجزه البشرى الذى جبله الاله عليه .....إلا انه ايضا كان يحانى الحرمان من الدخول فى جماعة الرب اواعتباره واحد من ابناء الاله ........والسبب فى ذلك ....... انه مخصى .
سفر التثنية 23: 1
لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ
الغريب فى ذلك .....ان الكتاب المقدس ساوى فى الجزاء والحرمان بين الخصيان وبين الزناة ........
لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.
لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. تثنية 23/ 2,1.
فإذا كان الزانى يحرم من جماعة الرب وهذا شيء منطقى ومقبول لقيامه بجريمة الزنا التى ارتكبها بكامل وعيه وارادته ........... فما هو ذنب المخصى المسكين الذى لم يكن له حول ولا قوة فى اخصاء نفسه , لولا قيام الامراء والملوك بإخصائهم وهم اطفال صغار ؟.
ولكن مع ذلك , ومع حرمان الخصيان من دخول فى جماعة الرب فى شريعة العهد القديم ....... نرى ان الاله ايضا قد وعدهم بالملكوت اذا حافظوا على العهد :
لانه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرني ويتمسكون بعهدي.
اني اعطيهم في بيتي وفي اسواري نصبا واسما افضل من البنين والبنات.اعطيهم اسما ابديا لا ينقطع. اشعياء 56 / 5,4
اذن ....... فالوضع النهائى للخصيان هو الاتى :
1- انهم محرومون من جماعة الرب وذلك لانهم مخصيين
2- انه لا مانع من الرب من ان يدخلهم الملكوت اذا حافظوا على العهد
فهم الان بين شقى الرحى ......بين الحرمان من جماعة الرب من جهة وبين الامل فى الملكوت من جهة اخرى .
يقول القس انطونيوس فكرى فى تفسيره :
المخصى بالرض = هو الذى يخصى برض الخ..... أى بدقهما أو سحقهما. المجبوب = هو الذى كان يخصى بقطع الخصيتين بآلة حادة. وفى (غل:5/12) تهكم الرسول بولس على الذين يتمسكون بالختان كشرط للخلاص قائلاً " يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون" أى يا ليتهم ليس فقط يقطعون الغرلة بل الكل ليصيروا بحسب الناموس مقطوعين لا يدخلون جماعة الرب.
عهد الله بين الخصيان والختان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
علمنا مما سبق ان الخصى قد ينال الملكوت اذا حافظ على العهد ,
ملحوظة : استشهد القس انطونيوس فكرى باقوال بولس عن المخصيين وتهكمه عليهم , ولكن يبدو ان القس قد نسي ان الرب وعد المخصيين الذين يحفظون العهد - بالملكوت والخلاص - ( اشعياء 5:56) , مع ان بولس هذا قد نقض عهد الله فى الختان كما فى غلاطية اصحاح 6 :
6: 13 لان الذين يختتنون هم لا يحفظون الناموس بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفتخروا في جسدكم
6: 14 و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و انا للعالم
6: 15 لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة
وكما قلنا فإن الختان هو عهد الله الابدى مع البشر كما ورد فى سفر التكوين اصحاح 17 :
10 هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ،
11- فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
12 اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ.
13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عهدا ابديا.
14 وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي.
فثبت الان لنا بالدليل القاطع ان الختان هو عهد الله .......
