نزاع الفريسيين والصدوقيين حول قانونية أكل الكهنة من التقدمات يعني أن نصوص الأسفار الخمسة الأولى لم تكن نصوص مقدسة متفق عليها
المقدمة :-
هل الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالى كان كتاب مقدس متفق عليه من ميع طوائف اليهود فى الفترة الهلنستية ؟؟!!!
لقد اكتشف العلماء أنه كانت هناك تعددية نصية للتوراة فى الفترة الهلنستية و أنه كان لكل طائفة فى تلك الفترة كتابها المقدس ، فالخلاف لم يكن على فهم النص كما يزعم البعض ، ولكن كان الخلاف حول قدسية النص نفسه ، وهذا سوف أتكلم عنه ان شاء الله فى موضوع منفصل
ولكن فى هذا الموضوع سوف أتطرق بشكل عملى يثبت أن ما نراه حاليا من نصوص لم يكن متفق عليها من طوائف بنى اسرائيل فى الفترة الهلنسية مما يعنى أنه لم يكن نص مقدس
وهو نصوص عن التقدمات التي يقدمها العامة للكاهن
فنقرأ من الأسفار الخمسة الأولى نصوص واضحة لا تقبل الفهم بأي معنى آخر تبيح للكهنة الأكل من قرابين التقدمات التي يقدمها العامة للهيكل ولا نجد نص آخر ينفي ذلك
ولكن الإشكالية هو ما يخبرنا به التاريخ عن وجود نزاع بين طائفة الصدوقيين و طائفة الفريسيين في الفترة الهلينستية حول مشروعية أكل الكهنة من التقدمات بصفة عامة فالفريسيين رفضوا ذلك أما الصدوقيين أقروا بها
فكيف اختلفوا فى نص صريح ، فاما أن يأكل الكاهن أو لا يأكل ، هذا أمر لا يجب أن يكون عليه خلاف أصلا ، فليس هناك مجال لفهمه بطرق مختلفة
أما وجود خلاف على نص صريح لا يحتمل فهمه أى وجه آخر يعني بكل بساطة أن نصوص الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالى لم تكن أبدا نصوص مقدسة وإلا ما كان رفضها الفريسيين
تعليق