الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،،
قبل أن نبدأ .. الله تعالى يقول في القرآن ..
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ..
أيها الفضلاء .. لماذا أكتبها ؟؟
لأن الحق أبلج ،، والباطل لجلج ..
أكتبها ؛؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ..!
ملحوظة .. لا تكن كمن إذا جهل شيئا عاداه ..
لقد أصبح أغلب من قرأ أو حتى سمع بآية أو حديث عالمًا لا يشق له غبار ..
وأصبح أغلب من كتب أو حتى نقل مقالة كاتبا بل مفكرا يتحدى الإعصار ..!
أصبح أغلب من اعتنق فكرًا ..
أو أعجب بمذهب وتناول كتبه بالقراءة ..
فلمجرد أنه اختار هذا المذهب فهو حقّ وما عداه باطل ..!
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال .. فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع أمر العوام
المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - خلاصة الدرجة: ثابت
تــفــكــرّ ..!
أقولها وحتى لا يُخْدَعَ أحد .. الإسلام لا يحارب العلم ولا يحارب العقل .. بل لقد جعل الإسلام العقل مناط التكليف ..
الله تعالى يقول في القرآن .. "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ..
ويقول أيضا ..
" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار
والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها
وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح
والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " ..
ويقول أيضا .. " اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون " ..
ويقول أيضا .. " فلينظر الإنسان مم خلق " ..
ويقول أيضا .. " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " ..
وكذلك قد دعت الآياتُ الأول التي نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم إلى القراءة .. لا أريد الإطالة عند هذه الجزئية .. فالشاهد من هذه الآيات وغيرها .. أن الإسلام دعا إلى التفكر وإطلاق العقول لتنظر في هذا الكون وآيات الله تعالى فيه ..
فقد رفع الإسلامُ من المستوى الفكري .. بقيمه وأخلاقه وعاداته .. فالإسلام لم يقلل من شأن العقل ولا من شأن العلم .. لكن العقل له مجاله الذي يجيد فيه وقد أمره الإسلام بذلك ..
محاوري في هذا الموضوع ..
1- الحوار ،، أصوله وأهدافه ..
2- أدب الخلاف ،، وإنصاف المخالف ..
3- منهج التعامل مع الأدلة ..
4- اتفقوا على الأصول قبل أن تختلفوا في الفروع ..
5- " ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة " .. ابن تيمية في مجموع الفتاوى ..
1- الحوار في القرآن الكريم ،، أصوله وأهدافه وأساليبه ..
الحوار لغة : من الحور وهو الرجوع عن الشيء إلى الشيء .. وفي لسان العرب : يتحاورون أي يتراجعون الكلام ..
وفي الاصطلاح : مناقشة بين طرفين أو أطراف ،، يقصد فيها تصحيح كلام ،، أو إظهار حجة وإثبات حقّ ،، أو دفع شبهة ورد الفاسد من القول والرأي .. (مقتبسة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي ،، أصول الحوار).
* إن من الأصول القرآنية للحوار ألا يكون موضوع الحوار قضية ثابتة في الدين بهدف إعادة النظر فيها ..
فالحوار ليس من قبيل الترف الفكري وحب الاستطلاع حتى يخوض المتحاورون في كل شيء ..
لأن هناك قضايا لا يجوز الخوض فيها إما بسبب محدودية العقل البشري .. أو بسبب عدم ترتب ثمرة علمية أو عملية من ورائها .. أو لأنها محسومة أساسا بنص شرعي أو إجماع .. الله تعالى يقول في القرآن .. " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " ..
* تجنبا لضياع الوقت والجهد ،،
ينبغي البدء من أهم الموضوعات ثم التدرج على نفس النسق .. لأن هذا يؤدي إلى حوار جدي ومنتج .. وفي هذا أشير إلى إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبيه إلى اليمن .. أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل .. ووصيته صلى الله عليه وسلم لهما بالتدرج في دعوة أهلها .. إذ تعدّ هذه الوصية النبوية توضيحا لهذا الأصل .. فتأمل ..
