رِّسَالَةُ بولس الثَّانِيَةُ إِلَى كُورِنْثُوس

( حسب 5 تراجم عربية )

المقدمة ( حسب كتاب الحياة )

كُتبت هَذه الرسالة عطفاً على الأولى، بعدما بلغت الرسول أخبار طيبة عن امتثال مؤمني كورنثوس لتعاليمه السابقة. إِلا أن بعض المقاومين كانوا ماضين في الطعن فيه والحط من شأنه، لذلك نجده يعبّر عن ارتياحه لأخبار توبتهم العامة ويدافع عن شخصه ورسوليته، ردّاً على الطاعنين.

والرسالة ملأى بالعواطف الشخصية لدى الرسول، من فرحٍ وحزنٍ وغيظ، وتعزية وزجر، وشدة ولين، وتهكم وجدية، مما يضع خبرة الرسول الشخصية في متناول اليد للمنفعة العامة. كما يدافع الرسول عن دوافعه وخدمته وكفاءته وتضحيته وحماسته وإخلاصه وشجاعته وآلامه؛ ولذلك يفصح عن بعض اختباراته التي لا نعرف عنها إلا ما يرد هنا، مما يؤكد تواضعه الشخصي لإِبقائها سرّاً وعدم التصريح بها إلا في مجال الرد على المقاومين: هروبه من دمشق في سل من السّور؛ واختباره الرائع في الانخطاف إلى السماء الثالثة؛ وشوكته في جسده؛ وآلامه وضيقاته.

موضوع الرسالة الأساسي هو الخدمة في الكنيسة، جسد المسيح، ومثالها الرسول نفسه. وفيها دروس روحية ومبادىء سامية، وإرشادات هامة، يجب أن يأخذها أولاد الله في كل زمان ومكان.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

 

1بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، مَعَ الْقِدِّيسِينَ أَجْمَعِينَ الَّذِينَ فِي جَمِيعِ أَخَائِيَةَ. 2نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ. 5لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً. 6فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضاً. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. 7فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً. 8فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدّاً فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضاً. 9لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ، 10لَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هَذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضاً فِيمَا بَعْدُ. 11وَأَنْتُمْ أَيْضاً مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ. 12لأَنَّ فَخْرَنَا هُوَ هَذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا أَنَّنَا فِي بَسَاطَةٍ وَإِخْلاَصِ اللهِ، لاَ فِي حِكْمَةٍ جَسَدِيَّةٍ بَلْ فِي نِعْمَةِ اللهِ، تَصَرَّفْنَا فِي الْعَالَمِ، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ. 13فَإِنَّنَا لاَ نَكْتُبُ إِلَيْكُمْ بِشَيْءٍ آخَرَ سِوَى مَا تَقْرَأُونَ أَوْ تَعْرِفُونَ. وَأَنَا أَرْجُو أَنَّكُمْ سَتَعْرِفُونَ إِلَى النِّهَايَةِ أَيْضاً، 14كَمَا عَرَفْتُمُونَا أَيْضاً بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ أَنَّنَا فَخْرُكُمْ، كَمَا أَنَّكُمْ أَيْضاً فَخْرُنَا فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 15وَبِهَذِهِ الثِّقَةِ كُنْتُ أَشَاءُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، لِتَكُونَ لَكُمْ نِعْمَةٌ ثَانِيَةٌ. 16وَأَنْ أَمُرَّ بِكُمْ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، وَآتِيَ أَيْضاً مِنْ مَكِدُونِيَّةَ إِلَيْكُمْ، وَأُشَيَّعَ مِنْكُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ. 17فَإِذْ أَنَا عَازِمٌ عَلَى هَذَا، أَلَعَلِّي اسْتَعْمَلْتُ الْخِفَّةَ، أَمْ أَعْزِمُ عَلَى مَا أَعْزِمُ بِحَسَبِ الْجَسَدِ، كَيْ يَكُونَ عِنْدِي نَعَمْ نَعَمْ وَلاَ لاَ؟ 18لَكِنْ أَمِينٌ هُوَ اللهُ إِنَّ كَلاَمَنَا لَكُمْ لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ. 19لأَنَّ ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ بِوَاسِطَتِنَا، أَنَا وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ، بَلْ قَدْ كَانَ فِيهِ نَعَمْ. 20لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا. 21وَلَكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ 22الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضاً، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا. 23وَلَكِنِّي أَسْتَشْهِدُ اللهَ عَلَى نَفْسِي أَنِّي إِشْفَاقاً عَلَيْكُمْ لَمْ آتِ إِلَى كُورِنْثُوسَ. 24لَيْسَ أَنَّنَا نَسلُودُ عَلَى إِيمَانِكُمْ بَلْ نَحْنُ مُوازِرُونَ لِسُرُورِكُمْ. لأَنَّكُمْ بِالإِيمَانِ تَثْبُتُونَ.

 

سلام وحمد
1
مِنْ بولُسَ رَسولِ المَسيحِ يَسوعَ بِمَشيئَةِ اللهِ، ومِنَ الأخِ تيموثاوُسَ، إلى كنيسةِ اللهِ في كورِنثُوسَ، وإلى جميعِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ في آخائِيَةَ كُلِّها.2علَيكُم النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبينا ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ. 3تبارَكَ اللهُ أبو رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الآبُ الرَّحيمُ وإلَهُ كُلِّ عَزاءٍ،4فهوَ الّذي يُعَزِّينا في جميعِ شدائِدِنا لِنَقدِرَ نَحنُ بالعَزاءِ الّذي نِلناهُ مِنَ اللهِ أنْ نُعَزِّيَ سِوانا في كُلِّ شِدَّةٍ.5فكَما أنَّ لنا نَصيبًا وافِرًا مِنْ آلامِ المَسيحِ، فكذلِكَ لنا بالمَسيحِ نَصيبٌ وافِرٌ مِنَ العَزاءِ.6 فإذا كُنَّا في شِدَّةٍ فلأجلِ عَزائِكُم وخَلاصِكُم، وإذا تَعَزَّينا فلأجلِ عَزائِكُمُ الّذي يَمنَحُنا القُدرَةَ على احتِمالِ تِلكَ الآلامِ الّتي نَحتَمِلُها نَحنُ.7ورَجاؤُنا فيكُم ثابِتٌ لأنَّنا نَعرِفُ أنَّكُم تُشارِكونَنا في العَزاءِ مِثلَما تُشارِكونَنا في الآلامِ.8لا نُريدُ، أيُّها الإخوَةُ، أنْ تَجهَلوا الشَّدائِدَ الّتي نَزَلَتْ بِنا في آسيةَ، فكانَت ثَقيلَةً جدًّا وفوقَ قُدرَتِنا على الاحتمالِ حتّى يَئِسنا مِنَ الحياةِ،9بَلْ شَعَرْنا أنَّهُ مَحكومٌ علَينا بالموتِ، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ على أنفُسِنا، بَلْ على اللهِ الّذي يُقيمُ الأمواتَ. 10فهوَ الّذي أنقَذَنا مِنْ هذا الموتِ وسيُنقِذُنا مِنهُ. نعم، لنا فيهِ رَجاءٌ أنَّهُ سَيُنقِذُنا مِنهُ أيضًا. 11وستُعينونَنا أنتُم بِصلَواتِكُم، فإذا بارَكَنا اللهُ استِجابَةً لِصَلَواتِ كثيرٍ مِنَ النّاس ِ، فكَثيرٌ مِنَ النّاس ِ يَحمَدونَ اللهَ مِنْ أجلِنا.

بولس يغيّر خطة سفره
12
وما نَفتَخِرُ بِه هوَ شَهادَةُ ضَميرِنا. فهوَ يَشهَدُ لنا بأَنَّ سيرَتَنا في هذا العالَمِ، وخُصوصًا بَينَكُم، هيَ سِيرةُ بَساطةٍ وتَقوى، لا بِحكمَةِ البَشَرِ، بَلْ بِنِعمةِ اللهِ. 13ونَحنُ لا نكتُبُ إلَيكُم إلاَّ ما تَقرَأُونَهُ وتَفهَمونَهُ، ورَجائي أنْ تَفهَموا كُلَّ الفَهمِ 14ما تَفهَمونَهُ الآنَ بَعضَ الفَهمِ، وهوَ أنَّنا فَخرٌ لكُم وأنتُم فَخرٌ لنا في يومِ ربِّنا يَسوعَ. 15كُنتُ على ثِقَةٍ بِهذا كُلِّهِ حينَ عَزَمتُ على السَّفَرِ إلَيكُم أوَّلاً حتّى تَتَضاعَفَ الفائدةُ لكُم، 16فأمُرَّ بِكُم في طريقي إلى مَكدونِيَّةَ، ثُمَّ أرجِعُ مِنْ مكدونِيَّةَ إلَيكُم، فتُسهِّلوا لي أمرَ السَّفَرِ إلى اليَهودِيَّةِ. 17فهَلْ عَزَمتُ على هذِهِ الخُطَّةِ لِخِفَّةٍ ظَهَرَتْ علَيَّ؟ وهَلْ أُدَبِّرُ أُموري تَدبيرًا بَشَرِيًّّا، فأقولُ نعم نعم ولا لا في الوقتِ ذاتِهِ؟ 18ويَشهَدُ اللهُ أنَّ كلامَنا لكُم ما كانَ نعم ولا، 19 لأنَّ يَسوعَ المَسيحَ ابنَ اللهِ الّذي بَشَّرْنا بِه بَينَكُم، أنا وسلوانُسُ وتيموثاوُسُ، ما كانَ نعم ولا، بَلْ نعم كُلُّهُ. 20فهوَ ((النَّعمُ)) لِكُلِّ وُعودِ اللهِ. لذلِكَ نَقولُ ((آمين)) بالمَسيحِ يَسوعَ إكرامًا لِمَجدِ اللهِ. 21ولكنَّ اللهَ هوَ الّذي يُثَبِّتُنا وإيّاكُم في المَسيحِ، وهوَ الّذي مَسَحنا 22وخَتَمَنا بِخاتَمِهِ ومنَحَنا رُوحَهُ عُربونًا في قُلوبِنا. 23 ويَشهَدُ اللهُ عليَّ أنِّي امتَنَعْتُ عَنِ المَجيءِ إلى كورنثوسَ شَفَقَةً علَيكُم، 24فنَحنُ لا نُريدُ السَّيطَرَةَ على إيمانِكُم، بَلْ نَحنُ نَعمَلُ مَعكُم مِنْ أجلِ فَرَحِكُم، فأنتُم في الإيمانِ ثابِتونَ.

 

1. المقدمة - سلام وشكر
1
مِن بولُسَ رَسولِ المسيحِ يسوع بِمَشيئَةِ الله، ومِنَ الأَخِ طيموتاوُس، إِلى كَنيسةِ اللهِ في قورِنتُس وإِلى جَميعِ القِدِّيسينَ في آخائِيَةَ جَمْعاء،2 علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللّهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح. 3 تَبارَكَ اللّهُ أَبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أَبو الرَّأفَةِ وإِلهُ كُلِّ عَزاء،4 فهو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت.5فكَما تَفيضُ علَينا آلامُ المسيح، فكَذلِك بِالمسيحِ يَفيضُ عَزاؤنا أَيضًا.6فإذا كُنَّا في شِدَّة فإِنَّما شِدَّتُنا لِعَزائِكم وخلاصِكم، وإِذا كُنَّا في عَزاء فإِنَّما عَزاؤُنا لِعَزائِكم، فهو يُمَكِّنُكم مِنَ الصَّبْرِ على تِلكَ الآلامِ الَّتي نُعانيها نَحنُ أَيضًا.7 ورَجاؤُنا فيكُم ثابِت لأَنَّنا نَعلَمُ أَنَّكم تُشارِكوَننا في العَزاءِ كَما تُشارِكوَننا في الآلام. 8 فإنَّنا لا نُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا أَمرَ الشِّدَّةِ الَّتي أَلَمَّت بِنا في آسِيَة، فثَقُلَت علَينا جِدًّا وجاوَزَت طاقَتَنا حتَّى يَئِسْنا مِنَ الحَياةِ نَفْسِها،9بل أَحسَسْنا أَنَّه قُضِيَ علَينا بِالمَوت، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ على أَنفُسِنا، بل على اللهِ الَّذي يُقيمُ الأَموات. 10فهو الَّذي أَنقَذَنا مِن أَمْثالِ هذا المَوتِ وسَيُنقِذُنا مِنه: وعلَيه جَعَلْنا رَجاءَنا بِأَنَّه سَيُنقِذُنا مِنه أَيضًا، 11إِذا ساهَمتُم أَنتُم أَيضًا في الدُّعاءِ لَنا، حتَّى إِذا نِلْنا تِلكَ النِّعمَةَ بِشفاعةِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس، يَشكُرُ اللهَ في أَمْرِنا كَثيرٌ أ مِنَ النَّاس.

2.
عودة إلى الأحداث السابقة - لماذا غيّر بولس خطة سفره
12
فإِنَّ فَخرنَا إِنَّما هو شَهادةُ ضَميرِنا بِأَنَّنا سِرْنا في العالَمِ ولا سيَّما في مُعامَلتِنا لَكم سيرةَ الإخلاصِ والصَّفاءِ الَّلذَينِ مِن لَدُنِ الله, لا بِحِكمَةِ البَشَر, بل بِنِعمَةِ الله. 13 فإِنَّنا لا نَكتُبُ إِلَيكم إِلاَّ ما تَقَرأُونَه وتَفهَمونَه, ولكنِّي أَرْجو أَن تَفهَموا فَهْماً تامَّاً 14 ـ وقَد فَهمتُم كَلاَمنا بَعضَ الفَهْم ـ أَنَّنا مَوضوعُ فَخرِكم كما أَنَّكم مَوضوعُ فَخرِنا في يَومِ الرَّبِّ يسوع . 15 كُنتُ قد عَزَمْتُ, مُعتَمداً على ذلك, أَن أَذهَبَ إِلَيكم أَوَّلاً لِتَنالوا نِعمَةً أُخْرى, 16 فأَمُرَّ بِكُم في طَريقي إِلى مَقْدونِيَة, ثُمَّ أَرجعَ إِلَيكم مِن مَقْدونِيَة, فتُقَدِّموا ليَ العَونَ على السَّفَرِ إِلى اليَهودِيَّة. 17 أَفتُراني عَزَمتُ على ذلك لِخِفَّةٍ في العَقْل, أَو عَزَمتُ على ما عَزَمتُ عَزماً بَشَرِيّاً, فَيكونَ فِيَّ نَعَم نَعَم ولا لا ؟ 18 صَدَقَ اللهُ وشَهِدَ أَنَّ كَلامَنا لَكم لَيسَ نَعَم ولا, 19فإنَّ ابنَ اللهِ المسيحَ يسوعَ الَّذي بَشَّرْنا بِه بَينَكم, أنا وسِلْوانُس وطيموتاوُس, لم يَكنْ نَعَم ولا, بل (( نَعَم )) هو الَّذي تمَّ فيه. 20إِنَّ جميعَ مَواعِدِ اللهِ لَها فيه ((نَعَم )). لِذلِك بِه أَيضًا نَقولُ لله : (( آمين )) إِكرامًا لِمَجْدِه. 21 وإِنَّ الَّذي يُثَبِّتُنا وإِيَّاكُم لِلمسيح والَّذي مَسَحَنا هو الله، 22 وهو الَّذي خَتَمَنا بِخَتمِه وجَعَلَ في قُلوبِنا عُربونَ الرُّوح. 23 وأَنا أُشهِدُ اللهَ على نَفْسي أَنِّي لم أَرجِعْ بَعدُ إِلى قورِنتُس إِلا شَفَقَةً علَيكُم، 24 لا كأَنَّنا نُريدُ التَّحَكُّمَ في إِيمانِكم، بل نَحنُ نُساهِمُ في فَرَحِكُم، فأَنتُم مِن حَيثُ الإِيمانُ ثابِتون.

 

تحية وتشجيع

1

مِنْ بُولُسَ، رَسُولِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَمِنَ الأَخِ تِيمُوثَاوُسَ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ فِي مَدِينَةِ كُورِنْثُوسَ، وَإِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الْمُقِيمِينَ فِي مُقَاطَعَةِ أَخَائِيَةَ كُلِّهَا. 2لِتَكُنْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!

3تَبَارَكَ اللهُ ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَرَاحِمِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4هُوَ الَّذِي يُشَجِّعُنَا فِي كُلِّ ضِيقَةٍ نَمُرُّ بِهَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُشَجِّعَ الَّذِينَ يَمُرُّونَ بِأَيَّةِ ضِيقَةٍ، بِالتَّشْجِيعِ الَّذِي بِهِ يُشَجِّعُنَا اللهُ . 5فَكَمَا فَاضَتْ عَلَيْنَا آلاَمُ الْمَسِيحِ، يَفِيضُ عَلَيْنَا أَيْضاً التَّشْجِيعُ بِالْمَسِيحِ. 6فَإِنْ كُنَّا فِي ضِيقَةٍ، فَذَلِكَ لأَجْلِ تَشْجِيعِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ؛ وَإِنْ كُنَّا مُتَشَجِّعِينَ، فَذَلِكَ لأَجْلِ تَشْجِيعِكُمْ، مِمَّا يَعْمَلُ فِيكُمْ عَلَى احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضاً. 7وَإِنَّ رَجَاءَنَا مِنْ أَجْلِكُمْ هُوَ رَجَاءٌ وَطِيدٌ، إِذْ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ كَمَا تَشْتَرِكُونَ مَعَنَا فِي احْتِمَالِ الآلاَمِ، سَتَشْتَرِكُونَ أَيْضاً فِي نَوَالِ التَّشْجِيعِ.

8فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نُرِيدُ أَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُ الضِّيقَةِ الَّتِي مَرَرْنَا بِهَا فِي مُقَاطَعَةِ أَسِيَّا. فَقَدْ كَانَتْ وَطْأَتُهَا عَلَيْنَا شَدِيدَةً جِدّاً وَفَوْقَ طَاقَتِنَا، حَتَّى يَئِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ نَفْسِهَا. 9وَلَكِنَّنَا شَعَرْنَا، فِي قَرَارَةِ أَنْفُسِنَا، أَنَّهُ مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ، حَتَّى نَكُونَ مُتَّكِلِينَ لاَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ؛ 10وَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ هَذَا الْمَوْتِ الشَّنِيعِ، وَمَازَالَ يُنْقِذُنَا حَتَّى الآنَ، وَلَنَا مِلْءُ الثِّقَةِ بِأَنَّهُ حَقّاً سَيُنْقِذُنَا فِيمَا بَعْدُ؛ 11عَلَى أَنْ تُسَاعِدُونَا أَنْتُمْ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا؛ حَتَّى إِنَّ مَا يُوهَبُ لَنَا اسْتِجَابَةً لِصَلاَةِ الْكَثِيرِينَ، يَدْفَعُ الْكَثِيرِينَ إِلَى الشُّكْرِ مِنْ أَجْلِنَا.

 

المسيح فيه النعم والآمين

12فَإِنَّ فَخْرَنَا هُوَ هَذَا: شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا بِأَنَّنَا، فِي قَدَاسَةِ اللهِ وَإِخْلاَصِهِ، قَدْ سَلَكْنَا فِي الْعَالَمِ، وَبِخَاصَّةٍ تُجَاهَكُمْ؛ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِحِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ بَلْ بِنِعْمَةِ اللهِ. 13فَإِنَّنَا لاَ نَكْتُبُ إِلَيْكُمْ سِوَى مَا تَقْرَأُونَهُ وَتَفْهَمُونَهُ. وَأَرْجُو أَنْ تَفْهَمُوا الْفَهْمَ كُلَّهُ، 14كَمَا قَدْ فَهِمْتُمُونَا فَهْماً جُزْئِيّاً، أَنَّنَا سَنَكُونُ فَخْراً لَكُمْ، مِثْلَمَا أَنْتُمْ فَخْرٌ لَنَا، فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ.

15فَبِهَذِهِ الْقَنَاعَةِ، كُنْتُ قَدْ نَوَيْتُ سَابِقاً أَنْ أَجِيءَ إِلَيْكُمْ، لِيَكُونَ لَكُمْ فَرَحٌ مَرَّةً أُخْرَى، 16وَأَنْ أَمُرَّ بِكُمْ فِي طَرِيقِي إِلَى مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ وَأَيْضاً فِي عَوْدَتِي مِنْهَا، وَبَعْدَئِذٍ تُسَهِّلُونَ لِي سَبِيلَ السَّفَرِ إِلَى مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ. 17فَهَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي بِاعْتِمَادِي لِهَذِهِ الْخُطَّةِ تَصَرَّفْتُ بِخِفَّةٍ، أَوْ أَنِّي أَتَّخِذُ قَرَارَاتِي وَفْقاً لِمَنْطِقِ الْبَشَرِ، لِيَكُونَ فِي كَلاَمِي نَعَمْ نَعَمْ وَلاَ لاَ فِي آنٍ وَاحِدٍ؟ 18صَادِقٌ هُوَ اللهُ ، وَيَشْهَدُ أَنَّ كَلاَمَنَا إِلَيْكُمْ لَيْسَ نَعَمْ وَلاَ مَعاً! 19فَإِنَّ ابْنَ اللهِ، الْمَسِيحَ يَسُوعَ، الَّذِي بَشَّرْنَا بِهِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، أَنَا وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلاَ مَعاً، وَإِنَّمَا فِيهِ نَعَمْ. 20فَمَهْمَا كَانَتْ وُعُودُ اللهِ، فَإِنَّ فِيهِ النَّعَمُ لَهَا كُلِّهَا، وَفِيهِ الآمِينُ بِنَا لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ. 21وَلَكِنَّ الَّذِي يُرَسِّخُنَا وَإِيَّاكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَالَّذِي قَدْ مَسَحَنَا، إِنَّمَا هُوَ اللهُ ، 22وَهُوَ أَيْضاً قَدْ وَضَعَ خَتْمَهُ عَلَيْنَا، وَوَهَبَنَا الرُّوحَ الْقُدُسَ عُرْبُوناً فِي قُلُوبِنَا. 23غَيْرَ أَنِّي أَدْعُو اللهَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِي بِأَنِّي إِشْفَاقاً عَلَيْكُمْ لَمْ آتِ إِلَى كُورِنْثُوسَ. 24وَهَذَا لاَ يَعْنِي أَنَّنَا نَتَسَلَّطُ عَلَى إِيمَانِكُمْ، بَلْ إِنَّنَا مُعَاوِنُونَ لَكُمْ نَعْمَلُ لأَجْلِ فَرَحِكُمْ. فَبِالإِيمَانِ أَنْتُمْ ثَابِتُونَ.

 

عنوان وتمهيد
1
مِن بولسَ، رَسولِ يسوعَ المسيحِ بمَشيئَةِ اللهِ، ومِنْ تِيموثاوسَ الأَخِ، الى كَنيسةِ اللهِ التي في كورِنْثُس، والى جميعِ القِدّيسينَ الذينَ في أَخائِيَةَ كُلِّها؛ 2 نِعمةٌ لكم وسَلامٌ مِنَ اللهِ أَبينا، والرَّبِّ يَسوعَ المسيح. 3 تَباركَ اللهُ، أَبو ربِّنا يَسوعَ المسيحِ، أَبو المراحمِ، وإِلهُ كُلِّ تَعْزيَة؛ 4 الذي يُعزِّينا في كلِّ ضيقةٍ لنا كي نَسْتطيعَ، بالتَّعزيةِ التي نُصيبُها نحنُ مِنَ اللهِ، أَن نُعزِّيَ الذينَ هُمْ في كلِّ ضِيقة. 5 لأَنَّهُ كما تَفيضُ آلامُ المسيحِ فينا، كذلكَ تَفيضُ أَيضًا بالمسيحِ تَعْزِيَتُنا. 6 فإِنْ كُنَّا نَتضايَقُ فلِتَعْزِيَتِكم وخلاصِكم؛ وإِنْ كنَّا نتعزَّى فَلِتعزِيَتكمُ، العامِلَةِ فيكم على احتمالِ الآلامِ عَيْنِها، التي نتأَلَّمُ بها نَحْنُ أَيْضًا. 7 وأَمَلُنا وَطيدٌ مِن جِهَتِكم، إِذْ نَعْلَمُ أَنَّكم كما تُشاركونَ في الآلام، كذلكَ ستُشارِكونَ في التَّعزيةِ أَيضًا. 8 فإِنَّا لا نُريدُ أَنْ تَجْهلوا، أَيّها الإِخْوة، من جِهَةِ ما أَصابَنا مِنَ الضِّيقِ في آسيَةَ، أَنَّهُ قد ثُقِّلَ علَيْنا بإِفْراطٍ، وفوْقَ الطَّاقَةِ، حتَّى لَقَدْ يَئِسْنا مِنَ الحياةِ نَفْسِها؛ 9 بَلْ حَمَلْنا في أَنْفُسِنا قَضاءَ الموتِ، لئلاَّ نَتَّكِلَ على أَنْفُسِنا، بل على اللهِ الذي يُقيمُ الأَمْوات. 10 فإِنَّهُ هوَ الذي أَنقذَنا مِن هذا الموتِ الدَّاهِمِ، وسيُنْقِذُنا؛ أَجَلْ، إِنَّا لَواثِقونَ أَنَّهُ سيُنْقِذُنا أَيضًا. 11 ساهِموا في ذلكَ بالصَّلاةِ لأَجلِنا، حتَّى إِن المَوهِبةَ التي نُعْطاها بواسطةِ الكثيرينَ، تَبْعثُ الكثيرينَ على الشُّكْرِ من أَجْلِنا.

بولس يدفع عن نفسه تهمة الخفة وعدم الصراحة
12
إِنَّ فَخْرَنا هُوَ شهادةُ ضميرِنا بأَنَّا، بسلامَةِ القَلْبِ والإِخلاصِ اللذَيْنِ مِنَ اللهِ، لا بحِكْمةِ الجَسدِ بلْ بِنعمةِ اللهِ، قد سَلَكْنا في العالَمِ ولاسيَّما نَحوَكُم. 13 فإِنَّا لا نكْتُبُ إِليكم بشيءٍ آخَرَ غيرِ ما تقرأُونَ وتَفهَمون. وإِنّي لأَرْجو أَنَّكم ستَفهَمونَ تمامًا- 14 كما أَنَّكم قد فَهِمْتمونا بَعضَ الفَهْمِ- أَنَّنا فَخرُكم، كما أَنَّكم فَخْرُنا في يومِ يَسوعَ ربِّنا. 15 فبهذِهِ الثِّقةِ، ولكي يكونَ فرحُكُم مُضاعَفًا، نوَيْتُ أَنْ آتيَكم قبْلاً، 16 فَأَمُرَّ بكم الى مَقْدونيَةَ، ثُمَّ أَرجِعَ إِليكم مِن مَقْدونيةَ، فَتُشَيِّعوني الى اليهوديَّة. 17 أَوَ يكونُ في نيَّتي هذِه ما يَدُلُّ على خِفَّة؟ أَو أَكونُ بحسَبِ الجسدِ قد قَصَدْتُ ما قَصَدْتُ، حتَّى يكونَ عندي في آنٍ واحدٍ النَّعمْ واللاَّ معًا! 18 فاللهُ ((شاهدٌ)) أَمينٌ أَنَّ كلامَنا لكم لم يَكُنْ نَعَمْ ولا. 19 لأَنَّ ابنَ اللهِ، المسيحَ يسوعَ، الذي كُرِزَ بهِ بينَكُم على أَيْدينا أَنا وسِلْوانُسَ وتيموثاوسَ، لم يكُنْ نَعَمْ ولا؛ لم يَكُنْ فيهِ إِلاَّ نَعَم. 20 فإِنَّ مواعِدَ اللهِ كُلَّها قد وَجَدَتْ فيهِ نعَم، فلذلِكَ فيه أَيضًا نقولُ: "آمين!" لِمَجْدِ الله. 21 وإِنَّ الذي يُثَبِّتُنا مَعَكم في المسيحِ، والذي قد مَسَحَنا، هوَ الله؛ 22 وهوَ الذي خَتَمَنا أَيْضًا، وجَعَلَ عُرْبونَ الرُّوحِ في قلوبِنا. 23 أَمَّا أَنا فأَستَشْهِدُ اللهَ على نَفْسي، أَنّي لإِشْفاقي عَليكم لَمْ آتِ الى كورِنْثُس؛ 24 لَيسَ أَنّا نَدَّعي السِّيادةَ على إِيمانِكم؛ إِنَّما نُريدُ الإِسهامَ في سُرورِكم، لأَنَّكم ثابتونَ على الإِيمان.

 

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي

1وَلَكِنِّي جَزَمْتُ بِهَذَا فِي نَفْسِي أَنْ لاَ آتِيَ إِلَيْكُمْ أَيْضاً فِي حُزْنٍ. 2لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُحْزِنُكُمْ أَنَا، فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفَرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟ 3وَكَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا عَيْنَهُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ لِي حُزْنٌ مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَجِبُ أَنْ أَفْرَحَ بِهِمْ، وَاثِقاً بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُ جَمِيعِكُمْ. 4لأَنِّي مِنْ حُزْنٍ كَثِيرٍ وَكَآبَةِ قَلْبٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، لاَ لِكَيْ تَحْزَنُوا، بَلْ لِكَيْ تَعْرِفُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي عِنْدِي وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ. 5وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحْزِنِّي، بَلْ أَحْزَنَ جَمِيعَكُمْ بَعْضَ الْحُزْنِ لِكَيْ لاَ أُثَقِّلَ. 6مِثْلُ هَذَا يَكْفِيهِ هَذَا الْقِصَاصُ الَّذِي مِنَ الأَكْثَرِينَ، 7حَتَّى تَكُونُوا - بِالْعَكْسِ - تُسَامِحُونَهُ بِالْحَرِيِّ وَتُعَزُّونَهُ، لِئَلاَّ يُبْتَلَعَ مِثْلُ هَذَا مِنَ الْحُزْنِ الْمُفْرِطِ. 8لِذَلِكَ أَطْلُبُ أَنْ تُمَكِّنُوا لَهُ الْمَحَبَّةَ. 9لأَنِّي لِهَذَا كَتَبْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ تَزْكِيَتَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ طَائِعُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ 10وَالَّذِي تُسَامِحُونَهُ بِشَيْءٍ فَأَنَا أَيْضاً. لأَنِّي أَنَا مَا سَامَحْتُ بِهِ - إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيْءٍ - فَمِنْ أَجْلِكُمْ بِحَضْرَةِ الْمَسِيحِ، 11لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ. 12وَلَكِنْ لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ وَانْفَتَحَ لِي بَابٌ فِي الرَّبِّ، 13لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لَكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. 14وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16لِهَؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولَئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهَذِهِ الأُمُورِ؟ 17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.

 

2 لذلِكَ عَزَمتُ أنْ لا أعودَ إلَيكُم، لِئَلاَّ أُسَبِّبَ لكُمُ الحُزنَ مَرَّةً ثانِيةً.2لأنِّي إنْ أحزَنتُكُم فَمَنْ يُفرِحُني غَيرُ الّذينَ أحزَنتُهُم؟3وما كَتَبتُ إلَيكُم تِلكَ الرِّسالةَ إلاَّ لأنِّي أُريدُ أنْ لا يكونَ مَصدرَ حُزني عِندَ مَجيئي إلَيكُم، أولَئِكَ الّذينَ يَجِبُ أنْ يكونوا مَصدَرَ سُروري. وأنا واثِقٌ بِكُم جميعًا، واثِقٌ أنَّ سُروري هوَ سُرورُكُم جميعًا.4كَتَبتُ إلَيكُم وقَلبي يَفيضُ بالكآبَةِ والضِّيقِ وعَيني تَسيلُ مِنها الدُّموعُ، لا لِتَحزَنوا بَلْ لِتَعرِفوا كمْ أنا أُحِبُّكُمْ.

الصفح عن الذنب
5
فالّذي كانَ سبَبًا لِلحُزنِ ما أحزَنَني أنا وَحدي، بَلْ أحزَنكُم كُلَّكُم بَعضَ الحُزنِ، لِئَلاَّ أُبالِـغَ.6ويكفي هذا الرَّجُلَ مِنَ العِقابِ ما أنزَلَهُ بِه أكثرُكُم.7والآنَ خَيرٌ لكُم أنْ تَصفَحوا عَنهُ وتُشجِّعوهُ، لِئَلاَّ يَبتَلِعَهُ الغَمُّ الشَّديدُ.8فأُوصِيكُم أنْ تَزيدوهُ مَحَبَّةً.9وإِنَّما كَتَبتُ إلَيكُم لأختَبِرَكُم وأرى هَلْ تُطيعونَني في كُلِّ شيءٍ. 10فمَنْ صَفَحتُم عَنهُ. صَفَحتُ عَنهُ أنا أيضًا، لأنِّي إذا صَفَحتُ عَنْ شيءٍ يَستَحِقُّ الصَّفحَ فَمِنْ أجلِكُم في حَضرةِ المَسيحِ، 11لِئَلا ّ يَتغَلَّبَ علَينا الشَّيطانُ، ونَحنُ لا نَجهَلُ مقاصِدَهُ.

الانتصار بالمسيح
12
وصَلْتُ إلى تَرُواسَ لأُبشِّرَ بالمَسيحِ، فا نفَتَحَ لي بابُ العَمَلِ في الرَّبِّ. 13ولكنِّي قَلِقْتُ جدًّا لأنِّي ما وَجَدتُ تيطُسَ أخي، فوَدَّعتُ الإخوَةَ وسافَرْتُ إلى مكدونَِّيةَ. 14الحَمدُ للهِ الّذي يَقودُنا في مَوكِبِ نَصرِهِ الدّائِمِ في المَسيحِ، ويَنشُرُ بِنا في كُلِّ مكانٍ عَبيرَ مَعرِفَتِه. 15فنَحنُ للهِ رائِحَةُ المَسيحِ الذَّكِيَّةُ بَينَ الّذينَ يَخلُصونَ أوِ الّذينَ يَهلِكونَ. 16فَهيَ لِلَّذينَ يَهلِكونَ رائِحَةُ موتٍ تُميتُ، ولِلَّذينَ يَخلُصونَ رائِحَةُ حياةٍ تحيي. فمَنْ هوَ القادِرُ على هذا العَمَلِ؟ 17نَحنُ لا نُتاجِرُ مِثلَ كثيرٍ مِنَ النّاس ِ بِكلامِ اللهِ، بَلْ نَتكَلَّمُ في المَسيحِ كلامَ الصّادِقينَ، كلامَ رُسُلِ اللهِ أمامَ اللهِ.

