الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ
( النص حسب 5 تراجم عربية )
المقدمة ( من كتاب الحياة ).
هذه
الرسالة موجهة إلى يهود قد اهتدوا إلى الإِيمان بالمسيح ثم تعرضوا للاضطهاد بهدف
حَمْلِهم على الارتداد عن الإِيمان القويم؛ وهي تشكل بحثاً مفصلا في تفوق المَسيح،
مُخلص البشَر الوحيد، بصفته ابن الله وابن الإِنسان والكاهن الأعلى الذي يؤدي عمله
في السماء. فالكاتب يرسم صورة رائعة للمسيح المجيد الذي تواضع ومات من أجل البشر
فأَتم الخلاص وجلس عن يمين الله؛ ويعقد مقارنات ومفارقات بين المسيح والملائكة
وبينه وبين موسى وهارون، وبين كهنوت ملكيصادق وكهنوت هارون، وبين الذبائح التي
كانت تقدم بموجب نظام العهد العتيق والذبيحة الكاملة التي قدمها المسيح.
والرسالة
تنطوي على كثير من التحريضات والتحذيرات الهادفة إلى ترسيخ المهتدين في الإِيمان،
والوصول بهم إلى كمال الحق، وتشجيعهم على تحمل ما يقاسونه من رفض واضطهاد على أيدي
بني جنسهم.
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ 1اَللهُ،
بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ
كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ
الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ،
الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ،
وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا،
جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، 4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. 5لأَنَّهُ
لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ
ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ
أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟ 6وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى
الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». 7وَعَنِ
الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ
لَهِيبَ نَارٍ». 8وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ
الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ الْبِرَّ
وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ
الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». 10وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ
أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَبِيدُ
وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، 12وَكَرِدَاءٍ
تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى».
13ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي
حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ
أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ
يَرِثُوا الْخَلاَصَ! |
كلمة الله
بابنه |
عظمة ابن
اللّه المتجسد |
المسيح كلمة الله وابنه 1 إِنَّ اللهَ ، فِي الأَزْمِنَةِ
الْمَاضِيَةِ، كَلَّمَ آبَاءَنَا بِلِسَانِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا
إِعْلاَنَاتٍ جُزْئِيَّةً بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ وَمُتَنَوِّعَةٍ. 2أَمَّا الآنَ،
فِي هَذَا الزَّمَنِ الأَخِيرِ، فَقَدْ كَلَّمَنَا بِالابْنِ، الَّذِي جَعَلَهُ
وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ قَدْ خَلَقَ الْكَوْنَ كُلَّهُ! 3إِنَّهُ
ضِيَاءُ مَجْدِ اللهِ وَصُورَةُ جَوْهَرِهِ. حَافِظٌ كُلَّ مَا فِي الْكَوْنِ
بِكَلِمَتِهِ الْقَدِيرَةِ. وَهُوَ الَّذِي بَعْدَمَا
طَهَّرَنَا بِنَفْسِهِ مِنْ خَطَايَانَا، 4جَلَسَ فِي الأَعَالِي عَنْ
يَمِينِ اللهِ الْعَظِيمِ. وَهَكَذَا، أَخَذَ مَكَاناً أَعْظَمَ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ، بِمَا أَنَّ الاسْمَ الَّذِي وَرِثَهُ مُتَفَوِّقٌ جِدّاً عَلَى
أَسْمَاءِ الْمَلاَئِكَةِ جَمِيعاً! 5فَلأَيِّ
وَاحِدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ اللهُ مَرَّةً: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا
الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» أَوْ قَالَ أَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً، وَهُوَ
يَكُونُ لِيَ ابْناً؟» 6وَعِنْدَمَا يُعِيدُ اللهُ ابْنَهُ الْبِكْرَ إِلَى
الْعَالَمِ، يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ جَمِيعاً!» 7وَعَنِ
الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «قَدْ جَعَلَ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً، وَخُدَّامَهُ
لَهِيبَ نَارٍ!» 8وَلَكِنَّهُ يُخَاطِبُ الابْنَ قَائِلاً: «إِنَّ عَرْشَكَ،
يَااللهُ، ثَابِتٌ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَصَوْلَجَانَ حُكْمِكَ عَادِلٌ
وَمُسْتَقِيمٌ. 9إِنَّكَ أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. لِذَلِكَ
مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ مَلِكاً، إِذْ صَبَّ عَلَيْكَ زَيْتَ الْبَهْجَةِ
أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ!» 10كَمَا يُخَاطِبُ الابْنَ أَيْضاً بِقَوْلِهِ:
«أَنْتَ، يَارَبُّ، وَضَعْتَ أَسَاسَ الأَرْضِ فِي الْبَدَايَةِ.
وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ صُنْعُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَفْنَى، وَأَنْتَ تَبْقَى.
فَسَوْفَ تَبْلَى كُلُّهَا كَمَا تَبْلَى الثِّيَابُ، 12فَتَطْوِيهَا
كَالرِّدَاءِ، ثُمَّ تُبَدِّلُهَا. وَلَكِنَّكَ أَنْتَ الدَّائِمُ الْبَاقِي،
وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ!» 13فَهَلْ قَالَ اللهُ مَرَّةً لأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ مَا قَالَهُ لِلابْنِ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَجْعَلَ
أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14لاَ! فَلَيْسَ الْمَلاَئِكَةُ إِلاَّ
أَرْوَاحاً خَادِمَةً تُرْسَلُ لِخِدْمَةِ الَّذِينَ سَيَرِثُونَ الْخَلاَصَ. |
مقدّمة: عظمة ابن الله
المتأنس |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
الأَصْحَاحُ الثَّانِي 1لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا
لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ
بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ
مُجَازَاةً عَادِلَةً، 3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً
هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ
تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، 4شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ
وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ
إِرَادَتِهِ؟ 5فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ «الْعَالَمَ الْعَتِيدَ»
الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. 6لَكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلاً:
«مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى
تَفْتَقِدَهُ؟ 7وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ
كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ
لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ - عَلَى أَنَّنَا الآنَ
لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعاً لَهُ - 9وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ
قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ
وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ
الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. 10لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ
الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ
أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. 11لأَنَّ الْمُقَدِّسَ
وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي
أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، 12قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي
وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». 13وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً
عَلَيْهِ». وَأَيْضاً: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ
اللهُ». 14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ
هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ
سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً
مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.
16لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ
إِبْرَاهِيمَ. 17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ
شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ
حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ
مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ. |
الخلاص العظيم |
عظة |
خطورة
رفض المسيح 2 لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ
نَهْتَمَّ أَشَدَّ الاهْتِمَامِ بِالْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ،
مُتَنَبِّهِينَ أَلاَّ نَنْحَرِفَ عَنْهُ. 2فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ
نَقَلَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ، قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهَا ثَابِتَةٌ، وَقَدْ نَالَ
كُلُّ مُتَعَدٍّ أَوْ مُخَالِفٍ لَهَا عِقَاباً عَادِلاً. 3فَكَيْفَ نُفْلِتُ
نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا هَذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ جِدّاً؟ فَإِنَّ الرَّبَّ
يَسُوعَ نَفْسَهُ قَدْ أَعْلَنَهُ أَوَّلاً، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ
الَّذِينَ سَمِعُوهُ مُبَاشَرَةً. 4وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ شَهَادَتَهُمْ
بِعَلاَمَاتٍ وَعَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَبِالْمَوَاهِبِ الَّتِي
وَزَّعَهَا الرُّوحُ الْقُدُسُ وَفْقاً لإِرَادَتِهِ! تجسد المسيح 5ثُمَّ إِنَّ «الْعَالَمَ الآتِيَ»
الَّذِي نَتَحَدَّثُ عَنْهُ كَثِيراً، لَنْ يَكُونَ خَاضِعاً لِسَيْطَرَةِ
الْمَلاَئِكَةِ. 6فَقَدْ شَهِدَ أَحَدُهُمْ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ،
قَائِلاً: «مَا
هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى
تُكْرِمَهُ هَذَا الإِكْرَامَ؟ 7جَعَلْتَهُ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى
حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ
السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَدَاكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
تَحْتَ قَدَمَيْهِ!» فَمَادَامَ اللهُ قَدْ أَخْضَعَ
لِلابْنِ كُلَّ شَيْءٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ
لَهُ. وَلَكِنَّنَا الآنَ لاَ نَرَى كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ سُلْطَتِهِ: (لأَنَّ
ذَلِكَ سَيَحْدُثُ فِيمَا بَعْدُ). 9إِلاَّ أَنَّنَا نَرَى يَسُوعَ الآنَ
مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، لأَنَّهُ قَاسَى الْمَوْتَ. وَذَلِكَ
بَعْدَمَا صَارَ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ
اللهِ الْمَوْتَ عِوَضاً عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ. 10فَلَمَّا قَصَدَ اللهُ ، الَّذِي
مِنْ أَجْلِهِ كُلُّ شَيْءٍ وَبِهِ كُلُّ شَيْءٍ، أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْمَجْدِ
أَبْنَاءً كَثِيرِينَ، كَانَ مِنَ اللاَّئِقِ أَنْ يَجْعَلَ قَائِدَهُمْ إِلَى
الْخَلاَصِ مُؤَهَّلاً لإِكْمَالِ مُهِمَّتِهِ عَنْ طَرِيقِ الآلاَمِ. 11فَإِنَّ
لِلْمَسِيحِ الَّذِي يُقَدِّسُ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ، وَلِلْمُقَدَّسِينَ
أَنْفُسِهِمْ، أَباً وَاحِداً. لِهَذَا، لاَ يَسْتَحِي الْمَسِيحُ أَنْ يَدْعُوَ
الْمُؤْمِنِينَ بِهِ إِخْوَةً لَهُ. 12إِذْ يَقُولُ الْكِتَابُ بِلِسَانِهِ:
«أُعْلِنُ اسْمَكَ لإِخْوَتِي. وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ!»
13وَيَقُولُ أَيْضاً: «وَأَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ!» وَأَيْضاً: «هَا
أَنَا مَعَ الأَوْلاَدِ الَّذِينَ وَهَبَهُمُ اللهُ لِي!» 14إِذَنْ،
بِمَا أَنَّ هَؤُلاَءِ الأَوْلاَدَ مُتَشَارِكُونَ فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ
مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، اشْتَرَكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ
بِاتِّخَاذِهِ جِسْماً بَشَرِيّاً. وَهَكَذَا تَمَكَّنَ أَنْ يَمُوتَ،
لِيَقْضِيَ عَلَى مَنْ لَهُ سُلْطَةُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُحَرِّرَ
مَنْ كَانَ الْخَوْفُ مِنَ الْمَوْتِ يَسْتَعْبِدُهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ.
16نَعَمْ، كَانَتْ غَايَتُهُ أَنْ يُنْقِذَ لاَ الْمَلاَئِكَةَ بَلْ نَسْلَ
إِبْرَاهِيمَ. 17وَلِذَلِكَ كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ مِنْ
جَمِيعِ النَّوَاحِي، لِيَكُونَ هُوَ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ، الرَّحِيمَ
وَالأَمِينَ، الَّذِي يَقُومُ بِعَمَلِهِ أَمَامَ اللهِ نِيَابَةً عَنِ الشَّعْبِ،
فَيُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ. 18وَبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ، قَدْ
تَأَلَّمَ وَتَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ، فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُعِينَ الَّذِينَ
يَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجَارِبِ. |
تحريض |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ 1مِنْ
ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ،
لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ،
2حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضاً فِي
كُلِّ بَيْتِهِ. 3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ
مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ
الْبَيْتِ. 4لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ
الْكُلِّ هُوَ اللهُ. 5وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ،
شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. 6وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ
عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ
وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ. 7لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ
الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ،
كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9حَيْثُ جَرَّبَنِي
آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً.
10لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ
فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11حَتَّى أَقْسَمْتُ
فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 12اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ
لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي
الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، 13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ،
مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ
بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ
تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15إِذْ
قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا
فِي الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ
جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17وَمَنْ مَقَتَ
أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ
سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ
لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ
يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ. |
يسوع أعظم من موسى |
المسيح يفوق موسى |
المسيح
أعظم من موسى 3 إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ
الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ اشْتَرَكْتُمْ فِي الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ،
تَأَمَّلُوا يَسُوعَ: الرَّسُولَ وَرَئِيسَ الْكَهَنَةِ فِي الإِيمَانِ الَّذِي
نَتَمَسَّكُ بِهِ. 2فَهُوَ أَمِينٌ لِلهِ فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي عَيَّنَهُ
لَهَا، كَمَا كَانَ مُوسَى أَمِيناً فِي الْقِيَامِ بِخِدْمَتِهِ فِي بَيْتِ
اللهِ كُلِّهِ. 3إِلاَّ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ مَجْداً أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ
مُوسَى، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَبْنِي بَيْتاً يَنَالُ إِكْرَاماً وَمَدْحاً
أَكْثَرَ مِمَّا يَنَالُ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ! 4طَبْعاً، كُلُّ بَيْتٍ
لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ بَانٍ، وَاللهُ نَفْسُهُ هُوَ بَانِي كُلِّ شَيْءٍ.
5إِنَّ مُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِ اللهِ، وَلَكِنْ بِصِفَتِهِ
خَادِماً. وَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَةً لِمَا أَعْلَنَهُ اللهُ فِي مَا بَعْدُ.
6أَمَّا الْمَسِيحُ، فَهُوَ أَمِينٌ بِصِفَتِهِ ابْناً يَتَرََّأسُ عَلَى
الْبَيْتِ. وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ
نَتَمَسَّكَ بِالثِّقَةِ وَالافْتِخَارِ بِرَجَائِنَا تَمَسُّكاً ثَابِتاً
حَتَّى النِّهَايَةِ. لا
تقسوا قلوبكم 7لِهَذَا، يُنَبِّهُنَا الرُّوحُ
الْقُدُسُ إِذْ يَقُولُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، 8فَلاَ
تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ قَدِيماً، حِينَ أَثَارَ آبَاؤُكُمْ
غَضَبِي، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الصَّحْرَاءِ. 9هُنَاكَ جَرَّبُونِي
وَاخْتَبَرُونِي، وَقَدْ شَاهَدُوا أَعْمَالِي طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
10لِذَلِكَ ثَارَ غَضَبِي عَلَى ذَلِكَ الْجِيلِ، وَقُلْتُ: إِنَّ قُلُوبَهُمْ
تَدْفَعُهُمْ دَائِماً إِلَى الضَّلاَلِ، وَلَمْ يَعْرِفُوا طُرُقِي قَطُّ!
11وَهكَذَا، فِي غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا
مَكَانَ رَاحَتِي!» 12فَعَلَيْكُمْ،
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَأْخُذُوا حِذْرَكُمْ جَيِّداً، حَتَّى لاَ يَكُونَ
قَلْبُ أَيِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شِرِّيراً لاَ إِيمَانَ فِيهِ، مِمَّا يُؤَدِّي
بِهِ إِلَى الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. 13وَإِنَّمَا، شَجِّعُوا
بَعْضُكُمْ بَعْضاً كُلَّ يَوْمٍ، مَادُمْنَا نَقُولُ: «الْيَوْمَ...». وَذَلِكَ
لِكَيْ لاَ تُقَسِّيَ الْخَطِيئَةُ قَلْبَ أَحَدٍ مِنْكُمْ بِخِدَاعِهَا.
14فَإِنْ تَمَسَّكْنَا دَائِماً بِالثِّقَةِ الَّتِي انْطَلَقْنَا بِهَا فِي
الْبِدَايَةِ، وَأَبْقَيْنَاهَا ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، نَكُونُ
مُشَارِكِينَ لِلْمَسِيحِ. 15فَمَازَالَ التَّحْذِيرُ مُوَجَّهاً إِلَيْنَا:
«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا
حَدَثَ قَدِيماً عِنْدَمَا أُثِيرَ غَضَبِي...!» 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ
أَثَارُوا غَضَبَ اللهِ عِنْدَمَا سَمِعُوا الدَّعْوَةَ وَرَفَضُوهَا؟ إِنَّهُمْ
ذَلِكَ الشَّعْبُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ مِصْرَ بِقِيَادَةِ مُوسَى! 17وَعَلَى
مَنْ ثَارَ غَضَبُ اللهِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ
أَخْطَأُوا، فَسَقَطَتْ جُثَثُهُمْ مُتَنَاثِرَةً فِي الصَّحْرَاءِ! 18وَلِمَنْ
أَقْسَمَ اللهُ أَنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا أَبَداً مَكَانَ رَاحَتِهِ؟
لِلَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَهُ! 19وَهَكَذَا، نَرَى أَنَّ عَدَمَ الإِيمَانِ
مَنَعَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى مَكَانِ الرَّاحَةِ. |
المسيح، الحبر الأمين
الرحيم، أعظم من موسى |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ 1فَلْنَخَفْ،
أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ
مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! 2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا
كَمَا أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ
تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. 3لأَنَّنَا نَحْنُ
الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي
غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي!» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ
مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 4لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ:
«وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».
5وَفِي هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ
قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا
لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، 7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ:
«الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ
سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». 8لأَنَّهُ لَوْ كَانَ
يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ.
9إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! 10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ
اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ
فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. 12لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ
وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى
مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ
أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ
قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي
مَعَهُ أَمْرُنَا. 14فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ
السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. 15لأَنْ
لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا،
بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ
بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً
عَوْناً فِي حِينِهِ. |
4 فَما دامَ لنا وَعدُ
الدُّخولِ في راحَةِ اللهِ،
فعَلَينا أنْ نَخافَ مِنْ أنْ يَحسُبَ أحَدٌ نَفسَهُ
مُتَأَخِّرًا. 2سَمِعنا البِشارَةَ كما سَمِعوها
هُم، ولكنَّهُم ما انتَفَعوا بِالكلامِ
الّذي سَمِعوهُ لأنَّهُ كانَ غَيرَ مُمتَزِجٍ
عِندَهُم
بالإيمانِ.3أمَّا نَحنُ
المُؤْمِنينَ فنَدخُلُ في راحَةِ اللهِ. فهوَ
الّذي قالَ: ((أقسَمتُ في غَضَبي أنْ لا يَدخُلوا في راحَتي))، معَ أنَّ عمَلَهُ تَمَّ مُنذُ إنشاءِ العالَمِ.4وقالَ في
الكلامِ
على اليومِ السّابِعِ: ((واستَراحَ اللهُ في اليومِ السّابِعِ مِنْ جميعِ أعمالِهِ)).5وقالَ أيضًا: ((لنْ
يَدخُلوا في راحَتي)).6وإذا كانَ الّذينَ
سَمِعوا البِشارَةَ أوَّلاً ما دخَلوا في
راحَةِ
اللهِ لِعصيانِهِم، فإنَّهُ بَقِيَ لآخرينَ أنْ يَدخُلوا فيها.7لذلِكَ عادَ اللهُ إلى تَوقيتِ يومٍ
هوَ ((اليومُ)) في قَولِهِ بِلِسانِ داودَ، بَعدَ
زمَنٍ طويلٍ، ما سَبَقَ ذِكرُهُ وهوَ: ((اليومَ، إذا
سَمِعتُم
صَوتَ اللهِ فلا تُقَسُّوا قُلوبَكُم)).8فلَو كانَ يَشوعُ أدخَلَهُم في راحَةِ اللهِ، لمَا ذكَرَ اللهُ فيما
بَعدُ يومًا آخَرَ.9فبَقِيَت، إذًا، لِشَعبِ
اللهِ راحَةٌ مِثلُ راحَةِ اللهِ في
اليومِ
السّابِعِ، 10لأنَّ مَنْ دخَلَ في
راحَةِ اللهِ يَستَريحُ مِنْ أعمالِهِ
كما استَراحَ اللهُ مِنْ أعمالِهِ. 11فلْنَبذُلْ جُهدَنا في
سبيلِ الدُّخولِ في تِلكَ الرّاحةِ
لِئَلاَّ
يقَعَ أحَدٌ في مِثلِ ذلِكَ التَّمَرُّدِ. 12وكلِمَةُ الله حيَّةٌ
فاعِلَةٌ، أمضى مِنْ كُلِّ سَيفٍ لَه
حَدّانِ،
تَنفُذُ في الأعماقِ إلى ما بَينَ النَّفسِ والرُّوحِ والمَفاصِلِ ومِخاخِ العِظامِ، وتَحكُمُ على خَواطِرِ القَلبِ وأفكارِهِ. 13فمَا
مِنْ
خَليقَةٍ تَخفَى على اللهِ، بَلْ كُلُّ شيءٍ عارٍ مكشوفٌ لِعَينَيهِ ولَه نُؤَدِّي الحِسابَ. |
4 فَلْنَخْشَ إِذًا أَن
يَثبُتَ على أَحَدِكُم أَنَّه مُتَأَخِّر،
ما دامَ هُناكَ مَوعِد الدُّخولِ في
راحَتِه.2 فقَد بُشِّرْنا بِه نَحنُ أَيضًا
كما بُشِّرَ بِه أُولئِكَ، ولكِنَّهم لم
يَنتَفِعوا بالكَلِمَةِ الَّتي سَمِعوها، لأَنَّهم لم
يَتَّحِدوا
في الإِيمانِ بِالَّذينَ كانوا يَسمَعون.3
فإِنَّنا
نَحنُ المُؤمِنينَ نَدخُلُ الرَّاحَة، على ما قال: (( فأَقسَمتُ في غَضَبي أَن لن يَدخُلوا راحَتي )). أَجَل، إِنَّ أَعمالَه قد تَمَّت
مُنْذُ إِنْشاءِ العالَم.4 فقَد قالَ في مَكانٍ مِنَ الكِتابِ
في شأنِ اليَومِ السَّابع: (( واستَراحَ
اللهُ في اليَومِ السَّابعَ مِن جَميعِ أَعمالِه )). 5
وقالَ
أَيضًا في المَكانِ نَفْسِه: (( لن يَدخُلوا
راحَتي )).6 ولَمَّا ثَبُتَ أَنَّ بَعضَهم
يَدخُلوَنها، والَّذينَ بُشِّروا بِها
أَوَّلا لم يَدخُلوا بِسَبَبِ عِصْيانِهِم،7 فإِنَّ اللهَ عادَ إِلى تَوقيتِ يَومٍ هو(( اليَوم )) في
قَولِه بلِسانِ داوُد، بَعدَ زَمَنٍ طَويل،
ما تَقَدَّمَ ذِكرُه: (( اليَوم، إِذا سَمِعتُم
صَوتَه،
فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم )).8
فلَو كانَ
يَشوعُ قد أَراحَهم، لَما ذَكَرَ
اللّهُ بَعدَ ذلِك يَومًا آخَر.9فبَقِيَت إِذًا لِشَعْبِ
اللهِ راحَةُ السَّبْت،10لأَنَّ مَن دَخَلَ
راحَتَه يَستَريحُ هو أَيضًا مِن أَعمالِه
كَما
استَراحَ اللّهُ مِن أَعمالِه. فلْنُبادِرْ إِلى الدُّخولِ في تِلكَ الرَّاحَةِ لِئَلاَّ يَسقُطَ أَحَدٌ لاَتِّباعِه هذا
المِثالَ مِنَ العِصْيان. |
الوعد
بالراحة الإِلهية 4 وَمَادَامَ الْوَعْدُ بِالدُّخُولِ
إِلَى الرَّاحَةِ الإِلَهِيَّةِ قَائِماً حَتَّى الآنَ، فَلْنَخَفْ: فَرُبَّمَا
تَبَيَّنَ أَنَّ بَعْضاً مِنْكُمْ قَدْ فَشَلُوا فِي الدُّخُولِ. 2ذَلِكَ أَنَّ
الْبِشَارَةَ بِالْوَعْدِ قَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا،
نَحْنُ
أَيْضاً، كَمَا كَانَتْ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى ذَلِكَ الشَّعْبِ. وَلَكِنَّ
الْبِشَارَةَ لَمْ تَنْفَعْ سَامِعِيهَا شَيْئاً، لأَنَّهُمْ قَابَلُوهَا
بِالرَّفْضِ فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهَا. 3أَمَّا
نَحْنُ، الَّذِينَ آمَنَّا بِالْبِشَارَةِ، فَسَوْفَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ
الإِلَهِيَّةَ. إِذْ قَالَ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا: «وَهَكَذَا، فِي
غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي...!»
هَذِهِ الرَّاحَةُ، كَانَتْ جَاهِزَةً مُنْذُ أَنْ أَتَمَّ اللهُ تَأْسِيسَ
الْعَالَمِ. 4فَقَدْ قَالَ الْوَحْيُ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ مُشِيراً
إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ: «ثُمَّ اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ
فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ». 5ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ
رَاحَتِي!» 6وَهَكَذَا،
يَتَبَيَّنُ أَنَّ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ هِيَ فِي انْتِظَارِ مَنْ
سَيَدْخُلُونَ إِلَيْهَا. وَبِمَا أَنَّ الَّذِينَ تَلَقَّوْا الْبِشَارَةَ
بِهَا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا إِلَيْهَا بِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمْ، 7أَعْلَنَ
اللهُ عَنْ فُرْصَةٍ جَدِيدَةٍ، إِذْ قَالَ: «الْيَوْمَ...» بِلِسَانِ دَاوُدَ،
بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى مَا كَانَ قَدْ قَالَهُ قَدِيماً:
«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ...» 8فَلَوْ
كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَدْخَلَ الشَّعْبَ إِلَى الرَّاحَةِ، لَمَا تَكَلَّمَ اللهُ
بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مَوْعِدٍ جَدِيدٍ لِلدُّخُولِ بِقَوْلِهِ: «الْيَومَ...»
9إِذَنْ، مَازَالَتِ الرَّاحَةُ الْحَقِيقِيَّةُ الْكَامِلَةُ مَحْفُوظَةً
لِشَعْبِ اللهِ. 10فَالَّذِي يَدْخُلُ تِلْكَ الرَّاحَةَ، يَسْتَرِيحُ هُوَ
أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
11لِذَلِكَ، لِنَجْتَهِدْ جَمِيعاً لِلدُّخُولِ إِلَى تِلْكَ الرَّاحَةِ، لِكَيْ
لاَ يَسْقُطَ أَحَدٌ مِنَّا كَمَا سَقَطَ أُولَئِكَ الَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَ
اللهِ. 12ذَلِكَ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ، وَفَعَّالَهٌ، وَأَمْضَى مِنْ
كُلِّ سَيْفٍ لَهُ حَدَّانِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مُفْتَرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ
وَالْمَفَاصِلِ وَنُخَاعِ الْعِظَامِ، وَقَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ
الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَ هُنَالِكَ مَخْلُوقٌ وَاحِدٌ مَحْجُوبٌ عَنْ
نَظَرِ اللهِ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ أَمَامَ عَيْنَيْهِ،
هُوَ الَّذِي سَنُؤَدِّي لَهُ حِسَاباً. يسوع
الكاهن الأعلى 14فَمَادَامَ لَنَا رَئِيسَ
كَهَنَتِنَا الْعَظِيمُ الَّذِي ارْتَفَعَ مُجْتَازاً السَّمَاوَاتِ، وَهُوَ
يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالاعْتِرَافِ بِهِ. 15ذَلِكَ
لأَنَّ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ الَّذِي لَنَا، لَيْسَ عَاجِزاً عَنْ تَفَهُّمِ
ضَعَفَاتِنَا، بَلْ إِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ
نَحْنُ لَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ
إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ، لِنَنَالَ الرَّحْمَةَ وَنَجِدَ نِعْمَةً تُعِينُنَا
عِنْدَ الْحَاجَةِ. |
ارض الميعاد رمز الراحة
السماوية |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ 1لأَنَّ
كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي
مَا لِلَّهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا،
2قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضاً
مُحَاطٌ بِالضُّعْفِ. 3وَلِهَذَا الضُّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ
عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ هَكَذَا أَيْضاً لأَجْلِ نَفْسِهِ. 4وَلاَ
يَأْخُذُ أَحَدٌ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُّوُ مِنَ اللهِ،
كَمَا هَارُونُ أَيْضاً. 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ
لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا
الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ
كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 7الَّذِي، فِي أَيَّامِ
جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ
لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ
تَقْوَاهُ، 8مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ.
9وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ
أَبَدِيٍّ، 10مَدْعُّواً مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي
صَادِقَ. 11اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ
التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ.
12لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ
الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ
بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى
طَعَامٍ قَوِيٍّ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ
الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، 14وَأَمَّا الطَّعَامُ
الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ
لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ |
الارتداد عن الإيمان |
يسوع عظيم كهنة شفيق |
كاهن
على رتبة ملكيصادق 5 فَإِنَّ الْكَاهِنَ الأَعْلَى كَانَ
يُؤْخَذُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَيُعَيَّنُ لِلْقِيَامِ بِمُهِمَّتِهِ نِيَا
بَةً عَنْهُمْ فِي مَا يَخُصُّ عَلاَقَتَهُمْ بِاللهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَرْفَعَ
إِلَى اللهِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ، تَكْفِيراً عَنِ الْخَطَايَا.
2وَلِكَوْنِهِ، هُوَ أَيْضاً، مُعَرَّضاً لِلضَّعْفِ الْبَشَرِيِّ دَائِماً،
كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَعْطِفَ عَلَى الْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ. 3وَبِسَبَبِ
ضَعْفِهِ، كَانَ مِنْ وَاجِبِهِ أَيْضاً أَنْ يُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُ
الْخَاصَّةِ كَمَا يُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَا الآخَرِينَ. 4وَلَمْ
يَكُنْ أَحَدٌ يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ الشَّرِيفَةَ مَتَى
أَرَادَ، بَلْ كَانَ يَتَّخِذُهَا مَنْ دَعَاهُ اللهُ إِلَيْهَا، كَمَا دَعَا
هرُونَ. 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ حَتَّى يَصِيرَ رَئِيسَ
كَهَنَةٍ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي. أَنَا
الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» 6وَخَاطَبَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بِقَوْلِهِ: «أَنْتَ
كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!» 7وَالْمَسِيحُ،
فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً
وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ
أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً
لِتَقْوَاهُ. 8فَمَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِنَ الآلاَمِ
الَّتِي قَاسَاهَا. 9وَبِذلِكَ، أَصْبَحَ مُؤَهَّلاً لِمُهِمَّتِهِ، فَصَارَ
لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ مَصْدَراً لِلْخَلاَصِ الأَبَدِيِّ. 10وَقَدْ
أَيَّدَ اللهُ ذَلِكَ، فَأَعْلَنَهُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ
مَلْكِيصَادَقَ. 11بِخُصُوصِ
رَئِيسَ الْكَهَنَةِ هَذَا، عِنْدِي كَلاَمٌ كَثِيرٌ، وَلكِنَّهُ صَعْبُ
التَّفْسِيرِ! إِذْ يَبْدُو أَنَّكُمْ تُعَانُونَ بَلاَدَةً فِي الْفَهْمِ.
12كَانَ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا الآنَ قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ،
بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى اهْتِدَائِكُمْ. وَلَكِنَّكُمْ
مَازِلْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْمَبَادِيءَ
الأَسَاسِيَّةَ لإِعْلانَاتِ اللهِ. هَا قَدْ عُدْتُمْ مِنْ جَدِيدٍ
تَحْتَاجُونَ إِلَى اللَّبَنِ! فَأَنْتُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى هَضْمِ
الطَّعَامِ الْقَوِيِّ. 13وَكُلُّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ، يَكُونُ عَدِيمَ
الْخِبْرَةِ فِي التَّعْلِيمِ الْقَوِيمِ، لأَنَّهُ مَازَالَ طِفْلاً غَيْرَ
نَاضِجٍ. 14أَمَّا النَّاضِجُونَ رُوحِيّاً، فَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى تَنَاوُلِ
الطَّعَامِ الْقَوِيِّ: لأَنَّ حَوَاسَّهُمْ قَدْ تَدَرَّبَتْ، بِالْمُمَارَسَةِ
الصَّحِيحَةِ، عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. |
5 فإِنَّ كلَّ حَبْرٍ
يُؤْخَذُ مِنَ النَّاسِ، ويُقامُ
لأَجلِ النَّاسِ، في ما هُوَ ((مِن عِبادةِ)) اللهِ، لكي
يُقَرِّبَ
تَقادِمَ وذَبائِحَ عَنِ الخَطايا؛
2
وهُوَ قادِرٌ أَنْ يَترَفَّقَ بالجُهَّالِ والضّالِّينَ، لكَونِهِ
هُوَ أَيضًا مُتلبِّسًا بالضُّعف، 3 ولذلِكَ يَلزَمُهُ أَنْ يُقرِّبَ
ذَبائِحَ عَنِ الخَطايا لأَجْلِ
نَفسِهِ أَيضًا، كما يُقرِّبُ عَنِ الشَّعب. 4
وليسَ
أَحدٌ يَأْخُذُ لِنَفسِهِ هذهِ الكرامةَ، بل مَن دَعاهُ
اللهُ، كما
دعا هارون. 5 كذلكَ المَسيحُ أَيضًا
لم يُمَجّدْ نَفسَهُ ليَصيرَ حَبرًا،
بَل ((مَجَّدَهُ)) الذي قالَ لَه: "أَنتَ ابني؛ أَنا
اليَومَ
وَلدتُكَ"؛ 6 كما يَقولُ، في مَوضعٍ آخَرَ:
"أَنتَ كاهِنٌ الى الأَبَدِ،
على رُتْبَةِ مَلْكِيصادَقَ". 7
إِنَّهُ
هُوَ، الذي، في أَيَّامِ بَشرِيَّتِهِ، قَرَّبَ تَضَرُّعاتٍ وابتِهالاتٍ في صُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ، الى القادِرِ أَنْ يُخلِّصَهُ مِنَ
المَوْتِ، وإِذِ استُجيبَ لَهُ بِسَببِ
وَرَعِهِ، 8 ومَعَ كَونِهِ ابنًا، تَعَلَّمَ مِمَّا تَأَلَّمَهُ، أَنْ يَكونَ طائِعًا. 9 ولَمَّا بَلَغَ الكمالَ، صارَ
لِجَميعِ الذينَ يُطيعونَهُ عِلَّةَ خَلاصٍ أَبديّ،
10 بِما
أَنَّ اللهَ أَعلَنَهُ حَبْرًا على رُتْبَةِ
مَلكِيصادَقَ. |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
َلأَصْحَاحُ السَّادِسُ 1لِذَلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ
لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ التَّوْبَةِ
مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، 2تَعْلِيمَ
الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ،
وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ - 3وَهَذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ.
4لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ
السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ
اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ
تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ
ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. 7لأَنَّ أَرْضاً قَدْ شَرِبَتِ
الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْباً صَالِحاً
لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. 8وَلَكِنْ
إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكاً وَحَسَكاً، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ
اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ. 9وَلَكِنَّنَا قَدْ تَيَقَّنَّا
مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ أُمُوراً أَفْضَلَ، وَمُخْتَصَّةً بِالْخَلاَصِ،
وَإِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمُ هَكَذَا. 10لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى
يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ
اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ.
11وَلَكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هَذَا
الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ، 12لِكَيْ لاَ
تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ
وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ. 13فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ،
إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ،
14قَائِلاً: «إِنِّي لَأُبَارِكَنَّكَ بَرَكَةً وَأُكَثِّرَنَّكَ تَكْثِيراً».
15وَهَكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ الْمَوْعِدَ. 16فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ
بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ
هِيَ الْقَسَمُ. 17فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ
كَثِيراً لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ
بِقَسَمٍ، 18حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ
اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ
الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 19الَّذِي هُوَ
لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا
دَاخِلَ الْحِجَابِ، 20حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً
عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ. |
6 فلْنَرتَفِعْ إلى
التَّعليمِ الكامِلِ في المَسيحِ،
فلا نَعودَ إلى الكلامِ على المَبادِئِ الأوَّلِيَّةِ
القائِمَةِ
على التَّوبَةِ مِنَ الأعمالِ المَيْتَةِ، وعلى الإيمانِ باللهِ2وشَعائِرِ المَعمودِيَّةِ ووَضعِ
الأيدي وقيامَةِ الأمواتِ والدَّينونَةِ
الأبَدِيَّةِ.3وهذا ما نَفعَلُ بإذنِ
اللهِ. 4فالّذينَ أُنيروا مرَّةً
وذاقوا الهِبَةَ السَّماوِيَّةَ وصاروا مُشارِكينَ في
الرُّوحِ القُدُسِ،5واستَطابوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ ومُعجِزاتِ العالَمِ المُقبِلِ،6ثُمَّ سَقَطوا، يَستَحيلُ
تَجديدُهُم وإعادَتُهُم إلى التَّوبَةِ
لأنَّهُم
يَصلُبونَ ابنَ اللهِ ثانِيَةً لِخسارَتِهِم ويُعَرِّضونَهُ لِلعارِ. 7فكُلُّ أرضٍ شَرِبَتْ ما نزَلَ
علَيها مِنَ المَطَرِ مِرارًا وأطْلَعَتْ
نَباتًا صالِحًا لِلَّّذينَ فُلِحَتْ مِنْ أجلِهِم، نالَت
بَركَةً
مِنَ اللهِ.8ولكنَّها إذا أخرَجَتْ
شَوكًا وعُشبًا ضارّاً، فَهِيَ
مَرفوضَةٌ تُهَدِّدُها اللَّعنَةُ ويكونُ عاقِبَتَها الحريقُ. 9ومعَ أنَّنا نَتكَلَّمُ هذا
الكلامَ، أيُّها الأحبّاءُ، فنَحنُ
على يَقينٍ
أنَّ لكُم ما هوَ أفضَلُ مِنْ سِواهُ وما يَقودُ إلى الخَلاصِ. 10فما اللهُ بِظالِمٍ حتّى يَنسى ما
عَمِلتُموهُ وما أظهَرتُم مِنَ المَحبَّةِ مِنْ
أجلِ اسمِهِ حينَ خَدَمتُمُ الإخوَةَ القِدِّيسينَ وما زِلتُم تَخدِمونَهُم. 11ولكنَّنا نَرغَبُ في أنْ
يُظهِرَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم مِثلَ هذا
الاجتِهادِ إلى النِّهايَةِ، حتّى يَتحَقَّقَ رَجاؤُكُم. 12لا نُريدُ أنْ تكونوا
مُتكاسِلينَ، بَلْ أنْ تَقتَدُوا بِالّذينَ يُؤْمِنونَ
ويَصبِرونَ، فيَرِثونَ ما وَعَدَ اللهُ. |
المؤلف يعرض غرضه |
التحذير
من الارتداد 6 لِذَلِكَ، فَلْنَتْرُكْ تِلْكَ
الْمَبَادِيءَ الأَوَّلِيَّةَ عَنِ الْمَسِيحِ، وَنَتَقَدَّمْ إِلَى النُّضُوجِ
الْكَامِلِ. وَلاَ نَضَعْ مِنْ جَدِيدٍ تِلْكَ الأُسُسَ الَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا
سَابِقاً، وَهِيَ: التَّوْبَةُ مِنَ الأَعْمَالِ الْمُمِيتَةِ، وَالإِيمَانُ
بِاللهِ، 2وَالنُّظُمُ الْمُخْتَصَّةُ بِطُقُوسِ الاغْتِسَالِ، وَوَضْعُ
الأَيْدِي، وَقِيَامَةُ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةُ الأَبَدِيَّةُ.
3وَبِإِذْنِ اللهِ، سَنَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّهُ! 4ذَلِكَ
لأَنَّ الَّذِينَ قَدْ تَعَرَّضُوا مَرَّةً لِنُورِ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ،
فَذَاقُوا الْعَطِيَّةَ السَّمَاوِيَّةَ، وَصَارُوا (إِلَى حِينٍ) مِنْ
شُرَكَاءِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَةَ، وَشَاهَدُوا
الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي تُظْهِرُ عَظَمَةَ «الْعَالَمِ الآتِي»، 6ثُمَّ
ارْتَدُّوا إِلَى تِلْكَ الأُسُسِ الْقَدِيمَةِ، أُولَئِكَ يَسْتَحِيلُ
عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً فَيَعُودُوا إِلَى التَّوْبَةِ. فَهُمْ
يَجْنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِذْ يَصْلِبُونَ ابْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً
وَيَجْعَلُونَهُ عُرْضَةً لِلْعَارِ. 7وَلاَ عَجَبَ، فَالتُّرْبَةُ الَّتِي
تَشْرَبُ الأَمْطَارَ النَّازِلَةَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، ثُمَّ
تُنْتِجُ نَبَاتاً يَنْفَعُ الَّذِينَ حَرَثُوهَا، تَنَالُ الْبَرَكَةَ مِنَ
اللهِ! 8وَلَكِنَّهَا، إِنْ أَخْرَجَتِ الشَّوْكَ وَالعُشْبَ البَرِّيَّ،
تَكُونُ مَرْفُوضَةً وَتَسْتَحِقُّ اللَّعْنَةَ، وَمَا نِهَايَتُهَا إِلاَّ
الْحَرِيقُ. 9أَيُّهَا
الأَحِبَّاءُ، مَعَ أَنِّي قَصَدْتُ تَحْذِيرَكُمْ بِمَا قُلْتُهُ هُنَا،
فَأَنَا مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ خَلاَصَكُمْ أَمْرٌ لاَ شَكَّ فِيهِ. إِذْ قَدْ
عَمِلْتُمْ أَعْمَالاً فُضْلَى، تُرَافِقُ هَذَا الخَلاَصَ. 10وَلَيْسَ اللهُ
بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمُ الْجَادَّ فِي إِظْهَارِ مَحَبَّتِكُمْ
لَهُ عَنْ طَرِيقِ خِدْمَتِكُمْ لِلْقِدِّيسِينَ إِكْرَاماً لاسْمِهِ، الأَمْرُ
الَّذِي قُمْتُمْ بِهِ قَبْلاً، وَتَقُومُونَ بِهِ الآنَ! 11وَإِنَّمَا
نَتَمَنَّى أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمُ اجْتِهَاداً مُمَاثِلاً فِي
الْمُحَافَظَةِ حَتَّى النِّهَايَةِ عَلَى الثِّقَةِ الْكَامِلَةِ بِالرَّجَاءِ.
12وَذَلِكَ حَتَّى لاَ تَتَكَاسَلُوا، بَلْ تَقْتَدُوا بِالَّذِينَ يَرِثُونَ
مَا وَعَدَ اللهُ بِهِ، عَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ وَالصَّبْرِ. وعد
الله الصادق 13لِنَأْخُذْ وَعْدَ اللهِ
لإِبْرَاهِيمَ مَثَلاً. فَلَمَّا قَطَعَ لَهُ ذَلِكَ الْوَعْدَ، أَقْسَمَ
بِنَفْسِهِ، إِذْ لَيْسَ هُنَالِكَ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ حَتَّى يُقْسِمَ
بِهِ. 14وَقَدْ قَالَ لَهُ: «لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُعْطِيَنَّكَ نَسْلاً
كَثِيراً!» 15وَهَكَذَا، انْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ بِصَبْرٍ فَنَالَ مَا وُعِدَ
بِهِ. 16فَالْوَاقِعُ أَنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ. وَالْقَسَمُ
عِنْدَهُمْ، يَضَعُ حَدّاً لِكُلِّ مُشَاجَرَةٍ لأَنَّهُ يَحْسُمُ الأُمُورَ.
17وَلِذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُؤَكِّدَ بِصُورَةٍ قَاطِعَةٍ
لِوَارِثِي وَعْدِهِ، أَنَّ قَرَارَهُ لاَ يَتَغَيَّرُ أَبَداً، ثَبَّتَهُ
بِالْقَسَمِ. 18فَاسْتِنَاداً إِلَى وَعْدِ اللهِ وَقَسَمِهِ، وَهُمَا أَمْرَانِ
ثَابِتَانِ لاَ يَتَغَيَّرَانِ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ اللهُ فِيهِمَا،
نَحْصُلُ عَلَى تَشْجِيعٍ قَوِيٍّ، بَعْدَمَا الْتَجَأْنَا إِلَى التَّمَسُّكِ
بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا. 19هَذَا الرَّجَاءُ هُوَ لَنَا
بِمَثَابَةِ مِرْسَاةٍ أَمِينَةٍ ثَابِتَةٍ تَشُدُّ نُفُوسَنَا إِلَى مَا
وَرَاءَ الْحِجَابِ السَّمَاوِيِّ. 20فَلأَجْلِنَا دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هُنَاكَ
سَابِقاً لَنَا. وَهُوَ هُنَاكَ يَقُومُ بِمُهِمَّتِهِ نِيَابَةً عَنَّا
بَعْدَمَا صَارَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ! |
6 لذلكَ، فَلْنَدَعِ
التَّعليمَ الأَوَّليَّ عنِ
المَسيحِ، وَلْنَرْتَفِعْ الى الكاملِ، مِن غيرِ ما عَوْدَةٍ الى ما هُوَ أَساسيّ: الى التَّوبَةِ مِنَ الأَعْمالِ
المَيْتَةِ، والإِيمانِ باللهِ، 2 والتَّعليمِ بِشأنِ المعموديَّات،
ووَضْعِ الأَيدي، وقيامَةِ الأَمواتِ،
والدَّينونَةِ الأَبديَّة... 3
وهذا ما سَنَضَعُهُ، إِنْ وَفَّقَ الله. 4
فإِنَّهُ
مِنَ المُحالِ على الذينَ نالوا
مَرَّةً نورَ ((الإِيمانِ)) وذَاقوا المَوهِبةَ السَّماويَّةَ، وأُشرِكوا في الرُّوحِ القُدُسِ،
5
وتَذَوَّقوا
كلمَةَ اللهِ الطَّيِّبةَ، وقُوَّاتِ
الدَّهْرِ الآتي، 6 ثمَّ
سَقطُوا،
أَن يُجدَّدوا ثانِيةً بالتَّوبَةِ، إِذْ إِنَّهم يُعيدونَ، بأنْفُسِهم، صَلْبَ ابنِ اللهِ، ويُشهِّرونَه. 7
فإِنَّ
الأَرضَ إذا ما ارْتَوَتْ مِنَ
الأَمطارِ المتوافِرَةِ عَليها، وأخْرَجَتْ نَباتًا يَصلُحُ للذينَ يحرُثونَها، تَنالُ البركاتِ مِنَ الله؛ 8 وأَمَّا إِنْ
أَنبَتَتْ
شَوكًا وحَسَكًا فتُرذَلُ، وتُدانيها اللَّعنةُ، وعاقِبتُها الحَريق. 9 إِنَّا، وإِنْ كنَّا نتكلَّمُ هكذا
عَنكم، أَيُّها الأَحبَّاء، لا نَنفكُّ
نَعتَقِدُ أَنَّكم في حالَةٍ أَفضَلَ وأَقرَبَ الى الخلاص. 10
لأَنَّ
اللهَ ليسَ بظالمٍ حتَّى لَيَنْسى عَمَلَكمُ ((الصَّالحَ))،
والمَحبَّةَ التي أَبدَيتُموها لأَجلِ اسمِهِ، إِذْ إِنَّكم قد خَدمتمُ القدِّيسينَ ولا تَزالونَ تَخدُمُونهم. 11 وإِنَّما
نَرومُ فَقَط
أَنْ يُبديَ كلُّ واحِدٍ مِنكم هذا الاجتِهادَ بعَيْنِهِ، لكي يَحفَظَ، حتَّى المُنتهى، كمالَ رَجائِه؛ 12 لئلاَّ تَصيروا مُتثاقِلينَ، بَل تَقتَدوا بالذينَ، بإِيمانِهم وطُولِ
أَناتِهم، يَرِثونَ المَواعِد. 13 فإِنَّ اللهَ لمَّا وَعدَ
إِبراهيمَ، ولم يَكُنْ في الإِمكانِ
أَنْ يُقسِمَ بِما هُوَ أَعظَمُ مِنهُ، أَقسَمَ بِنفسِهِ،
14 قائلاً:
"لأُباركنَّكَ، وأُكثِّرَنَّكَ!" 15
وهكذا،
بطولِ الأَناةِ نالَ ((إِبراهيمُ)) المَوعِد. 16
إِنَّ
النَّاسَ يُقسِمونَ بِمَنْ هُوَ أَعظَمُ مِنهم، ويَنقضي
كلُّ
خِصامٍ بَينَهمِ بالقَسَم ((لِضَمانَةِ أَقوالِهم)). 17
لذلكَ،
لمَّا شَاءَ اللهُ أَنْ يَزيدَ وَرثَة المَوعِدِ
بَيانًا
لِعَدَمِ تَحوُّلِ عَزْمِهِ، تَوَسَّطَ بالقَسَم،
18 حتَّى
نَحصُلَ بِميثاقَيْنِ لا يَتحوَّلان، ولا يُمكِنُ أَنْ
يُخلِفَ
اللهُ فيهما، على دافعٍ قويٍّ- نَحنُ الذينَ وَجدوا مَلجأً- الى التَّمسُّكِ الوَثيقِ بالرَّجاءِ المَوضوعِ أَمامَنا. 19 إِنَّ لنا فيهِ شِبهَ مِرْساةٍ
لِلنَّفسِ، أَمينَةٍ وراسِخَةٍ، تَنفُذُ الى ما
وراءَ
الحِجابِ، 20 الى حَيثُ دَخلَ يَسوعُ لأَجلِنا كسابقٍ، وصارَ حَبرًا الى الأبَدِ، على رُتبةِ مَلكيصادَق. |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ 1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ
الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ
الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ
سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ
بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ
اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. 4ثُمَّ انْظُرُوا مَا أَعْظَمَ
هَذَا الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ الآبَاءِ عُشْراً أَيْضاً مِنْ
رَأْسِ الْغَنَائِمِ. 5وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ
يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ
بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا
مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. 6وَلَكِنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْهُمْ قَدْ
عَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكَ الَّذِي لَهُ الْمَوَاعِيدُ! 7وَبِدُونِ كُلِّ
مُشَاجَرَةٍ: الأَكْبَرُ يُبَارِكُ الأَصْغَرَ. 8وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ
يَأْخُذُونَ عُشْراً، وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ.
9حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ
عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! 10لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ
اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ. 11فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ
كَمَالٌ - إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ
بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ
يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟ 12لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ
فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضاً. 13لأَنَّ الَّذِي
يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ شَرِيكاً فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ
مِنْهُ الْمَذْبَحَ. 14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ
سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ
الْكَهَنُوتِ. 15وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ
مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، 16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ
وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. 17لأَنَّهُ
يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».
18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا
وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ
يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. 20وَعَلَى
قَدْرِ مَا إِنَّهُ لَيْسَ بِدُونِ قَسَمٍ - 21لأَنَّ أُولَئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ
قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هَذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ:
«أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى
رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 22عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ
أَفْضَلَ. 23وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ الْمَوْتَ
مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، 24وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى
الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. 25فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ
أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ
حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. 26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا
رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ
انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ 27الَّذِي لَيْسَ
لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ
ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ،
لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. 28فَإِنَّ
النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا
كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْناً مُكَمَّلاً
إِلَى الأَبَدِ. |
الكاهن ملكيصادق |
ملكيصادق |
ملكيصادق،
كاهن وملك 7 فَإِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الْمَذْكُورَ،
كَانَ مَلِكاً عَلَى مَدِينَةِ سَالِيمَ وَكَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، فِي
وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَقَدِ اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ الْعَائِدَ مُنْتَصِراً مِنْ
مَعْرَكَةٍ هَزَمَ فِيهَا عَدَداً مِنَ الْمُلُوكِ، وَنَقَلَ إِلَيْهِ بَرَكَةَ
اللهِ. 2وَأَدَّى لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ مَا غَنِمَهُ فِي
الْمَعْرَكَةِ. فَمِنْ جِهَةٍ، يَعْنِي اسْمُ مَلْكِيصَادَقَ «مَلِكَ
الْعَدْلِ». وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، كَانَ لَقَبُهُ «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ
«مَلِكَ السَّلاَمِ». 3وَالْوَحْيُ لاَ يَذْكُرُ لَهُ أَباً وَلاَ أُمّاً وَلاَ
نَسَباً، كَمَا لاَ يَذْكُرُ شَيْئاً عَنْ وِلاَدَتِهِ أَوْ مَوْتِهِ. وَذَلِكَ
لِكَيْ يَصِحَّ اعْتِبَارُهُ رَمْزاً لابْنِ اللهِ، بِوَصْفِهِ كَاهِناً إِلَى
الأَبَدِ. 4لِنَتَأَمَّلِ الآنَ كَمْ كَانَ هَذَا الشَّخْصُ عَظِيماً. فَحَتَّى
إِبْرَاهِيمُ، جَدُّنَا الأَكْبَرُ، أَدَّى لَهُ عُشْراً مِنْ غَنَائِمِهِ.
5وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى تُوصِي الْكَهَنَةَ
الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاَوِي بِأَنْ يَأْخُذُوا الْعُشُورَ مِنَ
الشَّعْبِ، أَيْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّ أَصْلَهُمْ جَمِيعاً يَرْجِعُ
إِلَى إِبْرَاهِيمَ. 6وَلَكِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الَّذِي لاَ يَجْمَعُهُ
بِهَؤُلاَءِ أَيُّ نَسَبٍ، أَخَذَ الْعُشْرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَبَارَكَهُ،
مَعَ كَوْنِ إِبْرَاهِيمَ حَاصِلاً عَلَى وُعُودٍ بِالْبَرَكَةِ مِنَ اللهِ. 7إِذَنْ،
لاَ خِلاَفَ أَنَّ مَلْكِيصَادَقَ أَعْظَمُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلاَّ فَمَا
كَانَ قَدْ بَارَكَهُ! 8أَضِفْ
إِلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاَوِي،
الَّذِينَ يَأْخُذُونَ العُشُورَ بِمُوجِبِ الشَّرِيعَةِ، هُمْ بَشَرٌ
يَمُوتُونَ. أَمَّا مَلْكِيصَادَقُ، الَّذِي أَخَذَ الْعُشُورَ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ، فَمَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. 9وَلَوْ جَازَ الْقَوْلُ،
لَقُلْنَا: حَتَّى لاَوِي، الَّذِي يَأْخُذُ نَسْلُهُ الْعُشُورَ، هُوَ أَيْضاً
قَدْ أَدَّى الْعُشُورَ لِمَلْكِيصَادَقَ مِنْ خِلاَلِ إِبْرَاهِيمَ. 10فَمَعَ
أَنَّ لاَوِي لَمْ يَكُنْ قَدْ وُلِدَ بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَوْجُوداً فِي
صُلْبِ جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ، عِنْدَمَا لاَقَاهُ مَلْكِيصَادَقُ. الكهنوت
من لاوي إلى ملكيصادق 11إِنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى كُلَّهَا
كَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ نِظَامِ الْكَهَنُوتِ الَّذِي قَامَ بَنُو لاَوِي
بِتَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِ. إِلاَّ أَنَّ ذَلِكَ النِّظَامَ لَمْ يُوصِلْ إِلَى
الْكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى أَسَاسِهِ.
وَإِلاَّ، لَمَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى تَعْيِينِ كَاهِنٍ آخَرَ عَلَى
رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ، وَلَيْسَ عَلَى رُتْبَةِ هَرُونَ! 12وَحِينَ يَحْدُثُ
أَيُّ تَغَيُّرٍ فِي الْكَهَنُوتِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَابِلَهُ
تَغَيُّرٌ مُمَاثِلٌ فِي شَرِيعَةِ الْكَهَنُوتِ. 13فَالْمَسِيحُ، رَئِيسُ
كَهَنَتِنَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ سِبْطِ لاَوِي، الَّذِي كَانَ كَهَنَةُ
الْيَهُودِ يَتَحَدَّرُونَ مِنْهُ. 14إِذْ مِنَ الْوَاضِحِ تَارِيخِيّاً أَنَّ
رَبَّنَا يَرْجِعُ بِأَصْلِهِ الْبَشَرِيِّ إِلَى يَهُوذَا. وَشَرِيعَةُ مُوسَى
لاَ تَذْكُرُ أَيَّةَ عَلاَقَةٍ لِنَسْلِ يَهُوذَا بِنِظَامِ الْكَهَنُوتِ. 15وَمِمَّا
يَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحاً، أَنَّ الْكَاهِنَ الْجَدِيدَ، الشَّبِيهَ
بِمَلْكِيصَادَقَ، 16لَمْ يُعَيَّنْ كَاهِناً عَلَى أَسَاسِ الشَّرِيعَةِ
الَّتِي تُوصِي بِضَرُورَةِ الانْتِمَاءِ إِلَى نَسْلٍ بَشَرِيٍّ مُعَيَّنٍ،
بَلْ عَلَى أَسَاسِ الْقُوَّةِ النَّابِعَةِ مِنْ حَيَاتِهِ الَّتِي لاَ تَزُولُ
أَبَداً. 17ذَلِكَ لأَنَّ الْوَحْيَ يَشْهَدُ لَهُ قَائِلاً: «أَنْتَ كَاهِنٌ
إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!» 18هَكَذَا،
يَتَبَيَّنُ أَنَّ نِظَامَ الْكَهَنُوتِ الْقَدِيمَ قَدْ أُلْغِيَ لأَنَّهُ
عَاجِزٌ وَغَيْرُ نَافِعٍ. 19فَالشَّرِيعَةُ لَمْ تُوصِلِ الَّذِينَ كَانُوا
يَعْبُدُونَ اللهَ بِحَسَبِهَا وَلَوْ إِلَى أَدْنَى دَرَجَاتِ الْكَمَالِ.
وَلِذَلِكَ، وَضَعَ اللهُ أَسَاساً جَدِيداً لِلاقْتِرَابِ إِلَيْهِ، مُقَدِّماً
لَنَا رَجَاءً أَفْضَلَ. 20ثُمَّ
إِنَّ تَعْيِينَ الْمَسِيحِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، قَدْ تَأَيَّدَ بِالْقَسَمِ.
21أَمَّا بَنُو لاَوِي، فَكَانُوا يَصِيرُونَ كَهَنَةً دُونَ أَيِّ قَسَمٍ.
هَذَا الْقَسَمُ وَاضِحٌ فِي قَوْلِ الله: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ
يَتَرَاجَعَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ...» 22فَعَلَى أَسَاسِ ذَلِكَ
الْقَسَمِ، صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ! 23فَضْلاً عَنْ هَذَا،
فالْكَهَنَةُ الْعَادِيُّونَ كَانُوا يَتَغَيَّرُونَ دَائِماً، لأَنَّ الْمَوْتَ
كَانَ يَمْنَعُ أَيَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ. 24وَأَمَّا الْمَسِيحُ،
فَلأَنَّهُ حَيٌّ إِلَى الأَبَدِ، فَهُوَ يَبْقَى صَاحِبَ كَهَنُوتٍ لاَ
يَزُولُ! 25وَهُوَ لِذَلِكَ قَادِرٌ دَائِماً أَنْ يُحَقِّقَ الْخَلاَصَ
الْكَامِلَ لِلَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اللهِ. فَهُوَ، فِي حَضْرَةِ
اللهِ، حَيٌّ عَلَى الدَّوَامِ لِيَتَضَرَّعَ مِنْ أَجْلِهِمْ وَيُحَامِيَ
عَنْهُمْ! 26نَعَمْ، هَذَا هُوَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الَّذِي كُنَّا
مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ. إِنَّهُ قُدُّوسٌ، لاَ عَيْبَةَ فِيهِ، وَلاَ نَجَاسَةَ،
قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخَاطِئِينَ، وَارْتَفَعَ حَتَّى صَارَ أَسْمَى مِنَ
السَّمَاوَاتِ. 27وَهُوَ لاَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ
قَدِيماً كُلُّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ: أَنْ يُقَدِّمَ الذَّبَائِحَ يَوْمِيّاً
لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَاهُ الْخَاصَّةِ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطَايَا
الشَّعْبِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ كَفَّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً،
حِينَ قَدَّمَ نَفْسَهُ عَنْهُمْ. 28إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تُعَيِّنُ
كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ الضُّعَفَاءِ. أَمَّا كَلِمَةُ
الْقَسَمِ، الَّتِي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَةِ، فَقَدْ عَيَّنَتِ ابْنَ اللهِ،
الْمُؤَهَّلَ تَمَاماً لِمُهِمَّتِهِ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ! |
تفوق يسوع على الكهنة
اللاويين: - 1ً هو على رتبة
ملكيصادق |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ 1وَأَمَّا
رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا ،قَدْ
جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ 2خَادِماً
لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ
إِنْسَانٌ. 3لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُقَامُ لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ
وَذَبَائِحَ. فَمِنْ ثَمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا أَيْضاً شَيْءٌ
يُقَدِّمُهُ. 4فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى الأَرْضِ لَمَا كَانَ كَاهِناً، إِذْ
يُوجَدُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ قَرَابِينَ حَسَبَ النَّامُوسِ،
5الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ
إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ:
«انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ
فِي الْجَبَلِ». 6وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ
بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى
مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ. 7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ
لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. 8لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِماً: «هُوَذَا
أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ
وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. 9لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ
آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ،
لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ
الرَّبُّ. 10لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي
فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ
إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ
قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ
الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12لأَنِّي
أَكُونُ صَفُوحاً عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ
وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 13فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ
الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ. |
يسوع كاهن العهد الجديد |
الكهنوت الجديد والقدس
الجديد |
المسيح
كاهننا الأعلى في السماء 8 وَخُلاَصَةُ الْقَوْلِ فِي هَذَا
الْمَوْضُوعِ، أَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ رَئِيسُ كَهَنَتِنَا الَّذِي وَصَفْنَا
كَهَنُوتَهُ هُنَا. إِنَّهُ الآنَ جَالِسٌ فِي السَّمَاءِ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ
اللهِ الْعَظِيمِ. 2وَهُوَ يَقُومُ بِمُهِمَّتِهِ هُنَاكَ، فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ:
فِي خَيْمَةِ الْعِبَادَةِ الْحَقِيقِيَّةِ الَّتِي نَصَبَهَا الرَّبُّ، لاَ
الإِنْسَانُ. 3فَمُهِمَّةُ كُلِّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ هِيَ أَنْ يُقَرِّبَ لِلهِ
التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ. وَعَلَيْهِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ
لِرَئِيسِ كَهَنَتِنَا مَا يُقَدِّمُهُ. 4فَلَوْ أَنَّ الْمَسِيحَ كَانَ عَلَى
هَذِهِ الأَرْضِ، لَمَا كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يَكُونَ
كَاهِناً. إِذْ تَحْصُرُ الشَّرِيعَةُ وَظِيفَةَ الْكَهَنُوتِ فِي نَسْلٍ
وَاحِدٍ يَحِقُّ لِلمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ أَنْ يُقَرِّبُوا التَّقْدِمَاتِ.
5وَهَؤُلاَءِ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ مَا يُشَكِّلُ رَمْزاً وَظِلاً لِلأُمُورِ
الَّتِي فِي السَّمَاءِ. وَهَذَا وَاضِحٌ مِنْ قَوْلِ اللهِ لِمُوسَى قَبْلَ
أَنْ يَصْنَعَ خَيْمَةَ الْعِبَادَةِ. إِذْ أَوْحَى إِلَيْهِ قَائِلاً:
«انْتَبِهْ! عَلَيْكَ أَنْ تَصْنَعَ الْخَيْمَةَ وَمَا فِيهَا وَفْقاً
لِلْمِثَالِ الَّذِي أَظْهَرْتُهُ لَكَ عَلَى الْجَبَلِ!» 6فَرَئِيسُ
كَهَنَتِنَا، إِذَنْ، قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ مِنْ خِدْمَةِ
الْكَهَنُوتِ الأَرْضِيِّ، لِكَوْنِهِ الْوَسِيطَ الَّذِي أَعْلَنَ لَنَا
قِيَامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَهْدِ السَّابِقِ، وَلِكَوْنِ هَذَا
الْعَهْدِ الْجَدِيدِ يَنْطَوِي عَلَى وُعُودٍ أَفْضَلَ. 7 فَلَوْ كَانَ الْعَهْدُ السَّابِقُ بِلاَ عَيْبٍ، لَمَا
ظَهَرَتْ الْحَاجَةُ إِلَى عَهْدٍ آخَرَ يَحُلُّ مَحَلَّهُ. 8وَالْوَاقِعُ أَنَّ
اللهَ نَفْسَهُ يُعَبِّرُ عَنْ عَجْزِ الْعَهْدِ السَّابِقِ. وَهَذَا وَاضِحٌ
فِي قَوْلِ أَحَدِ الأَنْبِيَاءِ قَدِيماً: «لاَبُدَّ
أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أُبْرِمُ فِيهَا عَهْداً جَدِيداً
مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا. 9هَذَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ لَيْسَ
كَالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، حِينَ أَمْسَكْتُ
بِأَيْدِيهِمْ وَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَبِمَا أَنَّهُمْ خَرَقُوا
ذَلِكَ الْعَهْدَ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَصْبَحَ مِنْ حَقِّي أَنْ أُلْغِيَهُ! 10فَهَذَا
هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ
الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ،
وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ
لِي شَعْباً. 11بَعْدَ ذَلِكَ، لاَ يُعَلِّمُ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَ وَطَنِهِ
وَلاَ أَخَاهُ قَائِلاً: تَعَرَّفْ بِالرَّبِّ! ذَلِكَ لأَنَّ الْجَمِيعَ سَوْفَ
يَعْرِفُونَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، مِنَ الصَّغِيرِ فِيهِمْ إِلَى الْعَظِيمِ.
12لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ
خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ!» 13وَهَكَذَا، نُلاَحِظُ أَنَّ اللهَ
بِكَلاَمِهِ عَنْ عَهْدٍ جَدِيدٍ، جَعَلَ الْعَهْدَ السَّابِقَ عَتِيقاً.
وَطَبِيعِيٌّ أَنَّ كُلَّ مَا عَتَقَ وَشَاخَ، يَكُونُ فِي طَرِيقِهِ إِلَى
الزَّوَالِ! |
تفوّق المقدس الجديد |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ 1ثُمَّ
الْعَهْدُ الأَوَّلُ كَانَ لَهُ أَيْضاً فَرَائِضُ خِدْمَةٍ وَالْقُدْسُ
الْعَالَمِيُّ، 2لأَنَّهُ نُصِبَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ
«الْقُدْسُ» الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ، وَخُبْزُ
التَّقْدِمَةِ. 3وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ
لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» 4فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ
مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ
فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ.
5وَفَوْقَهُ كَرُوبَا الْمَجْدِ مُظَلِّلَيْنِ الْغِطَاءَ. أَشْيَاءُ لَيْسَ
لَنَا الآنَ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْهَا بِالتَّفْصِيلِ. 6ثُمَّ إِذْ صَارَتْ هَذِهِ
مُهَيَّأَةً هَكَذَا، يَدْخُلُ الْكَهَنَةُ إِلَى الْمَسْكَنِ الأَوَّلِ كُلَّ
حِينٍ، صَانِعِينَ الْخِدْمَةَ. 7وَأَمَّا إِلَى الثَّانِي فَرَئِيسُ
الْكَهَنَةِ فَقَطْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ، لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ
نَفْسِهِ وَعَنْ جَهَالاَتِ الشَّعْبِ، 8مُعْلِناً الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَذَا
أَنَّ طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ، مَا دَامَ الْمَسْكَنُ
الأَوَّلُ لَهُ إِقَامَةٌ، 9الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي
فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ
أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ، 10وَهِيَ قَائِمَةٌ بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ
وَغَسَلاَتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَرَائِضَ جَسَدِيَّةٍ فَقَطْ، مَوْضُوعَةٍ إِلَى
وَقْتِ الإِصْلاَحِ. 11وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ
لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ
الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. 12وَلَيْسَ
بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً
إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. 13لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ
ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ
يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، 14فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ
الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ،
يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!
15وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ
- إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ
- يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ
وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. 17لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ
عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي
حَيّاً. 18فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضاً لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، 19لأَنَّ
مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ
النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً
قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ،
20قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ».
21وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ
بِالدَّمِ. 22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ
بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! 23فَكَانَ يَلْزَمُ
أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهَذِهِ،
وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ.
24لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ
أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ
أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. 25وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً
كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ
بِدَمِ آخَرَ. 26فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً
مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ
انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. 27وَكَمَا
وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ،
28هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ
خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ
لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ. |
المسيح وسيط العهد
الجديد |
المسيح يدخل القدس
السماوي |
المسيح
وسيط العهد الجديد 9 حَقّاً كَانَ الْعَهْدُ الْعَتِيقُ
يَتَضَمَّنُ طُقُوساً وَقَوَانِينَ تُنَظِّمُ عِبَادَةَ اللهِ فِي خَيْمَةٍ
مُقَدَّسَةٍ مَنْصُوبَةٍ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ. 2وَكَانَتْ هَذِهِ الْخَيْمَةُ
الْكَبِيرَةُ تَحْتَوِي عَلَى غُرْفَتَيْنِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا الْحِجَابُ.
الْغُرْفَةُ الأُولَى، وَاسْمُهَا «الْقُدْسُ»، كَانَتْ تَحْتَوِي عَلَى
مَنَارَةٍ ذَهَبِيَّةٍ، وَمَائِدَةٍ يُوضَعُ عَلَيْهَا خُبْزٌ مُقَرَّبٌ لِلهِ.
3أَمَّا الْغُرْفَةُ الثَّانِيَةُ، الْوَاقِعَةُ وَرَاءَ الْحِجَابِ، فَكَانَتْ
تُسَمَّى «قُدْسَ الأَقْدَاسِ»، 4وَتَحْتَوِي عَلى مَوْقِدٍ لِلْبَخُورِ
مَصْنُوعٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَتَابُوتٍ مُغَشًّى بِالذَّهَبِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،
يُدْعَى «تَابُوتَ الْعَهْدِ». وَكَانَ فِي دَاخِلِ التَّابُوتِ إِنَاءٌ مَصْنُوعٌ
مِنَ الذَّهَبِ يَحْتَوِي عَلَى بَعْضِ الْمَنِّ؛ وَعَصَا هَرُونَ الَّتِي
أَطْلَعَتْ وَرَقاً أَخْضَرَ؛ وَاللَّوْحَانِ الْمَنْقُوشَةُ عَلَيْهِمَا
وَصَايَا الْعَهْدِ. 5أَمَّا فَوْقَ التَّابُوتِ، فَكَانَ يُوْجَدُ كَرُوبَا
الْمَجْدِ (تِمْثَالاَنِ لِمَلاَكَيْنِ)، يُخَيِّمَانِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى
غِطَاءِ الصُّنْدُوقِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى «كُرْسِيَّ الرَّحْمَةِ» ...
