المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : الجن والإنس هم الناس


نصر محمد سعيد
26/05/06, 04 :45 04:45:50 PM
- الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ... وبعد :
يقول الحق تبارك ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ), فهل نحن مشركون , كيف نعرف ذلك ,
بحسب الصحيحين وغيرهما من كتب السنة لسنا مشركون , بل نحن على طرق أربعة من الأئمة سائرون, فهل نحن بهم عن النار مزحزحون , أم أننا بالسلاسل التي ذرعها سبعون ذراعا والأغلال معهم مقيدون ,
يقول الله سبحانه (ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) , إذا أكثر الذين يؤمنون بالله يشركون به مع إيمانهم , وبالتالي قلة هم الموحدون , ومثلكم يوم القيامة في هذه الآيات
(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لايؤمنون (20) ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح الظالمون (21) ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (22) ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) والآن تقسمون ماأنتم بمشركين
نستشهد أيضا (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( النور ) 55
فهل تحقق لنا وعد الله في الآية السابقة
الإستخلاف في الأرض – تمكيننا من ديننا – الأمن , أتبع الله هذه الوعود تحذيرا من الشرك به بعد إيماننا, فكيف نشرك, أنعبد الأصنام مثلا بعد إيماننا , أم نحب ونذكر أنبياءنا مثل الله وأكثر, من علمكم أن الشرك بالله هو عبادة الأصنام , فعبادتهم كفروإلحاد , أما الشرك أن تعبد مع الله أحدا [ وهو الإنشغال عن عبادة الله بغيره زيادة عن الحد المسموح ومنها - النساء والولد والمال واللهوبأمور الدنيا – التلفزيون والأنترنيت- والأمر نسبي يتناسب عكسا مع حبك لله , فكلما ابتعدت عن الله كنت مشركا أكثر, وهذا مثال عن استمتاع وتولي الجن وهم ذكور الناس مع الإنس وهم إناث الناس (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( الأنعام 129) ومثال عن أبوينا إذ إتخذا من إبنهما صالح شريكا لله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(190) الأعراف , وفي هذه يعلمنا الله سبحانه أيضا أن التزاوج يكون بالتغشي وليس بالمعاكسة وجها لوجه , كما هو حال جميع الدواب بالتزاوج والولادة, وفي نفس الوضعية يجب أن تلد المرأة فتكون الولادة ميسرة كالأنعام , وعندها يغلق أطباء العمليات القيصرية عياداتهم , وعودة للشرك فهو سبب معيشة الضنك والجهل
اليهود والنصارى قالوا أن أنبياءهم أبناء الله , نحن ماكرين أكثر منهم , قلنا أن محمدا عبد الله ورسوله ولكن قولا , أما عملا فجعلناه إله مع الله , ندعوه مع الله في الأذان والصلاة وصرنا نسبح بإسمه ولكن بصيغة الصلاة على النبي , نمكر على الله العلي القدير ولا نعلم أن الله الخبير بعباده جعل لنا فتنة في كتابه , حيث لاتكون موحدا مهتد إلا إذا آمنت بالكتاب كله , أما أن تستخرج من القرآن ماتظنه مؤيدا لسنة الشيطان التي تفترون بها على رسول الله فتلك الفتنة التي جعلها الله مصيدة للماكرين الذين يدعون مع الله إلها آخر ويظنون أنهم يتقربون به إلى الله زلفى, إن الله يعلم من يتبع السنة منكم عن جهل [ فالواجب تحذيره] أو يتبعها عن مكر وكفر وإبتغاء دنيا ويدعوا الناس إليها [ فالواجب محاربته وردعه ] , والله يهدي من يشاء ومايشاء إلا الحق , فلا يهدي من لايستحق بل يستدرجه إلى العذاب المهين , يقول سبحانه (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لايعلمون(44) وأملي لهم إن كيدي متين(45)
لقد قسمتم دينكم شيعا ممزقين مشركين بالله (من الذين فرقوا دينهم وكانو شيعا كل حزب بما لديهم فرحون (32) الروم ,

من يتحمل أوزار مليارات الناس , وأقصد جميع الناس , بما أننا مسلمون فيتوجب علينا أن نتبع القرآن , ونعلمه للناس ليهديهم الله به وبنا , فكيف يهتدي النصراني واليهودي ونحن نقول لهم أن نبينا أشرف من أنبيائهم ولانبرز لهم كتاب الله بل ندعوهم إلى السنة المطهرة , تستثير بها غيرتهم فيحقدون , تثقلون عليهم بفرائض ماأنزلها الله فينفرون ,
أن تكون مسؤولا عن نفسك وتكون ضالا فهي مصيبة , أن تكون داعيا إلى الشرك والضلال ويتأثر بدعوتك كثير من الناس فهذه كبرى المصائب , وكلامي هذا موجه إلى دعاة المسلمين تحديدا وليس لعامة الناس , لأن الناس يخافون من مجرد مناقشة هذا الكلام ويرمون بالمسؤولية على رؤوس العلماء , فهل رؤوسكم حاملة أوزارهم , وهل ستطأطأ رؤوسكم وتذل إذا تبين للناس أنكم تقودونهم إلى جهنم ,
أرسلت مايقرب من مئتي رسالة للدعاة ومواقع إسلامية , قلت فيها أن جبريل هو القرآن وليس ملكا , لم يسأل أحد عن الدليل على كلامي
يبدو أن الأمر غير مهم , أو لأنه ينسف بالسنة نسفا تصدون ولاتناقشون , إفرض أني أقول الحق , فما موقفك من الله ومن الناس
السنة التي هي كتلموذ اليهود وأناجيل النصارى , الله ورسوله بريئان منها , منقولة عن فلان وفلان وفلانة ,( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لاريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) , لم تتبعوا ماأنزل الله , ولم تحكموا بماأنزل الله الذي لامبدل لكلماته والذي لاتبديل لسنته , ومامحمد إلا رسول بلغ الرسالة وتوفاه الله , ورسالته بين أيدينا , تركنا المرسل ورسالته وتمسكنا بالرسول بعد موته , فوالله لو كان حيا ماتبعه أكثركم , لاعجب أن نذكره مع الله بل أكثر من الله , ولم تؤمنوا بقول الله العزيز ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنو أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ( 165) إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ( 166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار( 167) ياأيها الذين آمنو كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأ ن تقولوا على الله مالا تعلمون (169) وإذا قيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لايعقلون شيئا ولا يهتدون (170) صدق الله العظيم , فكيف تفترون على رسول الله بأنه يقول لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين , أهو ند لله في المحبة , كيف يقول الرسول أذكروني مع الله , من صلى علي عشرا صلى الله عليه مئة, ( ماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)
- الله وملائكته صلوا على النبي وأمرالله بأن صلوا عليه ولكنكم لاتعرفون كيف يصلى عليه فتقولون بدلا عنها صلى الله عليه فجعلتموها ذكرا لغير الله مع الله ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) [ الأحزاب 43 ] إذا الصلاة على المؤمن لهدايته , وصرفه عمن يريدون أن يضلوه , وهذا يكون قولا وعملا ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك ومايضلون إلا أنفسهم ومايضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) الأحزاب < لماذا ذكر الله الذين يؤذون الرسول بعد طلب الصلاة عليه , لأنه يتوجب على المؤمنين معونته لنشر الدعوة ودفع الألسنة عنه وعن أهله , وهذا في الآيات التي تليها أيضا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
ويتوجب علينا فهم أوامر الله سبحانه , فإن كان تفسيرنا لها يتعارض مع صفاته العلى , عندها نتراجع ونتذكر أن الله المتكبر المتعال يغار على إسمه ويغضب من أن نذكر أحدا معه , وأوامر الله الحبيب واضحة بأن يذكر لوحده وأن يسبح بحمده وأن يصلى له لوحده وهذا هو الفرق بين أن تكون موحدا أو مشركا ,

(قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا)
فهل تبعتم ابليس وذريته , إن للشيطان جندا من الناس فلاتكونوا جنده الذين ينشرون دعوته للضلال فالرسول مما تقولون وتفعلون بريء
والله يمدد لكم مدا, يقول الحق عن الذين يكذبون بحديثه (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) 45 القلم , سبحانه يستدرج من يكذب بحديثه , ويملي لهم ويكيد رب الناس , ما استدرجتم إلا بأسباب النزول وتفاسير المضلين , فاحذروا كيد الله إن كيده متين , فأنتم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وتتبعون أحاديث كتبتموها تناسب أهوائكم , يقول العليم الحكيم عن الذي استغنى عن آيات الله بعد أن عرفها (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ ( 177) مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) الأعراف , وإليكم بعض مما استدرجتم به :
- تغنون القرآن غناء وألحانا وهو كلام الله والأجدر بكم أن تعلموا معنى الترتيل وهو من الرتل أي الترتيب المتتالي, بأن لانقدم أو نؤخر آية على أخرى للحفاظ على ترابط المعاني , فعظموا الله بأن تقرؤوا كلامه برجولة واحترام ,
- الله سبحانه يأمرنا بأن نستعيذ به من الشيطان الرجيم إذا قرأنا القرآن , فجعلنا البسملة آية نبدأ بها وأضفناها لكل سورة
الله يأمرنا بأن نذكره إذا نسينا ( واذكر ربك إذا نسيت) نحن نصلي على الرسول إذا نسينا وصرنا نقولها بدلا عن ماشاء الله ولاقوة إلابالله
ليس هناك حياة برزخ, تؤخذون من الحياة الدنيا إلى التراب أمواتا , ثم البعث وإلى الله ترجعون ,ومن يقول غير ذلك فقد كفر بآيات الله , لأن البرزخ هو الحاجز والمانع من الرجوع إلى الحياة , في الآية التي تستشهدون بها على عذاب القبر, وفي هذه أيضا ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون (15) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) بين الموت والبعث لاحياة مع [ ثم] وأيضا ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًاوَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (النحل 21 ) الله سبحانه يقول أموات غير أحياء وأنتم تقولون أحياء , يقول مايشعرون وتقولون يعذبون والعذاب يلزمه الشعور والإحساس , الجسد صار ترابا والقلب ميت والروح من أمر الله لايعذب , فأين عذاب القبر, تقولون أن الروح يعذب في القبر , ألا تتدبرون القرآن ألم ينفخ الله من روحه في آدم , أليس روح الله من نفخ , أم إنكم لستم من آدم , وأيضا تؤنثون الروح وتجمعونه والروح من الله لايلفظ جمعا ولاتأنيثا (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ 38 ]- فأنتم تخلطون بين الروح والأنفس ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) فالذي لك هو نفسكك والروح من الله ,
- إذا كان الله المشرع سبحانه أمر بالصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل وإذا كان الرسول لايعصي لله أمرا فمن أين جاء الأمر بصلوات النهار [ والصلاة الوسطى هي الفجر] لأن الله جعل الليل قبل النهار فصلوات الليل أولا ثم الفجر وهو طرف النهار الأول ثم عند الغروب وهو طرف النهار الثاني نهاية اليوم , وقرآن الفجركان مشهودا , ليس لأن الملائكة تشهده بل لأن هذا الوقت مشهود له بصفاء الذهن وحسن تدبر القرآن , زد على صلاتك ماتشاء فالله يجزيك وكل حسب استطاعته ولكن لاتشق على الناس فلله حكمته بتحديد أوقاتها
وإذا قال الله سبحانه ( وأن المساجد لله فلاتدعوا مع الله أحدا ) ولم يستثني أحدا , فلماذا تذكرون غير الله في الأذان والصلاة
- وإذا كلم الله موسى على الأرض وأن الله معنا أينما نكون وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد , وهو يحول بين المرء وقلبه, وهو الذي يتوفانا حين نومنا, وأن الله في السماوات وفي الأرض فلماذا عرج النبي إلى السموات , وكيف ينزل الله إلى السماء الأولى في الثلث الأخير من الليل, وهذا من الأحاديث القدسية , لم يذكر الله سبحانه أنه نزل على محمد كلاما غير القرآن
( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) ,
فهل من يدعوا به الناس كمن كتبه بيده وهل الثمن هو وظيفة ومعاش أم رفعة بين الناس, أم كتاب ينشر ويباع بثمن بخس فعليك الإختيار
- وإذا كان جبريل هو القرآن فكيف عرج بالنبي إلى السماوات , ومن أين جاءت الأحاديث عن جبريل ولقاءاته مع الرسول
- وإذا كان البراق من أسرى بالنبي فكيف يربط النبي البراق إلى جدار المسجد الأقصى , هل البراق ملك , أخشي أن يهرب الملك
هل بعث الله الأنبياء من قبورهم وجمهم في المسجد الأقصى للصلاة وراء النبي ثم أماتهم بعد ذلك , لو كان حدث هذا الأمر ألا يستحق أن يذكر في كتاب الله الذي فيه تفصيل كل شيء
- أمرنا الحق سبحانه بان نطوف بالبيت العتيق وليس حوله كذلك الصفا والمروة, الطواف بهم , أي المرور بهم ,أم للأوثان حظ من عبادتنا
- الرسول ماقبَل الحجر, إنكم تتهمونه بتقديس الأوثان , والرسول موحد لله كما هو حال جميع الأنبياء والرسل
- الرسول لم يكن يطيل شعره , فهو رجل والرجال قليل , أنتم تسبونه قبل الكنديين ,
- ولم يكن حسان بن ثابت شاعر الرسول , لأن الشعراء يتبعهم الغاوون , والرسول ليس من الغاوين
وإذا كان الله هو الشفيع والشفاعة لله جميعا فماذا نريد من شفاعة الرسول, وإن كان للرسول شفاعة فهل أطعنا الله و الرسول , ( أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ) (23) يس
- وإذا كانت جنات الفردوس لله فمن سيأتيكم بحوض الكوثر , هذا لو كان الكوثر حوضا أو نهرا
- أم أن نعل الرسول له حظ بالعبادة والتقديس لديكم , أحدكم على قناة فضائية يصف نعل الرسول على مدى حلقة تلفزيونية كاملة , والنقل من مسجد, والآخر يقول في رمضان الفائت, نعالات الصحابة على رؤوسنا, اعتدتم على العبودية للناس , والبعض تعداها إلى النعالات
- تضلون ولاة الأمر فتزيدونهم ضلالا مع ضلالهم , تدعون لهم في المساجد بأن يكونوا مع الصديقين والأنبياء , وأنتم معهم أينما يكونوا إلا من رحم ربي , من الذي لم يحكم بما أنزل الله , أنتم أم ولاة الأمر, تمسكتم بالدنيا خوفا من الموت ,وتظنون أنكم مهتدون, فتمنوا الموت إن كنتم مهتدين ,
- وإذا قال مالك كل شيء ( أدخلوا أبواب جهنم) فماذا تقولون عن الصراط الذي يسقط عنه الناس إلى جهنم , أسقوطا أم دخولا
- هل تقتلون الأجنة , الله خلق الإنسان من سلالة من طين ثم جعله نطفة في قرار مكين , أي أنه خلق الإنسان قبل ان يكون نطفة فمنعتم إتمام خلقه , تحديد النسل , أم تسترون على الزناة ماعقوبة الزناة , أمر الله بالجلد مئة جلدة فمن أمر بالرجم حتى الموت
- وإذا أمر الله بأن نتم الصيام إلى الليل فكيف نفطر والشمس مازالت في الأفق , تخيل انك تصوم طيلة عمرك صياما ناقصا , والليل هو
السواد وليس دلوك الشمس أم أن فيها مشقة عليكم , كما تمسك عند نهاية الليل تفطر عند أوله, فمن أمربتعجيل الإفطار- كيد من هذا --
- وماعذرك يوم القيامة , كنت تحفظ القرآن ولاتفهمه (ألا تتدبرون القرآن) , هل جعل رب الناس على قلوب أقفالها, كنت تستخدم القرآن للشعوذة ( القراءة على الجن والشياطين والمرض والرزق) أصحيح أن سورة الواقعة ترزقك , وأن سورة ياسين لما قرأت له وأن سورة البقرة تطرد الشيطان من البيت ثلاثة أيام , كيف ذلك ومجيب الدعاء أقرب من حبل الوريد ,
- إنكم لاتفرقون بين الشيطان والجن , الجن في اختبار أما الشيطان فليس له اختبارفكيف تقرؤون على الذي عنده مس من الشيطان وتطلبون من الشيطان أن يسلم , كيف تقولون أن الله أعان الرسول على شيطانه فأسلم, هل عرش ابليس على الماء , ومن ابليس حتى تدعون أن له عرشا , أملك هو, من هم الجن , أليس الجن والإنس هم الناس , أنتم بجهالة غارقين ,
- ألم يتوعدنا إبليس بأن يأمرنا فنبتك آذان الأنعام , زدنا على إبليس فبتكنا آذان الإناث من الناس , وتوعدنا بأن يأمرنا فنغير خلق الله ,, فقطعنا من الذكر جزءا – باسم الطهور– ربما زيادة لالزوم لها – ربما تحسين مظهر – هل كان الأنبياء والرسل يقصون ويتطهرون ,
ألسنا على ملة إبراهيم , أم أن الله عز وجل ماعلم الناس الطهارة إلا من بعد رسولنا الكريم , (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ماكان يدري مالكتاب ولا الإيمان , إذا فربما أمر بالطهور بعد نزول الوحي , فأين هي أوامر الله بالطهور
ومن الأنثى – بإسم الختان , وكأنا مارضينا بصنع الله الذي أتقن كل شيء صنعا ,( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )
وإذا قال الحق ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) فلماذا نحدد الزكاة فيتأخر أكثر الناس عتها بسبب تحديدها بمقدار , كم من الناس امتنع بسبب انه دون مستوى الوسط , وأنه لايدخر شيئا يستوجب أن يقتطع منه الزكاة , فلماذا أمرنا الله أن ننفق في السراء والضراء , فكيف نؤثرعلى أنفسنا ولو كان بنا خصاصا, بحسب حكمة سنتكم فإن الزكاة من الفائض فقط, والفقراء ألا يتصدقون, أم أن الزكاة غير الصدقة
- هل تزوج الرسول بنت سبع سنين وهو في الخمسينات , من عنده بنت سبع سنين فليتخيل أنها تساق إلى بيت رجل حتى لوكان نبيا
فيدخل عليها وهي بنت تسع سنين , من صدق كأنه افترى على الرسول وكأنكم ترضون على بناتكم هذا , احذروا الله فعذابه أليم
الله يأمرنا بأن نعتزل النساء في المحيض , ألم تقرأ تلك الأحاديث التي تقشعرمنها أبدان الشرفاء , فمن منكم اقشعر بدنه , إنكم تسبون الرسول وزوجاته,عندهن الحياء والعفة,لايحدثن الرجال بما تفترون, فوالله هذا مقياس غيرتكم عليهن, أم أنكم لاتغارون عليهن وهن امهات المؤمنين, أم أنكم لستم مؤمنين , إذ لم يقل الله أمهات المسلمين , بل قال أمهات المؤمنين . (ولكم الويل مما تصفون)
- ماقال الرسول خذوا نصف دينكم من عائشة , بل يقول خذوا كل دينكم من كلام الله وإلا ماكان صديقا نبيا .
- الإيمان هو التصديق , والمطلوب أن تؤمنوا أن محمدا رسول الله , وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول, أي أن تصدقوا وتتبعوا ماجاء به من كلام الله, إذا الغايةهي كلام الله , وليس الرسول , ولولا الرسالة ماكان رسولا , تمسكتم بما افتريتم به على الله والرسول ونبذتم الرسالة , ماقدرتم المرسل حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ,
جعلتم شهادة أن محمدا رسول الله ذكرا مع الله , وردا في كل أذان وصلاة وبين الصلوات بأعداد صوفية تحسبون أنها تعداد حسنات (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) لم يقل لاتدعوا من , بل قال لاتدعوا مع – وهذه لأولي الألباب
تقولون الفاتحة هي السبع المثاني , ولا أجدها تثني عن شيء , يقول العزيز الحكيم ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)
سبحانه جعلها في طرف والقرآن العظيم في طرف- سبع أوامر إلهية :
(قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ءالله خير أما يشركون (59) أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ماكان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون ( 60) أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل بين البحرين حاجزا أءله مع الله بل أكثرهم لايعلمون (61) أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ماتذكرون (62) أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أءله مع الله تعالى الله عما يشركون ( 63) أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (64) قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومايشعرون أيان يبعثون (65) بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون(66)
من هم بني إسرائيل , هل النسب إلى يعقوب يتغير بتغير الديانة, ألا تلاحظ أن الله يخاطب بني إسرائيل كثيرا في القرآن , هل يخاطب اليهود فقط , أين من أسلم منهم على فترات من الرسل, هل أكثر المسلمين وأكثر النصارى من بني اسرائيل, أين هم أتباع عيسى الذين هم فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة , أنظر في سورة الإسراء من هم بني اسرائيل , ومن هم عباد الرحمن أولي البأس الشديد الذين يجيسون خلال الديار, في التفاسير الذكية التابعة لآبائكم تقولون أن عباد الرحمن هم جنود جالوت , كيف ذلك وجالوت وجنوده كفرة , من الذي قتل جالوت , أليس طالوت قاتله وطالوت هونفسه داوود , أم أنكم لاتعلمون , أنتم من يفسد في الأرض مرتين ويعلوا علوا كبيرا وإن اختلفت دياناتكم , فالأصل من بني إسرائيل وبلغتم الكثيرمن الأعداد البشرية وأكثركم مشركون بالله إلا من رحم ربي,( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) ام أنكم من الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا , أم من آل فرعون الذين هم باقين إلى يوم القيامة ومنهم أئمة يدعون إلى النار, فاهتدوا إلى توحيد الله تكونوا عباد الرحمن أولي البأس الشديد وتطردوا من يبقى منكم مشركا من المسجد الحرام , كما دخله الرسول وأتباعه المؤمنين من قبل فطهروا مساجد الله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)

- هناك الكثير الكثير من الأدلة فاحذروا مكر الله , إنه يوليكم ماتوليتم , لامبدل لكلمات الله . هو من قال أنه أكمل لنا ديننا وأتم علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا , فهل آمنتم بأن كناب الله مكتمل لانواقص فيه , أم أن محمدا شريك الله في كلامه كما تفترون بأن السنة تكمل القرآن أو تفسره , فلايجب أن نتولى غيرالقرآن والله سبحانه أمرنا بأن ( اتبعوا ماأنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون) , وهذه سنتكم يتكلم عنها الرحمن في سورة الأعراف :
(وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
وفي سورة الإسراء
- ( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) الله أكبر , الرسول كاد يركن إليهم شيئا قليلا , إذا هو بشر يخطأ ويصيب ولأنه موحد , الله يثبته, ولوركن إليهم لأذاقه كل هذ ا العذاب , سبحان الله من الذي قال أنه لايخطأ , هل هو إله, أءله مع الله, أولئك الذين كادوا يفتنونه كانوا آبائكم , وانتم تسيرون على خطاهم وتحملون أوزارا مع أوزاركم . فلا تشركوا بالله إن الشرك لإثم عظيم , ويحذركم الله نفسه
- فوالله لو أنكم تعبدون الله وحده ماكان ولىَ عليكم إلا من هو خير منكم عند الله ولكن كما تكونوا يولى عليكم

التوقيع : العبد لله الذي يرجوا رحمته
نصرمحمد سعيد naser67m@hotmail.com

جهد المقل
27/05/06, 10 :35 10:35:08 PM
الجن والإنس هم الناس؟!!