 

2 فقَد عَزَمتُ في نَفْسي أَن لا أَعودَ إِلَيكُم في الغَمّ؟.2فإِذا سبَّبتُ لَكمُ الغَمّ، فمَن يَجلِبُ إِليَّ السُّرور إِلاَّ الَّذي سَبَّبتُ لَه الغَمّ؟3 وقَد كَتَبتُ إِلَيكُم ما كَتَبتُ لِئَلاَّ يَنالَني، عِندَ قُدومي، غَمٌّ مِن أُولئِكَ الَّذينَ كانَ يَجِبُ أَن يَنالَني مِنهُمُ السُّرور. وأَنا مُقتَنِعٌ في شأنِكم أَجمَعين بِأَنَّ سُروري هو سُرورُكم جَميعًا.4ففي شِدَّةٍ عَظيمَةٍ وضِيقِ صَدْرٍ كَتَبتُ إلَيكُم والدُّموعُ تَفيضُ مِن عَينَيَّ، لا لأُسَبِّبَ لَكُم غَمًّا، بل لِتَعرِفوا مَبلَغَ حُبِّيَ العَظيمِ لَكم.5فإِذا سَبَّبَ أَحَدٌ غَمًّا، فإِنَّه لم يُسبِّبْه لِي، بل لكُم جَميعًا إِلى حَدٍّ ما بِلا مُبالَغَة.6 ويَكْفي مِثلَ هذا الرَّجُلِ العِقابُ الَّذي أَنزَلَته بِه الجَماعة. 7ولِذلك فالأَولى بِكم أَن تَصفَحوا عنه وتُشَجِّعوه، مَخافَةَ أَن يَغرَقَ في بَحْرٍ مِنَ الغَمّ.8فأُنَّاشِدُكم أَن تُغَلِّبوا المَحبَّةَ لَه.9 ومُرادي، وأَنا أَكتُبُ إِلَيكُم، أَن أَختَبِرَكُم فأَرى هَل أَنتُم مُطيعونَ في كُلِّ شيَء.10فمَن صَفَحتُم عنه صَفَحتُ عنه أَنا أَيضًا، وقَد صَفَحتُ أَنا أَيضًا ـ إِذا كانَ هُناكَ أَمرٌ أَصفَحُ عنه ـ مِن أَجلِكم في حَضرَةِ المسيح، 11لِئَلاَّ يَخدَعَنا الشَّيطان، ونَحنُ لا نَجهَلُ وَساوِسَه.

من طرواس إلى مقدونية: السعي الرسولي
12
أَتَيتُ طُرُواس مِن أَجلِ بِشارةِ المَسيح، فَانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبّ، 13 على أَنَّ نَفْسي لم تَطمَئِنَّ، لأَنِّي لم أَجِدْ طيطُسَ أَخي، فوَدَّعتهم وانصَرَفتُ إِلى مَقْدونِيَة 14الشُّكرُ للهِ الَّذي يَسْتَصْحِبُنا دائِمًا أَبَدًا في نَصرِه بِالمَسيح. ويَنشُرُ بِأَيدينا في كُلِّ مَكانٍ شذا مَعرِفَتِه.15فإِنَّنا عِندَ اللهِ رائِحةُ المسيحِ الطَّيِّبةُ بَينَ الَّذينَ يَسلُكونَ طَريقَ الخَلاصِ وطَريقَ الهَلاك: 16لِهؤُلاءِ رائِحَةٌ تَسيرُ بِهم مِن مَوتٍ إِلى مَوت، ولأُولئِكَ رائِحَةٌ تَسيرُ بهم مِن حَياةٍ إِلى حَياة. فمَن تُراهُ أَهْلاً لِهذا العَمَل؟ 17 لَسْنا مِثلَ الكَثرَةِ الَّتي تُتاجِرُ بِكَلِمَةِ الله، بل بِالصِّدْقِ ومِن قِبَلِ الله وفي حَضرَةِ اللهِ في المَسيحِ نَتَكلَّم.

 

2

وَلَكِنِّي قَرَّرْتُ نِهَائِيّاً أَنْ لاَ يَكُونَ مَجِيئِي إِلَيْكُمْ سَبَباً لإِحْزَانِكُمْ. 2فَإِنْ أَحْزَنْتُكُمْ فَمَنْ ذَا يُفَرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟ 3لِهَذَا أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ مَا أَكْتُبُهُ هُنَا، حَتَّى عِنْدَمَا أَجِيءُ لاَ يَأْتِينِي الْحُزْنُ مِنَ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يَأْتِيَنِي مِنْهُ الْفَرَحُ. وَلِي ثِقَةٌ بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُمْ جَمِيعاً. 4فَإِنَّ مَا كَتَبْتُهُ إِلَيْكُمْ سَابِقاً كَانَ نَابِعاً مِنْ ضِيقٍ شَدِيدٍ وَاكْتِئَابٍ فِي الْقَلْبِ، وَمَصْحُوباً بِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ. وَمَا كَانَ قَصْدِي أَنْ أُحْزِنَكُمْ، بَلْ أَنْ تَعْرِفُوا الْمَحَبَّةَ الْفَيَّاضَةَ الَّتِي عِنْدِي مِنْ نَحْوِكُمْ.

 

مسامحة المذنب

5وَإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ سَبَّبَ الْحُزْنَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُسَبِّبِ الْحُزْنَ لِي شَخْصِيّاً، بَلْ لِجَمِيعِكُمْ إِلَى حَدٍّ مَا، هَذَا لِكَيْ لاَ أُبَالِغَ! 6وَالآنَ، يَكْفِي ذَلِكَ الرَّجُلَ الْمُذْنِبَ الْقِصَاصُ الَّذِي أَنْزَلَهُ بِهِ أَكْثَرُكُمْ. 7وَعَلَى نَقِيضِ ذَلِكَ، فَأَحْرَى بِكُمُ الآنَ أَنْ تُسَامِحُوهُ وَتُشَجِّعُوهُ، وَإِلاَّ فَإِنَّهُ قَدْ يُبْتَلَعُ فِي غَمْرَةِ الْحُزْنِ الشَّدِيدِ. 8لِذَلِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُمْ. 9وَقَدْ كَانَ مَا كَتَبْتُهُ إِلَيْكُمْ بِهَدَفِ اخْتِبَارِكُمْ أَيْضاً، لأَعْرِفَ مَدَى طَاعَتِكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 10فَمَنْ تُسَامِحُونَهُ بِشَيْءٍ، أُسَامِحُهُ أَنَا أَيْضاً. وَإِذَا كُنْتُ أَنَا أَيْضاً قَدْ سَامَحْتُ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِشَيْءٍ، فَقَدْ سَامَحْتُهُ مِنْ أَجْلِكُمْ فِي حَضْرَةِ الْمَسِيحِ، 11مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغِلَّنَا الشَّيْطَانُ مَادُمْنَا لاَ نَجْهَلُ نِيَّاتِهِ.

 

الإِنتصار بالمسيح

12وَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى مَدِينَةِ تَرُوَاسَ لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَفَتَحَ لِيَ الرَّبُّ بَاباً لِلْخِدْمَةِ 13لَمَ تَسْتَرِحْ رُوحِي لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. فَوَدَّعْتُ الْمُؤْمِنِينَ هُنَاكَ وَتَوَجَّهْتُ إِلَى مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ. 14وَلكِنْ، شُكْراً لِلهِ الَّذِي يَقُودُنَا دَائِماً فِي مَوْكِبِ النَّصْرِ فِي الْمَسِيحِ، وَيَنْشُرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15فَإِنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الطَّيِّبَةُ الْمُرْتَفِعَةُ إِلَى اللهِ، الْمُنْتَشِرَةُ عَلَى السَّوَاءِ عِنْدَ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَعِنْدَ الَّذِينَ يَهْلِكُونَ: 16هَؤُلاَءِ يَشُمُّونَ فِيهَا رَائِحَةً مِنَ الْمَوْتِ وَإِلَى الْمَوْتِ، وَأُولئِكَ رَائِحَةً مِنَ الْحَيَاةِ وَإِلَى الْحَيَاةِ. وَمَنْ هُوَ صَاحِبُ الْكَفَاءَةِ لِتَأْدِيَةِ هَذِهِ الأُمُورِ؟ 17فَإِنَّنَا لاَ نُتَاجِرُ بِكَلِمَةِ اللهِ كَمَا يَفْعَلُ الْكَثِيرُونَ، وَإِنَّمَا بِإِخْلاَصٍ وَمِنْ قِبَلِ اللهِ، وَأَمَامَ اللهِ، نَتَكَلَّمُ فِي الْمَسِيحِ.

 

2 وقد جَزَمْتُ بهذا في نَفْسي: أَنْ لا آتيَكم أَيضًا وأنا على غَمّ. 2 لأَنّي إِنْ غَمَمْتُكم فَمَنْ ذا الذي يَسُرُّني إِلاَّ الذي غمَمْتُه؟ 3 ولَقَدْ كَتَبْتُ تلك الأَشياءَ لئلاَّ ينالَني، عندَ قُدومي، غَمٌّ مِمَّنْ كانَ يَنْبغي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وإِنّي على يَقينٍ مِن جِهتِكم أَجمعينَ، أَنَّ سُروري هُوَ سُرورُكُم جميعًا. 4 أَجَلْ، إِنّي في كآبةٍ شديدةٍ، وكَرْبِ القَلبِ كَتبتُ إِليكم، وفي دُموعٍ كثيرةٍ، لا لِتَغْتَمُّوا بل لِتَعْرِفوا ما عِنْدي مِن فَرْطِ المَحبَّةِ لكم. 5 فإِنْ كانَ أَحدٌ قَدْ أَوْجَبَ الْغَمَّ، فإِنَّهُ لم يَغُمَّني أَنا، بَلْ غَمَّ جميعَكم، أَو بَعضَكم على الأَقلِّ، لئلاَّ أُغالي. 6 وإِنَّهُ لَيَكْفي هذا الرَّجُلَ ((قِصاصًا)) ما نالَ مِنْ تَوْبيخِ الأَكثرينَ. 7 فالأَوْلَى إِذَنْ أَنْ تُسامِحوهُ وتُعزُّوهُ لِئلاَّ يُرْهِقَهُ فَرْطُ الغَمّ. 8 لذلكَ أُحرِّضُكم أَنْ تُؤَكِّدوا لَهُ مَحبَّتكم. 9 فإِنّي لهذا أَيْضًا قد كتبتُ إِليكم، لأَختَبرَكم هَل أَنتُم مُطيعونَ في كلِّ شيء. 10 فمَنْ سامحْتموهُ بشيءٍ فأَنا أَيضًا أُسامِحُه. ولَئِنْ سامحْتُ بشيءٍ -إِنْ كانَ لي ما أُسامحُ بِه- فإِنَّما مِن أَجْلِكم، وفي نَظَرِ المَسيحِ، 11 لئلاَّ يمْكُرَ بِنا الشَّيطان؛ فإِنَّا لا نَجْهَلُ أَفْكارَه. 12 ولمَّا جِئْتُ تُرُواسَ مِن أَجلِ المَسيحِ، فَمَعَ أَنّي قدِ انْفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبّ، 13 لم تكُنْ لي راحَةٌ في رُوحي، إِذْ لم أَجِدْ فيها تيطُسَ، أَخي؛ فوَدَّعْتُهم وانْطَلَقْتُ الى مَقدُونِية. 14 فشُكْرًا للهِ الذي يَقودُنا على الدَّوامِ، من ظَفَرٍ الى ظَفَرٍ، في المَسيح؛ ويَنْشُرُ بِنا، في كُلِّ مَكانٍ، نَفْحَةَ مَعْرِفتِه! 15 فإِنَّا، للهِ، نَفْحةُ المَسيحِ الطَّيِّبةُ، في الذينَ يَخْلُصونَ وفي الذينَ يَهْلِكون: 16 لِهؤُلاءَ نَفْحَةُ مَوْتٍ لِلمَوتِ، ولأُولئكَ نَفحةُ حَياةٍ للحَياة. فمَنْ ذا إِذَنْ خَليقٌ بهذِهِ ((الرِّسالة))؟ 17 فنحنُ لَسْنا كالكَثيرينَ الذينَ يَتَّجِرونَ بكلمةِ اللهِ، بلْ إِنَّا بإِخْلاصٍ، ومِن قِبَلِ اللهِ، وفي نَظَرِ اللهِ نَتكلَّمُ في المَسيح.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

1أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا، أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟ 2أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ. 3ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ. 4وَلَكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هَذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى اللهِ. 5لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئاً كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ، 6الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي. 7ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ الزَّائِلِ، 8فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِالأَوْلَى خِدْمَةُ الرُّوحِ فِي مَجْدٍ؟ 9لأَنَّهُ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْداً، فَبِالأَوْلَى كَثِيراً تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ. 10فَإِنَّ الْمُمَجَّدَ أَيْضاً لَمْ يُمَجَّدْ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ لِسَبَبِ الْمَجْدِ الْفَائِقِ. 11لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مَجْدٍ، فَبِالأَوْلَى كَثِيراً يَكُونُ الدَّائِمُ فِي مَجْدٍ. 12فَإِذْ لَنَا رَجَاءٌ مِثْلُ هَذَا نَسْتَعْمِلُ مُجَاهَرَةً كَثِيرَةً. 13وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعاً عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. 14بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذَلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. 15لَكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ. 16وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. 17وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. 18وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.

 

خدمة العهد الجديد
3
هَلْ عُدنا إلى تَعظيمِ شأْنِنا أم أنَّنا نَحتاجُ، مِثلَ بَعضِ النّاس ِ، إلى رَسائِلِ تَوصِيَةٍ مِنكُم أو إلَيكُم؟2أنتُم أنفُسُكُم رِسالَتُنا، مكتوبَةً في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جميعُ النّاس ِ.3نعم، تَبيَّنَ أنَّكُم رِسالةُ المَسيحِ جاءَتْ على يَدِنا، وما كَتَبناها بِحِبرٍ، بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحَيِّ، لا في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ، بَلْ في ألواحٍ مِنْ لَحمِ ودمِ، أي في قُلوبِكُم. 4هذِهِ ثِقَةٌ لنا بالمَسيحِ عِندَ اللهِ،5لا لأنَّنا قادِرونَ أنْ نَدَّعِيَ شيئًا لأنفُسِنا، فقُدْرَتُنا مِنَ اللهِ.6فهوَ الّذي جَعَلنا قادِرينَ على خِدمَةِ العَهدِ الجديدِ، عَهدِ الرُّوحٍ لا عَهدِ الحَرفِ، لأنَّ الحَرفَ يُميتُ والرُّوح يُحيي.7فإذا كانَت خِدمَةُ الموتِ المنقوشَةُ حُروفُها في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ أُحيطَت بالمَجْدِ، حتّى إنَّ بَني إِسرائيلَ ما قَدِروا أنْ يَنظُروا إلى وَجهِ موسى لِمَجدِ طَلعَتِهِ، معَ أنَّهُ مَجدٌ زائلٌ،8فكيفَ يكونُ مَجدُ خِدمَةِ الرُّوحِ!9وإذا كانَت خِدمَةُ ما أدَّى إلى الحُكمِ على البَشَرِ مَجدًا، فَكم تَفوقُها مَجدًا خِدمَةُ ما يُؤدّي إلى تَبرِيرِهِم. 10فما كانَ في الماضي فائِقَ المَجدِ، زالَ بِفَضلِ المَجدِ الّذي يَفوقُهُ الآنَ. 11وإذا كانَ لِلزَّائِلِ مَجدٌ، فكَمْ يكونُ مَجدُ الخالِدِ؟ 12ولأنَّ لنا هذا الرَّجاءَ، فنَحنُ نتَصَرَّفُ بِجُرْأَةٍ. 13فما نَحنُ كموسى الّذي كانَ يَضعُ قِناعًا على وَجهِهِ لِئَلاَّ يرى بَنو إِسرائيلَ نِهايَةَ ما يَزولُ. 14ولكِنْ عَمِيَتْ بَصائِرُهُم، فلا يَزالُ ذلِكَ القِناعُ إلى اليومِ غَيرَ مكشوفٍ عِندَ قِراءَةِ العَهدِ القَديمِ، ولا يَنزِعُهُ إلاَّ المَسيحُ. 15نعم، إلى اليومِ لا يَزالُ القِناعُ على قُلوبِهِم عِندَ قِراءَةِ شريعةِ موسى، 16ولا يَنزِعُ هذا القِناعَ إلاَّ الاهتداءُ إلى الرَّبِّ. 17فالرَّبُّ هوَ الرُّوحُ، وحَيثُ يكونُ رُوحُ الرَّبِّ، تكونُ الحُرِّيَّةُ. 18ونحنُ جميعًا نَعكِسُ صُورَةَ مَجدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مكشوفَةٍ، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصّورَةِ ذاتِها، وهيَ تَزدادُ مَجدًا على مَجدٍ، بِفَضلِ الرَّبِّ الّذي هوَ الرُّوحُ.

 

3 أَنَعودُ إِلى التَّوصِيَةِ بِأَنفُسِنا أَم تُرانا نَحتاجُ، كَبَعضِ النَّاسِ، إِلى رَسائِلِ تَوصِيَةٍ إِلَيكُم أَو مِنكُم؟2 أَنتُم رِسالَتُنا كُتِبَت في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جَميعُ النَّاس.3لَقدِ اتَّضَحَ أَنَّكُم رِسالَةٌ مِنَ المسيح، أُنشِئَت عن يَدِنا، ولم تُكتَبْ بِالحِبْر، بل بِرُوحِ اللهِ الحَيّ، لا في أَلواحٍ مِن حَجَر، بل في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم. 4 تِلك ثِقَتُنا بِالمسيحِ عِندَ الله ، 5ولا يَعني ذلِكَ أَنَّه بِإِمكانِنا أَن نَدَّعِيَ شَيئًا كأَنَّه مِنَّا، فإِنَّ إِمكانَنا مِنَ اللّه،6 فهو الَّذي مَكَّننا أَن نَكونَ خَدَمَ عَهْدٍ جَديد، عَهْدِ الرُّوح، لا عَهْدِ الحَرْف، لأَنَّ الحَرْفَ يُميتُ والرُّوحَ يُحْيي.7 فإِذا كانَت خِدمَةُ المَوتِ المَنقوشَةُ حُروفُها في حِجارةٍ قد أُعطِيَت بِالمَجْد، حتَّى إِنَّ بَني إِسرائيلَ لم يَستَطيعوا أَن يُحَدِّقوا إِلى وَجْهِ مُوسى لِمَجْدِ وَجهِه، مع أَنَّه مَجْدٌ زائِل،8 فكَيفَ بِالأَحْرى لا تُعْطى خِدمَةُ الرُّوحِ بِالمَجْد؟9 فإِذا كانَت خِدمَةُ الحُكْمِ على النَّاسِ مَجيدة، فما أَولى خِدمَةَ البِرِّ بِأَن تَفيضَ مَجْدًا ! 10فإِنَّ ما مُجِّدَ لا يُعَدُّ مُمَجَّدًا من هذه الجِهَة، بِالنَّظرِ إِلى ذلك المَجدِ الفائِق، 11لأَنَّه إِذا كانَ الزَّائِلُ قد زالَ بالمَجْد، فما أَولى الباقِيَ بأَن يَبْقى في المَجْد! 12فلمَّا كانَ لَنا هذا الرَّجاء، فإِنَّنا نَتَصرَّفُ بِرِباطَةِ جَأشٍ عَظيمة،13 لا كَمُوسى الَّذي كانَ يَضَعُ قِناعًا على وَجْهِه لِئَلاَّ يَنظُرَ بَنو إِسرائيلَ نِهايَةَ ما يَزول.14ولكِن أُعمِيَت بَصائِرُهم، فإِنَّ ذلِكَ القِناعَ نَفسَه يَبْقى إِلى اليَومِ غَيرَ مَكْشوفٍ عِندَما يُقرَأُ العَهْدُ القَديم، ولا يُزالُ إلا في المسيح. 15أَجَل، إِلى اليَومِ كُلَّمَا قُرِئَ مُوسى فهُناكَ على قُلوبِهم قِناع، 16 ولَكِن لا يُرفَعُ هذا القِناعُ إِلاَّ بِالاهتِداءِ إِلى الرَّبّ،17لأَنَّ الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة. 18 ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح.

 

أنتم رسالة المسيح

3

تُرَى، هَلْ نَبْتَدِيءُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَمْ تُرَانَا نَحْتَاجُ كَبَعْضِهِمْ إِلَى رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ نَحْمِلُهَا إِلَيْكُمْ أَوْ مِنْكُمْ؟ 2فَأَنْتُمُ الرِّسَالَةُ الَّتِي تُوصِي بِنَا، وَقَدْ كُتِبَتْ فِي قُلُوبِنَا، حَيْثُ يَسْتَطِيعُ جَمِيعُ النَّاسِ أَنْ يَعْرِفُوهَا وَيَقْرَأُوهَا. 3وَهَكَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّكُمْ رِسَالَةٌ مِنَ الْمَسِيحِ خَدَمْنَاهَا نَحْنُ، وَقَدْ كُتِبَتْ لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، وَلاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ الْقَلْبِ الْبَشَرِيَّةِ.

4وَهَذِهِ هِيَ ثِقَتُنَا الْعَظِيمَةُ مِنْ جِهَةِ اللهِ بِالْمَسِيحِ: 5لَيْسَ أَنَّنَا أَصْحَابُ كَفَاءَةٍ ذَاتِيَّةٍ لِنَدَّعِيَ شَيْئاً لأَنْفُسِنَا، بَلْ إِنَّ كَفَاءَتَنَا مِنَ اللهِ، 6الَّذِي جَعَلَنَا أَصْحَابَ كَفَاءَةٍ لِنَكُونَ خُدَّاماً لِعَهْدٍ جَدِيدٍ قَائِمٍ لاَ عَلَى الْحَرْفِ بَلْ عَلَى الرُّوحِ. فَالْحَرْفُ يُؤَدِّي إِلَى الْمَوْتِ؛ أَمَّا الرُّوحُ فَيُعْطِي الْحَيَاةَ.

7وَلكِنْ، مَادَامَتْ خِدْمَةُ الْمَوْتِ الَّتِي نُقِشَتْ حُرُوفُهَا فِي لَوْحِ حَجَرٍ، قَدِ ابْتَدَأَتْ بِمَجْدٍ، حَتَّى إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُثَبِّتُوا أَنْظَارَهُمْ عَلَى وَجْهِ مُوسَى، بِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ، ذَلِكَ الْمَجْدِ الزَّائِلِ، 8أَفَلَيْسَ أَحْرَى أَنْ تَكُونَ خِدْمَةُ الرُّوحِ رَاسِخَةً فِي الْمَجْدِ؟ 9فَبِمَا أَنَّ خِدْمَةَ الدَّيْنُونَةِ كَانَتْ مَجْداً، فَأَحْرَى كَثِيراً أَنْ تَفُوقَهَا فِي الْمَجْدِ خِدْمَةُ الْبِرِّ. 10حَتَّى إِنَّ مَا قَدْ مُجِّدَ سَابِقاً لاَ يَكُونُ قَدْ مُجِّدَ عَلَى هَذَا النَّحْوِ بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَجْدِ الْفَائِقِ. 11فَإِذَا كَانَ الزَّائِلُ قَدْ صَاحَبَهُ الْمَجْدُ، فَأَحْرَى كَثِيراً أَنْ يُصَاحِبَ الْمَجْدُ مَا هُوَ بَاقٍ دَائِماً.

12فَإِذْ لَنَا هَذَا الرَّجَاءُ الْوَطِيدُ، نَعْمَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ الْجُرْأَةِ. 13وَلَسْنَا كَمُوسَى الَّذِي وَضَعَ حِجَاباً عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يُثَبِّتَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْظَارَهُمْ عَلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. 14وَلَكِنَّ أَذْهَانَهُمْ قَدْ أُعْمِيَتْ، لأَنَّ ذَلِكَ الْحِجَابَ مَازَالَ مُسْدَلاً حَتَّى الْيَوْمِ عِنْدَمَا يُقْرَأُ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ، وَهُوَ لاَيُزَالُ إِلاَّ فِي الْمَسِيحِ 15غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ الْحِجَابَ مَازَالَ حَتَّى الْيَوْمِ مَوْضُوعاً عَلَى قُلُوبِهِمْ عِنْدَمَا يُقْرَأُ كِتَابُ مُوسَى. 16وَلَكِنْ عِنْدَمَا تَرْجِعُ قُلُوبُهُمْ إِلَى الرَّبِّ، يُنْزَعُ الْحِجَابُ.

17فَإِنَّ الرَّبَّ هُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ يَكُونُ رُوحُ الرَّبِّ، فَهُنَاكَ الْحُرِّيَّةُ. 18وَنَحْنُ جَمِيعاً فِيمَا نَنْظُرُ إِلَى مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجُوهٍ كَالْمِرْآةِ لاَ حِجَابَ عَلَيْهَا، نَتَجَلَّى مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ لِنُشَابِهَ الصُّورَةَ الْوَاحِدَةَ عَيْنَهَا، وَذَلِكَ بِفِعْلِ الرَّبِّ الرُّوحِ.

 

بولس لا يستحق ان يُنعت بالصلف والكبرياء
3
أَوَ نَستَأْنِفُ التَّوصِيةَ بأَنْفُسِنا؟ أَمْ لَعَلَّنا نَحتاجُ، كالْبَعْضِ، إِلى رَسائلِ تَوصِيَةٍ إِلَيكم أَو مِنكم! 2 إِنَّ رِسالَتَنا هِيَ أَنْتُم، ((رِسالةً)) مَكتوبَةً في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جَميعُ النَّاس. 3 أَجَلْ، إِنَّهُ لَبَيِّنٌ أَنَّكم رِسالَةٌ للمسيحِ، قد أَنشَأناها نَحْنُ، وكُتِبَتْ لا بِمِدادٍ، بل بِروحِ اللهِ الحَيّ؛ لا في أَلْواحٍ مِن حَجَرٍ، بلْ في أَلْواحٍ مِن لَحْمٍ، في قُلوبكم. 4 تِلكَ هِيَ الثِّقةُ التي لنا بالمَسيحِ لَدى الله. 5 لا أَنَّا كُفاةٌ لأَنْ نَفْتَكِرَ فِكْرًا بأَنفُسِنا، كأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنا، لا، إِنَّما كِفايَتُنا مِنَ الله، 6 الذي قَدَّرَنا أَنْ نَكونَ خُدَّامًا لِعَهْدٍ جَديدٍ، لا [عَهْدِ] الحَرْفِ، بل [عَهْدِ] الرُّوحِ، لأَنَّ الحَرفَ يَقْتُلُ وأَمَّا الرُّوحُ فيُحْيي. 7 فإِنْ كانَتْ خِدْمَةُ المَوتِ، المَنقوشَةُ بِحُروفٍ في حِجارَةٍ، قدِ اكْتُنِفَتْ بالمَجْدِ حَتَّى لم يَسْتطِعْ بَنو إِسْرائيلَ أَنْ يُحَدِّقوا الى وَجْهِ مُوسى، بِسَبَبِ مَجدِ طَلْعَتِهِ، وإِنْ زائِلاً، 8 فَكَيفَ لا تكونُ، بالأَحْرى، خِدْمَةُ الرُّوحِ [مُكتَنفَةً] بالمَجْد؟ 9 لأَنَّها، إِنْ كانَتْ خِدْمَةُ القَضاءَ مَجيدةً، فَلَكَمْ بالأحْرى خِدْمَةُ البِرِّ تَفوقُها مَجْدًا؟ 10 بل لا يُعَدُّ مَجيدًا ما مُجِّدَ على هذا النَّحْوِ، بالإِضافَةِ إِلى المجدِ الفائِق. 11 لأَنَّهُ، إِنْ كانَ ما هُوَ زائِلٌ قد تَجلَّى بالمَجْدِ، فكَم بالأَحْرى ما هُوَ باقٍ يكونُ [مُكتَنَفًا] بالمَجْد! 12 فإِذْ لنا مِثلُ هذا الرَّجاءِ، نَتصرَّفُ في جُرأَةٍ كثيرَة. 13 ولَسْنا كمُوسى، الذي كانَ يَجْعلُ بُرْقُعًا على وَجْهِهِ لكي لا يُبْصِرَ بَنو إِسْرائيلَ غايَةَ ما هُوَ زائِل... 14 لكِنَّ بَصائِرَهُم قد عَمِيَت، إِذْ إِنَّ ذلكَ البُرقُعَ عَينَهُ باقٍ الى هذا اليومِ، عِندَ قِراءَةِ العَهْدِ العتيقِ، فَلا يَنْكشِفُ لَهُم أَنَّ ((هذا العَهْدَ)) قد أَبْطَلَهُ المسيح. 15 أَجَلْ، حتَّى هذا اليومِ، إِذا قُرِئَ مُوسى، يكونُ البُرقُعُ على قُلوبِهِم. 16 ولا يُرفَعُ البُرقُعُ إِلاَّ متى رَجَعوا الى الرَّبّ. 17 فالرَّبُّ هُوَ الرُّوحُ، وحَيثُ يكونُ روحُ الرَّبِّ، فهُناكَ الحُرِّيَّة. 18 ونحنُ جَميعًا، والوَجْهُ سافِرٌ، نَعكِسُ كما في مِرآةٍ مَجْدَ الرَّبِّ، فَنتحوَّلُ الى تِلكَ الصُّورَةِ بِعينِها، المُتزايدَةِ في البَهاءَ، بحسَبِ فِعْلِ الرَّبِّ، الذي هُوَ روح.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

1مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، إِذْ لَنَا هَذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا، لاَ نَفْشَلُ. 2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. 3وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُوماً، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. 5فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَلَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيداً لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. 6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 7وَلَكِنْ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا. 8مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لَكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. 9مُضْطَهَدِينَ، لَكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لَكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. 10حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا. 11لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِماً لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. 12إِذاً الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلَكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ. 13فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوبِ «آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ» - نَحْنُ أَيْضاً نُؤْمِنُ وَلِذَلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضاً. 14عَالِمِينَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ، وَيُحْضِرُنَا مَعَكُمْ. 15لأَنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَكُونَ النِّعْمَةُ وَهِيَ قَدْ كَثُرَتْ بِالأَكْثَرِينَ، تَزِيدُ الشُّكْرَ لِمَجْدِ اللهِ. 16لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ. بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. 17لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً. 18وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.

 

4 واللهُ برَحمَتِهِ أعطانا هذِهِ الخِدمَةَ، فلا نتَوانى فيها،2بَلْ نَنْبُذُ كُلَّ تَصرُّفٍ خَفِيٍّ شائِنٍ، ولا نَسلُكُ طريقَ المَكرِ ولا نُزَوِّرُ كلامَ اللهِ، بَلْ نُظْهِرُ الحقَّ فيَعظُمُ شأنُنا لَدى كُلِّ ضَميرٍ إنسانيٍّ أمامَ الله.3فإذا كانَت بِشارَتُنا مَحجوبَةً، فهِيَ مَحجوبَةٌ عَنِ الهالِكينَ،4عَن غَيرِ المُؤمنينَ الّذينَ أعمى إلهُ هذا العالَمِ بَصائِرَهُم حتّى لا يُشاهِدوا النُّورَ الّذي يُضيءُ لهُم، نُورَ البِشارَةِ بِمَجدِ المَسيحِ الّذي هوَ صُورَةُ اللهِ.5فنَحنُ لا نُبَشِّرُ بأنفُسِنا، بَلْ بيَسوعَ المَسيحِ رَبًّا، ونَحنُ خَدَمٌ لكُم مِنْ أجلِ المَسيحِ.6واللهُ الّذي قالَ: ((ليُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ النُّورُ)) هوَ الّذي أضاءَ نورُهُ في قُلوبِنا لِتُشرِقَ مَعرِفَةُ مَجدِ اللهِ، ذلِكَ المَجدِ الّذي على وَجهِ يَسوعَ المَسيحِ. 7وما نَحنُ إلاَّ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ تَحمِلُ هذا الكَنزَ، ليظهَرَ أنَّ تِلكَ القُدرَةَ الفائِقَةَ هِـيَ مِنَ اللهِ لا مِنَّا.8يشتَدُّ علَينا الضِّيقُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ ولا نَنسَحِقُ، نَحارُ في أمرِنا ولا نَيأَسُ،9يَضطَهِدُنا النّاس ُ ولا يَتخَلَّى عنّا اللهُ، نَسقُطُ في الصِّراعِ ولا نَهلِكُ، 10نَحمِلُ في أجسادِنا كُلَّ حينٍ آلامَ موتِ يَسوعَ لِتَظهَرَ حياتُهُ أيضًا في أجسادِنا. 11وما دُمنا على قَيدِ الحياةِ، فنَحنُ نُسَلَّمُ لِلموتِ مِنْ أجلِ يَسوعَ لِتَظهَرَ في أجسادِنا الفانِيَةِ حياةُ يَسوعَ أيضًا. 12فالموتُ يَعمَلُ فينا والحياةُ تَعمَلُ فيكُم. 13وجاءَ في الكِتابِ: ((تكَلَّمتُ لأنِّي آمَنتُ)). ونَحنُ أيضًا بِرُوحِ هذا الإيمانِ الّذي لنا نَتكَلَّمُ لأنَّنا نُؤمِنُ، 14عارِفينَ أنَّ اللهَ الّذي أقامَ الرَّبَّ يَسوعَ مِنْ بَينِ الأمواتِ سيُقيمُنا نَحنُ أيضًا معَ يَسوعَ ويَجْعلُنا وإيَّاكُم بَينَ يَديهِ، 15وهذا كُلُّهُ مِنْ أجلِكُم. فكُلَّما كَثُرَتِ النِّعمَةُ، كَثُرَ عدَدُ الشّاكِرينَ لِمَجدِ اللهِ.

الحياة بالإيمان
16
ولذلِكَ لا تَضعُفُ عَزائِمُنا. فمَعَ أنَّ الإنسانَ الظّاهرَ فينا يَسيرُ إلى الفَناءِ، إلاَّ أنَّ الإنسانَ الباطِنَ يتَجَدَّدُ يومًا بَعدَ يومِ. 17وهذا الضِّيقُ الخَفيفُ العابِرُ الّذي نُقاسيهِ يُهَيِّئُ لنا مَجدًا أبَدِيًّا لا حَدَّ لَه، 18لأنَّنا لا نَنظُرُ إلى الأشياءِ الّتي نَراها، بَلْ إلى الأشياءِ الّتي لا نَراها. فالّذي نَراهُ هوَ إلى حينٍ، وأمَّا الّذي لا نَراهُ فهوَ إلى الأبدِ.

 

4 وأَمَّا وقَد أُعَطِينا تِلكَ الخِدمَةَ رَحمَةً، فلا تَفْتُرُ هِمَّتُنا،2 بل نَرُفضُ الأَساليبَ الخَفِيَّةَ الشَّائنة، فلا نَسلُكُ طُرُقَ المَكرِ ولا نُزَوِّرُ كَلِمَةَ الله، بل نُظهِرُ الحَقَّ فنُوَصِّي بِأَنفُسِنا لدى كُلِّ ضَميرٍ إِنسانِيٍّ أَمامَ الله.3فإِذا كانَت بِشارتُنا مَحجوبَة، فإِنَّما هي مَحجوبَةٌ عنِ السَّائِرينَ في طَريقِ الهَلاك،4عن غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ أَعْمى بَصائِرَهم إِلهُ هذِه الدُنْيا، لِئَلاَّ يُبصِروا نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح، وهو صُورةُ الله.5فلَسْنا نَدْعو إِلى أَنْفُسِنا، بل إِلى يسوعَ المسيحِ الرَّبّ. وما نَحنُ إِلاَّ خَدَمٌ لَكم مِن أَجْلِ يسوع.6 فإِنَّ اللّهَ الَّذي قال: (( لِيُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ نُور )) هو الَّذي أَشرَقَ في قُلوبِنا لِيَشُعَّ نورُ مَعرِفَةِ مَجْدِ اللّه، ذلِكَ المَجْدِ الَّذي على وَجْهِ المسيح.

