هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (5) : هل أدخل نوح سبعة أزواج من البهائم غير الطاهرة أم زوجين إلى السفينة

[أكرمنى ربى بالاسلام]

المطلب الخامس (5 -6) :- رغبة الصدوقيين في نشر فكرة أهمية الذبائح والتقدمات كانت السبب في التناقض ، فهل أدخل سيدنا نوح سبعة أزواج من البهائم غير الطاهرة أم زوجين إلى السفينة

المقدمة :-

• استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...88%D9%84%D9%89

• هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة : صناعة أصل زائف لفكرة الكهنوت

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...86%D9%88%D8%AA

هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (2) : قصص زائفة لاحتكار الكهنوت في سلالة الهارونيين

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...8A%D9%8A%D9%86

هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (3) : أحد أسباب تحريفهم قصة قورح كان لمواجهة الفريسيين

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...8A%D9%8A%D9%86

هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (4) : صناعة نصوص الذبائح والتقدمات لزيادة ثراء الكهنة

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...87%D9%86%D8%A9

حيث سبق وأن أوضحت أن نصوص الذبائح والتقدمات في الأسفار الخمسة الأولى كانت في الأصل نتيجة لتحريف الكهنة الصدوقيين الذي نشروه بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية من أجل فائدتهم المادية ، فلقد كانت صكوك الغفران في القرون الوسطى ما هي إلا تكرار لذبائح الصدوقيين ، التي في الحقيقية لم يستفيد منها أحد إلا هؤلاء الكهنة اللصوص ، فبأى عقل أو منطق يمكن أن يصدق إنسان أن الله عز وجل ليكفر عن الناس خطاياهم فإنه يجعلهم يذبحون ذبائح لا يستفيد منها إلا هؤلاء الكهنة الأغنياء ؟؟؟!!!!

و أين حق الفقير والمحروم ؟؟!!!!!
وما الذي سيستفيده الله من رائحة حرق هذه الذبائح أصلا وفى نفس الوقت هناك فقراء لا يجدون قوت يومهم ؟؟!!!!!
هل هذه رحمة ؟؟!!!!

لا انها ليست رحمة ولكنها تحريف مجموعة من الضالين ، اتبعهم ناس أشد ضلالا منهم فقدسوا تلك النصوص ليستفيدوا من نصوص الكهنوت و الذبائح من أجل عقيدتهم الضالة (المصلوب والتصالح بدمه) ، وسلطتهم الروحية على أتباعهم

و في هذا الموضوع ان شاء الله أوضح تحريف آخر قام به الصدوقيين من أجل تكريس فكرة الذبائح

فنظرا لأن الذبائح أحد وسائل سرقتهم للناس فكان يجب عليهم اقناع بني إسرائيل أنه منذ بداية البشر فان الله عز وجل لا يرضى عن الناس الا بها ، وأن أجدادهم الصالحين فعلوها قبلهم من أجل سرور الرب ، فكان تحريف قصة سيدنا نوح في جزئية عدد الحيوانات التي يأخذها معه في السفينة ، فجعلوا أن الله عز وجل أمره بأخذ سبعة أزواج من البهائم الطاهرة و الطيور حتى يستخدمها في الذبائح بعد أن ينتهى الطوفان ويبنى المذبح و لكن هذا كان متناقض مع نص آخر كان فيه أن الله أمر سيدنا نوح بأخذ زوجين من الحيوانات الطاهرة والطيور وليس سبعة

و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
الفرع الأول (1- 5- 6) :- هل أمر الله سيدنا نوح بأن يأخذ معه سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور أم يأخذ زوجين ؟؟!!!
الفرع الثانى (2- 5- 6) :- هل النصوص المتكررة تعدد مصادر أم شئ آخر ؟؟!!!!

[أكرمنى ربى بالاسلام]

الفرع الأول (1- 5- 6) :- هل أمر الله سيدنا نوح بأن يأخذ معه سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور أم يأخذ زوجين ؟؟!!!!

• 1- نص في سفر التكوين يقول لنا أن الرب أمر سيدنا نوح بأن يأخذ سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور وزوجين من البهائم غير الطاهرة :-

نجد في الأعداد (تكوين 7: 1- 5) الرب يأمر سيدنا نوح بأن يدخل هو وأهل بيته السفينة و أن يأخذ معه سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور (للتمهيد لفكرة الذبائح التي ستظهر بعد ذلك في القصة ) ، أما البهائم غير الطاهرة و زوجين ، وبالفعل فإن سيدنا نوح فعل ما أمره الله عز وجل به

فنقرأ من سفر التكوين :-
7 :1 و قال الرب لنوح ادخل انت و جميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل
7 :2 من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا و انثى و من البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا و انثى
7 :3 و من طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا و انثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض
7 :4 لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما و اربعين ليلة و امحو عن وجه الارض كل قائم عملته
7 :5 ففعل نوح حسب كل ما امره به الرب

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 2- فكرة أن يأخذ سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور كانت من أجل نصوص الذبائح التي سيقدمها سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام بعد ذلك :-

كان الغرض من وضع نص يقول أن الله عز وجل أمر سيدنا نوح بأن يأخذ سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور هو تمهيد للنصوص التي تتكلم بعد ذلك عن تقديم سيدنا نوح للذبائح