أرجو أن تعرف بنفسك حتى ننظر بما كتبت ونلقي بما لم يتفق مع فهمك

ونبدأ من عنوانك

من أين أتيت بهذا التفسير ؟!

هل في معاجم اللغة العربية ما يدل على أن الجن هم الناس أو جزء منهم ؟!

بعد أن تجيب على هذه الأسئلة سيكون لي معك جولة أخرى بإذن الله تعالى .

أروى
27/05/06, 11 :18 11:18:58 PM
هؤلاء هم القرآنيين، لمن لا يعرفهم؟
أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ثم إن الله رضي لنا الإسلام ديناً وأتم علينا النعمة بكتابه الداعي إلى اتباع رسوله محمد وطاعته وتعزيره وتوقيره ، وأخذ ما أتى به والانتهاء عما عنه نهى ، ولا يقبل الله دعوى من ادعى محبته سبحانه حتى يتبع نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، وجعل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعته ، وضمن الهداية لمن أطاعه صلى الله عليه وسلم .
تصديق ذلك في الآيات الآتية :
قال تعالى :  قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون  (الأعراف : 158 ).
وقال سبحانه :  قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين  (آل عمران : 32 ).
وقال جلّ وعلا :  يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم  (محمد : 33 ) .
وقال عز من قائل :  إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً . لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه  (الفتح : 8 و 9).
وقال سبحانه :  وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  (الحشر : 7 ).
وقال تعالى :  قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (آل عمران :31 ) .
وقال سبحانه :  وإن تطيعوه تهتدوا  (النور : 54) .
وحثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعتصام بسنته بعد وفاته فقال : (( إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ )) وحذّر من الابتداع الذي من هجر سنته فقال بعد الكلمات السابقة : (( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة )) ( ) كما أخبر بالمترفين الذين يأتون بعده فيأبون من سنته فقال : (( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه))( ).
فقد أخبر الله نبيه بما سيقع في أمته ، فوقع كما أخبر دليلاً على نبوته ورسالته ، وقد طابق خبره المخبر ، وتتابعت الفرق الضالة على ردّ سنته وإلغاء حكمه من مقلّ ومستكثر من القرن الأول إلى اليوم .
ومن تلك الفرق المارقة الجماعة التي اتخذت " أهل القرآن " اسماً لها ، وحلّت نفسها بحليته وهي عاطلة منه.
كان نشوءها في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري في شبه القارة الهندية على يد زمرة من أبناء تلك البقعة التي تفرّعت فيما بعد إلى ثلاث دول .
وكان هؤلاء المؤسسون ممن تأثروا بالفكر الغربي ورأوا في التمسك بالسنة عائقاً عن التقدم ومضعفاً للجامعة الإسلامية وتنفيذاً لمؤامرة أعجمية ، فجاءوا بما لم يأت به من سبقهم من أهل الضلال ، فأنكروا حجية السنة كلياً وعدُّوا اتباعها شركاً ولم يفرّقوا بين متواترة مجمع عليها وغير ذلك بل سلكوا مسلكاً واحداً وهو الردّ والدفع ، وقاموا بتأليف الجمعيات وإصدار الكتب والرسائل والمجلات في الصدّ عنها وإثارة الشبه في وجهها ، فأقام الله لدفعهم من شاء من أهل العلم فصنّفوا الكتب والرسائل وأصدروا الفتاوى في تكفيرهم والتحذير منهم ، وكان ممن انتبه لخطرهم مبكراً العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – فأصدر منذ أربعين سنة تقريباً فتوى في تكفير زعيمهم الأخير اللاهوري النشط غلام أحمد برويز( ) ونُشرت الفتوى في الصحف السعودية في وقتها مما يدلّ على إسهام علماء هذا البلد في درء فتنة إنكار السنة وتحصين الأمة من سمومها وصيانة القرآن الكريم من عبث العابثين وتحريف المارقين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .
ولما كان خطرهم مستمراً ولم ينفكوا يدعون الناس إلى ضلالهم ولم يبرح بعض الناس ينخدع بهم أحببت أن أشارك في التحذير منهم لعلّ الله ينفع بما كتبت من شاء من عباده فيتقوا حيل منكري السنة فلا يقعوا في حبائلهم أو يغتروا بمعسول كلامهم .
ولا يفهمن أحد من تسمية هذه الفرقة بالقرآنيين أنه مدح لهم أو تعبير عن شدّة تمسكهم بالقرآن ، كلاّ ، بل الواقع أن هذه التسمية آتية لهم من حيث إنهم تنكروا للقرآن ورفضوا ما ثبت فيه من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته مما نشأ عنه ضلال كبير في تطبيق الأوامر القرآنية فخرجوا بذلك عن جماعة المسلمين ، فسمّوا قرآنيين من ذلك الجانب .
وهذا له نظير في تسمية فرقة القدرية إذ سُموا بذلك لا لأنهم أثبتوا القدر وسلّموا له ، ولكن من حيث إنهم أنكروه ونفوه( ) .
وليس فيما سوّدت هذه العصابة أثارة من علم ، أو بقية من بحث ، فإن العلم إما نقل مصدّق ، أو بحث محقق ، وما سوى ذلك فهذيان مزوّق .
وإنما سلكوا فيما سوّدوا من صحائف مسالك السفهاء المارقين والزنادقة الملحدين ، ولم تكن ضلالاتهم عن شبهات مؤثرة أو إيرادات محيّرة ، وإنما كانت عماياتهم من جرّاء وساوس شيطانية وأهواء نفسية أو عمالات استعمارية( ) .

جهد المقل
28/05/06, 07 :39 07:39:08 AM
حتى عودتك للاجابة عن معنى الجن لغة
اريد تذكيرك ببعض الآيات
{... مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} وردت في سورة هود آية 119 ووردت مرة أخرى في سورة السجدة آية 13
قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى: قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس.
الجوهري:
الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.
المصدر لسان العرب ابن منظور

وردت آية أخرى

{ لم يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ} مرتين في سورة الرحمن آية 56 وآية 73


لازلنا نناقش عنوانك كبداية ..

نصر محمد سعيد
28/05/06, 03 :53 03:53:48 PM
بعد التحية

أنا ذكرت إسمي وأنت لم تذكر إسمك

لمعرفة ماتريد يتوجب عليك فعل الآتي

أولا - أن تقرأ ماكتبت قبلا بحياد ودون تعصب لما تتبعه
ثانيا- أن تؤمن بأسماء الله الحسنى ولاتلحد بأي إسم من أسمائه
عندها ستجد أولا أنك تشرك بالله في إسمه الشفيع , وذلك بسبب بيتي الشعر في أسفل مشاركتك
فأنت تتقرب إلى الله بالناس زلفى , فكن من الصالحين , عندها ستجد أن مجيب الدعاء أقرب إليك من
الناس أجمعين
أنت تتخذ غير كتاب الله وليا , وعلم الله في كتابه , فهل كفرت بأن فيه تفصيل كل شيء وأن الله فصله
على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون , فإن لم تجد فيه التفصيل فإذا أنت لست من القوم الذين يؤمنون
ولمعرفة من هم الجن ومن هم الجنة يستلزم الآتي

1- أن لاتكفر بأسماء الله التالية
الخالق - الستار - الرزاق - الكريم - الوهاب- العادل - الحق -الحكيم - الواحد القهار
لماذا....
لأن مايقال عنهم كفر بهذه الأسماء
- تشكله عندما يريد أن يظهر يحتاج إلى خالق يخلقه
- وجوده بيننا خفيا يطلع على عوراتنا يرانا ولا نراه
- يعشق و يغتصب الرجال والنساء جنسيا دون علمهم
- المؤمن منهم يأكل من بقايا العظام التي يرميها البشر وهو مكلف مثلهم بالعبادة
- كافرهم يأكل من براز البشر في الحمامات
- يدخلون إلى أجسادنا ويخرجون متى شاؤوا
فهل هذا إعتقادنا بخالق كل شيء , عندما تتبدل قناعتك بالله إلى الإيمان بصفاته الحسنى , عندها إقرأ كتاب الله على فرض أن الجن هم الذكور من الناس , بعد ذلك ستجد ماوجدت وستعرف ماعرفت
( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وخذ هذه المعلومات وإقرأ القرآن لوحده عسى أن يعلمك الله من علمه
الجنة هم الشياطين , يخلقون مع الإنسان ويموتون بموته لايخرجون من الأجساد ولا يدخلون إليها لأنهم يعيشون فيها , غير مكلفين بالعبادة ممهلين إلى يوم القيامة ووعد الله حق , هم من ذرية إبليس بعد أن لعنه الله, ولكل إنسان شيطانه وهو القرين ويكون مجموعة من الإناث , خلايا أنثوية تسري بدم الإنسان ,( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا ) يعيشون في الجسد يأذن لهم الله سبحانه بالسيطرة على الإنسان كلما ابتعد عن ذكر الله ويفقدون السيطرة عليه كلما إقترب من الله أكثر إلى أن يصبح الإنسان من المخلصين

جهد المقل
28/05/06, 05 :33 05:33:30 PM
حين قلت عرف بنفسك لم أقصد الاسم بالطبع فلقد قرأته في توقيعك ومعرفك الذي سجلت به

ما قصدته هو عرفنا بأدواتك . علمك . كيف توصلت إلى إجاباتك وما هي مصادرك
القرآن
كلنا نقرأ القرآن .. العربي والأعجمي ولكن كيف يفهمه كلا منهما ؟

توقيعي ليس ضمن الرد
ولو كنت حياديا لدققت في الرد فقط
وسأجيبك باختصار على ملاحظتك
حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب).
تابعه جرير بن حازم، وسليمان بن قرم، وأبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي وائل عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحتى لا نطيل في نقطة قد لا تعتبرها مصدر يمكن الاستناد عليه .. لنتجاوز هذه النقطة مؤقتا حتى نصل إلى قواسم مشتركة بيننا للحوار .

الشفاعة الموجودة في التوقيع يراد بها الشفاعة المثبتة
لعلي =( رجاء ) المرجو هو الله (وأرجو أن أنال بهم) أي: بحبهم وبحب الصالحين وبمجالستي إياهم. (وأرجو أن أنال بهم شفاعة) عند الله عز وجل

نعود للموضوع
قولك

أنت تتخذ غير كتاب الله وليا , وعلم الله في كتابه , فهل كفرت بأن فيه تفصيل كل شيء وأن الله فصله على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون , فإن لم تجد فيه التفصيل فإذا أنت لست من القوم الذين يؤمنون



وقد قال تعالى { أفلا يتدبرون القرآن }
كلمات القرآن التي بين يدينا هل معانيها واضحة للجميع ( الجاهل والمتعلم ) على حد سواء ؟
ما قصدته هل الكلمات التي يقرؤها الجميع = هل يفهمونها كما فهمها الصحابة أم الأمر متروك للناس ليفهموه حسب ثقافتهم ومفرداتهم سواء كانت مطابقة أم لا
والتعريف الذي أتيت به كيف توصلت له ؟
هل كان الاستدلال من آيات القرآن ؟

وحين تقول :

عندها إقرأ كتاب الله على فرض أن الجن هم الذكور من الناس , بعد ذلك ستجد ماوجدت وستعرف ماعرفت



لن أقرأ على فرض ( لا مجال للفرضيات في العقيدة)

حين تقول :

غير مكلفين بالعبادة ممهلين إلى يوم القيامة ووعد الله حق...



ما دليلك من الكتاب ؟
أليس هذا نقض لكلام الله الوارد في كتابه { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

نصر محمد سعيد
28/05/06, 09 :22 09:22:37 PM
الفرق بيني وبينك أني أستشهد بكلام الله سبحانه , أما أنت فتستشهد بكلام الناس

لقد اكتفيت بالله ربا ومعلما فكفاني علمه وأغناني عن الناس , أطعته بأن أتخذ كتابه وليا فعلمني منه مالم تعلموا , ولو أن رسول الله في عصرنا لسعيت إليه طائعا لله ورسوله , ولكني لا أثق الآن بأحاديث نقلت عن ناس وناس , فالأمر خطير جدا , حيث أنه لأي خطأ في التعاليم أنقاد وراءه يمكن أن يؤويني جهنم وأنا لا أريد ان اكون من أهلها , فالتناقضات واضحة جلية تحتاج فقط لأن تأخذ وضع الحياد مؤقتا لتحكم بين الأمرين , فالحكم إن لم يكن محايدا فسيكون جائرا والخاسر أنت

قال المولى عز وجل ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) وكررها عدة مرات في سورة القمر
فإن كان الإنسان لايفهم القرآن فليبحث عن السبب , وأقوى الأسباب هو الشرك بالله وتولي غيره , ومن لايستحق علمه يمنعه عنه والله قادر على ذلك لأنه يتحكم بأدمغتنا (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
أما الشفاعة – (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون [ يونس 18 ]

ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون(52) هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون [ الأعراف 53 ]

أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون [ الزمر 43 ] قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون(44) وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون الزمر (45)

وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (الأنعام 51 )

أما فرضية أن الجن هم الذكور من الناس
فقد كنت تقرا على فرضيات إلحاد بأسماء الله , أما الآن فاقرأ على فرضية أن الله سبحانه ليس ساحرا بل هو الخلاق العليم الذي يخلق من الشيء شيئا ولايخلق من الشيء لاشيء أو من اللا شيء شيء
فعندما خلق الله الإنسان من طين , إستلزم خلقه التراب والماء , كل عنصر منهما لوحده لايصلح أن يكون إنسانا , فهو يصنع بعلم , صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعا

الجنة لم يكلفوا بالعبادة لأنهم الشياطين , والجنة مايكون مستترا داخل الجسد البشري لاتستطيع أن تراه
أما الجن فهم مكلفين وهم ذكور الناس ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والإنس هم النساء من الناس , حيث أن الذكر يأنس بالأنثى
فهي أنس وآنسة وفي الآيات عن استمتاع الجن والإنس بعضهم ببعض , مذكورة في الرسالة سابقا
والأجنة , هو الإنسان مستتر داخل الجسد إلى أن يخرج طفلا
هو بحث طويل يحتاج إلى تواصل و إيمان بالله لوحده ليأذن بعلمه

(وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) الزمر (45)

جهد المقل
29/05/06, 03 :06 03:06:53 AM
كلام الله الذي تستشهد به . كيف وصلك ؟
ومن هم الناس الذين عبت عليّ استشهادي بكلامهم

لم تحدد مصادرك بعد التي استندت عليها ويظهر لي إنك تكتفي بالقرآن الكريم
رغم إن لك بعض التعليقات ولا أدري كيف توصلت لها
هل من العقل أو استندت على بعض أحاديث للشرح

تقول :

ولكني لا أثق الآن بأحاديث نقلت عن ناس وناس



حتى القرآن الكريم نقل إلينا من ناس وناس ..أو ما هو متعارف عليه بالتواتر

قولك :

الجنة لم يكلفوا بالعبادة لأنهم الشياطين



هل الشياطين نوع مختلف عن الجن .. أم أن الشيطنة صفة هنا لفصيلة منهم ؟
أريد الدليل من القرآن وما علاقة هذا بقوله تعالى : {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون}. الأنعام 112

أذكرك بالآية الكريمة { قرآنا عربيا غير ذي عوج}

فاللغة العربية هي أساس في فهمنا للقرآن
وفي معاجم اللغة ورد مصطلح الشيطان:
فإذا اعتبرت النون زائدة كان اسم الشيطان مأخوذا من شاط يشيط إذا هلك، أَو من اسْتَشَاطَ. يقال: استشاط غضباً إِذا احْتَدَّ في غضبه والْتَهَبَ
وإذا اعتبرت النون أصلية يكون الإسم من شطن: أي بعد عن الخير. يقال: بئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن هو الحبل، سمي بذلك لبعد طرفيه وامتداده. والشيطان سمي شيطاناً لبعده عن الحق وتمرده، ومن ثم كان كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطانا.

فإذا اتفقنا إن الشيطنة صفة فهذا ينسف استدلالك السابق

وحين قلت :


أما الجن فهم مكلفين وهم ذكور الناس ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والإنس هم النساء من الناس , حيث أن الذكر يأنس بالأنثى
فهي أنس وآنسة



اعتقد أنه لم يسبقك أحدا إلى هذا !

ففي المحيط الإنْس : البشر عكس الجِنّ{ ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إِلا ِليعْبُدُونِ}
وفي الغني : إِنْسٌ - ج: أُناسٌ. (أ ن س). 1.{وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنودُهُ مِنَ الجِنِّ والإِنْسِ والطَّيْرِ }. البَشَرُ مِنَ جِنْسِ الإِنْسانِ. 2."هُو إِنْسُ فُلانٍ" : صَدِيقُهُ وخَلِيلُهُ الوَفِيُّ.
{ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً} أي بشرا كثيرا

وبنفس الطريقة ابحث عن مصطلح جن في معاجم اللغة واخبرني حين تجد ما يدل على أن المراد بهم ذكور الإنس !
{ قرآنا عربيا غير ذي عوج}

إدارة المنتدى
29/05/06, 07 :53 07:53:46 PM
ينقل الموضوع لاحقا إلى قسم المشاركة في الرد على الافتراءات

ليس لأنه جيد بل ؛ لنجعله مرجعا يمكننا من خلاله رصد شبهات ما يسمون بالقرآنيين والرد على مزاعمهم بأن الله تعالى لم ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم من شيء سوى القرآن العظيم.

إدارة المنتدى
29/05/06, 08 :00 08:00:26 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وبعد:

القرآن العظيم تلقيناه تلقياً -خلفاً عن سلف- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أننا أخذناه عملياً عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يعني أن كل ما يتعلق بقراءتنا للقرآن وما يتعلق بهذه القراءة إنما هو من (السنة) التي تلقيناها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسوف أذكر فيما يلي بعض ما يتعلق بهذا الموضوع:
1- فالسنة هي التي قدمت لنا القرآن العظيم من أوله إلى آخره بحدوده من الفاتحة إلى الناس، وتلقيناه هكذا خلفاً عن سلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بترتيبه المعروف هكذا: الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، التوبة، يونس، هود، يوسف،... إلى الناس.
2- كما أن السنة المشرفة هي التي قدمت لنا حدود كل سورة، فليس في القرآن العظيم آية واحدة في أية سورة تدل على بداية سورة أو نهايتها، وإنما الذي دلنا على بداية السور أو نهاياتها هي السنة المشرفة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يبين أن هذه بداية السورة وأن هذه نهايتها.
3- كما أن السنة المشرفة هي التي أعطتنا أسماء السور الكريمة فليس في القرآن العظيم آية واحدة تدل على اسم سورة من سوره.
ما يثير العجب أنك لو قلت لأحد المنكرين للسنة: "اقرأ سورة "الفاتحة" لبادر مباشرة إلى قراءة هذه السورة الكريمة من أولها إلى آخرها! وقد تساءلت ما الذي أدرى هذا المرتد الذي ينكر السنة أن هذه هي السورة المسماة بالفاتحة؟! ثم أتساءل كيف عرف أن هذا هو أول السورة وكيف عرف أن (ولا الضالين) هو آخرها حتى يقف عندها ويقول إنه ختم سورة الفاتحة؟! إنهم يعملون بالسنة التي تلقوها عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ثم تراهم يكابرون ولا يريدون الإيمان بالحقائق!
كما أن السنة المشرفة هي التي أعطتنا أسماء لبعض الآيات الكريمة كآية الكرسي وآية الدين وغيرهما.
4- كما أن السنة المشرفة هي التي بينت لنا أن هذا هو القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقص ومن خلال السنة عرفنا ذلك.
5- كما أن السنة المشرفة هي التي قدمت لنا قراءات القرآن العظيم، وإلا فما أدرانا كيف نقرأ آيات القرآن لولا أننا تلقينا ألفاظه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟!
ومن البدهيات أنه لا يحق لأحد أن يقرأ آية من عند نفسه ثم يزعم أنها من القرآن.
فكيف عرفنا أن قوله تعالى (ملك يوم الدين) تقرأ كما هو عليه هذا الرسم كما تقرأ (مالك يوم الدين)؟! وكيف عرفنا كيفية قراءة كل لفظ في القرآن العظيم وكيف عرفنا حركات هذه الألفاظ؟! إن ذلك كله مما بينته السنة المشرفة.
والخلاصة أننا تلقينا القرآن العظيم عملياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -أي من خلال السنة- وليس لأحد أن يخرج عن هذا التلقي العملي!