* الحجة والبرهان ..
وهذا الأصل من أهم ضوابط الحوار .. إذ إنه لا قيمة لكلام يفتقد إلى الدليل .. ولا بد لطرفي الحوار من الالتزام ببناء أفكارهم على الحجة والبرهان والدليل .. ولا بد من دقة النقل ومن صحة الدليل .. وقد قيل : " إن كنت ناقلا فالصحة ،، أو مدعيا فالدليل " ..
الله تعالى يقول .. " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " ..
قال الشوكاني .. " معنى الرد إلى الله الرد إلى كتابه ،، ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم [ الرجوع إليه في حياته ] .. وإلى سنته بعد وفاته .. وهذا مما لا خلاف فيه " ..
بإذن الله سأفصل أكثر في هذا بالذات في منهج التعامل مع الدليل ..
* العلم ..
وأقصد بالعلم هنا الدراية بالعلوم الشرعية .. وهذا ما افتقده أكثر المحاورين .. إن الجاهل بموضوع الحوار وتعشعبه .. يؤدي به للحوار في شيء لا يدرك ماهيته .. والله تعالى يقول مخاطبا عباده المسلمين .. " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ..
* الالتزام بأدب الكلام وأخلاق الإسلام أثناء الحوار ..
وهذا سأفصله في إنصاف المخالف بإذنه تعالى ..
* الأصل الأخير ،، وهو الحرص على الحق ..
قال الشافعي : ما ناظرت أحدا قط على الغلبة .. ووددت إذا ناظرت أحدا أن يظهر الحق على يديه ..
وقال أيضا : ما كلمت أحدا إلا ووددت أن يسدد ويعان ويكون في رعاية الله وحفظه .. إن رفض الحق ليس إلا ضلالا بشهادة رب العالمين حيث قال .." فماذا بعد الحق إلا الضلال " . وقوله أيضا : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " ..
لقد اقتبست بعض الأفكار من بحث للأستاذ فضل الهادي وزين ،، وعنوان البحث : أصول الحوار مع الآخر في القرآن الكريم ..
2- أدب الخلاف وإنصاف المخالف ..
وهذا ما أتمنى وجوده في الحوار .. إذ إن الكثيرين - إلا من رحم ربي – لا يلتزمونه .. وأظنّ أن عدم وجوده سبب رئيسي للفرقة والخصومة عقب أي مداخلة ..
من جملة هذا البند ..
* حُسْنُ الظن ..
وتذكر أنه لا يعلم خفايا الصدور إلا علام الغيوب ..
* التواضع مع مخالفك ،،
وحواره بطريقة راقية .. فالله تعالى يقول .. " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " ،، فكيف بجدال المسلمين ؟؟
* الاعتراف بالخطأ إذا ظهر الحق في قول مخالفك ..
أشير إلى قول الشافعي : والله لوددت أن يظهر الله الحق ولو على لسان الخصم ..
* الحرص على حسن الكلام ،، والبعد عن التجريح والاتهام ..
والبعد عن الغمز والهمز واللمز .. الله تعالى يقول مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم .. " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " .. ويقول الشاعر .. إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يجبر.
* الموضوعية وإنصاف المخالف ..
وتفصيلها في منهج التعامل مع الأدلة .. إن شاء الله ..
* تذكرة لأولي الألباب ..
بشأن وقوع الخلاف .. الله تعالى يقول .. " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " .. قال الفخر الرازي .. المراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق ..
اقتبست عدة أفكار من مقالة بعنوان خلاف عقول لا خلاف قلوب – كتبتها أم جهاد ..
* وقفة مع النفس ..
ما الهدف من الحوار ؟؟ وما الغرض منه ؟؟ ولماذا الحوار ؟؟ هل لأن المحاور يحب الخير لغيره ؟؟ أم لأنه يهوى الثناء في المجالس ؟؟
وقفة لا بد منها .. فأخلص النية لله .. من طلب العلم ليجاري العلماء ، أو ليماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله في النار .. الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة الدرجة: حسن
3- منهج التعامل مع الأدلة ..