وَهُنَا، نَكْتَفِي بِهَذَا الْمِقْدَارِ مِنَ التَّفَاصِيلِ. فَالْمَجَالُ لاَ
يَتَّسِعُ لِلْمَزِيدِ. 6وَبِمَا أَنَّ هَذِهِ الأُمُورَ كَانَتْ مُرَتَّبَةً
هكَذَا، كَانَ الْكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ دَائِماً إِلَى الْغُرْفَةِ الأُولَى،
حَيْثُ يَقُومُونَ بِوَاجِبَاتِ خِدْمَتِهِمْ. 7أَمَّا الْغُرْفَةُ
الثَّانِيَةُ، فَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُهَا إِلاَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَحْدَهُ،
مَرَّةً وَاحِدَةً كُلَّ سَنَةٍ. وَكَانَ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ أَنْ
يَحْمِلَ دَماً يَرُشُّهُ عَلَى «كُرْسِيِّ الرَّحْمَةِ» تَكْفِيراً عَنْ
نَفْسِهِ وَعَنِ الْخَطَايَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا الشَّعْبُ عَنْ جَهْلٍ.
8وَبِهَذَا، يُشِيرُ الرُّوحُ الْقُدُسُ إِلَى أَنَّ الطَّرِيقَ الْمُؤَدِّيَةَ
إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» الْحَقِيقِيِّ فِي السَّمَاءِ، كَانَتْ غَيْرَ
مَفْتُوحَةٍ بَعْدُ. ذَلِكَ لأَنَّ الْمَسْكَنَ الأَوَّلَ مَازَالَ قَائِماً.
9وَمَا هَذَا إِلاَّ صُورَةٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ الَّذِي فِيهِ مَازَالَتِ
التَّقْدِمَاتُ وَالذَّبَائِحُ تُقَرَّبُ وَفْقاً لِنِظَامِ الْعَهْدِ
الْعَتِيقِ. وَلكِنَّهَا لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطَهِّرَ قُلُوبَ الَّذِينَ
يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللهِ، وَلاَ أَنْ تُوصِلَهُمْ إِلَى الْكَمَالِ
فَتُرِيحَ ضَمَائِرَهُمْ. 10إِذْ إِنَّ نِظَامَ الْعَهْدِ السَّابِقِ قَدِ
اقْتَصَرَ عَلَى تَحْرِيمِ بَعْضِ الْمَأْكُولاَتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ
وَتَحْلِيلِ غَيْرِهَا، وَعَلَى وَضْعِ النُّظُمِ الْمُخْتَصَّةِ بِطُقُوسِ
الاغْتِسَالِ الْمُخْتَلِفَةِ. بَلْ إِنَّ كُلَّ مَا ضَمَّهُ ذَلِكَ النِّظَامُ،
كَانَ قَوَانِينَ جَسَدِيَّةً يَنْتَهِي عَمَلُهَا حِينَ يَأْتِي وَقْتُ
الإِصْلاَحِ. 11ذَلِكَ أَنَّ الْبَرَكَاتِ السَّمَاوِيَّةَ قَدْ تَحَقَّقَتْ فِي
الْمَسِيحِ. فَهُوَ الآنَ كَاهِنُنَا الأَعْلَى الَّذِي يُؤَدِّي مُهِمَّتَهُ
فِي الْخَيْمَةِ الْحَقِيقِيَّةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ وَأَكْمَلُ مِنَ الْخَيْمَةِ
الأَرْضِيَّةِ. إِنَّهَا فِي السَّمَاءِ. لَمْ تَصْنَعْهَا يَدٌ بَشَرِيَّةٌ،
وَلَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْمَادِّيِّ. 12فَإِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ»
فِي هَذِهِ الْخَيْمَةِ، دَخَلَ الْمَسِيحُ مَرَّةً وَاحِدًةً، حَامِلاً دَمَ
نَفْسِهِ، لاَ دَمَ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ. وَذَلِكَ بَعْدَمَا سَفَكَ دَمَهُ
عِوَضاً عَنَّا. فَحَقَّقَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. 13وَلاَ عَجَبَ! فَوَفْقاً
لِلنِّظَامِ السَّابِقِ، كَانَ دَمُ الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ يُرَشُّ عَلَى
الْمُنَجَّسِينَ، مَعَ رَمَادِ عِجْلَةٍ مَحْرُوقَةٍ، فَيَصِيرُونَ طَاهِرِينَ
طَهَارَةً جَسَدِيَّةً. 14فَكَمْ بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَ
نَفْسَهُ لِلهِ بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ ذَبِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، يُطَهِّرُ
ضَمَائِرَنَا مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ لِنَعْبُدَ اللهَ الْحَيَّ. 15وَلِذَلِكَ،
فَالْمَسِيحُ هُوَ الْوَسِيطُ لِهَذَا الْعَهْدِ الْجَدِيدِ. فَبِمَا أَنَّهُ
قَدْ تَّمَ الْمَوْتُ فِدَاءً لِلْمُخَالَفَاتِ الْحَاصِلَةِ تَحْتَ الْعَهْدِ
الأَوَّلِ، يَنَالُ الْمَدْعُوُّونَ الْوَعْدَ بِالإِرْثِ الأَبَدِيِّ.
16فَعِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدٌ وَيَتْرُكُ وَصِيَّةً، لاَبُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ
مَوْتِهِ لِلاسْتِفَادَةِ مِنْ وَصِيَّتِهِ. 17إِذْ لاَ قُوَّةَ لِلْوَصِيَّةِ
عَلَى الإِطْلاقِ مَادَامَ صَاحِبُهَا حَيّاً. فَلاَ تَثْبُتُ الْوَصِيَّةُ
إِلاَّ بِمَوْتِ صَاحِبِهَا. 18وَهَكَذَا،
فَحَتَّى الْعَهْدُ الْعَتِيقُ لَمْ يَبْدَأْ تَنْفِيذُهُ إِلاَّ بِرَشِّ
الدَّمِ. 19فَمَعْلُومٌ أَنَّ مُوسَى، بَعْدَ تِلاَوَةِ وَصَايَا الشَّرِيعَةِ
كُلِّهَا عَلَى الشَّعْبِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ مَعَ بَعْضِ
الْمَاءِ، وَرَشَّهُ عَلَى كِتَابِ الشَّرِيعَةِ، وَعَلَى أَفْرَادِ الشَّعْبِ،
بِبَاقَةٍ مِنْ نَبَاتِ الزُّوفَا وَصُوفٍ أَحْمَرِ اللَّوْنِ. 20وَقَالَ: هَذَا
دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِحِفْظِهِ. 21وَقَدْ رَشَّ مُوسَى
الدَّمَ أَيْضاً عَلَى خَيْمَةِ الْعِبَادَةِ، وَعَلَى أَدَوَاتِ الْخِدْمَةِ
الَّتِي فِيهَا. 22فَالشَّرِيعَةُ تُوصِي بِأَنْ يَتَطَهَّرَ كُلُّ شَيْءٍ
تَقْرِيباً بِالدَّمِ. وَلاَ غُفْرَانَ إِلاَّ بِسَفْكِ الدَّمِ! المسيح
الذبيحة الكاملة 23وَبِمَا أَنَّ تَطْهِيرَ
الْخَيْمَةِ الأَرْضِيَّةِ كَانَ يَتَطَلَّبُ رَشَّ دَمِ الذَّبَائِحِ
الْحَيَوَانِيَّةِ، فَإِنَّ الْخَيْمَةَ الْحَقِيقِيَّةَ لاَبُدَّ أَنْ
تَتَطَلَّبَ دَمَ ذَبِيحَةٍ أَفْضَلَ مِنَ الذَّبَائِحِ الأُخْرَى.
24فَالْمَسِيحُ، رَئِيسُ كَهَنَتِنَا، لَمْ يَدْخُلْ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ»
الأَرْضِيِّ، الَّذِي صَنَعَتْهُ يَدٌ بَشَرِيَّةٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ظِلٌّ
لِلْحَقِيقَةِ، بَلْ دَخَلَ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، حَيْثُ يَقُومُ الآنَ
بِتَمْثِيلِنَا فِي حَضْرَةِ اللهِ بِالذَّاتِ. 25وَهُوَ لَمْ يَدْخُلْ
لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةً مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، كَمَا كَانَ الْكَاهِنُ
الأَعْلَى عَلَى الأَرْضِ يَدْخُلُ مَرَّةً كُلَّ سَنَةٍ إِلَى «قُدْسِ
الأَقْدَاسِ» بِدَمٍ غَيْرِ دَمِهِ. 26وَإِلاَّ لَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ
الْمَسِيحُ مُتَأَلِّماً مَرَّاتٍ كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ!
وَلَكِنَّهُ الآنَ، عِنْدَ انْتِهَاءِ الأَزْمِنَةِ، ظَهَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً
لِيُبْطِلَ قُوَّةَ الْخَطِيئَةِ بِتَقْدِيمِ نَفْسِهِ ذَبِيحَةً لِلهِ.
27فَكَمَا أَنَّ مَصِيرَ النَّاسِ الْمَحْتُومَ، هُوَ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً
وَاحِدَةً ثُمَّ تَأْتِي الدَّيْنُونَةُ، 28كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً: مَاتَ
مَرَّةً وَاحِدَةً حَامِلاً خَطَايَا كَثِيرِينَ، مُقَرِّباً نَفْسَهُ (لِلهِ)
عِوَضاً عَنْهُمْ. وَلاَ بُدَّ أَنْ يَعُودَ إِلَى الظُّهُورِ. لاَ لِيُعَالِجَ
الْخَطَايَا، بَلْ لِيُحَقِّقَ الْخَلاَصَ النِّهَائِيَّ لِجَمِيعِ
مُنْتَظِرِيهِ! |
ذبيحة العهد الجديد تفتح
ابواب المقدس الحق |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
الأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ 1لأَنَّ
النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ
الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي
يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ.
2وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ
مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. 3لَكِنْ
فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. 4لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ
ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. 5لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى
الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ
لِي جَسَداً. 6بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7ثُمَّ
قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ
مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». 8إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً
وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ
سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. 9ثُمَّ قَالَ:
«هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ
لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ
بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. 11وَكُلُّ كَاهِنٍ
يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ
عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ.
12وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً،
جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى
تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. 14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ
قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. 15وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ
الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: 16«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ
الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ،
أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» 17وَ:
«لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 18وَإِنَّمَا
حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ
الْخَطِيَّةِ. 19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى
«الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، 20طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً،
بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، 21وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ،
22لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً
قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ
نَقِيٍّ. 23لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي
وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. 24وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى
الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، 25غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا
كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ
عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ، 26فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا
بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ
ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ
نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى
فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29فَكَمْ
عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ
اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى
بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ
الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ
يَدِينُ شَعْبَهُ». 31مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!
23وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا
أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. 33مِنْ جِهَةٍ
مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ
الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. 34لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي
أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي
أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً.
35فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ.
36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ
اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. 37لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي
الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. 38أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ
ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ نَفْسِي». 39وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ
الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ. |
10 ولأنَّ الشَّريعَةَ
ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَةِ، لا جَوهَرُ
الحَقائِقِ ذاتِها، فَهِيَ لا تَقدِرُ بِتِلكَ
الذَّبائِحِ
نَفسِها الّتي يَستَمِرُّ تَقديمُها سنَةً بَعدَ سنَةٍ أنْ تَجعَلَ الّذينَ يَتقَرَّبونَ بِها إلى اللهِ كامِلينَ،2وإلاَّ
لتَوَقَّفوا
عَنْ تَقريبِها. فالعابِدونَ، إذا تَمَّتْ لهُمُ الطَّهارَةُ مرَّةً واحدَةً، زالَ مِنْ ضَميرِهِمِ الشُّعورُ بِالخَطيئَةِ،3في
حين أنَّ
تِلكَ الذَّبائِحَ ذِكرى لِلخطايا سنَةً بَعدَ سنَةٍ،4لأنَّ دمَ الثِّيرانِ والتُّيوسِ لا يَقدِرُ أنْ يُزيلَ الخَطايا. 5لِذلِكَ قالَ المَسيحُ
للهِ عِندَ دُخولِهِ العالَمَ: (( ما أرَدتَ
ذَبيحَةً ولا قُربانًا، لكنَّكَ هيّأتَ لي جَسَدًا،
6لا بِالمُحرَقاتِ سُرِرتَ ولا بِالذَّبائِحِ كَفّارَةً لِلخَطايا. 7فقُلتُ: ها أنا أجيءُ يا
اللهُ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ، كما هوَ
مكتوبٌ عَنِّي في طَيِّ الكِتابِ)). 8فهوَ قالَ أوَّلاً: ((ما
أرَدتَ ذَبائِحَ وقَرابينَ ومُحرَقاتٍ
وذَبائِحَ
كَفّارَةً لِلخَطايا ولا سُرِرتَ بِها))، معَ أنَّ تَقديمَها يَتِمُّ حسَبَ الشَّريعَةِ.9ثُمَّ قالَ: ((ها أنا
أجيءُ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ))، فأبطَلَ
التَّرتيبَ الأوَّلَ لِيُقيمَ الثّاني. 10ونَحنُ بِفَضلِ تِلكَ
الإِرادةِ تَقَدَّسْنا بِجَسَدِ يَسوعَ
المَسيحِ
الّذي قَدَّمَهُ قُربانًا مرَّةً واحدَةً. 11ويَقِفُ الكاهِنُ
اليَهودِيُّ كُلَّ يومٍ فيَقومُ بِالخدمَةِ
ويُقدِّمُ
الذَّبائِحَ نَفسَها مرّاتٍ كَثيرَةً، وهِيَ لا تَقدِرُ أنْ تَمحُوَ الخَطايا. 12وأمَّا المَسيحُ،
فقَدَّمَ إلى الأبَدِ ذَبيحَةً واحدَةً
كَفـّارَةً لِلخطايا، ثُمَّ جلَسَ عنْ يَمينِ اللهِ،
13وهوَ الآنَ يَنتَظِرُ أنْ يَجعَلَ اللهُ أعداءَهُ موطِئًا لِقَدَمَيهِ، 14لأنَّهُ بِقُربانٍ واحدٍ
جَعَلَ الّذينَ قَدَّسَهُم كامِلينَ إلى
الأبَدِ. 15وهذا ما يَشهَدُ لنا بِه الرُّوحُ القُدُسُ أيضًا. فبَعدَ أنْ قالَ: 16((هذا هوَ
العَهدُ
الّذي أُعاهِدُهُم إيّاهُ في الأيّامِ الآتِيَةِ، يَقولُ الرَّبُّ: سأجعَلُ شَرائِعي في قُلوبِهِم وأكتُبُها في عُقولِهِم 17ولَنْ
أذكُرَ
خَطاياهُم وآثامَهُم مِنْ بَعدُ)). 18فحَيثُ يكونُ الصَّفحُ عَنْ هذا كُلِّهِ، لا تَبقى حاجَةٌ إلى قُربانٍ مِنْ
أجلِ الخَطيئَةِ. |
لا فائدة في الذبائح
القديمة |
10 فَقَدْ كَانَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى
تَتَضَمَّنُ ظِلاً وَاهِياً لِلْخَيْرَاتِ الَّتِي سَيَأْتِي بِهَا الْمَسِيحُ،
وَلَمْ تَكُنْ لِتُصَوِّرَ الْحَقِيقَةَ كَمَا هِيَ. وَلِذَلِكَ، لَمْ تَكُنْ
قَادِرَةً أَنْ تُوصِلَ إِلَى الْكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ
بِهَا إِلَى اللهِ، مُقَدِّمِينَ دَائِماً الذَّبَائِحَ السَّنَوِيَّةَ
عَيْنَهَا، 2وَإِلاَّ، لَمَا كَانَ هُنَالِكَ دَاعٍ لِلاسْتِمْرَارِ فِي
تَقْدِيمِهَا! لأَنَّ ضَمَائِرَ الْعَابِدِينَ، مَتَى تَطَهَّرَتْ مَرَّةً
وَاحِدَةً إِلَى التَّمَامِ، لاَ تَعُودُ بِحَاجَةٍ إِلَى التَّطْهِيرِ مَرَّةً
ثَانِيَةً: إِذْ يَكُونُ الشُّعُورُ بِالذَّنْبِ قَدْ زَالَ. 3وَلَكِنَّ فِي
عَمَلِيَّةِ تَقْدِيمِ الذَّبَائِحِ الْمُتَكَرِّرَةِ كُلَّ سَنَةٍ، تَذْكِيراً
لِلْعَابِدِينَ بِخَطَايَاهُمْ. 4فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ يُزِيلَ دَمُ
الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ خَطايَا النَّاسِ. 5لِذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ، عِنْدَ
مَجِيئِهِ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ: «إِنَّ الذَّبَائِحَ وَالتَّقْدِمَاتِ مَا
أَرَدْتَهَا. لَكِنَّكَ أَعْدَدْتَ لِي جَسَداً بَشَرِيّاً. 6فَالْحَيَوَانَاتُ
الَّتِي كَانَتْ تُذْبَحُ وَتُحْرَقُ أَمَامَكَ تَكْفِيراً عَنِ الْخَطِيئَةِ،
لَمْ تَرْضَ بِهَا. 7عِنْدَئِذٍ قُلْتُ لَكَ: هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ
إِرَادَتَكَ، يَااللهُ . هَذَا هُوَ الْمَكْتُوبُ عَنِّي فِي صَفْحَةِ
الْكِتَابِ !» 8فَبَعْدَ
أَنْ عَبَّرَ الْمَسِيحُ عَنْ عَدَمِ رِضَى اللهِ بِجَمِيعِ التَّقْدِمَاتِ
وَالذَّبَائِحِ الَّتِي كَانَتْ تُقَرَّبُ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تُقَدَّمُ
وَفْقاً لِلشَّرِيعَةِ، 9أَضَافَ قَائِلاً: «هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ
إِرَادَتَكَ!» فَهُوَ، إِذَنْ، يُلْغِي النِّظَامَ السَّابِقَ، لِيَضَعَ
مَحَلَّهُ نِظَاماً جَدِيداً يَنْسَجِمُ مَعَ إِرَادَةِ اللهِ. 10بِمُوجِبِ
هَذِهِ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، صِرْنَا مُقَدَّسِينَ إِذْ قَرَّبَ يَسُوعُ
الْمَسِيحُ، مَرَّةً وَاحِدَةً، جَسَدَهُ عِوَضاً عَنَّا! 11وَقَدِيماً،
كَانَ كُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ يَوْمِيّاً أَمَامَ الْمَذْبَحِ لِيَقُومَ
بِمُهِمَّتِهِ، فَيُقَدِّمُ لِلهِ تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، مَعَ أَنَّهَا
لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى إِزَالَةِ الْخَطَايَا إِطْلاَقاً. 12وَلَكِنَّ
الْمَسِيحَ، رَئِيسَ كَهَنَتِنَا، قَدَّمَ ذَبِيحَةً وَاحِدَةً عَنِ
الْخَطَايَا، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13مُنْتَظِراً
أَنْ يُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. 14إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ
وَحِيدَةٍ جَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ.