بقلم خالد القاسم .

يتبع ...

إدارة المنتدى
29/05/06, 08 :25 08:25:22 PM
لم أكن اتوقع أن أكتب في هذا الموضوع الذي كان من المفروض أن يكون بدهياً لدى كل مسلم إلا أن مما يؤسف له أننا نرى في هذا العصر الذي نعوذ بالله تعالى من فتنه من يشككون في السنة المشرفة ...

وقد بادرت بكتابة هذه الكلمة للتذكير وللتحذير من هؤلاء المارقين وهذه الكلمة موجهة إلى هؤلاء أيضاً ليروا انهم ليسوا على شيء وأنهم هم الكاذبون.

السنة متواترة

ونبدأ بتذكيرهم بأن السنة المشرفة متواترة بعمومها عن رسول الله كتواتر القرآن العظيم مثلاً بمثل! وهذا لا يخفى على ذي بصيرة فكما أن كل مسلم على وجه الأرض قد تلقى القرآن العظيم ممن قبله وتلقاه من قبله عمن قبلهم وهكذا جيلاً بعد جيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذلك فقد تلقى المسلمون السنة جيلاً عن جيل تواتراً وإجماعاً لا يشك فيه مسلم وكما أن كل مسلم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ شيئاً اسمه القرآن فكذلك فكل مسلم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ شيئاً اسمه السنة!
ثم إن كثيراً من امور السنة المشرفة قد تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتراً مقطوعاً به لا يشك فيه مسلم جيلاً عن جيل. كالأذان والصلوات الخمس والاحتفاء بالعيدين وغير ذلك من السنن المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أن كل مسلم على وجه الأرض صغيراً ام كبيراً ذكراً ام أنثى عربياً أم أعجمياً يحفظ الفاتحة عن ظهر قلب ويعلم أنها من القرآن الذي بلغه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل فكذلك فكل مسلم على وجه الأرض يحفظ الأذان عن ظهر قلب -من لفظ الجلالة إلى لفظ الجلالة- ويعلم أنه من السنة التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى بجانب القرآن العظيم! ولا شك أن هذا وحده كاف للدلالة على وجود السنة وثبوتها لقوم يعقلون.

القرآن يؤكد وجود السنة ويثبت حجيتها

ولكن ليس تواتر السنة هو دليلنا الوحيد وإن كان كافياً شافياً والحمد لله ولكن القرآن العظيم نفسه قد بين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبلغ الناس أخباراً وشرائع واحكاماً لم تنزل في القرآن مما يؤكد أنها جاءت في السنة قطعاً. والأمثلة على ذلك في القرآن أكثر من أن نستطيع إحصاءها هنا وسنكتفي بذكر مثال واحد في الأخبار وبمثال آخر في الأحكام.
فقد قال الله تعالى -راوياً أحد الأخبار التي بشر بها المؤمنين(1)-: (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين*بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين*وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
فهاهو القرآن يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر الذي تضمن بشرى بشر بها أصحابه الكرام وهي وعد الله تعالى بأن يمدهم بالملائكة.
ومن البدهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه البشرى من عند نفسه! فالإخبار عن الملائكة والإمداد بهم وتحديد المدد بهذا العدد أو ذاك كل ذلك من أمر الغيب الذي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلمه أو يعلمه غيره إلا بإطلاع الله تعالى إياه عليه فمن أين عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى سيمد المؤمنين بالملائكة؟! لا شك أن الله تعالى أطلعه على ذلك ولكن أين أطلعه الله تعالى عليه؟!
لو قرأنا القرآن العظيم سورة سورة وآية آية فإننا لن نجد آية واحدة تذكر هذه البشرى إلا هذه الآية التي تروي إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بها ولا ترويها ابتداءً! فأين تلقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه البشرى حتى يبلغها الناس؟! لا شك أنه تلقاها في الوحي الآخر الذي هو السنة!
ويقول الله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم*وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم).
وهذه الآية تذكر حكماً شرعياً بلغه الني صلى الله عليه وسلم للناس ونسخ القرآن جزءً منه وهو استقبال القبلة الأولى -بيت المقدس فك الله أسره- ومن البدهي ايضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع استقبال تلك القبلة من عند نفسه وقد صرح القرآن بأن الله تعالى هو الذي جعلها قبلة للمسلمين فأين أنزل الله تعالى الأمر باستقبال بيت المقدس؟! إن هذا الأمر لم ينزل في القرآن فأين نزل إذن لا شك انه نزل في الوحي الآخر الذي هو السنة المشرفة.
ونكتفي بهذين المثالين الذين يدلان يقيناً على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى وحياً آخر غير القرآن وكان يتلقى فيه الأخبار والأحكام.
ولقد صرح القرآن العظيم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى أخباراً ومبشرات وشرائع وأحكاماً في غير القرآن وصرح في آيات كثيرة بذكر الطريق الذي تلقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من خلاله. فقد قال تعالى: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً).
فهذه الآية الكريمة تصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى خبراً وبشرى متضمناً الإشارة إلى حكم شرعي -هو الحلق والتقصير وربما كان فيه الإشارة إلى جواز أي منهما- في رؤيا حق رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام -وهو أحد صور الوحي- وليس في آية من القرآن العظيم.
ما سبق يؤكد بما لا يدع مجالاً لشك أو احتمال بأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى شيئين لا شيئاً واحداً هما القرآن والسنة.

القرآن يؤكد حجية السنة

وقد أكد القرآن حجية السنة المشرفة بذكره مالا نحصيه الآن من السنن ومنها ما ذكره ذكراً عارضاً كالنداء للصلاة كما في قوله تعالى: (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً) ومن المعلوم أن الأمر بالنداء لم ينزل في القرآن بل نزل في السنة ولم يرد له ذكر في القرآن إلا إشارة كما بينا ولا شك أن ذكر السنة هو إقرار لها يقيناً وهكذا في كل السنن التي اشار إليها القرآن. ومن السنن ما أكد عليه القرآن وشدد عليه وهذا ولا شك يدل على أهميتها وحجيتها قطعاً وذلك كصلاة الجمعة حيث قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) والأمر بصلاة الجمعة لم نزل في القرآن العظيم بل في السنة المشرفة وهلنحن نرى القرآن العظيم يؤكد على أهمية هذه السنة حتى إنه ليأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة بمجرد سماع النداء لها وترك البيع. وهل هناك ما هو أدل من ذلك على أهمية صلاة الجمعة؟!
ومن السنن ما ذكره القرآن العظيم مبيناً حكمته وأهميته للمسلمين كما في قوله تعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكه لكي لا يكون على المؤمنين حج في ازواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً).
كما أكد القرآن حجيةالسنة تأكيداً عاماً بأمره العام المطلق باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته والتأسي به مطلقاً. كما حذر من معصيته ومخالفة أمره وشدد في ذلك.
فقد أمر الله تعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقاً وبين ان طاعته سبب في الرحمة والهداية قال الله تعالى: (وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) وقال تعالى (وإن تطيعوه تهتدوا). وليس أدل على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم من أن طاعته جاءت مقرونة بطاعة الله تعالى في عشرات المواضع في القرآن العظيم.
كما أمر باتباعه مطلقاً واخبر بان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم دليل على محبة العبد لله تعالى وسبيل لنيل محبته سبحانه فقد قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
كما أمر بالتأسي به مطلقاً فقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
ثم إنه حذر من مخالفته أو معصيته وبين أن ذلك سبب في الفتنة بل هو دليل على عدم الإيمان والعياذ بالله! فقد قال الله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم)وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً).
كل هذه الأدلة تؤكد حجية السنة ولهذا فقد اتفقت كلمة المسلمين على الإيمان بالسنة المشرفة كما اتفقت كلمتهم على أن من أنكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئاً منها فإنه لا حظ له في الإسلام وما له في الآخرة من نصيب. والحمد لله رب العالمين

بقلم.خالد بن عبد الرحمن

يتبع..

نصر محمد سعيد
30/05/06, 03 :43 03:43:54 AM
سبحان الله عما تصفون
لم تناقشني فيما طرحت برسالتي , فيها الكثيرمما يستحق النقاش , الكثير مما ينسف سنتكم, لماذا الهروب
توجه ردك للقرآنيين , ولا أعلم من تقصد بهم
أنا لاأنتمي لأحد , ولم أتعلم من أحد , انسلخت عن دينكم عندما عرفت أنكم لاتتبعون ملة محمد وموسى وعيسى وابراهيم
إن الدين عند الله الإسلام , وتعاليم الإسلام في القرآن دون نقص أو تحريف , وكل زيادة عليه بدعة وتأليف
, لم أجد كتابا أفضل وأصدق منه ولو وجدت لأتبعته , هذا دين الإسلام فأي دين تتبعون
ولو أن محمدا في عصرنا لكنت أول التابعين له طاعة لله , ولكن أين نحن منه حتى نسمع كلامه ونتبعه , أنا لا أزكي أحدا إلا من زكاه الله , والرسالة تغني عن الرسول مادام الرسول ميتا والمرسل حي لايموت , وأنا أثق برب الناس عندما توعد
بحفظ كتابه فضعوا أسماءا للصور كما تشاؤون فسورة البقرة لاتتكلم عن البقرة إلا ببضع آيات [ بل هي سورة عن الكتب السماوية
وكفر بني إسرائيل بها وفيها الدليل على أن جبريل هو القرآن وميكال هو الإنجيل ], وسورة يونس لاتتكلم عن يونس , فقط آية واحدة
عن قومه وليس عنه , هذا مثال فبالبحث نجد الكثير , ولكن كله خارج حدود المساس بآيات الله فضع إطارا كيفما تشاء
وأدخل بين الآيات عند الوقف كلمة [صلى ] لتحض الناس على الشرك , إفعل ماتشاء فلن تستطيع المساس بآيات الله ,.
حرفين تبتدأ بهما سورة جعلتموها إسما من أسماء الرسول ( يس ) , ( طه ) ولو أن ( كهيعص) يصلح إسما له لنسبتموه إليه,
تريدون إتمام أسمائه إلى التسعة والتسعين
بل فعلتموها فهناك كتاب عن أسماء الرسول الأعظم , فكم من أعظم بهذا الوجود , أي عبادة هذه , فوالله لو كان محمد
هو الإله لبحثتم عن غيره لتعبدوه , إن الإنسان كفور, جاحد لأنعم الله , لايؤمن حتى يرى العذاب , إلا من هداه الله
وأتعجب من جرأتكم بالكفر جهارا نهارا دون حياء , فكيف أن كلام الشياطين الذي تفترون به علىالله والرسول هو وحي آخر
, فيه الكفر والإلحاد والشرك وقلة الشرف , وإنعدام البلاغة والعلم والحكمة
في ماكتبت سابقا إستفززت كل هذا فيكم فلم أجد مشاعر تستنفر لتلك المعاني
أم المؤمنين لاتحدث الرجال عن أنها كانت تغتسل هي ورسول الله في إناء واحد من الحيض والجنابة, تتهمونها بعدم الحياء, وفي ذلك عصيان لأوامر الله سبحانه لقوله ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا
تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) فكيف تكون هناك جنابة مع الحيض
أنت يامن تناقشني , أترضى أن تحدث زوجتك عن نفسها جارا لكم بما يشابه هذا الحديث أو حديث أم سلمة في الخميلة عندما قال لها إتزري وتعالي
أو حديث السواك عن عائشة أم المؤمنين وليست أم الديوثين عندما دخل عليها أخوها فأعطاها السواك ... والرسول يضع رأسه على صدرها , الحديث كان عن السواك فما لزوم هذا الوصف , ألا تظن معي أن موضوع السواك كان مدخلا للوصول إلى هذا الوصف
وحديث أن الله سبحانه أمرنا بالإغتسال كل أسبوع مرة , أتصبر على وسخك أسبوعا كاملا , وحديث أن أنس بن مالك كان أحيانا يجمع وأحيانا لايجمع والمسجد على بعد فراسخ من قصره , هذا الذي تأخذون كثيرا من أحاديثكم عنه , وهذا بعض مما في الصحيحين , ففيهما الكثير من ........, إذا أردت أن تميز الخبيث من الطيب فاقرأ كتاب الله لوحده , وبعده ستستغرب ماكنت تتعلمه وتعلمه وأختم
بأحاديث إباحة الزنا في حالات الضرورة التي تدعون فيها أن الرسول أباحه ثم حرمه بعد ذلك , أليس الرسول نبيا وصلته مع الله ,
هل تغير شرع الله في تلك الفترة ثم أجري التعديل عليه ثم أعيد إلى التحريم كما كان محرما بعهد كل الأنبياء والرسل
هل عقد إجتماع في زمن الرسول , مثل إجتماع مجمع الفقه الإسلامي الذي أحل به زواج المسيار والفرند وعلى ذكرهم أقول ,
هل قرأ علماء مجمع الفقه ( محصنين غير مسافحين) وقوله ( محصنات غير مسافحات ولامتخذات أخدان )

( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ

مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )

وهذا تحذير من الله عز وجل بأن من يفعل ذلك فقد كفر بالإيمان ولم يقل كفر بالإسلام , فهل أنتم مؤمنون , أم مسلمون فقط , أم أنتم ممن

يحبط عملهم يوم القيامة

فهل من يبرم معها عقد المسيار أو الفرند تكون ( خليلة - صاحبة - هل هي لتفريغ الشهوة فقط, أم أن الرجل يساق إليها لتفريغ شهوتها عند

الحاجة)

ستجركم سنة الأولين ( التي تفترونها على الله ورسوله ) إلى أكثر من ذلك إن لم يهدكم الله . أو تروا العذاب ,
فهل ازينت وأخذت زخرفها , يقول رب الناس :

( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ

وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لاريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )

إدارة المنتدى
30/05/06, 06 :00 06:00:30 AM
وهل في رسالتك ما يستحق النقاش ؟!

سنتنا التي تدعي أنك ستنسفها بشبهاتك ؛ من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية .

رغم تحفظي على تسمية" القرآنيين " فتلك صفة لا تستحقونها، ولكن هو مصطلح سمي به من تدعي عدم انتمائك لهم

لا تغضب . سأكتفي بتسميتك بـ "منكر السنة"
وسيتضح لك بعد أن تقرأ ما سيطرح ، الصلة الوثيقة بينك وبينهم.

لا للمراوغة والتشتيت
أصل جميع شبهاتكم وهو إنكار السنة فأنتم لا تنكرون جزئيات بل تنكرون السنة كلها "الركن الثاني للوحي "!
ولذلك كان لا بد من البدء بتفنيد كذبتكم الكبرى وهي إن الله تعالى لم يوح إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بشيء غير القرآن
ثم نتسلسل إلى بقية شبهاتكم .

ولتكتفي بالمتابعة دون المشاركة حتى إشعار آخر.

إدارة المنتدى
30/05/06, 06 :39 06:39:16 AM
أ. د. جعفر شيخ إدريس

إن قوة الإسلام التي ما تزال سبباً في سرعة انتشاره وإقبال رواد الحق إليه، إنما هي في قوة الحق الهادي الذي يرونه بادياً على محياه. وهو حق يتضافر على إبرازه الوحيان: كتاب الله المنزل وسنة رسوله المبينة، ولا بقاء له بأحدهما دون الآخر. ففتنة التشكيك في السنة مقصد عظيم من مقاصد الذين يسعون جاهدين لتقويض هذا الدين وإيقاف احتلاله لقلوب كانت تعشش فيها معتقدات باطلة وهرطقات فارغة. لكن المؤسف أن الأدوات التي تستخدم لنشر هذه الفتنة هي ألسنة وعقول إسلامية قد تكون حسنة النوايا. ولذلك فإنها تلجأ في نشر فتنتها إلى استعمال حجج دينية. فالسنة المحمدية تُنكر تارة بدعوى أنه لا حاجة إليها مع وجود القرآن الكريم، وتارة بدعوى أن كثيراً من الأحاديث ـ حتى ما شهد له جهابذة العلماء بصحة السند ـ يتنافى مع ما تقرره بعض آيات القرآن الكريم، أو ما يقتضيه العقل السليم، وتارة بأن الله ـ تعالى ـ إنما تكفل بحفظ القرآن الكريم ولم يَعِدْ بتكفله بحفظ السنة المطهرة. وحديثنا في هذا المقال منحصر في هذه الدعوى الأخيرة؛ لأن أصحابها يقولون إنهم ليسوا ممن ينكر السنة، وإنما هم من الذين يشكون في ثبوتها كلها. ولذلك فإنهم يعطون أنفسهم حق النظر فيها والحكم عليها بأهوائهم (لا أقول بعقولهم)، فما رأوه موافقاً للكتاب قبلوه، وما رأوه مخالفاً له أنكروه مهما كانت قوة سنده، وسواء كان في الصحيحين أو في غيرهما.

نقول لهؤلاء وغيرهم: إن على كل من يؤمن بأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء، وأنه مرسل إلى الناس كافة إلى قيام الساعة، أن يعلم أن من لوازم هذا الإيمان الاعتقاد في حفظ السنة. عليه أن يعتقد هذا سواء علم كيف حفظت أو لم يعلم، وسواء كان من العلماء أو من العامة. لماذا؟

يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَـحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

ومع أن المعنى الشائع لكلمة الذكر في هذه الآية أنه القرآن الكريم؛ فقد قال بعض العلماء إنها تشمل السنة أيضاً. والذي أريد بيانه هنا أنه حتى لو لم تكن كلمة الذكر شاملة للسنة، إلا أنها تستلزمها.

كيف؟ إن كلمة الذكر تدل على أن المحفوظ ليس مجرد كلمات أو نصوص يمكن أن تبقى مصونة في متحف من المتاحف الأثرية؛ وذلك لأن حفظ الذكر يقتضي فهم المعنى؛ لأن الكلام لا يكون ذكراً إلا إذا فُهم. وهل يفهم القرآن الكريم حتى فهماً أولياً إلا إذا عرفت لغته. وقد قال ـ تعالى ـ: {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 3]. {إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].

فالقرآن إذن لا يُعقل معناه ولا يُفهم إلا إذا فهمت اللغة العربية؛ فحفظه يستلزم حفظها. وهذا هو الذي حدث بحمد الله تعالى وفضله. فاللغة العربية حُفظت كما لم تحفظ لغة غيرها، فما زالت الملايين من الناس تتحدث بها وتكتب، وما زالوا يتذوقون أدبها، وما زال التعمق فيها أمرا ميسوراً. وقد استخدم الله ـ تعالى ـ لهذا الحفظ رجالاً حباهم بجمع ألفاظها، وحفظ نحوها وصرفها، وجمع شعرها ونثرها. لكن الكتاب المحفوظ نفسه كان أهم سبب في حفظها لقراءة المؤمنين المستمرة له ودراستهم لتفسيره وتمعنهم في بلاغته وإعجازه.

وقال الله ـ سبحانه وتعالى ـ مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم-: {وَأَنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].

ولحكمةٍ ما استعمل الله كلمة الذكر هنا كما استعملها في الآية الكريمة التي هي موضع دراستنا. فكما أن الذكر لا يُفهم إلا بفهم لغته، فإنه لا يتبين إلا ببيان الرسول له؛ فحفظ الذكر يستلزم لا جرم حفظ بيانه.

إن واحداً من عامة عقلاء البشر لا يكتب كتاباً يقول إنه لا يُفهم فهماً كاملاً إلا بالحواشي المصاحبة له، ثم ينشر الكتاب من غير تلك الحواشي. فكيف يُظن بالحكيم العليم أن يرسل رسولاً تكون مهمته أن يبين كتابه، ثم يحفظ الكتاب ولا يحفظ ذلك البيان؟

والله ـ سبحانه وتعالى ـ يشير في أكثر من أربعين موضعاً في كتابه إلى سنَّة رسوله، فيأمر باتباعه وعدم تقديم كلام بشر على كلامه، ويبين ضرورة هذا الاتباع وفضله، وأنه أمر يقتضيه حب المؤمن لربه، ويحذر ـ سبحانه ـ من مخالفة هذه السنة. يذكر كل هذا في مثل قوله ـ سبحانه ـ: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] .