فنقرأ من تفسير القمص/ أنطونيوس فكرى :-
(البهائم الطاهرة = لاحظ أن شريعة موسى لم تكن قد حددت في هذا الوقت البهائم الطاهرة وغير الطاهرة. لذلك فهذه الآية تثبت أن التقليد الذي تعمل به كنيستنا صحيح. فقد تسلم آدم هذه الشريعة شفاهة من الله وسلمها لأولاده ووصلت لنوح. ونلاحظ أن البهائم الطاهرة اخذ منها سبعة لأنه سيأكل منها ويقدم منها ذبائح.)
انتهى

راجع هذا الرابط :-

https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...pter-07.html#2

ونقرأ من سفر التكوين عن الذبائح التي قدمها سيدنا نوح :-
8 :20 و بنى نوح مذبحا للرب و اخذ من كل البهائم الطاهرة و من كل الطيور الطاهرة و اصعد محرقات على المذبح
8 :21 فتنسم الرب رائحة الرضا و قال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته و لا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت


ولكن هناك إشكالية أن هناك نصوص من نفس السرد تخبرنا أن الله عز وجل أمر سيدنا نوح بأن يأخذ زوجين من البهائم الطاهرة و الطيور وليس سبعة

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 3- الأعداد (تكوين 7: 9 ،، 7: 15 ،، 6: 20 ) تقول أن أمر الله عز وجل له كان أن يأخذ زوجين من البهائم الطاهرة وغير الطاهرة ومن الطيور :-

العدد (تكوين 7: 5) الذي ذكرته في البند (1) يعني أن سيدنا نوح دخل بالفعل السفينة و أخذ من البهائم ما أمره به الرب وهو سبعة أزواج من البهائم الطاهرة والطيور … الخ

حيث نقرأ :-
7 :5 ففعل نوح حسب كل ما امره به الرب

ولكن الغريب في الأعداد التالية نجد تكرار للأحداث و كأنه لم يشار في العدد (تكوين 7: 5) أن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام فعل ما أمر به الرب ، و الغريب أن هذا التكرار معه اختلاف عن الأمر الذي أخذه سيدنا نوح حيث نجد في هذه الأعداد أن الأمر الذي أخذه سيدنا نوح هو أن يأخذ (زوجين ) من البهائم سواء كانت طاهرة أم غير طاهرة ، كيف هذا ، و كيف يمكن بعد ذلك أن يقدم الذبائح التي تزعم النصوص (تكوين 8: 20 - 21) أنه قدمها ؟؟؟!!!!

فنقرأ من سفر التكوين :-
6 :18 و لكن اقيم عهدي معك فتدخل الفلك انت و بنوك و امراتك و نساء بنيك معك
6 :19 و من كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكرا و انثى
6 :20 من الطيور كاجناسها و من البهائم كاجناسها و من كل دبابات الارض كاجناسها اثنين من كل تدخل اليك لاستبقائها

ثم نقرأ :-
7 :6 و لما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض
7 :7 فدخل نوح و بنوه و امراته و نساء بنيه معه الى الفلك من وجه مياه الطوفان
7 :8 و من البهائم الطاهرة و البهائم التي ليست بطاهرة و من الطيور و كل ما يدب على الارض
7 :9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا و انثى كما امر الله نوحا
7 :10 و حدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض

ثم نقرأ :-
7 :13 في ذلك اليوم عينه دخل نوح و سام و حام و يافث بنو نوح و امراة نوح و ثلاث نساء بنيه معهم الى الفلك
7 :14 هم و كل الوحوش كاجناسها و كل البهائم كاجناسها و كل الدبابات التي تدب على الارض كاجناسها و كل الطيور كاجناسها كل عصفور كل ذي جناح
7 :15 و دخلت الى نوح الى الفلك اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة
7 :16 و الداخلات دخلت ذكرا و انثى من كل ذي جسد كما امره الله

كل هذه النصوص تقول أن الأمر كان لسيدنا نوح أن يأخذ زوجين وليس سبعة أزواج من جميع الكائنات ، فما السبب في وجود نصوص تقول أنه كان سبعة أزواج ؟؟!!!

السبب هو تحريف الكهنة الصدوقيين الذين أرادوا نص يكرس لفكرة أهمية الذبائح التي أوهموا بني إسرائيل بقدسيتها وأنها السبيل الوحيد لمغفرة الخطايا ورضا الرب ، وكل ذلك كان من أجل استفادتهم المادية

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 4- هل الله قرر ألا يدمر العالم مرة أخرى بسبب الذبائح التي قدمها سيدنا نوح أم أنه كان قرار غير متعلق بالذبائح :-

كان من المهم بالنسبة للكهنة الصدوقيين أن يظهروا أهمية الذبائح و أنها هي السبيل ليرضا الرب على الناس ولا يدمرهم مرة أخرى لذلك وضعوا نص يقول بأن الله قرر ألا يدمر العالم بالطوفان مرة أخرى بسبب رائحة الذبائح التي قدمها له سيدنا نوح وأحرقها له (لم يأكلها الفقراء بالطبع)

فنقرأ من سفر التكوين :-
8 :20 و بنى نوح مذبحا للرب و اخذ من كل البهائم الطاهرة و من كل الطيور الطاهرة و اصعد محرقات على المذبح
8 :21 فتنسم الرب رائحة الرضا و قال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته و لا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت

إلا أن هذا النص يتعارض مع نصوص أخرى تخبرنا أنه منذ البداية قرر الله أنه سيقيم عهده مع سيدنا نوح وأنه لن يدمر الأرض و بدون أن يكون هناك ذبائح

فنقرأ من سفر التكوين :-
6 :17 فها انا ات بطوفان الماء على الارض لاهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الارض يموت
6 :18 و لكن اقيم عهدي معك فتدخل الفلك انت و بنوك و امراتك و نساء بنيك معك

و أيضا :-
9 :8 و كلم الله نوحا و بنيه معه قائلا
9 :9 و ها انا مقيم ميثاقي معكم و مع نسلكم من بعدكم
9 :10 و مع كل ذوات الانفس الحية التي معكم الطيور و البهائم و كل وحوش الارض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الارض
9 :11 اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان و لا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض


هذا الميثاق تم بدون ذبائح ومحرقات

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 5- الصالح يخلص نفسه بأفعاله الصالحة وليس بالضرورة بالذبائح :-

فنقرأ من سفر حزقيال :-
14 :13 يا ابن ادم ان اخطات الي ارض و خانت خيانة فمددت يدي عليها و كسرت لها قوام الخبز و ارسلت عليها الجوع و قطعت منها الانسان و الحيوان
14 :14 و كان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة نوح و دانيال و ايوب فانهم انما يخلصون انفسهم ببرهم يقول السيد الرب

• 6- يكفي توبة الإنسان وإصلاح أعماله السيئة ليحيا ولا يموت :-

لا يوجد شرط التصالح بدم ، ويكفى أن يصحح الإنسان خطأه

فنقرأ من سفر حزقيال :-
33 :14 و إذا قلت للشرير موتا تموت فان رجع عن خطيته و عمل بالعدل و الحق
33 :15 ان رد الشرير الرهن و عوض عن المغتصب و سلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم فانه حياة يحيا لا يموت
33 :16 كل خطيته التي أخطأ بها لا تذكر عليه عمل بالعدل و الحق فيحيا حياة
33 :17 و ابناء شعبك يقولون ليست طريق الرب مستوية بل هم طريقهم غير مستوية


كما نقرأ :-
33 :11 قل لهم حي أنا يقول السيد الرب اني لا اسر بموت الشرير بل بان يرجع الشرير عن طريقه و يحيا ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل

[أكرمنى ربى بالاسلام]

الفرع الثانى (2- 5- 6) :- هل النصوص المتكررة تعدد مصادر أم شئ آخر ؟؟!!!!

لاحظ العلماء تكرار النصوص مع وجود اختلافات فكرية وعقائدية في بعض الأحيان بنصوص الكتاب المقدس وخاصة الأسفار الخمسة الأولى كما لاحظوا أن في بعض الأحيان كان يتم دمج تلك النصوص المتناقضة معا بحيث تظهر في مكان واحد وكأنها قصة واحدة ، فكانت فكرة تعدد مصادر الكتاب المقدس والتي نشأ منها العديد من النظريات حول طريقة انشاء وتجميع تلك المصادر وكان من أهم تلك النظريات النظرية الوثائقية والنظرية التكميلية ، وكانت قصة سيدنا يوسف في سفر التكوين أحد أهم الأسباب التي جعلت علماء و دارسى الكتاب المقدس يقرون بصحة فكرة تعدد المصادر خاصة بعدما اكتشفوا من خلال مخطوطات قمران وجود أكثر من نسخة لسفر التكوين تقص قصة سيدنا يوسف بأشكال مختلفة

للمزيد راجع :-
التعددية النصية للكتاب المقدس في الفترة الهلنستية مثبتة من خلال المخطوطات

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...B7%D8%A7%D8%AA

قصة سيدنا يوسف بسفر التكوين عبارة عن دمج شكلين مختلفين للقصة

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...82%D8%B5%D8%A9

و قصة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام في سفر التكوين كانت من القصص التي اقتنع دارسى و علماء الكتاب المقدس أنها نتيجة لدمج أكثر من شكل لنفس القصة أي أن بها تعدد مصادر ، وفى مقال بموقع The Torah بعنوان :- A Textual Study of Noah’s Flood

تكلم عن هذا المصدر وأرجع نصوص قصة سيدنا نوح في سفر التكوين إلى مصدرين هما J و P

راجع هذا الرابط :-

https://thetorah.com/textual-study-of-noahs-flood/

ولكن مع ذلك حتى بعد الفصل لا يزال الأسلوب الركيك والتكرار موجود في بعض الأجزاء (بعض النصوص أصبح بها تكرار والأخرى لا) ، لا تزال هناك مشكلة في هذه القصة بهذا الشكل الذي نراه ، ان هناك شئ آخر ، لذلك كان يجب الرجوع للقرآن الكريم لندرك ما الذي حدث

وفى البداية ان شاء الله سوف أوضح ما ورد في المقال بشأن فصل المصدرين ، ثم نرى هل تم حل المشكلة بعد فصل المصدرين أم لا

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 1- الأدلة على وجود تعدد المصادر بوجود تكرار مع اختلاف :-