ما أروع ما كتبه الشيخ عبد الرحمن السحيم:
" أستاذي وشيخي وقدوتي ومعلمي وإمامي .. ليست مبالغة بل هي الحقيقة .. وليس هذا من الغلو .. وما هذا من التعصب .. فكل تعصب مذموم إلا ما كان له .. وكل إمام يرد عليه إلا هذا الإمام .. وكل شيخ يصدر عن شيوخه إلا هذا الشيخ .. وقد كثرت الدعاوى في اتباعه صلى الله عليه وسلم .. وكثر المدعون لمحبته .. الذين يزعمون أنهم قد استمسكوا بسنته ،، واتبعوا هديه .. إلا أن الواقع يصدق تلك الدعوى أو يكذبها .. فكم تعظم أقوال بعض الشيوخ على حساب قوله صلى الله عليه وسلم .. وكم تقدم آراء الرجال على رأيه صلى الله عليه وسلم بحجة : هل أنت أعلم من فلان ؟! وكم يرد قوله صلى الله عليه وسلم ولا ترد الأعراف .. وكم يساء الأدب مع سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وكم يتقدم بين يديه ..
عندما تتناقش مع طالب علم فضلا عن جاهل .. فتراه يقدم أقوال الرجال وآراء أهل العلم قبل أن يقدم الدليل من الكتاب والسنة .. فإذا ما قدمت له الدليل وسقته على أحسن نسق ،، مبينا من روى الحديث بل ودرجته .. فتفاجأ به يقول : قال شيخنا كذا ..! فيتبادر إلى الذهن قول ابن عمر .. أرسول الله أحق أن يتبع أم عمر ؟! لقد قدم ابن عمر قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول أبيه ،، ومن هو أبوه في الإسلام ؟!
هكذا تكون القدوة والأسوة ..
انتهى كلامه حفظه الله ..
أقولها وأكررها .. الحق لا يعرف بالرجال ،، ولا يعرف بكثرة الفاعلين .. إنما يعرف بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ..
قال علي رضي الله عنه .. " لا تعرف الحق بالرجال ،، اعرف الحق تعرف أهله " .. وقال بعض الصحابة .. " اقبل الحق ممن قاله ولو كان بغيضا .. ورد الباطل على من قاله ولو كان حبيبا " ..
قال أبو بكر رضي الله عنه .. أي أرض تقلني وأي سماء تظلني .. إن قلت في آية من كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم ؟؟
قال عمر رضي الله عنه .. اتقوا الرأي في الدين فإن أصحاب الرأي أعداء السنن .. أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها .. واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم .. فعارضوا السنن برأيهم فإياكم وإياهم ..
قال ابن عباس كما في مسند أحمد .. "أراهم سيهلكون ؛؛ أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون نهى أبو بكر وعمر ..! " لا يمكن أن يؤخذ بكلام أبي بكر وعمر ويترك كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. هذا مع أن أبا بكر وعمر أفضل هذه الأمة ..
قال أبو حنيفة رحمه الله : اذا صح الحديث فهو مذهبي ..
قال الشافعي رحمه الله .. إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بكلامي عرض الحائط ..
قال مالك بن أنس رحمه الله : ليس احد بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا ويؤخذ من قوله ويترك الا النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال أحمد بن حنبل رحمه الله : من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ..
قال الشافعي رحمه الله .. أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد .. وقال أيضا ..إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛؛ فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ..
وقال أيضا .. إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ..
قال أبو حنيفة رحمه الله .. إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ..
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ؛؛ فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ..
أقول .. فلا ينبغي أن تلوى أعناق الأدلة الشرعية لتوافق مذهب فلان أو مقالته .. فدوروا مع الحق أينما دار وسار .. فلا لتقديس الأشخاص .. ونعم لاتباع الدليل حيثما مال نميل ..