السعي الرسولي وما فيه من شدائد وآمال
7
على أَنَّ هذا الكَنْزَ نَحمِلُه في آنِيَةٍ مِن خَزَف لِتَكونَ تِلكَ القُدرَةُ الفائِقَةُ لِلهِ لا مِن عِندِنا.8 يُضَيَّقُ علَينا مِن كُلِّ جِهَةٍ ولا نُحَطَّم، نَقَعُ في المآزِقِ ولا نَعجِزُ عنِ الخُروج مِنها،9 نُطارَدُ ولا نُدرَك، نُصرَعُ ولا نَهلِك، 10نَحمِلُ في أَجسادِنا كُلَّ حِينٍ مَوتَ المسيح لِتَظهَرَ في أَجسادِنا حَياةُ المسيحِ أَيضاً. 11فإِنَّنا نَحنُ الأَحياءَ نُسلَمُ في كُلِّ حينٍ إِلى المَوتِ مِن أَجلِ يسوع لِتَظهَرَ في أَجسادِنا الفانِيَةِ حَياةُ يسوعَ أَيضًا. 12فالمَوتُ يَعمَلُ فينا والحَياةُ تَعمَلُ فيكُم. 13 ولَمَّا كانَ لَنا مِن رُوحِ الإِيمانِ ما كُتِبَ فيه: (( آمَنتُ ولِذلكَ تَكَلَّمْت ))، فنَحنُ أَيضًا نُؤمِنُ ولِذلِكَ نَتَكلَّم،14 عالِمينَ أَنَّ الَّذي أَقامَ الرَّبَّ يَسوع سيُقيمُنا نَحنُ أَيضًا مع يسوع وَيجعَلُنا وإِيَّاكُم لَدَيه، 15لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه مِن أَجْلِكُم، حتَّى إِذا كَثُرَتِ النِّعمَةُ عِندَ عَدَدٍ أَوفَرَ مِنَ النَّاس، أَفاضَتِ الشُّكرَ لِمَجْدِ الله. 16 ولِذلكَ فنَحنُ لا تَفتُرُ هِمَّتُنا: فإِذا كانَ الإِنسانُ الظَّاهِرُ فينا يَخرَب، فالإِنسانُ الباطِنُ يَتَجدَّدُ يَومًا بَعدَ يَوم 17وإِنَّ الشِّدَّةَ الخَفيفةَ العابِرَة تُعِدُّ لَنا قَدْرًا فائِقًا أَبَدِيًّا مِنَ المَجْد، 18 فإِنَّنا لا نَهدِفُ إِلى ما يُرى، بل إِلى ما لا يُرى. فالَّذي يُرى إِنَّما هو إِلى حِين، وأَمَّا ما لا يُرى فهو لِلأَبَد.

 

الأمانة في الخدمة

4

فَمَا دَامَتْ لَنَا إِذَنْ هَذِهِ الْخِدْمَةُ بِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ، فَلاَ تَخُورُ عَزِيمَتُنَا. 2وَلَكِنَّنَا قَدْ رَفَضْنَا الأَسَالِيبَ الْخَفِيَّةَ الْمُخْجِلَةَ، إِذْ لاَ نَسْلُكُ فِي الْمَكْرِ، وَلاَ نُزَوِّرُ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِعْلاَنِنَا لِلْحَقِّ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ، أَمَامَ اللهِ. 3وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَحْجُوباً، فَإِنَّمَا هُوَ مَحْجُوبٌ لَدَى الْهَالِكِينَ، لَدَى غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ 4الَّذِينَ أَعْمَى إِلَهُ هَذَا الْعَالَمِ أَذْهَانَهُمْ حَتَّى لاَ يُضِيءَ لَهُمْ نُورُ الإِنْجِيلِ الْمُخْتَصِّ بِمَجْدِ الْمَسِيحِ الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.

 

الجهاد في الخدمة

5فَإِنَّنَا لاَ نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَمَا نَحْنُ إِلاَّ عَبِيدٌ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. 6فَإِنَّ اللهَ ، الَّذِي أَمَرَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنَ الظَّلاَمِ، هُوَ الَّذِي جَعَلَ النُّورَ يُشْرِقُ فِي قُلُوبِنَا، لإِشْعَاعِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ الْمُتَجَلِّي فِي وَجْهِ الْمَسِيحِ.

7وَلَكِنَّ هَذَا الْكَنْزَ نَحْمِلُهُ نَحْنُ فِي أَوْعِيَةٍ مِنْ فَخَّارٍ، لِيَتَبَيَّنَ أَنَّ الْقُدْرَةَ الْفَائِقَةَ آتِيَةٌ مِنَ اللهِ لاَ صَادِرَةٌ مِنَّا. 8فَالصُّعُوبَاتُ تُضَيِّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَلكِنْ لاَ نَنْهَارُ. لاَ نَجِدُ حَلاً مُنَاسِباً، وَلَكِنْ لاَ نَيْأَسُ. 9يُطَارِدُنَا الاضْطِهَادُ، وَلَكِنْ لاَ يَتَخَلَّى اللهُ عَنَّا. نُطْرَحُ أَرْضاً، وَلَكِنْ لاَ نَمُوتُ. 10وَحَيْثُمَا ذَهَبْنَا، نَحْمِلُ مَوْتَ يَسُوعَ دَائِماً فِي أَجْسَادِنَا لِتَظْهَرَ فِيهَا أَيْضاً حَيَاةُ يَسُوعَ. 11فَمَعَ أَنَّنَا مَازِلْنَا أَحْيَاءً، فَإِنَّنَا نُسَلَّمُ دَائِماً إِلَى الْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِتَظْهَرَ فِي أَجْسَادِنَا الْفَانِيَةِ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً. 12وَهَكَذَا، فَإِنَّ الْمَوْتَ فَعَّالٌ فِينَا؛ وَالْحَيَاةَ فَعَّالَةٌ فِيكُمْ.

 

الشجاعة في الخدمة

13وَبِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ الإِيمَانِ عَيْنِهِ، هَذَا الَّذِي كُتِبَ بِخُصُوصِهِ: «آمَنْتُ، لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضاً نُؤْمِنُ، وَلِذَلِكَ نَتَكَلَّمُ، 14وَنَحْنُ عَالِمُونَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ مِنَ الْمَوْتِ سَوْفَ يُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً مَعَ يَسُوعَ، وَيُوقِفُنَا فِي حَضْرَتِهِ بِصُحْبَتِكُمْ. 15فَإِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ نُقَاسِيهَا مِنْ أَجْلِكُمْ، حَتَّى إِذَا فَاضَتِ النِّعْمَةُ فِي الْكَثِيرِينَ، تَجْعَلُ الشُّكْرَ يَفِيضُ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ. 16لِهَذَا، لاَ تَخُورُ عَزِيمَتُنَا! وَلَكِنْ، مَادَامَ الإِنْسَانُ الظَّاهِرُ فِينَا يَفْنَى، فَإِنَّ الإِنْسَانَ الْبَاطِنَ فِينَا يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. 17ذَلِكَ لأَنَّ مَا يُضَايِقُنَا الآنَ مِنْ صُعُوبَاتٍ بَسِيطَةٍ عَابِرَةٍ، يُنْتِجُ لَنَا بِمِقْدَارٍ لاَ يُحَدُّ وَزْنَةً أَبَدِيَّةً مِنَ الْمَجْدِ، 18إِذْ نَرْفَعُ أَنْظَارَنَا عَنِ الأُمُورِ الْمَنْظُورَةِ وَنُثَبِّتُهَا عَلَى الأُمُورِ غَيْرِ الْمَنْظُورَةِ. فَإِنَّ الأُمُورَ الْمَنْظُورَةَ إِنَّمَا هِيَ إِلَى حِينٍ؛ وَأَمَّا غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ فَهِيَ أَبَدِيَّةٌ.

 

4 فلذلِك، إِذْ قَدْ رُحِمْنا فقُلِّدْنا هذهِ الخِدْمَةَ، لا نَفشَل؛ 2 بل نَنْبُذُ الحَياءَ ومكنوناتِه؛ غَيرَ سالِكينَ بالمَكْرِ، ولا مُفْسِدينَ كلِمَةَ الله؛ بل بإِظهارِ الحَقِّ نُوَصّي بأَنْفُسِنا لَدى ضميرِ كُلِّ إِنْسانٍ، أَمامَ الله. 3 ولَئِنْ كانَ إِنجيلُنا لا ينْفَكُّ مَحْجوبًا، فإِنَّما هُوَ مَحجوبٌ عَنِ الهالِكينَ، 4 أُولئكَ الكَفَرَةِ الذينَ أَعْمَى إِلهُ هذا الدَّهْرِ بصائرَهم، لئلاَّ يُضيءَ لهم نورُ إِنجيلِ مَجْدِ المَسيحِ، الذي هُوَ صُورةُ الله. 5 لأَنَّا لا نَكرزُ بأَنْفُسِنا، بل بالمسيحِ يَسوعَ، الرَّبّ. أَمَّا نَحنُ فَعبيدٌ لكم مِن أَجلِ يَسوع. 6 لأَنَّ الإِلهَ الذي قال: "ليُشْرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ نُورٌ"، هُوَ الذي أَشْرَقَ في قُلوبِنا، لكي تَسْطَعَ فيها مَعْرِفَةُ مَجْدِ اللهِ، ((المُتَأَلّقِ)) في وَجْهِ المَسيح.

الحياة الرسولية شدَّة ورجاء
7
إِلاَّ أَنَّ هذا الكَنزَ نَحْمِلُهُ في آنيةٍ خَزفيَّةٍ، ((لكي يَتَّضِحَ)) أَنَّ هذهِ القُدرةَ الفيَّاضَةَ هيَ للهِ ولَيْسَتْ مِنَّا. 8 نَحْنُ مُضايَقونَ مِن كلِّ جانبٍ، ولكنَّا لا نَنْحَصِر؛ حائرونَ، ولكِنْ على غيرِ يَأس؛ 9 مُضطهَدونَ، ولكِنْ على غيرِ انْخِذال؛ مَطروحونَ، ولكِنْ على غير تلاشٍ؛ 10 نَحْمِلُ في الجَسَدِ، كلَّ حينٍ، مَوْتَ يَسوعَ، لِتَظْهرَ حياةُ يَسوعَ أَيضًا في جسدِنا. 11 لأَنَّا، نحنُ الأحياءَ، نسْلَمُ دائمًا الى الموتِ من أَجْلِ يَسوعَ، لتَظْهَرَ حياةُ يسوعَ أَيضًا في جَسَدِنا المائِت. 12 فالمَوتُ إِذَنْ يَعْملُ فينا، والحياةُ فيكم. 13 فإِذْ فينا روحُ الإيمانِ الواحِدُ، المكتوبُ عَنهُ: "إِنّي آمَنْتُ، ولذلكَ تكلَّمْتُ"، فنَحْنُ أَيضًا نُؤْمِنُ، ولذلكَ نَتَكَلَّم؛ 14 لِعِلْمِنا بأَنَّ الذي أَقامَ الرَّبَّ يَسوعَ، سَيُقيمُنا نَحنُ أَيضًا، مَعَ يَسوعَ، ويُظْهِرُنا مَعَكم أَمامَه. 15 كلُّ ذلكَ إِنَّما هوَ مِنْ أَجْلِكُم، حتَّى إِذا ما تكاثَرتِ النِّعْمةُ، تُجْزِلُ الشُّكْرَ في ((قُلوبِ)) الأَكْثرينَ، لمَجْدِ الله. 16 ولذلكَ لَسْنا نَفْشَل. بَلْ، ولَئِنْ كانَ إِنسانُنا الظَّاهِرُ يَنهَدِمُ، فإِنسانُنا الباطِنُ يَتَجَدَّدُ يومًا فيومًا. 17 لأَنَّ الضِّيقَ الحاليَّ، الخفيفَ، يُنْشِئُ لَنا ثِقَلَ مَجدٍ أَبَدِيًّا، يَفوقُ القِياسَ في السُّموّ؛ 18 إِذْ لا نَنْظُرُ الى ما يُرى، بلْ الى ما لا يُرى، فإِنَّ ما يُرى إِنَّما هوَ وَقْتيٌّ، وأَمَّا ما لا يُرى فهوَ أَبديّ.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ

1لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. 2فَإِنَّنَا فِي هَذِهِ أَيْضاً نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. 3وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. 4فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ. 5وَلَكِنَّ الَّذِي صَنَعَنَا لِهَذَا عَيْنِهِ هُوَ اللهُ، الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضاً عَرْبُونَ الرُّوحِ. 6فَإِذاً نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. 7لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَانِ. 8فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ. 9لِذَلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضاً مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ. 10لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً. 11فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضاً. 12لأَنَّنَا لَسْنَا نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لَدَيْكُمْ، بَلْ نُعْطِيكُمْ فُرْصَةً لِلاِفْتِخَارِ مِنْ جِهَتِنَا، لِيَكُونَ لَكُمْ جَوَابٌ عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْوَجْهِ لاَ بِالْقَلْبِ. 13لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ، أَوْ كُنَّا عَاقِلِينَ فَلَكُمْ. 14لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا. 15وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. 16إِذاً نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. 17إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. 18وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، 19أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. 20إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. 21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.

 

5 ونحنُ نَعرِفُ أنَّهُ إذا تَهدَّمَتْ خَيمَتُنا الأرضِيَّةُ الّتي نَحنُ فيها، فلَنا في السَّماءِ بَيتٌ أبَدِيٌّ مِنْ بِناءِ اللهِ غيرُ مَصنوعٍ بالأيدي.2وكم نَتأوَّهُ حَنينًا إلى أنْ نَلبَسَ فَوقَها بَيتَنا السَّماوِيَّ،3لأنَّنا متى لَبِسناهُ لا نكونُ عُراةً.4وما دُمنا في هذِهِ الخَيمةِ الأرضِيَّةِ فنَحنُ نَئِنُّ تَحتَ أثقالِنا، لا لأنَّنا نُريدُ أنْ نَتَعرَّى مِنْ جَسدِنا الأرضِيِّ، بَلْ لأنَّنا نُريدُ أنْ نَلبَسَ فَوقَهُ جَسَدَنا السَّماوِيَّ حتّى تَبتَلِعَ الحياةُ ما هوَ زائِلٌ فينا.5والله هوَ الّذي أعَدَّنا لِهذا المَصيرِ ومنَحَنا عُربونَ الرُّوحِ. 6ولذلِكَ لا نَزالُ واثِقينَ كُلَّ الثِّقَةِ، عارِفينَ أنَّنا ما دُمنا مُقيمينَ في هذا الجَسَدِ، فنَحنُ مُغتَرِبونَ عَنِ الرَّبِّ،7لأنَّنا نَهتَدي بإيمانِنا لا بِما نَراهُ.8فنَحنُ إذًا واثِقونَ، ونُفَضِّلُ أنْ نَغتَرِبَ عَنْ هذا الجَسَدِ لِنُقيمَ معَ الرَّبِّ. 9وسواءٌ كُنَّا مُقيمينَ أو مُغتَرِبينَ، فغايتُنا رِضى الرَّبِّ، 10لأنَّنا لا بُدَّ أنْ نَظهَرَ جميعًا لدى مَحكَمَةِ المَسيحِ لِيَنالَ كُلُّ واحدٍ جَزاءَ ما عَمِلَهُ وهوَ في الجَسَدِ، أخَيرًا كانَ أمْ شَرًّا.

المصالحة مع الله
11
ونَحنُ نُقنِعُ النّاس َ لأنَّنا نَعرِفُ مَخافَةَ الرَّبِّ. أمَّا اللهُ فيَعرِفُنا تَمامَ المَعرِفَةِ، وأرجو أنْ تَعرِفونا أنتُم أيضًا في ضَمائِرِكُم تَمامَ المَعرِفَةِ. 12ونَحنُ لا نُريدُ أنْ نَعودَ إلى تَعظيمِ شأنِنا، بَلْ نُريدُ أنْ نُعطِيَكُم سبَبًا لِلافتخارِ بِنا، فيكونُ لكُم ما تَرُدُّونَ بِه على الّذينَ يَفتَخِرونَ بِظاهِرِ الإنسانِ لا بِما في قَلبِهِ. 13فإنْ كُنَّا مَجانينَ فَلِلَّهِ، وإنْ كُنّا عُقلاءَ فلأجلِكُم. 14ونَحنُ أسرى مَحبَّةِ المَسيحِ، بَعدَما أدرَكْنا أنَّ واحدًا ماتَ مِنْ أجلِ جميعِ النّاس ِ، فجَميعُ النّاس ِ شارَكوهُ في مَوتِهِ. 15وهوَ ماتَ مِنْ أجلِهِم جميعًا حتّى لا يَحيا الأحياءُ مِنْ بَعدُ لأنفُسِهِم، بَلْ لِلَّذي ماتَ وقامَ مِنْ أجلِهِم. 16فنَحنُ لا نَعرِفُ أحدًا بَعدَ اليومِ حسَبَ الجَسَدِ. وإذا كُنَّا عَرَفنا المَسيحَ يومًا حسَبَ الجَسَدِ، فنَحنُ لا نَعرِفُهُ الآنَ هذِهِ المَعرِفَةَ. 17وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ. 18وهذا كُلُّهُ مِنَ اللهِ الّذي صالَحَنا بالمَسيحِ وعهِدَ إلَينا خِدمَةَ المُصالَحَةِ، 19أي إنَّ اللهَ صالَحَ العالَمَ معَ نَفسِهِ في المَسيحِ وما حاسَبَهُم على زلاَّتِهِم، وعهِدَ إلَينا أنْ نُعلِنَ هذِهِ المُصالَحَةَ. 20 فنَحنُ سُفراءُ المَسيحِ، وكأنَّ اللهَ نَفسَهُ يَعِظُ بألسِنَتِنا. فنُناشِدُكُم باسمِ المَسيحِ أنْ تَتصالَحوا معَ اللهِ، 21لأنَّ الّذي ما عَرَفَ الخَطيئَةَ جعَلَهُ اللهُ خَطيئَةً مِنْ أجلِنا لِنَصيرَ بِه أبرارًا عِندَ اللهِ.

 

القيام بالرسالة
5
ونَحنُ نَعلَمُ أَنَّه إِذا هُدِمَ بَيتُنا الأَرْضِيّ، وما هو إِلاَّ خَيمَة، فلَنا في السَّمَواتِ مَسكِنٌ مِن صُنعِ الله، بَيتٌ أَبَدِيٌّ لم تَصنَعْه الأَيْدي.2وإِنَّنا، ونَحنُ في هذه الحال، نَئِنُّ حَنينًا إِلى لُبْسِ مَسكِنِنا السمَّاوِيِّ فَوقَ الآخَر،3 على أَن نَكونَ لابِسينَ لا عُراة.4ولِذلكَ نَئِنُّ مُثْقَلينَ ما دُمْنا في هذِه الخَيمَة، لأَنَّنا لا نُريدُ أَن نَخلَعَ ما نَلبَس، بل نُريدُ أَن نَلبَسَ ذاك فَوقَ هذا، حَتَّى تَبتَلِعَ الحَياةُ ما هو زائِل.5والَّذي أَعَدَّنا لِهذا المَصير هو اللهُ الَّذي أَعطانا عُربونَ الرُّوح . 6 لِذلِكَ فلَمَّا كُنَّا واثِقينَ في كُلِّ حين، على عِلمِنا بِأَنَّنا، ما دُمنا في هذا الجَسَد، نَحنُ في هِجرَةٍ عنِ الرَّبّ،7 لأَنَّنا نَسيرُ في الإِيمانِ لا في العِيان8000 فنَحنُ إِذًا واثِقون، ونَرى منَ الأَفضَلِ أَن نَهجُرَ هذا الجَسَد لِنُقيمَ في جِوارِ الرَّبّ. 9 ولِذلِكَ أَيضًا نَطمَحُ إِلى نَيلِ رِضاه، أَقَمْنا في هذا الجَسَدِ أَم هَجَرْناه،. 10 لأَنَّه لابُدَّ لَنا جَميعًا مِن أَن يُكشَفَ أَمرُنا أَمامَ مَحْكَمةِ المسيح لِيَنالَ كُلُّ واحِدٍ جَزاءَ ما عَمِلَ و هو في الجَسَد، أَخيرًا كانَ أَم شَرًّا. 11 أَمَّا ونَحنُ عالِمونَ بِمخافَةِ الرَّبّ، فإِنَّنا نُحاوِلُ إِقناعَ النَّاس. وأَمرُنا مَكْشوفٌ لله. وَأَرُجو أَن يَكونَ مَكْشوفًا في ضَمائِرِكُم أَيضًا. 12 ولا نَعودُ إِلى التَّوصِيَةِ بأَنفُسِنا في أَعيُنِكُم، بل نَجعَلُ لَكم سَبيلاً لِلافتِخارِ بِنا، فيُمكِنَكُم أَن تَرُدُّوا على الَّذينَ يَفتَخِرونَ بِالظَّاهِرِ لا بِالباطِن. 13 فإِن خَرَجْنا عَن صَوابِنا ففي سَبيلِ الله، وإِن تَعقَّلْنا ففي سَبيلِكَم، 14لأَنَّ مَحبَّةَ المسيحِ تَأخُذُ بِمَجامٍعِ قَلْبِنا عِندَما نُفكِّرُ أَنَّ واحِدًا قد ماتَ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاس، فجَميعُ النَّاسِ إِذًا قد ماتوا.15ومِن أَجْلِهِم جَميعًا ماتَ، كَيلا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم. 16فنَحنُ لا نَعرِفُ أَحَدًا بَعدَ اليَومِ مَعرِفةً بَشَرِيَّة. فإِذا كُنَّا قد عَرَفْنا المسيحَ يَومًا مَعرِفةً بَشَرِيَّة، فلَسْنا نَعرِفُه الآنَ هذِه المَعرِفَة. 17فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة. 18وهذا كُلُّه مِنَ اللهِ الَّذي صالَحَنا بِالمسيح وأَعْطانا خِدمَةَ المُصالَحَة، 19 ذلك بِأَنَّ اللهَ كانَ في المَسيحِ مُصالِحًا لِلعالَم وغَيرَ مُحاسِبٍ لَهم على زَلاَّتِهم، ومُستَودِعًا إِيَّانا كَلِمَةَ المُصالَحَة.20 فنَحنُ سُفَراءُ في سَبيلِ المسيح وكأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِأَلسِنَتِنا. فنَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تَدَعوا اللّهَ يُصالِحُكُم. 21 ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله.

 

سنقف جميعاً أمام عرش المسيح

5

فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَتَى تَهَدَّمَتْ خَيْمَتُنَا الأَرْضِيَّةُ الَّتِي نَسْكُنُهَا الآنَ، يَكُونُ لَنَا بِنَاءٌ مِنَ اللهِ: بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ أَيْدِي الْبَشَرِ، أَبَدِيٌّ فِي السَّمَاوَاتِ. 2فَالْوَاقِعُ أَنَّنَا، وَنَحْنُ فِي هَذَا الْمَسْكِنِ، نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ بَدَلاً مِنْهُ بَيْتَنَا السَّمَاوِيَّ، 3حَتَّى إِذَا لَبِسْنَاهُ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. 4ذَلِكَ أَنَّنَا، نَحْنُ السَّاكِنِينَ فِي هَذِهِ الْخَيْمَةِ، نَئِنُّ كَمَنْ يَحْمِلُ ثِقْلاً، فَنَحْنُ لاَ نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا، بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكِنَنَا السَّمَاوِيَّ، فَتَبْتَلِعَ الْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا. 5وَالَّذِي أَعَدَّنَا لِهَذَا الأَمْرِ بِعَيْنِهِ هُوَ اللهُ ، وَقَدْ أَعْطَانَا الرُّوحَ عُرْبُوناً أَيْضاً. 6لِذَلِكَ نَحْنُ وَاثِقُونَ دَائِماً، وَعَالِمُونَ أَنَّنَا مَادُمْنَا مُقِيمِينَ فِي الْجَسَدِ، نَبْقَى مُغْتَرِبِينَ عَنِ الرَّبِّ، 7لأَنَّنَا نَسْلُكُ بِالإِيمَانِ لاَ بِالْعِيَانِ. 8فَنَحْنُ وَاثِقُونَ إِذَنْ، وَرَاضُونَ بِالأَحْرَى أَنْ نَكُونَ مُغْتَرِبِينَ عَنِ الْجَسَدِ وَمُقِيمِينَ عِنْدَ الرَّبِّ. 9وَلِذَلِكَ أَيْضاً نَحْرِصُ أَنْ نُرْضِيَهُ، سَوَاءٌ أَكُنَّا مُقِيمِينَ أَمْ مُغْتَرِبِينَ. 10إِذْ لاَبُدَّ أَنْ نَقِفَ جَمِيعاً مَكْشُوفِينَ أَمَامَ عَرْشِ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا اسْتِحْقَاقَ مَا عَمِلَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَسَدِ، أَصَالِحاً كَانَ أَمْ رَدِيئاً!

 

تصالحوا مع الله

11فَبِدَافِعِ وَعْيِنَا لِرَهْبَةِ الرَّبِّ، نُحَاوِلُ إِقْنَاعَ النَّاسِ. وَلَكِنَّنَا ظَاهِرُونَ أَمَامَ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ نَكُونَ ظَاهِرِينَ أَيْضاً فِي ضَمَائِرِكُمْ. 12لَيْسَ أَنَّنَا عُدْنَا إِلَى مَدْحِ أَنْفُسِنَا أَمَامَكُمْ؛ بَلْ إِنَّمَا نُقَدِّمُ لَكُمْ مُبَرِّراً لِلافْتِخَارِ بِنَا، لِيَكُونَ لَكُمْ حُجَّةٌ تَرُدُّونَ بِهَا عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْمَظَاهِرِ لاَ بِمَا فِي الْقَلْبِ. 13أَتُرَانَا فَقَدْنَا صَوَابَنَا؟ إِنَّ ذَلِكَ لأَجْلِ اللهِ. أَمْ تُرَانَا مُتَعَقِّلِينَ؟ إِنَّ ذلِكَ لأَجْلِكُمْ. 14فَإِنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تُسَيْطِرُ عَلَيْنَا، وَقَدْ حَكَمْنَا بِهَذَا: مَادَامَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ عِوَضاً عَنِ الْجَمِيعِ، فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الْجَمِيعَ مَاتُوا؛ 15وَهُوَ قَدْ مَاتَ عِوَضاً عَنِ الْجَمِيعِ حَتَّى لاَ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِي مَا بَعْدُ لأَنْفُسِهِمْ بَلْ لِلَّذِي مَاتَ عِوَضاً عَنْهُمْ ثُمَّ قَامَ.

16إِذَنْ، نَحْنُ مُنْذُ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً مَعْرِفَةً بَشَرِيَّةً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ مَعْرِفَةً بَشَرِيَّةً، فَنَحْنُ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ هَكَذَا بَعْدُ. 17فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً. 18وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالْمَسِيحِ، ثُمَّ سَلَّمَنَا خِدْمَةَ هَذِهِ الْمُصَالَحَةِ. 19ذَلِكَ أَنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ عَلَيْهِمْ خَطَايَاهُمْ، وَقَدْ وَضَعَ بَيْنَ أَيْدِينَا رِسَالَةَ هَذِهِ الْمُصَالَحَةِ. 20فَنَحْنُ إِذَنْ سُفَرَاءُ الْمَسِيحِ، وَكَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا نَتَوَسَّلُ بِالنِّيَابَةِ عَنِ الْمَسِيحِ مُنَادِينَ: «تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ!» 21فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.

 

5 فإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ، إِذا نُقِضَ هذا الخِباءُ -مَسكِنُنا الأَرضيُّ- فَلَنا، في السَّمواتِ، مَسْكِنٌ مِنَ اللهِ، بَيْت لم تَصْنَعْهُ الأَيْدي، أَبديّ. 2 فلذلك نَحِنُّ في وَضْعِنا هذا، مُتَشوِّقينَ أَنْ نَلْبَسَ بَيْتَنا السَّماويَّ فَوقَ الآخَرِ، 3 إِنْ نَحنُ وُجِدْنا لابسينَ لا عُراةً. 4 فإِنَّا، ما دُمْنا في هذا الخِباءَ، نَحِنُّ مُثْقَلينَ، لأَنَّا لا نُريدُ أَنْ نَخْلَعَهُ، بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهُ، حتَّى تَبْتَلِعَ الحياةُ ما هوَ مائِتٌ فينا. 5 والذي أَعدَّنا لذلكَ، هُوَ اللهُ، الذي أَعْطانا عُربونَ الرُّوح. 6 فنحنُ إِذَنْ واثِقونَ على الدَّوامِ، وعالِمونَ أَنَّا -ما دُمْنا مُسْتَوطنينَ في الجَسَدِ- مُتَغرِّبونَ عنِ الرَّبِّ، 7 لأَنَّا نَسْلُك بالإِيمانِ لا بالعِيان... 8 فَنَثِقُ إِذَنْ، ونُؤْثِرُ أَنْ نَتَغَرَّبَ عنِ الجَسَدِ، ونَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبّ. 9 فلذلكَ نَحْرِصُ أَنْ نُرضِيَهُ، مُسْتوطنينَ كُنَّا ((في الجَسَدِ)) أَمْ متغرِّبين؛ 10 إِذ لا بُدَّ أَنْ نَظْهَرَ جميعُنا أَمامَ مِنْبَرِ المسيحِ، لِيَنالَ كُلُّ واحدٍ على حَسَبِ ما صَنَعَ بالجَسَدِ، خيرًا كانَ أَمْ شرًّا.

محبة المسيح حافز الغيرة الرسولية
11
فإِذْ نَعْلَمُ ((ما)) مخافَةُ الرَّبِّ، ((نَسْعى)) لإِقْناعِ النَّاس. أَمَّا اللهُ، فنَحْنُ ظاهرونَ لَه؛ وأَرْجو أَنْ نَكونَ ظاهِرينَ في ضَمائِرِكم أَيضًا. 12 ولَسْنا نَعودُ فنُوَصِّي بأَنْفُسِنا عِنْدَكُم؛ وإِنَّما نُقدِّمُ لكم مَنْدوحةً لِلافْتخارِ بِنا، لكي يكونَ لكم ما تُجيبونَ بهِ الذينَ يَفتخرونَ بما هو ظاهرٌ، لا بما هوَ في القَلْب. 13 فإِنَّا، إِنْ تَعدَّيْنا حُدودَ التعَقُّلِ، فَللّه؛ وإِنْ كُنَّا مُتَعقِّلينَ، فَلَكُم. 14 لأَنَّ محبَّةَ المسيحِ تحثُّنا، إِذْ نَعْتبرُ أَنَّهُ، إِذا كانَ واحدٌ قَدْ ماتَ عَنِ الجميعِ، فالجميعُ أَيضًا قد ماتوا ((مَعَه))؛ 15 وأَنَّهُ قَدْ ماتَ عنِ الجميعِ لكي لا يَحْيا الأَحْياءُ لأَنْفُسِهم في ما بَعْدُ، بل للذي ماتَ وقامَ لأَجْلِهم. 16 وعليهِ، فَمُنذُ الآنَ لا نَعْرِفُ أَحدًا بحَسَب الجَسَد؛ وإِنْ كنَّا قد عَرَفْنا المسيحَ بحَسَب الجَسَدِ، فالآنَ لا نَعْرِفُهُ كَذلك. 17 إِذَنْ، إِنْ كانَ أَحدٌ في المسيَحِ، فَهُوَ خَليقةٌ جديدة؛ فالقديمُ قدِ اضْمَحلَّ، وكلُّ شَيءٍ قد تجدَّد. 18 والكلُّ مِنَ اللهِ، الذي صالَحَنا مَعَ نَفْسِه بالمسيحِ، وائْتمنَنا على خِدْمَةِ المُصالَحة. 19 لأَنَّ اللهَ هوَ الذي صالَحَ، في المسيحِ، العالَمَ مَعَ نَفْسِهِ، ولم يَحْسُبْ عَلَيهم زلاَّتِهم، وأَوْدَعَنا كَلِمةَ المصالَحَة. 20 فنَحْنُ إِذنْ، سُفراءُ المسيح؛ كأَنَّما اللهُ يَعِظُ بنا. فَنُناشِدُكُم بالمسيح: أَنْ تَصالَحوا مَعَ الله! 21 إِنَّ الذي لَمْ يَعْرِفِ الخَطيئَةَ، جَعَلَهُ خطيئةً مِن أَجْلنا، لكي نَصيرَ نحنُ بِهِ، بِرَّ الله.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ (إِلَى ص 7: 1)

1فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً. 2لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. 3وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ. 4بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، 5فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، 6فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، 7فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. 8بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ. بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ. 9كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ. كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا. كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ. 10كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ. 11فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثِيُّونَ. قَلْبُنَا مُتَّسِعٌ. 12لَسْتُمْ مُتَضَيِّقِينَ فِينَا بَلْ مُتَضَيِّقِينَ فِي أَحْشَائِكُمْ. 13فَجَزَاءً لِذَلِكَ أَقُولُ كَمَا لأَوْلاَدِي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُتَّسِعِينَ! 14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ، 18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

(ص 7: 1)فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.

 

6 وإذًا، ففي عَمَلِنا معَ اللهِ نَطلُبُ أنْ لا يكونَ قُبولُكُم نِعمَةَ اللهِ لِغَيرِ فائِدَةٍ.2فهوَ يَقولُ: (( في وقتِ الرِّضى استَجَبتُ لكَ، وفي يومِ الخَلاصِ أعَنتُكَ)). وها هوَ الآنَ وَقتُ رِضى اللهِ، وها هوَ الآنَ يومُ الخَلاصِ.3لا نُريدُ أنْ نكونَ عائِقًا لأحدٍ في شيءٍ لِئَلاَّ يَنالَ خِدمَتَنا لَومٌ،4بَلْ ْ نُظهِرُ أنفُسَنا في كُلِّ شيءٍ أنَّنا خُدّامُ اللهِ بِصَبرِنا في الشَّدائدِ والحاجاتِ والمَشقّاتِ5والضَّربِ والسَّجنِ والاضطرابِ والتَّعبِ والسَّهرِ والصَّومِ،6بالنَّزاهَةِ والمَعرِفَةِ وطولِ البالِ والرِّفقِ ورُوحِ القَداسَةِ والمَحبَّةِ الخالِصَةِ،7بالكلامِ الصَّادِقِ وقُدرَةِ اللهِ وسِلاحِ الحَقِّ في الهُجومِ وفي الدِّفاعِ،8بِالكرامَةِ والمَهانَةِ، بِسوءِ السُّمعَةِ وحُسنِها. يَحسَبُنا النّاس ُ كاذِبينَ ونَحنُ صادِقونَ،9مَجهولينَ ونَحنُ مَعروفونَ، مائِتينَ وها نَحنُ أحياءُ، مُعاقَبينَ ولا نُقتلُ، 10مَحزونينَ ونَحنُ دائِمًا فرِحونَ، فُقراءَ ونُغني كثيرًا مِنَ النّاس ِ، لا شيءَ عِندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيءٍ. 11كلَّمناكُم بِصَراحَةٍ، يا أهلَ كورِنثوسَ، وفتَحْنا لكُمْ قُلوبَنا. 12نَحنُ لا نَضيقُ بِكُم، وإنَّما الضِّيقُ في قُلوبِكُم. 13 أُكَلِّمُكُم كما لَو كُنتُم أبنائي. عامِلونا بِمِثلِ ما نُعامِلُكُم، وافتَحوا أنتُم أيضًا قُلوبَكُم لنا.