وباختصار ذكر المقال الآتي :-

نصوص مكررة :-

• يلاحظ الله أن البشر الأشرار مرتين (تكوين 6: 5 ،، 6: 12)
• يخبر الله نوح بقراره أنه سوف يمحو الحياة من على الأرض مرتين (تكوين 6: 13 ،، 7: 4).
• يأمر الله نوح أن يجمع من كل نوع من الحيوانات لوضعه على التابوت مرتين (6: 19 ،، 7: 2). [ملحوظة :- أختلف في هذه الجزئية عما ورد بالمقال ، فلم يكن الأمر مرتين بل ثلاث مرات ، مرة كان الأمر أن يأخذ سبعة أزواج من البهائم الطاهرة و الطيور وزوجين من البهائم غير الطاهرة (تكوين 7: 2) ، و مرتان ورد بهما أن يأخذ معه زوجين من جميع الكائنات الحية (تكوين 6: 19 ،، 6: 20) ]
• الله يأمر نوح بأن يركب السفينة مرتين (تكوين 6: 18 ،، 7: 1)
• نوح ينفذ أمر الله مرتين (تكوين 6: 22 ،، 7: 5).
• نوح وعائلته يركبوا السفينة مرتين (تكوين 7: 7 ، 7: 13).
• الطوفان يبدأ مرتين (تكوين 7: 6 ، 7: 10).[ملحوظة :- أختلف في هذه الجزئية عما ورد بالمقال ، فلم يكن بداية الطوفان مرتين بل ثلاث مرات ، مرة عندما كان عمر سيدنا نوح 600 سنة ( تكوين 7: 6) و مرة أخرى بعد سبعة أيام من اخبار الرب لسيدنا نوح بأمر الطوفان (تكوين 7: 10) ، ومرة ثالثة عندما كان عمر سيدنا نوح 600 سنة في اليوم 17 من الشهر الثاني (تكوين 7: 11) ]
• تدخل الحيوانات السفينة مرتين (تكوين 7: 8-9 ،، 7: 14 - 15).
• مياه الطوفان ترفع السفينة مرتين (تكوين 7: 17 ،، 7: 18).
• يموت جميع البشر والحيوانات على الأرض مرتين (تكوين 7: 21-22 ،، 7: 23 ).
• يرسل نوح غرابًا للبحث عن أرض جافة (تكوين 8: 7). ثم يرسل حمامة لتفعل الشيء نفسه (تكوين 8: 8-12).
• يتم تقديم أبناء نوح الثلاثة مرتين (تكوين 6: 10 ، 9: 18).

بالإضافة إلى أن النص يتكلم عن الله مستخدما كلمة (يهو) و أحيانا يستخدم كلمة (الوهيم)

أما بالنسبة للتناقضات في النص فهي :-

• هل من المفترض أن يأخذ نوح زوجًا واحدًا من كل نوع من الحيوانات (تكوين 6: 20) أم أنه من المفترض أن يجلب سبعة أزواج من الحيوانات النظيفة بالإضافة إلى الطيور وزوج واحد فقط من الحيوانات غير النظيفة (تكوين 7: 2-3)؟
• هل جاءت مياه الطوفان من أعماق الأرض ومن السماء ( تكوين 7: 11 ،، 8: 2) أم أنها جاءت من أمطار غزيرة فقط (تكوين 7: 4 ،، 7: 12 ) ؟
• هل استمر الطوفان لمدة أربعين يومًا وليلة (تكوين 7: 4 ، 12 ، 17) أم استمر لمدة 150 يومًا (تكوين 7: 24 )؟
• هل عاهد الله عز وجل نوح من البداية أنه لن يدمر العالم مرة أخرى (تكوين 6: 18 ، 9: 11 ) ، أم هي رائحة الذبيحة الحلوة التي تؤدي إلى هذا القرار ( تكوين 9: 21 )؟

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 2- ثم تم تقسيم النصوص إلى شكلين للقصة :-

• أ- أحدهما من المصدر J :-

و به أمر الله لسيدنا نوح بأن يأخذ سبعة أزواج من الحيوانات الطاهرة وأنه سيدخل هو وأهل بيته للسفينة نتيجة لبره وحده ، و أن الطوفان سيبدأ بعد سبعة أيام من هذا الانذار و أنه سوف يستمر 40 يوما وليلة ، وأنه يكون نتيجة هطول الأمطار و أنه بعد أن جفت المياه بني سيدنا نوح المذبح و قدم الذبائح والتقدمات التي أرضت الرب وقرر بعدها ألا يعاقب الأرض بطوفان ، ثم حدثت قصة التعرى ، وفى هذا المصدر يتم استخدام كلمة (يهوه)