كَلِمَةٌ ..
الله تعالى يقول مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم ؛؛ آمرًا إياه بمطالبة الكفار بالدليل .. " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " .. ويحذر المشركين .. " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " .. هذا في حق الكفار والمشركين ؛؛ فكيف بالنسبة للمسلمين .. وهم المأمورون بالتبين من كلام الفاسق ..
فتأمل ..
الموضوعية ..
كلمة سريعة ،، إن عملية تلفيق المواقف والأدلة وتزوير الحقائق يناقض هدف الحوار ؛؛ وإن انتقاء المعلومات حسب الهوى والرغبة يهدم الحوار ،، وينبغي ألا يرفض الحق لأنه جاء على لسان فلان أو فلان ..
4- اتفقوا على الأصول قبل أن تختلفوا في الفروع ..
كلمة موجزة .. إن المسائل المنبثقة من قضايا أصولية يجب أن يتفق عليها قبل البدء ؛؛
لأن مناقشة الفرع في حال عدم الاتفاق على الأصل يؤدي إلى جدل لا طائل منه غالبا .. إذ يمكن أن تفني دهرًا وأنت تناقش في الفروع .. وربما لن تنتهي من ذلك ،، لأن مسائل الفروع متشعبة .. لكن فيما لو اتفق المتحاوران على الأصول ؛؛ يمكن أن يؤدي إلى فرصة أفضل للالتقاء .. وسيكون هناك حفظ للوقت والجهد .. وفيما لو لم يتفقا ؛؛ فإنهاء النقاش قبل بدايته أفضل ..
فمثلا .. كيف يناقش المحاور المسلم محاورا آخر غير مسلم في قضية كـ حجاب المرأة مثلا ؟! أو قضية كـ تحريم الربا والخمر ؟! وليتذكر المحاور أن هناك ثوابت لا تقبل المساومة عليها ..
5- قال ابن تيمية رحمه الله .. " الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ،، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا ؛؛ لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة " ..
ومما قاله محمد حسان حفظه الله .. لو وضعت المسائل الخلافية في بوتقة الخلاف الفقهية وظُللت بأدب الخلاف .. فلا خلاف ؛؛ إذ لو سكت من لا يعلم .. لسقط الخلاف .. الذي يثير الضجة هو من لا يعلم ولا يُحسن كيف يتعامل مع الدليل ومراتب الدليل ومناطات الدليل . لذلك يقول علماؤنا : ما اشتم رائحة الفقه من لم يقف على مسائل الخلاف بين العلماء ..
تعرف على مسائل الخلاف وليطرح كل فريق في المسألة الخلافية أدلته .. وليرجح العالِم ما ترجح لديه بالدليل إن كان من أهل الدليل وإن كان من أهل التعامل مع الدليل ؛؛ ومرتبة الدليل ومناطات الدليل ،، وإن كان من أهل المعرفة بالأصول بالمجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ ،، إلى غير ذلك من الأصول التي يجب أن تتوفر للمجتهد الذي يستطيع أن يُرجح بين الأدلة ..
ليس كل من قرأ كتابين يستطيع أن يُرجح بين الأدلة .. بل هذا باب عظيم ,, لا يجوز أن يتصدى له إلا العلماء ..
انتهى كلامه حفظه الله ..
كَلِمَةٌ أَخِيَرةٌ ..
قال يونس الصدفي .. ما رأيت أعقل من الشافعي ،، ناظرته يوما في مسألة .. ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال .. يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في المسألة ؟
إِشْرَاقَةٌ ..
إن للحق نورا يعرف به . و " نور الحق أضوء من الشمس فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه " ..! ابن القيم رحمه الله ..
ملحوظة .. من كان ناقلا فلينقل ولكن احفظوا الحقوق رجاء ..
قبل أن نبدأ .. الله تعالى يقول في القرآن ..