والسؤال هو:
كيف يستشهد القس باقوال بولس الذى نقض عهد الله فى الختان ليبرر وجوب تحريم الرب للمخصيين من الملكوت علما بأن الرب وعدهم بالملكوت طالما انهم محافظين على العهد اصلا فى اشعياء 5:56
الحقيقة ان المشكلة ليست فى بولس ولا فى القس .... المشكلة فى التشريع الذى قطعه الاله فى العهد القديم و الذى ناقض نفسه تناقضا صارخا بين تثنية 1:23 وبين اشعياء 5:56, فمرة يحرمهم من الدخول فى جماعة الرب ومرة يعدهم بالملكوت اذا حافظوا على العهد , علما بأنهم ليس لهم ذنب فى انهم ولدوا مخصيين, كما ورد فى انجيل متى :
لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل. متى 19/12
اما سفر اللاويين , فيوضح لنا بشيء من التفصيل مدى التعنت الذى ارتكب فى حق الخصيان ومدى الاضطهاد الذى وصل بهم لدرجة تصنيفهم فى عداد الانجاس الذين يدنسون قداسة الرب :
21: 16 و كلم الرب موسى قائلا
21: 17 كلم هرون قائلا اذا كان رجل من نسلك في اجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز الهه
21: 18 لان كل رجل فيه عيب لا يتقدم لا رجل اعمى و لا اعرج و لا افطس و لا زوائدي
21: 19 و لا رجل فيه كسر رجل او كسر يد
21: 20 و لا احدب و لا اكشم و لا من في عينه بياض و لا اجرب و لا اكلف و لا مرضوض الخصى
21: 21 كل رجل فيه عيب من نسل هرون الكاهن لا يتقدم ليقرب وقائد الرب فيه عيب لا يتقدم ليقرب خبز الهه
21: 22 خبز الهه من قدس الاقداس و من القدس ياكل
21: 23 لكن الى الحجاب لا ياتي و الى المذبح لا يقترب لان فيه عيبا لئلا يدنس مقدسي لاني انا الرب مقدسهم .
نتابع كلام القس انطونيوس فكرى:
وعدم قطع الأجزاء التناسلية إعلان عن قدسية كل أعضاء الجسم. والمسيح حين قال " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات " لم يقصد القطع الفعلى ولكن قصد نوع من البتولية أو ضبط الشهوات وكأن الإنسان ليس لهُ أن يفكر فى هذه الأشياء لأنه ينظر للسماويات.. والحرمان من دخول جماعة الرب ليس حرماناً من الخلاص ولكنه حرمان من الحقوق الكاملة للشعب مثل إستلام مسئوليات معينة مثل أن يكون الشخص كاهناً أو قاضياً أو قائداً وإلا لإحتقره الشعب وإحتقر أحكامه.........انتهى
أما المفسر تادرس يعقوب ملطى فقد فسر النص بشكل يناقض تماما ما سرده المفسر انطونيوس فكرى الذى حاول ان يبرر حرمان الرب للخصيان من جماعته بشكل هذلى ومتناقض تماما مع حقيقة الخصيان ومكانتهم العالية التى اثبتتها نصوص الكتاب المقدس ...... وقد اكد تادرس ملطى هذه الحقيقة من ان الخصيان كانت لهم مراكز عظيمة ولم يكونوا محتقرين بين الشعب حيث قال :
كان لهذا التعليم الخاص باستبعاد المخصيِّين من جماعة الرب أهميَّته
الخاصة في ذلك الحين، إذ كان شائعًا بين الأمم أن يخدم جماعة من المخصيِّين الهياكل الوثنيَّة، وأيضًا الذين يحتلُّون مراكز عظيمة في القصر الملكي، خاصة الذين يخدمون في جناح الملكة وجناح النساء، حتى أن كلمة "الخصيان" صارت تطلق على أصحاب المراكز في القصر حتى وإن كانوا ليسوا مخصيِّين جسديًا[251]........ انتهى تفسير تادرس ملطى
اما الدليل على قوة بأس الخصيان ومراكزهم المرموقه فى العهد القديم , وان كونهم خصيانا لم يمنعهم من تبؤ المراكز المرموقه والمكانة العالية وسط حاشية الملوك والكهنة فهو الاتى :
1- الخصيان كانوا يصحبون الملك فى اسفاره وحروبه وتنقلاته
سفر الملوك الثاني 24: 12
فَخَرَجَ يَهُويَاكِينُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَعَبِيدُهُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَخِصْيَانُهُ، وَأَخَذَهُ مَلِكُ بَابِلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ.