فنقرأ القصة بعد فصلها :-
6 :5 و راى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض و ان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم
6 :6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض و تاسف في قلبه
6 :7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته الانسان مع بهائم و دبابات و طيور السماء لاني حزنت اني عملتهم
6 :8 و اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
7 :1 و قال الرب لنوح ادخل انت و جميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل
7 :2 من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا و انثى و من البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا و انثى
7 :3 و من طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا و انثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض
7 :4 لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما و اربعين ليلةو امحو عن وجه الارض كل قائم عملته
7 :5 ففعل نوح حسب كل ما امره به الرب
7 :7 فدخل نوح و بنوه و امراته و نساء بنيه معه الى الفلك من وجه مياه الطوفان
7 :10 و حدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض
7 :12 و كان المطر على الارض اربعين يوما و اربعين ليلة و اغلق الرب عليه
7 :17 و كان الطوفان اربعين يوما على الارض و تكاثرت المياه و رفعت الفلك فارتفع عن الارض
7 :23 فمحا الله كل قائم كان على وجه الارض الناس و البهائم و الدبابات و طيور السماء فانمحت من الارض و تبقى نوح و الذين معه في الفلك فقط
8 :2 و فامتنع المطر من السماء
8 :6 و حدث من بعد اربعين يوما ان نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها
8 :8 ثم ارسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الارض
8 :9 فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها فرجعت اليه الى الفلك لان مياها كانت على وجه كل الارض فمد يده و اخذها و ادخلها عنده الى الفلك
8 :10 فلبث ايضا سبعة ايام اخر و عاد فارسل الحمامة من الفلك
8 :11 فاتت اليه الحمامة عند المساء و اذا ورقة زيتون خضراء في فمها فعلم نوح ان المياه قد قلت عن الارض
8 :12 فلبث ايضا سبعة ايام اخر و ارسل الحمامة فلم تعد ترجع اليه ايضا
8 :20 و بنى نوح مذبحا للرب و اخذ من كل البهائم الطاهرة و من كل الطيور الطاهرة و اصعد محرقات على المذبح
8 :21 فتنسم الرب رائحة الرضا و قال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته و لا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت
8 :22 مدة كل ايام الارض زرع و حصاد و برد و حر و صيف و شتاء و نهار و ليل لا تزال
9 :18 و كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما و حاما و يافث و حام هو ابو كنعان
9 :19 هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح و من هؤلاء تشعبت كل الارض
9 :20 و ابتدا نوح يكون فلاحا و غرس كرما
9 :21 و شرب من الخمر فسكر و تعرى داخل خبائه
9 :22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه و اخبر اخويه خارجا
9 :23 فاخذ سام و يافث الرداء و وضعاه على اكتافهما و مشيا الى الوراء و سترا عورة ابيهما و وجهاهما الى الوراء فلم يبصرا عورة ابيهما
9 :24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير
9 :25 فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته
9 :26 و قال مبارك الرب اله سام و ليكن كنعان عبدا لهم
9 :27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام و ليكن كنعان عبدا لهم


في جزئية الاستعداد قبل الطوفان ثم الطوفان سنجد التكرار الغير مبرر أيضا بعد فصل النصوص ، وهو ما أوضحته بالألوان ، فالأعداد الملونة بنفس اللون هي التي بها تكرار لنفس المعلومة

على سبيل المثال :-
فقد عرفنا أن المطر بعد سبعة أيام سيهطل فلماذا التكرار أن المطر هطل بعد سبعة أيام لماذا لم يقول و قد تحقق ما أخبر به الرب !!!!
نحن لا زلنا في نفس السرد ونفس المكان ، لماذا هذا التكرار !!!!

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• ب- أما شكل القصة الآخر من المصدر P :-

فإن الرب يأمر سيدنا نوح بأن يصنع السفينة وأن يدخلها هو وزوجته وأبنائه وزوجات أبنائه ، وأن يأخذ زوجين من جمع الكائنات الحية ، وأن حدوث الطوفان كان نتيجة هطول أمطار السماء وكذلك مياه من الأرض و أن الطوفان استمر 150 يوما … الخ