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ..
أيها الفضلاء .. لماذا أكتبها ؟؟
لأن الحق أبلج ،، والباطل لجلج ..
أكتبها ؛؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ..!
ملحوظة .. لا تكن كمن إذا جهل شيئا عاداه ..
لقد أصبح أغلب من قرأ أو حتى سمع بآية أو حديث عالمًا لا يشق له غبار ..
وأصبح أغلب من كتب أو حتى نقل مقالة كاتبا بل مفكرا يتحدى الإعصار ..!
أصبح أغلب من اعتنق فكرًا ..
أو أعجب بمذهب وتناول كتبه بالقراءة ..
فلمجرد أنه اختار هذا المذهب فهو حقّ وما عداه باطل ..!
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال .. فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع أمر العوام
المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - خلاصة الدرجة: ثابت
تــفــكــرّ ..!
أقولها وحتى لا يُخْدَعَ أحد .. الإسلام لا يحارب العلم ولا يحارب العقل .. بل لقد جعل الإسلام العقل مناط التكليف ..
الله تعالى يقول في القرآن .. "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ..
ويقول أيضا ..
" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار
والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها
وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح
والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " ..
ويقول أيضا .. " اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون " ..
ويقول أيضا .. " فلينظر الإنسان مم خلق " ..
ويقول أيضا .. " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " ..
وكذلك قد دعت الآياتُ الأول التي نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم إلى القراءة .. لا أريد الإطالة عند هذه الجزئية .. فالشاهد من هذه الآيات وغيرها .. أن الإسلام دعا إلى التفكر وإطلاق العقول لتنظر في هذا الكون وآيات الله تعالى فيه ..
فقد رفع الإسلامُ من المستوى الفكري .. بقيمه وأخلاقه وعاداته .. فالإسلام لم يقلل من شأن العقل ولا من شأن العلم .. لكن العقل له مجاله الذي يجيد فيه وقد أمره الإسلام بذلك ..
محاوري في هذا الموضوع ..
1- الحوار ،، أصوله وأهدافه ..
2- أدب الخلاف ،، وإنصاف المخالف ..
3- منهج التعامل مع الأدلة ..
4- اتفقوا على الأصول قبل أن تختلفوا في الفروع ..
5- " ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة " .. ابن تيمية في مجموع الفتاوى ..
1- الحوار في القرآن الكريم ،، أصوله وأهدافه وأساليبه ..
الحوار لغة : من الحور وهو الرجوع عن الشيء إلى الشيء .. وفي لسان العرب : يتحاورون أي يتراجعون الكلام ..
وفي الاصطلاح : مناقشة بين طرفين أو أطراف ،، يقصد فيها تصحيح كلام ،، أو إظهار حجة وإثبات حقّ ،، أو دفع شبهة ورد الفاسد من القول والرأي .. (مقتبسة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي ،، أصول الحوار).
* إن من الأصول القرآنية للحوار ألا يكون موضوع الحوار قضية ثابتة في الدين بهدف إعادة النظر فيها ..
فالحوار ليس من قبيل الترف الفكري وحب الاستطلاع حتى يخوض المتحاورون في كل شيء ..
لأن هناك قضايا لا يجوز الخوض فيها إما بسبب محدودية العقل البشري .. أو بسبب عدم ترتب ثمرة علمية أو عملية من ورائها .. أو لأنها محسومة أساسا بنص شرعي أو إجماع .. الله تعالى يقول في القرآن .. " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " ..
* تجنبا لضياع الوقت والجهد ،،
ينبغي البدء من أهم الموضوعات ثم التدرج على نفس النسق .. لأن هذا يؤدي إلى حوار جدي ومنتج .. وفي هذا أشير إلى إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبيه إلى اليمن .. أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل .. ووصيته صلى الله عليه وسلم لهما بالتدرج في دعوة أهلها .. إذ تعدّ هذه الوصية النبوية توضيحا لهذا الأصل .. فتأمل ..