15وَالرُّوحُ الْقُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ. إِذْ
قَالَ أَوَّلاً: 16«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ
تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي فِي دَاخِلِ
قُلُوبِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي عُقُولِهِمْ». 17ثُمَّ أَضَافَ: «وَلاَ أَعُودُ
أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ». 18فَحِينَمَا
يَتَحَقَّقُ غُفْرَ انُ الْخَطَايَا، لاَ تَبْقَى حَاجَةٌ بَعْدُ إِلَى
تَقْرِيبِ التَّقْدِمَاتِ عَنْهَا! نتائج
ذبيحة المسيح 19فَلَنَا الآنَ، أَيُّهَا
الإِخْوَةُ حَقُّ التَّقَدُّمِ بِثِقَةٍ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» (فِي
السَّمَاءِ) بِدَمِ يَسُوعَ. 20وَذَلِكَ بِسُلُوكِ هَذَا الطَّرِيقِ الْحَيِّ
الْجَدِيدِ الَّذِي شَقَّهُ لَنَا الْمَسِيحُ بِتَمْزِيقِ الحِجَابِ، أَيْ
جَسَدِهِ. 21وَلَنَا أَيْضاً كَاهِنٌ عَظِيمٌ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ عَلَى بَيْتِ
اللهِ. 22فَلْنَتَقَدَّمْ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ بِقَلْبٍ صَادِقٍ وَبِثِقَةِ
الإِيمَانِ الْكَامِلَةِ، بَعْدَمَا طَهَّرَ رَشُّ الدَّمِ قُلُوبَنَا مِنْ
كُلِّ شُعُورٍ بِالذَّنْبِ، وَغَسَلَ الْمَاءُ النَّقِيُّ أَجْسَادَنَا.
23وَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالرَّجَاءِ الَّذِي نَعْتَرِفُ بِهِ، دُونَ أَنْ
نَشُكَّ فِي أَنَّهُ سَيَتَحَقَّقُ، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَنَا بِتَحْقِيقِهِ،
هُوَ أَمِينٌ وَصَادِقٌ. 24وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَنْتَبِهَ
لِلآخَرِينَ، لِنَحُثَّ بَعْضُنَا بَعْضاً عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ
الصَّالِحَةِ. 25وَعَلَيْنَا أَلاَّ نَنْقَطِعَ عَنِ الاجْتِمَاعِ مَعاً، كَمَا
تَعَوَّدَ بَعْضُكُمْ أَنْ يَفْعَلَ. إِنَّمَا، يَجْدُرُ بِكُمْ أَنْ تَحُثُّوا
وَتُشَجِّعُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَتُوَاظِبُوا عَلَى هَذَا بِقَدْرِ مَا
تَرَوْنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَقْتَرِبُ. عاقبة
رفض المسيح 26فَإِنْ أَخْطَأْنَا عَمْداً
بِرَفْضِنَا لِلْمَسِيحِ بَعْدَ حُصُولِنَا عَلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ، لاَ
تَبْقَى هُنَاكَ ذَبِيحَةٌ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، 27بَلِ انْتِظَارُ
الْعِقَابِ الأَكِيدِ فِي لَهِيبِ النَّارِ الَّتِي سَتَلْتَهِمُ
الْمُتَمَرِّدِينَ. وَيَا لَهُ مِنِ انْتِظَارٍ مُخِيفٍ! 28تَعْلَمُونَ
أَنَّ مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ مُوسَى، كَانَ عِقَابَهُ الْمَوْتُ دُونَ
رَحْمَةٍ، عَلَى أَنْ يُؤَيِّدَ مُخَالَفَتَهُ شَاهِدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ.
29فَفِي ظَنِّكُمْ، كَمْ يَكُونُ أَشَدَّ كَثِيراً ذَلِكَ الْعِقَابُ الَّذِي
يَسْتَحِقُّهُ مَنْ يَدُوسُ ابْنَ اللهِ، إِذْ يَعْتَبِرُ أَنَّ دَمَ الْعَهْدِ،
الَّذِي يَتَقَدَّسُ بِهِ، هُوَ دَمٌ نَجِسٌ، وَبِذَلِكَ يُهِينُ رُوحَ
النِّعْمَةِ؟ 30فَنَحْنُ نَعْرِفُ مَنْ قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا
أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ!» وَأَيْضاً: «إِنَّ الرَّبَّ سَوْفَ يُحَاكِمُ
شَعْبَهُ!» 31حَقّاً مَا أَرْهَبَ الْوُقُوعَ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ! 32لاَ
تَنْسَوْا أَبَداً تِلْكَ الأَيَّامَ الْمَاضِيَةَ الَّتِي فِيهَا، بَعْدَمَا
أَشْرَقَ عَلَيْكُمْ نُورُ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، صَبَرْتُمْ عَلَى جِهَادٍ
مَرِيرٍ طَوِيلٍ، إِذْ قَاسَيْتُمْ كَثِيراً مِنَ الآلاَمِ. 33وَذَلِكَ
عِنْدَمَا تَعَرَّضْتُمْ لِلإِهَانَاتِ وَالْمُضَايَقَاتِ مِنْ جِهَةٍ،
وَعِنْدَمَا شَارَكْتُمُ الَّذِينَ عُومِلُوا مِثْلَ هَذِهِ الْمُعَامَلَةِ مِنْ
جِهَةٍ أُخْرَى. 34فَقَدْ تَعَاطَفْتُمْ مَعَ الْمَسْجُونِينَ، كَمَا
تَقَبَّلْتُمْ نَهْبَ مُمْتَلَكَاتِكُمْ بِفَرَحٍ، عِلْماً مِنْكُمْ بِأَنَّ
لَكُمْ فِي السَّمَاءِ ثَرْوَةً أَفْضَلَ وَأَبْقَى. 35إِذَنْ، لاَ تَتَخَلَّوْا
عَنْ ثِقَتِكُمْ بِالرَّبِّ. فَإِنَّ لَهَا مُكَافَأَةً عَظِيمَةً. 36إِنَّكُمْ
تحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ لِتَعْمَلُوا إِرَادَةَ اللهِ، فَتَنَالُوا
الْبَرَكَةَ الَّتِي وُعِدْتُمْ بِهَا. 37فَقَرِيباً جِدّاً، سَيَأْتِي الآتِي
وَلاَ يَتَمَهَّلُ. 38وَأَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ
يَحْيَا. وَمَنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي! 39وَلَكِنَّنَا نَحْنُ
لَسْنَا مِنْ أَهْلِ الارْتِدَادِ الْمُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، بَلْ مِنْ
أَهْلِ الإِيمَانِ الْمُؤَدِّي إِلَى خَلاَصِ نُفُوسِنَا! |
تفوق الذبيحة الجديدة |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
الأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ 1وَأَمَّا
الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.
2فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. 3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ
الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى
مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ. 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً
أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ
لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! 5بِالإِيمَانِ
نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ
نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.
6وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ
الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي
الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. 7بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ
أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ
دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ.
8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى
الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ
لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. 9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ
الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ
كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا
وَبَارِئُهَا اللهُ. 11بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضاً أَخَذَتْ
قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْلٍ، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ
حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقاً. 12لِذَلِكَ وُلِدَ أَيْضاً مِنْ وَاحِدٍ،
وَذَلِكَ مِنْ مُمَاتٍ، مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ،
وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ. 13فِي
الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ،
بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا
بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. 14فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ
مِثْلَ هَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَناً. 15فَلَوْ ذَكَرُوا
ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ.
16وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ
يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ
مَدِينَةً. 17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ -
قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي قِيلَ لَهُ:
«إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ
عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ
أَيْضاً فِي مِثَالٍ. 20بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ
جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. 21بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ
كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ.
22بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ. 23بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ،
أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ
جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ. 24بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا
كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، 25مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى
أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ
بِالْخَطِيَّةِ، 26حَاسِباً عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ
مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. 27بِالإِيمَانِ تَرَكَ
مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ
يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. 28بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ
لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. 29بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا
فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا
شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا. 30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ
أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ
الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ
بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ
أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ،
وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ،
صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا
قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا
أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ
أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ
لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ
وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا،
جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ
مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ
الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ
وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ،
لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً
أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا. |
الإيمان |
إيمان الأجداد عبرة |
ما هو
الإِيمان 11 أَمَّا الإِيمَانُ، فَهُوَ
الثِّقَةُ بِأَنَّ مَا نَرْجُوهُ لاَبُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَالاقْتِنَاعُ
بِأَنَّ مَا لاَ نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً. 2بِهَذَا الإِيمَانِ، كَسَبَ رِجَالُ
اللهِ قَدِيماً شَهَادَةً حَسَنَةً أَمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ. 3وَعَنْ طَرِيقِ
الإِيمَانِ، نُدْرِكُ أَنَّ الْكَوْنَ كُلَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَى الْوُجُودِ
بِكَلِمَةِ أَمْرٍ مِنَ اللهِ. حَتَّى إِنَّ عَالَمَنَا الْمَنْظُورَ، قَدْ
تَكَوَّنَ مِنْ أُمُورٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ! الإِيمان
أساس البر 4بِالإِيمَانِ، قَدَّمَ هَابِيلُ
لِلهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ الَّتِي قَدَّمَهَا قَايِينُ. وَعَلَى
ذَلِكَ الأَسَاسِ، شَهِدَ اللهُ بِأَنَّ هَابِيلَ بَارٌّ، إِذْ قَبِلَ التَّقْدِمَةَ
الَّتِي قَرَّبَهَا لَهُ. وَمَعَ أَنَّ هَابِيلَ مَاتَ قَتْلاً، فَإِنَّهُ
مَازَالَ الآنَ يُلَقِّنُنَا الْعِبَرَ بِإِيمَانِهِ. 5وَبِالإِيمَانِ،
انْتَقَلَ أَخْنُوخُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ دُونَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَدِ اخْتَفَى
مِنْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ إِلَيْهِ. وَقَبْلَ حُدُوثِ
ذلِكَ، شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ . 6فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ
إِرْضَاءَ اللهِ بِدُونِ إِيمَانٍ. إِذْ إِنَّ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ،
لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِيءُ
الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَيْهِ. 7وَبِالإِيمَانِ نُوحٌ، لَمَّا أَنْذَرَهُ اللهُ
عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ بِالطُّوفَانِ الآتِي، دَفَعَهُ خَوْفُ اللهِ إِلَى
بِنَاءِ سَفِينَةٍ ضَخْمَةٍ كَانَتْ وَسِيلَةَ النَّجَاةِ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ،
مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَأَى طُوفَاناً مِنْ قَبْلُ. وَبِعَمَلِهِ
هَذَا، حَكَمَ عَلَى الْعَالَمِ وَأَصْبَحَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الْقَائِمِ عَلَى
أَسَاسِ الإِيمَانِ. إيمان
إبراهيم والآباء 8وَبِالإِيمَانِ، لَبَّى
إِبْرَاهِيمُ دَعْوَةَ اللهِ، فَتَرَكَ وَطَنَهُ وَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضٍ
أُخْرَى وَعَدَهُ اللهُ بِأَنْ يُوَرِّثَهُ إِيَّاهَا. وَلَمَّا خَرَجَ مِنْ
بَيْتِهِ، كَانَ لاَ يَعْرِفُ أَيْنَ يَتَوَجَّهُ. 9وَبِالإِيمَانِ، كَانَ
يَرْحَلُ كَالْغَرِيبِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ فِي الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَهُ
اللهُ بِهَا، وَكَأَنَّهَا أَرْضٌ غَرِيبَةٌ. وَكَانَ يَسْكُنُ فِي الْخِيَامِ
مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، شَرِيكَيْهِ فِي إِرْثِ الْوَعْدِ عَيْنِهِ.
10فَإِنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الانْتِقَالَ إِلَى الْمَدِينَةِ السَّمَاوِيَّةِ
ذَاتِ الأُسُسِ الثَّابِتَةِ، الَّتِي مُهَنْدِسُهَا وَبَانِيهَا هُوَ اللهُ . 11وَبِالإِيمَانِ
أَيْضاً، نَالَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ قُدْرَةً عَلَى الإِنْجَابِ،
فَوَلَدَتِ ابْناً مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ جَاوَزَتْ سِنَّ الْحَمْلِ.
وَذَلِكَ لأَنَّهَا آمَنَتْ بِأَنَّ اللهَ ، الَّذِي وَعَدَهَا بِذَلِكَ،
لاَبُدَّ أَنْ يُحَقِّقَ وَعْدَهُ. 12وَهَكَذَا وُلِدَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ،
وَقَدْ كَانَ مَيِّتاً مِنْ حَيْثُ الْقُدْرَةُ عَلَى الإِنْجَابِ، شَعْبٌ
كَبِيرٌ «كَنُجُومِ الْفَضَاءِ عَدَداً، وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَطِّ
الْبَحْرِ، لاَ يُحْصَى...» 13هَؤُلاَءِ
جَمِيعاً، حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ إِلَى النِّهَايَةِ. وَمَاتُوا قَبْلَ
أَنْ تَتَحَقَّقَ وُعُودُ اللهِ لَهُمْ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِمْ.
وَلَكِنَّهُمْ رَأَوْهَا مِنْ بَعِيدٍ، وَتَوَقَّعُوا تَحْقِيقَهَا كَامِلَةً
فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَإِذْ آمَنُوا بِتِلْكَ الْوُعُودِ الإِلَهِيَّةِ
اعْتَرَفُوا بِأَنَّهُمْ لَيْسُوا إِلاَّ غُرَبَاءَ عَلَى الأَرْضِ
يَزُورُونَهَا زِيَارَةً عَابِرَةً. 14وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ذَلِك،
يُوْضِحُونَ أَنَّ عُيُونَهُمْ عَلَى وَطَنِهِمِ الْحَقِيقِيِّ. 15وَلَوْ
كَانُوا يَتَذَكَّرُونَ الْوَطَنَ الأَرْضِيَّ الَّذِي هَجَرُوهُ، لاَغْتَنَمُوا
الْفُرْصَةَ وَعَادُوا إِلَيْهِ. 16وَلَكِنْ، لاَ ... فَهُمُ الآنَ
يَتَطَلَّعُونَ إِلَى وَطَنٍ أَفْضَلَ، أَيِ الْوَطَنِ السَّمَاوِيِّ. بِسَبَبِ
إِيمَانِهِمْ هَذَا لاَ يَسْتَحِي اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ. فَهُوَ قَدْ
أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً! 17وَبِالإِيمَانِ،
إِبْرَاهِيمُ أَيْضاً، لَمَّا امْتَحَنَهُ اللهُ ، قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ.
فَإِنَّهُ، إِذْ قَبِلَ وُعُودَ اللهِ، قَدَّمَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ذَبِيحَةً،
18مَعَ أَنَّ اللهَ قَالَ لَهُ: «بِإِسْحَاقَ سَوْفَ يَكُونُ لَكَ نَسْلٌ
يَحْمِلُ اسْمَكَ!» 19فَقَدْ آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى
إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ الْمَوْتِ. وَالْوَاقِعُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ
اسْتَعَادَ ابْنَهُ مِنَ الْمَوْتِ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ أَوِ الرَّمْزِ.
20بِالإِيمَانِ، بَارَكَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَعِيسُو. 21وَبِالإِيمَانِ،
بَارَكَ يَعْقُوبُ، قُبَيْلَ مَوْتِهِ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ،
وَسَجَدَ مُتَوَكِّئاً عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. 22وَبِالإِيمَانِ، اسْتَنَدَ
يُوسُفُ عَلَى وَعْدِ اللهِ بِإِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بِلاَدِ
مِصْرَ، فَتَرَكَ وَصِيَّةً بِأَنْ يَنْقُلُوا رُفَاتَهُ مَعَهُمْ. إيمان
موسى وأبويه 23بِالإِيمَانِ مُوسَى خَبَّأهُ
وَالِدَاه حَتَّى صَارَ عُمْرُهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَاهُ
طِفْلاً جَمِيلاً، وَلَمْ يَخَافَا الْمَرْسُومَ الَّذِي أَصْدَرَهُ الْمَلِكُ.
24وَبِالإِيمَانِ، مُوسَى نَفْسُهُ، لَمَّا كَبِرَ، رَفَضَ أَنْ يُدْعَى ابْناً
لاِبْنَةِ فِرْعَوْنَ. 25بَلِ اخْتَارَ أَنْ يتَحَمَّلَ الْمَذَلَّةَ مَعَ
شَعْبِ اللهِ، بَدَلاً مِنَ التَّمَتُّعِ الْوَقْتِيِّ بِلَذَّاتِ الْخَطِيئَةِ.