فنقرأ الشكل الثاني للقصة بعد فصله :-
6 :9 هذه مواليد نوح كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله و سار نوح مع الله
6 :10 و ولد نوح ثلاثة بنين ساما و حاما و يافث
6 :11 و فسدت الارض امام الله و امتلات الارض ظلما
6 :12 و راى الله الارض فاذا هي قد فسدت اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
6 :13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت امامي لان الارض امتلات ظلما منهم فها انا مهلكهم مع الارض
6 :14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر تجعل الفلك مساكن و تطليه من داخل و من خارج بالقار
6 :15 و هكذا تصنعه ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك و خمسين ذراعا عرضه و ثلاثين ذراعا ارتفاعه
6 :16 و تصنع كوا للفلك و تكمله الى حد ذراع من فوق و تضع باب الفلك في جانبه مساكن سفلية و متوسطة و علوية تجعله
6 :17 فها انا ات بطوفان الماء على الارض لاهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الارض يموت
6 :18 و لكن اقيم عهدي معك فتدخل الفلك انت و بنوك و امراتك و نساء بنيك معك
6 :19 و من كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكرا و انثى
6 :20 من الطيور كاجناسها و من البهائم كاجناسها و من كل دبابات الارض كاجناسها اثنين من كل تدخل اليك لاستبقائها
6 :21 و انت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل و اجمعه عندك فيكون لك و لها طعاما
6 :22 ففعل نوح حسب كل ما امره به الله هكذا فعل
7 :6 و لما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض
7 :7 فدخل نوح و بنوه و امراته و نساء بنيه معه الى الفلك من وجه مياه الطوفان
7 :8 و من البهائم الطاهرة و البهائم التي ليست بطاهرة و من الطيور و كل ما يدب على الارض
7 :9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا و انثى كما امر الله نوحا
7 :11 في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم و انفتحت طاقات السماء
7 :13 في ذلك اليوم عينه دخل نوح و سام و حام و يافث بنو نوح و امراة نوح و ثلاث نساء بنيه معهم الى الفلك
7 :14 هم و كل الوحوش كاجناسها و كل البهائم كاجناسها و كل الدبابات التي تدب على الارض كاجناسها و كل الطيور كاجناسها كل عصفور كل ذي جناح
7 :15 و دخلت الى نوح الى الفلك اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة
7 :16 و الداخلات دخلت ذكرا و انثى من كل ذي جسد كما امره الله
7 :18 و تعاظمت المياه و تكاثرت جدا على الارض فكان الفلك يسير على وجه المياه
7 :19 وعندما تعاظمت المياه كثيرا جدا على الارض فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء
7 :24 و تعاظمت المياه على الارض مئة و خمسين يوما
7 :20 خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه فتغطت الجبال
7 :21 فمات كل ذي جسد كان يدب على الارض من الطيور و البهائم و الوحوش و كل الزحافات التي كانت تزحف على الارض و جميع الناس
7 :22 كل ما في انفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات
7 :24 و تعاظمت المياه على الارض مئة و خمسين يوما
8 :1 ثم ذكر الله نوحا و كل الوحوش و كل البهائم التي معه في الفلك و اجاز الله ريحا على الارض فهدات المياه
8 :2 و انسدت ينابيع الغمر و طاقات السماء فامتنع المطر من السماء
8 :3 و رجعت المياه عن الارض رجوعا متواليا و بعد مئة و خمسين يوما نقصت المياه
8 :4 و استقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال اراراط
8 :5 و كانت المياه تنقص نقصا متواليا الى الشهر العاشر و في العاشر في اول الشهر ظهرت رؤوس الجبال
8 :7 و ارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض
8 :13 و كان في السنة الواحدة و الست مئة في الشهر الاول في اول الشهر ان المياه نشفت عن الارض فكشف نوح الغطاء عن الفلك و نظر فاذا وجه الارض قد نشف
8 :14 و في الشهر الثاني في اليوم السابع و العشرين من الشهر جفت الارض
8 :15 و كلم الله نوحا قائلا
8 :16 اخرج من الفلك انت و امراتك و بنوك و نساء بنيك معك
8 :17 و كل الحيوانات التي معك من كل ذي جسد الطيور و البهائم و كل الدبابات التي تدب على الارض اخرجها معك و لتتوالد في الارض و تثمر و تكثر على الارض
8 :18 فخرج نوح و بنوه و امراته و نساء بنيه معه
8 :19 و كل الحيوانات كل الدبابات و كل الطيور كل ما يدب على الارض كانواعها خرجت من الفلك
9 :1 و بارك الله نوحا و بنيه و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض
9 :2 و لتكن خشيتكم و رهبتكم على كل حيوانات الارض و كل طيور السماء مع كل ما يدب على الارض و كل اسماك البحر قد دفعت الى ايديكم
9 :3 كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر دفعت اليكم الجميع
9 :4 غير ان لحما بحياته دمه لا تاكلوه
9 :5 و اطلب انا دمكم لانفسكم فقط من يد كل حيوان اطلبه و من يد الانسان اطلب نفس الانسان من يد الانسان اخيه
9 :6 سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه لان الله على صورته عمل الانسان
9 :7 فاثمروا انتم و اكثروا و توالدوا في الارض و تكاثروا فيها
9 :8 و كلم الله نوحا و بنيه معه قائلا
9 :9 و ها انا مقيم ميثاقي معكم و مع نسلكم من بعدكم
9 :10 و مع كل ذوات الانفس الحية التي معكم الطيور و البهائم و كل وحوش الارض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الارض
9 :11 اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان و لا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض
9 :12 و قال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني و بينكم و بين كل ذوات الانفس الحية التي معكم الى اجيال الدهر
9 :13 وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني و بين الارض
9 :14 فيكون متى انشر سحابا على الارض و تظهر القوس في السحاب
9 :15 اني اذكر ميثاقي الذي بيني و بينكم و بين كل نفس حية في كل جسد فلا تكون ايضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد
9 :16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله و بين كل نفس حية في كل جسد على الارض
9 :17 و قال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني و بين كل ذي جسد على الارض
9 :28 و عاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة و خمسين سنة
9 :29 فكانت كل ايام نوح تسع مئة و خمسين سنة و مات


نفس الأمر فنجد في جزئية الاستعداد قبل الطوفان ثم الطوفان التكرار الغير مبرر أيضا بعد فصل النصوص ، وهو ما أوضحته بالألوان
هناك شئ ما ؟؟!!!!

مع العلم بأنه بالرغم من اتفاق العلماء على تعدد المصادر إلا أنه هناك خلاف في طريقة فصل النصوص وكذلك هل هي تكميلية أم لا

[أكرمنى ربى بالاسلام]

يعني بإختصار :-
استطاع العلماء من خلال تكرار النصوص ، فصل شكلين مختلفين لقصة الطوفان ، وكل واحد منهما مكتمل الأركان وقصة بذاته ، وهذا دليل على أن ما نراه بالفعل هو نتيجة دمج نصوص وأن الشكل الأصلي للقصة لم يكن بالطريقة التي نراها الآن

ولكن الاشكالية التي أراها بعد الفصل أنه لا يزال هناك بعض أجزاء من القصة مكرر بشكل ركيك جدا و غير مستساغ ، إلا أنه من الصعب صنع قصة مكتملة الأركان و منفصلة منهم لأن هناك أجزاء أخرى من القصة لا تتكرر ، فما الذي حدث بالضبط لهذه القصة ؟؟!!!

