تحديد أنواع الشجر إلى شجرة معرفة الخير والشر وشجرة الحياة حتى لا يأكل منها فيصير الحكم موتا تموت أي الموت الأبدي الذي لا حياة بعده كان بسبب إنكار الصدوقيين للقيامة والخلود بعد الموت و تأثرهم باليونانيين
المقدمة :-
- استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (8) :اخفاء أى نص يتكلم عن قيامة الآخرة والحساب والعقاب الأخروي
هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (9) :تحريف الحكم على سيدنا آدم في سفر التكوين الى (موتا تموت) أى بمعنى الموت الأبدي الذي لا حياة بعده
وكذلك :-
اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين
- و فى هذا الموضوع ان شاء الله أوضح لماذا نرى تحديد أنواع الشجر في جنة عدن بسفر التكوين بشجرة معرفة الخير والشر ، وشجرة الحياة، فكان هذا ضمن تحريف الصدوقيين لإثبات فكرة عدم وجود قيامة الآخرة وليس لأنه هو الحق :-
الصدوقيين هم طائفة من بني إسرائيل ظهرت في الفترة الهلينستية حيث مزجوا بين الأفكار اليهودية وبين الأفكار والفلسفات اليونانية الوثنية فيما يسمى باليهودية الهلينستية ، وقاموا بنشر تلك الأفكار بين بني إسرائيل في تلك الفترة
للمزيد راجع :-
اليهودية الهلينستية
و كان إثبات عدم وجود حياة بعد الموت مشكلة تؤرقهم فحاولوا بكل جهدهم إثبات ذلك بتحريف الكتاب ، وأحد النصوص التي حرفوها هي قصة أكل سيدنا آدم من الشجرة المحرمة التي ورثوها من أجدادهم وكانت في كتب الأنبياء ، حيث مزجوها بمعتقدات اليونانيين الوثنية ، حيث نجد أن اليونانيين في قصصهم قد جسموا الآلهة وأعطوها صفات بشرية ولذلك إذا استطاع أحد من البشر أن يحصل على قواهم السحرية بشكل ما فانه بهذه الطريقة سوف يصبح ندا لهم ولذلك فإن الآلهة تخاف من البشر ولا تريدهم اكتساب المعرفة
ومن الثابت عن الصدوقيين تأثرهم بفكر الفلسفة الأبيقورية اليونانية والتي كانت تنكر الحياة بعد الموت ، وهذا في حد ذاته دليل على أن انكار الحياة بعد الموت لم تكن فكرة أصيلة في بني إسرائيل بل مستجدة من تلك الفلسفة والا ما كان الصدوقيين اشتهروا بالتأثر بها ، إلا أنهم بعد تأثرهم بهذه الفلسفة والتي تتناسب أفكارها مع رغباتهم وأهوائهم في حب متاع الدنيا ، فقاموا بتحريف الكتاب الحقيقي الذي تركه الأنبياء لبنى إسرائيل حتى أصبح العهد القديم بالشكل الذي نراه حاليا
للمزيد راجع :-
طائفة الصدوقيين
- أما القصة في سفر التكوين (بعد التحريف ) باختصار تتحدث :-
ثم قامت الحية أقنعت حواء والتي بدورها أقنعت سيدنا آدم بأن يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر
وعندما أكلا منها انفتحت أعينهما (النظر هنا بمعنى البصيرة) و أدركا أنهما عريانان وكان قبل ذلك لا يدركان ذلك ولا يخجلان (تكوين 2: 25) ، ثم جاء الإله وسأل عن آدم ثم عرف من آدم أنه أدرك أنه عريان ففهم الإله أن آدم أكل من شجرة المعرفة (تكوين 3: 11) ، وبذلك أصبح الإنسان عالم الخير والشر مثل الاله ، فخاف الإله أن يأكل آدم أيضا من شجرة الحياة فيصير خالد مع المعرفة أي يصبح ندا للإله - (طبقا لسفر التكوين فإن الإله طرد سيدنا آدم وحواء من الجنة لأنه خائف من أن يكونوا ندا له وليس لأن ما إرتكبوه خطيئة ، فكلمة خطيئة لم ترد أبدا في القصة وإنما وردت في الاصحاح الرابع في قصة قايين و أخيه ، كما أن آدم وحواء قبل