سفر الملوك الثاني 24: 15
وَسَبَى يَهُويَاكِينَ إِلَى بَابِلَ. وَأُمَّ الْمَلِكِ وَنِسَاءَ الْمَلِكِ وَخِصْيَانَهُ وَأَقْوِيَاءَ الأَرْضِ، سَبَاهُمْ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ.
2- الخصيان كانوا غالبا من الابطال والشجعان
سفر أخبار الأيام الأول 28: 1
وَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ، رُؤَسَاءَ الأَسْبَاطِ وَرُؤَسَاءَ الْفِرَقِ الْخَادِمِينَ الْمَلِكَ، وَرُؤَسَاءَ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ، وَرُؤَسَاءَ كُلِّ الأَمْوَالِ وَالأَمْلاَكِ الَّتِي لِلْمَلِكِ وَلِبَنِيهِ، مَعَ الْخِصْيَانِ وَالأَبْطَالِ وَكُلِّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ، إِلَى أُورُشَلِيمَ.
3- الخصيان كانوا من المقربين للملك وخواصه
سفر أستير 1: 10
فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.
سفر إرميا 29: 2
بَعْدَ خُرُوجِ يَكُنْيَا الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ وَالْخِصْيَانِ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ
4- الخصيان كانوا دائما مقربين من الكهنة
سفر إرميا 34: 19
رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَ أُورُشَلِيمَ، الْخِصْيَانَ وَالْكَهَنَةَ وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ الَّذِينَ جَازُوا بَيْنَ قِطْعَتَيِ الْعِجْلِ
5- الخصيان كانت لهم دائما رتب ورؤساء:
سفر إرميا 39: 3
وَدَخَلَ كُلُّ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ وَجَلَسُوا فِي الْبَابِ الأَوْسَطِ: نَرْجَلَ شَرَاصَرُ، وَسَمْجَرْ نَبُو، وَسَرْسَخِيمُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ، وَنَرْجَلَ شَرَاصَرُ رَئِيسُ الْمَجُوسِ، وَكُلُّ بَقِيَّةِ رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ.
سفر إرميا 39: 13
فَأَرْسَلَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ وَنَبُوشَزْبَانُ رَئِيسُ الْخِصْيَان
كل الادلة السابقة تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الخصيان كانوا منخرطين
وسط حياة الملوك وبين رؤساء الكهنة وكانوا من الحاشية المقربين ...... فما الداعى اذن بعد كل هذا ان يتم حرمانهم من الانضمام الى جماعة الرب واصدار هذا الحكم القاسي المتعسف ضدهم لذنب لم يرتكبوه بحجة انهم خصيان ....... هل هذا يمثل عنصرية من الاله ضدهم مثلا ؟
فلا يوجد ادنى مبرر لاصدار هذا الحكم الجائر طالما ان الاله اكد فى اسفر اشعياء انهم قادرون على الدخول الى الملكوت وااقتناء الخلاص اذا ما حافظوا على العهد ....... بل والادهى من ذلك ان الخصيان كانوا مطيعين للانبياء مثل طاعتهم للنبى دانيال حينما منعهم من شرب :
اما دانيال فجعل في قلبه انه لا يتنجس باطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان ان لا يتنجس. 9 واعطى الله دانيال نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان. 10 فقال رئيس الخصيان لدانيال اني اخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم.فلماذا يرى وجوهكم اهزل من الفتيان الذين من جيلكم فتدينون راسي للملك. 11 فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاه رئيس الخصيان على دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا 12 جرب عبيدك عشرة ايام فليعطونا القطاني لناكل وماء لنشرب. 13 ولينظروا الى مناظرنا امامك والى مناظر الفتيان الذين ياكلون من اطايب الملك ثم اصنع بعبيدك كما ترى. 14 فسمع لهم هذا الكلام وجربهم عشرة ايام. 15 وعند نهاية العشرة الايام ظهرت مناظرهم احسن واسمن لحما من كل الفتيان الاكلين من اطايب الملك. 16 فكان رئيس السقاة يرفع اطايبهم وخمر مشروبهم ويعطيهم قطاني 17 اما هؤلاء الفتيان الاربعة فاعطاهم الله معرفة وعقلا في كل كتابة وحكمة وكان دانيال فهيما بكل الرؤى والاحلام. 18 وعند نهاية الايام التي قال الملك ان يدخلوهم بعدها اتى بهم رئيس الخصيان الى امام نبوخذناصر. سفر دانيال 1/ 9 , 18
اقول كيف سمح المفسر انطونيوس فكرى بأن يبرر طرد الاله للخصيان من ملكوته بعدما ثبت جليا انهم مطيعين ومخلصين للانبياء والكهنة والملوك ؟ هل هذا شيء جائز عقلا او مستساغ فهما ؟ لعل احد النصارى يجيبنا عن هذه المعضلة الفكرية .