* الحجة والبرهان ..
وهذا الأصل من أهم ضوابط الحوار .. إذ إنه لا قيمة لكلام يفتقد إلى الدليل .. ولا بد لطرفي الحوار من الالتزام ببناء أفكارهم على الحجة والبرهان والدليل .. ولا بد من دقة النقل ومن صحة الدليل .. وقد قيل : " إن كنت ناقلا فالصحة ،، أو مدعيا فالدليل " ..
الله تعالى يقول .. " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " ..
قال الشوكاني .. " معنى الرد إلى الله الرد إلى كتابه ،، ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم [ الرجوع إليه في حياته ] .. وإلى سنته بعد وفاته .. وهذا مما لا خلاف فيه " ..
بإذن الله سأفصل أكثر في هذا بالذات في منهج التعامل مع الدليل ..
* العلم ..
وأقصد بالعلم هنا الدراية بالعلوم الشرعية .. وهذا ما افتقده أكثر المحاورين .. إن الجاهل بموضوع الحوار وتعشعبه .. يؤدي به للحوار في شيء لا يدرك ماهيته .. والله تعالى يقول مخاطبا عباده المسلمين .. " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ..
* الالتزام بأدب الكلام وأخلاق الإسلام أثناء الحوار ..
وهذا سأفصله في إنصاف المخالف بإذنه تعالى ..
* الأصل الأخير ،، وهو الحرص على الحق ..
قال الشافعي : ما ناظرت أحدا قط على الغلبة .. ووددت إذا ناظرت أحدا أن يظهر الحق على يديه ..
وقال أيضا : ما كلمت أحدا إلا ووددت أن يسدد ويعان ويكون في رعاية الله وحفظه .. إن رفض الحق ليس إلا ضلالا بشهادة رب العالمين حيث قال .." فماذا بعد الحق إلا الضلال " . وقوله أيضا : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " ..
لقد اقتبست بعض الأفكار من بحث للأستاذ فضل الهادي وزين ،، وعنوان البحث : أصول الحوار مع الآخر في القرآن الكريم ..
2- أدب الخلاف وإنصاف المخالف ..
وهذا ما أتمنى وجوده في الحوار .. إذ إن الكثيرين - إلا من رحم ربي – لا يلتزمونه .. وأظنّ أن عدم وجوده سبب رئيسي للفرقة والخصومة عقب أي مداخلة ..
من جملة هذا البند ..
* حُسْنُ الظن ..
وتذكر أنه لا يعلم خفايا الصدور إلا علام الغيوب ..
* التواضع مع مخالفك ،،
وحواره بطريقة راقية .. فالله تعالى يقول .. " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " ،، فكيف بجدال المسلمين ؟؟
* الاعتراف بالخطأ إذا ظهر الحق في قول مخالفك ..
أشير إلى قول الشافعي : والله لوددت أن يظهر الله الحق ولو على لسان الخصم ..
* الحرص على حسن الكلام ،، والبعد عن التجريح والاتهام ..
والبعد عن الغمز والهمز واللمز .. الله تعالى يقول مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم .. " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " .. ويقول الشاعر .. إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يجبر.
* الموضوعية وإنصاف المخالف ..
وتفصيلها في منهج التعامل مع الأدلة .. إن شاء الله ..
* تذكرة لأولي الألباب ..
بشأن وقوع الخلاف .. الله تعالى يقول .. " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " .. قال الفخر الرازي .. المراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق ..
اقتبست عدة أفكار من مقالة بعنوان خلاف عقول لا خلاف قلوب – كتبتها أم جهاد ..
* وقفة مع النفس ..
ما الهدف من الحوار ؟؟ وما الغرض منه ؟؟ ولماذا الحوار ؟؟ هل لأن المحاور يحب الخير لغيره ؟؟ أم لأنه يهوى الثناء في المجالس ؟؟
وقفة لا بد منها .. فأخلص النية لله .. من طلب العلم ليجاري العلماء ، أو ليماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله في النار .. الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة الدرجة: حسن
3- منهج التعامل مع الأدلة ..