الأكل من الشجرة كان مثل الطفلين الغير مدركين ولذلك ليسا عليهما عقاب فهما لم يتعلما الصواب من الخطأ ) - ، فقرر الإله طرده من الجنة حتى لا يأكل من شجرة الحياة ويتم تنفيذ الحكم عليه وهو موت يموت ، و كان هذا يعني الموت الأبدي الذي لا حياة بعده أي أن الحكم هو أن يفقد آدم وبالتالي ذريته الخلود لأنه لا أحد منهم سوف يأكل من شجرة الحياة والتي وضع عليها الرب الاله حراس لمنع البشر من الوصول إليها والأكل منها (تكوين 3: 24) ، لأن ذرية آدم ورثت منه المعرفة والإدراك (التي اكتسبها من الأكل من الشجرة) وليس الخطيئة والعصيان ، وهذا هو ما يخشاه الرب بأن يصير أحد من ذرية آدم ندا لله
والا كنا رأينا أخنوخ ورث الخطيئة ، ولكن هذا لم يحدث بل أوضح النص أنه كان صالح
فنقرأ من سفر التكوين :-
5 :22 و سار اخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة و ولد بنين و بنات
5 :23 فكانت كل أيام اخنوخ ثلاث مئة و خمسا و ستين سنة
5 :24 و سار اخنوخ مع الله و لم يوجد لان الله اخذه
هنا تأكيد على صلاح أخنوخ ، والنص هنا لا ينفى موته بل بالعكس هو يؤكد على موته بأن (الله أخذه) وإن شاء الله في موضوع منفصل سوف أوضح ذلك بالأدلة
وكذلك نوح الذي وجد نعمة في عين الرب - (تكوين 6: 8) ، (فأين الخطيئة الموروثة أو القابلية للخطيئة ؟؟)
وكذلك أيوب
فنقرأ من سفر أيوب :-
1 :1 كان رجل في ارض عوص اسمه أيوب و كان هذا الرجل كاملا و مستقيما يتقي الله و يحيد عن الشر
وكذلك شهادة سفر حزقيال ببر نوح وأيوب ودانيال الذين ببرهم يخلصون أنفسهم
فنقرأ من سفر حزقيال :-
14 :14 و كان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة نوح و دانيال و أيوب فانهم إنما يخلصون انفسهمببرهم يقول السيد الرب
وكذلك ايليا الذي صعد إلى السماء لصالحه و تقواه (ملوك الثاني 2: 11)
لا وجود للخطيئة الموروثة ، بل بالعكس فان أكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير والشر أورث البشر الفهم والادراك والذى لولاه كان البشر جميعا يرتكبون المعاصى والخطيئة وهم لا يدركون لأن حالة العرى قبل الأكل من الشجرة (هو شر) أما الستر بعد الأكل من الشجرة (هو خير) ، وما كنا رأينا رجال صالحون
يعني المقصود من قصة سيدنا آدم بسفر التكوين :- أن الإنسان فقد الخلود بسبب اكتسابه المعرفة والإدراك (الموروث) ، والتى كان الرب يرفض أن يكتسبها الانسان ولكن الانسان اكتسبها بدون ارادته
(وان شاء الله فى موضوع آخر سوف أتكلم عن فكرة نفى القدر واثبات الإرادة الحرة للانسان حتى أنه يستطيع صنع قدره بنفسه عند الصدوقيين وكيف تم تحريف النصوص بسببها)
- وبذلك يتحقق للصدوقيين ما أرادوه وهو إيهام بني إسرائيل بأنه لا حياة بعد الموت
و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
الفرع الأول (1-10-6):- القصة الأساسية كانت تتكلم عن شجرة واحدة وليس شجرتان
الفرع الثانى (2-10-6) :- قصة سيدنا آدم الحالية فى سفر التكوين هي نتيجة لدمج الصدوقيين معتقدات اليهود مع تأثرهم بالأفكار اليونانية ففكرة خوف الإله من معرفة الإنسان مع اكتسابه الخلود جاءت من قصص اليونانيين
الفرع الثالث (3-10-6) :- قصة سيدنا آدم في سفر التكوين لا تخدم معتقد المسيحيين عن الصلب والفداء
الفرع الرابع (4-10-6) :- الله عز وجل فى القرآن الكريم يخبرنا بالحق
تعليق