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 3- الرجوع إلى القرآن الكريم حتى نستطيع أن نفهم ما الذي حدث لهذه القصة وكيف نجد هذه الركاكة و التكرار في الأسلوب بسفر التكوين بشكله الحالي :-

قصة سيدنا نوح في القرآن الكريم تتكرر 11 مرة في أحد عشر سورة مختلفة و ليس في مكان واحد ، ويتم الإشارة إليها بشكل موجز في سورتين أخرتين وهما (الفرقان 37 ، الذاريات 46) أي بإجمالي 13 مرة في 13 سورة ، وسوف نجد أنه أحيانا يكرر بعض الأجزاء من أحداث الطوفان إلا أنه في نفس الوقت يعطينا معلومة جديدة غير موجودة في السور الأخرى ، وأحيانا كان يشير إلى هذه المعلومات بإيجاز ، ثم يفصلها في السور الأخرى ، وأغلب هذه المعلومات لا أجدها في سفر التكوين ، حيث أن هذه المعلومات تتعارض مع معتقدات الكهنة الصدوقيين و بعضها تتعارض مع الأفكار التي انتشرت في بني إسرائيل في الفترة الهلينستية بسبب تقنين العمل بمبادئ الصدوقيين (يعني بداية هذه الأفكار كانت لدى الصدوقيين ثم انتشرت لباقى الطوائف في تلك الفترة)

للمزيد راجع :-
الصدوقيون وتحريف أسفار العهد القديم

https://www.hurras.org/vb/forum/%D9%...AF%D9%8A%D9%85

الفريسيين وتوافقهم مع الصدوقيين

https://www.hurras.org/vb/forum/%D9%...8A%D9%8A%D9%86

على سبيل المثال :-

• أ- قصة سيدنا نوح مذكورة في سورة الأعراف - الآيات من 59 الى 64 :-

ورد بها نجاة سيدنا نوح ومن معه في الفلك وغرق المكذبين ، كما ورد بها إيجاز لأحد حوارات سيدنا نوح مع قومه ودعوته لهم لعبادة رب العالمين ، و هذا الحوار غير موجود بسفر التكوين ، و الغريب أن الكهنة الصدوقيين عرف عنهم رفضهم دعوة الأمميين لعبادة رب العالمين كما عرف عنهم أنهم كانوا يرون أن عبادة الله لبنى إسرائيل فقط بل ان هناك نص واضح في سفر التثنية يكرس لهذه المفاهيم (تثنية 4: 19 - 20) ، وهذه الفكرة انتقلت إلى باقي الطوائف أيضا بدليل أننا نجد التلمود يردد أن الكتاب هو ميراث يعقوب ، مع العلم بأن التلموديين هم خلفاء الفريسيين الذين كانوا في البداية مع نشر الدين إلى الأمم ، ولكن من الواضح أنهم بعد ذلك تأثروا بالصدوقيين

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• ب- وردت قصة سيدنا نوح مرة أخرى في سورة هود - الآيات من 25 إلى 49 :-

ولكن بتفصيل أكبر ومعلومات أكثر حيث ورد تفاصيل كلام سيدنا نوح مع قومه وتفاصيل ردهم عليه ، والذى كان قد تم ايجازه في سورة الأعراف ، كما سنجد أمر الله عز وجل له بصناعة الفلك و أن يأخذ من كل زوجين اثنين و يأخذ أهله إلا من سبق عليه القول ، ثم حوار سيدنا نوح مع ابنه و غرق ابنه ، أغلب هذه المعلومات لا نجدها أيضا في سفر التكوين فهي تتعارض مع معتقدات الكهنة الصدوقيين ثم أصبحت تتعارض مع معتقدات بني إسرائيل بعد فسادهم واعتقادهم أنهم بعهد الله مع آبائهم إبراهيم واسحاق ويعقوب يستطيعون النجاة (راجع حوارهم مع يوحنا المعمدان في إنجيل متى 3: 1- 9 ، إنجيل لوقا 3: 7 -8 ، وكذلك حوارهم مع المسيح في إنجيل يوحنا 8: 33 - 39)

• ج- وفي سورة العنكبوت - الآيتان 14 - 15 :-

يخبرنا بالمدة الزمنية التي مكثها سيدنا نوح في قومه قبل الطوفان وهي ألف سنة إلا خمسين يعني 950 سنة

• د- وفى سورة الصافات - الآيات من 75 الى 82 :-

يخبرنا في إيجاز بأن سيدنا نوح نادى ربه و أن الله عز وجل استجاب له ، وأن ذرية سيدنا نوح هم من بقوا و أن هذا جزاء المحسنين

• ع - وفى سورة التحريم - الآية 10 :-

يخبرنا بكفر زوجة سيدنا نوح وزوجة سيدنا لوط ، والذى سبق وأن أشار إليه في سورة هود عندما أخبرنا بدخول أهل سيدنا نوح الفلك إلا من سبق عليه القول ، وهذا أيضا يتعارض مع معتقدات الصدوقيين الذين زعموا أن ببر سيدنا نوح وحده دخل أهله جميعا السفينة وكان هذا بغرض إقناع بني إسرائيل بفكرة أن كونهم أبناء إبراهيم واسحاق ويعقوب فهم ناجين


ملحوظة :-
(ان شاء الله في مواضيع لاحقة سوف أتكلم بالتفصيل كيف حرف الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى من أجل نشر فكرة أن عبادة الله لهم وحدهم وكذلك فكرة أن قرابتهم لسيدنا إبراهيم واسحاق ويعقوب سوف تحميهم من العقاب )
انتهى