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].

{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].

هل يتصور عاقل يقدر ربه حق قدره أن يشير في أمثال هذه الآيات إلى معدوم بالنسبة لمن هم في عصورنا هذه المتأخرة؟

كيف يكون الناس في عهده -صلى الله عليه وسلم- بحاجة إلى سنته وهم الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم، ولا نكون نحن بحاجة إليها؟

كيف يشير إلى معدوم بالنسبة لنا وقد أرسل رسوله -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة إلى قيام الساعة وجعله خاتما لأنبيائه؟

وإذا كان ـ سبحانه وتعالى ـ يعلم أن حاجتنا إليها عظيمة؛ فكيف يتصور أن لا يحفظها لنا وينعم علينا بهدايتها كما أنعم على الذين من قبلنا؟

إن القول بعدم حفظ السنة له خبيء من أبطل الباطل هو أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- إنما أرسل لمعاصريه. وخبيء آخر هو أن الكفار كانوا محقين في إنكارهم لإرسال الرسل وفي زعمهم بأن كل واحد منهم مؤهل لأن يؤتى مثل ما أوتي رسل الله.

بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً } [المدثر: 52]

كيف يشك إنسان في حفظ السنة ثم يشهد بلسانه بأن محمداً رسول الله؟ ما ذا تعني هذه الشهادة بالنسبة له؟ إنه لا فرق في واقع الأمر بين إنكار السنة وإنكار حفظها؛ فكلا الأمرين يؤدي إلى عدم الاهتداء بها.

والاعتقاد في حفظ السنة من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية؛ لأن المؤمن بهذه الرسالة يسأل الله ـ تعالى ـ في كل ركعة من ركعات صلاته الواجبة والنافلة في كل يوم أن يهديه إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ومن ذا الذي يدخل في من أنعم الله عليهم إن لم يدخل فيهم جهابذة العلماء الفضلاء الأتقياء الذين أفنوا أعمارهم في جمع السنة وحفظها وتفتيشها ودراستها والعمل بها؟ كيف يدعو إنسان ربه أن يهديه إلى صراط الذين أنعم الله عليهم، ثم يعرض عن علماء السنة هؤلاء أو يتعالى عليهم ظاناً أنه أعلم منهم أو أعقل أو أذكى أو أحرص على دين الله؟ كلاَّ؛ بل إن المؤمن الصادق ليقول لنفسه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90].

إنه لا بديل عن سلوك صراط هؤلاء إلا سلوك طريق المغضوب عليهم من الذين عرفوا الحق وأنكروه، أو سلوك طريق الضالين الذين عبدوا الله بأهوائهم وتخرصاتهم، فلم يكونوا من الذين هداهم الله ولا من أولي الألباب.

وإنه لمن تمام حفظ الذكر العظيم أن يكون بين المسلمين دائماً علماء يستهدون بهداهم في معرفة هذا الذكر، ويسالونهم ويستفتونهم. وإنه لمن أعظم ما يتميز به هؤلاء العلماء الهداة هو معرفة سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون"[1].

إن بداية عموم الضلال أن يذهب من على وجه الارض أمثال هؤلاء العلماء، فيذهب بذهابهم العلم بكتاب الله ـ تعالى ـ مع وجود نصوصه:"إن الله ـ تعالى ـ لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا"[2].

وحين يحدث هذا لا تبقى من فائدة في وجود النص القرآني؛ لأنه لا يكون آنذاك ذِكْراً؛ ولهذا فإن الله ـ تعالى ـ يرفعه إليه، ثم يأذن بقيام الساعة.



-----------------------------------------------------------------

[1] البخاري، حديث 3368، ومسلم، حديث 3544

[2] البخاري، حديث 98.

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :14 09:14:49 PM
إعداد : أحمد محمد بوقرين - قسم أصول الدين بالجامعة الأمريكية المفتوحة

المقدمة

ظهرت في بعض الفترات من تاريخنا الإسلامي فرق وطوائف منحرفة أنكرت السنة والاحتجاج بها ، فمنهم من أنكر السنة النبوية صراحة ودعا إلى نبذها بالكلية , زعماً منهم أنه لا حاجة إليها , وأن في القرآن ما يغني عنها ، وفريق آخر رأى الحجية في نوع منها دون غيره , وكلا الأمرين بلا شك انحراف عن جادة الطريق ولقد كان أول من تعرض لهذه المذاهب المنحرفة وردَّ على أصحابها ودحض شبهاتهم هو الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء حيث عقد فصلاً خاصاً في كتاب " الأم " ذكر فيه مناظرة بينه وبين بعض من يرون ردَّ السنة كلِّها ، كما عقد في كتاب " الرسالة "فصلاً طويلاً في حجية خبر الآحاد , وقد كادت تلك الطوائف التي أنكرت السنة جملة وطعنت فيها أن تنقرض ، حتى ظهرت فئة من المستشرقون و أشياعهم في بلادنا العربية و الإسلامية و الذين لم يألو جهدا في محاولة القضاء على الإسلام وهدم أصوله وأركانه ولقد بحث هؤلاء المستشرقون في كل جوانب الإسلام , فلم يغب عنهم أهمية السنة النبوية من حيث أنها المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن الكريم ، وفيها توضيحه وبيانه ، ولذا تناولوها بالطعن والتشويه وتلفيق الشبهات حولها, وخلال الفترة ما بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى الربع الأول من القرن العشرين كان الاستشراق في ذروته لأنه كان مدعوماً من قبل الحكومات الغربية التي كانت توفر له الأسباب المعينة على دراسة العلوم الإسلامية حتى يتمكن الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية ، فبحث هؤلاء في كل ما يتصل بالإسلام من تاريخ وفقه وتفسير وحديث وأدب وحضارة حتى غزت تلك البحوث العالم الإسلامي في مؤسساته الفكرية والتربوية ومناهج التعليم ، وكان العديد من المسلمين قد تتلمذوا على أيدي أولئك المستشرقين و قد نجح كثير من هؤلاء المستشرقين في التأثير على عقول بعض المسلمين ، فانخدعوا بكتاباتهم ودراساتهم حول الإسلام ، وهماً منهم أنها قامت على الموضوعية والحياد والإنصاف والتجرد في البحث العلمي ، ومن ثم اقتفوا آثارهم ، ورددوا دعاواهم التي لم يقيموا عليها أي بينة بل زادوا عليها من أنفسهم ، وكل هؤلاء وأولئك نفثوا سمومهم باسم البحث والمعرفة وحرية النقد وهم أبعد ما يكونوا عن العلم الصحيح والبحث القويم والنقد النزيه وبذلك جاءت كتابات هذا الفريق من تلامذة المستشرقين حول الإسلام عموماً والحديث النبوي خصوصاً لا تقلٌّ عن كتابات المستشرقين في إثارة الشبه والتشكيك في مصادر الشريعة الإسلامية .
وسنقوم بإذن الله تعالى في هذا البحث بالرد على شبهات هؤلاء المستشرقين ومن شايعهم
ونعرج قبل ذلك على تعريف السنة ثم نتحدث عن مفهوم الإستشراق و أهدافه ثم نختم بذكر بعض النتائج و الحقائق التي تم التوصل إليها من خلال هذا البحث الذي نسأل الله التوفيق فيه و السداد .

يتبع..

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :16 09:16:48 PM
الباب الأول : التعريف بالسنة النبوية

أولاً : السنة في اللغة، هي : الطريقة، وهي السيرة حميدة كانت أو غير حميدة. ومن ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "(1)
ثانياً : السنة في الاصطلاح : هناك تعريف السنة النبوية عند المحدِّثون، وهناك تعريف السنة عند الأصوليون، وهناك تعريف السنة الفقهاء.
أما علماء الحديث أو المحدِّثون فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإمام الهادي، النبي الرسول، الذي أخبرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أنه أسوتنا وقدوتنا، ومن ثم فقد نقلوا كل ما يتصل به - صلى الله عليه وسلم - من أقوال وأفعال وتقريرات، سواء أثبت ذلك حكما شرعياً أم لم يثبت. كما نقلوا عنه - عليه الصلاة والسلام - أخباره وشمائله وقصصه وصفاته خَلْقاً وخُلُقاً. وهذا ما قررته كتب الحديث، وأنتجته مجهودات المحدثين. ومن هنا فقد عرفوا السنة بأنها : " كل ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها ".
وأما علماء الأصول، فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشرع الذي يضع القواعد، ويوضح الطريق أمام المجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة، فاهتموا من السنة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته التي تستقي منها الأحكام على أفعال العباد من حيث الوجوب والحرمة والإباحة، وغير ذلك .. ولذلك عرفوا السنة بأنها : (ما نقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير ". مثال القول ؛ قوله – عليه الصلاة والسلام : - ( إنما الأعمال بالنيات ).
ومثال الفعل، ما نقل إلينا من فعله – صلى الله عليه وسلم – في الصلوات من وقتها وهيئتها. ومناسك الحج وغير ذلك. ومثال التقرير ؛ إقراره - عليه الصلاة والسلام - لاجتهاد الصحابة في أمر صلاة العصر في غزوة بني قريظة حيث قال لهم : ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة )(2) ففهم بعضهم النهي على ظاهره فأخَّر الصلاة فلم يصلِّها حتى فات وقتها، وفهم بعضهم أن المقصود حث الصحابة على الإسراع، فصلوها في وقتها قبل الوصول إلى بني قريظة. وبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل الفريقان فأقرهما جميعا
وأما علماء الفقه فيبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا تخرج أقواله وأفعاله عن الدلالة على حكم من الأحكام الشرعية. ومن هنا كانت السنة عندهم هي : " ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمراً غير جازم". أو " ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير افتراض ولا وجوب". أو " ما في فعله ثواب، وفي تركه ملامة وعتاب لا عقاب ". وهي تقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة لدى الفقهاء .. وقد تطلق السنة عندهم على ما يقابل البدعة، فيقال : فلان على سنة إذا كان يعمل على وفق ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال : فلان على بدعة، إذا عمل على خلاف ذلك. ويطلق لفظ السنة عندهم - كذلك - على ما عمل عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - وجد ذلك في القرآن المجيد أو لم يوجد، لكونه اتباعاً لسنة ثبتت عندهم، لم تنقل إلينا، أو اجتهاداً مجتمعاً عليه منهم أو من خلفائهم. لقوله - صلى الله عليه وسلم : - " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ".
هذه معاني السنة ،أو تعريفاتها والمراد بها في مصطلح العلماء ، وقد تبين لنا أن علماء كل علم من العلوم لهم اهتمام وعمل في السنة يتناسب مع اهتمامهم ، ويحقق ما يهدفون إليه في علومهم ،دون أن تتعارض هذه العلوم ،فالصحيح أنها كلها في خدمة السنة النبوية وتيسير التعرف عليها والعمل بها ، ومن أشرف أهداف القائمين على هذه العلوم هو جمع السنة النبوية وتمحيصها ، وتنقيتها مما قد يكون دخيلاً عليها، ثم الدفاع عنها ضد الشاغبين عليها ، المعارضين لها ،الساعين إلى تشويهها و طرحها.
وبعد أن أشرنا إلى تعريفات العلماء للسنة النبوية الشريفة ننتقل إلى الباب الثاني والذي نتحدث فيه عن مفهوم الاستشراق و بعض أهدافه .

يتبع..

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :18 09:18:17 PM
الباب الثاني :الإستشراق مفهومه و أهدافه

الاستشراق هو عبارة عن اتجاه فكري يعنى بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة الإسلام والعرب بصفة خاصة ، وقد كان مقتصراً في بداية ظهوره على دراسة الإسلام واللغة العربية فقط ، ثم اتسع ليشمل دراسة الشرق كله ، بلغاته وتقاليده وآدابه فالمستشرقون إذن هم علماء الغرب الذين اعتنوا عناية كبيرة بدراسة الإسلام واللغة العربية ، ولغات الشرق وأديانه وآدابه . ولقد كانت الأبحاث والكتب و الدراسات التي كتبها هؤلاء المستشرقون عن الإسلام كبيرة جدا ، و كانوا يهدفون من وراء هذه الكتب و الأبحاث و الدراسات إلى ما يلي ما يلي :
أولا : حماية الإنسان الغربي من أن يرى نور الإسلام ، فيؤمن به ، ويحمل رايته ، ويجاهد في سبيله ، كما كان من المسيحيين في الشام ، ومصر ، والشمال الإفريقي ، وأسبانيا ، من قبل ، حين دخل الإسلام هذه الأصقاع ، فدخل أهلها في دين الله أفواجا ، وصاروا من دعاة هذا الدين الحنيف ، وحماته والمنافحين عنه . بل أعجب من ذلك أيضًا أن دخلوا في العربية دخولا غريبًا ، وصار لسانهم لسانها ، وخرج من أصلابهم كثرة كاثرة من العلماء الكبار (3).

ثانيا : معرفة الشرق ، ودراسته ، أرضه ، ومياهه وطقسه، وجباله وأنهاره ، وزروعه وثماره ، وأهله ، ورجاله، وعلمه وعلمائه ودينه ، وعقائده ، وعاداته، وتقاليده ، ولغاته و ... و ... كل ذلك لكي يعرف كيف يصل إليه ، فقد ظلت دار الإسلام مرهوبة مخوفة ، لم يستطع أحد اختراقها لعدة قرون ، وكانت المناوشات ، والاحتكاكات على الثغور والأطراف تحسم دائمًا لصالح الإسلام والمسلمين و ترجع قوى الشر مقهورة مدحورة.
ولكنها ما فتئت هذه القوى تدبر وتقدر ، وتحاول الالتفاف حول ديار الإسلام ، لما استعصى عليها اختراقها ، وكان الاستشراق هو رائدها الذي يرتاد لها الطريق وهذا الأمر باعترافهم هم بأنفسهم فهذا المستشرق الأمريكي (روبرت بين) يقول في مقدمه كتابه (السيف المقدس) : إن لدينا أسبابا قوية لدراسة العرب ، والتعرف على طريقتهم ، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل ، وقد يفعلونها مرة ثانيـة ، إن النار التي أشعلها محمد لا تزال تشتعل بقوة ، وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة للانطفاء) (4) , ويقول الأمير (كايتاني) ذلك الأمير الإيطالي الذي (جهز على نفقته الخاصة ثلاث قوافل ، لترتاد مناطق الفتح الإسلامي ، وترسمها جغرافيا ، وجمع كل الدوريات والأخبار الواردة عن حركة الفتح في اللغات القديمة .. واستخلص تاريخ الفتح في تسعة مجلدات ضخمة بعنوان (حوليات الإسلام) بلغ بها سنة أربعين هجرية .. قال هذا الأمير الذي استهلك كل ثروته الطائلة في هذه الأبحاث ، حتى أفلس تماما ، قال في مقدمة كتابه (حوليات الإسلام) هذه : إنه إنما يريد بهذا العمل أن يفهم سرَّ المصيبة الإسلامية التي انتزعت من الدين المسيحي ملايين من الأتباع في شتى أنحاء الأرض ، ما يزالون حتى اليوم يؤمنون برسالة محمد ، ويدينون به نبيًّا ورسولاً) (5)
فهو بهذا يعلن عن هدفه بغاية الصراحة والوضوح : (أن يفهم سر المصيبة الإسلامية) أي سر الإسلام ، ومصدر قوته . ويكتب المستشرق الألماني (باول شمتز) كتابًا يتناول فيه عناصر القوة الكامنة في العالم الإسلامي ، والإسلام ، فيسمي هذا الكتاب (الإسلام قوة الغد العالميـة) فلماذا كتب هــذا الكتاب ، وقـام بهذه الدراسة ؟، إنه لا يتورع أن يعلن صراحة وبدون مواربة عن هدفه ، الذي هو تبصير أوروبا الغافلة عن هذه القوة التي هي (صوت نذير لأوروبا ، وهتاف يجوب آفاقها ، يدعو إلى التجمع والتساند الأوروبي لمواجهة هذا العملاق ، الذي بدأ يصحو، وينفض النوم عن عينيه .

يتضح من خلال ما تقدم مفهوم الإستشراق و بعض أهداف هؤلاء المستشرقين في طعنهم في الإسلام وشخص النبي صلى الله عليه و سلم و طعنهم في السنة النبوية المشرفة , وننتقل الآن إلى الحديث عن صلب موضوعنا و هو الشبهات التي يرددها هؤلاء المستشرقين و تلاميذهم ونقوم بالرد عليها بإذن الله تعالى .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :20 09:20:13 PM
الباب الثالث : الشبهات المثارة حول السنة النبوية و تفنيدها

الشبهة الأولى :
من الشبهات التي ادعاها بعض غلاة المستشرقين من قديم ، وأقام بناءها على وهم فاسد هي أن الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب ، ثم بعد هذه المدة الطويلة قرر المحدثون جمع الحديث وقد ردد عدد من المستشرقين هذه الشبهة منهم جولد زيهر وشبرنجر ، ودوزي ، فقد عقد " جولد زيهر " فصلاً خاصاً حول تدوين الحديث في كتابه " دراسات إسلامية " وشكك في صحة وجود صحف كثيرة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، ورأى " شبرنجر " في كتابه " الحديث عند العرب " أن الشروع في التدوين وقع في القرن الهجري الثاني ، وأن السنة انتقلت بطريق المشافهة فقط ، أما " دوزي " فهو ينكر نسبة هذه " التركة المجهولة " - بزعمه - من الأحاديث إلى الرسول صلى الله عليه و سلم .
وقد أراد المستشرقون من وراء هذه المزاعم إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور ، والتشكيك في صحة الحديث واتهامه بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين ، وأنهم لم يجمعوا من الأحاديث إلا ما يوافق أهواءهم ، وصاروا يأخذون عمن سمعوا الأحاديث ، فصار هؤلاء يقول الواحد منهم : سمعت فلاناً يقول سمعت فلاناً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما أن الفتنة أدت إلى ظهور الانقسامات والفرق السياسية ، فقد قامت بعض الفرق بوضع أحاديث مزورة حتى تثبت أنها على الحق ، وقد قام علماء السنة بدراسة أقسام الحديث ونوعوه إلى أقسام كثيرة جداً ، وعلى هذا يصعب الحكم بأن هذا الحديث صحيح ، أو هذا الحديث موضوع .

ويمكن الرد هذه الشبهة من عدة وجوه :
1- أن تدوين الحديث قد بدأ منذ العهد الأول في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، وشمل قسماً كبيراً من الحديث ، وما يجده المطالع للكتب المؤلفة في رواة الحديث من نصوص تاريخية مبثوثة في تراجم هؤلاء الرواة ، تثبت كتابتهم للحديث بصورة واسعة جداً ، تدل على انتشار التدوين وكثرته البالغة .

2 - أن تصنيف الحديث على الأبواب في المصنفات والجوامع مرحلة متطورة متقدمة جداً في كتابة الحديث ، وقد تم ذلك قبل سنة 200 للهجرة بكثير ، فتم في أوائل القرن الثاني ، بين سنة 120 ـ 130 هـ ، بدليل الواقع الذي بين لنا ذلك ، فهناك جملة من هذه الكتب مات مصنفوها في منتصف المائة الثانية ، مثل جامع معمر بن راشد(154) ، وجامع سفيان الثوري(161) ، وهشام بن حسان(148) ، وابن جريج (150) ، وغيرها كثير .

3 - أن علماء الحديث وضعوا شروطاً لقبول الحديث ، تكفل نقله عبر الأجيال بأمانة وضبط ، حتى يُؤدَّى كما سُمِع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهناك شروط اشترطوها في الراوي تضمن فيه غاية الصدق والعدالة والأمانة ،مع الإدراك التام لتصرفاته وتحمل المسئولية ، كما أنها تضمن فيه قوة الحفظ والضبط بصدره أو بكتابه أو بهما معاً ، مما يمكنه من استحضار الحديث وأدائه كما سمعه ، ويتضح ذلك من الشروط التي اشترطها المحدثون للصحيح والحسن والتي تكفل ثقة الرواة ، ثم سلامة تناقل الحديث بين حلقات الإسناد ، وسلامته من القوادح الظاهرة والخفية ، ودقة تطبيق المحدثين لهذه الشروط والقواعد في الحكم على الحديث بالضعف لمجرد فقد دليل على صحته ، من غير أن ينتظروا قيام دليل مضاد له .

4 - أن علماء الحديث لم يكتفوا بهذا ، بل وضعوا شروطاً في الرواية المكتوبة لم يتنبه لها أولئك المتطفلون ، فقد اشترط المحدثون في الرواية المكتوبة شروط الحديث الصحيح ، ولذلك نجد على مخطوطات الحديث تسلسل سند الكتاب من راوٍ إلى آخر حتى يبلغ مؤلفه ، ونجد عليها إثبات السماعات ، وخط المؤلف أو الشيخ المسمَع الذي يروي النسخة عن نسخة المؤلف أو عن فرعها ، فكان منهج المحدثين بذلك أقوى وأحكم وأعظم حيطة من أي منهج في تمحيص الروايات والمستندات المكتوبة .