26فَقَدِ اعْتَبَرَ أَنَّ عَارَ الْمَسِيحِ، هُوَ ثَرْوَةٌ أَعْظَمُ مِنْ
كُنُوزِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَتَطَلَّعُ إِلَى الْمُكَافَأَةِ. 27بِالإِيمَانِ،
تَرَكَ أَرْضَ مِصْرَ وَهُوَ غَيْرُ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ. فَقَدْ
مَضَى فِي تَنْفِيذِ قَرَارِهِ، كَأَنَّهُ يَرَى بِجَانِبِهِ اللهَ غَيْرَ
الْمَنْظُورِ. 28وَبِالإِيمَانِ، أَقَامَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ، لِكَيْ لاَ
يَمَسَّ مُهْلِكُ الأَبْكَارِ أَحَداً مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ. الإِيمان
ومعجزاته 29بِالإِيمَانِ اجْتَازَ الشَّعْبُ
فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَأَنَّهُ أَرْضٌ يَابِسَةٌ. أَمَّا الْمِصْرِيُّونَ،
فَإِذْ حَاوَلُوا ذَلِكَ غَرِقُوا! 30بِالإِيمَانِ
انْهَارَتْ أَسْوَارُ مَدِينَةِ أَرِيحَا، بَعْدَمَا دَارَ الشَّعْبُ حَوْلَهَا
لِمُدَّةِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. 31وَجَزَاءً لِلإِيمَانِ، نَجَتْ رَاحَابُ
الزَّانِيَةُ مِنَ الْمَوْتِ الْمُحَتَّمِ مَعَ الْمُتَمَرِّدِينَ، بَعْدَمَا
اسْتَقْبَلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. إيمان
القضاة والأنبياء 32وَهَلْ مِنْ حَاجَةٍ بَعْدُ
لِمَزِيدٍ مِنَ الأَمْثِلَةِ؟ إِنَّ الْوَقْتَ لاَ يَتَّسِعُ لِي حَتَّى
أَسْرُدَ أَخْبَارَ الإِيمَانِ عَنْ: جِدْعُونَ وَبَارَاقَ وَشَمْشُونَ
وَيَفْتَاحَ وَدَاوُدَ وَصَمُوئِيلَ وَالأَنْبِيَاءِ. 33فَبِالإِيمَانِ،
تَغَلَّبَ هَؤُلاَءِ عَلَى مَمَالِكِ الأَعْدَاءِ، وَحَكَمُوا حُكْماً عَادِلاً
وَنَالُوا مَا وَعَدَهُمْ بِهِ اللهُ . وَبِهِ، أَطْبَقُوا أَفْوَاهَ الأُسُودِ،
34وَأَبْطَلُوا قُوَّةَ النَّارِ، وَنَجَوْا مِنَ الْمَوْتِ قَتْلاً
بِالسَّيْفِ. وَبِهِ أَيْضاً نَالُوا القُوَّةَ بَعْدَ ضَعْفٍ، فَصَارُوا
أَشِدَّاءَ فِي الْمَعَارِكِ، وَرَدُّوا جُيُوشاً
غَرِيبَةً عَلَى أَعْقَابِهَا. 35وَبِالإِيمَانِ،
اسْتَرْجَعَتْ بَعْضُ النِّسَاءِ أَمْوَاتَهُنَّ بَعْدَمَا أُعِيدُوا إِلَى
الْحَيَاةِ. وَبِهِ، تَحَمَّلَ كَثِيرُونَ الْعَذَابَ وَالضَّرْبَ، وَمَاتُوا
رَافِضِينَ النَّجَاةَ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ سَوْفَ يَقُومُونَ إِلَى حَيَاةٍ
أَفْضَلَ. 36وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ تَحَمَّلُوا الْمُحَاكَمَاتِ الظَّالِمَةَ
تَحْتَ الإِهَانَةِ وَالْجَلْدِ، وَالإِلْقَاءَ فِي السُّجُونِ مُقَيَّدِينَ
بِالسَّلاَسِلِ. 37وَمِنْهُمْ مَنْ حُوكِمُوا فَمَاتُوا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ،
أَوْ نَشْراً بِالْمِنْشَارِ، أَوْ ذَبْحاً بِالسَّيْفِ. وَبَعْضُهُمْ،
تَشَرَّدُوا مُتَسَتِّرِينَ بِجُلُودِ الْغَنَمِ وَالْمِعْزَى، يُعَانُونَ مِنَ
الْحَاجَةِ وَالضِّيقِ وَالظُّلْمِ، 38وَلَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ
يَسْتَحِقُّهُمْ، تَائِهِينَ فِي الْبَرَارِي وَالْجِبَالِ وَالْمَغَاوِرِ
وَالْكُهُوفِ. 39إِنَّ
هَؤُلاَءِ لَمْ يَحْصُلُوا جَمِيعاً عَلَى تَحْقِيقِ كُلِّ مَا وَعَدَهُمُ اللهُ
بِهِ، مَعَ أَنَّهُمْ حَاصِلُونَ عَلَى شَهَادَةٍ حَسَنَةٍ مِنْ جِهَةِ
الإِيمَانِ. 40وَلَكِنَّ اللهَ سَبَقَ فَأَعَدَّ لَنَا مَا هُوَ أَفْضَلُ،
وَذَلِكَ حَتَّى لاَ يُكَمَّلُوا بِمَعْزِلٍ عَنَّا. |
11 أَمَّا الإِيمانُ فهو
قِوامُ المَرْجُوَّاتِ، وبُرْهانُ غيرِ
المَرئيَّات، 2 بهِ شُهِدَ
للأَقدَمينِ
شَهادَةً حسَنة. 3 بالإِيمانِ نَفْهَمُ
أَنَّ العالَمَ قد أُنشِئَ بكلمةِ اللهِ،
بحَيْثُ إِنَّ المَرئِيَّاتِ صدَرَتْ عمَّا لا
يُرى. 4 بالإِيمانِ قرَّبَ هابيلُ للهِ
ذَبيحةً أَكمَلَ مِن ((ذَبيحَةِ)) قاينَ؛ وبهِ
شُهِدَ لهُ أَنَّهُ بارٌّ إِذ شَهِدَ اللهُ ((نفسُهُ)) لِقَرابينِه؛ وبهِ
أَيضًا، وإِنْ ماتَ، لم يَزَلْ بَعْدُ يَتكلَّم. 5
بالإِيمانِ
نُقِلَ أَخْنوخُ لكي لا يَرى الموتَ، ولم يُوجَدْ
بعدُ
لأَنَّ اللهَ قد نَقَلَه؛ فإِنَّهُ مِن قَبلِ أَن يُنقَلَ، شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ أَرْضى الله. 6
وبدونِ
إِيمانٍ يَسْتَحيلُ إِرْضاءُ ((الله))، إِذ لا بُدَّ،
لِمَن يَدنو الى اللهِ، أَن يُؤْمنَ بأَنَّهُ كائنٌ،
وأَنَّهُ
يُثيبُ الذينَ يَبْتغونَه. 7
بالإِيمانِ
نُوحٌ، إِذ أُنذِرَ بوَحْيٍ بما لم يكُنْ
بعدُ مَنْظورًا، تَورَّعَ فأَعَدَّ تابوتًا
لخلاصِ
((أَهلِ))، بَيتِهِ؛ وبالإِيمانِ حكمَ على العالَمِ، وصارَ وارثًا لِلبِرِّ الذي يُنالُ بِهِ. 8
بالإِيمانِ
إِبراهيمُ، إِذ دعاهُ ((اللهُ))، لَبَّى
لِلخُروجِ الى مَوضعٍ سَيَأْخُذُهُ مِيراثًا، وخَرجَ لا يَدري أَينَ يَتوجَّه؛
9
بالإِيمانِ
نَزلَ في أَرَضِ الميعادِ نُزولَهُ في أَرضِ
غُربةٍ، وسَكنَ في أَخبيَةٍ معَ إِسحقَ ويَعقوبَ الوارِثيْنِ مَعَهُ المَوعِدَ نفسَه؛
10 لأنَّهُ
كانَ يَنتظِرُ المدينةَ ذاتَ الأُسُسِ، التي
اللهُ ((نفسُهُ)) مُهَندِسُها وبانِيها. - 11
بالإِيمانِ
سارَةُ أَيضًا نالَتْ قُوَّةً لِلحَمْلِ، مَعَ
أَنَّها
تجاوَزتِ السِّنَّ، لاعْتِقادِها أَنَّ الذي وَعَدَ صادِق. 12
مِن أَجلِ
ذلكَ وُلِدَ مِن رجُلٍ واحدٍ، يَكادُ يكونُ مَيْتًا،
نَسْلٌ
كنُجومِ السَّماءِ كَثرةً، وكالرَّملِ الذي على شاطئِ البَحرِ، لا يُحصى... 13 على الإِيمانِ ماتَ أولئكَ جميعًا،
ولم ينالوا المَوعِدَ، بَل رَأَوْهُ
مِن بعيدٍ وحَيَّوْهُ، مُعتَرفينَ بأَنَّهم كانوا غُرَباءَ
على
الأَرضِ ونُزَلاء. 14 فالَّذينَ يتكلَّمونَ
هكذا يُوضِحونَ أَنَّهم يَطْلُبونَ
وَطنًا؛ 15 ولَو أَنَّهم
قَصَدوا
بذلكَ الوَطنَ الذي خَرجوا مِنهُ، لكانَ لهم وَقتٌ لِلعَودةِ إِليه؛ 16 ولكِنْ، لا: فإِنَّ قُلوبَهم كانَتْ
تَصبُو الى وَطَنٍ أَفضلَ، الى ((وطنٍ)) سَماويّ.
لذلكَ لا يَستَحْيِي اللهُ أَن يُدعى إِلهَهم؛ فإِنَّهُ قد
أَعدَّ لهم
مَدينَة... 17 بالإِيمانِ إِبراهيمُ،
حينَ امتُحِنَ، قرَّبَ إِسحَقَ: إِنَّهُ
كانَ يُقرِّبُ وحيدَهُ، هُوَ الذي نالَ
المواعدَ، 18 وهُوَ الذي قيلَ لَه: "إِنَّهُ
بإِسحقَ يُدعى لكَ نَسلٌ". 19 ((ولكنَّهُ)) كانَ يَعتَقِدُ أَنَّ
اللهَ قادرٌ أَنْ يُنهِضَ حتَّى مِن بينِ
الأَموات. ولذلكَ عادَ فحصَلَ على ((ابنِهِ))، على سبيلِ الرَّمْز. 20 بالإِيمانِ أَيضًا باركَ إِسحقُ يَعقوبَ وعِيسُو من جهةِ ما سيَأْتي. 21
بالإِيمانِ يَعقوبُ، وقد حَضرَهُ الموتُ، باركَ كلَّ واحدٍ من ابنَيْ
يوسفَ، وسَجدَ ((مُتَوكِّئًا)) على طَرَفِ عَصاه. 22 بالإِيمانِ يوسفُ، لمَّا دَنا أَجَلُه، ذكَرَ خُروجَ بَني إِسرائيلَ، وأَوصى
بشَأْنِ رُفاتِه. 23 بالإِيمانِ، لمَّا
وُلِدَ مُوسى، أَخفاهُ أَبواهُ ثلاثةَ
أَشهُرٍ،
لأَنَّهما رأَيا أَنَّ الطِّفلَ جميلٌ، ولَم يَرْهَبا أَمرَ المَلك. 24 بالإِيمانِ مُوسى، لمَّا كَبِرَ،
أَبى أَن يُدعى ابنًا لاِبنةٍ لِفِرعونَ، 25 واختارَ المشَقَّةَ مَعَ شَعْبِ
اللهِ على التَّمتعُّ الوَقتيِّ
بلذَّةِ الخَطيئة، 26 عادًّا عارَ
المسيحِ
ثَروةً أَعظمَ مِن كُنوزِ مِصرَ، لأَنَّهُ كانَ ينظُرُ الى الثَّواب؛ 27 بالإِيمانِ تركَ مِصرَ ولم يَخشَ
سُخْطَ المَلك؛ بل تَجلَّدَ كأَنَّهُ يُعاينُ الذي
لا يُرى؛ 28 بالإِيمانِ صَنَعَ الفِصْحَ ورشَّ الدَّمَ لئلاَّ يَمَسَّ المُهلِكُ أَبْكارَ
((إِسرائيل)). 29 بالإِيمانِ جازُوا في
البحرِ الأَحمرِ كأَنَّما في أَرضٍ
يابسةٍ،
ولمَّا حاولَ ذَلكَ المِصريُّونَ غَرِقوا! 30
بالإِيمانِ
سَقطَتَ أَسوارُ أَريحا بعدَ الطَّوافِ ((حولَها)) سَبعةَ أَيَّام. 31 بالإِيمانِ، راحابُ البَغِيُّ لم
تَهلِكْ معَ العُصاةِ لأَنَّها قَبلَتِ
الجاسوسَيْنِ في سَلام. 32
وماذا
أَقولُ أَيضًا؟ إِنَّهُ لَيَضيقُ بيَ
الوَقتُ إِنْ أَخبرتُ عَن جِدعَوْنَ وباراقَ
وشَمْشونَ
ويَفْتاح، وعَن داودَ وصَموئيلَ والأَنبياء؛
33 أُولئكَ
الذينَ بالإِيمانِ قَهَروا الممالِكَ، وزاوَلوا القَضاءَ، ونالوا المواعِدَ، وسَدُّوا أَشداقَ الأُسودِ،
34 وأَخْمدوا حِدَّةَ النَّارِ، ونَجَوْا مِن حَدِّ السَّيفِ، وتَقوَّوْا
مِن ضُعفٍ، وصارُوا أَشِدَّاءِ في القِتالِ،
وقَلَبوا مُعَسْكَراتِ الأَعداء؛ 35 واسْتَرجعَتْ نِساءٌ أَمواتَهنَّ
بالقِيامة. فمِنهم مَنْ عُذِّبوا ولم يَقبَلوا
النَّجاةَ ليُحْرِزوا قِيامةً أَفضلَ؛
36 وآخَرونَ
قد ذاقوا الهُزْءَ والسِّياطَ حتَّى القُيودَ
والسِّجن. 37 لَقد رُجِموا، نُشِروا، ماتوا
بحَدِّ السَّيف؛ تَشَرَّدوا في جُلودِ
الغَنمِ والمَعِزِ مُعوِزينَ، مُضايَقينَ مَجهودينَ- 38
هُمُ
الذينَ لم يكنِ العالَمُ مُستَحِقًّا لهم- تائهينَ في
البراري
والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأَرض. 39
وهؤُلاءِ كلُّهم، وإِنْ شُهِدَ لهم بالإِيمانِ، لم يَنالوا المَوعِد، 40 لأَنَّ اللهَ إِذ أَعدَّ لنا
مَصيرًا أَفضلَ، ((لم يَشأْ أَنْ)) يَبلُغوا الى
الكمالِ بِمَعزِلٍ عنَّا. 4ً مثال يسوع |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ 1لِذَلِكَ
نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ
مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا
بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ
أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ،
الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ
مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَفَكَّرُوا
فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ
لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. 4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ
حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، 5وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ
الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ
الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ
يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ
التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ
أَبُوهُ؟ 8وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ
شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. 9ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا
آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ
بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ 10لأَنَّ أُولَئِكَ
أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا
فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَلَكِنَّ كُلَّ
تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ.
وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ
لِلسَّلاَمِ. 12لِذَلِكَ قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ
الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ
لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. 14اِتْبَعُوا السَّلاَمَ
مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ
الرَّبَّ. 15مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ.
لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجاً، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ
كَثِيرُونَ. 16لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِياً أَوْ مُسْتَبِيحاً كَعِيسُو،
الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. 17فَإِنَّكُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ
الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ
طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ. 18لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ
مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، 19وَهُتَافِ
بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ
لَهُمْ كَلِمَةٌ، 20لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ
مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ. 21وَكَانَ
الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ
وَمُرْتَعِدٌ!». 22بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى
مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ
هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، 23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي
السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ
مُكَمَّلِينَ، 24وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ
رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. 25اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا
مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولَئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ
اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدّاً لاَ
نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، 26الَّذِي
صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً:
«إِنِّي مَرَّةً أَيْضاً أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ
أَيْضاً». 27فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضاً» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ
الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ.
28لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا
شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.
29لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ. |
تأديب الرب |
مثل يسوع المسيح |
12 فَبِمَا أَنَّ هَذَا الْعَدَدَ
الْكَبِيرَ مِنَ الشَّاهِدِينَ لِلإِيمَانِ، يَتَجَمَّعُ حَوْلَنَا كَأَنَّهُ
سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ، فَلْنَطْرَحْ جَانِباً كُلَّ ثِقْلٍ يُعِيقُنَا عَنِ
التَّقَدُّمِ، وَنَتَخَلَّصْ مِنْ تِلْكَ الْخَطِيئَةِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ
لِلسُّقُوطِ فِي فَخِّهَا بِسُهُولَةٍ، لِكَيْ نَتَمَكَّنَ، نَحْنُ أَيْضاً،
أَنْ نَرْكُضَ بِاجْتِهَادٍ فِي السِّبَاقِ الْمُمْتَدِّ أَمَامَنَا،
2مُتَطَلِّعِينَ دَائِماً إِلَى يَسُوعَ: رَائِدِ إِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ.