يكمل تادرس ملطى كلامه قائلا:
مُنع المخصيُّون من الكهنوت (لا 21: 17-21) وأولادهم حتى الجيل العاشر، لتأكيد قدسيَّة كل أعضاء الجسم. فقد جاء هذا القانون لكي يمنع الإنسان من أن يخصي نفسه، خاصة إن كان بسبب نظرته إلى الأعضاء الجنسيَّة كأعضاء دنسة، أو أن العلاقات الجسديَّة في الزواج نجاسة. وقد حرَّمت الكنيسة على الذين يخصون أنفسهم حتى إن كانوا بتوليِّين من نوال أيَّة درجة كهنوتيَّة، ذلك لأنَّهم يدنِّسون النظر نحو ما خلقه الله صالحًا ومقدَّسًا.
من هنا – حتى في العهد القديم – لا يُحرم الخصي من عضويَّته في جماعة الرب إن كان مقدَّسًا للرب. وكما جاء في سفر إشعياء: "فلا يتكلَّم ابن الغريب الذي اقترن بالرب قائلاً: "إفرازًا أفرزني الرب من شعبه. ولا يقل الخصي ها أنا شجرة يابسة. لأنَّه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرُّني ويتمسَّكون بعهدي. إنِّي أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصيبًا واسمًا أفضل من البنين والبنات. أعطيهم اسمًا أبديًا لا ينقطع" (إش 56: 3-5).
واضح أن ما يشغل ذهن الله ليس الشكل الخارجي مثل أن يكون الإنسان خصْيًا أم لا، إنَّما الأعماق الداخليَّة، حيث يختبر االخصي حفظ السبت، أي التمتُّع بالعيد الأسبوعي والفرح المستمر في الرب، وتقديس السبت كعلامة على تقديس العمر كله لحساب الرب. من يختار أن يسر الله ويتمسَّك بعهده، أي يود أن تكون له شركة دائمة معه، مثل هذا يُحسب ابنًا (أو ابنة) لله أكثر من غيره ويكون له نصيب في بيت الرب، ويتحصَّن بأسواره.