نحن هيكل الله الحي
14
لا تَقتَرِنوا بِغَيرِ المُؤمنينَ في نِيرٍ واحدٍ. أيُّ صِلَةٍ بَينَ الخَيرِ والشَّرِّ؟ وأيُّ علاقَةٍ لِلنُّورِ بِالظَّلامِ؟ 15وأيُّ تَحالُفٍ بَينَ المَسيحِ وإبليسَ؟ وأيُّ شَرِكَةٍ بَينَ المُؤمِنِ وغَيرِ المُؤمِنِ؟ 16وأيُّ وِفاقٍ بَينَ هَيكَلِ الله والأوثانِ؟ فنَحنُ هَيكَلُ اللهِ الحيِّ. هكذا قالَ اللهُ: ((سأَسكُنُ بَينَهُم وأسيرُ معَهُم، وأكونُ إلَهَهُم ويكونونَ شَعبي. 17 لِذلِكَ اخرُجوا مِنْ بَينِهِم واترُكوهُم،يَقولُ الرَّبُّ. لا تَمَسُّوا ما هوَ نَجِسٌ، وأنا أتَقبَّلُكُم 18وأكونُ لكُم أبًا وتكونونَ لي بَنينَ وبَناتٍ، يَقولُ الرَّبُّ القَديرُ)).

 

6 ولمَّا كُنَّا نَعمَلُ معَ الله، فإِنَّنا نُناشِدُكم أَلاَّ تَنالوا نِعمَةَ اللهِ لِغَيرِ فائِدَة.2 فإِنَّه يَقول: (( في وَقتِ القَبولِ استَجَبتُكَ، وفي يَومِ الخَلاصِ أَغَثتُكَ )) . فها هُوَذا الآنَ وَقتُ القَبولِ الحَسَن، وها هُوَذا الآنَ يَومُ الخَلاص.3فإِنَّنا لا نَجعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَنالَ خِدمَتَنا لَوم،4 بل نُوَصِّي بِأَنفُسِنا في كُلِّ شَيءٍ على أَنَّنا خَدَمُ اللهِ بِثَباتِنا العَظيمِ في الشَّدائِدِ والمَضايِقِ والمَشَقَّات5والجَلْدِ والسِّجْنِ والفِتَن والتَّعَبِ والسَّهَرِ والصَّوم،6 بِالعَفافِ والمَعرِفَة والصَّبرِ واللُّطْفِ، بالرُّوحِ القُدُسِ والمَحبَّةِ بلا رِياء7 وكَلِمَةِ الحَقِّ وقُدرَةِ الله، بِسِلاحِ البِر، سِلاحِ الهُجومَ وسِلاحِ الدِّفاع،8 في الكَرامةِ والهَوان، في سُوءِ الذِّكْرِ وحُسنِه. نُحسَبُ مُضِلِّينَ ونَحنُ صادِقون،9 مَجهولِينَ ونَحنُ مَعروفون، مائِتِينَ وها إِنَّنا أَحْياء، مُعاقَبينَ ولا نُقتَل،10مَحْزونينَ ونَحنُ دائِمًا فَرِحون، فُقراءَ ونُغْني كَثيرًا مِنَ النَّاس، لاشَيءَ عندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيَء.

مودة وتحذير
11
خاطَبْناكُم بصَراحَةٍ، يا أَهْلَ قورنتُس، وفَتَحْنا لكُم قَلْبنا. 12 لَستُم في ضيقٍ عِندَنا، وإِنَّما أَنتُم في ضيقٍ في قُلوبِكم. 13 عامِلونا بِمِثْلِ ما نُعامِلُكم. إِنِّي أُكَلِّمُكُم كَلامي لأَبنائَي، فافتَحوا قُلوبَكم أَنتم أَيضًا.14لا تَكونوا مَقرونينَ بِغَيرِ المُؤمِنينَ في نِيرٍ واحِد. أَيُّ صِلَةٍ بَينَ البِرِّ والإِثْم؟ وأَيُّ اتِّحادٍ بَينَ النُّورِ والظُّلْمَة؟ 15وأَيُّ ائتِلافٍ بَينَ المسيحِ وبَليعار؟ وأَيُّ شَرِكَةٍ بَينَ المُؤمِنِ وغَيرِ المُؤمِن؟ 16 وأَيُّ وفاقٍ بَينَ هَيكَلِ اللهِ والأَوثان؟ فنَحنُ هَيكَلُ اللَّهِ الحَيّ، كما قالَ اللّه: (( سأَسكُنُ بَينَهُم وأَسيرُ بَينَهُم وأَكونُ إِلهَهُم وَيَكونونَ شَعْبي. 17 فاخْرُجوا إِذًا مِن بَينِهم وتَنَحَّوا ))، يَقولُ الرَّبّ. (( ولا تَمَسُّوا نَجِسًا، وأنا أَتَقبَّلُكم 18 وأَكونُ لَكم أَبًا وتَكونونَ لي بَنينَ وبَنات ))، يَقولُ الرَّبُّ القَدير

 

6

فَبِمَا أَنَّنَا عَامِلُونَ مَعاً عِنْدَ اللهِ، نَطْلُبُ أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُمْ لِنِعْمَةِ اللهِ عَبَثاً. 2فَإِنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتِ الْقَبُولِ اسْتَجَبْتُ لَكَ، وَفِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ». وَالآنَ هُوَ وَقْتُ الْقَبُولِ. الْيَوْمُ يَوْمُ الْخَلاَصِ! 3وَلَسْنَا نَتَصَرَّفُ أَيَّ تَصَرُّفٍ يَكُونُ عَثْرَةً لأَحَدٍ، حَتَّى لاَ يَلْحَقَ الْخِدْمَةَ أَيُّ لَوْمٍ. 4وَإِنَّمَا نَتَصَرَّفُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِمَا يُبَيِّنُ أَنَّنَا فِعْلاً خُدَّامُ اللهِ: فِي تَحَمُّلِ الْكَثِيرِ؛ فِي الشَّدَائِدِ وَالْحَاجَاتِ وَالضِّيقَاتِ وَالْجَلْدَاتِ 5وَالسُّجُونِ وَالاضْطِرَابَاتِ وَالأَتْعَابِ وَالسَّهَرِ وَالصَّوْمِ؛ 6فِي الطَّهَارَةِ وَالْمَعْرِفَةِ وَطُولِ الْبَالِ وَاللُّطْفِ؛ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْمَحَبَّةِ الْخَالِصَةِ مِنَ الرِّيَاءِ؛ 7فِي كَلِمَةِ الْحَقِّ وَقُدْرَةِ اللهِ؛ بِأَسْلِحَةِ الْبِرِّ فِي الْهُجُومِ وَالدِّفَاعِ؛ 8بِالْكَرَامَةِ وَالْهَوَانِ؛ بِالصِّيتِ السَّيِّيءِ وَالصِّيتِ الْحَسَنِ. نُعَامَلُ كَمُضَلِّلِينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ، 9كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا ، كَمُعَاقَبِينَ وَلاَ نُقْتَلُ، 10كَمَحْزُونِينَ وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَمَنْ لاَ شَيْءَ عِنْدَهُمْ وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.

11إِنَّنَا كَلَّمْنَاكُمْ، يَاأَهْلَ كُورِنْثُوسَ، بِصَرَاحَةِ فَمٍ وَرَحَابَةِ قَلْبٍ. 12إِنَّكُمْ مُتَضَايِقُونَ لاَ بِسَبَبِنَا بَلْ بِسَبَبِ عَوَاطِفِكُمْ 13وَلَكِنْ، عَلَى سَبِيلِ الْمُعَامَلَةِ بِالْمِثْلِ، وَأُخَاطِبُكُمْ كَأَوْلاَدٍ، لِتَكُنْ قُلُوبُكُمْ أَيْضاً رَحْبَةً!

 

نحن هيكل الله الحي

14لاَ تَدْخُلُوا مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ تَحْتَ نِيرٍ وَاحِدٍ. فَأَيُّ ارْتِبَاطٍ بَيْنَ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ بَيْنَ النُّورِ وَالظَّلاَمِ؟ 15وَأَيُّ تَحَالُفٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ إِبْلِيسَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيُّ وِفَاقٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَصْنَامِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، وَفْقاً لِمَا قَالَهُ اللهُ : «سَأَسْكُنُ فِي وَسَطِهِمْ، وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ إِلهَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْباً لِي... 17لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ، وَكُونُوا مُنْفَصِلِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلاَ تَلْمِسُوا مَا هُوَ نَجِسٌ، 18فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً، وَتَكُونُوا لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ»، هَذَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

 

بعض خطوط من وجه بولس
6
وبما أَنَّا مُعاوِنو ((اللهِ)) نُحرِّضُكم أَنْ لا يكونَ قَبولُكم نعمةَ اللهِ عَبَثًا. 2 فإِنَّهُ يقول: "إِنّي اسْتَجَبْتُ لكَ في وقتٍ مَرْضيٍّ، وأَعنْتُكَ في يومِ الخلاص". فها هوَذا الآنَ الوقتُ المَرضيّ؛ وها هوَذا الآنَ يومُ الخلاص. 3 ولَسنا نَأْتي بمَعْثَرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يَلْحقَ خِدْمَتَنا عَيْب؛ 4 بل في كُلِّ شيءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنا خُدَّامًا لله: بالصَّبرِ الكثيرِ في المَضايقِ، والشَّدائدِ، والمشقَّات؛ 5 تَحتَ الضَّرْبِ، وفي السُّجونِ، والاِضْطِراباتِ، والأَتعابِ، والأَسْهارِ، والأَصْوام؛ 6 بالطَّهارةِ، والمَعرفةِ، وطُولِ الأَناةِ، والرِّفْق؛ بالرُّوحِ القُدُس؛ بالمحبَّةِ الخالِصةِ، 7 وكلمةِ الحقِّ، وقُدْرةِ الله؛ بأَسْلحَةِ البِرِّ عنِ اليمينِ وعنِ اليَسار؛ 8 في المَجدِ والهَوانِ، في سُوءِ الصِّيتِ وحُسْنِه؛ ((نُحْسَبُ)) كأَنَّا مُضِلُّونَ ونَحنُ صادِقون؛ 9 كأَنَّا مَجهولونَ ونحنُ مَعروفون؛ كأَنَّا مائِتونَ وها نحنُ أَحياء؛ كأَنَّا مؤَدَّبونَ ولا نُقْتَل؛ 10 كأَنَّا حِزانٌ ونحنُ دائمًا فَرِحون؛ كأَنَّا مُعْوِزونَ ونحنُ نُغْني كثيرين؛ كأَنَا لا شيءٍ لنا ونحنُ نَمْلِكُ كُلَّ شيء.

احياء الثقة بين الرسول والكورنثيين
11
أَيُّها الكورنثيُّون، إِنَّ فَمَنا قدِ انفَتَحَ إِليكم وقَلبَنا قَدِ اتَّسَع! 12 لَسْتُم مُتَضايقينَ فينا؛ إِنَّما أَنتُم مُتضايقونَ في أَحْشائِكمِ. 13 فَمُكافَأَةً لذلكَ -وإِنَّما أكُلِّمُكم كأَبنائي- وَسّعوا أَنتم أَيضًا قُلوبَكم. 14 لا تَشْتَرِكوا مَعَ الكَفرةِ تَحتَ نِيرٍ واحد؛ إِذْ أَيُّ شِرْكةٍ بَيْنَ البِرِّ والإِثْم؟ وأَيُّ مُخالَطَةٍ للنُّورِ مَعَ الظُّلْمَة؟ 15 وأَيُّ ائتِلافٍ للمسيحِ مَعَ بَلِيعالَ؟ وأَيُّ حَظٍّ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ الكافِر؟ 16 وأَيُّ وِفاقٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثان؟ فإِنَّا نَحنُ هَيْكَلُ اللهِ الحَيِّ، على حَسَبِ ما قالَ الله، "إِنّي سأَسْكُنُ فيهم، وأَسيرُ في ما بَينَهُم؛ وأكَونُ لَهُم إِلهًا، ويكونونَ لي شَعْبًا 17 فاخْرُجوا إِذنْ مِن بَينِهم وَاعْتَزِلوا، يقول الربّ. لا تَمَسُّوا شَيئًا نَجِسًا وأَنا أَقبلُكم؛ 18 وأكَونُ لكم أَبًا وتكونونَ لي بَنينَ وبَناتٍ، يقولُ الرَّبُّ القدير".

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ (مِنْ ع 2)

2اِقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَداً. لَمْ نُفْسِدْ أَحَداً. لَمْ نَطْمَعْ فِي أَحَدٍ. 3لاَ أَقُولُ هَذَا لأَجْلِ دَيْنُونَةٍ، لأَنِّي قَدْ قُلْتُ سَابِقاً إِنَّكُمْ فِي قُلُوبِنَا لِنَمُوتَ مَعَكُمْ وَنَعِيشَ مَعَكُمْ. 4لِي ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ بِكُمْ. لِي افْتِخَارٌ كَثِيرٌ مِنْ جِهَتِكُمْ. قَدِ امْتَلَأْتُ تَعْزِيَةً وَازْدَدْتُ فَرَحاً جِدّاً فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا. 5لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ. مِنْ دَاخِلٍ مَخَاوِفُ. 6لَكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ. 7وَلَيْسَ بِمَجِيئِهِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي تَعَزَّى بِهَا بِسَبَبِكُمْ وَهُوَ يُخْبِرُنَا بِشَوْقِكُمْ وَنَوْحِكُمْ وَغَيْرَتِكُمْ لأَجْلِي، حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَرَ. 8لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ. 9اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ. 10لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً. 11فَإِنَّهُ هُوَذَا حُزْنُكُمْ هَذَا عَيْنُهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، كَمْ أَنْشَأَ فِيكُمْ مِنَ الاِجْتِهَادِ، بَلْ مِنَ الاِحْتِجَاجِ، بَلْ مِنَ الْغَيْظِ، بَلْ مِنَ الْخَوْفِ، بَلْ مِنَ الشَّوْقِ، بَلْ مِنَ الْغَيْرَةِ، بَلْ مِنَ الاِنْتِقَامِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَظْهَرْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ فِي هَذَا الأَمْرِ. 12إِذاً وَإِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ، فَلَيْسَ لأَجْلِ الْمُذْنِبِ وَلاَ لأَجْلِ الْمُذْنَبِ إِلَيْهِ، بَلْ لِكَيْ يَظْهَرَ لَكُمْ أَمَامَ اللهِ اجْتِهَادُنَا لأَجْلِكُمْ. 13مِنْ أَجْلِ هَذَا قَدْ تَعَزَّيْنَا بِتَعْزِيَتِكُمْ. وَلَكِنْ فَرِحْنَا أَكْثَرَ جِدّاً بِسَبَبِ فَرَحِ تِيطُسَ، لأَنَّ رُوحَهُ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكُمْ جَمِيعاً. 14فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ افْتَخَرْتُ شَيْئاً لَدَيْهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَمْ أُخْجَلْ، بَلْ كَمَا كَلَّمْنَاكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ بِالصِّدْقِ، كَذَلِكَ افْتِخَارُنَا أَيْضاً لَدَى تِيطُسَ صَارَ صَادِقاً. 15وَأَحْشَاؤُهُ هِيَ نَحْوَكُمْ بِالزِّيَادَةِ، مُتَذَكِّراً طَاعَةَ جَمِيعِكُمْ، كَيْفَ قَبِلْتُمُوهُ بِخَوْفٍ وَرَِعْدَةٍ. 16أَنَا أَفْرَحُ إِذاً أَنِّي أَثِقُ بِكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

 

7 هذِهِ الوُعودُ وهَبَها اللهُ لنا، أيُّها الإخوةُ، فلنُطَهِّرْ أنفُسَنا مِنْ كُلِّ ما يُدنِّسُ الجَسَدَ والرُّوحَ، ساعينَ إلى القَداسَةِ الكامِلَةِ في مَخافَةِاللهِ. 2 افسَحوا لنا مكانًا في قُلوبِكُم، فما أسأْنا إلى أحَدٍ ولا آذَينا أحَدًا ولا احتَلنا على أحَدٍ.3لا أقولُ هذا لأَدينَكُم، لأنِّي قُلتُ لكُم مِنْ قَبلُ إنَّكُم في قُلوبِنا لِنَعيشَ معًا أو نَموتَ معاً.4فأنا عَظيمُ الثِّقَةِ بِكُم وكثيرُ الافتِخارِ. ومعَ كُلِّ مَصاعِبِنا، فقَلبي مُمتَلِئٌ بِالعَزاءِ فائِضٌ فَرَحًا. 5فما عرَفَ جَسَدُنا الرّاحَةَ عِندَ وصولِنا إلى مكدونِيَّةَ، بَلْ كانَت المَصاعِبُ تُواجِهُنا مِنْ كُلِّ جِهةٍ: صِراعٌ في الخارِجِ ومَخاوِفُ في الدّاخِلِ.6ولكِنَّ اللهَ الّذي يُعزّي المُتَّضِعينَ عَزّانا بِمَجيءِ تيطُسَ،7 لا بِمَجيئِهِ فَقط، بَلْ بالعَزاءِ الّذي نالَهُ مِنكم. وازدادَ سُروري بِما أخبَرَنا عَنْ شَوقِكُم وحُزنِكُم وغَيرتِكُم علَيَّ. 8فإذا كُنتُ أحزَنتُكُم بِرِسالّتي ، فما أنا نادِمٌ على أنِّي كَتَبتُها. وإذا نَدِمتُ، حينَ رأيتُ أنَّها أحزَنَتكُم لَحظَةً،9فأنا أفرَحُ الآنَ، لا لأنِّي أحزَنتُكُم، بَلْ لأنَّ حُزنَكُم جَعلَكُم تَتوبونَ. وهوَ حُزنٌ مِنَ اللهِ، فما نالَكُم مِنَّا أيَّةُ خَسارَةٍ. 10لأنَّ الحُزنَ الّذي مِنَ اللهِ يُؤدّي إلى تَوبَةٍ فيها خَلاصٌ ولا ندَمَ علَيها، وأمَّا الحُزنُ الّذي مِنَ الدُّنيا فيُؤدّي إلى الموتِ. 11 فانظُروا كيفَ أدَّى هذا الحُزنُ الّذي مِنَ اللهِ إلى اهتِمامِكُم بِنا، بَلْ اعتِذارِكُم واستِنكارِكُم وخَوفِكُم وشَوقِكُم وغَيرَتِكُم وعِقابِكُم! وبَرهَنتُم في كُلِّ شيءٍ على أنَّكُم أبرِياءُ مِنْ كُلِّ ما حَدَثَ. 12 فأنا ما كَتَبتُ إلَيكُم، إذًا، مِنْ أجلِ الظّالِمِ ولا مِنْ أجلِ المَظلومِ، بَلْ لِتَظهَرَ لكُمْ أمامَ اللهِ شِدَّةُ اهتِمامِكُم بِنا، 13فكانَ عَزاؤُكُم عَزاءً لَنا. ويُضافُ إلى عَزائِنا هَذا ازديادُ سُرورِنا كثيرًا بِفرَحِ تيطُسَ، لأنَّهُ لَقِيَ مِنكُم جميعًا ما أراحَ بالَهُ. 14 وإذا كنتُ أظهَرتُ لَه افتِخاري بِكُم، فأنا لا أخجَلُ بِه. فكَما صَدَقْنا في كُلِّ ما قُلناهُ لكُم، فكذلِكَ صَدَقْنا في افتِخارِنا بِكُم لَدى تيطُسَ. 15ويَزدادُ قَلبُهُ مَحبَّةً لكُم، كُلَّما تَذكَّرَ طاعَتَكُم جميعًا وكيفَ قبِلتُموهُ بخَوفٍ ورِعدَةٍ. 16وكَمْ يَسُرُّني أنْ أثِقَ بِكُمْ في كُلِّ شيءٍ.

 

7 ولَمَّا كانَت لنا، أَيُّها الأَحِبَّاء، هذِه المَواعِد، فلْنُطَهِّرْ أَنْفُسَنا مِن أَدناسِ الجَسَدِ والرُّوحِ كُلِّها، مُتَمِّمينَ تَقْديسَنا في مَخافةِ الله. 2 تَفَهَّموا كَلامَنا بِرَحابَةِ صَدْر، فإِنَّنا لم نَظلِمْ أَحَدًا ولَم نُفقِرْ أَحَدًا ولَم نَستَغِلَّ أَحَدًا.3 لا أَقولُ ذلِكَ لِلحُكْمِ علَيكم، فقَد قُلتُ لَكم مِن قبلُ إِنَّكم في قُلوبِنا على الحَياةِ والمَوت.4 لي ثِقَةٌ بِكُم كَبيرة، وأَنا عَظيمُ الاِفتِخارِ بكُم. قدِ امتَلأَتُ بِالعَزاء وفاضَ قَلْبي فَرَحًا في شَدائِدِنا كُلِّها.

بولس في مقدونية وطيطس يلحق به
5
فلَمَّا قَدِمنا مَقْدونِية، لم يَعرِفْ ضُعفُنا البَشَرِيُّ الرَّاحَة، بل عانَينا الشَّدائِدَ على أَنْواعِها: حُروبٌ في الخارِج ومَخاوِفُ في الدَّاخِل.6ولكِنَّ اللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَواضِعينَ قد عَزَّانا بِمَجيءِ طيطُس،7 لا بِمَجِيئه فَقَط، بل بِالعَزاءِ الَّذي تَلَقَّاه مِنكم. وقد أَطلَعَنا على شَوقِكُم وحُزنِكُم وحَمِيَّتكُم لي، حَتَّى إِنِّي ازدَدتُ فَرَحًا. 8 فإِذا كُنتُ قد أَحزَنتُكُم بِرِسالَتي، فَما أَنا بِنادِمٍ على ذلِك، و إذا نَدِمتُ ـ وأَرى أَنَّ تِلكَ الرِّسالَةَ أَحزَنَتْكُم ولَو حِينًا ـ9 فإِنِّي أَفرَحُ الآن، لا لِما نالَكم مِنَ الحُزْن، بل لأَنَّ حُزنَكُم حَمَلَكُم على التَّوبَة. فقَد حَزِنتُم لِلّه، فلَم يَنَلْكُم مِنَّا أَيُّ خُسْران،10لأَنَّ الحُزْنَ للهِ يُورِث تَوبَةً تُؤَدِّي إِلى الخَلاص ولا نَدَمَ عَلَيها، في حِينِ أَنَّ حُزنَ الدُّنْيا يُورِثُ المَوت. 11فانظُروا ما أَورَثَكم هذا الحُزنُ لِله: فأَيُّ حَمِيَّةٍ ، بل أَيُّ اعتِذارٍ وغَيظٍ وخَوفٍ وشَوقٍ وَنخْوَةٍ وعِقاب! وقَد بَرهَنْتُم في كُلِّ شَيءٍ على أَنَّكُم أَبْرِياءُ مِن ذلِكَ الأَمْر. 12فإِذا كَتَبتُ إِلَيكُم، فإِِنِّي أَفعَلُ ذلك لا مِن أَجْلِ الظَّالِم ولا مِن أَجْلِ المَظْلوم، بل لِيَتَّضِحَ لَكم أَمامَ اللهِ ما أَنتُم علَيه مِنَ الحَمِيَّةِ لَنا، 13 ولذلك لَقينا العَزاء. ويُضافُ إلى عَزائِنا هذا أَنَّ فَرَحَنا ازْدادَ ازدِيادًا فائِقًا بِفرَحِ طيطُس لِلاِطمِئنانِ الَّذي نالَه مِنكم أَجمَعين. 14وإِِنِّي، إِذا افتَخَرتُ بِكُم في شيَءٍ أَمامَه، لم أَخجَلْ بِه. فكَما قُلْنا لَكُمُ الحَقَّ في كُلِّ شَيءٍ فكَذلكَ كانَ افتِخارُنا بِكُم عِندَ طيطُسَ حَقّاً. 15ويَزدادُ حَنانُه علَيكم، عِندَما يَتَذَكَّرُ طاعَتَكم جَميعًا وكَيفَ تَلَقَّيتُموه بِخَوفٍ ورِعدَة. 16وَيسُرُّني أَن أَعتَمِدَ علَيكُم في كُلِّ شَيء.

 

7

فَإِذْ نِلْنَا هَذِهِ الْوُعُودَ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُطَهِّرْ أَنْفُسَنَا مِنْ كُلِّ مَا يُدَنِّسُ الْجَسَدَ وَالرُّوحَ، وَنُكَمِّلِ الْقَدَاسَةَ فِي مَخَافَةِ اللهِ.

2أَفْسِحُوا لَنَا مَكَاناً فِي قُلُوبِكُمْ: فَنَحْنُ لَمْ نُعَامِلْ أَحَداً مُعَامَلَةً ظَالِمَةً، وَلَمْ نُؤْذِ أَحَداً، وَلَمْ نَسْتَغِلَّ أَحَداً. 3لاَ أَقُولُ هَذَا لأَدِينَكُمْ. فَإِنَّكُمْ، كَمَا قُلْتُ سَابِقاً، فِي قُلُوبِنَا، حَتَّى إِنَّنَا نَمُوتُ مَعَكُمْ أَوْ نَحْيَا مَعَكُمْ! 4كَبِيرَةٌ ثِقَتِي بِكُمْ، وَعَظِيمٌ افْتِخَارِي بِكُمْ. إِنِّي مُمْتَلِيءٌ تَشْجِيعاً وَفَائِضٌ فَرَحاً فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا. 5فَإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلَى مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ، لَمْ تَذُقْ أَجْسَادُنَا طَعْمَ الرَّاحَةِ، بَلْ وَاجَهَتْنَا الضِّيقَاتُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ: إِذْ كَثُرَ حَوْلَنَا النِّزَاعُ، وَزَادَ فِي دَاخِلِنَا الْخَوْفُ. 6إِلاَّ أَنَّ اللهَ ، الَّذِي يُشَجِّعُ الْمَسْحُوقِينَ، أَمَدَّنَا بِالتَّشْجِيعِ بِمَجِيءِ تِيطُسَ إِلَيْنَا، 7لا بِمَجِيئِهِ وَحَسْبُ، بَلْ بِالتَّشْجِيعِ الَّذِي لَقِيَهُ عِنْدَكُمْ. وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِشَوْقِكُمْ، وَحُزْنِكُمْ، وَغَيْرَتِكُمْ عَلَيَّ، فَتَضَاعَفَ فَرَحِي. 8فَإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِرِسَالَتِي إِلَيْكُمْ، فَلَسْتُ نَادِماً عَلَى ذَلِكَ، مَعَ أَنِّي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى حِينٍ. 9وَأَنَا الآنَ أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ قَدْ أُحْزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُمْ أَدَّى بِكُمْ إِلَى التَّوْبَةِ. فَإِنَّكُمْ قَدْ أُحْزِنْتُمْ بِمَا يُوَافِقُ مَشِيئَةَ اللهِ، حَتَّى لاَ تَتَأَذَّوْا مِنَّا فِي أَيِّ شَيْءٍ. 10فَإِنَّ الْحُزْنَ الَّذِي يُوَافِقُ مَشِيئَةَ اللهِ يُنْتِجُ تَوْبَةً تُؤَدِّي إِلَى الْخَلاَصِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ نَدَمٌ. وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْتِجُ مَوْتاً. 11فَانْظُرُوا، إِذَنْ، هَذَا الْحُزْنُ عَيْنُهُ الَّذِي يُوَافِقُ اللهَ ، كَمْ أَنْتَجَ فِيكُمْ مِنَ الاجْتِهَادِ، بَلْ مِنَ الاعْتِذَارِ، بَلْ مِنَ الاسْتِنْكَارِ، بَلْ مِنَ الْخَوْفِ، بَلْ مِنَ التَّشَوُّقِ، بَلْ مِنَ الْغَيْرَةِ، بَلْ مِنَ الانْتِقَامِ! وَقَدْ بَيَّنْتُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ مِنْ ذَلِكَ الأَمْرِ.

12إِذَنْ، كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ مَا كَتَبْتُهُ سَابِقاً لاَ مِنْ أَجْلِ الْمُذْنِبِ وَلاَ مِنْ أَجْلِ الْمُذْنَبِ إِلَيْهِ، بَلْ لِكَيْ يَظْهَرَ لَكُمْ أَمَامَ اللهِ مَدَى حَمَاسَتِكُمْ لِطَاعَتِنَا. 13لِهَذَا السَّبَبِ قَدْ تَعَزَّيْنَا. وَفَوْقَ تَعْزِيَتِنَا، فَرِحْنَا أَكْثَرَ جِدّاً لِفَرَحِ تِيطُسَ لأَنَّ رُوحَهُ انْتَعَشَتْ بِكُمْ جَمِيعاً. 14فَإِذَا كُنْتُ قَدِ افْتَخَرْتُ لَهُ بِشَيْءٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِكُمْ، فَإِنِّي لَمْ أُخْجَلْ؛ وَإِنَّمَا كَمَا كَلَّمْنَاكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصِّدْقِ، كَذَلِكَ كَانَ افْتِخَارُنَا بِكُمْ لِتِيطُسَ صَادِقاً أَيْضاً. 15وَإِنَّ عَوَاطِفَهُ تَزْدَادُ نَحْوَكُمْ أَكْثَرَ جِدّاً عِنْدَمَا يَتَذَكَّرُ طَاعَتَكُمْ جَمِيعاً وَكَيْفَ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ بِخَوْفٍ وَارْتِعَادٍ. 16إِنِّي أَفْرَحُ بِكَوْنِي وَاثِقاً بِكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

 

7 وإِذْ لَنا هذِهِ المواعِدُ، أَيُّها الأَحبَّاء، فَلْنُطَهِّرْ أَنفُسَنا من كُلِّ أَدْناسِ الجسَدِ والرُّوحِ، ونُكَمِّلِ القَداسَةَ بمخافَةِ الله. 2 إِجْعَلوا لنا مُتَّسَعًا ((في قُلوبكُم))، فإِنَّا لَمْ نَظْلِمْ أَحدًا، ولم نَخدَعْ أَحَدًا، ولم نَسْتَغِلَّ أَحدًا. 3 ولَسْتُ أَقولُ هذا لِلْحُكْمِ عَلَيْكُم، فإِنّي قُلْتُ آنِفًا: إِنَّكم في قُلوبِنا لِلحياةِ ولِلموت. 4 إِنَّ لي بكُم ثِقَةً عَظيمَةً، ولي بكم فخرًا عَظيمًا؛ ولقدِ امْتلأتُ تَعزِيَة؛ وأَنا أَفيضُ فَرحًا في كُلِّ ضِيقِنا. 5 أَجَلْ، إِنَّا مِن حينِ قُدومِنا الى مَقْدونيةَ، لم يكُنْ لِجَسَدِنا راَحَةٌ قَطُّ، بَلْ كُنَّا في ضِيقٍ مِنْ كُلِّ وَجْه: مِنَ الخارِجِ، حُروب؛ ومِنَ الدَّاخِلِ، مَخاوف. 6 إِلاَّ أنَّ اللهَ الذي يُعزِي المُتواضِعينَ، قد عَزَّانا بقُدومِ تيطُس؛ 7 وليسَ بِقُدومِهِ فَقَط، بل أَيضًا بِما أَوْلَيْتُموهُ مِنَ التَّعزيَة. ولَقَدْ أَخْبَرَنا بِشوقِكم، ودُموعِكم، وغَيرتِكم لي، فَتزايَدَ فَرَحي. 8 وإِنّي، وإِنْ كُنْتُ قد غَمَمْتُكم بِرِسالتي، فأَنا لَسْتُ بنادِم؛ ولَئِنْ كنتُ قد نَدِمْتُ -إِذْ أَرى أَنَّ تِلكَ الرِّسالةَ قد غَمَّتكُم، ولو حينًا يَسيرًا- 9 فإِنّي الآنَ أَفْرَحُ، لا لأَنَّكم قد غُمِمْتُم بلْ لأَنَّ هذا الغمَّ كانَ للتَّوبَة. فإِنَّكم قد غُمِمْتُمْ بحسَبِ اللهِ، ومنْ ثَمَّ لم يَنَلْكم مِن قِبَلِنا خُسرانٌ في شيء؛ 10 لأَنَّ الغَمَّ بحسَبِ اللهِ يُنْشئُ تَوبَةً للخلاصِ، لا نَدَمَ عَلَيها؛ أَمَّا غَمُّ العالَمِ فَيُنْشِئُ المَوت. 11 فانْظُروا، بالحَريّ، الى الغَمّ الذي غُمِمْتموهُ بحسَبِ الله! فَلَكَمْ أَنشأَ فيكم مِنَ الاِجْتِهاد! بل مِنَ الاِعْتِذار! بَل مِنَ الغَيظ! بَل مِنَ الخَوف! بَل مِنَ الشَّوق! بَل مِنَ الغَيرة! بَل مِنَ الاِنْتِقام! لَقَد أَبْدَيْتُم بكلِّ وَجْهٍ أَنَّكم أَبْرِياءُ في هذهِ المَسألة. 12 فإِنْ كنتُ إِذَنْ قد كتَبتُ إِلَيكم، فَلم أَكتُبْ مِنْ أَجْلِ المُهِينِ ولا مِنْ أَجْلِ المُهان! بل لِيَتَّضِحَ في ما بَيْنَكم، أَمامَ اللهِ، شديدُ عِنايَتِكم بِنا. 13 فذلكَ ما عَزَّانا. وفَوقَ تَعزِيتِنا هذه، قَدْ فَرِحْنا جدًّا لِفَرَحِ تيطُسَ، لأَنَّ روحَهُ قدِ اسْتراحَتْ مِن قِبَلِكم جميعًا. 14 وإِنْ كنتُ أَنا قدِ افْتَخَرتُ بكم لَدَيْهِ بَعضَ الشَّيء، فَلم أُخْجَل؛ بَل بالعَكْسِ، فكما أَنَّا قد كلّمْناكُم بالحَقِّ في كلِّ شيء، كذلِكَ ما افْتخَرْنا بِهِ لدى تيطُسَ كانَ بحسَب الحقّ. 15 وإِنَّ أَحشاءَهُ تَزدادُ عَطْفًا عليكم عِندَما يَتذكَّرُ طاعَتَكَم جميعًا، وكيفَ قَبِلتُموهُ بخوفٍ ومَهابة. 16 فأَنا أَفْرَحُ بأَنّي، في كلِّ شيء، أَسْتطيعُ أَنْ أَثِقَ بِكم.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ

1ثُمَّ نُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نِعْمَةَ اللهِ الْمُعْطَاةَ فِي كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، 2أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، 3لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، 4مُلْتَمِسِينَ مِنَّا، بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ، أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ. 5وَلَيْسَ كَمَا رَجَوْنَا، بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ. 6حَتَّى إِنَّنَا طَلَبْنَا مِنْ تِيطُسَ أَنَّهُ كَمَا سَبَقَ فَابْتَدَأَ، كَذَلِكَ يُتَمِّمُ لَكُمْ هَذِهِ النِّعْمَةَ أَيْضاً. 7لَكِنْ كَمَا تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: فِي الإِيمَانِ وَالْكَلاَمِ وَالْعِلْمِ وَكُلِّ اجْتِهَادٍ وَمَحَبَّتِكُمْ لَنَا، لَيْتَكُمْ تَزْدَادُونَ فِي هَذِهِ النِّعْمَةِ أَيْضاً. 8لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، مُخْتَبِراً إِخْلاَصَ مَحَبَّتِكُمْ أَيْضاً. 9فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. 10أُعْطِي رَأْياً فِي هَذَا أَيْضاً، لأَنَّ هَذَا يَنْفَعُكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ سَبَقْتُمْ فَابْتَدَأْتُمْ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِي، لَيْسَ أَنْ تَفْعَلُوا فَقَطْ بَلْ أَنْ تُرِيدُوا أَيْضاً. 11وَلَكِنِ الآنَ تَمِّمُوا الْعَمَلَ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّهُ كَمَا أَنَّ النَّشَاطَ لِلإِرَادَةِ، كَذَلِكَ يَكُونُ التَّتْمِيمُ أَيْضاً حَسَبَ مَا لَكُمْ. 12لأَنَّهُ إِنْ كَانَ النَّشَاطُ مَوْجُوداً فَهُوَ مَقْبُولٌ عَلَى حَسَبِ مَا لِلإِنْسَانِ، لاَ عَلَى حَسَبِ مَا لَيْسَ لَهُ. 13فَإِنَّهُ لَيْسَ لِكَيْ يَكُونَ لِلآخَرِينَ رَاحَةٌ وَلَكُمْ ضِيقٌ، 14بَلْ بِحَسَبِ الْمُسَاوَاةِ. لِكَيْ تَكُونَ فِي هَذَا الْوَقْتِ فُضَالَتُكُمْ لِإِعْوَازِهِمْ، كَيْ تَصِيرَ فُضَالَتُهُمْ لِإِعْوَازِكُمْ، حَتَّى تَحْصُلَ الْمُسَاوَاةُ. 15كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «الَّذِي جَمَعَ كَثِيراً لَمْ يُفْضِلْ، وَالَّذِي جَمَعَ قَلِيلاً لَمْ يُنْقِصْ». 16وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَذَا الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لأَجْلِكُمْ فِي قَلْبِ تِيطُسَ، 17لأَنَّهُ قَبِلَ الطِّلْبَةَ. وَإِذْ كَانَ أَكْثَرَ اجْتِهَاداً مَضَى إِلَيْكُمْ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. 18وَأَرْسَلْنَا مَعَهُ الأَخَ الَّذِي مَدْحُهُ فِي الإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 19وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ، بَلْ هُوَ مُنْتَخَبٌ أَيْضاً مِنَ الْكَنَائِسِ رَفِيقاً لَنَا فِي السَّفَرِ، مَعَ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْمَخْدُومَةِ مِنَّا لِمَجْدِ ذَاتِ الرَّبِّ الْوَاحِدِ، وَلِنَشَاطِكُمْ. 20مُتَجَنِّبِينَ هَذَا أَنْ يَلُومَنَا أَحَدٌ فِي جَسَامَةِ هَذِهِ الْمَخْدُومَةِ مِنَّا. 21مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ، لَيْسَ قُدَّامَ الرَّبِّ فَقَطْ، بَلْ قُدَّامَ النَّاسِ أَيْضاً. 22وَأَرْسَلْنَا مَعَهُمَا أَخَانَا، الَّذِي اخْتَبَرْنَا مِرَاراً فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ مُجْتَهِدٌ، وَلَكِنَّهُ الآنَ أَشَدُّ اجْتِهَاداً كَثِيراً بِالثِّقَةِ الْكَثِيرَةِ بِكُمْ. 23أَمَّا مِنْ جِهَةِ تِيطُسَ فَهُوَ شَرِيكٌ لِي وَعَامِلٌ مَعِي لأَجْلِكُمْ. وَأَمَّا أَخَوَانَا فَهُمَا رَسُولاَ الْكَنَائِسِ، وَمَجْدُ الْمَسِيحِ. 24فَبَيِّنُوا لَهُمْ، وَقُدَّامَ الْكَنَائِسِ، بَيِّنَةَ مَحَبَّتِكُمْ، وَافْتِخَارِنَا مِنْ جِهَتِكُمْ

 

جمع التبرعات
8
ونُريدُ، أيُّها الإخوَةُ، أنْ نُخبِرَكُم بِما فَعَلَتْهُ نِعمَةُ اللهِ في كَنائسِ مَكدونِيَّةَ.2 فهُم، معَ كَثرَةِ المَصاعِبِ الّتي امتَحنَهُمُ الله بِها، فَرِحوا فَرَحًا عظيمًا وتَحَوَّلَ فَقْرُهُم الشَّديدُ إلى غِنًى بسَخائِهِم. 3وأشْهَدُ أنَّهُم أعطَوا على قَدْرِ طاقَتِهِم، بَلْ فَوقَ طاقَتِهِم، ومِنْ تِلقاءِ أنفُسِهِم،4وألَحُّوا علَينا أنْ نَمُنَّ علَيهِم بالاشتراكِ في إعانَةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ.5بَلْ عَمِلوا أكثرَ مِمَّا كُنّا نَرجوهُ، فأسلَموا أنفُسَهم إلى الرَّبِّ أوَّلاً، ثُمَّ إلَينا بِمشيئَةِ اللهِ.6 فطَلَبنا مِنْ تيطُسَ أنْ يُتمِّمَ عِندَكُم هذا العَمَلَ المُبارَكَ كَما ابتَدأَ بِه.7وكما أنَّكُم تَمتازونَ في كُلِّ شيءٍ: في الإيمانِ والفَصاحَةِ والمَعرِفَةِ والحَماسَةِ والمَحبَّةِ لنا، فلَيتكُم تَمتازونَ أيضًا في هذا العَمَلِ المُبارَكِ. 8ولا أقولُ هذا على سبيلِ الأمرِ، بَلْ لأمتحِنَ بِحماسَةِ الآخرينَ صِدقَ مَحبَّتِكُم.9 وأنتُم تَعرِفونَ نِعمَةَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ: كيفَ افتَقَرَ لأجلِكُم، وهوَ الغَنِيُّ، لتَغتَنُوا أنتُم بِفَقْرِه. 10 فهذا رَأْيـي في الأمرِ، وهوَ خَيرٌ لكُم، وأنتُمُ الّذينَ كانوا مُنذُ العامِ الماضي أوَّلَ مَنِ ابتَدأ بِهذا العَمَلِ، بَلْ أوَّلَ مَنْ رَغِبَ فيهِ. 11تَمِّموا الآنَ هذا العَمَلَ لِيكونَ التَّتميمُ على قَدْرِ الرَّغبَةِ.12لأنَّهُ متى ظَهَرَتِ الحَماسَةُ في العَطاءِ، رَضِيَ اللهُ على الإنسانِ بِما يكونُ عِندَهُ، لا بِما لا يكونُ عِندَهُ. 13لا أَعني أنْ تكونوا في ضِيقٍ ويكونَ غَيرُكُم في راحَةٍ، بَلْ أَعني أنْ تكونَ بَينَكُم مُساواةٌ، 14فيَسُدُّ رَخاؤُكُم ما يُعوِزُهُمُ اليومَ، حتّى يسُدَّ رخاؤُهم ما يُعوِزُكم غدًا، فتَتِمَّ المُساواةُ. 15فالكِتابُ يَقولُ: ((الّذي جَمَعَ كثيرًا ما فَضَلَ عَنهُ شيءٌ، والّذي جمَعَ قليلاً ما نَقصَهُ شيءٌ)).

توصية بتيطس ورفيقيه
16
الحَمدُ للهِ الّذي جَعَلَ في قَلبِ تيطُسَ مِثلَ هذا الاهتِمامِ بِكُم، 17 فَما اكتَفى بِتَلبِـيَةِ طَلَبِنا، بَلْ دَفَعَهُ اهتِمامُهُ الشَّديدُ إلى المَجيءِ إلَيكُم مِنْ تِلقاءِ نَفسِهِ. 18وأرسَلْنا معَهُ الأخَ الّذي تَمدَحُهُ الكنائِسُ كُلُّها لِعَمَلِهِ في خِدمَةِ البِشارَةِ. 19وما هذا كُلُّ شيءٍ، فالكنائِسُ ا ختارَتْهُ رَفيقًا لَنا في السَّفَرِ مِنْ أجلِ هذا العَمَلِ المُبارَكِ الّذي نَقومُ بِه لِمَجدِ الرَّبِّ وتَلبِيَةً لِرَغْبَتِنا. 20ونَحنُ حَريصونَ على أنْ لا يَلومَنا أحدٌ على الطَّريقَةِ الّتي نَتَولَّى بِها أمرَ هذِهِ الهِبَةِ الكبيرَةِ مِنَ المالِ، 21لأنَّ غايتَنا أنْ نَعمَلَ ما هوَ صالِحٌ، لا في نَظَرِ الرَّبِّ وحدَهُ، بَلْ في نَظَرِ النـاسِ أيضًا. 22 وأرسَلْنا معَهُما أخانا الّذي طالَما اختَبَرناهُ فَوَجَدناهُ مُجتَهِدًا في كثيرٍ مِنَ الأُمورِ، وهوَ الآنَ أكثرُ حماسَةً لِثِقَتِهِ الكبـيرَةِ بِكُم. 23أمَّا تيطُسُ فهوَ رَفيقي ومُعاوِني عِندَكُم، وأمَّا الأخوانِ اللَّذانِ يُرافِقانِه، فَهُما رَسولا الكنائِسِ وبِهِما يتَمجَّدُ المَسيحُ. 24 فبَرهِنوا لَهُم أمامَ الكنائِسِ عَنْ مَحبَّتِكُم وعَنْ صَوابِ افتِخارِنا بِكُم.

 

3. جمع الهبات - ما يدعو إلى السخاء
8
نُخبِرُكُم، أَيُّها الإِخوَة، بِنِعمَةِ اللهِ الَّتي مَنَّ بها على كَنائِسِ مَقْدونِيَة.2فإِنَّهُم معَ كَثْرَةِ الشَّدائِدِ الَّتي امتُحِنوا بِها، قد فاضَ فَرَحُهمُ العَظيم وفَقْرُهمُ الشَّديد بِكُنوزٍ مِنَ السَّخاء.3وأَشهَدُ أَنَّهُم على قَدْرِ طاقَتِهِم، بل فَوقَ طاقَتِهِم وبدافِعٍ مِن أَنْفُسِهِم،4 سَأَلونا مُلِحِّينَ أَن نَمُنَّ علَيهِم بِالاِشتِراكِ في هذه الخِدمَةِ لِلقِدّيسين.5فتَجاوَزوا مَا كُنَّا نَرْجوه، فوَهَبوا أَنفُسَهُم لِلرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ لَنا بِمَشيئَةِ الله. 6 فسَأَلْنا طيطُسَ أَن يُتِمَّ عِندَكُم عَمَلَ الإِحسانِ كَما ابتَدَأَ بِه مِن قَبْلُ. 7 وكَما يَفيضُ عِندَكم كُلُّ شَيء: الإِيمانُ والبَلاغَة والمَعرِفَةُ والحَمِيَّةُ لِكُلِّ شَيء وما أَفَدْناكُم بِه مِنَ المَحبَّة، فلْيَفِضْ كذلِك عِندَكم عَمَلُ الإِحسانِ هذا.8 ولا أَقولُ ذلِك على سَبيلِ الأَمْر، ولكِنِّي أَتَّخِذُ مِن حَمِيَّةِ سِواكُم وَسيلَةً لامتِحانِ صِدْقِ محبَّتِكُم.9فأَنتُم تَعلَمونَ جُودَ رَبِّنا يسوعَ المسيح: فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه.10فهذا رأَيٌ أُبْدِيهِ في هذا الأَمْر، وهذا يَصلُحُ لَكم. فلَم يَقتَصِرِ الأَمرُ على أَنَّكم كُنتُم أَوَّلَ مَن قامَ بِالعَمَل، بل كُنتُم أَوَّلَ مَن عَزَمَ علَيه مُنذُ العامِ الماضي. 11أَمَّا الآن فأَتِمُّوا العَمَلَ لِيَكونَ الإِتْمامُ على قَدْرِ طاقَتِكم ووَفقًا لِشِدَّةِ الرَّغبَة، 12لأَنَّه متَى وُجِدَتِ الرَّغبَة، لَقِيَ المَرءُ قَبولاً حَسَنًا على قَدْرِ ما عِندَه، لا على قَدْرِ ما لَيسَ عِندَه. 13 فلَيسَ المُرادُ أَن يَكونَ الآخَرونَ في يُسْرٍ وتَكونوا أَنتُم في عُسْر، بَلِ المُرادُ هو المُساواة. 14 فإِذا سَدَّتِ في الوَقتِ الحاضِرِ سَعَتُكُم ما بِهِم مِن عَوَز، سَدَّت سَعَتُهُم عَوَزَكُم في المُستَقبَل، فحَصَلَتِ المُساواةُ،15كَما وَرَدَ في الكِتاب: (( المُكْثِرُ لم يَفْضُلْ عَنه والمُقِلُّ لم يَنْقُصْه شيء )).

توصية بالموفَدين
16
الشُّكرُ للّه الَّذي جَعَلَ في قَلْبِ طيطُسَ هذه الحَميَّةَ لَكم، 17فقد لَبَّى دَعوَتي، بل ذَهَبَ إِلَيكُم بدافع مِن نَفْسِه لِشِدَّةِ اهتِمامِه. 18وبَعَثْنا مَعه بِالأَخِ الَّذي تُثْني علَيه الكَنائِسُ كُلُّها فيما يَعودُ إِلى البِشارة. 19ولا يَقتَصِرُ الأَمرُ على ذلك، بَل إِنَّ الكَنائِسَ اخْتارَته رَفيقًا لَنا في السَّفَرِ مِن أَجْلِ عَمَلِ الإِحْسانِ هذا وهو خِدمةٌ نَقومُ بِها لِمَجْدِ اللهِ وتَلبِيَةً لِرَغبَتِنا. 20 وإِنَّنا نَحرَصُ على أَلاَّ يلومَنا أَحَدٌ في أَمرِ هذا المِقْدارِ العَظيمِ مِنَ المالِ الَّذي نَحنُ مَسْؤولونَ عنه، 21 لأَنَّنا نَهتَمُّ بما هو حَسَن، لا أَمامَ اللهِ وَحدَه، بل أَمامَ النَّاسِ أَيضًا. 22 وقد بَعَثنا معَهما بأَخينا الَّذي اختَبَرْنا اجتِهادَه مَرَّاتٍ كَثيرةً في أَحْوالٍ كَثيرة، وهو الآنَ أَكثرُ اجتِهادًا لِما لَه مِن ثِقَةٍ كَبيرةٍ بِكُم. 23 أَمَّا طيطُس فهُو رَفيقي ومُعاوِني عِندَكُم، أَمَّا أَخَوانا فهُما مَنْدوبا الكَنائِسِ ومَجْدُ المسيح.24 فأَبْدُوا لَهم أَمامَ الكَنائِسِ بُرهانَ مَحبَّتِكُم وافتِخارِنا بِكُم عِنَدهم .

 

السخاء في العطاء

8

وَالآنَ، نُعَرِّفُكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْهُوبَةِ فِي كَنَائِسِ مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ. 2فَمَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي تَجْرِبَةِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ، فَإِنَّ فَرَحَهُمُ الْوَافِرَ مَعَ فَقْرِهِمِ الشَّدِيدِ فَاضَا فَأَنْتَجَا مِنْهُمْ سَخَاءً غَنِيّاً. 3فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمْ تَبَرَّعُوا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، لاَ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِمْ وَحَسْبُ، بَلْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ. 4وَقَدْ تَوَسَّلُوا إِلَيْنَا بِإِلْحَاحٍ شَدِيدٍ أَنْ نَقْبَلَ إِحْسَانَهُمْ وَاشْتِرَاكَهُمْ فِي إِعَانَةِ الْقِدِّيسِينَ. 5كَمَا أَنَّهُمْ تَجَاوَزُوا مَا تَوَقَّعْنَاهُ، إِذْ كَرَّسُوا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ ثُمَّ لَنَا نَحْنُ بِمَشِيئَةِ اللهِ، 6مِمَّا جَعَلَنَا نَلْتَمِسُ مِنْ تِيطُسَ أَنْ يُكْمِلَ عِنْدَكُمْ هَذَا الإِحْسَانَ كَمَا سَبَقَ أَنِ ابْتَدَأَ بِهِ. 7وَلَكِنْ، كَمَا أَنَّكُمْ فِي وَفْرَةٍ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مِنَ الإِيمَانِ، وَالْكَلِمَةِ، وَالْمَعْرِفَةِ، وَالاجْتِهَادِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَمَحَبَّتِكُمْ لَنَا، لَيْتَكُمْ تَكُونُونَ أَيْضاً فِي وَفْرَةٍ مِنْ نِعْمَةِ الْعَطَاءِ هَذِهِ. 8لاَ أَقُولُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلِ اخْتِبَاراً لِصِدْقِ مَحَبَّتِكُمْ بِحَمَاسَةِ الآخَرِينَ. 9فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ: فَمِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ، وَهُوَ الْغَنِيُّ لِكَيْ تَغْتَنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. 10وَأَنَا أُبْدِي لَكُمْ رَأْيِي فِي الْمَوْضُوعِ. فَإِنَّ هَذَا نَافِعٌ لَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ سَبَقَ أَنْ بَدَأْتُمْ مُنْذُ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ لاَ أَنْ تَفْعَلُوا فَقَطْ بَلْ أَنْ تَرْغَبُوا أَيْضاً: 11إِنَّمَا الآنَ أَكْمِلُوا الْقِيَامَ بِذلِكَ الْعَمَلِ، حَتَّى كَمَا كَانَ لَكُمُ الاِسْتِعْدَادُ لأَنْ تَرْغَبُوا، يَكُونُ لَكُمْ أَيْضاً الاسْتِعْدَادُ لأَنْ تُكْمِلُوا الْعَمَلَ مِمَّا تَمْلِكُونَ. 12فَمَتَى وُجِدَ الاِسْتِعْدَادُ، يُقْبَلُ الْعَطَاءُ عَلَى قَدْرِ مَا يَمْلِكُ الإِنْسَانُ، لاَ عَلَى قَدْرِ مَا لاَ يَمْلِكُ. 13وَلَيْسَ ذَلِكَ بِهَدَفِ أَنْ يَكُونَ الآخَرُونَ فِي وَفْرَةٍ وَتَكُونُوا أَنْتُمْ فِي ضِيقٍ، بَلْ عَلَى مَبْدَأِ الْمُسَاوَاةِ: 14فَفِي الْحَالَةِ الْحَاضِرَةِ، تَسُدُّ وَفْرَتُكُمْ حَاجَتَهُمْ، لِكَيْ تَسُدَّ وَفْرَتُهُمْ حَاجَتَكُمْ، فَتَتِمَّ الْمُسَاوَاةُ، 15وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «الْمُكَثِّرُ لَمْ يَفْضُلْ عَنْهُ شَيْءٌ، وَالْمُقَلِّلُ لَمْ يَنْقُصْهُ شَيْءٌ».

 

توصية بتيطس ورفيقيه

16وَلَكِنْ، شُكْراً لِلهِ الَّذِي وَضَعَ فِي قَلْبِ تِيطُسَ مِثْلَ هَذِهِ الْحَمَاسَةِ لأَجْلِكُمْ. 17فَقَدْ لَبَّى الْتِمَاسَنَا فِعْلاً، بَلِ انْطَلَقَ إِلَيْكُمْ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ لِكَوْنِهِ أَشَدَّ حَمَاسَةً. 18وَقَدْ أَرْسَلْنَا مَعَهُ الأَخَ الَّذِي ذَاعَ مَدْحُهُ بَيْنَ الْكَنَائِسِ كُلِّهَا فِي خِدْمَةِ الإِنْجِيلِ. 19لَيْسَ هَذَا وَحَسْبُ، بَلْ هُوَ أَيْضاً مُنْتَخَبُ الْكَنَائِسِ رَفِيقاً لَنَا فِي السَّفَرِ لإِيصَالِ هَذَا الإِحْسَانِ الَّذِي نَعْمَلُ لَهُ تَمْجِيداً لِلرَّبِّ نَفْسِهِ وَإِظْهَاراً لاهْتِمَامِنَا بَعْضِنَا بِبَعْضٍ. 20وَنَحْنُ حَرِيصُونَ عَلَى أَلاَّ يَلُومَنَا أَحَدٌ فِي أَمْرِ هَذِهِ التَّقْدِمَةِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي نَتَوَلَّى الْقِيَامَ بِهَا. 21فَإِنَّنَا نَحْرِصُ عَلَى النَّزَاهَةِ لاَ أَمَامَ الرَّبِّ فَقَطْ، بَلْ أَمَامَ النَّاسِ أَيْضاً. 22وَأَرْسَلْنَا مَعَهُمَا أَخَانَا الَّذِي تَبَيَّنَ لَنَا بِالاِخْتِبَارِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، أَنَّ لَهُ حَمَاسَةً شَدِيدَةً فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَهُوَ الآنَ أَوْفَرُ جِدّاً فِي الْحَمَاسَةِ بِسَبَبِ ثِقَتِهِ الْعَظِيمَةِ بِكُمْ. 23أَمَّا تِيطُسُ، فَهُوَ زَمِيلِي وَمُعَاوِنِي مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَتِكُمْ. وَأَمَّا أَخَوَانَا الآخَرَانِ، فَهُمَا رَسُولاَ الْكَنَائِسِ وَمَجْدُ الْمَسِيحِ. 24فَأَثْبِتُوا لَهُمْ إِذَنْ أَمَامَ الْكَنَائِسِ بُرْهَانَ مَحَبَّتِكُمْ وَصَوَابِ افْتِخَارِنَا بِكُمْ.

 

المدد للقديسين والبواعث على العطاء بسخاء
8
ثُمَّ إِنَّا نُعْلِمُكم، أَيُّها الإِخوة، بالنِّعمةِ التي مَنَّ بها اللهُ على كنائِسِ مَقْدونية؛ 2 فإِنَّ فَرَحَهُم قد فاضَ في ما امْتُحِنوا بهِ مِنَ الضِّيقِ الكثيرِ، وفَقْرَهُمُ الشَّديدَ قد طَفَحَ بِغِنى سَخائِهم. 3 وإِنّي أَشْهَدُ أَنَّهم أَعْطَوْا مِنْ تِلْقاءِ أَنْفُسِهِم على قَدْرِ طاقَتِهم، بَل فَوقَ الطَّاقَةِ، 4 طالبينَ إِلَينا في إِلْحاحٍ كثيرٍ نِعمةَ الاشْتراكِ في هذهِ الخِدمَةِ التي للقدِّيسين. 5 وما حَقَّقوا آمالَنا فَحَسْبُ، بَلْ بَذَلوا أَنفُسَهم أَيضًا للرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ لنا، بمشيئةِ الله. 6 لِذلكَ رَجَوْنا مِن تيطُسَ أَنْ يُتِمَّ عِندَكم عَمَلَ الإِحْسانِ هذا، كما أَنَّهُ قدِ ابْتدأَه. 7 ولكِنْ، بِمَا أَنَّكم تَفيضونَ في كلِّ شيءٍ، في الإِيمانِ، والبلاغَةِ، والعِلْمِ، والنَّشاطِ على كلِّ وَجْهٍ، وفي مَحبَّتِكم لنا، يَنبغي أَنْ تَفيضوا أَيضًا في هذا العَمَلِ الخَيريّ. 8 وَلَسْتُ أَقولُ هذا على سَبيلِ الأَمْر؛ ولكِنْ، لأَخْتَبرَ باجْتِهادِ غَيرِكم صِدْقَ مَحبَّتِكم. 9 وأَنتم تَعرِفونَ نِعمَةَ ربِّنا يَسوعَ المَسيحِ، كيفَ أَنَّهُ، هُوَ الغَنيُّ، قد افْتقرَ مِن أَجلِكم لكي تَسْتَغنوا أَنتُم بِفَقْرِه. 10 فأَنا إِذَنْ أُعْطيكم في هذا الأَمْرِ مَشْوَرةً، لأَنَّ ذلكَ نافِعٌ لكم، أَنتُمُ الذينَ سَبَقُوا مُنْذُ العامِ الماضي، لا الى الفِعْلِ فَقَط، بَل الى القَصْدِ أَيضًا. 11 فأَتِمُّوا الآنَ إِذَنِ العَمَلَ نَفْسَهُ، باذِلينَ مِنَ الغَيْرَةِ في تحقيقِهِ، على ما في وِسْعِكم، كما ((بَذَلْتُمْ)) في قَصْدِه. 12 لأَنَّها، إِذا ما وُجدَتِ الغَيرَةُ يُرْضي المَرْءُ بِمَا لَدَيْهِ، لا بِما لَيسَ لَه. 13 ولَسْتُ أُريدُ أَنْ تكونوا أَنتُم على ضِيقٍ، لكي يكونَ غَيرُكم في سَعَةٍ، بل أَنْ تكونَ مُساواة: 14 ففي الأَحْوالِ الحاضِرَةِ سَتَسُدُّ فُضالَتُكم عَوزَهُم، لكي تَسُدَّ يَومًا فُضالَتُهُم عَوزَكم، فتحصُلَ المُساواةُ، 15 على ما هُوَ مَكتوب: "المُكْثِرُ لم يَفْضُلْ لَهُ، والمُقِلُّ لم يَنقُصْ عَنه".

بولس يوصى بالموفدين
16
فَشُكرًا للهِ الذي جَعلَ في قَلْبِ تيطسَ نَفْسَ الغَيرةِ عَليكم. 17 فإِنَّهُ أَجابَ الى طَلَبي، بل مَضى إليكم بأَشَدِّ ما تكونُ الغَيرةُ، ومِنْ تِلْقاءَ نَفْسِه؛ 18 وقد بَعَثْنا مَعَهُ الأَخَ الذي تُثْني عَلَيهِ جميعُ الكنائسِ في أَمْرِ الإِنجيل؛- 19 وفَضلاً عَنْ ذلِكَ، فإِنَّ الكنائسَ قدِ اختارَتْهُ أَيضًا رَفيقاً لنا في السَّفَرِ مِن أَجْلِ هذا العَملِ الخَيريِّ، الذي نَخْدُمُهُ لِمَجْدِ الرَّبِّ، وإِبْداءَ نَشاطِنا.- 20 وإِنَّما نَحتاطُ، لئِلاَّ نُعابَ مِنْ قِبَلِ هذِهِ المَبالغِ الجسيمَةِ التي أُقِمْنا عَلَيْها. 21 لأَنَّا "نَعتَني بِعَمَلِ الخَيرِ لا أَمامَ اللهِ فَقط، بل أَمامَ النَّاسِ أَيضًا". 22 ولَقَدْ بَعَثْنا مَعهما أَخانا الذي خَبَرْنا غَيْرَتَهُ مِرارًا وفي أُمورٍ كثيرَةٍ، وهُوَ الآنَ أَشَدُّ غَيرَةً لِثِقَتِهِ العَظيمةِ بكم. 23 أَمَّا تيطُسُ فَهُوَ شَريكي، ومُعاوني عِندَكم؛ وأَمَّا أَخَوَانا فَهما رَسولا الكنائِسِ، ومَجدُ المَسيح. 24 فأَظْهِروا لهم إِذَنْ أَمامَ الكنائِسِ مِصْداقَ مَحبَّتِكم، وفَخْرِنا بِكم.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ

1فَإِنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْخِدْمَةِ لِلْقِدِّيسِينَ هُوَ فُضُولٌ مِنِّي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ. 2لأَنِّي أَعْلَمُ نَشَاطَكُمُ الَّذِي أَفْتَخِرُ بِهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَدَى الْمَكِدُونِيِّينَ، أَنَّ أَخَائِيَةَ مُسْتَعِدَّةٌ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِي. وَغَيْرَتُكُمْ قَدْ حَرَّضَتِ الأَكْثَرِينَ. 3وَلَكِنْ أَرْسَلْتُ الإِخْوَةَ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ افْتِخَارُنَا مِنْ جِهَتِكُمْ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ، كَيْ تَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ كَمَا قُلْتُ. 4حَتَّى إِذَا جَاءَ مَعِي مَكِدُونِيُّونَ وَوَجَدُوكُمْ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لاَ نُخْجَلُ نَحْنُ - حَتَّى لاَ أَقُولُ أَنْتُمْ - فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ. 5فَرَأَيْتُ لاَزِماً أَنْ أَطْلُبَ إِلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُوا إِلَيْكُمْ، وَيُهَيِّئُوا قَبْلاً بَرَكَتَكُمُ الَّتِي سَبَقَ التَّخْبِيرُ بِهَا، لِتَكُونَ هِيَ مُعَدَّةً هَكَذَا كَأَنَّهَا بَرَكَةٌ، لاَ كَأَنَّهَا بُخْلٌ. 6هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ. 7كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. 8وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. 9كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «فَرَّقَ. أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ». 10وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَلاَّتِ بِرِّكُمْ. 11مُسْتَغْنِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكُلِّ سَخَاءٍ يُنْشِئُ بِنَا شُكْراً لِلَّهِ. 12لأَنَّ افْتِعَالَ هَذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ لِلَّهِ 13إِذْ هُمْ بِاخْتِبَارِ هَذِهِ الْخِدْمَةِ يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى طَاعَةِ اعْتِرَافِكُمْ لِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَسَخَاءِ التَّوْزِيعِ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ. 14وَبِدُعَائِهِمْ لأَجْلِكُمْ، مُشْتَاقِينَ إِلَيْكُمْ مِنْ أَجْلِ نِعْمَةِ اللهِ الْفَائِقَةِ لَدَيْكُمْ. 15فَشُكْراً لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا.

 

توصيات في جمع التبرعات
9
وأرى مِنَ الفُضولِ أنْ أكتُبَ إلَيكُم في إعانَةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ،2لأنِّي أعرِفُ رَغْبَتكُم وأفتَخِرُ بِها عِندَ المَكدونيِّينَ وأقولُ لهُم إنَّ إخوَتَنا في آخائِيَةَ مُستَعدُّونَ مُنذُ العامِ الماضي. فغَيَرتُكُم حَرَّضَت كثيرًا مِنَ النّاس ِ،3 ولكِنِّي أرسَلتُ إلَيكُم هَؤُلاءِ الإخوَةَ لِئَلاَّ يكونَ افتِخارُنا بِكُم باطِلاً في هذا الأمرِ، ولتكونوا مُستَعِدِّينَ كما قُلتُ.4فأنا أخافُ أنْ يَجيءَ مَعي بَعضُ المَكدونيِّينَ ويَجِدوكُم غَيرَ مُستَعِدِّينَ، فنَخجلُ نَحنُ، حتّى لا أقولَ أنتُم، في ثِقَتِنا هذِهِ بالافتِخارِ بِكُم.5ولذلِكَ رأيتُ مِنَ الضَّرورَةِ أنْ أطلُبَ مِنَ الإخوَةِ أنْ يَسبِقوني إلَيكُم ليُنَظِّموا ما وَعْدتُم بِه مِنْ إحسانٍ، لِيكونَ مُهَيَّأً عَنْ سَخاءٍ لا عَنْ تَقتيرٍ. 6وتَذَكَّروا أنَّ مَنْ زَرَعَ قَليلاً حَصَدَ قَليلاً، ومَنْ زَرَعَ كثيرًا حَصَدَ كثيرًا.7فعَلى كُلِّ واحدٍ أنْ يُعطِيَ ما نَوى في قَلبِهِ، لا آسِفًا ولا مُجبَرًا، لأنَّ اللهَ يُحِبُّ مَنْ يُعطي بِسُرورٍ.8والله قادِرٌ أنْ يَزيدَكُم كُلَّ نِعمَةٍ، فيَكونَ لكُم كُلَّ حينٍ في كُلِّ شيءٍ ما يَكفي حاجَتَكُم وتَزدادونَ في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ،9كما ورَدَ في الكِتابِ: ((فَرَّقَ بِسخاءٍ وأعطى الفُقراءَ، فَجودُهُ دائِمٌ إلى الأبَدِ)). 10واللهُ الّذي يُوَفِّرُ لِلزّارِعِ زَرعًا وخُبزًا لِلقوتِ سَيُوفِّرُ لكُم زَرعَكُم ويُكثِّرُهُ ويَزيدُ ثِمارَ جودِكُم. 11فَيُغنيكُم في كُلِّ شيءٍ، ليكونَ سَخاؤُكُم عَميمًا تَتَعالى مِنْ أجلِهِ إلى الله آياتُ الحَمدِ. 12فَقِيامُكُم بِهذِهِ الخِدمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَقتَصِرُ على سَدِّ حاجاتِ الإخوةِ القِدِّيسينَ، بَلْ يَفيضُ مِنهُ أيضًا حَمْدٌ جَزيلٌ للهِ. 13وهذِهِ الخِدمَةُ بُرهانٌ على إيمانِكُم، فيُمَجِّدونَ اللهَ على طاعَتِكُم في الشَّهادَةِ ببِشارَةِ المَسيحِ وعلى سَخائِكُم في إعانتِهِم وإعانَةِ الآخَرينَ جميعًا. 14فيَدعونَ لكُم مُتشوِّقينَ إلَيكُم مِنْ أجلِ نِعمَةِ اللهِ الفائِقَةِ فيكُم. 15فالحَمدُ للهِ على عَطِيَّتِهِ الّتي لا تُوصَفُ.

 

9 وأَمَّا إِسعافُ القِدِّيسين، فمِنَ الفُضولِ أَن أَكتُبَ إِلَيكُم فيه،2 وأَنا أَعلَمُ رَغبَتَكُم وأَفتَخِرُ بِها عِندَ أَهْلِ مَقْدونِيَة وأَقولُ لَهم إِنَّ آخائِيَةَ مُستَعِدَّةٌ مُنذُ العامِ الماضي. فحَمِيَّتُكم قد حَثَّت أَكثَرَ النَّاس،3 وقَد بَعَثتُ إِلَيكُم بِالإِخوَة لِئَلاَّ يَكونَ افتِخارُنا بِكُم باطِلاً في هذا الأَمْر ولِتَكونوا مُستَعِدِّينَ كَما قُلْت.4فلَوجاءَ مَعي بَعضُ المَقدونِيَيِّنَ ووَجَدكم غَيرَ مُستَعِدِّين، لانقَلَبَت ثِقَتُنا هذه خَجَلاً لَنا، إِن لم أَقُلْ: لَكم.5فَرَأَيتُ إِذًا مِنَ اللاَّزِمِ أَن نَدعُوَ الإِخوَةَ إِلى أَن يَسبِقونا إِلَيكُمِ لِيُنَظِّمواَ ما وَعَدتُم بِه مِن سَخاء، لِيَكونَ مُهَيَّأًَ تَهيِئَةَ السَّخاء، لا تَهيِئَةَ البُخْل.

منافع الإحسان
6
فاذكُروا أَنَّه مَن زَرَعَ بِالتَّقْتيرِ حَصَدَ بِالتَّقْتير، ومَن زَرَعَ بِسخاء حَصَدَ بِسَخاء.7 فلْيُعْطِ كُلُّ امرِئٍ ما نَوى في قَلْبِه، لا آسِفًا ولا مُكْرَهًا. لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ مَن أَعْطى مُتَهَلِّلاً.8إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُفيضَ علَيكُم مُختَلِفَ النِّعَم فيَكونَ لَكم كُلَّ حينٍ في كُلِّ شَيءٍ ما يَكْفي مَؤُونَتَكُم كُلَّها ويَفضَلَ عنكم لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح،9 على ما وَرَدَ في الكِتاب: (( إِنَّه وَزَّعَ وأَعْطى المَساكين، فبِرُّه يَدومُ لِلأَبَد )) . 10 إِنَّ الَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا وخُبْزاً يَقوتُه سيَرزُقُكُم زَرْعَكُم ويُكَثِّرُه ويُنَمِّي ثِمارَ بِرِّكُم. 11فإِذا اغتَنَيتُم في كُلِّ شيَء، جُدتُم كُلَّ جُودٍ يَأتي عن يَدِنا بآياتِ الشُّكرِ لله. 12فإِنَّ القِيامَ بِهذِه الخِدمَةِ لا يَقتَصِرُ على سَدِّ حاجاتِ القِدِّيسين، بل يَفيضُ أَيضًا شُكرًا جَزيلاً لِلّه. 13 فإِنَّهم إِذا قَدَّروا هذِه الخِدمةَ حَقَّ قَدرِها، مَجَّدوا اللهَ على طاعَتِكُم في الشَّهادةِ بِبِشارةِ المسيح وعلى سَخائِكم في إِشراكِهِم في أَمْوالِكم وإِِشراكِ جَميعِ النَّاسِ فيها، 14وبِدُعائهِم لَكم يُعَبِّرونَ عن شَوقِهم إِلَيكم لِما أَفاضَ اللهُ علَيكُم مِن النِّعَمِ الوافِرة.15فالشُّكرُ للهِ على عطائِه الَّذي لا يُوصَف.