5 - أن البحث عن الإسناد لم ينتظر مائتي سنة كما وقع في كلام الزاعم ، بل فتش الصحابة عن الإسناد منذ العهد الأول حين وقعت الفتنة سنة 35 هجرية لصيانة الحديث من الدس ، وضرب المسلمون للعالم المثل الفريد في التفتيش عن الأسانيد ، حيث رحلوا إلى شتى الآفاق بحثاً عنها واختباراً لرواة الحديث ، حتى اعتبرت الرحلة شرطاً أساسياً لتكوين المحدث .

6 - أن المحدثين لم يغفلوا عما اقترفه الوضاعون وأهل البدع والمذاهب السياسية من الاختلاق في الحديث ، بل بادروا لمحاربة ذلك باتباع الوسائل العلمية الكافلة لصيانة السنة ، فوضعوا القيود والضوابط لرواية المبتدع وبيان أسباب الوضع وعلامات الحديث الموضوع .

7 - أن هذا التنوع الكثير للحديث ليس بسبب أحواله من حيث القبول أو الرد فقط ، بل إنه يتناول إضافة إلى ذلك أبحاث رواته وأسانيده ومتونه ، وهو دليل على عمق نظر المحدثين ودقة بحثهم ، فإن مما يستدل به على دقة العلم وإحكام أهله له تقاسيمه وتنويعاته ، بل لا يُعد علماً ما ليس فيه تقسيم أقسام وتنويع أنواع ؟!!.
فظهر بذلك تهافت هذه الشبهة وبعدها عن الموضوعية والمنهجية .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :21 09:21:29 PM
الشبهة الثانية :
من الشبهات التي رددها أذناب المستشرقين قولهم : " لو كانت السنة ضرورية لحفظها الله كما حفظ القرآن في قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون } ، ولأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتابتها كما أمر بكتابة القرآن " .
وقولهم في الحديث الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم : - ( ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) ، : " لو كان هذا الحديث صحيحاً لما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كتابة السنة ، ولأمر بتدوينها كما دون القرآن ، ولا يمكن أن يدع نصف ما أوحي إليه بين الناس بغير كتابة ، ولا يكون حينئذ قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة كاملة إلى أهلها ، ولماذا ترك الصحابة نصف الوحي ولم يدونوه ، فبإهمالهم له يصبحون جميعاً من الآثمين " (6) .

الرد على هذه الشبهة و تفيدها :
إن الله عز وجل كما أراد لهذه الشريعة البقاء والحفظ ، أراد سبحانه أيضاً ألا يكلف عباده من حفظها إلا بما يطيقون ولا يلحقهم فيه مشقة شديدة ، فمن المعلوم أن العرب كانوا أمة أمية ، وكان يندر فيهم الكتبة ، وكانت أدوات الكتابة عزيزة ونادرة ، حتى إن القرآن كان يكتب على جريد النخل والعظام والجلود ، وقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم -بين أصحابه بعد البعثة ثلاثًا وعشرين سنة ، ولهذا كان التكليف بكتابة الحديث كله أمرا ًفي غاية الصعوبة والمشقة ، لأنه يشمل جميع أقواله وأفعاله وأحواله وتقريراته - صلى الله عليه وسلم - ولِما يحتاجه هذا العمل من تفرغ عدد كبير من الصحابة له ، مع الأخذ في الاعتبار أن الصحابة كانوا محتاجين إلى السعي في مصالحهم ومعايشهم ، وأنهم لم يكونوا جميعا يحسنون الكتابة ، بل كان الكاتبون منهم أفراداً قلائل ، فكان تركيز هؤلاء الكتبة من الصحابة على كتابة القرآن دون غيره حتى يؤدوه لمن بعدهم تامًا مضبوطًا لا يُنْقص منه حرف .
ومن أجل ذلك اقتصر التكليف على كتابة ما ينزل من القرآن شيئاً فشيئاً حتى جمع القرآن كله في الصحف .
وكان الخوف من حدوث اللبس عند عامة المسلمين فيختلط القرآن بغيره - وخصوصاً في تلك الفترة المبكرة التي لم يكتمل فيها نزول الوحي - أحد الأسباب المهمة التي منعت من كتابة السنة .
ثم إنه لم يحصل لحفاظ السنة في عهد الصحابة ما حصل لحفاظ القرآن ، فقد استحرَّ القتل بحفاظ القرآن من الصحابة ، أما السنة فإن الصحابة الذي رووا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا كثر ، ولم يحصل أن استحر القتل فيهم قبل تلقي التابعين عنهم .
ومن الأسباب أيضاً أن السنة كانت متشعبة الوقائع والأحداث فلا يمكن جمعها كلها بيقين ، ولو جمع الصحابة ما أمكنهم فلربما كان ذلك سبباً في رد من بعدهم ما فاتهم منها ظناً منهم أن ما جمع هو كل السنة .
ثم إن جمعها في الكتب قبل استحكام أمر القرآن كان عرضة لأن يُقبِل الناس على تلك الكتب ، ويدعوا القرآن ، فلذلك رأوا أن يكتفوا بنشرها عن طريق الرواية ، وبعض الكتابات الخاصة .
أضف إلى ذلك أن القرآن يختلف عن السنة من حيث أنه متعبد بتلاوته ، معجز في نظمه ولا تجوز روايته بالمعنى ، بل لا بد من الحفاظ على لفظه المنزل ، فلو ترك للحوافظ فقط لما أمن أن يزاد فيه حرف أو ينقص منه ، أو تبدل كلمة بأخرى ، بينما السنة المقصود منها المعنى دون اللفظ ، ولذا لم يتعبد الله الخلق بتلاوتها ، ولم يتحداهم بنظمها ، وتجوز روايتها بالمعنى ، وفي روايتها بالمعنى تيسير على الأمة وتخفيف عنها في تحملها وآدائها .
وقد بلَّغ - صلى الله عليه وسلم - الدين كله وشهد الله له بهذا البلاغ فقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } (7) ، ووجود السنة بين الأمة جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم فيه أبلغ دلالة على تبليغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - إياها لأمته وبالتالي لم يضع نصف ما أوحاه الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما زعم الزاعمون - ، بل الجميع يعلم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتمتعون بحوافظ قوية ، وقلوب واعية ، وذكاء مفرط ، مما أعانهم على حفظ السنة وتبليغها كما سمعوها ، مستجيبين في ذلك لحث نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لهم في الحديث الذي رواه الترمذي و غيره بقوله ( نضر الله امرءاً سمع مني مقالة فحفظها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع).
فتم ما أراده النبي - صلى الله عليه وسلم - من حفظ السنة وتبليغها ، ويكون بذلك - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ دين الله عز وجل كاملاً ولم ينقص منه شيئاً .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :22 09:22:53 PM
الشبهة الثالثة
ومن الشبهات التي يرددها المستشرقين و أذنابهم هو ما فهموه من قوله تعالى{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (8) ، وقوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } (9).
فقالوا : إن هذه الآيات وأمثالها تدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء من أمور الدين ، وكلَّ حُكم من أحكامه ، وأنه بيَّن ذلك وفصَّله بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر ، وإلا كان الكتاب مفرِّطاً فيه ، ولما كان تبياناً لكل شيء ، فيلزم الخُلْف في خبره سبحانه وتعالى .

الرد على هذه الشبهة و تفنيدها :
وجواباً على هذه الشبهة يقال : ليس المراد من الكتاب في قوله تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (10) القرآن ، وإنما المراد به اللوح المحفوظ ، فإنه هو الذي حوى كل شيء ، واشتمل على جميع أحوال المخلوقات كبيرها وصغيرها ، جليلها ودقيقها ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، على التفصيل التام ، بدلالة سياق الآية نفسها حيث ذكر الله عز وجل هذه الجملة عقب قوله سبحانه : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } (11)أي مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم كل ذلك مسطور مكتوب في اللوح المحفوظ لا يخفى على الله منه شيء .
وعلى التسليم بأن المراد بالكتاب في هذا الآية القرآن ، كما هو في الآية الثانية وهي قوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ }(12) فالمعنى أنه لم يفرِّط في شيء من أمور الدِّين وأحكامه ، وأنه بيَّنها جميعاً بياناً وافياً .
ولكن هذا البيان إما أن يكون بطريق النص مثل بيان أصول الدين وعقائده وقواعد الأحكام العامة ، فبيَّن الله في كتابه وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج ، وحِلِّ البيع والنكاح ، وحرمة الرِّبا والفواحش ، وحِلِّ أكل الطيبات وحُرْمة أكل الخبائث على جهة الإجمال والعموم ، وتَرَك بيان التفاصيل والجزئيات لرسوله صلى الله عليه وسلم .

ولهذا لما قيل لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير : " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن .
وروي عن عمران بن حصين أنه قال لرجل يحمل تلك الشبهة : إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا وإن السنة تفسر ذلك "
وإما أن يكون بيان القرآن بطريق الإحالة على دليل من الأدلة الأخرى التي اعتبرها الشارع في كتابه أدلة وحُجَجاً على خلقه .
فكل حكم بينته السنَّة أو الإجماع أو القياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة ، فالقرآن مبَيِّن له حقيقة ، لأنه أرشد إليه وأوجب العمل به ، وبهذا المعنى تكون جميع أحكام الشريعة راجعة إلى القرآن .
فنحن عندما نتمسك بالسنة ونعمل بما جاء فيها إنما نعمل في الحقيقة بكتاب الله تعالى ، ولهذا لما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله " بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأتِ { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }(13) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه .
وحُكِي أن الشافعي رحمه الله كان جالساً في المسجد الحرام فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى ، فقال رجل : ما تقول في المُحْرِم إذا قتل الزُّنْبُور ؟ فقال لا شيء عليه ؟ فقال : أين هذا في كتاب الله ؟ فقال : قال الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } ، ثم ذكر إسناداً إلى النبي في الحديث الذي رواه الترمذي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) ، ثم ذكر إسناداً إلى عمر رضي الله عنه أنه قال " للمُحْرِم قتل الزُّنْبُور " فأجابه من كتاب الله قال الإمام الخطابي رحمه الله " أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ ، إلا أن البيان على ضربين : بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً ، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى قوله سبحانه : { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان " , وبذلك يتبين ضلال هؤلاء وسوء فهمهم وتهافت شبهاتهم ، وأنه لا منافاة بين حجية السنة وبين كون القرآن تبياناً لكل شيء ، والحمد لله أولاً وآخراً .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :24 09:24:29 PM
الشبهة الرابعة :
ومن شبهاتهم أيضا تمسكهم بجملة أخبارٍ منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تؤيد بحسب زعمهم - ما ذهبوا إليه من عدم الاحتجاج بالسنة ، ووجوب عرض ما جاء فيها على كتاب الله .
ومن هذه الأخبار ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا اليهود فحدّثوه فخطب الناس فقال : ( إن الحديث سيفشو عنِّي ، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي ) ، فقالوا : إذا أثبتت السنة حكماً جديداً فإنها تكون غير موافقة للقرآن ، وإن لم تثبت حكماً جديداً فإنها تكون لمجرد التأكيد فالحجة إذاً في القرآن وحده .
ومن هذه الأخبار التي استدلوا بها ما روِي أنه - صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ، قلته أم لم أقله فصدّقوا به ، فإني أقول ما يُعرَف ولا يُنكَر ، وإذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تنكرونه ولا تعرفونه فلا تصدِّقوا به ، فإني لا أقول ما يُنكَر ولا يُعرَف ) ، فقالوا هذا يفيد وجوب عرض الحديث المنسوب إليه - صلى الله عليه وسلم - على المستحسن المعروف عند الناس من الكتاب أو العقل ، فلا تكون السنة حجَّة حينئذ .
ومن تلك الأخبار أيضاً ما رُوِي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ، ولا أحرِّم إلا ما حرَّم الله في كتابه ) ، وفي رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ، فإني لا أحلُّ لهم إلا ما أحلَّ الله ولا أحرَّم عليهم إلا ما حرَّم الله ) .
هذه هي خلاصة الشبه التي أوردوها ، وهي شبه ضعيفة متهافتة لا تثبت أمام البحث والنظر الصحيح ، وتدل على مبلغ جهلهم وسوء فهمهم .

الرد على هذه الشبهة و تفنيدها :
أما الحديث الأول : ( إن الحديث سيفشو عني .... ) فإن أحاديث العرض على كتاب الله كلها ضعيفة لا يصح التمسك بشيء منها كما ذكر أهل العلم ، فمنها ما هو منقطع ، ومنها ما بعض رواته غير ثقة أو مجهول ، ومنها ما جمع بين الأمرين ، وقد بَيَّن ذلك ابن حزم و البيهقي ، و السيوطي ، وقال الشافعي في الرسالة : " ما روَى هذا أحدٌ يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير ، وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن لا نقبل هذه الرواية في شيء " ، بل نقل ابن عبد البر في جامعه عن عبد الرحمن بن مهدي قوله : " الزنادقة والخوارج وضعوا هذا الحديث " ، ثم قال : " وهذه الألفاظ لا تصح عنه - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه " .
بل إن الحديث نفسه يعود على نفسه بالبطلان ، فلو عرضناه على كتاب الله لوجدناه مخالفاً له ، فلا يوجد في كتاب الله أن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقبل منه إلا ما وافق الكتاب ، بل إننا نجد في القرآن إطلاق التأسي به - صلى الله عليه وسلم والأمر بطاعته ، والتحذير من مخالفة أمره على كل حال ، فرجع الحديث على نفسه بالبطلان .
ومما يدل على بطلانه كذلك معارضته الصريحة لقوله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أبو داود : ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ).

وعلى التسليم بصحة الخبر فليس المراد منه أن ما يصدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم نوعان : منه ما يوافق الكتاب فهذا يُعمل به ، ومنه ما يخالفه فهذا يُردُّ ، بل لا يمكن أن يقول بذلك مسلم ، لأن في ذلك اتهاماً للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه يمكن أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، وكيف لمؤمن أن يقول ذلك وقد ائتمنه الله على وحيه ودينه وقال له : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي }(14) .
فالرسول عليه الصلاة والسلام معصوم من أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، ولا يمكن أن يوجد خبر صحيح ثابت عنه مخالفٌ لما في القرآن .
فيكون معنى الحديث إذاً : " إذا رُوِي لكم حديث فاشتبه عليكم هل هو من قولي أو لا فاعرضوه على كتاب الله ، فإن خالفه فردُّوه فإنه ليس من قولي " ، وهذا هو نفسه الذي يقوله أهل العلم عندما يتكلمون على علامات الوضع في الحديث ، فإنهم يذكرون من تلك العلامات أن يكون الحديث مخالفاً لمحكمات الكتاب ، ولذلك قال " فما أتاكم يوافق القرآن : فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي".
وعندما نقول : إن السنة الصحيحة لابدَّ وأن تكون موافقة للقرآن غير مخالفة له ، فلا يلزم أن تكون هذه الموافقة موافقة تفصيلية في كل شيء ، فقد تكون الموافقة على جهة الإجمال ، فحين تبين السنة حكماً أجمله القرآن ، أو توضِّح مُشْكِلاً ، أو تخصص عامَّاً ، أو تقييد مطلقاً ، أو غير ذلك من أوجه البيان ، فهذا البيان في الحقيقة موافق لما في القرآن ، غير مخالف له .
بل حتى الأحكام الجديدة التي أثبتتها السنة ودلَّت عليها استقلالاً ، هي أيضاً أحكام لا تخالف القرآن ، لأن القرآن سكت عنها على جهة التفصيل ، وإن كان قد أشار إليها وتعرض لها على جهة الإجمال حين قال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (15) .
وأما الحديث الثاني : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ....) ، فرواياته ضعيفة منقطعة كما قال البيهقي و ابن حزم وغيرهما ، فضلاً عما فيه من تجويز الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - وذلك في عبارة : ( ما أتاكم من خبر فهو عنِّي قلته أم لم أقله ) ، وحاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمح بالكذب عليه وهو الذي تواتر عنه قوله في الصحيحين : ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار ) .
وقد رُوي هذا الحديث من طرق مقبولة ليس فيها لفظ ( قلته أم لم أقله ) منها رواية صحيحة أخرجها الإمام أحمد : ( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )
والمراد منه أن من أدلَّة صحة الحديث وثبوته أن يكون وفق ما جاءت به الشريعة من المحاسن ، وأن يكون قريباً من العقول السليمة والفطر المستقيمة ، فإن جاء على غير ذلك كان دليلاً على عدم صحته ، وهذا هو الذي يقوله علماء الحديث عند الكلام على العلامات التي يعرف بها الوضع وليس هذا مجال بسطها .
نعم قد تقصر عقولنا عن إدارك الحكمة والعلَّة ، فلا يكون ذلك سبباً في إبطال صحة الحديث وحجيته ، فمتى ما ثبت الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب علينا قبوله وحسن الظن به ، والعمل بمقتضاه ، واتهام عقولنا ، قال ابن عبد البر : كان أبو إسحاق إبراهيم بن سيار يقول : " بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من فم القربة ، فكنت أقول : إن لهذا الحديث لشأناً ، وما في الشرب من فم القربة حتى يجيء فيه هذا النهي ؟ فلما قيل لي : إن رجلاً شرب من فم القربة فوكعته حية فمات ، وإن الحيات والأفاعي تدخل أفواه القرب علمت أن كل شيء لا أعلم تأويله من الحديث أن له مذهباً وإن جهلته ".
وأما الحديث الثالث : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ....) ، فهو حديث منقطع في كلتا روايتيه كما قال الشافعي و البيهقي و ابن حزم .
وعلى فرض صحته فليس فيه أيُّ دلالة على عدم حجية السنة بل المراد بقوله : ( في كتابه ) ما أوحى الله إليه - كما قال البيهقي - فإن ما أوحى الله إلى رسوله نوعان : أحدهما وحي يتلى ، والآخر وحي لا يتلى ، ففسَّرَ الكتاب هنا بما هو أعم من القرآن .
وقد ورد في السنة استعمال الكتاب في هذا المعنى في الحديث الذي رواه الإمام البخاري حيث قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، الوليدة والغنم ردٌّ ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ، اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا إليها فاعترفت فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرُجِمت ، فجعل - صلى الله عليه وسلم -حكم الرجم والتغريب في كتاب الله ، مما يدُلُّ على أن المراد عموم ما أوحي إليه .
وحتى لو سلمنا أن المراد بالكتاب القرآن ، فإن ما أحلَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو حرمه ولم ينص عليه القرآن صراحة ، فهو حلال أو حرام في القرآن لقول الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }(16) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرم الله ) رواه الترمذي وغيره .
وأما رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ...) ، فقد قال فيها الشافعي إنها من رواية طاووس وهو حديث منقطع .
وعلى افتراض ثبوتها فليس معناها تحريم التمسك بشيء مما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أو الاحتجاج به .

وإنما المراد أنه -صلى الله عليه وسلم - في موضع القدوة والأسوة ، وأن الله عز وجل قد خصَّه بأشياء دون سائر الناس فأبيح له ما لم يبح لغيره ، وحُرِّم عليه ما لم يُحرَّم على غيره ، فكان المعنى : لا يتمسكن الناس بشيء من الأشياء التي خصني الله بها ، وجعل حكمي فيها مخالفاً لحكمهم ، ولا يقس أحدٌ نفسه عليَّ في شيء من ذلك ، فإن الحاكم في ذلك كله هو الله تعالى ، فهو الذي سوى بيني وبينهم في بعض الأحكام ، وفرَّق بيني وبينهم في بعضها الآخر .
وبهذا يتبين أن الأحاديث التي استند إليها أصحاب هذه الشبهة منها ما لم يثبت عند أهل العلم ، ومنها ما ثبت ولكن ليس فيه دليل على دعواهم ، فلم يبق لهؤلاء الذين نابذوا السنة ، وتأولوا القرآن على غير وجهه - من حجة إلا اتباع الهوى ، وصدق الله إذ يقول :{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .(17)

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :25 09:25:54 PM
الشبهة الخامسة :
خلاصة هذه الشبهة قولهم: إن السنة لم تكن شرعاً عند النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون سنته مصدراً تشريعياً للدين وما قال شيئاً أو فعله بقصد التشريع ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أن يكون ثمة مصدر تشريعي سوى القرآن المجيد بل كان مصدر التشريع عند الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن وحده وكذلك فهم الصحابة رضوان الله عليهم وجاء عهد التابعين الذين بدأت فيه فتنة القول بالسنة وأنها مصدر من مصادر التشريع وكانت تلك قاصمة الظهر بالنسبة للدين حيث دخل فيه ما ليس منه واختلط بالوحي الصحيح الخالص الذي هو القرآن ما ليس من الوحي بل هو كلام البشر التي هي السنة النبوية
وهم يزعمون أن لهم أدلة على ذلك وهي :
1.أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بكتابة القرآن الكريم وحضهم على ذلك ونهى أصحابه عن كتابة شيء من السنة قولاً كانت أو فعلا وذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه )(18)
2. أن الصحابة رضوان عليهم عرفوا من النبي صلى الله عليه و سلم أن السنة ليست شرعاً فأهملوا كتابتها وحفظها رغم اهتمامهم الشديد بكتابة القرآن المجيد على كل ما يصلح أن يُكْتب عليه.
3. أن كبار الصحابة رضوان الله عليهم ومنهم الخلفاء الراشدون كانوا يكرهون رواية الأحاديث ويحذرون منها وكان عمر رضي الله عنه يهدد رواة الحديث ويتوعدهم وقد حبس عمر بن الخطاب عدداً من الصحابة بسبب روايتهم للحديث تنفيذاً لوعيده وتهديده إياهم بعدم رواية الحديث.