• ف- وفى سورة الشعراء - الآيات من 105 إلى 122 :-

يخبرنا بتكذيب قوم سيدنا نوح له و أنهم وصفوا من أتبعوه بأنهم الأرذلون ، وتهديدهم له بالرجم ، فدعا الله عز وجل فأنجاه ومن اتبعه في الفلك و أغرق الباقين

و هذه المعلومات تتعارض مع أفكار الصدوقيين ثم بعد ذلك أفكار باقي طوائف بني إسرائيل للأسباب التي أوضحتها أعلاه

وهكذا مع باقي السور ، فكان في كل مرة يشير فيها إلى قصة سيدنا نوح يخبرنا بمعلومة جديدة في سورة مختلفة و ذلك لأنه كان يعرض فكرة وعظة مختلفة ، فالقصة الواحدة قد تشمل على العديد من العظات والعبر وليس بالضرورة عرضها جميعا معا ، فقد تكون هناك عظة في قصة نبى موجودة في قصة نبى آخر لذلك يكون التركيز على العظة ، فيقص علينا قصة النبيين في مكان واحد ويركز على العظة المشتركة بينهم ، وفى أحيان أخرى يكون بسبب تشابه الموقف الذي به المسلمين مع العظة الموجودة في القصة و التى يريد أن يعلمها للمسلمين

[أكرمنى ربى بالاسلام]

ببساطة شديدة ما حدث في القصة بسفر التكوين هو الآتي :-

• كان هناك كتاب مقدس حقيقى كان كتاب به عبر وعظات للناس لذلك لم تكن قصة سيدنا نوح في مكان واحد وإنما كانت متفرقة في أكثر من مكان مثلما هي في القرآن الكريم ، وكان في كل مرة يركز على شئ ما لعبرة وفكرة ومعتقد ما يتطلبه الموقف

• ولكن بعد احتلال اليونانيين فلسطين قاموا بحرق الكتب الدينية لبنى إسرائيل (المكابيين الأول 1: 58 إلى 1: 60) و استقطاب فئة معينة منهم ، الذين تم تسميتهم بعد ذلك بالكهنة الصدوقيين الذين مالوا للأفكار الوثنية المنحرفة و أرادوا دمج معتقدات اليونانيين مع ما ورد في الكتاب الأصلي (مكابيين الأول 1: 12 إلى 1: 16 ،، 3: 48 ) و في نفس الوقت كان قد انقسم بني إسرائيل إلى العديد من الطوائف ، استطاعت بعضها أن تنقذ بعض النصوص من الكتاب الأصلي فأصبحت النتيجة أن لكل طائفة جانب معين من القصة تم تحريفه حسب هوى الطوائف

• وكانت طائفة الصدوقيين هي الطائفة المسيطرة فقامت باعادة كتابة الأسفار الخمسة الأولى وفقا لأهوائها ، وقامت بتجميع الأجزاء التي وردت بها قصة سيدنا نوح في مكان واحد إلا أنها في نفس الوقت قامت بإخفاء أجزاء من القصة التي تتعارض مع معتقداتها مثل كفر ابن وزوجة سيدنا نوح ، كما قامت بتغيير ما أخذه سيدنا نوح من عدد الحيوانات فحولته إلى سبعة أزواج بدلا من زوجين للتمهيد لفكرة الذبائح والمحرقات

• في نفس الوقت الذي انتشر فيه بين باقي الطوائف فكرة أن العهد لبنى إسرائيل وعبادة الله لهم وحدهم (بدليل ما ورد في التلمود الذي كتبه خلفاء الفريسيين بأن الكتاب هو ميراث لبنى إسرائيل)

• ثم في فترة ضعف الصدوقيين قرر الفريسيين تجميع النصوص من الطوائف المختلفة ووضعها في كتاب واحد لتتوافق عليه جميع الطوائف و تقبله و لأن باقي الطوائف كانت قد اعتنقت فكرة الصدوقيين الأصلية بأن عبادة رب العالمين لهم وحدهم لذلك توافقوا على حذف دعوة سيدنا نوح بين قومه وعلى حذف كفر زوجته وابنه وغرقهم (الحذف الذي قام به الصدوقيين) لذلك كان هذا التكرار الذي نراه في سفر التكوين والذي بلا معنى الآن لأنه تم حذف النص الذي كان يجعل له معنى

• وفى نفس الوقت لم تكن كل الطوائف مقتنعة بفكرة الذبائح والتقدمات و التي كان يستفيد منها الكهنة الصدوقيين أكثر من باقي الطوائف ، لذلك تم الاتفاق على الإبقاء على نصوص كل طائفة كما هي عند تجميع الكتاب فأصبح لدينا التعارض في هذه الجزئية

ولذلك نقرأ في القرآن الكريم

قول الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) (سورة الأنعام)


نعم لقد أعادوا كتابة الكتاب الحقيقي في قطع بعد أن شكلوه حسب هواهم ، فهذا هو ما اكتشفه العلماء حديثا بدراستهم لمخطوطات قمران ، حيث اكتشفوا أنه لم يكن هناك كتاب مقدس موحد لبنى إسرائيل بل كان لكل طائفة كتابها الذي يتوافق مع معتقداتها

فالتحريف كان في الموضوع وفي شكل القصة ومكانه في الكتاب المقدس


للمزيد راجع (أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هي من شكلت مخطوطات الكتاب المقدس) :-

https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...82%D8%AF%D8%B3