 

التشجيع على العطاء

9

فَإِنَّهُ مِنْ غَيْرِ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ فِي مَوْضُوعِ إِعَانَةِ الْقِدِّيسِينَ، 2مَادُمْتُ أَعْرِفُ اسْتِعْدَادَكُمُ الَّذِي أَفْتَخِرُ بِهِ مِنْ جِهَتِكُمْ عِنْدَ الْمَقِدُونِيِّينَ فَأَقُولُ: إِنَّ مُقَاطَعَةَ أَخَائِيَةَ جَاهِزَةٌ لِلإِعَانَةِ مُنْذُ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ. وَحَمَاسَتُكُمْ كَانَتْ دَافِعاً لأَكْثَرِ الإِخْوَةِ. 3وَلَكِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمُ الإِخْوَةَ لِكَيْ لاَ يَنْقَلِبَ افْتِخَارُنَا بِكُمْ فِي هَذَا الأَمْرِ افْتِخَاراً بَاطِلاً وَلِكَيْ تَكُونُوا جَاهِزِينَ كَمَا قُلْتُ؛ 4لِئَلاَّ نُضْطَرَّ نَحْنُ، وَلاَ أَقُولُ أَنْتُمْ، إِلَى الْخَجَلِ بِهَذِهِ الثِّقَةِ الْعَظِيمَةِ إِذَا مَا رَافَقَنِي بَعْضُ الْمَقِدُونِيِّينَ وَوَجَدُوكُمْ غَيْرَ جَاهِزِينَ. 5لِذَلِكَ رَأَيْتُ مِنَ اللاَّزِمِ أَنْ أَلْتَمِسَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُمْ، لِكَيْ يُعِدُّوا أَوَّلاً بَرَكَتَكُمُ الَّتِي سَبَقَ الإِعْلانُ عَنْهَا، فَتَكُونَ جَاهِزَةً بِاعْتِبَارِهَا بَرَكَةً، لاَ كَأَنَّهَا وَاجِبٌ ثَقِيلٌ! 6فَمِنَ الْحَقِّ أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالتَّقْتِيرِ، يَحْصُدُ أَيْضاً بِالتَّقْتِيرِ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ، يَحْصُدُ أَيْضاً بِالْبَرَكَاتِ. 7فَلْيَتَبَرَّعْ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَوَى فِي قَلْبِهِ، لاَ بِأَسَفٍ وَلاَ عَنِ اضْطِرَارٍ، لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُعْطِي الْمُتَهَلِّلَ. 8وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَجْعَلَ كُلَّ نِعْمَةٍ تَفِيضُ عَلَيْكُمْ، حَتَّى يَكُونَ لَكُمُ اكْتِفَاءٌ كُلِّيٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَكُلِّ حِينٍ، فَتَفِيضُوا فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ؛ 9وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «وَزَّعَ بِسَخَاءٍ، أَعْطَى الْفُقَرَاءَ، بِرُّهُ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ!» 10وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ، وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ لَكُمْ بِذَارَكُمْ وَيُكَثِّرُهُ وَيَزِيدُ أَثْمَارَ بِرِّكُمْ: 11إِذْ تغْتَنُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَجْلِ كُلِّ سَخَاءٍ طَوْعِيٍّ يُنْتِجُ بِنَا شُكْراً لِلهِ 12ذَلِكَ لأَنَّ خِدْمَةَ اللهِ بِهَذِهِ الإِعَانَةِ لاَ تَسُدُّ حَاجَةَ الْقِدِّيسِينَ وَحَسْبُ، بَلْ تَفِيضُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ لِلهِ. 13فَإِنَّ الْقِدِّيسِينَ، إِذْ يَخْتَبِرُونَ هَذِهِ الْخِدْمَةَ، يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى طَاعَتِكُمْ فِي الشَّهَادَةِ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ وَعَلَى السَّخَاءِ الطَّوْعِيِّ فِي مُشَارَكَتِكُمْ لَهُمْ وَلِلْجَمِيعِ. 14كَمَا يَرْفَعُونَ الدُّعَاءَ لأَجْلِكُمْ، مُتَشَوِّقِينَ إِلَيْكُمْ، بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ الْفَائِقَةِ الَّتِي ظَهَرَتْ فِيكُمْ. 15فَشُكْراً لِلهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الْمَجَّانِيَّةِ الَّتِي تَفُوقُ الْوَصْفَ!

 

9 أَمَّا مِنْ جهَةِ المَدَدِ الذي للقِدِّيسينَ فَمِنَ الفُضولِ عندي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيكمَ في شأَنِهِ، 2 لأَنّي أَعْرِفُ استِعْدادَكُمُ الطيِّبَ الذي أَمْتَدِحُهُ عِندَ المَقْدونيّينَ ((بِقَولي)): "إِنَّ أَخائِيَةَ مُسْتَعِدَّةٌ مُنذُ العامِ الماضي، وإِنَّ غَيرتَكمَ كانَتْ حَافِزًا لِلأَكثرين". 3 ومَعَ ذلكَ فَقَدْ بَعَثتُ إِليكمُ الإِخْوَةَ لئلاَّ يُعَطَّلَ افْتخارُنا بكم، مِن هذا القَبيل، ثُمَّ لكي تكونوا، كما قُلْتُ، على اسْتِعداد؛ 4 فإِذا قَدِمَ المَقدونيُّون معي، ووجَدوكمِ غَيرَ مُسْتعدِّينَ خَجِلْنا نحنُ، ولا أَقولُ أَنتُم، في هذا الأَمْرِ عَيْنِه! 5 فَمِنْ ثَمَّ، رأَيتُ مِنَ اللاَّزم أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسبِقونا إِليكم، ويُعِدُّوا مِنْ قَبلُ مَبرَّتَكمَ الموْعودَ بها، حتَّى تكونَ مُعَدَّةً كَمبَرَّةٍ حَقَّةٍ، لا كَتَقْتيرِ بخيل.

الفوائد الناتجة عن هذه المبرة
6
فاعْلَموا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ بالتَّقْتيرِ، بالتَّقتيرِ أَيضًا يَحصُد، ومَن يَزْرَعُ بالسَّخاءَ فبالسَّخاءَ أَيضًا يَحصُد. 7 فَلْيُعطِ كلٌّ بِحَسَبِ وَحْيِ قَلبه؛ لا عَنْ كراهِيَةٍ أَوِ اضطِرار: "لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ المُتَهلِّل". 8 واللهُ قادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكم بكلِّ نِعمةٍ، بحيثُ يكونُ لكم، في كلِّ حينٍ وفي كلِّ شيءٍ، كلُّ الكِفايَةِ، ويَفيضُ عنكم لكلِّ عَملٍ صالح؛ 9 على ما هُوَ مَكتوب: "وزَّعَ خَيراتِهِ، أَعْطى المَساكينَ، فَبِرُّهُ يَدومُ الى الأَبَد". 10 والذي يَرْزُقُ الزَّارعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقوتُهُ، سَيَرزُقُكم زَرْعَكم ويُكثِّرُهُ، ويَزيدُ غِلالَ بِرِّكم. 11 وإِذا ما استَغْنَيْتم هكذا ((يَتَهيَّأُ)) لكم كُلُّ سَخاءِ يُنْشئُ بِنا الشُّكْرَ لله. 12 لأَنَّ القِيامَ بهذِهِ الخِدْمةِ المقدَّسةِ لا يَسُدُّ فقَطْ عَوَزَ القِدّيسينَ، بَلْ يَبْعَثُ أَيضًا على الشُّكرِ الكثيرِ لله. 13 فإِنَّهم بتَقْديرِهم هذهِ الخِدمَةَ يُمجِّدونَ اللهَ على طاعَتِكم في الاعترافِ بإِنجيلِ المسيحِ، وسَخائِكم في المُشارَكةِ لَهم وللجميع. 14 وصلاتُهم لأَجلِكم تَنُمُّ عَن مَحبَّتِهم لكم مِن أَجلِ نِعمةِ اللهِ المُتَزايدةِ فيكم. 15 فشُكرًا للهِ على مَوْهبتِهِ التي لا تُوصَف!

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ

1ثُمَّ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ. 2وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَنْ لاَ أَتَجَاسَرَ وَأَنَا حَاضِرٌ بِالثِّقَةِ الَّتِي بِهَا أَرَى أَنِّي سَأَجْتَرِئُ عَلَى قَوْمٍ يَحْسِبُونَنَا كَأَنَّنَا نَسْلُكُ حَسَبَ الْجَسَدِ. 3لأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. 4إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. 5هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، 6وَمُسْتَعِدِّينَ لأَنْ نَنْتَقِمَ عَلَى كُلِّ عِصْيَانٍ، مَتَى كَمِلَتْ طَاعَتُكُمْ. 7أَتَنْظُرُونَ إِلَى مَا هُوَ حَسَبَ الْحَضْرَةِ؟ إِنْ وَثِقَ أَحَدٌ بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلْمَسِيحِ، فَلْيَحْسِبْ هَذَا أَيْضاً مِنْ نَفْسِهِ: أَنَّهُ كَمَا هُوَ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمَسِيحِ! 8فَإِنِّي وَإِنِ افْتَخَرْتُ شَيْئاً أَكْثَرَ بِسُلْطَانِنَا الَّذِي أَعْطَانَا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيَانِكُمْ لاَ لِهَدْمِكُمْ، لاَ أُخْجَلُ. 9لِئَلاَّ أَظْهَرَ كَأَنِّي أُخِيفُكُمْ بِالرَّسَائِلِ. 10لأَنَّهُ يَقُولُ: «الرَّسَائِلُ ثَقِيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ، وَأَمَّا حُضُورُ الْجَسَدِ فَضَعِيفٌ وَالْكَلاَمُ حَقِيرٌ». 11مِثْلُ هَذَا فَلْيَحْسِبْ أَنَّنَا كَمَا نَحْنُ فِي الْكَلاَمِ بِالرَّسَائِلِ وَنَحْنُ غَائِبُونَ، هَكَذَا نَكُونُ أَيْضاً بِالْفِعْلِ وَنَحْنُ حَاضِرُونَ. 12لأَنَّنَا لاَ نَجْتَرِئُ أَنْ نَعُدَّ أَنْفُسَنَا بَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الَّذِينَ يَمْدَحُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ أَنْ نُقَابِلَ أَنْفُسَنَا بِهِمْ. بَلْ هُمْ إِذْ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُقَابِلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، لاَ يَفْهَمُونَ. 13وَلَكِنْ نَحْنُ لاَ نَفْتَخِرُ إِلَى مَا لاَ يُقَاسُ، بَلْ حَسَبَ قِيَاسِ الْقَانُونِ الَّذِي قَسَمَهُ لَنَا اللهُ، قِيَاساً لِلْبُلُوغِ إِلَيْكُمْ أَيْضاً. 14لأَنَّنَا لاَ نُمَدِّدُ أَنْفُسَنَا كَأَنَّنَا لَسْنَا نَبْلُغُ إِلَيْكُمْ. إِذْ قَدْ وَصَلْنَا إِلَيْكُمْ أَيْضاً فِي إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 15غَيْرَ مُفْتَخِرِينَ إِلَى مَا لاَ يُقَاسُ فِي أَتْعَابِ آخَرِينَ، بَلْ رَاجِينَ إِذَا نَمَا إِيمَانُكُمْ أَنْ نَتَعَظَّمَ بَيْنَكُمْ حَسَبَ قَانُونِنَا بِزِيَادَةٍ، 16لِنُبَشِّرَ إِلَى مَا وَرَاءَكُمْ. لاَ لِنَفْتَخِرَ بِالأُمُورِ الْمُعَدَّةِ فِي قَانُونِ غَيْرِنَا. 17وَأَمَّا مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ. 18لأَنَّهُ لَيْسَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ هُوَ الْمُزَكَّى، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ.

 

دفاع بولس عن نفسه
10
أنا بولُس أطلُبُ إلَيكُم بِوَداعَةِ المَسيحِ وحِلمِهِ، أنا المُتواضِعُ في حَضرَتِكُم والجَريءُ علَيكُم عَنْ بُعدٍ،2راجِيّاً أنْ لا تَدفَعوني وأنا عِندَكُم إلى تِلكَ الجُرأَةِ الّتي أرى أنْ أُعامِلَ بِها الّذينَ يَظُنُّونَ أنَّنا نَسلُكُ سَبيلَ الجَسَدِ.3نعَمْ، إنَّنا نَحيا في الجَسَدِ، ولكِنَّنا لا نُجاهِدُ جِهادَ الجَسَدِ.4فما سِلاحُ جِهادِنا جَسَدِيٌّ، بَلْ إلَهيٌّ قادِرٌ على هَدْمِ الحُصونِ:5نَهدِمُ الجَدَلَ الباطِلَ وكُلَّ عَقَبَةٍ تَرتَفِعُ لِتَحجُبَ مَعرِفَةَ اللهِ، ونَأْسِرُ كُلَّ فِكرٍ ونُخضِعُه لِطاعَةِ المَسيحِ. 6ونَحنُ مُستعدّونَ أنْ نُعاقِبَ كُلَّ مَعصيَةٍ متى أصبَحَت طاعَتُكُم كامِلةً. 7 واجِهوا حقائِقَ الأُمورِ. مَنِ اعتَقَدَ أنَّهُ لِلمَسيحِ، فلْيتَذكَّرْ أنَّهُ بِمقدارِ ما هوَ لِلمَسيحِ، كذلِكَ نَحنُ أيضًا لِلمَسيحِ.8ولا أخجَلُ إنْ بالَغْتُ بَعضَ المُبالَغَةِ في الافتِخارِ بِسُلطانِنا الّذي وهبَهُ الرَّبُّ لَنا لبُنيانِكُم لا لِخَرابِكُم.9فأنا لا أُريدُ أنْ أَظهَرَ كأنِّي أُحاوِلُ التَّهويلَ علَيكُم بِرَسائِلي. 10فيَقولُ أحَدُكُم: ((رَسائِلُ بولُسَ قاسِيَةٌ عَنيفَةٌ، ولكِنَّهُ متى حَضَرَ بِنَفسِهِ، كانَ شَخصًا ضَعيفًا وكلامُهُ سَخيفًا)). 11فلْيَعلَمْ مِثلُ هذا القائِلِ أنَّ ما نكتُبُهُ في رَسائِلِنا ونَحنُ غائِبونَ نَفعلُهُ ونَحنُ حاضِرونَ. 12نَحنُ لا نَجرُؤُ على أنْ نُساوي أنفُسَنا أو نَتشَبَّهَ بِبَعضِ الّذينَ يُعَظِّمونَ قَدرَهُم، فما أغباهُم! يَقيسونَ أنفُسَهُم على أنفُسِهِم، ويُقابِلونَ أنفُسَهُم بأنفُسِهِم. 13أمَّا نَحنُ، فلا نَفتَخِرُ بِما يتَعَدَّى حُدودَ عَمَلِنا، بَلْ نَقتَصِرُ في ذلِكَ على ما قَسَمَ الله لَنا مِنْ حُدودٍ بَلْ َغْنا بِها إلَيكُم. 14فنَحنُ لا نَدَّعي أكثرَ ممَّا لَنا، كما لَو كُنَّا ما بَلْ َغْنا إلَيكُم، لأنَّنا بَلْ َغْنا إلَيكُم حقّاً ومَعَنا بِشارَةُ المَسيحِ. 15ولا نتَعَدَّى تِلكَ الحُدودَ فنَفتَخِر بأعمالِ غَيرِنا، ولكِنْ نَرجو أنْ يَزدادَ إيمانُكُم فَيَتَّسِعَ مَجالُ العَمَلِ بَينَكُم في الحُدودِ الّتي لَنا، 16حتّى نَحمِلَ البِشارَةَ إلى أبعَدَ مِنْ بلادِكُم، فلا نفتَخِرُ بِما أنَجزَهُ غَيرُنا في حُدودِ عَمَلِه. 17فالكِتابُ يَقولُ: ((مَنْ أرادَ أنْ يَفتَخِرَ، فَلْيَفتَخِرْ بِالرَّبِّ))، 18لأنَّ مَنْ يَمدَحُهُ الرَّبُّ هوَ المَقبولُ عِندَهُ، لا مَنْ يَمدَحُ نَفسَهُ.

 

4. دفاع بولس عن نفسه - الجواب عن التهمة بالضعف
10
أَنا بولُسَ أُناشِدُكُم بِوَداعَةِ المسيحِ وحِلْمِه، أَنا المُتَواضِعُ بَينَكم والجَريءُ علَيكُم عَن بُعْد،2 أَرْجو أَلاَّ تُلجِئُوني وأَنا عِندَكُم إِلى تِلكَ الجُرأَةِ الَّتي أَرى أَن أُعامِلَ بِها قَومًا يَظُنُّونَ أَنَّنا نَسيرُ سيرةً بَشَرِيَّة.3أَجَل، إِنَّنا نَحْيا حَياةً بَشَرِيَّة، ولكِنَّنا لا نُجاهِدُ جِهادًا بَشَرِيًّا.4 فلَيسَ سِلاحُ جِهادِنا بَشَرِيًّا، ولكِنَّه قادِرٌ في عَينِ اللهِ على هَدْمِ الحُصون. ونَهدِمُ الاِستِدْلالاتِ5 وكُلَّ كِبرِياءٍ تَحولُ دُونَ مَعرِفَةِ اللّه، ونَأسِرُ كُلَّ ذِهْنٍ لِنَهدِيَه إِلى طاعَةِ المسيحِ.6 ونَحنُ مُستَعِدُّونَ أَن نُعاقِبَ كُلَّ مَعصِيَةٍ متَى أَصبَحَت طاعَتُكُم كامِلَة. 7 أُنظُروا إِلى حَقائِقِ الأُمور. مَنِ اعتَقَدَ أَنَّه لِلمسيح فلْيُفَكِّرْ في نَفْسِه أَنَّنا نَحنُ أَيضًا لِلمَسيح بِمِقدارِ ما هو لَه.8وإِن بالَغتُ بَعضَ المُبالَغةِ في الاِفتِخارِ بِسُلطانِنا، هذا السُّلطانِ الَّذي أَولانا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيانِكم لا لِخَرا بِكُم، فلا أَخجَل.9ولا أُحِبُّ أَن يُظَنَّ أَنِّي أَبغي بِرَسائِلي التَّهْويلَ عَلَيكُم. 10ورُبَّ قائِلٍ يَقول: (( إِنَّ الرَّسائِلَ شَديدةُ الوَقْعِ قوِيَّةُ العِبارة، ولكِن إِذا حَضَرَ بنَفْسِه، كان شَخْصًا هَزيلاً وكَلامُه سَخيفًا )). 11فلْيَعلَمْ مِثْلُ هذا القائِلِ أَنَّ ما نَكونُ علَيه بِالكلامِ في الرَّسائِلِ ونَحنُ غائِبون نَكونُ علَيه أَيضًا بِالعَمَلِ ونحَنُ حاضِرون.

الجواب عن التهمة بالطَمع
12
لَيسَ لَنا مِنَ الجُرأَةِ أَن نُساوِيَ أو نُشبِّهَ أَنفُسَنا بِقَومٍ يُوَصُّونَ بِأَنفُسِهم. فإِنَّهُم يَقيسونَ أَنْفُسَهُم بِقِياسِ أَنفُسِهم ويُشَبِّهونَ أَنفُسَهُم بِأَنفُسهِم فيَفقِدونَ رُشْدَهم. 13 أَمَّا نَحنُ فَلَنْ نَفتَخِرَ افتِخارًا يَتَجاوَزُ القِياس، بلِ افتِخارًا يُوافِقُ القِياسَ الَّذي قَسَمَه اللهُ لَنا قاعِدَةً، وهى بُلوغُنا إِلَيكم. 14فنَحنُ لا نَتَجاوَزُ الحَدَّ في بَسْطِ أَنفُسِنا، كَما لو كُنَّا لم نَبلُغْ إِلَيكُم، فقَد بَلَغْنا إِلَيكُم حَقًّا ومعَنا بِشارةُ المسيح. 15ولا نَتَعدَّى القِياسَ في الاِفتِخارِ بِأَتعابِ غَيرِنا، بل نَرْجو، إِذا نما إِيمانُكم، أَن نَتَّسِعَ اتِّساعاً مُتَزايِدًا عِندَكم وَفْقًا لِقاعِدَتِنا 16فَنَحمِلَ البِشارةَ إٍلى أَبعَدَ مِنكُم، غَيرَ مُفتخِرينَ بما أَنجَزَه غَيرُنا في حُدودِه. 17 (( ومَنِ افتَخَرَ فلْيَفتَخِرْ بِالرَّبّ ))، 18 فلَيسَ صاحِبُ الفَضيلَةِ المُجَرَّبةِ مَن وَصَّى بنَفْسِه، بل مَن وَصَّى بِه الرَّبّ.

 

الرد على التهم الموجهة إليه

10

وَلَكِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا بُولُسَ «الْمُتَواضِعَ وَأَنَا حَاضِرٌ بَيْنَكُمْ، وَالْجَرِيءَ عَلَيْكُمْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْكُمْ»، 2رَاجِياً أَلاَّ تَضْطَرُّونِي لأَنْ أَكُونَ جَرِيئاً عِنْدَ حُضُورِي، فَأَلْجَأُ إِلَى الْحَزْمِ الَّذِي أَظُنُّ أَنِّي سَأَتَجَرَّأُ عَلَيْهِ فِي مُعَامَلَةِ مَنْ يَظُنُّونَ مِنْكُمْ أَنَّنَا نَسْلُكُ وَفْقاً لِلْجَسَدِ. 3فَمَعَ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّنَا لاَ نُحَارِبُ وَفْقاً لِلْجَسَدِ. 4فَإِنَّ الأَسْلِحَةَ الَّتِي نُحَارِبُ بِهَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ الْحُصُونِ: بِهَا نَهْدِمُ النَّظَرِيَّاتِ 5وَكُلَّ مَا يَعْلُو مُرْتَفِعاً لِمُقَاوَمَةِ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَنَأْسِرُ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ. 6وَنَحْنُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِمُعَاقَبَةِ كُلِّ عِصْيَانٍ، بَعْدَ أَنْ تَكُونَ طَاعَتُكُمْ قَدِ اكْتَمَلَتْ.

7أَتَحْكُمُونَ عَلَى الأُمُورِ بِحَسَبِ ظَوَاهِرِهَا؟ إِنْ كَانَتْ لأَحَدٍ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ بِأَنَّهُ يَخُصُّ الْمَسِيحَ، فَلْيُفَكِّرْ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ بِأَنَّهُ كَمَا يَخُصُّ هُوَ الْمَسِيحَ، كَذَلِكَ نَخُصُّهُ نَحْنُ أَيْضاً. 8فَإِنِّي، وَإِنْ كُنْتُ أَفْتَخِرُ وَلَوْ قَلِيلاً أَكْثَرَ مِمَّا يَجِبُ، بِسُلْطَتِنَا الَّتِي أَعْطَانَا إِيَّاهَا الرَّبُّ لِبُنْيَانِكُمْ لاَ لِهَدْمِكُمْ، لَنْ أُضْطَرَّ إِلَى الْخَجَلِ، 9حَتَّى لاَ أَظْهَرَ كَأَنِّي أُخَوِّفُكُمْ بِالرَّسَائِلِ. 10فَمِنْكُمْ مَنْ يَقُولُ: «رَسَائِلُهُ شَدِيدَةُ اللَّهْجَةِ وَقَوِيَّةٌ؛ أَمَّا حُضُورُهُ الشَّخْصِيُّ فَضَعِيفٌ، وَكَلاَمُهُ حَقِيرٌ». 11فَلْيَتَنَبَّهْ مِثْلُ هَذَا إِلَى أَنَّنَا كَمَا نَكُونُ بِالْقَوْلِ فِي الرَّسَائِلِ وَنَحْنُ غَائِبُونَ، كَذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً بِالْفِعْلِ وَنَحْنُ حَاضِرُونَ. 12فَإِنَّنَا لاَ نَجْرُؤُ أَنْ نُصَنِّفَ أَنْفُسَنَا، أَوْ نُقَارِنَ أَنْفُسَنَا، بِمَادِحِي أَنْفُسِهِمِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ. فَلأَنَّ هَؤُلاَءِ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، فَهُمْ لا يَفْهَمُونَ!

13أَمَّا نَحْنُ، فَلَنْ نَفْتَخِرَ بِمَا يَتَعَدَّى الْحَدَّ، بَلْ بِمَا يُوَافِقُ حُدُودَ الْقَانُونِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَنَا اللهُ لِنَصِلَ بِهِ إِلَيْكُمْ أَيْضاً. 14فَإِنَّنَا لَسْنَا نَتَعَدَّى حُدُودَنَا وَكَأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ إِلَيْكُمْ، إِذْ قَدْ وَصَلْنَا إِلَيْكُمْ فِعْلاً بإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ؛ 15وَلَسْنَا نَفْتَخِرُ بِمَا يَتَعَدَّى الْحَدَّ فِي أَتْعَابِ غَيْرِنَا. وَإِنَّمَا نَرْجُو، إِذَا مَا نَمَا إِيمَانُكُمْ، أَنْ نَزْدَادَ تَقَدُّماً بَيْنَكُمْ وَفْقاً لِقَانُونِنَا، 16حَتَّى يَزْدَادَ تَبْشِيرُنَا بِالإِنْجِيلِ انْتِشَاراً إِلَى أَبْعَدَ مِنْ بِلاَدِكُمْ، لاَ لِنَكُونَ مُفْتَخِرِينَ بِمَا تَمَّ إِنْجَازُهُ فِي قُانُونِ غَيْرِنَا. 17وَإِنَّمَا «مَنِ افْتَخَرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ!» 18فَلَيْسَ الْفَاضِلُ هُوَ مَنْ يَمْدَحُ نَفْسَهُ، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ.

 

بولس يدفع عن نفسه تهمة الضعف
10
ثمَّ أَسأَلكم بوَداعةِ المسيحِ وحِلْمِهِ، أَنا نَفسي بولسَ، "الذَّليلَ إِذا ما كُنتُ بَيْنَكم، المُجْترئَ عليكم إِذا ما كنتُ بعيدًا..." 2 أَجَل، أَطلبُ إِليكم ((أَن لا تُلْجئُوني))، عِندَ حُضوري، أَن أَعملَ بتلكَ الجرأَةِ، التي أَرى أَنِّي سأَتَجاسَرُ بها على قَومٍ يَحْسَبونَنا نَسْلُكُ بحسَبِ الجَسَد. 3 فإِنَّا ولا شكَّ نَسْلُكُ في الجسدِ،َ بيدَ أنَّا لا نُحارِبُ بحسَبِ الجَسد. 4 لأَنَّ أَسْلِحةَ حَرْبِنا ليسَتْ بجسديَّةٍ، بل هِيَ قادرةٌ باللهِ على هَدْمِ الحُصُون؛ 5 فنَهْدِمُ السَّفْسَطاتِ وكُلَّ عُلوٍّ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، ونَسْبي كلَّ بَصيرةٍ الى طاعَةِ المَسيح. 6 ونحنُ مُستَعدُّونَ أَنْ نُعاقِبَ كُلَّ مَعْصيةٍ متى كَمُلَتْ طاعتُكُم. 7 أَنتم، الى الظَّواهِرِ تَنظُرون! إِنْ كانَ أَحدٌ يَثِقُ من نَفْسِهِ بأَنَّهُ للمسيحِ، فليُفكِّرْ أَيضًا، في ذاتِهِ، أَنَّا نَحنُ أَيضًا للمسيحِ كما هُوَ لَه. 8 فإِنّي، وإِنِ افْتخَرْتُ في بَعْضِ الإِفْراطِ بِسُلْطانِنا الذي أَعطاناهُ الرَّبُّ -لبُنيانِكم لا لِهَدْمِكم- لا أَخْجَل؛ 9 فلِئلاَّ أَظْهَرَ مِثلَ مُهَوِّلٍ عَلَيكم بالرَّسائِلِ، 10 إِذ يَقولُ قائل: "إِنَّ الرَّسائلَ ثَقيلةٌ وقويَّة؛ وأَمَّا حُضورُ الجَسَدِ فضَعيفٌ، والكلامُ حَقير"؛ 11 فَلْيَحسَبْ مِثْلُ هذا أَنَّا كما نكونُ بالقَولِ، في الرَّسائلِ، ونَحنُ غائبونَ، كذلكَ نكونُ بالفِعلِ أَيضًا، ونَحنُ حاضِرون.

بولس يدفع عن نفسه تهمة الطمع في الرفعة
12
نَحنُ لا نَجسُرُ أَن نُساويَ، ولا أَنْ نُقابلَ أَنفُسَنا بقَوْمٍ يُوصُّونَ بأَنْفسِهم! فإِنَّهم إِذ يَقيسونَ أَنْفُسَهم بأَنفُسِهم، ويقابلونَ أَنفُسَهم بأَنْفُسِهم، ((يكونونَ)) كفاقِدي اللُّبّ. 13 أَمَّا نَحنُ، فلَنْ نَفتَخِرَ فَوقَ القِياسِ، بل بحسَبِ قياسِ الحَدِّ الذي قَسَمَهُ اللهُ لنا، إِذ بَلغَ بنا إِليكم. 14 ولا نَتَعدَّى حُدودَنا كما لو كُنَّا غيرَ بالغينَ إِليكم، إِذ إِنّا إِليكم قد بَلَغْنا بإِنجيلِ المسيح. 15 إِنَّا لا نَفْتَخِرُ فوقَ القِياسِ، ولا بأَتْعاب غَيرِنا؛ بَل نُؤَمِّلُ، إِذا ما نَما إِيمانُكم، أَنْ نَزْدادَ قَدْرًا في أَعْيُنِكَم، على مُقْتَضى حَدِّنا؛ 16 وأَنْ نحمِلَ الإِنجيلَ الى ما أَبْعدَ مِنكم، مِن غَيرِ أَنْ نَفْتخِرَ بما قد صُنِعَ في حُدودِ غيرِنا. 17 "فَمَن ((أرادَ أَنْ)) يَفْتَخِرَ فَلْيَفْتخِرْ بالرَّبّ؛ 18 لأَنَّهُ لَيسَ مَن وَصَّى بنفسِهِ هُوَ ((الرَّجلَ)) المُخْتَبَرَ، بل مَن وَصَّى بِهِ الرَّبّ".

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ

1لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. 2فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. 3وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 4فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحاً آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلاً آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَناً كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. 5لأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ. 6وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيّاً فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ. 7أَمْ أَخْطَأْتُ خَطِيَّةً إِذْ أَذْلَلْتُ نَفْسِي كَيْ تَرْتَفِعُوا أَنْتُمْ، لأَنِّي بَشَّرْتُكُمْ مَجَّاناً بِإِنْجِيلِ اللهِ؟ 8سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى آخِذاً أُجْرَةً لأَجْلِ خِدْمَتِكُمْ، وَإِذْ كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَكُمْ وَاحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ. 9لأَنَّ احْتِيَاجِي سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنْ مَكِدُونِيَّةَ. وَفِي كُلِّ شَيْءٍ حَفِظْتُ نَفْسِي غَيْرَ ثَقِيلٍ عَلَيْكُمْ، وَسَأَحْفَظُهَا. 10حَقُّ الْمَسِيحِ فِيَّ. إِنَّ هَذَا الاِفْتِخَارَ لاَ يُسَدُّ عَنِّي فِي أَقَالِيمِ أَخَائِيَةَ. 11لِمَاذَا؟ أَلأَنِّي لاَ أُحِبُّكُمْ؟ اللَّهُ يَعْلَمُ. 12وَلَكِنْ مَا أَفْعَلُهُ سَأَفْعَلُهُ لأَقْطَعَ فُرْصَةَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَيْ يُوجَدُوا كَمَا نَحْنُ أَيْضاً فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. 13لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. 14وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! 15فَلَيْسَ عَظِيماً إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضاً يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ. 16أَقُولُ أَيْضاً: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. وَإِلاَّ فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، لأَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً. 17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ. 18بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ حَسَبَ الْجَسَدِ أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضاً. 19فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! 20لأَنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْكُلُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْخُذُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْتَفِعُ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَضْرِبُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ! 21عَلَى سَبِيلِ الْهَوَانِ أَقُولُ كَيْفَ أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ. وَلَكِنَّ الَّذِي يَجْتَرِئُ فِيهِ أَحَدٌ، أَقُولُ فِي غَبَاوَةٍ: أَنَا أَيْضاً أَجْتَرِئُ فِيهِ. 22أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضاً. 23أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ: فَأَنَا أَفْضَلُ. فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ. فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ. فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ. فِي الْمِيتَاتِ مِرَاراً كَثِيرَةً. 24مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. 25ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ. مَرَّةً رُجِمْتُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ. لَيْلاً وَنَهَاراً قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. 26بِأَسْفَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي. بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. 27فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. 28عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ. الاِهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 29مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ 30إِنْ كَانَ يَجِبُ الاِفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضُعْفِي. 31اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ. 32فِي دِمَشْقَ وَالِي الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِي، 33فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيلٍ مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ.

 

 

بولس والرسل الكذّابون
11
لَيتَكُم تَحتَمِلوني، ولَو أظهَرْتُ قَليلاً مِنَ الحَماقَةِ. نعَمْ، احتَمِلوني!2فأنا أغارُ علَيكُم غَيرَةَ اللهِ لأنِّي خَطَبتُكُم لِرَجلٍ واحدٍ وهوَ المَسيحُ، لأُقَدِّمَكُم إلَيهِ عَذراءَ طاهِرَةً.3لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها.4 فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ.5ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ ((الرُّسُلِ العِظامِ! ))6فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ. 7فهَلْ أَخطَأتُ حينَ حَمَلْتُ إلَيكُم مَجّانًا بِشارَةَ اللهِ وأذْلَلْتُ نَفسي لِتَرتَفِعوا أنتُم؟8حَرَمتُ كنائِسَ أُخْرى وأخَذتُ مِنها النَّفقَةَ لِخِدمَتِكُم.9وما ثَقَّلتُ على أحدٍ مِنكُم حينَ كانَت بي حاجَةٌ وأنا بَينَكُم، فالإخوَةُ الّذينَ جاؤُوا مِنْ مكدونِـيَّةَ سَدُّوا حاجَتي. وهكذا حَرَصتُ أنْ لا أُثَقِّلَ علَيكُم في شيءٍ وسأحرِصُ أيضًا. 10وبِحقِّ المَسيحِ فِـيَّ، لَنْ يَسلُبَني أحدٌ هذِهِ المَفخَرَةَ في بلادِ آخائيةَ. 11ولِماذا؟ ألأنِّي لا أُحِبُّكُم؟ اللهُ يَعلَمُ كَمْ أنا أُحِبُّكُم. 12وما أعمَلُهُ الآنَ سأعمَلُهُ حتّى أُبطِلَ دَعوى الّذينَ يُحاوِلونَ أنْ يَدَّعوا فيما يُفاخِرونَ بِه أنَّهُم يَعمَلونَ مِثلَما نَعمَلُ. 13هُمْ رُسُلٌ كَذّابونَ وعامِلونَ مُخادِعونَ يَظهَرونَ بِمَظهَرِ رُسُلِ المَسيحِ. 14ولا عَجَبَ، فالشَّيطانُ نَفسُهُ يَظهَرُ بِمَظهَرِ مَلاكِ النُّورِ، 15فلا أقَلَّ مِنْ أنْ يَظهَرَ خَدَمُهُ بِمَظهَرِ الخَدَمِ الصّالِحينَ. هَؤلاءِ عاقِبَتُهُم على قَدْرِ أعمالِهِم.