الرد على الشبهة وتفنيدها :
يمكن أن نرد على هذه الشبهة في عدة نقاط :
1.أما قولهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة الحديث بينما حضَّ على كتابة القرآن وحفظه وكان له صلى الله عليه وسلم كتبة القرآن فقول مبالغ فيه ويقوم على التدليس وذكر بعض الحق وإخفاء البعض وليس من شك في أن القرآن المجيد قد لقي من العناية بكتابته وحفظه ما لم يكن للسنة النبوية فهو مصدر الدين الأول وهو أعلى من السنة منزلة وقداسة وهو أحق بالعناية والاهتمام بكتابته وحفظه لذلك حظي القرآن من العناية بما لم تحظ به السنة وبخاصة تدوينها وكتابتها والأسباب التي جعلت الصحابة يهتمون بكتابة القرآن فوق اهتمامهم بكتابة السنة كثيرة. منها : أن القرآن الكريم محدود بحدود ما ينزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم فكتابته والإحاطة به أيسر وهم على ذلك أقدر أما السنة النبوية من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله فكثيرة ومتشعبة تتضمن أقواله عليه السلام وأفعاله اليومية وعلى مدى ثلاث وعشرين سنة عاشها صلى الله عليه وسلم بينهم وهذا أمر يشق كتابته وتدوينه وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار ندرة أو قلة الكاتبين بين الصحابة رضوان الله عليهم ومنها : أن كتابة القرآن ضرورة يفرضها ويحتمها كون القرآن العظيم وحي الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ولا تجوز روايته بالمعنى أما السنة فتجوز روايتها بالمعنى ويجوز في السنة أن يقول القائل : " أو كما قال " وما هو من قبيلها وليس ذلك جائزاً في القرآن ومنها : أن الكاتبين بين الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قلة وليس في مقدورهم أن يكتبوا السنة والقرآن معاً وإذا كان ثمة اختيار بين أيهما يكتب الصحابة العارفون الكتابة فليكن المكتوب هو القرآن وذلك حتى يسلموه لمن بعدهم محرراً مضبوطاً تاماً لم يزد فيه ولم ينقص منه حرف.
وأما احتجاجهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة غير القرآن، وغير القرآن هو السنة فهو احتجاج باطل من وجوه. أولها:
أن هذا الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني، ومـن كتب عني غير القرآن فليمحه ). هذا الحديث معلول أعله أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله البخاري وغيره بالوقف على أبي سعيد ". ولو صرفنا نظراً عن هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نهى عن الكتابة، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم الإذن بها بل الأمر بها في أحاديث أخر ولذلك قلنا إن استدلالهم فيه تدليس حيث ذكروا حديث النهي ولم يشيروا إلى أحاديث الإذن وهي كثيرة منها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح فقال “ إن الله حبس عن مكة القتل –أو الفيل الشك من البخاري وسلط عليهم رسول الله والمؤمنون .. " ولما انتهى من خطبته جاء رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( اكتبوا لأبي شاة )(19)
ومنها : ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فقد كان يكتب ولا أكتب (20). ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن بعض الصحابة حدثه فقال : إنك تكتب عن رسول الله كل ما يقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم - بشر يغضب فيقول ما لا يكون شرعاً، فرجع عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قيل له، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج من فمي إلا الحق) (21) وهذه الروايات في الصحيح وهناك غيرها ضعيف وهي كثيرة فإذا ما وازنا بين روايات المنع وروايات الإذن “ وجدنا أبا بكر الخطيب رحمه الله (ت463هـ ) قد جمع روايات المنع فلم يصح منها إلا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه السابق ذكره وقد بينا أن الإمام أبا عبد الله البخاري قد أعله بالوقف على أبي سعيد وكذلك فعل غيره (22) بينما أحاديث الإذن كثيرة والصحيح منها كثير روينا بعضه ومنها : إضافة إلى ما سبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته :( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ) . (23)
وقد اجتهد العلماء في الجمع بين أحاديث الإذن وأحاديث المنع، فنتج عن ذلك آراء أهمها :
أ.أن ذلك من منسوخ السنة بالسنة أي أن المنع جاء أولاً ثم نسخ بالإذن في الكتابة بعد ذلك وإلى ذلك ذهب جمهرة العلماء، ومنهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث وقد قالوا إن النهي جاء أولاً خشية التباس القرآن بالسنة فلما أمن الالتباس جاء الإذن.
ب.أن النهي لم يكن مطلقاً، بل كان عن كتابة الحديث والقرآن في صحيفة واحدة أما في صحيفتين فمأذون به.
ج.أن الإذن جاء لبعض الصحابة الذين كانوا يكتبون لأنفسهم، ويؤمن عليهم الخلط بين القرآن والسنة.
وهناك آراء غير ذلك لكن الذي يتضح من روايات المنع وروايات الإذن أن الإذن جاء آخراً فإن كان نسخ فهو الناسخ للمنع وهذا الذي رواه الجمهور.
وبهذا يسقط استدلالهم بحديث المنع الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه هذا الحديث الذي يعدونه حجر الزاوية في احتجاجهم بعدم تشريعية أو حجية السنة ويكثرون اللجاج به .
2.أما قولهم إن الصحابة رضوان الله عليهم قد فهموا من النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة ليست شرعاً فانصرفوا عنها، ولم يهتموا بكتابتها أو الالتزام بها فهذا من الكذب والمكابرة والمطلع على المدونات في كتب السنة وتاريخ العلوم وما كتب العلماء في مواقف الأمة المسلمة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة موقف الصحابة رضوان الله عليهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع بكذب هؤلاء ويعجب من مدى تبجحهم وافترائهم على الحق إلى حد قلب الأوضاع وعكس الأمور. فقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحرص الخلق على ملاحظة أقوال رسول الله – صلى الله عليه وسلم وأفعاله وحفظها والعمل بها بل بلغ من حرصهم على تتبع كل صغيرة وكبيرة وحفظها ووعيها والعمل بها أن كانوا يتناوبون ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث عنه البخاري بسنده المتصل إليه. يقول : " كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوماً فإذا نـزلت جئته بخبر ذلك اليوم وإذا نزل فعل مثل ذلك" وما كان ذلك إلا لحرصهم الشديد على معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعها والالتزام بها ...
وقد كان الصحابة يقطعون المسافات الطويلة ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم الله في بعض ما يعرض لهم يروي البخاري عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه أن امرأة أخبرته أنها أرضعته هو وزوجه فركب من فوره من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن حكم الله فيمن تزوج امرأة لا يعلم أنها أخته من الرضاع ثم أخبرته بذلك من أرضعتهما ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (كيف وقد قيل ؟ ) ففارق زوجه لوقته وتزوجت بغيره ..
وكان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على أن يسألوا أزواج النبي رضوان الله عليهن عن سيرته وسنته في بيته وكانت النساء يذهبن إلى بيوت أزواج النبي يسألنهن عما يعرض لهن وهذا معروف مشتهر غني عن ذكر شاهد أو مثال.
بل لقد بلغ من حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الالتزام بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يلتزمون ما يفعل ويتركون ما يترك دون أن يعرفوا لذلك حكمة، ودون أن يسألوا عن ذلك ثقة منهم بأن فعله صلى الله عليه وسلم وحي فقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ثم نبذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ( إني لن ألبسه أبداً ) فنبذ الناس خواتيمهم ". (24)
وروى القاضي عياض في كتابه " الشفا " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعها عن يساره فلما رأى القوم ذلك ألقوا نعالهم فلما قضى صلاته قال : ( ما حملكم على إلقاء نعالكم) ؟ قالوا : يا رسول الله رأيناك ألقيت نعليك، فقال : ( إن جبريل أخبرني أن فيهمــا قذرا) (25)
وأورد ابن عبد البر في “ جامع بيان العلم وفضله " عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه جاء يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فسمعه يقول : ( اجلسوا ) فجلس بباب المسجد أي حيث سمع النبي يقول ذلك فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (تعال يا عبد الله بن مسعود)
إلى هذا الحد بلغ حرص الصحابة رضوان الله عليهم على معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله والالتزام بها والاستجابة لأمره ونهيه من فورهم كما فعل عبد الله بن مسعود ومن غير أن يدركوا حكمة الفعل كما في إلقائهم نعالهم في الصلاة ونبذهم خواتيم الذهب ولم يكن ذلك إلا استجابة لله تعالى في أمره بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم والاقتداء به كما في قوله عز وجل :(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (26) ثم استجابة لرسوله صلى الله عليه وسلم في أمره الأمة باتباع سنته والالتزام بها كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عني مناسككم ) (27) وقوله عليه الصلاة والسلام : (صلوا كما رأيتموني أصلي) (28). وقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) (29) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة .. ) (30)
هذا قليل من كثير مما يبين موقف الصحابة رضوان الله عليهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موقف يتسم بالحرص الشديد والاهتمام البالغ على معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظها والالتزام بها بل وتبليغها إلى من يسمعها استجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نضر الله امرأ سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع ) (31)
ومن هذا يتبين مدى كذب أعداء السنة وأعداء الله ورسوله في ادعائهم الذي سلف ذكره.
3-وأما دعواهم بأن كبار الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يكرهون رواية الحديث وكان عمر رضي الله عنه يتهدد رواة السنة وأنه نفذ وعيده فحبس ثلاثة من الصحابة بسبب إكثارهم من رواية السنة فهذا كذب يضاف إلى ما سبق من دعاواهم الكاذبة وفيه جانب من التدليس الذي لا يخلو عنه كلامهم.
أما أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يكرهون رواية الحديث فهذا باطل والحق أنهم كانوا يخشون روايتها ويهابون من ذلك لعظم المسؤولية ووعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من يكذب عليه في قوله عليه السلام ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (32) ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم بين أمرين هم حريصون على كل منهما أولهما : تبليغ دين الله إلى من يليهم من الأمة ثانيهما : التثبت والتحري الشديد لكل ما يبلغونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك كان الواحد منهم يمتقع وجهه، وتأخذه الرهبة وهو يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصواب إذن أن الصحابة كانوا يهابون رواية الحديث بسبب شدة خوفهم من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الخطأ فيما يروون وليس كما يزعم هؤلاء أن ذلك لأنهم كانوا يرون السنة غير شرعية أو أنها ليست مصدراً تشريعياً.
أما دعوى حبس عمر رضي الله عنه ثلاثة من أصحابه هم : عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وأبو الدرداء رضي الله عنهم فهذه رواية ملفقة كاذبة، جرت على الألسنة وقد ذكرها البعض كما تجري على الألسنة وتدون في كتب الموضوعات من الأحاديث والوقائع فليس كل ما تجري به الألسنة أو تتضمنه بعض الكتب صحيحاً وقد تولى تمحيص هذه الدعوى الكاذبة الإمام " ابن حزم " رحمه الله في كتابه : “ الإحكام “ فقال :(وروي عن عمر أنه حبس ابن مسعود، وأبا الدرداء وأبا ذر من أجل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن طعن ابن حزم في الرواية بالانقطاع محصها شرعاً فقال : إن الخبر في نفسه ظاهر الكذب والتوليد لأنه لا يخلو : إما أن يكون عمر اتهم الصحابة وفي هذا ما فيه أو يكون نهى عن نفس الحديث وتبليغ السنة وألزمهم كتمانها وعدم تبليغها وهذا خروج عن الإسلام وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، وهذا قول لا يقول به مسلم ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين فلقد ظلمهم فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات أي الطريقين الخبيثين شاء " (33).

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :27 09:27:02 PM
الشبهة السادسة :
و من شبهاتهم أيضا أن بين السنة والقرآن تعارضا في الكثير كما يزعمون أن السنة تتعارض فيما بينها ويرتبون على ذلك النتيجة التي قدموا لها بأنه لا داعي للأخذ بالسنة أي بالأحاديث النبوية .‏

الرد على هذه الشبهة :
إن علماءنا الأفاضل وقفوا أمام شبهة التعارض المزعومة هذه سواء كانت تعارضا مزعوما بين القرآن والحديث أو بين الأحاديث بعضها مع بعض ومن أمثلة التعارض الأول حسب زعمهم أي التعارض بين القرآن والسنة أن يأمر القرآن بقراءة ما تيسر من القرآن في الصلاة في قوله ( فاقرأوا ما تيسر من القرآن )‏ ثم يقول الحديث النبوي : "‏ لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب "‏ ‏ فنقول ببساطة شديدة أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون تعارضا أبدآ و لكنه تخصيص للعام و هذا الأمر من بديهيات علوم الشريعة فأمر القرآن عام خصصته السنة النبوية ومثله قول القرآن (‏ وأحل الله البيع وحرم الربا )‏ فهو عام في كل أنواع البيع لكن يجئ الحديث النبوي ليخصص أنواعا بعينها بطريقة بعينها في البيع فيقول :‏ "‏ الذهب بالذهب مثلا بمثل ويدا بيد والفضل ربا إلخ "‏ ولا تعارض لأن السنة وهى البيان التفصيلي لما يجمل في القرآن كما تصرح الآية (‏ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )‏ .‏
ومن النوع الثاني ‏ أي تعارض حديث مع حديث ما روى عن استحباب الوضوء بعد الأكل من طعام مسته النار مثل :‏ من أكل لحم جزور فليتوضأ وتوضأوا فيما مست النار ثم جاء الحديث الآخر كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ترك الوضوء مما مست النار فلا تعارض هنا ولكن الحديث الأخير غير الحكم في الحديث الذي سبقه فهو ما يسميه علماء الحديث النسخ أي تغيير المتأخر للحكم المتقدم ولا تعارض فيه ‏
ومسائل كثيرة قد تحدث شبهة كاستثناء الخاص من العام كقوله تعالى (‏ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )‏ ثم يأتي الحديث ليقيد حج النساء باشتراط أن يكون مع المرأة محرم "‏ لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها "‏ فهذا استثناء للخاص من العام وأيضا لا تعارض فيه .‏
فهذه المسائل وغيرها قد عنى بدراستها وتوضيح ما يصنع الشبهة فيها عنى بها علماء السنة وأفردوا لها التصانيف المختلفة التي حولتها من مواطن اشتباه أو مآخذ كما يتلمس الكارهون إلى حيث أصبحت جميعها مصدر سعة وثراء ورفع للحرج عن الإنسان في التشريع الإسلامي يحسب له ولا يعاب عليه .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :28 09:28:19 PM
الشبهة السابعة :
إن حَمَلَةَ السنة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كانوا جنودا للسلاطين والملوك في العصر الأموي والعباسي فكانوا يضعون لهم من الأحاديث ما يوافق رغباتهم ويثبت ملكهم.

الرد على هذه الشبهة :
ولقد أجاب الدكتور مصطفى السباعي على هذا الزعم الباطل في كتابه مكانة السنة في التشريع الإسلامي فقال: "إن أعداء الإسلام من غلاة الشيعة والمستشرقين ودعاة الإلحاد لم يصلوا ولن يصلوا إلى مدى السمو الذي يتصف به رواة السنة من الترفع عن الكذب حتى في حياتهم العادية بل ولن يصل أعداء الإسلام إلى مبلغ الخوف الذي استقر في نفوسهم بجنب الله خشية ورهبة، ولا مدى استنكارهم لجريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال منهم من قال بكفر من يفعل ذلك وقَتْلِهِ وعدم قبول توبته إن أعداء الإسلام معذورون إذ لم يفهموا عن علمائنا هذه الخصائص لأنه لا يوجد لها ظل في نفوسهم ولا فيمن حولهم، ومن اعتاد الكذب ظن في الناس أنهم أكذب منه واللص يظن الناس لصوصا مثله وإلا فمن الذي يقول في قوم جاهروا بالإنكار على بعض ولاتهم لأنهم خالفوا بعض أحكام السنة وتعرض بعضهم للضرب والإهانة والتنكيل في سبيل الجهر بكلمة الحق من يقول: إن هؤلاء استباحوا لأنفسهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضيفوا إلى سنته أحكاما لم يقلها".ا هـ
نعم إن قوما لم يحابوا في حكمهم على الرجال أحدا لا أبا ولا ابنا ولا أخا ولا صديقا ولا شيخا إن ذلك لَعُنوَانُ صدق ديانتهم ونزاهتهم وأمانتهم وعنوان إجلال الحفاظ للسنة النبوية الشريفة وأنها عندهم أغلى من الآباء والأجداد والأولاد والأحفاد فكانوا مضرب المثل في الصدق والتقوى والأمانة.
وهاك أمثلةً على نزاهتهم في حكمهم على الرجال :
1- المُجَرِّحُونَ لآبائهم:
الإمام علي بن المديني سئل عن أبيه فقال: "سلوا عنه غيري" فأعادوا المسألة، فأطرق ثم رفع رأسه فقال: "هُوَ الدِّينُ، إِنَّهُ ضَعِيفٌ".
2- المجرحون لأبنائهم:
الإمام أبو داود السجستاني "صاحب السنن" قال: "ابني عبد الله كذاب". ونحوه قول الذهبي في ولده أبي هريرة: "إنه حفظ القرآن، ثم تشاغل عنه حتى نسيه".
3- المجرحون لإخوانهم:
زيد بن أبي أنيسة قال: "لا تأخذوا عن أخي يحيى المذكور بالكذب".
4- المجرحون لأصهارهم وأختانهم:
شعبة بن الحجاج قال: "لو حابيت أحدا لحابيت هشام بن حسان كان خَتَنِي، ولم يكن يحفظ".
5- المجرحون لبعض أقاربهم:
أبو عروبة الحراني: "قال الذهبي في ترجمة الحسين بن أبي السري العسقلاني: "قال أبو عروبة: هو خال أمي، وهو كذاب".
6- ومن الذين لم يحابوا مشايخهم:
روى الإمام ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما فقال: قد رضيت بالأحول يعني: يحيى بن سعيد القطان، فما برحنا حتى جاء يحيى فتحاكموا إليه فقضى على شعبة وهو شيخه ومنه تعلم وبه تخرج، فقال له شعبة: ومن يطيق نقدك - أو من له مثل نقدك - يا أحول؟!
قال ابن أبي حاتم:
هذه غاية المنزلة ليحيى بن سعيد القطان إذ اختاره شيخه شعبة من بين أهل العلم، ثم بلغ من عدالته بنفسه وصلابته في دينه أن قضى على شعبة شيخه ومعلمه".
وبلغ من نزاهة أئمة الحديث أنهم كانوا لا يقبلون شفاعة إخوانهم للسكوت عمن يرون جرحه وكيف يرتضون تلك الواسطة وهم الذين طعنوا في أبنائهم وآبائهم وإخوانهم لما رأوا منهم ما يستوجب القدح.
أما عن موقف الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة الإسلام من ملوكهم وأمرائهم فالنماذج المشرفة الدالة على ذلك كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر موقف أبي سعيد الخدري من مروان والي المدينة، وموقـف ابن عمر من الحجاج وموقف الإمام الزهري مع هشـام بن عبد الملك الأموي وغيرهم الكثير و الكثير .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :29 09:29:27 PM
الشبهة الثامنة :
وهذه الشبهة هي إختلاف المحدثين في التوثيق والتضعيف .
لقد اعتبر الطاعنون اختلاف علماء الحديث في توثيق الرجال وتضعيفهم مطعنا في منهجهم، ويلزم من ذلك أن يوثقوا من لا يستحق التوثيق، ويضعفوا من لا يستحق التضعيف، وينتج عنه تصحيح أحاديث لم تبلغ درجة الصحة، ولذلك حكموا على كثير من الأحاديث بالصحة وهي ليست كذلك.