ما أروع ما كتبه الشيخ عبد الرحمن السحيم:
" أستاذي وشيخي وقدوتي ومعلمي وإمامي .. ليست مبالغة بل هي الحقيقة .. وليس هذا من الغلو .. وما هذا من التعصب .. فكل تعصب مذموم إلا ما كان له .. وكل إمام يرد عليه إلا هذا الإمام .. وكل شيخ يصدر عن شيوخه إلا هذا الشيخ .. وقد كثرت الدعاوى في اتباعه صلى الله عليه وسلم .. وكثر المدعون لمحبته .. الذين يزعمون أنهم قد استمسكوا بسنته ،، واتبعوا هديه .. إلا أن الواقع يصدق تلك الدعوى أو يكذبها .. فكم تعظم أقوال بعض الشيوخ على حساب قوله صلى الله عليه وسلم .. وكم تقدم آراء الرجال على رأيه صلى الله عليه وسلم بحجة : هل أنت أعلم من فلان ؟! وكم يرد قوله صلى الله عليه وسلم ولا ترد الأعراف .. وكم يساء الأدب مع سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وكم يتقدم بين يديه ..
عندما تتناقش مع طالب علم فضلا عن جاهل .. فتراه يقدم أقوال الرجال وآراء أهل العلم قبل أن يقدم الدليل من الكتاب والسنة .. فإذا ما قدمت له الدليل وسقته على أحسن نسق ،، مبينا من روى الحديث بل ودرجته .. فتفاجأ به يقول : قال شيخنا كذا ..! فيتبادر إلى الذهن قول ابن عمر .. أرسول الله أحق أن يتبع أم عمر ؟! لقد قدم ابن عمر قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول أبيه ،، ومن هو أبوه في الإسلام ؟!
هكذا تكون القدوة والأسوة ..
انتهى كلامه حفظه الله ..
أقولها وأكررها .. الحق لا يعرف بالرجال ،، ولا يعرف بكثرة الفاعلين .. إنما يعرف بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ..
قال علي رضي الله عنه .. " لا تعرف الحق بالرجال ،، اعرف الحق تعرف أهله " .. وقال بعض الصحابة .. " اقبل الحق ممن قاله ولو كان بغيضا .. ورد الباطل على من قاله ولو كان حبيبا " ..
قال أبو بكر رضي الله عنه .. أي أرض تقلني وأي سماء تظلني .. إن قلت في آية من كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم ؟؟
قال عمر رضي الله عنه .. اتقوا الرأي في الدين فإن أصحاب الرأي أعداء السنن .. أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها .. واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم .. فعارضوا السنن برأيهم فإياكم وإياهم ..
قال ابن عباس كما في مسند أحمد .. "أراهم سيهلكون ؛؛ أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون نهى أبو بكر وعمر ..! " لا يمكن أن يؤخذ بكلام أبي بكر وعمر ويترك كلام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. هذا مع أن أبا بكر وعمر أفضل هذه الأمة ..
قال أبو حنيفة رحمه الله : اذا صح الحديث فهو مذهبي ..
قال الشافعي رحمه الله .. إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بكلامي عرض الحائط ..
قال مالك بن أنس رحمه الله : ليس احد بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا ويؤخذ من قوله ويترك الا النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال أحمد بن حنبل رحمه الله : من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ..
قال الشافعي رحمه الله .. أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد .. وقال أيضا ..إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛؛ فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ..
وقال أيضا .. إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ..
قال أبو حنيفة رحمه الله .. إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ..
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ؛؛ فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ..
أقول .. فلا ينبغي أن تلوى أعناق الأدلة الشرعية لتوافق مذهب فلان أو مقالته .. فدوروا مع الحق أينما دار وسار .. فلا لتقديس الأشخاص .. ونعم لاتباع الدليل حيثما مال نميل ..