آلام بولس في خدمة البشارة
16
أُكَرِّرُ القَولَ: لا يَظُنُّ أحدٌ أنِّي جاهِلٌ، وإلاَّ فاقبَلْ وني ولَو كَجاهِلٍ لِيكونَ لي شيءٌ أُفاخِرُ بِه. 17ما أقولُهُ هُنا لا أَقولُهُ وَفْقًا للرَّبِّ، بَلْ أقولُهُ كجاهِلٍ لَه الجُرأةُ أنْ يُفاخِرَ. 18ولكِنْ ما دامَ كثيرٌ مِنكُم يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشرِيَّةً، فلي أنا أيضًا أنْ أُفاخِرَ. 19وأنتُمُ العُقَلاءُ تَحتَمِلونَ الجُهَلاءَ بِسُرورٍ. 20نعَمْ، تَحتَمِلونَ كُلَّ مَنْ يَستَعبِدُكُم ويَنهَبُكُم ويَسلُبُكُم ويَتكَبَّرُ علَيكُم ويَلطِمُكُم. 21فيا لَلخَجَلِ! يَظهرُ أنَّنا كُنَّا ضُعفاءَ في هذا السَّبيلِ. فالّذي يُباهونَ بِه ـ وكلامي كلامُ جاهِلٍ ـ أُباهي بِه أيضًا. 22إنْ كانوا عِبرانيِّينَ فأنا عِبرانِيٌّ، أو إِسرائيليِّينَ فأنا إِسرائيليٌّ، أو مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ فأنا مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ. 23وإنْ كانوا خَدَمَ المَسيحِ أقولُ هذا كأحمقَ فأنا أفوقُهُم: في الجِهادِ جاهَدْتُ أكثرَ مِنهُم، في دُخولِ السُّجونِ قاسَيتُ أكثرَ مِنهُم، في الضَّرْبِ تَحمَّلْتُهُ أكثَرَ مِنهُم بِكثيرٍ وتَعرَّضتُ لِلمَوتِ مِرارًا، 24جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرّاتٍ تِسعًا وثَلاثينَ جلدَةً. 25 وضرَبَني الرُّومانيُّونَ بِالعِصِيِّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ورَجَمَني النّاس ُ مَرَّةً واحدةً، وانكسَرَتْ بيَ السَّفينَةُ ثلاثَ مَرّاتٍ، وقَضَيتُ نَهارًا ولَيلَةً في عَرْضِ البَحرِ. 26وفي أسفاري المُتَعَدِّدةِ تَعرَّضتُ لِخَطَرِ الأنهارِ واللُّصوصِ، ولِخطَرِ اليَهودِ وغَيرِ اليَهودِ، وواجَهْتُ أخطارًا في المُدُنِ، وأخطارًا في البَراري، وأخطارًا في البَحرِ، وأخطارًا مِنَ الإخوَةِ الكَذّابينَ. 27عانَيتُ الكَدَّ والتَّعَبَ والسَّهَرَ الدّائِمَ، والجُوعَ والعَطَشَ والصَّومَ الكثيرَ والبَردَ والعُريَ. 28 وهذا كُلُّهُ إلى جانِبِ ما أُعانيهِ كُلَّ يومٍ مِن اهتمامٍ بِجميعِ الكنَّائِسِ. 29فمَنْ يَضعُفُ وأنا لا أضعُفُ معَهُ، ومَنْ يقَعُ في الخَطيئَةِ وأنا لا أحتَرِقُ مِنَ الحُزنِ علَيهِ. 30إنْ كانَ لا بُدَّ مِنَ الافتخارِ، فأنا أفتَخِرُ بِضُعفي. 31والله أبو رَبِّنا يَسوعَ ـ تَباركَ إلى الأبَدِ ـ يَعرِفُ أنِّي لا أكذِبُ، 32وأنَّ والي المَلِكِ الحارِثِ على دِمشقَ أمَرَ بِحراسَةِ المدينةِ لِلقَبضِ علَيَّ. 33ولكِنَّ الإخوَةَ وضَعوني في قُفَّةٍ وأنزَلوني مِنْ كُوَّةٍ في السُّورِ، فنَجَوتُ مِنْ يَدَيْه.

 

اضطرار بولس إلى التمدح
11
لَيتَكُم تَحتَمِلونَ مِن قِبَلي قَليلاً مِنَ الغَباوة، بل تَحَمَّلوني،2 فإِنِّي أَغارُ علَيكُم غَيرَةَ الله لأَنِّي خَطَبتُكُم لِزَوْجٍ واحِد، خِطبَةَ عَذْراءَ طاهِرَةٍ تُزَفُّ إِلى المسيح.3 ولكِنِّي أَخشَى علَيكُم أَن يَكونَ مَثَلُكُم مَثَلَ حَوَّاءَ الَّتي أَغوَتْها الحَيَّةُ بِحيلَتِها، فتَفسُدَ بَصائِرُكُم وتَتَحَوَّلَ عَن صَفائِها لَدى المَسيح.4 فإِذا جاءَكُم أَحَدٌ يُنادي بِيَسوعَ آخَرَ لم نُنادِ بِه، أَو قَبِلْتُم رُوحًا غَيرَ الَّذي نِلتُموه وبِشارةً غَيرَ الَّتي قَبِلتُموها، اِحتَمَلتُموه أَحسَنَ احتِمال.5وأَرى أَنِّي لَستُ أَقَلَّ شَأنًا مِن أُولئِكَ الرُّسُلِ الأَكابِر.6وإِنِّي، وإِن كُنتُ جاهِلاً في البَلاغة، فلَستُ جاهِلاً في المَعرِفَة، وفي كُلِّ شَيءٍ أَظهَرْنا لَكم ذلِكَ أَمامَ جَميعِ النَّاس.7 أَتُراني ارتَكَبتُ خَطيئَةً إِذ أَعلَنتُ لَكم مَجَّانًا بِشارةَ الله واضِعًا نَفْسي لِتُرفَعوا أَنتُم؟8 سَلَبتُ كَنائِسَ أُخْرَى وأَخَذتُ مِنها النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم.9 ولَمَّا كُنتُ بَينَكُم ورأَيتُ أَنَّ بي حاجَة، لم أُكلِّفْ أَحَدًا شيئًا، فإِنَّ الإِخوَةَ الَّذينَ أَتَوا مِن مَقْدونِيَة سَدُّوا حاجَتي. وقَد حَرِصتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ علَيكُم وسأَحرِصُ أَيضًا. 10وَحَقِّ المسيحِ المُقيمِ فِيَّ، إِنَّ هذِه المَفخَرةَ لَن تُحجَبَ عَنِّي في بِلادِ آخائِية. 11ولِماذا؟ أَلأَنِّي لا أُحِبُّكم أَللهُ أَعلَم. 12وما أَفعَلُه سأَفعلُه أَيضًا لأَقطعَ السَّبيلَ علىِ الَّذينَ يَلتَمِسونَ سَبيلاً لِيَكونوا في ما بِه يُفاخِرونَ على مِثالِنا في ما به نُفاخِر: 13لأَنَّ هؤُلاءِ القَومَ رُسُلٌ كَذَّابون وعَمَلَةٌ مُخادِعون يَتَزَيَّونَ بِزِيِّ رُسُلِ المسيح.14ولا عَجَب فالشَّيطانُ نَفْسُه يَتَزَيَّا بِزِيِّ مَلاكِ النُّور،15فلَيسَ بِغَريبٍ أَن يَتزَيَّا خَدَمُه بِزِيِّ خَدَمِ البِرّ. ولكِنَّ عاقِبَتَهُم تَكونُ على قَدْرِ أَعمالِهِمٍ . 16 وأَقولُ ثانِيَةً: لا يَعُدَّني أَحَدٌ غَبِيًّا، وإِلاَّ فَاحسَبوني شِبْهَ غَبِيِّ لأَستَطيعَ أَنا أَيضًا أَن أَفتَخِرَ قَليلاً. 17 وما سَأَقولُه لا أَقولُه وَفْقًا لِروحِ الرَّبّ، ولكِنَّه قَوْلُ غَبِيّ، وأَنا على يَقينٍ بِأَنَّ لي ما أَفتَخِرُ بِه. 18 فلَمَّا كانَ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشَرِيَّة، فسَأُفاخِرُ أَنا أَيضًا. 19 وبِحُسْنِ الرِّضا تَحتَمِلونَ الأَغبِياء، أَنتُمُ العُقَلاء.20نَعَم، تَحتَمِلونَ أَن يَستَعبِدَكمُ النَّاسُ ويَلتَهِموكم ويَسلِبوكم ويَتَعَجرَفوا علَيكم ويُسيئوا مُعامَلَتَكم عَلَنًا. 21 أقولُ هذا وأَنا خَجِل، كأَنَّنا أَظهَرنا الضُّعْف. فالَّذي يَجرُؤُونَ علَيه ـ وكَلامي كَلامُ غَبِيّ ـ أَجرُؤُ علَيه أَنا أَيضًا. 22 هُم عِبرانِيُّون؟ وأَنا عِبرانِيّ، هُم إِسرائيليّون؟ وأَنا إِسرائِيليّ، هُم مِن نَسْل إِبراهيم؟ وأَنا أَيضاً، 23 هُم خَدَمُ المسيح؟ ـ أَقولُ قَولَ أَحمَق ـ وأَنا أَفوقُهُم: أَفوُقهُم في المَتاعِب، أَفوقُهُم في دُخولِ السُّجون، أَفوُقهُم كَثيرًا جِدًّا في تَحَمُّلِ الجَلْد، في التَّعرُّضِ لأَخطارِ المَوتِ مِرارًا. 24 جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرَّاتٍ أَربَعينَ جَلْدَةً إِلاَّ واحِدة ،25 ضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات، رُجِمتُ مَرَّةً واحِدَة. اِنكَسَرَت بِيَ السَّفينةُ ثَلاثَ مَرَّات، قَضَيتُ لَيلَةً ونَهارًا في عُرْضِ البَحْر. 26 أَسفارٌ مُتَعَدِّدة، أَخطارٌ مِنَ الأَنَّه ار، أَخطارٌ مِنَ اللُّصوص، أَخطارٌ مِن بَني قَومي، أَخطارٌ مِنَ الوَثنِيِّين، أَخطارٌ في المَدينة، أَخطارٌ في البَرِّيَّة، أَخطارٌ في البَحْر، أَخطارٌ مِنَ الإِخوَةِ الكَذَّابين، 27 جَهْدٌ وكَدّ، سَهَرٌ كَثير، جُوعٌ وَعَطَش، صَومٌ كَثير، بَرْدٌ وعُرْيٌ، 28 فَضلاً عن سائرِ الأُمورِ مِن هَمِّي اليَومِيِّ والاِهتِمامِ بِجَميع الكَنائِس. 29 فمَن يكونُ ضَعيفًا ولا أَكونُ ضَعيفًا؟ ومَن تَزِلُّ قَدَمُه ولا أَحتَرِقُ أَنا؟ 30 إِن كانَ لا بُدَّ مِنَ الاِفتِخار، فسأَفتَخِرُ بِحالاتِ ضُعفي. 31 إنَّ اللّهَ أَبا الرَّبِّ يسوعَ ـ تَباركَ لِلأَبَد ـ عالِمٌ بِأَنِّي لا أَكذِب. 32كانَ عامِلُ المَلِكِ الحارِثِ في دِمَشْق يَأمُرُ بحِرسةِ المَدينةِ لِلقَبْضِ علَيَّ، 33 ولكِنِّي دُلًّيتُ في زِنْبيلٍ مِن كَوَّةٍ على السُّور فنَجَوتُ مِن يَدَيه.

 

بولس والرسل الكذابون

11

لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ مِنِّي بَعْضَ الْغَبَاوَةِ، بَلْ إِنَّكُمْ فِي الْوَاقِعِ تَحْتَمِلُونَنِي. 2فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةً مِنْ عِندِ اللهِ لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ هُوَ الْمَسِيحُ، لأُقَدِّمَكُمْ إِلَيْهِ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً. 3غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ تُضَلَّلَ عُقُولُكُمْ عَنِ الإِخْلاَصِ وَالطَّهَارَةِ تُجَاهَ الْمَسِيحِ مِثْلَمَا أَغْوَتِ الْحَيَّةُ بِمَكْرِهَا حَوَّاءَ. 4فَإِذَا كَانَ مَنْ يَأْتِيكُمْ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نُبَشِّرْ بِهِ نَحْنُ أَوْ كُنْتُمْ تَنَالُونَ رُوحاً آخَرَ لَمْ تَنَالُوهُ، أَوْ تَقْبَلُونَ إِنْجِيلاً لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَإِنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ ذَلِكَ بِكُلِّ سُرُورٍ. 5فَإِنِّي أَعْتَبِرُ نَفْسِي غَيْرَ مُتَخَلِّفٍ فِي شَيْءٍ عَنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ الْمُتَفَوِّقِينَ. 6فَمَعَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ كَلاَمَ الْعَامَّةِ غَيْرَ الْفَصِيحِ، فَلاَ تَنْقُصُنِي الْمَعْرِفَةُ. وَإِنَّمَا أَظْهَرْنَا لَكُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَ الْجَمِيعِ.

7أَيَكُونُ ذَنْبِي إِذَنْ، أَنِّي بَشَّرْتُكُمْ بِالإِنْجِيلِ دُونَ أُجْرَةٍ مِنْكُمْ، فَأَنْقَصْتُ قَدْرِي لِيَزْدَادَ قَدْرُكُمْ؟ 8ظَلَمْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى بِتَحْمِيلِهَا نَفَقَةَ خِدْمَتِكُمْ. 9وَحِينَ كُنْتُ عِنْدَكُمْ وَاحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ. إِذْ سَدَّ حَاجَتِي الإِخْوَةُ الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ. وَقَدْ حَفِظْتُ نَفْسِي، وَسَأَحْفَظُهَا أَيْضاً، مِنْ أَنْ أَكُونَ ثَقِيلاً عَلَيْكُمْ فِي أَيِّ شَيْءٍ. 10وَمَادَامَ حَقُّ الْمَسِيحِ فِيَّ، لَنْ يُوقِفَ أَحَدٌ افْتِخَارِي هَذَا فِي بِلاَدِ أَخَائِيَةَ كُلِّهَا! 11لِمَاذَا؟ أَلأَنِّي لاَ أُحِبُّكُمْ؟ اللهُ يَعْلَمُ! 12وَلَكِنْ، سَأَفْعَلُ مَا أَنَا فَاعِلُهُ الآنَ لأُسْقِطَ حُجَّةَ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ حُجَّةً تُبَيِّنُ أَنَّهُمْ مِثْلُنَا فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. 13فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. 14وَلاَ عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاَكِ نُورٍ. 15فَلَيْسَ كَثِيراً إِذَنْ أَنْ يُظْهِرَ خُدَّامُهُ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ خُدَّامِ الْبِرِّ. وَإِنَّ عَاقِبَتَهُمْ سَتَكُونُ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.

 

آلام بولس في خدمة المسيح

16أَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ وَإِلاَّ، فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، كَيْ أَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً! 17وَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ هُنَا، لاَ أَتَكَلَّمُ بِهِ وَفْقاً لِلرَّبِّ، بَلْ كَأَنِّي فِي الْغَبَاوَةِ، وَلِي هَذِهِ الثِّقَةُ الَّتِي تَدْفَعُنِي إِلَى الافْتِخَارِ: 18بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ بِمَا يُوَافِقُ الْجَسَدَ، فَأَنَا أَيْضاً سَأَفْتَخِرُ. 19فَلأَنَّكُمْ عُقَلاءُ، تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ بِسُرُورٍ! 20فَإِنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ كُلَّ مَنْ يَسْتَعْبِدُكُمْ، وَيَفْتَرِسُكُمْ، وَيَسْتَغِلُّكُمْ، وَيَتَكَبَّرُ عَلَيْكُمْ، وَيَلْطِمُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ. 21يَالَلْمَهَانَةِ! كَمْ كُنَّا ضُعَفَاءَ فِي مُعَامَلَتِنَا لَكُمْ!

وَلَكِنْ، مَادُمْتُ أَتَكَلَّمُ فِي غَبَاوَةٍ، فَكُلُّ مَا يَتَجَرَّأُ عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ، أَتَجَرَّأُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضاً. 22فَإِنْ كَانُوا عِبْرَانِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ إِسْرَائِيلِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ؛ فَأَنَا كَذَلِكَ! 23وَإِنْ كَانُوا خُدَّامَ الْمَسِيحِ، أَتَكَلَّمُ كَأَنِّي فَقَدْتُ صَوَابِي، فَأَنَا مُتَفَوِّقٌ عَلَيْهِمْ: فِي الأَتْعَابِ أَوْفَرُ مِنْهُمْ جِدّاً، فِي الْجَلْدَاتِ فَوْقَ الْحَدِّ، فِي السُّجُونِ أَوْفَرُ جِدّاً، فِي التَّعَرُّضِ لِلْمَوْتِ أَكْثَرُ مِرَاراً. 24مِنَ الْيَهُودِ تَلَقَّيْتُ الْجَلْدَ خَمْسَ مَرَّاتٍ، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. 25ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. رُجِمْتُ بِالْحِجَارَةِ مَرَّةً. تَحَطَّمَتْ بِيَ السَّفِينَةُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَضَّيْتُ فِي عَرْضِ الْبَحْرِ يَوْماً بِنَهَارِهِ وَلَيْلِهِ. 26سَافَرْتُ أَسْفَاراً عَدِيدَةً؛ وَوَاجَهَتْنِي أَخْطَارُ السُّيُولِ الْجَارِفَةِ، وَأَخْطَارُ قُطَّاعِ الطُّرُقِ، وَأَخْطَارٌ مِنْ بَنِي جِنْسِي، وَأَخْطَارٌ مِنَ الأُمَمِ، وَأَخْطَارٌ فِي الْمُدُنِ، وَأَخْطَارٌ فِي الْبَرَارِي، وَأَخْطَارٌ فِي الْبَحْرِ، وَأَخْطَارٌ بَيْنَ إِخْوَةٍ دَجَّالِينَ.

27وَكَمْ عَانَيْتُ مِنَ التَّعَبِ وَالْكَدِّ وَالسَّهَرِ الطَّوِيلِ، وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالصَّوْمِ الْكَثِيرِ، وَالْبَرْدِ وَالْعُرْيِ. 28وَفَضْلاً عَنْ هَذِهِ الْمَخَاطِرِ الْخَارِجِيَّةِ، يَزْدَادُ عَلَيَّ الضَّغْطُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ، إِذْ أَحْمِلُ هَمَّ جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 29أَهُنَالِكَ مَنْ يَضْعُفُ وَلاَ أَضْعُفُ أَنَا، وَمَنْ يَتَعَثَّرُ وَلاَ أَحْتَرِقُ أَنَا؟ 30إِنْ كَانَ لاَبُدَّ مِنَ الافْتِخَارِ، فَإِنِّي سَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. 31وَيَعْلَمُ اللهُ ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ، الْمُبَارَكُ إِلَى الأَبَدِ، أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ: 32فَإِنَّ الْحَاكِمَ الَّذِي أَقَامَهُ الْمَلِكُ الْحَارِثُ عَلَى وِلاَيَةِ دِمَشْقَ، شَدَّدَ الْحِرَاسَةَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ، رَغْبَةً فِي الْقَبْضِ عَلَيَّ، 33وَلَكِنِّي تَدَلَّيْتُ فِي سَلٍّ مِنْ نَافِذَةٍ فِي السُّورِ، فَنَجَوْتُ مِنْ يَدِهِ.

 

دواعي افتخاره
11
يا لَيْتَكم تَحْتمِلونَ مِنّي قليلاً مِنَ الجَهْل! أَجَل، احتملوني! 2 فإِنّي أَغارُ عليكم غَيرةَ اللهِ لأَنّي خَطَبْتُكم لرَجلٍ واحدٍ، لأُهديَكم عَذْراءَ عَفيفةً للمسيح. 3 بيدَ أَنّي أَخافُ مِن أَنَّكَم، على مِثالِ حَوَّاءَ التي أَغْوَتْها الحيَّةُ بمكرِها، تُفْسَدُ أَفكارُكم وتتحوَّلُ عن بَساطَتِها تُجاهَ المسيح. 4 لأَنَّهُ، لو جاءَكم أَحدٌ يكرِزُ بيسوعَ آخرَ لم نَكْرِزْ بهِ، أَوْ كُنتم تَنالونَ رُوحًا آخَرَ غَيرَ الذي نِلْتموهُ، أَو إِنجيلاً آخرَ غيرَ الذي قَبلتمُوهُ، لاحْتملتُموهُ بطيِّبِ الخاطِر. 5 ولكِنّي أَحسَبُ أَنِّي لم أَنقُصْ في شيءٍ عَن هؤُلاًءِ الرُّسُلِ الأَكابر! 6 فإِنِّي، وإِن كنتُ أُمِّيًّا في الكلامِ، لَستُ كذلكَ في العِلْمِ، وقد أَظْهَرْنا لكم ((ذلكَ)) على كلِّ وَجهٍ، وفي كلِّ شَيْء. 7 أَفيكونُ ذَنْبي إِذنْ، أَنِّي وَضَعتُ نَفْسي لِتَرْتَفِعوا أَنتم، إِذ بشَّرْتُكم بإِنجيلِ اللهِ مجَّانًا؟ 8 لقد سلَبْتُ كنائسَ أُخرى، آخذًا مِنْها نَفقَةً لِخِدمَتِكم. 9 وإِذ كنتُ عِندَكم، واحتَجْتُ، لم أُثقِّلْ على أَحَدٍ، لأَنَّ الإِخوةَ الذينَ قَدِموا من مَقْدونيةَ قد سَدُّوا احتياجي. وفي كلِّ شيءٍ قد حَذِرْتُ أَنْ أَكونَ مُثقِّلاً عَليكم، وسأَحْذَر. 10 فبحَقِّ المسيحِ الذي فيَّ، إِنَّ هذا الفَخرَ لا يُنْزَعُ مِنّي في أَقاليم أخائية. 11 لماذا؟... أَلأنِّي لَستُ أُحِبُّكم؟ اللهُ يَعْلم. 12 غيرَ أَن ما أَفْعلُهُ سَأَفعَلُهُ أَيضًا لأَقطعَ العِلَّةَ على الذينَ يَطلُبونَ عِلَّةً، لكي يُوجَدُوا مِثْلَنا في ما يَفْتَخرون به. 13 فهؤُلاءِ الرِّجالُ رُسُلٌ كَذَبةٌ، وعَمَلةٌ مكَّارونَ، مُتَنَكِّرونَ بهَيْئَةِ رُسُلِ المسيح. 14 ولا غَرْوَ، فإِنَّ الشَّيطانَ نَفْسَهُ يَتَنكَّرُ بِهَيْئَةِ نُور. 15 فليسَ بالغَريب أَنْ يَتَزيَّا خُدَّامُهُ بزِيِّ خُدَّامِ البِرّ. الاَّ أَنَّ عاقِبتَهم ستكونُ على وَفْقِ أَعمالِهم. 16 وأَعودُ فأقول: لا يَحْسَبَنّي أَحدٌ جاهلاً. وإِلاَّ، فاقْبَلوني كجاهلٍ لأَفْتخرَ أَنا أَيضًا قليلاً. 17 إِنَّ ما أَتكلَّمُ بهِ، في موضوعِ الاِفْتِخار هذا، لا أَتكلَّمُ بهِ بِحسَبِ ((روح)) الرَّبِّ، بل كأَنَّما عن جَهْل. 18 وبما أَنَّ كثيرينَ يَفْتخرونَ بحسَبِ الجَسدِ، فأَنا أَيضًا أَفْتَخِر؛ 19 لأَنَّكم تَحْتَمِلونَ الجُهلاءَ بطَيّبِ الخاطرِ، أَنتمُ الحكماءَ! 20 أَجَلْ، تَحتَمِلونَ مَنْ يَسْتَعبِدُكم،َ ومَن يستَأْكِلُكم، ومَنْ يَسْلِبُكم، ومَن يتكبَّرُ عَليكم، ومَنْ يَلْطِمكم عَلى وُجوهِكم! 21 إِنّي لأَخجلُ مِنَ القَولِ بأَنَّا كنَّا ضُعَفاء... ولكِنْ، مَهْما يَجْترِئْ فيهِ أَحدٌ، -أَتكلَّمُ كجاهلٍ- أَجترئْ فيهِ أَنا أَيضًا! 22 أَعِبرانِيُّونَ هم؟ فأَنا كذلك؛ أَإِسْرائيليُّونَ هم؟ فأَنا كذلك؛ أَذُرّيَّةُ إِبراهيمَ هم؟ فأَنا كذلك؛ 23 أَخُدَّامُ المسيحِ هم؟ -أَتكلَّمُ كمَنْ يَهْذي- فأَنا ((في ذلكَ)) أَكثرُ: في الأَتعابِ أَكثرُ، في السُّجونِ أَكثرُ، في الجَلْدِ فَوقَ القياس؛ في أَخطارِ الموتِ غالبًا. 24 جلَدَني اليهودُ خمسَ مرَّاتٍ أَربعينَ جَلْدةً إِلاَّ واحدة؛ 25 ضُرِبْتُ بالعِصيِّ ثلاثَ مرَّات؛ رُجِمْتُ مرَّة؛ انْكَسَرَتْ بيَ السَّفينةُ ثلاثَ مَرَّاتَ؛ قَضَيْتُ نهارًا وليلاً في اللُّجَّة! 26 كثيرًا ما كنتُ في الأَسفارِ في أَخطارِ السُّيولِ، وفي أَخطارِ اللُصوص؛ في أَخطارٍ مِن أُمَّتي، وأَخطارٍ من الأُمم؛ وأَخطارِ في المدينةِ وأَخطارٍ في البرّيَّةِ، وأَخطارِ في البحرِ، وأَخطارٍ بينَ الإِخوةِ الكذَبَة! 27 وفي التَّعب والكدِّ، ((عُرْضةً)) للأسْهارِ الكثيرةِ، للجُوعِ والعَطشِ، للأَصْوَامِ الكثيرةِ، لِلْبَرْدِ والعُرْي! 28 وما عَدا هذه، ما يَتراكمُ عليَّ كلَّ يومٍ، والاِهْتمامُ بجميعِ الكنائس! 29 فمَن يَضعُفُ ولا أَضعُفَ أَنا! مَنْ يعْثُرُ ولا أَحتَرِقَ أَنا! 30 إِنْ كانَ لا بُدَّ منَ الافْتخارِ، فإِنّي أَفْتخرُ بضُعْفي. 31 يَعْلَمُ اللهُ، أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيحِ، المبارَكُ الى الدُّهورِ، أَنّي لا أَكذِب!... 32 إِنَّ واليَ المَلِكِ الحارِثِ بدِمَشْقَ، كانَ يَحرُسُ مدينَةَ الدِّمَشْقِيّينَ بقَصْدِ القَبْضِ عَليَّ؛ 33 فدُلِّيتُ في زِنْبيلٍ مِن نافِذةٍ في السُّورِ، ونَجوْتُ من يَديْه.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

1إِنَّهُ لاَ يُوافِقُنِي أَنْ أَفْتَخِرَ. فَإِنِّي آتِي إِلَى مَنَاظِرِ الرَّبِّ وَإِعْلاَنَاتِهِ. 2أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. 3وَأَعْرِفُ هَذَا الإِنْسَانَ. أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. 4أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا. 5مِنْ جِهَةِ هَذَا أَفْتَخِرُ. وَلَكِنْ مِنْ جِهَةِ نَفْسِي لاَ أَفْتَخِرُ إِلاَّ بِضَعَفَاتِي. 6فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَخِرَ لاَ أَكُونُ غَبِيّاً، لأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ. وَلَكِنِّي أَتَحَاشَى لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ مِنْ جِهَتِي فَوْقَ مَا يَرَانِي أَوْ يَسْمَعُ مِنِّي. 7وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. 8مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. 9فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. 10لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. 11قَدْ صِرْتُ غَبِيّاً وَأَنَا أَفْتَخِرُ. أَنْتُمْ أَلْزَمْتُمُونِي! لأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أُمْدَحَ مِنْكُمْ، إِذْ لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَسْتُ شَيْئاً. 12إِنَّ عَلاَمَاتِ الرَّسُولِ صُنِعَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ. 13لأَنَّهُ مَا هُوَ الَّذِي نَقَصْتُمْ عَنْ سَائِرِ الْكَنَائِسِ، إِلاَّ أَنِّي أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ؟ سَامِحُونِي بِهَذَا الظُّلْمِ. 14هُوَذَا الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَلاَ أُثَقِّلَ عَلَيْكُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ. لأَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ بَلِ الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ. 15وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ! 16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ! 17هَلْ طَمِعْتُ فِيكُمْ بِأَحَدٍ مِنَ الَّذِينَ أَرْسَلْتُهُمْ إِلَيْكُمْ؟ 18طَلَبْتُ إِلَى تِيطُسَ وَأَرْسَلْتُ مَعَهُ الأَخَ. هَلْ طَمِعَ فِيكُمْ تِيطُسُ؟ أَمَا سَلَكْنَا بِذَاتِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ؟ أَمَا بِذَاتِ الْخَطَوَاتِ الْوَاحِدَةِ؟ 19أَتَظُنُّونَ أَيْضاً أَنَّنَا نَحْتَجُّ لَكُمْ؟ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ نَتَكَلَّمُ. وَلَكِنَّ الْكُلَّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لأَجْلِ بُنْيَانِكُمْ. 20لأَنِّي أَخَافُ إِذَا جِئْتُ أَنْ لاَ أَجِدَكُمْ كَمَا أُرِيدُ، وَأُوجَدَ مِنْكُمْ كَمَا لاَ تُرِيدُونَ. أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ - 21أَنْ يُذِلَّنِي إِلَهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضاً وَأَنُوحُ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَتُوبُوا عَنِ النَّجَاسَةِ وَالزِّنَا وَالْعَهَارَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا.

 

رؤى بولس
12
وإنْ كانَ لا بُدَّ لي مِنَ الافتِخارِ معَ أنَّهُ لا نَفْعَ مِنهُ فأنتَقِلُ إلى الكلامِ على رُؤى الرَّبِّ وما كَشَفَهُ لي.2أعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمَسيحِ خُطِفَ قَبلَ أربَعَ عَشْرَةَ سنَةً إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ. أبِجَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. الله يَعلَمُ.3وإنَّما أعلَمُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ: أَبِجَسَدِهِ أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. اللهُ يَعلَمُ.4أعلَمُ أنَّهُ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ وهُناكَ سَمِعَ كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ.5أمَّا هذا الرَّجُلُ فأفتَخِرُ بِه، وأمَّا أنا فَلا أفتَخِرُ إلاَّ بِضُعفي.6ولَو أرَدتُ أنْ أفتَخِرَ لما كُنتُ جاهِلاً، لأنِّي أقولُ الحَقَّ. ولكِنِّي لَنْ أفتَخِرَ لِئَلاَّ يَظُنَّ أحدٌ أنِّي فَوقَ ما يَراني علَيهِ أو يَسمَعهُ مِنِّي. 7ولِئَلاَّ أنتَفِخَ بالكِبرياءِ مِنْ عَظَمَةِ ما ا نكَشَفَ لي، أُصِبْتُ بِشَوكَةٍ في جَسَدي وهِيَ كَرَسولٍ مِنَ الشَّيطانِ يَضرِبُني لِئَلاَّ أتكَبَّرَ.8وصَلَّيتُ إلى اللهِ ثلاثَ مرّاتٍ أنْ يأخُذَها عَنِّي،9فقالَ لي: ((تكفيكَ نِعمَتي. في الضُّعفِ يَظهَرُ كَمالُ قُدرَتي)). فأنا، إذًا، أفتَخِرُ راضِيًا مُبتَهِجًا بِضُعفي حتّى تُظَلِّلَني قُوَّةُ المَسيحِ. 10ولذلِكَ فأنا أرضَى بِما أحتَمِلُ مِنَ الضُّعفِ والإهانَةِ والضِّيقِ والاضطِهادِ والمَشَقَّةِ في سَبيلِ المَسيحِ، لأنِّي عِندَما أكونُ ضَعيفًا أكونُ قوِيّاً.

قلق بولس على الكورنثيين
11
ها أنا صِرْتُ أحمَقَ، وأنتُم أجبَرتُموني على أنْ أكونَ كذلِكَ. فكانَ مِنْ حقِّي علَيكُم أنْ تُكرِّموني، وما أنا أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولَئكَ ((الرُّسُلِ العِظامِ))، وإنْ كُنتُ لا أُساوي شيئًا. 12فالعَلاماتُ على أنِّي رَسولٌ أظهَرتُها بِكُلِّ صَبرٍ بَينَكُم: مِنْ مُعْجِزاتٍ وعَجائِبَ وأعمالٍ خارِقَةٍ. 13ففي أيِّ شيءٍ كُنتُم دُونَ سائِرِ الكنائِسِ إلاَّ في أنِّي ما أثْقَلْتُ علَيكُم بِشيءٍ؟ فا غفِروا لي هذِهِ الإساءَةَ! 14ها أنا مُستَعِدٌّ أنْ أَجيءَ إلَيكُم لِلمَرَّةِ الثَّالِثَةِ، ولَنْ أُثَقِّلَ علَيكُم فأنا أُريدُكُم أنتُم لا مالَكُم. فالأبناءُ لا يُوَفِّرونَ لآبائِهِم، بَلْ على الآباءِ أنْ يُوفِّروا لأبنائِهِم. 15وأنا أبذُلُ كُلَّ ما عِندي راضيًا مُبتَهِجًا، بَلْ أبذُلُ حياتي في سبيلِكُم. أيكونُ أنَّ حُبَّكُم لي قَليلٌ، لأنَّ حُبِّي لكُم كثيرٌ؟ 16 نعَمْ، أنا ما ثقَّلتُ علَيكُم بِشيءٍ، ولكِنْ هَلْ كُنتُ ماكِرًا فاحتَلْتُ علَيكم؟ 17هَلْ كَسَبتُ مِنكُم شيئًا على يَدِ أحدٍ مِنَ الّذينَ أرسَلتُهُم إلَيكُم؟ 18حينَ ألحَحتُ على تيطُسَ أنْ يَذهَبَ إلَيكُم وأرسَلتُ معَهُ ذلِكَ الأخَ، هل أخَذَ تيطُسُ مِنكُم شيئًا؟ أما عَمِلنا بالرُّوحِ نَفسِهِ؟ أما سَلَكْنا الطَّريقَ نَفسَهُ؟ 19رُبَّما تَظُنّونَ أنَّنا نُطيلُ في الدِّفاعِ عَنْ أنفُسِنا عِندَكُم. فنَحنُ نَتكَلَّمُ أمامَ اللهِ في المَسيحِ، وهذا كُلُّهُ أيُّها الأحبّاءُ لِبُنيانِكُم. 20 وأنا أخافُ، إذا جِئتُ إلَيكُم، أنْ أجِدَكُم على غَيرِ ما أُحِبُّ أنْ تكونوا، وأنْ تَجِدوني على غَيرِ ما تُحبُّونَ أنْ أكونَ. أخافُ أنْ يكونَ بَينَكم خِلافٌ وحسَدٌ وغَضَبٌ ونِزاعٌ وذَمٌّ ونَميمَةٌ وكِبرياءٌ وبَلبَلَةٌ. 21 أخافُ، إذا جِئتُكُم مَرَّةً أُخرى، أن يُذِلَّني إلَهي في أمرِكُم، فأبكيَ على كثيرينَ مِنَ الّذينَ خَطِئوا مِنْ قَبلُ وما نَدِموا على ما ارتَكبوهُ مِنْ دَعارَةٍ وزِنًى وفُجورٍ.