فَهُوَ قَدْ تَحَمَّلَ الْمَوْتَ صَلْباً، هَازِئاً بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ
عَارٍ، إِذْ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى السُّرُورِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ، ثُمَّ
جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَأَمَّلُوا مَلِيّاً مَا قَاسَاهُ بِتَحَمُّلِهِ تِلْكَ الْمُعَامَلَةَ الْعَنِيفَةَ الَّتِي
عَامَلَهُ بِهَا الْخَاطِئُونَ، لِكَيْ لاَ تَتْعَبُوا وَتَنْهَارُوا! 4لَمْ
تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى بَذْلِ الدَّمِ فِي مُجَاهَدَتِكُمْ ضِدَّ
الْخَطِيئَةِ. 5فَهَلْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ بِهِ اللهُ
بِوَصْفِكُمْ أَبْنَاءً لَهُ؟ إِذْ يَقُولُ: «يَاابْنِي، لاَ تَسْتَخِفَّ
بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ. وَلاَ تَفْقِدِ الْعَزِيمَةَ حِينَ يُوَبِّخُكَ عَلَى
الْخَطَأِ. 6فَإِنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ. وَهُوَ يَجْلِدُ
كُلَّ مَنْ يَتَّخِذُهُ لَهُ ابْناً!» 7إِذَنْ،
تَحَمَّلُوا تَأْدِيبَ الرَّبِّ. فَهُوَ يُعَامِلُكُمْ مُعَامَلَةَ الأَبْنَاءِ:
وَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَتَلَقَّوْنَ التَّأْدِيبَ
الَّذِي يَشْتَرِكُ فِيهِ أَبْنَاءُ اللهِ جَمِيعاً، فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّكُمْ
لَسْتُمْ أَبْنَاءَ شَرْعِيِّينَ لَهُ. 9إِنَّ
آبَاءَنَا الأَرْضِيِّينَ كَانُوا يُؤَدِّبُونَنَا وَنَحْنُ أَوْلاَدٌ، وَكُنَّا
نَحْتَرِمُهُمْ. أَفَلاَ يَجْدُرُ بِنَا الآنَ أَنْ نَخْضَعَ خُضُوعاً تَامّاً
لِتَأْدِيبِ أَبِي الأَرْوَاحِ، لِنَحْيَا حَيَاةً فُضْلَى؟ 10وَقَدْ أَدَّبَنَا
آبَاؤُنَا فَتْرَةً مِنَ الزَّمَانِ، حَسَبَ مَا رَأَوْهُ مُنَاسِباً. أَمَّا
اللهُ ، فَيُؤَدِّبُنَا دَائِماً مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَتِنَا: لِكَيْ نَشْتَرِكَ
فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَطَبْعاً، كُلُّ تَأْدِيبٍ لاَ يَبْدُو فِي الْحَالِ
بَاعِثاً عَلَى الْفَرَحِ، بَلْ عَلَى الْحُزْنِ. وَلَكِنَّهُ فِيمَا بَعْدُ،
يُنْتِجُ بِسَلاَمٍ فِي الَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَهُ ثَمَرَ الْبِرِّ. 12لِذَلِكَ،
شَدِّدُوا أَيْدِيَكُمُ الْمُرْتَخِيَةَ، وَرُكَبَكُمُ الْمُنْحَلَّةَ.
13وَمَهِّدُوا لأَقْدَامِكُمْ طُرُقاً مُسْتَقِيمَةً، حَتَّى لاَ تَنْحَرِفَ
أَرْجُلُ الْعُرْجِ، بَلْ تُشْفَى! 14اجْعَلُوا هَدَفَكُمْ أَنْ تُسَالِمُوا
جَمِيعَ النَّاسِ، وَتَعِيشُوا حَيَاةً مُقَدَّسَةً. فَبِغَيْرِ قَدَاسَةٍ، لاَ
يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَرَى الرَّبَّ. 15انْتَبِهُوا
أَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدُكُمْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ، حَتَّى لاَ يَتَأَصَّلَ
بَيْنَكُمْ جَذْرُ مَرَارَةٍ، فَيُسَبِّبَ بَلْبَلَةً، وَيُنَجِّسَ كَثِيرِينَ
مِنْكُمْ. 16وَحَذَارِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ زَانٍ أَوْ مُسْتَهْتِرٌ مِثْلُ
عِيسُو الَّذِي بَاعَ حُقُوقَهُ بِوَصْفِهِ الابْنَ الْبِكْرَ، لِقَاءَ أَكْلَةٍ
وَاحِدَةٍ. 17فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ
اسْتِعَادَةَ الْبَرَكَةِ مِنْ أَبِيهِ، بَعْدَمَا كَانَ قَدِ اسْتَخَفَّ بِهَا،
رُفِضَ لأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ مَجَالاً لِلتَّوْبَةِ، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ
الْبَرَكَةَ وَهُوَ يَذْرِفُ الدُّمُوعَ. «إلهنا نار آكلة» 18إِنَّكُمْ لَمْ تَقْتَرِبُوا
إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ، مُشْتَعِلٍ بِالنَّارِ، وَلاَ ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ
وَرِيحٍ عَاصِفَةٍ، 19حَيْثُ انْطَلَقَ صَوْتُ بُوقٍ هَاتِفاً بِكَلِمَاتٍ
وَاضِحَةٍ، وَقَدْ كَانَ مُرْعِباً حَتَّى إِنَّ سَامِعِيهِ الْتَمَسُوا أَنْ
يَتَوَقَّفَ عَنِ الْكَلاَمِ. 20فَإِنَّهُمْ لَمْ يُطِيقُوا احْتِمَالَ هَذَا
الأَمْرِ الصَّادِرِ إِلَيْهِمْ: «حَتَّى الْحَيَوَانُ الَّذِي يَمَسُّ
الْجَبَلَ، يَجِبُ أَنْ تَقْتُلُوهُ رَجْماً!» 21وَالْوَاقِعُ أَنَّ ذَلِكَ
الْمَشْهَدَ كَانَ مُرْعِباً إِلَى دَرَجَةٍ جَعَلَتْ مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا
خَائِفٌ جِدّاً بَلْ مُرْتَجِفٌ خَوْفاً!» 22وَلَكِنَّكُمْ قَدِ اقْتَرَبْتُمْ
إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، إِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ، أُورُشَلِيمَ
السَّمَاوِيَّةِ. بَلْ تَقَدَّمْتُمْ إِلَى حَفْلَةٍ يَجْتَمِعُ فِيهَا عَدَدٌ
لاَ يُحْصَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، 23إِلَى كَنِيسَةٍ تَجْمَعُ أَبْنَاءً لِلهِ
أَبْكَاراً، أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فِي السَّمَاءِ. بَلْ إِلَى اللهِ
نَفْسِهِ، دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أُنَاسٍ بَرَّرَهُمُ اللهُ
وَجَعَلَهُمْ كَامِلِينَ. 24كَذلِكَ، تَقَدَّمْتُمْ إِلَى يَسُوعَ، وَسِيطِ
الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، وَإِلَى دَمِهِ الْمَرْشُوشِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ
مُطَالِباً بِأَفْضَلَ مِمَّا طَالَبَ بِهِ دَمُ هَابِيلَ. 25إِذَنْ
حَذَارِ أَنْ تَرْفُضُوا الَّذِي يَتَكَلَّمُ! فَمَادَامَ أُولئِكَ الَّذِينَ
رَفَضُوا الاسْتِمَاعَ لِمَنْ كَلَّمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ، لَمْ
يُفْلِتُوا (مِنَ الْعِقَابِ) قَطُّ، فَكَمْ بِالأَحْرَى لاَ نُفْلِتُ نَحْنُ
أَبَداً إِنْ تَحَوَّلْنَا عَنِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ إِلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ
عَيْنِهَا! 26وَإِذْ تَكَلَّمَ اللهُ قَدِيماً، زَلْزَلَ صَوْتُهُ الأَرْضَ،
أَمَّا الآنَ، فَيَعِدُ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أُخْرَى، سَوْفَ أُزَلْزِلُ
لاَ الأَرْضَ وَحْدَهَا، بَلِ السَّمَاءَ أَيْضاً!» 27وَبِقَوْلِهِ: «مَرَّةً أُخْرَى»، يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ سَوْفَ يُزِيلُ كُلَّ مَا
لَيْسَ لَهُ أَسَاسٌ مَتِينٌ بِاعْتِبَارِهِ مَخْلُوقاً، حَتَّى لاَ تَبْقَى
إِلاَّ تِلْكَ الأَشْيَاءُ الثَّابِتَةُ الأَسَاسِ. 28فَبِمَا
أَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا عَلَى مَمْلَكَةٍ ثَابِتَةٍ لاَ تَتَزَلْزَلُ،
لِنَعْبُدِ اللهَ وَنَخْدِمْهُ شَاكِرِينَ، بِصُورَةٍ تُرْضِيهِ، بِكُلِّ
احْتِرَامٍ وَمَخَافَةٍ، 29مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ «إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ!» |
12 لذلك نحنُ أَيضًا، إِذْ
يُحدِقُ بنا مِثلُ هذا السَّحابِ الكثيرِ
الكَثيفِ مِنَ الشُّهودِ، فَلْنطَّرِحْ عنَّا كلَّ
ثِقَلِ
الخَطيئةِ التي تَكتنِفُنا، وَلْنَسعَ بثَباتٍ الى المَيدانِ المَفتوحِ أَمامَنا، 2 شاخِصِينَ بأَبصارِنا الى مُبدِئِ
الإِيمانِ ومُكمِّلِهِ، الى يَسوعَ
الذي، بَدلَ السُّرورِ المَوضوعِ أَمامَهُ، تحمَّلَ
الصَّليبَ
-هازِئًا بعارِه- وجلَسَ عَن يَمينِ عَرشِ الله. 3
فتأَمَّلوا
بتَفصيلٍ ما قاساهُ الذي صَبَرَ على مِثلِ هذهِ
المُقاومةِ
لِشَخصِهِ من قِبَلِ الخَطأَةِ، لئلاَّ تَكِلَّ نُفوسُكم وتَخور. |
سميث فان دايك ( المنتشرة ) |
العربية المبسطة المشتركة |
الكاثوليكية - دار المشرق |
كتاب الحياة |
الترجمة البولسية |
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ 1لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. 2لاَ تَنْسُوا
إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ
يَدْرُونَ. 3اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ،
وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ. 4لِيَكُنِ
الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ.
وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. 5لِتَكُنْ
سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا
عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى
إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا
يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» 7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ
الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ
سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ
أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. 9لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ
مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ،
لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. 10لَنَا
«مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا
مِنْهُ. 11فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ
الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ
أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. 12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ
يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.
13فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ.
14لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ
الْعَتِيدَةَ. 15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ
التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ. 16وَلَكِنْ لاَ
تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ
يُسَرُّ اللهُ. 17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ
لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا
ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. 18صَلُّوا
لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ
نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ
تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. 20وَإِلَهُ
السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ،
رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، 21لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ
عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي
أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
آمِينَ. 22وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا
كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ.
23اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ
سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. 24سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ
مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ
إِيطَالِيَا. 25اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ (إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ، كُتِبَتْ مِنْ إِيطَالِيَا، عَلَى يَدِ
تِيمُوثَاوُسَ) |
توصيات |
توصيات أخيرة |
توصيات 13 اثْبُتُوا عَلَى الْمَحَبَّةِ
الأَخَوِيَّةِ. 2وَلاَ تَغْفَلُوا عَنْ ضِيَافَةِ الْغُرَبَاءِ، فَبِهَا أَضَافَ
بَعْضُ الْقُدَمَاءِ مَلاَئِكَةً دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا. 3اهْتَمُّوا دَائِماً
بِالْمَسْجُونِينَ، كَأَنَّكُمْ مَسْجُونُونَ مَعَهُمْ. وَتَعَاطَفُوا مَعَ
الْمَظْلُومِينَ، كَأَنَّكُمْ مَظْلُومُونَ مَعَهُمْ. 4حَافِظُوا
جَمِيعاً عَلَى كَرَامَةِ الزَّوَاجِ، مُبْعِدِينَ النَّجَاسَةَ عَنِ
الْفِرَاشِ. فَإِنَّ اللهَ سَوْفَ يُعَاقِبُ الَّذِينَ يَنْغَمِسُونَ فِي
خَطَايَا الدَّعَارَةِ وَالزِّنَى. 5اجْعَلُوا
سِيرَتَكُمْ مُتَرَفِّعَةً عَنْ حُبِّ الْمَالِ، وَاقْنَعُوا بِمَا عِنْدَكُمْ،
لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: «لاَ أَتْرُكُكَ، وَلاَ أَتَخَلَّى عَنْكَ أَبَداً!»
6فَنَسْتَطِيعُ إِذَنْ، أَنْ نَقُولَ بِكُلِّ ثِقَةٍ وَجُرْأَةٍ: «الرَّبُّ
مُعِينِي، فَلَنْ أَخَافَ! مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ؟» 7اذْكُرُوا دَائِماً مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ عَلَّمُوكُمْ
كَلاَمَ اللهِ. تَأَمَّلُوا سِيرَتَهُمْ حَتَّى النِّهَايَةِ،
وَاقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ
وَإِلَى الأَبَدِ. 9فَلاَ تَنْخَدِعُوا وَتَتْبَعُوا تِلْكَ التَّعَالِيمَ
الْغَرِيبَةَ الْمُتَنَوِّعَةَ ... فَمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ
بِالنِّعْمَةِ لاَ بِنُظُمِ الأَطْعِمَةِ الَّتِي لَمْ تَنْفَعِ
الْمُتَقَيِّدِينَ بِهَا. 10أَمَّا نَحْنُ، فَلَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ يَحِقُّ
لِلْكَهَنَةِ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْخَيْمَةِ الأَرْضِيَّةِ أَنْ
يَأْكُلُوا مِنْهُ. 11فَقَدْ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ قَدِيماً يَحْمِلُ دَمَ
الْحَيَوَانَاتِ، وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ»، حَيْثُ
يُقَدِّمُهُ تَكْفِيراً عَنِ الْخَطِيئَةِ، وَكَانَتْ أَجْسَامُ تِلْكَ
الْحَيَوَانَاتِ تُحْرَقُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ الَّتِي حَلَّ فِيهَا الشَّعْبُ
12لِذَلِكَ تَأَلَّمَ يَسُوعُ خَارِجَ بَابِ الْمَدِينَةِ، لِكَيْ يُقَدِّسَ
الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ. 13فَلْنَخْرُجْ
إِذَنْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، قَاصِدِينَ الْمَسِيحَ وَنَحْنُ عَلَى
اسْتِعْدَادٍ لِتَحَمُّلِ الْعَارِ مَعَهُ! 14فَلَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ
بَاقِيَةٌ، وَإِنَّمَا نَسْعَى إِلَى الْمَدِينَةِ الآتِيَةِ. 15فَبِالْمَسِيحِ،
رَئِيسِ كَهَنَتِنَا، لِنُقَرِّبْ لِلهِ دَائِماً ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ
وَالتَّسْبِيحِ، أَيِ الثِّمَارَ الَّتِي تُنْتِجُهَا أَفْوَاهُنَا
الْمُعْتَرِفَةُ بِاسْمِهِ. 16وَلاَ تَغْفَلُوا أَيْضاً عَنْ عَمَلِ الْخَيْرِ
وَإِعَانَةِ الْمُحْتَاجِينَ: لأَنَّ مِثْلَ هذِهِ
«الذَّبَائِحِ» تَسُرُّ اللهَ جِدّاً! 17أَطِيعُوا
مُرْشِدِيكُمْ، وَاخْضَعُوا لَهُمْ، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ عَلَى
مَصْلَحَتِكُمُ الرُّوحِيَّةِ، كَمَا يَسْهَرُ الَّذِي يَحْمِلُ مَسْئُولِيَّةً
سَوْفَ يُقَدِّمُ حِسَاباً عَنْ قِيَامِهِ بِهَا. وَعِنْدَئِذٍ، يُؤَدُّونَ
مُهِمَّتَهُمْ بِفَرَحٍ دُونَ تَذَمُّرٍ. فَلَنْ يَكُونَ فِي تَذَمُّرِهِمْ
نَفْعٌ لَكُمْ! 18صَلُّوا
لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً
وَرَاغِبُونَ فِي أَنْ نُحْسِنَ التَّصَرُّفَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
19وَبِالأَخَصِّ، أَرْجُو بِإِلْحَاحٍ أَنْ تَطْلُبُوا مِنَ اللهِ أَنْ يُعِيدَنِي
إِلَيْكُمْ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ. صلاة 20وَأَسْأَلُ
اللهَ ، إِلَهَ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا
يَسُوعَ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ بِفَضْلِ دَمِهِ الَّذِي خَتَمَ بِهِ
الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ 21أَنْ يُؤَهِّلَكُمْ تَمَاماً لِتَعْمَلُوا مَشِيئَتَهُ
فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَأَنْ يَعْمَلَ فِينَا
جَمِيعاً
مَا يُرْضِيهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
آمِين! تحية
ختامية 22إِنَّمَا أَسْأَلُكُمْ، أَيُّهَا
الإِخْوَةُ، أَنْ تَحْتَمِلُوا مَا وَجَّهْتُهُ إِلَيْكُمْ مِنْ كَلاَمِ
الْوَعْظِ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ، وَهُوَ قَلِيلٌ! 23وَاعْلَمُوا
أَنَّ أَخَانَا تِيمُوثَاوُسَ قَدْ أُطْلِقَ مِنَ السِّجْنِ. فَإِنْ أَسْرَعَ
فِي الْمَجِيءِ إِلَيَّ، نَذْهَبُ مَعاً لِرُؤْيَتِكُمْ. 24سَلِّمُوا
عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ، وَعَلَى الْقِدِّيسِينَ جَمِيعاً. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ
مِنْ مُقَاطَعَةِ إِيطَالِيَا. 25لِتَكُنِ
النِّعْمَةُ مَعَكُمْ جَمِيعاً! |
محبة القريب والامانة
الزوجية |
هذا
الملف خاص بالتراجم المختلفة بدون مقارنة بين النسخ من حيث الحذف والإضافة !!
الحذف والإضافة هما من أنواع التحريف , الذي أخبرنا به القرآن منذ 1400 عام !! حيث
لم تكن هناك ترجمة مشتركة أو فان دايك !!, ولكن هذا دليل من دلائل نبوة الرسول
عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين- يمكن تحميل الاختلافات في
الرابط www.imanway1.com/horras أو راسلني.
ibnmassoud@yahoo.com Da3wat_elislam@hotmail.com
ياسر جبر .