كَلِمَةٌ ..
الله تعالى يقول مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم ؛؛ آمرًا إياه بمطالبة الكفار بالدليل .. " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " .. ويحذر المشركين .. " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " .. هذا في حق الكفار والمشركين ؛؛ فكيف بالنسبة للمسلمين .. وهم المأمورون بالتبين من كلام الفاسق ..
فتأمل ..
الموضوعية ..
كلمة سريعة ،، إن عملية تلفيق المواقف والأدلة وتزوير الحقائق يناقض هدف الحوار ؛؛ وإن انتقاء المعلومات حسب الهوى والرغبة يهدم الحوار ،، وينبغي ألا يرفض الحق لأنه جاء على لسان فلان أو فلان ..
4- اتفقوا على الأصول قبل أن تختلفوا في الفروع ..
كلمة موجزة .. إن المسائل المنبثقة من قضايا أصولية يجب أن يتفق عليها قبل البدء ؛؛
لأن مناقشة الفرع في حال عدم الاتفاق على الأصل يؤدي إلى جدل لا طائل منه غالبا .. إذ يمكن أن تفني دهرًا وأنت تناقش في الفروع .. وربما لن تنتهي من ذلك ،، لأن مسائل الفروع متشعبة .. لكن فيما لو اتفق المتحاوران على الأصول ؛؛ يمكن أن يؤدي إلى فرصة أفضل للالتقاء .. وسيكون هناك حفظ للوقت والجهد .. وفيما لو لم يتفقا ؛؛ فإنهاء النقاش قبل بدايته أفضل ..
فمثلا .. كيف يناقش المحاور المسلم محاورا آخر غير مسلم في قضية كـ حجاب المرأة مثلا ؟! أو قضية كـ تحريم الربا والخمر ؟! وليتذكر المحاور أن هناك ثوابت لا تقبل المساومة عليها ..
5- قال ابن تيمية رحمه الله .. " الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ،، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا ؛؛ لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة " ..
ومما قاله محمد حسان حفظه الله .. لو وضعت المسائل الخلافية في بوتقة الخلاف الفقهية وظُللت بأدب الخلاف .. فلا خلاف ؛؛ إذ لو سكت من لا يعلم .. لسقط الخلاف .. الذي يثير الضجة هو من لا يعلم ولا يُحسن كيف يتعامل مع الدليل ومراتب الدليل ومناطات الدليل . لذلك يقول علماؤنا : ما اشتم رائحة الفقه من لم يقف على مسائل الخلاف بين العلماء ..
تعرف على مسائل الخلاف وليطرح كل فريق في المسألة الخلافية أدلته .. وليرجح العالِم ما ترجح لديه بالدليل إن كان من أهل الدليل وإن كان من أهل التعامل مع الدليل ؛؛ ومرتبة الدليل ومناطات الدليل ،، وإن كان من أهل المعرفة بالأصول بالمجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ ،، إلى غير ذلك من الأصول التي يجب أن تتوفر للمجتهد الذي يستطيع أن يُرجح بين الأدلة ..
ليس كل من قرأ كتابين يستطيع أن يُرجح بين الأدلة .. بل هذا باب عظيم ,, لا يجوز أن يتصدى له إلا العلماء ..
انتهى كلامه حفظه الله ..
كَلِمَةٌ أَخِيَرةٌ ..
قال يونس الصدفي .. ما رأيت أعقل من الشافعي ،، ناظرته يوما في مسألة .. ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال .. يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في المسألة ؟
إِشْرَاقَةٌ ..
إن للحق نورا يعرف به . و " نور الحق أضوء من الشمس فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه " ..! ابن القيم رحمه الله ..
ملحوظة .. من كان ناقلا فلينقل ولكن احفظوا الحقوق رجاء ..
كلمات هزت مشاعري ونقلتها لكم
من مقالة ابو الوليد
من مقالة ابو الوليد
تعليق