الرد على هذه الشبهة :
ما وضعه علماء الحديث من قواعد وأصول ثابتة لتوثيق الرواة وتضعيفهم ينفي ما قالوا، ولم ينطلقوا رحمهم الله في تعديل الرواة وتجريحهم من هوى، وإنما كانوا يفعلون ذلك حسبة لله وتدينا، ولذلك كثر قولهم: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".
ولقد قام علم عظيم وضعت له القواعد وأسست له الأسس، وجعل مقياسا دقيقا ضبطت به أحوال الرواة من حيث التوثيق والتضعيف، ذلك "علم الجرح والتعديل" الذي لا نظير له عند أمة من الأمم.
والذي يطالع كتب علوم الحديث يقف مبهورا أمام هذا العلم فائقِ الدقة، البالغ الإحكام، الذي لا يمكن أن يكون وضع صدفة أو جاء عفوا، وإنما بذلت فيه جهود، وتعبت فيه أجسام، وسهرت فيه أعين حتى بلغ إلى قمة الحسن ومنتهى الجودة.
ونتناول من هذا العلم ثلاثة أسئلة يتضح من خلالها فساد هذا الزعم وبطلانه.
أولا: من هو الراوي الذي يقبل حديثه؟.
ثانيا: كيف يوثق؟.
ثالثا: إذا تعارض فيه توثيق وتضعيف، ما العمل إذا؟ وما الذي أدى إلى ذلك؟.
والجواب على هذه الأسئلة:
أولا: لقد نص علماء الحديث على صفات معينة متى توفرت تلك الصفات في شخص معين قبلت روايته واحتج بحديثه.
قال ابن الصلاح - رحمه الله: "وأجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدلا ضابطا لما يرويه. وتفصيله أن يكون مسلما بالغا عاقلا، سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة، متيقظا غير مغفل، حافظا إن حدث من حفظه، ضابطا لكتابه إن حدث من كتابه. وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالما بما يحيل المعاني".
فهذا هو الثقة الذي تقبل روايته وهو الذي جمع بين شرطي العدالة والضبط. ثانيا: يوثق الراوي إذا ثبتت عدالته بالاستفاضة، أو باشتهاره بين أهل العلم بالثناء والخير، أو بتعديل عالم أو أكثر، وثبت ضبطه بموافقة روايته للثقات المتقنين في الغالب.
ويقبل تعديل الراوي ولو لم يذكر سببه وذلك لكثرة أسباب التعديل ومشقة ذكرها.
وأما جرحه فلا يقبل إلا إذا بين سببه؛ لأن الجرح يحصل بأمر واحد، ولا مشقة في ذكره، إضافة إلى اختلاف الناس في أسبابه.
ثالثا: إذا تعارض جرح وتعديل في راو معين قدم الجرح إذا كان مفسرا ولو زاد عدد المعدلين، وعلى ذلك جمهور العلماء؛ لأن مع الجارح زيادة علم خفيت عن المعدل، فالمعدل يخبر عن ظاهر حال الراوي، والمجروح يخبر عن أمر باطن، وهذا شرط مهم؛ فإنهم لم يقبلوا الجرح إذا تعارض مع التعديل إلا إذا كان مفسرا، وهذا ما استقر عليه الاصطلاح.
يقول الدكتور نور الدين عتر:
"لكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها في تقديم الجرح، فقد وجدناهم يقدمون التعديل على الجرح في مواطن كثيرة، ويمكننا أن نقول: إن القاعدة مقيدة بالشروط الآتية:
1ـ أن يكون الجرح مفسرا، مستوفيا لسائر الشروط.
2ـ ألا يكون الجارح متعصبا على المجروح أو متعنتا في جرحه.
3ـ أن يبين المعدل أن الجرح مدفوع عن الراوي، ويثبت ذلك بالدليل الصحيح.
وهذا يدل على أن اختلاف ملحظ النقاد يؤدي إلى اختلافهم في الجرح والتعديل، لذلك قال الذهبي وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال: "لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة". وهذا؛ لأن الثقة إذا ضعف يكون ذلك بالنظر لسبب غير قادح، والضعيف إذا وثق يكون توثيقه من الأخذ بمجرد الظاهر.
وقال الحافظ ابن حجر: "والجرح مقدم على التعديل، وأطلق ذلك جماعة ولكن محله إن صدر مبينا من عارف بأسبابه؛ لأنه إن كان غير مفسر لم يقدم فيمن ثبتت عدالته، وإن صدر من غير عارف بالأسباب لم يعتبر به أيضا، فإن خلا المجروح عن تعديل قُبل الجرح فيه مجملا غير مبين السبب إذا صدر من عارف على المختار؛ لأنه إذا لم يكن فيه تعديل فهو في حيز المجهول، وإعمال قول المجروح أولى من إهماله".
كما أنه يجب أن يراعى عند الاختلاف حال المعدل والمجرح؛ لأن ذلك من القرائن التي يرجح بها عند الاختلاف في التوثيق والتضعيف.
قال الإمام الذهبي مبينا أقسام المتكلمين في الرجال من حيث التعنت والتوسط والاعتدال في الجرح والتعديل:
1ـ قسم منهم متعنت في الجرح، متثبت في التعديل، يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث، ويلين بذلك حديثه، وهذا إذا وثق شخصا فعض على قوله بنواجذك، وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلا فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه، ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق، فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسرا، يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلا: هو ضعيف، ولم يوضح سبب ضعفه، وغيره قد وثقه، فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه، وهو إلى الحسن أقرب. وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني متعنتون.
2ـ وقسم في مقابلة هؤلاء، كأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي بكر البيهقي: متساهلون.
3ـ وقسم كالبخاري، وأحمد بن حنبل، وأبي زرعة، وابن عدي: معتدلون منصفون.
وبعد فعلماء الحديث لم ينطلقوا في توثيقهم وتجريحهم، وتصحيحهم وتضعيفهم من خواء وتخبط، وإنما انطلقوا من قواعد متينة وأرض صلبة، في أحكامهم؛ ولذلك برزت هذه الأحكام إلى الوجود في منتهى الدقة، متفقة فيما بينها، متحدة لا شذوذ فيها، منسجمة لا تباين يعتريها، ويعجز كل دعي أن ينقد ما أصلوه بنقد علمي لا مطعن فيه، وبحكم لا قادح فيه.
وهذه شهادة أحد المستشرقين أنفسهم ينقلها الدكتور نورالدين عتر في هذه المسألة وهو (ليوبولد فايس) قال: "إننا نتخطى نطاق هذا الكتاب إذا نحن أسهبنا في الكلام على وجه التفصيل في الأسلوب الدقيق الذي كان المحدثون الأوائل يستعملونه للتثبت من صحة كل حديث، ويكفي من أجل ما نحن هنا بصدده أن نقول: إنه نشأ من ذلك علم تام الفروع، غايته الوحيدة البحث في معاني أحاديث الرسول، وشكلها، وطريقة روايتها.
ولقد استطاع هذا العلم في الناحية التاريخية أن يوجد سلسلة متماسكة لتراجم مفصلة لجميع الأشخاص الذين ذكروا عن أنهم رواة أو محدثون، إن تراجم هؤلاء الرجال والنساء قد خضعت لبحث دقيق من كل ناحية، ولم يعد منهم في الثقات إلا أولئك الذين كانت حياتهم وطريقة روايتهم للحديث تتفق تماما مع القواعد التي وضعها المحدثون، تلك القواعد التي تعتبر على أشد ما يمكن أن يكون من الدقة. فإذا اعترض أحد اليوم من أجل ذلك على صحة حديث بعينه أو على الحديث جملة، فإن عليه هو وحده أن يثبت ذلك".

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :30 09:30:32 PM
الشبهة التاسعة :
ومن شبهاتهم أيضآ أن نقد المحدثين إقتصر على نقد الإسناد ولم يشمل نقد المتون
يقول غاستون ويت: "وقد درس رجال الحديث السنة بإتقان إلا أن تلك الدراسة كانت موجهة إلى السند ومعرفة الرجال والتقائهم وسماع بعضهم من بعض" ثم قال: "لقد نقل لنا الرواة حديث الرسول مشافهة ثم جَمَعَهُ الحُفَّاظ ودوَّنُوه إلا أن هؤلاء لم ينقدوا المتن لذلك لسنا متأكدين من أن الحديث قد وصلنا كما هو عن رسول الله من غير أن يضيف إليه الرواة شيئا عن حسن نية في أثناء روايتهم الحديث".

الرد على هذه الشبهة:
لقد اهتم علماء الحديث اهتماما بالغا بدراسة متن الحديث واستوفوا تلك الدراسة وبذلوا قصارى جهدهم في العناية به بحيث لا يوجد مزيد على ما قدموه.
ولقد كان الهدف الذي يسعون إليه من دراسة الإسناد ونقده وهو تمييز صحيح الحديث من ضعيفة وحماية السنة من العبث والكيد كان ذلك مرتبطا ارتباطا وثيقا بنقد المتن، وقد بينا أن توثيق الراوي لا يتم إلا بثبوت عدالته وضبطه، وهذا الأخير إنما يعرف بمقارنة مرويات الراوي مع مرويات الثقات الآخرين.
ومن الثابت الذي لا جدال فيه عند المحدثين أن صحة إسناد الحديث لا تعني بالضرورة صحة الحديث لأن من شروط الصحيح ألا يكون شاذا ولا معللا والشذوذ والعلة يكونان في السند كما يكونان في المتن فقد يصح إسناد حديث ما ويكون في متنه علة قادحة تقدح في صحته وهكذا الشذوذ ولذا لم تكن دراستهم قاصرة على الأسانيد وإنما بحثوا في علل المتون وشذوذها وجمعت أبحاثهم هذه في علل المتون والأسانيد في مصنفاتهم من كتب العلل وهي كثيرة.
ومن أجل ذلك نشأت علوم لا تكتفي بدراسة الإسناد بل تعني بدراسة الإسناد والمتن جميعا فمن ذلك: الحديث المقلوب، والمضطرب، والمدرج، والمعلل، والمصحف، والموضوع، وزيادة الثقة.
كما أنشئت علوم تتعلق بدراسة المتن خاصة من ذلك غريب الحديث، أسباب وروده، ناسخه ومنسوخة، مشكله، ومحكمه.
وفي هذا بذل المحدثون جهدا لا نظير له ولا مثيل ومن جهودهم في دراسة المتن ما وضعوه من علامات وضوابط يعرف بها وضع الحديث من غير رجوع إلى سنده من ذلك:
1ـ ركاكة اللفظ في المروي: فيدرك من له إلمام باللغة ومعرفتها أن ذلك لا يمكن أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم إذا صرح الراوي بأنه لفظه وإلا فمدار الركة على المعنى وإن لم ينضم إليها ركاكة اللفظ.
2ـ مخالفة الحديث لنص القرآن أو السنة المتواترة: فما يخالف القرآن كحديث: "مقدار الدنيا وإنها ... آلاف سنة" فهو مخالف لقوله تعالى: (يَسأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرسَاهَا قُل إِنَّمَا عِلمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ لَا تَأتِيكُم إِلَّا بَغتَةً يَسأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنهَا قُل إِنَّمَا عِلمُهَا عِندَ اللَّهِ) (34) .
وما يخالف السنة كأحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد، وأن كل من يسمى بهذه الأسماء لا يدخل النار؛ والنار لا يجار منها بالأسماء والألقاب وإنما بالإيمان والعمل الصالح
3ـ ما اشتمل على مجازفات وإفراط في الثواب العظيم على الأمر الصغير، أو وعيد عظيم على فعل يسير: كحديث: من قال: لا إله إلا الله، خلق الله من تلك الكلمة طائرا له
يقول الدكتور صبحي الصالح صاحب كتاب علوم الحديث و مصطلحه مؤكدا عدم تفرقة المحدثين بين السند والمتن في حكمهم على الحديث: "على أننا لا نرتكب الحماقة التي لا يزال المستشرقون، وتلامذتهم المخدوعون بعلمهم" الغزير" يرتكبونها كلما عرضوا للحديث النبوي، إذ يفصلون بين السند والمتن مثلما يفصل بين خصمين لا يلتقيان أو ضرتين لا تجتمعان، فمقاييس المحدثين في السند لا تفصل عن مقاييسهم في المتن إلا على سبيل التوضيح والتبويب والتقسيم، وإلا فالغالب على السند الصحيح أن ينتهي بالمتن الصحيح، والغالب على المتن المعقول المنطقي الذي لا يخالف الحس أن يرد عن طريق صحيح".
فعلماء الحديث - رحمهم الله - درسوا متن الحديث دراسة وافية يعرف قدرها من نظر إلى مؤلفات القوم وما تركوه من ميراث عظيم سارت على ضوئه الأجيال، واعترف بذلك المنصفون، فلا عبرة بما قاله غاستون ويت، ولا بما قاله كل حاقد يريد شرا بديننا القويم فنحن المسلمون بحمد الله نثق في علمائنا الأجلاء ونقدر لهم جهودهم، ونشكر لهم ما بذلوه من جهود في خدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونشهد لهم بذلك وبسلامة منهجهم واستقامته ولا نلتفت إلى طعن الطاعن أو قول مبغض فيهم أبدا بل نكشف قوله ونرد كيده ونمحو أثره وصدق الله إذ يقول: (بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ) .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :31 09:31:47 PM
الشبهة العاشرة :

يقول المستشرق " ماكدونالد " وغيره من المستشرقين : "إن الأحاديث لا تنبني عليها الحقائق التاريخية، وإنها سجل مضطرب كثير الأغلاط التاريخية مما يدل على الوضع في الحديث .


الرد على هذه الشبهة :
الذي يطالع دواوين السنة وخاصة "الصحيحين" يجد حشدا ضخما من الأحاديث النبوية التي تشير إلى وقائع وأحداث تاريخية ماضية كقصص الأنبياء والأمم السابقة وبدء الخلق كما أن هنالك كثيرا من الأحاديث التي تدل على أمور تحدث في المستقبل كأحاديث الفتن وغيرها وكثير من هذه الأحاديث صحيح وثابت تلقته الأمة بالقبول وصدقت بما جاء فيه وآمنت بكل ذلك لأن الذي نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عز وجل فيه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى) (35) .
وقد اعتمد علماء الأمة على تلك الأحاديث في بيان الحقائق التاريخية وإثباتها بل تعتبر عندهم من أقوى الأدلة بعد القرآن الكريم ولذلك ملئت بها كتب السير والتاريخ وحكموها في كثير من أخبار أهل الكتاب فقبلوا منها ما أيدته الأحاديث النبوية وردوا منها ما خالفته وتوقفوا فيما لم يرد شاهد من القرآن أو السنة عليه قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) قال: "أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملا لئلا يكون في نفس الأمر صدقا فتكذبوه أو كذبا فتصدقوه فتقعوا في الحرج ولم يرد النهي عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلافه ولا عن تصديقهم فيما ورد شرعنا بوفاقه".
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستندون في ذكر الحقائق التاريخية وتصويبها على ما جاء في كتاب الله وما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري بسنده إلى سعيد بن جبير قال: قُلتُ لِابنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوفًا البَكَالِيَّ يَزعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيسَ بِمُوسَى بَنِي إِسرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ، فَقَال:َ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ! حَدَّثَنَا أُبَيُّ بنُ كَعبٍ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ( قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسرَائِيلَ، فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيهِ إِذ لَم يَرُدَّ العِلمَ إِلَيهِ، فَأَوحَى اللَّهُ إِلَيهِ: أَنَّ عَبدًا مِن عِبَادِي بِمَجمَعِ البَحرَينِ هُوَ أَعلَمُ مِنكَ...) .
فقد استدل ابن عباس رضي الله عنهما على صدق الخبر وحقيقته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وكذب بذلك نَوفًا، وتلك حقيقة تاريخية دل عليها الحديث.
بل أكثر من ذلك فقد كانوا يلجئون إلى الأحاديث في فض النزاع إذا اختلفوا في حقيقة تاريخية كما يلجئون إليها في الأحكام.
روى البخاري بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما: أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بنُ قَيسِ بنِ حِصنٍ الفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بنُ كَعبٍ فَدَعَاهُ ابنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ؛ هَل سَمِعتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذكُرُ شَأنَهُ؟ قَالَ: نَعَم سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( بَينَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِن بَنِي إِسرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ ...) .

إذن نعلم يقينا بعد دحض هذه الشبهات التي أوردناها للمستشرقين و من شايعهم أنهم فشلوا فشلا ذريعا في جميع مطاعنهم التي وجهوها للسنة النبوية والتي وجهوها أيضا للمنهج النقدي للمحدثين وظهر عوار هؤلاء المستشرقين واختلال منهجهم العلمي في البحث .

إدارة المنتدى
31/05/06, 09 :33 09:33:29 PM
خاتمة البحث :
نأتي إلى خاتمة هذا البحث و الذي أردت من خلاله عرض شبهات المستشرقين و من شياعهم و من ثم دحضها و تفنيدها و الرد عليها ,و كنت قد تحدثت في الباب الأول من هذا البحث عن تعريف السنة في اللغة ثم تعريف السنة في الإصطلاح عند الفقهاء ثم تعريف السنة عند الأصوليين ثم تعريف السنة عند المحدثين و تحدثت في الباب الثاني عن مفهوم الإستشراق و أهم أهدافهم ثم بعد ذلك تحدثت في الباب الثالث عن شبهات هؤلاء المستشرقين و من سار في ركابهم وهذا هو صميم موضوعنا و أردفت كل شبهة من هذه الشبهات بالرد عليها ودحضها , و قد تبين لي من خلال بحثي هذا جملة من الحقائق و النتائج حول السنة النبوية و كذلك حول هؤلاء المستشرقين و من سار على نهجهم .

أولا : حقائق ونتائج حول السنة النبوية :
1 . أن الأمة الإسلامية قد عُنِيَت بصيانة الحديث النبوي منذ أول عهدها بالرواية ، وأن العلماء لم يدخروا جهدا في سبيل هذا الأمر .
2. أن الهدف الجليل الذي نشأ من أجله علم مصطلح الحديث ، أو علوم الحديث ، وهو صيانة الحديث النبوي الذي هو أعظم المصادر الإسلامية بعد كتاب الله تعالى .
3 . أن قواعد علوم الحديث قواعد نقد شاملة تدرس جوانب الحديث كلها دراسة تامة دقيقة .
4 . أن جهود المحدثين في حقل تطبيق المنهج النقدي قد بلغت الغاية في الوصول إلى هدف صيانة الحديث النبوي وهذه تصانيفهم الكثيرة في أنواع الحديث ما اختص منها بالصحيح، أو الضعيف , أو اختص بالموضوع ، أو بنوع مستقل من علوم الحديث الأخرى كالمرسل والمدرج ، وغيرها , وهذه التصانيف برهان عملي على مدى ما بلغوه من العناية في تطبيق هذا المنهج حتى أدّوْا إلينا تراث النبوة صافياً نقيا ً.

ثانيآ : حقائق و نتائج حول المستشرقين ومنهجهم :
1 . اعتمادهم على نصوص مفردة متقطعة عما ورد في موضوعها مما يوضح المراد منها ويبينه وذلك كثير في أبحاثهم ومنه استدلال المستشرق المجري تسيهر على أن تصنيف الحديث تأخر إلى القرن الثالث بما ورد عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال في سعيد بن أبي عَرُوبَة ( 156هـ) : ( هو أول من صنف الأبواب بالبصرة... لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ" فاستدل بقوله: "لم يكن له كتاب" على أنه لم يؤلف كتاباً) مع أن المحدثين يستعملون هذا في الدلالة على أن المحدث حافظ متين الحفظ لا يعتمد على الكتاب في روايته للحديث وهذا لا يدل على أن المحدث لم يصنف كتاباً من محفوظاته ، وهو يصرح في أول كلمته بأنه صنف ، والشواهد على ذلك كثيرة .
2 . أنهم يعولون على مصادر ليست في مستوى البحث العلمي ، مثل كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني ، وهو ليس كتاباً علمياً ، ولا كتاب حديث ، إنما يعتمد عليه في الأدب والفكاهات .
3 . وضع النصوص في غير موضعها، وتحميلها مالا تطيقه ألفاظها ولا يستمد من معانيها.
4 . أنهم يوردون مقدمات جزئية ضعيفة ثم يبنون عليها نتائج ضخمة فضفاضة لا تناسب تلك المقدمات ولا تنتج منها .
5 . إغفال الحقائق التي تخالف استنتاجاتهم وتبطلها .
وأخيراً أحمد الله العلي القدير جل في علاه و أثني عليه بما هو أهله و أصلي على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين بالحق بشيرا و نذيرا و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



فهرس الآيات :
(7) الآية 67 من سورة المائدة .
(8) الآية 38 من سورة الأنعام .
(9) الآية 89 من سورة النحل .
(10) الآية 38 من سورة الأنعام .
(11) الآية 89 من سورة النحل
(12) الآية 38 من سورة الأنعام .
(13) الآية 7 من سورة الحشر .
(14) الآية 15 من سورة يونس.
(15) الآية7 من سورة الحشر.
(16) الآية 7 من سورة الحشر .
(17) الآية50 من سورة القصص .
(26) الآية 21 من سورة الأحزاب .
(34) الآية 187 من سورة الأعراف .
(35) الآية 4 من سورة النجم .



فهرس الأحاديث :
(1) الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الزكاة و سنن الدارمي .
(2) رواه البخاري في كتاب المغازي باب الرجوع من الأحزاب 15/294 برقم4119
(18) أخرجه مسلم في كتاب الزهد 18 /129
(19) أخرجه البخاري في كتاب العلم باب كتابة العلم 1/ 309 .
(20) رواه البخاري في كتاب العلم 1/313 .
(21) رواه أبو داود باب كتابة العلم 10/ 79
(23) رواه البخاري في كتاب العلم 1/315 .
(24) أخرجه البخاري كتاب الاعتصام باب الإقتداء بأفعال النبي عليه السلام برقم 7298
(25) رواه أبودود باب الصلاة في النعل 2/353 برقم 636 .
(27) رواه النسائي في كتاب مناسك الحج 5/ 270 .
(28) رواه البخاري في كتاب الأذان 3/315 .
(29) رواه البخاري في كتاب الاعتصام 28/ 12 .
(30) أخرجه أبو داود في كتاب العلم 10/ 79 .
(31) رواه البخاري في كتاب العلم باب من كذب على النبي عليه السلام برقم 106 .


فهرس المراجع :
(3) رسالة في الطريق إلى ثقافتنا لمحمود محمد شاكر 57 .
(4) رسالة في الطريق إلى ثقافتنا 86 .
(5) مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب 597 .
(6) أضواء على السنة المحمدية .
(22) تدوين السنة د . محمد مطر الزهراني 76
(32) السنة و مكانتها من التشريع الإسلامي 61 .
(33) السنة و مكانتها من التشريع الإسلامي 66 .