لاحظ الكتابات التى باللون الاخضر (مُنع المخصيُّون من الكهنوت (لا 21: 17-21) وأولادهم حتى الجيل العاشر، لتأكيد قدسيَّة كل أعضاء الجسم. فقد جاء هذا القانون لكي يمنع الإنسان من أن يخصي نفسه، خاصة إن كان بسبب نظرته إلى الأعضاء الجنسيَّة كأعضاء دنسة، أو أن العلاقات الجسديَّة في الزواج نجاسة. وقد حرَّمت الكنيسة على الذين يخصون أنفسهم حتى إن كانوا بتوليِّين من نوال أيَّة درجة كهنوتيَّة، ذلك لأنَّهم يدنِّسون النظر نحو ما خلقه الله صالحًا ومقدَّسًا. )
ونحن بدورنا نقول ما دامت الاعضاء التناسلية غير دنسة فلماذا لم يتزوج يسوع ؟
ولماذا سمح لنفسه ان يتبرز ويتبول مع انها نجاسة كما ورد فى سفر التثنية الاصحاح الثالث عشر:
13 ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجا وترجع وتغطي برازك
14 لأن الرب إلهك سائر في وسط محلتك، لكي ينقذك ويدفع أعداءك أمامك. فلتكن محلتك مقدسة ، لئلا يرى فيك قذر شيء فيرجع عنك
وكيف يقول هذا القس ايضا (واضح أن ما يشغل ذهن الله ليس الشكل الخارجي مثل أن يكون الإنسان خصْيًا أم لا، إنَّما الأعماق الداخليَّة، ) والرب نفسه هو الذى حرم الخصيان من الدخول فى جماعته (لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ تثنية 1:23) ؟ ما هذا الناقض الغريب؟
إنجيل متى 19: 12
لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
اشعياء 56
1 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ. لأَنَّهُ قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي وَاسْتِعْلاَنُ بِرِّي.
2 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ».
3 فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ». وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: «هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ».
4 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي:
5 «إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمِ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ.
وقد ناقض انطونيوس فكرى نفسه بتفسير الفقرات السابقه حيث قال:
كانوا في العهد القديم يهتمون بأن يكون لهم أولاد، ليبقى لهم إسم بعد موتهم، أما في العهد الجديد فنحن أحياء بالإيمان بالمسيح ولا أحد يهتم بأن يكون له أولاد ليظل حي فالملائكة ليس لهم أولاد، ولكنهم أحياء، والله يعطى للجميع حياة. ولذلك كان عند اليهود، لا يدخل الخصى إلى جماعة الرب فهو غير مثمر وعقيم والمعنى أن لا ينضم للمحافل ولا للكهنوت.
لاحظ ان انطونيوس فكرى قال ان الخصيان ( كان عند اليهود ) وهذا افتراء على اليهود فاليهود لم ياتوا بهذا التشريع بحرمان الخصى من جماعة الرب من محض ارادتهم بل هم ينفذون تعاليم الاله …الذى فرض هذا الحكم القاسي على الخصيان .
التناقض بين المفسرين النصارى :
وقد ناقض القس تادرس يعقوب ملطى فى تفسيره لسفر اشعياء 56 القس انطونيوس فكرى ... حيث قال انه لا يوجد ما يسمى بالخصيان الروحى :
يهب الخصيان أبناء: "ولا يقل الخَصِيّ: ها أنا شجرة يابسة" [3]. لم يكن يُسمح للخصيان جسديًا أن يُضموا إلى الكهنوت (لا 21: 20) ولا أن يشتركوا مع الشعب في المحافل... (تث 23: 1).
الآن إذ انفتحت أبواب مراحم الله لا يوجد في كنيسة الله خصي روحي، إذ ليس بينهم عقيم بل الكل مُتئم (نش 4: 2)... الكل يشهد لله ويأتي بأبناء له. كأن التقاءنا بالرب لا يقف عند حقنا في دخول بيته والتمتع بعهده إنما يهبنا قوة الشهادة له والإثمار.
تناقض تادرس ملطى مع نفسه :
ويناقض تادرس يعقوب ملطى نفسه لنفسه حيث يقول فى تفسيره لما ورد فى انجيل متى 12:19 انه يوجد بالفعل خصيان روحى مع انه فى النقطة السابقة كان ينفى ما يسمى بالخصيان الروحى :
ثالثًا: يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، وهذه فئة روحيّة رائعة تضم في الحقيقة جميع المؤمنين العاملين بالحب لله بكونهم بتوليّين روحيّين، عذارى ينتظرون العريس، وعلى وجه الخصوص جماعة البتوليّين روحًا وجسدًا من أجل الرب.
تم بحمد الله
تعليق