 

12أَلا بُدَّ مِنَ الاِفتِخار؟ ـ إِنَّه لا خَيرَ فيه ـ ولكِنِّي أَنتَقِلُ إِلى رُؤَى الرَّبِّ ومُكاشَفاتِه.2 أَعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمسيحِ اختُطِفَ إِلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ مُنذُ أَرَبعَ عَشرَةَ سَنة: أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَم مِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَللهُ أَعلَم.3وإِنَّما أَعلَمُ أَنَّ هذا الرَّجُلَ: أَبِجَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَمِن دونِ جَسَدِه؟ لا أَعلَم، أَللهُ أَعلَم،4 اِختُطِفَ إِلى الفِردَوس، وسَمِعَ كلَمِاتٍ لا تُلْفَظُ ولا يَحِلُّ لإِنسانٍ أَن يَذكُرَها.5أَمَّا ذاكَ الرَّجُل فسأَفتَخِرُ به، وأَمَّا أَنا فلَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِحالاتِ ضعفي.6 ولَو أَرَدتُ الاِفتِخار لَما كُنتُ غَبِيًّا، لأَنِّي لا أَقولُ إِلاَّ الحَقَّ. ولكِنِّي أُعرِضُ عن ذلِكَ لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي فَوقَ ما يَراني. علَيه أَو يَسمَعُه مِنِّي. 7 ومَخافَةَ أَن أَتَكَبَّرَ بِسُمُوِّ المُكاشَفات، جُعِلَ لي شَوكَةٌ في جَسَدي: رَسولٌ لِلشَّيطانِ وُكِلَ إِلَيه بِأَن يَلطِمَني لِئَلاَّ أَتَكبر.8 وسأَلتُ اللهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَن يُبعِدَه عَنِّي،9 فقالَ لي: (( حَسبُكَ نِعمَتي، فإِنَّ القُدرَةَ تَبلُغُ الكَمالَ في الضُّعف )). فإِنِّي بِالأَحرى أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح. 10ولِذلِك فإِنِّي راضٍ بِحالاتِ الضُّعفِ والإِهاناتِ والشَّدائِدِ والاِضطِهاداتِ والمَضايِقِ في سَبيلِ المسيح، لأَنِّي عِندَما أَكونُ ضَعيفًا أَكونُ قَوِيًّا. 11هاءَنَذا قد صِرتُ غَبيًّا، وأَنتُم أَلجَأتُموني إِلى ذلك. فكانَ مِن حَقِّي علَيكُم أَن تُوَصُّوا بي لأَنِّي لم أَكُنْ أَقَلَّ شَأنًا مِن أُولئِكَ الرُّسُلِ الأَكابِر، وإِن لم أَكُنْ بِشَيء. 12 إِنَّ العَلاماتِ المُمَيِّزَةَ لِلرَّسول قد تَحقَّقَت بَينَكُم بِصَبْرٍ تامٍّ وآياتٍ وأَعاجيبَ ومُعجِزات. 13 ففي أَيِّ شَيءٍ كُنتُم دونَ سائِرِ الكَنائِسِ إِلاَّ لأَنِّي أَنا بِنَفْسي لم أُكَلِّفْكم شيئًا؟ فاصفَحوا لي عن هذا الظُلْم. 14هاءَنَذا مُتأَهِّبٌ لِلقُدومِ إِلَيكُم مَرَّةً ثالِثَة، ولَن أُكَلِّفَكم شَيئًا، لأَنِّي لا أَطلُبُ ما لَكم، بل إِيَّاكُم أَطلُب. فلَيسَ على البَنينَ أَن يَدَّخِروا لِلوالِديِن، بل على الوالِدِينَ أَن يَدَّخِروا لِلبَنين.15 وإِنِّي بِحُسنِ الرِّضا أَبذُلُ المال، بل أَبذُلُ نَفْسي عن نُفوسِكُم. وإِذا كُنتُ أَزيدُكُم مِن حُبِّي، أَأَلْقى حُبًّا أَقَلَّ؟ 16 ورُبَّ قائِلٍ يَقولُ إِنِّي لم أُثَقِّلْ عَلَيكُم. ولكِنِّي، وأَنا ذو مَكرٍ ، قد أَخَذتُكُم بِحيلَة.17 أَتُراني غَنِمتُ مِنكُم عن يَدِ أَحدٍ مِنَ الَّذينَ أَرسَلتُهم إِلَيكُم؟ 18 قد أَلْحَحتُ على طيطُسَ وأَرسَلتُ معَه الأَخَ. أَفتُرى طيطُسُ قد غَنِمَ مِنكُم؟ أَلَم نَسِرْ بِالرُّوحِ نَفْسِه؟ أَلَم نَقتَفِ الآثارَ نَفْسَها؟

بولس بين الخوف والقلق
19
أَمُنذُ وَقتٍ طَويلِ تَظُنُّونَ أَنَّنا نُدافِعُ عن أَنْفُسِنا عِندَكُم؟ إِنَّنا نَتَكلَّمُ في المسيحِ عِندَ الله. وهذا كُلُّه أَيُّها الأَحِبَّاءُ لأَجْلِ بُنيانِكُم. 20فإِنِّي أَخافُ، إِذا أَتَيتكُم، أَلا أَجِدَكُم على ما أُحِبُّ وأَن تَجِدوني على ما لا تُحِبُّون. أَخافُ أَن يَكونَ بَينَكُم خِصامٌ وحَسَد وسُخْط ومُنازعات ونَميمةٌ وثَرثَرة ووَقاحةٌ وبَلبَلَة. 21أَخافُ، إِذا أَتَيتُكُم مَرَّةً أُخرى، أَن يُذِلَّني إِلهي عِندَكم، فأَحزَنُ على كَثيرٍ مِنَ الَّذينَ خَطِئُوا فيما مَضى، ولَم يَتوبوا مِمًّا ارتَكَبوا مِنَ الدَّعارةِ والزِّنى والفُجور.

 

رؤى بولس

12

أَجَلْ، إِنَّ الافْتِخَارَ لاَ يَنْفَعُنِي شَيْئاً؛ وَلَكِنْ سَأَنْتَقِلُ إِلَى مَا كَشَفَهُ لِيَ الرَّبُّ مِنْ رًُؤى وَإِعْلاَنَاتٍ.

2أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي الْمَسِيحِ، خُطِفَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً: أَكَانَ ذَلِكَ بِجَسَدِهِ؟ لاَ أَعْلَمُ؛ أَمْ كَانَ بِغَيْرِ جَسَدِهِ؟ لاَ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ! 3وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ، أَبِجَسَدِهِ أَمْ بِغَيْرِ جَسَدِهِ؟ لاَ أَعْلَمُ؛ اللهُ يَعْلَمُ؛ 4قَدْ خُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، حَيْثُ سَمِعَ أُمُوراً مُدْهِشَةً تَفُوقُ الْوَصْفَ وَلاَ يَحِقُّ لإِنْسَانٍ أَنْ يَنْطِقَ بِهَا.

5بِهَذَا أَفْتَخِرُ! وَلَكِنِّي لاَ أَفْتَخِرُ بِمَا يَخُصُّنِي شَخْصِيّاً إِلاَّ إِذَا كَانَ يَتَعَلَّقُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. 6فَلَوْ أَرَدْتُ الافْتِخَارَ، لاَ أَكُونُ غَبِيّاً، مَادُمْتُ أَقُولُ الْحَقَّ. إِلاَّ أَنِّي أَمْتَنِعُ عَنْ ذَلِكَ، لِئَلاَّ يَظُنَّ بِي أَحَدٌ فَوْقَ مَا يَرَانِي عَلَيْهِ أَوْ مَا يَسْمَعُهُ مِنِّي. 7وَلِكَيْ لاَ أَتَكَبَّرَ بِمَا لِهَذِهِ الإِعْلانَاتِ مِنْ عَظَمَةٍ فَائِقَةٍ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي جَسَدِي كَأَنَّهَا رَسُولٌ مِنَ الشَّيْطَانِ يَلْطِمُنِي كَيْ لاَ أَتَكَبَّرَ! 8لأَجْلِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يَنْزِعَهَا مِنِّي 9فَقَالَ لِي: «نِعْمَتِي تَكْفِيكَ، لأَنَّ قُدْرَتِي تُكَمَّلُ فِي الضَّعْفِ!» فَأَنَا أَرْضَى بِأَنْ أَفْتَخِرَ مَسْرُوراً بِالضَّعَفَاتِ الَّتِي فِيَّ، لِكَيْ تُخَيِّمَ عَلَيَّ قُدْرَةُ الْمَسِيحِ. 10فَلأَجْلِ الْمَسِيحِ، تَسُرُّنِي الضَّعَفَاتُ وَالإِهَانَاتُ وَالضِّيقَاتُ وَالاضْطِهَادَاتُ وَالصُّعُوبَاتُ، لأَنِّي حِينَمَا أَكُونُ ضَعِيفاً، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيّاً!

 

العلامات التي تميز الرسول

11هَا قَدْ صِرْتُ غَبِيّاً! وَلَكِنْ، أَنْتُمْ أَجْبَرْتُمُونِي! فَقَدْ كَانَ يَجِبُ أَنْ تَمْدَحُونِي أَنْتُمْ، لأَنِّي لَسْتُ مُتَخَلِّفاً فِي شَيْءٍ عَنْ أُولَئِكَ الرُّسُلِ الْمُتَفَوِّقِينَ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ شَيْئاً. 12إِنَّ الْعَلاَمَاتِ الَّتِي تُمَيِّزُ الرَّسُولَ أُجْرِيَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، مِنْ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ. 13فَفِي أَيِّ مَجَالٍ كُنْتُمْ أَصْغَرَ قَدْراً مِنَ الْكَنَائِسِ الأُخْرَى إِلاَّ فِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ عِبْئاً ثَقِيلاً عَلَيْكُمْ؟ اغْفِرُوا لِي هَذِهِ الإِسَاءَةَ!

14أَنَا مُسْتَعِدٌّ الآنَ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ مَرَّةً ثَالِثَةً، وَلَنْ أَكُونَ عِبْئاً ثَقِيلاً عَلَيْكُمْ. فَمَا أَسْعَى إِلَيْهِ لَيْسَ هُوَ مَا عِنْدَكُمْ بَلْ هُوَ أَنْتُمْ: لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الأَوْلاَدِ أَنْ يُوَفِّرُوا لِوَالِدِيهِمْ، بَلْ عَلَى الْوَالِدِينَ أَنْ يُوَفِّرُوا لأَوْلاَدِهِمْ. 15وَأَنَا، بِكُلِّ سُرُورٍ، أُنْفِقُ مَا عِنْدِي، بَلْ أُنْفِقُ نَفْسِي لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا زَادَتْ مَحَبَّتِي أَلْقَى حُبّاً أَقَلَّ.

16وَلَكِنْ، لِيَكُنْ كَذَلِكَ. (تَقُولُونَ) إِنِّي لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ بِنَفْسِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ مُحْتَالاً فَسَلَبْتُكُمْ بِمَكْرٍ. 17هَلْ كَسَبْتُ مِنْكُمْ شَيْئاً بِأَحَدٍ مِنَ الَّذِينَ أَرْسَلْتُهُمْ إِلَيْكُمْ؟ 18الْتَمَسْتُ مِنْ تِيطُسَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَيْكُمْ، وَأَرْسَلْتُ مَعَهُ ذَلِكَ الأَخَ، فَهَلْ غَنِمَ مِنْكُمْ تِيطُسُ شَيْئاً؟ أَلَمْ نَتَصَرَّفْ مَعَكُمْ، أَنَا وَتِيطُسُ، بِرُوحٍ وَاحِدٍ وَخَطَوَاتٍ وَاحِدَةٍ؟

19طَالَمَا كُنْتُمْ تَظُنُّونَ أَنَّنَا نُدَافِعُ عَنْ أَنْفُسِنَا عِنْدَكُمْ! وَلكِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ. وَذَلِكَ كُلُّهُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لأَجْلِ بُنْيَانِكُمْ. 20فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ فَأَجِدَكُمْ فِي حَالَةٍ لاَ أُرِيدُهَا وَتَجِدُونِي فِي حَالَةٍ لاَ تُرِيدُونَهَا! أَيْ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ كَثِيرٌ مِنَ النِّزَاعِ وَالْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَالتَّحَزُّبِ وَالتَّجْرِيحِ وَالنَّمِيمَةِ وَالتَّكَبُّرِ وَالْبَلْبَلَةِ. 21وَأَخْشَى أَنْ يَجْعَلَنِي إِلهِي ذَلِيلاً بَيْنَكُمْ عِنْدَ مَجِيئِي إِلَيْكُمْ مَرَّةً أُخْرَى، فَيَكُونُ حُزْنِي شَدِيداً عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا قَبْلاً وَلَمْ يَتُوبُوا عَمَّا ارْتَكَبُوا مِنْ دَنَسٍ وَزِنىً وَفِسْقٍ!

 

12 إِنْ كانَ لا بُدَّ مِنَ الافتِخارِ، مَعَ أَنَّهُ لا خيرَ فيهِ، أَنتَقِلُ إِلى رُؤَى الرَّبِّ وإِيحاءاتِه. 2 إِنّي أَعرِفُ إِنسانَا في المسيحِ، قدِ اخْتُطِفَ مُنْذُ أَرْبعَ عَشْرَةَ سَنةً، الى السَّماءِ الثَّالِثَة -أَفي الجَسَد؟ لَسْتُ أَعلَم؛ أَم خارجَ الجَسَد؟ لَسْتُ أَعلَم؛ اللهُ يَعْلَم-، 3 وأَعرِفُ أَنَّ هذا الإِنسانَ -أَفي جَسَدِه؟ أم بدونِ جسدِه؟ لَستُ أَعلم؛ اللهُ يَعْلم- 4 قدِ اخْتُطِفَ الى الفِرْدَوْسِ، وسَمِعَ كَلماتٍ تَفوقُ الوَصْفَ، لا يَحِلُّ لإِنسانٍ أَنْ يَنْطِقَ بها. 5 فمِن جِهَةِ هذا ((الرَّجُلِ)) أَفْتَخِرُ، أَمَّا مِن جِهَةِ نَفْسي فلا أَفتخِرُ إِلاَّ بأَوْهاني. 6 فإِنّي لو أَرَدْتُ الافتِخارَ لم أَكُنْ جاهِلاً، لأَنّي أَقولُ الحَقّ؛ بَيدَ أَنّي أَكُفُّ خَشْيةَ أَنْ يَظُنَّ بي أَحَدٌ فَوقَ ما يَراني عَلَيهِ أَو يَسْمعُهُ مِنّي. 7 ولِئلاَّ أَسْتَكْبِرَ لِسُمُوِّ هذِهِ الإِيحاءاتِ أُعْطيتُ شَوْكَةً في الجَسَدِ، ملاكًا مِنَ الشَّيْطانِ لكي يَلْطِمَني... لئلاَّ أَسْتَكبِر! 8 ولذلكَ طلبتُ الى الرَّبِّ ثلاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تُفارِقَني؛ 9 فقالَ لي: "تَكْفيكَ نِعْمَتي: لأَنَّ قُوَّتي يَبْدو كَمالُها في الوَهْن". فبكلِّ سُرورٍ إِذنْ، أَفتخِرُ بالحَريّ بأَوهاني، لِتَسْتَقِرَّ عليَّ قُوَّةُ المسيحِ. 10 أَجَل، إِنّي أُسَرُّ بالأَوهانِ، والإِهاناتِ، والضِّيقاتِ، والاضْطِهاداتِ، والشَّدائدِ مِن أَجلِ المسيح. لأَنّي متى ضَعُفْتُ فحينئذٍ أَنا قَويّ. 11 ها قد صِرْتُ جاهِلاً! إِنَّما أَنتمُ اضْطَرَرْتُموني، إِذْ كانَ مِنَ الواجِبِ أَنْ تُوصُّوا أَنتُم فيَّ، لأَنّي لم أَنقُصْ في شَيْءٍ عَنْ أُولئكَ الرُّسُلِ الأَكابِرِ، وإِنْ كُنْتُ لَسْتُ بشيء! 12 فإِنَّ عَلاماتِ الرَّسولِ ((المُميِّزةَ)) قد تجلَّت في ما بَيْنَكم: طُولُ الأَناةِ، والآياتُ والعَجائبُ والمُعْجِزات. 13 وفي أَيِّ شَيءٍ نَقَصْتُم عَنْ سائِرِ الكَنائِسِ، إِلاَّ في كَوْني لم أُثَقِّلْ عَليكُم؟ فسامِحوني بهذا الظُّلْم! 14 ها أَنا مُتأَهّبٌ لِلقُدومِ إِليكم مَرَّةً ثالِثةً، ولَنْ أُثَقِّل عَليكم؛ لأنّي لا أَطلُبُ ما هُوَ لكم، بَلْ إِيَّاكم ((أُريد))؛ إِذْ لَيسَ على الأَولادِ أَنْ يَذْخَروا لِلوالِدِينَ، بل على الوالِدينَ لِلأَوْلاد. 15 وأَنا بكُلّ سُرورٍ أُنْفِقُ ((كلَّ شيءٍ)) بل أُنْفِقُ نَفْسي لأَجْلِ نفوسِكم، وإِنْ كنتُم، وأَنا أُحِبُّكم أَكثرَ، تُحبُّوني أَنتُم أَقَلّ. 16 ((وقد يُقال)): أجل، أَنا بِنَفسي لم أُثَقِّلْ عَليكم؛ غَيرَ أَنّي، كرَجُلٍ داهِيةٍ، قد أَخذتُكم عن طريقِ المَكْر!.. 17 فهَلْ غَنِمْتُ مِنكم شيئًا على يَدِ أَحدٍ مِمَّنْ بَعَثْتُ إِليكم؟ 18 لقد طَلَبتُ الى تيطُسَ ((أَنْ يَذْهَبَ إِليكم))، وأَرْسَلتُ مَعَهُ الأَخَ ((الذي تَعرفون))؛ فهَل غَنِمَ تيطُسُ مِنكم شيئًا؟ أَلم نَسِرْ كِلانا بروحٍ واحدٍ، وعلى آثارٍ واحدة؟

مخاوف بولس وقلقه
19
لَقد طَالما ظَنَنتُم أَنَّا نَحْتجُّ لأَنفُسِنا لَدَيكم. وإِنَّما نَتكلَّمُ أَمامَ اللهِ في المسيح؛ وكلُّ ذلكَ، أَيُّها الأَحبَّاء، لِبُنيانِكم. 20 وإِنّي لأَخْشى، إِذا ما أَتَيتُكم، أَنْ أَجِدَكم على ما لا أُحِبُّ، وأَنْ تَجِدوني على ما لا تُحبُّون: أَنْ يكونَ في ما بينَكم خُصوماتٌ وحَسَدٌ ومُغاضباتٌ، ومُنازَعاتٌ واغْتياباتٌ ونمائِمُ، وانْتِفاخاتٌ واضْطرابات. 21 ((أَخْشى)) عِندَ عَوْدتي إِليكم، أَنْ يُذِلَّني إِلهي في شَأْنِكم، وأَنْ أَنوحَ على كثيرينَ مِنَ الذينَ خَطِئوا آنِفًا، ولم يَتوبوا عَمَّا أَتَوْا مِنَ النَّجاسَةِ والزِّنى والفِسْق.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ

1هَذِهِ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ آتِي إِلَيْكُمْ. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ وَثَلاَثَةٍ تَقُومُ كُلُّ كَلِمَةٍ. 2قَدْ سَبَقْتُ فَقُلْتُ، وَأَسْبِقُ فَأَقُولُ كَمَا وَأَنَا حَاضِرٌ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ، وَأَنَا غَائِبٌ الآنَ، أَكْتُبُ لِلَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ، وَلِجَمِيعِ الْبَاقِينَ: أَنِّي إِذَا جِئْتُ أَيْضاً لاَ أُشْفِقُ. 3إِذْ أَنْتُمْ تَطْلُبُونَ بُرْهَانَ الْمَسِيحِ الْمُتَكَلِّمِ فِيَّ، الَّذِي لَيْسَ ضَعِيفاً لَكُمْ بَلْ قَوِيٌّ فِيكُمْ. 4لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضُعْفٍ لَكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضاً ضُعَفَاءُ فِيهِ، لَكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ. 5جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ 6لَكِنَّنِي أَرْجُو أَنَّكُمْ سَتَعْرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا مَرْفُوضِينَ. 7وَأُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّكُمْ لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئاً رَدِيّاً، لَيْسَ لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ، بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَناً، وَنَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنَا مَرْفُوضُونَ. 8لأَنَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ شَيْئاً ضِدَّ الْحَقِّ بَلْ لأَجْلِ الْحَقِّ. 9لأَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَمَا نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاءَ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ. وَهَذَا أَيْضاً نَطْلُبُهُ كَمَا لَكُمْ. 10لِذَلِكَ أَكْتُبُ بِهَذَا وَأَنَا غَائِبٌ، لِكَيْ لاَ أَسْتَعْمِلَ جَزْماً وَأَنَا حَاضِرٌ، حَسَبَ السُّلْطَانِ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ. 11أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلَهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ. 12سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 13يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ. 14نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.

 

13 والآنَ أنا قادِمٌ إلَيكُم مرَّةً ثالِثَةً. والكِتابُ يَقولُ: ((لا حُكمَ في أيَّةِ قَضِيَّةٍ إلاَّ بِشَهادَةِ شاهِدَينِ أو ثلاثةٍ)).2عِندَ حُضوري في المَرَّةِ الثَّانِيَةِ قُلتُ للّذينَ خَطِئوا فيما مَضى ولِسواهُم ما أقولُهُ اليومَ وأنا غائِبٌ: إنْ عُدتُ إلَيكُم فلا أُشفِقُ على أحدٍ،3ما دُمتُم تَطلُبونَ بُرهانًا على أنَّ المَسيحَ يَنطِقُ بلِساني. والمَسيحُ غَيرُ ضَعيفٍ في مُعامَلتِكُم، بَلْ قَوِيٌّ بَينَكُم.4ومعَ أنَّهُ صُلِبَ بِضُعفِهِ، فهوَ الآنَ حَيٌّ بِقُدرَةِ اللهِ. ونَحنُ أيضًا ضُعفاءُ فيهِ، ولكنَّنا في مُعامَلَتِنا لكُم سَنكونُ بِقُدرَةِ اللهِ أحياءَ معَهُ. 5 امتَحِنوا أنفُسَكُم وحاسِبوها هَلْ أنتُم مُتَمسِّكونَ بإيمانِكُم. ألا تَعرِفونَ أنفُسَكُم وأنَّ يَسوعَ المَسيحَ فيكُم؟ إلاَّ إذا كُنتُم فاشِلينَ. 6أمَّا نَحنُ فنَرجو أنْ تَعلَموا أنَّنا غيرُ فاشِلينَ. 7ونُصَلِّي إلى الله أنْ لا تَعمَلوا شَرّاً، لا لِيظهَرَ أنَّنا ناجِحونَ، بَلْ لِتَعمَلوا أنتُم ما هوَ خَيرٌ ولَو ظَهَرْنا نَحنُ بِمَظهَرِ الفاشِلينَ. 8فنَحنُ لا نَقدِرُ على مُقاوَمَةِ الحقِّ، بَلْ على خِدمَتِهِ. 9وكَمْ نَفرَحُ عِندَما نكونُ نَحنُ ضُعفاءَ وأنتُم أقوياءَ، وما نُصَلِّي لأجلِهِ هوَ أنْ تكونوا كامِلينَ. 10أكتُبُ إلَيكُم وأنا غائِبٌ لِئَلاَّ أُعامِلَكُم بِقَسوَةٍ وأنا حاضِرٌ، حسَبَ السُّلطَةِ الّتي وهَبَها الرَّبُّ لي لِلبُنيانِ لا لِلهَدمِ. 11 والآنَ أيُّها الإخوَةُ، افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ، وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم. 12سَلِّموا بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. يُسَلِّمُ علَيكُم جميعُ الإخوَةِ القِدِّيسينَ. 13ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا.

 

13 هذه مَرَّةٌ ثالِثَة آتي إِلَيكم، (( وسيُحكَمُ في كُلِّ قَضِيَّةٍ بِكلامِ شاهِدَينِ أَوثَلاثة )).2 قُلتُ مِن قَبْلُ عِندَ حُضوري في المَرَّةِ الثَّانِية وأَقولُ اليَومَ وأَنا غائِب، لِلَّذينَ خَطِئُوا فيما مَضى ولِسِواهُم جَميعًا، ما قُلتُه لَهم: إِن عُدتُ إِلَيكُم فلَن أُشفِقَ على أَحَد، ما دُمتُم3 تُريدونَ بُرهاناً على أَنَّ المسيحَ يَتَكلَّمُ بِلِساني. إِنَّه غَيرُ ضَعيفٍ في مُعامَلَتِكُم، بل قَوِيٌّ فِيكم.4 أَجَل، قد صُلِبَ بِضُعفِه، ولكِنَّه حَيٌّ بقُدرَةِ الله. ونَحنُ أَيضًا ضُعَفاءُ فيه، ولكِنَّنا سَنَكونُ أَحياءً معَه بِقُدرَةِ اللهِ فيكُم. 5حاسِبوا أَنفُسَكُم وانظُروا هَل أَنتُم على الإِيمان. إِختبِروا أَنفُسَكم. أَلا تَعرِفونَ بِأَنفُسِكم أَنَّ المَسيحَ يَسوعَ فيكُم؟ إِلاَّ إِذا كُنتُم مِنَ المَرفوضين،6 وأَرْجو أَن تَعلَموا أَنَّنا لَسْنا مِنَ المَرفوضين.7ونَسألُ اللهَ أَلاَّ تَفعَلوا شَرًّا. ولَيسَ مُرادُنا أَن نَظهَرَ مِنَ المَقْبولين، بل نُريدُ أَن تَفعَلوا الخَيرَ فنكونَ مِنَ المَرفوضين8 ولا قُوَّةَ لَنا على ما يُخالِفُ الحَقّ، بل قُوَّتُنا في سَبيلِ الحَقّ.9 فإِنَّنا نُسَرُّ عِندَما نَكونُ نحنُ ضُعَفاءَ وتَكونونَ أَنتُم أَقوِياء، وما نَسأَلُ في صَلَواتِنا هو إِصلاحُكم. 10فقد كَتَبتُ إِلَيكُم بِذلِكَ وأَنا غائِب، لِئَلاَّ أَستَعمِلَ الشِّدَّةَ وأَنا حاضِر، لِما أَولاني الرَّبُّ مِن سُلطانٍ لِلبُنيانِ لا لِلهَدْم.

05
الخاتمة - وصايا وتحيات ودعاء
11
وبعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فافرَحوا وانقادوا لِلإِصلاح والوَعْظ، وكونوا على رأَيٍ واحِدٍ وعيشوا بِسَلام، وإِلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يَكونُ معَكُم.12 لِيُسَلِّمْ بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقدَّسة. يُسلِّمُ علَيكُم جَميعُ القِدِّيسين. 13 ولْتَكُنْ نِعمةُ رَبِّنا يسوعَ المسيح ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ معَكُم جَميعًا .

 

سلطة الرسول للبنيان لا للهدم

13

هَذِهِ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ أَنَا قَادِمٌ إِلَيْكُمْ. بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ يَثْبُتُ كُلُّ أَمْرٍ. 2سَبَقَ لِي أَنْ أَعْلَنْتُ، وَهَا أَنَا أَقُولُ مُقَدَّماً وَأَنَا غَائِبٌ، كَمَا قُلْتُ وَأَنَا حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، لِلَّذِينَ أَخْطَأُوا فِي الْمَاضِي وَلِلْبَاقِينَ جَمِيعاً: إِنِّي إِذَا عُدْتُ إِلَيْكُمْ فَلاَ أُشْفِقُ، 3مَادُمْتُمْ تَطْلُبُونَ بُرْهَاناً عَلَى أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَكَلَّمُ فِيَّ. وَهُوَ لَيْسَ ضَعِيفاً تُجَاهَكُمْ، بَلْ قَوِيٌّ فِي مَا بَيْنَكُمْ. 4فَمَعَ أَنَّهُ قَدْ صُلِبَ فِي ضَعْفٍ، فَهُوَ الآنَ حَيٌّ بِقُدْرَةِ اللهِ. وَنَحْنُ أَيْضاً ضُعَفَاءُ فِيهِ، وَلكِنَّنَا، بِتَصَرُّفِنَا مَعَكُمْ، سَنَكُونُ أَحْيَاءً مَعَهُ بِقُدْرَةِ اللهِ. 5لِذَلِكَ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ لِتَرَوْا هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ. اخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُمْ. أَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فِيكُمْ، إِلاَّ إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّكُمْ فَاشِلُونَ؟ 6غَيْرَ  أَنِّي أَرْجُو أَنَّهُ سَيَتَبَيَّنُ لَكُمْ أَنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا فَاشِلِينَ.

7وَنُصَلِّي إِلَى اللهِ أَلاَّ تَفْعَلُوا أَيَّ شَرٍّ، لاَ لِكَيْ يَتَبَيَّنَ أَنَّنَا نَحْنُ فَاضِلُونَ، بَلْ لِكَيْ تَفْعَلُوا أَنْتُمْ مَا هُوَ حَقٌّ، وَإِنْ كُنَّا نَحْنُ كَأَنَّنَا فَاشِلُونَ. 8فَإِنَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئاً ضِدَّ الْحَقِّ بَلْ لأَجْلِ الْحَقِّ. 9وَكَمْ نَفْرَحُ عِنْدَمَا نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاءَ وَتَكُونُونَ أَنْتُمْ أَقْوِيَاءَ؛ حَتَّى إِنَّنَا نُصَلِّي طَالِبِينَ لَكُمُ الْكَمَالَ! 10لِهَذَا أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ وَأَنَا غَائِبٌ، حَتَّى إِذَا حَضَرْتُ لاَ أَلْجَأُ إِلَى الْحَزْمِ بِحَسَبِ السُّلْطَةِ الَّتِي مَنَحَنِي إِيَّاهَا الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ.

 

تحية ختامية وتشجيع

11وَأَخِيراً، أَيُّهَا الإِخْوَةُ: افْرَحُوا؛ تَكَمَّلُوا؛ تَشَجَّعُوا؛ اتَّفِقُوا فِي الرَّأْيِ؛ عِيشُوا بِسَلاَمٍ. وَإِلَهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ!

12سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ طَاهِرَةٍ. 13جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُمْ.

14وَلْتَكُنْ مَعَكُمْ جَمِيعاً نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ. آمِين!

 

13 هذهِ مَرَّةٌ ثالِثةٌ آتي فيها إِليكم؛ كلُّ قَضِيَّةٍ يُبَتُّ فيها على شَهادةِ اثْنَينِ أَو ثلاثة. 2 لقد قُلتُ إِذْ كُنتُ حاضِرًا للمرَّةِ الثَّانِيةِ، وأَقولُ الآنَ أَيضًا وأَنا غائبٌ، للَذينَ خَطِئوا آنِفًا وللآخَرينَ جميعًا: إِنّي إِذا عُدْتُ إِليكم لَنْ أُشْفِقَ البتَّة. 3 إِنَّكم تُريدونَ بُرْهانًا على أَنَّ المسيحَ يَنطِقُ فيَّ، ((فالمسيحُ)) لَيسَ بضَعيفٍ مِن جِهتِكم بل هُوَ قَويٌّ في ما بَينَكم. 4 لا جَرَمَ أَنَّهُ صُلِبَ عَن ضُعْفٍ بَيدَ أَنَّهُ يَحْيا بقُدرَةِ الله؛ ونحنُ ضُعفاءُ فيهِ، غيرَ أَنَّا سَنَحْيا مَعهُ بقُدرَةِ اللهِ في تَصرُّفِنا مَعَكم. 5 إِمْتَحِنوا أَنْفُسَكم، ((لِتَرَوْا)) هَلْ أَنتُم على الإِيمان؛ اخْتَبِروا أَنفُسَكم. أَفلا تَعْرِفونَ أَنَّ يَسوعَ المسيحَ فيكم؟ إِلاَّ أَنْ تكونوا غَيرَ مُزكَّيْن. 6 لكِنَّ لي رجاءً أنّكم ستَعرِفون أنّا نحن لسنا غيرَ مُزَكَّيْن. 7 ونُصلِّي الى اللهِ أَنْ لا تَصنَعوا شَيئًا مِنَ الشَّرِّ، لا لِنَظْهَر نَحنُ مُزكَّيْنَ، بل لِتَصْنعوا أَنتُمُ الخَيرَ، ونكونَ نَحنُ كأَنَّا غيرُ مُزكَّيْن. 8 فإِنَّا لا نَسْتطيعُ شَيئًا على الحَقِّ، بل لأَجْلِ الحقّ. 9 أَجَلْ، إِنَّا نَفْرحُ حينَ نَضْعُف نَحْنُ وتكونونَ أَنتُم أَقوِياء. وإِنَّ ما نَطْلُبُهُ لكم في الصَّلاةِ هوَ أَنْ تكونوا كامِلين. 10 مِنْ أَجلِ ذلِكَ أَكتُبُ إِليكم بهذا، وأَنا غائبٌ، حتَّى إِذا ما حَضَرتُ لا أُعامِلُكم في شِدَّةٍ، على حَسَبِ السُّلطانِ الذي آتانِيهِ الرَّبُّ لِلْبُنْيانِ لا للهَدْمِ.

ختام
11
وبَعدُ، أَيُّها الإِخْوة، كونوا فَرِحينَ، وكونوا كامِلين؛ تَعَزَّوْا وكونوا على رأيٍ واحد؛ كونوا في سَلامٍ، وإِلهُ المحبَّةِ والسّلامِ يكونُ مَعَكم. 12 سَلِّموا بَعضُكم على بَعضٍ بِقُبْلَةٍ مُقدَّسَة. يُسلِّم عَليكم جَميعُ القدِّيسين. 13 نِعْمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، ومَحَبَّةُ اللهِ، وشَرِكةُ الرُّوحِ القدُسِ مَعَكم أَجْمَعين.

 

 

هذا الملف خاص بالتراجم المختلفة بدون مقارنة بين النسخ من حيث الحذف والإضافة !! الحذف والإضافة هما من أنواع التحريف , الذي أخبرنا به القرآن منذ 1400 عام !! حيث لم تكن هناك ترجمة مشتركة أو فان دايك !!, ولكن هذا دليل من دلائل نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين- يمكن تحميل الاختلافات في الرابط   www.imanway1.com/horras    أو راسلني.

ibnmassoud@yahoo.com         Da3wat_elislam@hotmail.com      ياسر جبر .