أحمد محمد بوقرين
ahmedbogrin@hotmail.com

نصر محمد
28/07/07, 01 :17 01:17:24 AM
ليس من الحق أن يوقف أحد من إدارة المنتدى مشاركتي بالردود ويسترسل هو بالردود الطويلة المملة

هذا يدل على أنك مهزوم وضعيف وتخاف من ردودي لأنها من كلام الله سبحانه ولأنك على باطل

هذا مايمليه عليك دينك الذي يعلمك إياه شيطانك

فخذ هذا النص لتتعلم دين الإسلام على حقيقته


دلائل من القرآن العظيم

المواضيع :

* هل أنزل الله سبحانه ملَكاً من السماء على نبيّه محمد *
* المعراج حقيقة أم إفتراء *
* الدلائل على أن جبريل هو القرآن *
* بعض الأدلة على أن السنة طريق إلى جهنم *
* من هم المشركون في زماننا *
* موسويوّن وعيسويوّن ومحمديوّن *

*- هل أنزل الله سبحانه ملَكاً من السماء على نبيّه محمد :

1- { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ{8} الأنعام

الواضح من خلال الآية أن قوم الرسول لم يعلموا أن ملكا أنزل عليه, ولم يخبرهم هو

بذلك, ولهذا أرادوا أن ينزل عليه ملك , وكان جواب الله سبحانه مشروطا بأنه ينزل ملكا

حين قضاء الأمر, كما فعل بأمم قد خلت من قبل ,

هذا الجواب دليل كاف على أن الله سبحانه لم ينزل على رسوله محمد ملكا يملىء السماء

بجناحيه كما يقال عن جبريل ,

وكيف يكون جبريل بهذا الوصف والرسول وقومه لايعلمون ذلك,

2- {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً }الإسراء95

3- {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }الفرقان

4- { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{1} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّه ِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{13} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِل بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{14}هود

*- المعراج حقيقة أم إفتراء :

1- قومه أيضا لم يعلموا برقيه إلى السماء ,

{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي

هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء93

يعلمه الله سبحانه أن يخبرهم أنه بشر والبشر لايستطيع أن يرقى إلى السماء

2- لماذا يعرج إلى السماوات والله سبحانه في السماوات وفي الأرض

{ وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ{3} الأنعام

{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ{84} الزخرف

{وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً }مريم52

لقد كلم الله سبحانه موسى على الأرض تكليما , ولم يعرج بموسى ملك إلى السماء

3- لامراجعة لحكم الله :

{... وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }الرعد41

{....وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }الكهف26

فمن ذا الذي يراجع الله الخبير بعباده إذا حكم بخمسين صلاة , وأين هذه الصلوات من

كتاب الله الذي فيه تفصيل كل شيء , بل أين المعراج في كتاب الله ,

وفي الإسراء الذي هو حق ألا يستحق حدث مثل إحياء الأنبياء الأموات وجمعهم للصلاة

وراء النبي محمد أن يذكر في القرآن ,


* - الدلائل على أن جبريل هو القرآن : (6) دلائل

من هو جبريل الذي ذكر في القرآن ثلاث مرات وليس في هذه المرات الثلاث أي دليل

على أنه ملك , لنتعرف على جبريل وميكال من خلال القرآن فقط فهو كلام رب

الملائكة والناس وفيه تفصيل كل شيء , وتبيان لكل شيء , وفصّله الخالق

سبحانه على علم , وفصّله تفصيلا , وآياته بينات ,

وهو قرآن عربي مبين ,

{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{97}

مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ{98}البقرة

1- من نزّل القرآن على قلب محمد :

{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{102}النحل ,

وروح القدس ليس ملكا وإنما هو من روح الله الواحد القهار , نفخه في الإنسان

وهو واحد عند كل الناس لايلفظ جمعا ولاتأنيثا ,

{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38

يؤيد به من يشاء من عباده المؤمنين , فيصبح شرح الآية(97) ,

// من كان عدوّاً للقرآن فإنه نزّله روح القدس على قلبك بإذن الله //

فالتنزيل ليس من السماء بل يكون من دماغ الإنسان على قلبه ,

{.. فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِل بِعِلْمِ اللّهِ.. {14}هود ,

كما في الكمبيوتر يتم التنزيل منه وإليه , وكله من علم الله سبحانه

ولكنّ خلق الإنسان أعظم , ولايتم التنزيل أوالصلة مع الله سبحانه إلا إذا كان الإنسان

طاهرا من النجس , والذي هوالشرك مع الشيطان الأقرب شبها بتأثيره إلى فيروسات

الكمبيوتر, وكذلك عند الموت فلكل إنسان ملك الموت الموكل به

لايأتيه من خارج جسده بل هو مخلوق معه

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ .. }النحل28

{.. حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ ...}الأعراف37

تتوفاهم الملائكة – رسلنا يتوفونهم , إذا هو ليس ملك واحد تطوّى وتلوّى له الأرض

ليميت عددا من الناس في آن واحد , بل هوعلم , إذ يستطيع رب الناس سبحانه أن

يميت جميع الناس بنفس اللحظة وبدقة متناهية وبنفس السبب

أو بأسباب مختلفة

{ مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} 28 لقمان

فالإنسان مملكة عظيمة صنعها المبدع خالق كل شيء ,

جسد بشري مكون من عدة عناصر ,

كل عنصر بمعزل عن الآخر مع إمكانية الإتصال حسب شروط معينة :

الروح الأمين (روح القدس) , والملائكة الكرام , والنفس البشرية ,

والشيطان الذي هو عدو لله وللإنسان ,

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16

فخلق الخلايا ومكوناتها ومكونات المكونات , إلى أي مدى حدودها في التتابع والصغر

لايعلمها إلا الله سبحانه ومن شاء أن يعلمه , فسيطرته على ماخلق تكون

من خلال مكونات هذا المخلوق مهما تتابعت في الصغر

2- مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ

وهذا الوصف يكون دائماّ للكتب السماوية ولم يوصف به ملائكة الرحمن

3- مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ

هنا تعميم ملائكته يغني عن تفصيل جبريل وميكال لو كانوا من الملائكة

4- لانجد كلمة – وكتبه – بعد وملائكته ,

ولكن استعيض عنها لأنها تعني جميع الكتب السماوية بتخصيص مؤخر في جبريل

وميكال , أي عداوتهم لكتابين فقط , لماذا ...

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ

قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{91} البقرة

كان اليهود أعداءً للقرآن والإنجيل ولم يكونوا اعداءً للتوراة , فلو قال الله سبحانه كلمة

وكتبه

لكانوا أعداءً للتوراة أيضا , فكان هذا التفصيل من الله سبحانه ليبين لنا كفرهم بما وراء

التوراة , وبما أن جبريل هو القرآن فإن ميكال هو الإنجيل ,

وميكال لم يذكرفي القرآن إلا في هذه الآية ,

فمن قال أن ميكال ملك , هل هذا من تلموذ اليهود, أم من كتب النصارى,

أم من كتب السنة

5- { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} النجم

يقول أهل السنة أن جبريل هو الوحي , وهذا صحيح لأن الوحي هو مايوحى , بالألف المقصورة وليس بالياء , فهو الكلام الذي يوحى , والقرآن هو الوحي الذي أوحاه الله سبحانه إلى رسوله محمد {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} النجم

6- { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ

وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ{4}التحريم

الولاء هنا لثلاثة , لله ولجبريل ولصالح المؤمنين , وبعد ذلك ليس للملائكة ولاء ,

بل هم ظهير

فإذا كان جبريل ملكا فكيف يكون له الولاء مع الله سبحانه ,

ولماذا يخصه بذلك دون الملائكة,

فبالولاء لله والقرآن وصالح المؤمنين لايكون هناك شرك بالله ,

ولايكون هناك تناقض بين الآيات

أما عن إتخاذ الكتاب مولى ففي سورة الأعراف ينهانا الله سبحانه عن تولي غير القرآن

وهو أحد الأدلة القوية على بطلان السنة


* بعض الأدلة على أن السنة طريق إلى جهنم :

1- إتباع القرآن فقط :

{ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ{3} الأعراف

الذي أنزل إلينا من رب العالمين هو القرآن , وليس القرآن والسنة , ومادام الأمر جاء

باتباع كتاب فالنهي يكون عن اتباع شيء من جنسه, أي عدم تولي كتب أخرى ,

فالسنة طريق إلى جهنم , لأن الله ورسوله بريئان منها ,

2- الغلو في الدين :

{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران161 ,

يغل هنا بمعنى يزيد , أي لايجب أن يزيد في الشرائع والفرائض من عنده لأن الله

سبحانه لايشرك في حكمه أحدا, ففي هذه الآية نفي واضح للسنة ,

ولايصح تفسيرهذه الآية بقصص من غير القرآن ,

3- سنة الله :

{مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً}الأحزاب38 ,

في الآية - الفرائض التي فرضها الله سبحانه هي سنة الله منذ أن خلق الإنسان فهل

غيّر الله سنته أم أن محمداً بدلها أو أصلحها أوحوّلها

{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً }الإسراء77

{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23

4- الرسول منهي عن كتابة السنة :

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ

أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49

الأمر هنا بأن يحكم بين المسلمين بالقرآن لأن غير المسلمين لايرضون بحكم القرآن ,

إذا فالذين يتبعون أهوائهم ويحاولون أن يفتنوه عن بعض القرآن ,

هم من المسلمين , وهذا حدث معه , فكيف يكون الأمر بعد وفاته ,

بل كيف يكون بعد مئتي عام من وفاته , وأيضا

{72} وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73}

وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74}

إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً{75} الإسراء ,

ماكاد يركن إليهم إلاّ لأنهم مسلمين , فهو منهي عن تولي غير المسلمين ,

فوثق بهم ولكن الله سبحانه ثبته , فكيف يفتري على الله غير القرآن , هل يكتب

مايسمى الآن بالسنة أو يدعوا إليها

{ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً{109}

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً

وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً{110} الكهف

{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا }الكهف 27


6- كتابة القرآن في عهد رسول الله :

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30

- هذا – إسم إشارة يدل على شيء حاضر موجود أمام الرسول عندما قال ذلك ,

وأيضا الهجران

لايكون لآيات محفوظة في الذاكرة , بل لكتاب مكتوب في قراطيس ,

فإذا كان الرسول قد أوصى باتباع السنة , فلماذا لم تكتب في زمانه كما كتب القرآن

{اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87


5- الدين بغير السنة كامل :

{ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍلِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } المائدة 3

الدين مكتمل غير ناقص , والكامل لايحتاج إلى مايكمله ,

أما أن يبين الرسول القرآن للناس , فهذا يكون دون التغيير أو الزيادة

والنقصان لما جاء فيه

{ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ

مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {114}

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {115}وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ

يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ{110}الأنعام

لكي نعمل بأمر الله سبحانه والذي هو أطيعوا الله وأطيعوا الرسول , فيتوجب علينا

المقارنة بين القرآن والسنة لكي نتأكد من أنها منقولة عن الرسول بحق وليس فيها

إختلاف أوبدع يمكن أن تقودنا إلى سوء المصير,

والإنسان لايستطيع أن يسير على طريقين مختلفين في الإتجاه بآن واحد ,

فبالمقارنة بينهما نجد الكثير من الإختلاف والمتناقضات في أساسيات الدين وعندما

ننسب السنة إلى رسول الله نكون قد إفترينا عليه بالبدع والكفر بآيات الله سبحانه

فلكي نطيع الرسول يجب علينا إتباع رسالته التي لاتحريف فيها لأن الله سبحانه حفظها

وهذا بعض مما إختلف في القرآن عن السنة

* الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ولاورود لصلوات النهار

* الصلاة وقت يزيد وينقص حسب عبادتك وليست تعداد ركعات

* الصلاة والأذان لذكرالله فقط وليست لله ولرسوله

* الزكاة منهي عن تحديدها بمقدار ولم يرد تحديدها بزمان

* الزكاة تستوجب على الغني والفقير وليست حكرا للغني

* الحج أشهر معلومات مفروض فيهن وليس الحج عرفات

* عرفات احد المناسك وهو إسم مكان ولايحدد بزمان

* الأعياد بدعة

* الأشهر الحرم متواصلة وثابتة وليس فيها شهر منفصل

* الأشهر الحرم عند رسول الله والمؤمنين غير التي عند المسلمين المشركين في زمانه

* المرور بالبيت العتيق وليس الدوران حوله

* تقبيل الحجر بدعة وإفتراء على الرسول

* المسجد الحرام واحد وليس حرمين

* لم يرد في مناسك الحج زيارة القبور أو مساجد غير المسجد الحرام

* لم يرد الرجم , والشيطان في عقولنا وليس على جدار يرجم

* كيف يكون لإبليس عرش على الماء , وقد لعنه الله سبحانه وصغره

* شهر رمضان ثابت لايتحرك بين فصول السنة

* كما أن الإمساك آخر الليل فيجب إتمام الصيام إلى أول الليل وهو العشاء

* لايصح تقبيل الزوجة أثناء الصيام

* شهرالصيام مكتوب على الذين من قبل محمد

* الزنا والخمر لم يكن حلالا قبل النبي الأمي

* الطهور والختان وثقب الآذان هو مما توعدنا الشيطان من تغيير لخلق الله

* الشيطان عدو لله فكيف أسلم شيطان الرسول وهل سيدخل معه الجنة

* الجن والإنس هم الناس

* مايقال عن الجن كفر ببعض أسماء الله الحسنى

* الترتيل هو الترتيب المتتالي وليس الغناء والألحان

* الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم إذا قرأ القرآن وليس البسملة

* وأذكر ربك إذا نسيت وليس اللهم صلي على محمد

* ماشاء الله لاقوة إلا بالله على النعم وليس اللهم صلي على محمد

* لاحياة في القبر, أموات غير أحياء ومايشعرون أيان يبعثون

* الروح لايعذب لأنه من روح الله سبحانه

* الأحاديث القدسية إفتراء

* لم يكن للرسول شاعر لأن الشعراء يتبعهم الغاوون

* الشفاعة لله جميعا ولو أذن الله سبحانه للرسول بشفاعة فلن يشفع لمشرك

* من لم يحكم بماأنزل الله ومن إرتضى حكمه فهم من أهل جهنم

* من يتبع غير كتاب الله ليس من أهل الجنة

* لايجوز قتل الجنين مهما كان عمره لأنه خلق قبل أن يكون نطفة

* عقوبة الزناة مئة جلدة وليس الرجم حتى الموت

* إعتزال النساء في المحيض وعدم الإقتراب منهن إن كان من فوق الإزار أو من تحته

* نساء النبي أمهات المؤمنين لايكلمون الرجال بما تفترون

* النبي لم يكن يبول واقفا في الطريق كما في البخاري لأن النبي على خلق عظيم

* والنبي لم يقل لله أهلين منا,هم أهل القرآن أهل الله وخاصته , تقولون مثل قول

اليهود والنصارى بأنهم أبناء الله وأحباؤه , سبحانه لم يكن له كفوا أحد

وهناك الكثير فحسبنا الله ونعم الوكيل

{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }النحل105

ورسالة إلى أئمة الأحزاب دعاة الكفر والضلال

{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }العنكبوت13




* - من هم المشركون في زماننا :

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ

بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19

لقد كان الأنبياء والمرسلون مسلمين , يدعون إلى دين الإسلام , دين التوحيد ,

ويتكرر دائما إختلاف

أتباعهم وتفرقهم إلى طوائف وأحزاب بسبب كفرهم ببعض ماجاءهم

من الآيات وإتباعهم لأهوائهم

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106

, وتبقى منهم فئة قليلة من الموحدين , كلما جاءهم رسول آمنوا بما جاء به وإتبعوه ,

وهذا من مفهومهم للإسلام دين الحق وليس دين الزمر والطوائف ,

فتبعيتهم تكون للرسالة وليست لشخص الرسول ,

{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ{52}
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ{53} القصص

ومادام المرسل واحد فيؤخذ بالرسالة الجديدة دون تزمت لحامل الرسالة السابق

ومثال عليهم , أتباع عيسى بن مريم حيث وعدهم الله سبحانه بالآتي :

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ

كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55

هؤلاء مسلمون من بني إسرائيل على فترات من الرسل , آمنوا بالنبي الأمي الذي أمروا

باتباعه في كتبهم , وهم يطيعون أوامر الله الملك القدوس , وإلا ماكان وعدهم , ومادام

قد وعدهم الحق سبحانه , فهم فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ,

فمن هم من الناس في زماننا , فالكتابيون الآن ثلاثة ,

مع العلم أنهم ليسوا موسويين أو عيسويين أو محمديين .


* موسويوّن وعيسويوّن ومحمديوّن :

كتابيون من الأحزاب جميعهم مسلمون كفروا بعد الإيمان , فهم يؤمنون ببعض الكتاب

ويكفرون ببعض ,يؤمنون بما يظنونه يتناسب مع ما إبتدعوه من سنن ,

فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ,

أخزاهم الله في الحياة الدنيا على فترات من الزمن فأين أتباع محمد الذين آمنوا معه

وإتبعوا القرآن ولم يشركوا به كتبا أخرى ,

الذين دخلوا معه المسجد الحرام يوم الفتح والله سبحانه فقط يعلم متى الفتح القادم ,

كما الوعد في سورة الإسراء لتطهيرالمسجد الحرام من الذين أشركوا,

أنتم من يفسد في الأرض مرتين ويعلوا علوا كبيرا وإن اختلفت دياناتكم ,

فالأصل من بني إسرائيل , لأن النسب إلى يعقوب لايتغير بتغير المعتقدات ,

فالذين إتبعوا محمدا من بني إسرائيل إندمجوا مع من آمن من الأعراب وآل فرعون ,

وأصبحوا أمة واحدة , وكذلك النصارى من قبلهم فقد آمن لعيسى إبن مريم كثير من

بني إسرائيل فلا يغير ذلك من نسبهم وهم اليوم يشكلون نسبة جيدة من سكان العالم ,

وبقي قلة من بني إسرائيل يهودا يحتكرون هذا النسب لأنهم يعلمون أن الله سبحانه فضل

بني إسرائيل على العالمين فأرادوا إحتكاره بعنصرية وتكبر ,

فمن منا نسبه إلىالأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا ,

ومن منا نسبه إلى آل فرعون الذين هم باقين إلى يوم القيامة

ومنهم أئمة يدعون إلى النار,

وكيف يدعوا أئمة آل فرعون إلى النار في زماننا هذا وجميعهم يدعون إلى السنة,

هل السنة دعواهم إلى النار , بل هي كذلك وهذا مايؤكده قول ربنا سبحانه :

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ{41} وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ{42} القصص

إذا فالحقيقة التي يغفل عنها الناس في يومنا ,

هي أن بني إسرائيل يشكلون أكبر نسبة من الكتابيين , أهل التوراة والإنجيل والقرآن ,

ينطقون بلغات البلاد التي تفرقوا فيها , وقد بلغوا الكثيرمن الأعداد البشرية

{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{85} كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ

بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{86}

أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{87}

خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ{88}

إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْمِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{89}

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ{90}

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ

أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ{91}

فالأجدر بنا أن نتوب إلى الله سبحانه ولانزداد كفرًا بإتخاذنا النبيين أربابا

فالإسلام دين الله الواحد القهار وهذا ماجاء به النبيون

{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران80

ومثل الأحزاب الذين يتبعون السنن والبدع :

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {20}

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِكَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {21}

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ{22}

ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ }الأنعام23

والآن نزعم أننا لسنا بمشركين , إتخذنا المساجد لذكر غير الله مع الله ,

في الأذان والصلاة

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18,

ولم يستثني أحدا , لنذكره معه , نشهد أن محمدا رسول الله والله يعلم أنه لرسوله ,

جعلنا هذه الشهادة

وقولنا صلى الله على محمد , تسبيحا وذكرا لغير الله مع الله ,

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب 56

لقد أمرنا الله سبحانه بالصلاة على النبي, وليس بقول صلى الله عليه , الصلاة عليه

أثناء المعاملة معه وليس بعد موته , و المعنى في هذه الآية

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب 43

والقصد هو الهداية بدل محاولة فتنته , وسلموا تسليما وليس سلاما ,

والمعنى الطاعة والتبعية دون عصيان الأوامر

ورسول الله لم يكن ليأمرنا بذكره مع الله الواحد القهار , والدليل :

{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ

بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79

ربانيين بمعنى موحدين , صلتهم بربهم , يذكرون الله وحده , وليسوا محمديين ,

يذكرون محمدا مع الله الذي لاشريك له,

ومساجدكم لم يكن ليدخلها رسول الله بعد أن أمره الله سبحانه بألا يقوم فيها

{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108,

والطهارة في الآية تكون من النجس الذي هو الشرك ,

والمساجد كانت للمسلمين تحديدا , فأصبح للمسلمين المؤمنين مساجدهم , وللمسلمين

المشركين مساجد أخرى منهي عنها في الكتاب , فمن أي الفئتين تنحدرون ,

{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً{102}

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103}

الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} الكهف

فهل نحن نحسب أننا نحسن صنعا

{ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ{44}

وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ{45} القلم

وهل نحن مستدرجين بالسنة ولا نعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

كان هذا تبيان لبعض الآيات ببعض العلم , وهوحجة على من يقرؤه ولايؤمن به

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

نصر محمد سعيد