الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ


( النص حسب 5 تراجم عربية )

 

 

المقدمة ( من كتاب الحياة ).

هذه الرسالة موجهة إلى يهود قد اهتدوا إلى الإِيمان بالمسيح ثم تعرضوا للاضطهاد بهدف حَمْلِهم على الارتداد عن الإِيمان القويم؛ وهي تشكل بحثاً مفصلا في تفوق المَسيح، مُخلص البشَر الوحيد، بصفته ابن الله وابن الإِنسان والكاهن الأعلى الذي يؤدي عمله في السماء. فالكاتب يرسم صورة رائعة للمسيح المجيد الذي تواضع ومات من أجل البشر فأَتم الخلاص وجلس عن يمين الله؛ ويعقد مقارنات ومفارقات بين المسيح والملائكة وبينه وبين موسى وهارون، وبين كهنوت ملكيصادق وكهنوت هارون، وبين الذبائح التي كانت تقدم بموجب نظام العهد العتيق والذبيحة الكاملة التي قدمها المسيح.

والرسالة تنطوي على كثير من التحريضات والتحذيرات الهادفة إلى ترسيخ المهتدين في الإِيمان، والوصول بهم إلى كمال الحق، وتشجيعهم على تحمل ما يقاسونه من رفض واضطهاد على أيدي بني جنسهم.

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

 1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، 4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. 5لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟ 6وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». 7وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». 8وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». 10وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، 12وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». 13ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!

كلمة الله بابنه
1
كلَّمَ اللهُ آباءَنا مِنْ قَديمِ الزَّمانِ بِلِسانِ الأنبياءِ مَرّاتٍ كَثيرةً وبِمُختَلفِ الوَسائِلِ،2ولكنَّهُ في هذِهِ الأيّامِ الأخيرَةِ كَلَّمَنا بابنِهِ الّذي جَعَلَهُ وارِثًا لِكُلِّ شيءٍ وبِه خلَقَ العالَمَ.3هُوَ بَهاءُ مَجدِ اللهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، يَحفَظُ الكَونَ بِقُوَّةِ كلِمَتِهِ. ولمَّا طَهَّرَنا مِنْ خَطايانا جَلَسَ عَنْ يَمينِ إلَهِ المَجدِ في العُلى،4فكانَ أعظمَ مِنَ المَلائكَةِ بمِقدارِ ما وَرِثَ اسمًا أعظَمَ مِنْ أسمائِهِم.5فَلِمَن مِنَ المَلائِكَةِ قالَ اللهُ يومًا: ((أنتَ ابني وأنا اليَومَ ولَدتُكَ؟)) وقالَ أيضًا: ((سأكونُ لهُ أبًا ويكونُ لي ابنًا)). 6وعِندَما أرسَلَ ابنَهُ البِكرَ إلى العالَمِ قالَ أيضًا: ((لِتَسجُدْ لهُ كُلُّ ملائكَةِ اللهِ)).7وفي المَلائكَةِ قالَ اللهُ: ((جعَلَ مِنْ مَلائكتِهِ رياحًا ومِنْ خدَمِهِ لَهيبَ نارٍ)).8أمَّا في الابنِ فقالَ: ((عَرشُكَ يا اللهُ ثابِتٌ إلى أبَدِ الدُّهورِ، وصَولَجانُ العَدلِ صَولَجانُ مُلكِكَ.9تُحِبُّ الحقَّ وتُبِغضُ الباطِلَ، لذلِكَ مسَحَكَ اللهُ إلهُكَ بزَيتِ البَهجَةِ دونَ رفاقِكَ)). 10وقالَ أيضًا: ((أنتَ يا ربُّ أسَّسْتَ الأرضَ في البَدءِ، وبيَدَيكَ صنَعتَ السَّماواتِ، 11هيَ تَزولُ وأنتَ تَبقى، وكُلُّها كالثَّوبِ تَبلى. 12تَطويها طَيَّ الرِّداءِ فتَتَغيَّرُ، وأنتَ أنتَ لا تَنتَهي أيَّامُكَ)). 13ولِمَنْ مِنَ المَلائكةِ قالَ اللهُ يومًا: ((إجلِسْ عَنْ يميني حتّى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيْك؟)) 14أما هُم كُلُّهُم أرواحٌ في خدمَةِ اللهِ يُرسِلُهُم مِنْ أجلِ الّذينَ يَرِثونَ الخَلاصَ.

 

عظمة ابن اللّه المتجسد
1
إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة،2 كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين.3هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه، يَحفَظُ كُلَّ شيَءٍ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه. وبَعدَما قامَ بِالتَّطْهيرِ مِنَ الخَطايا، جَلَسَ عن يَمينِ ذي الجَلالِ في العُلَى، 4 فكانَ أَعظَمَ مِنَ المَلائكَةِ بِمِقْدارِ ما لِلاسمِ الَّذي وَرِثَه مِن فَضْلٍ على أَسمائِهِم.

برهان الكتاب المقدس
5
فلِمَن مِنَ المَلائِكَةِ قالَ اللهُ يَومًا: (( أَنتَ ابنِي وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ؟ )) وقالَ أَيضًا: (( إِنِّي سَأَكونُ لَه أَبًا وهو يَكونُ لِيَ ابنًا؟ )).6ويَقولُ عِندَ إِدخالِ البكْرِ إِلى العالَم: (( ولْتَسجُدْ لَه جَميعُ مَلائِكَةِ اللّه )).7وفي المَلائِكَةِ يَقول: (( جَعَلَ مِن مَلائِكَتِه أَرْواحًا ومِن خَدَمِه لَهيبَ نار ))،8 وفي الاِبْنِ يقول: (( إِنَّ عَرْشَكَ أَللَّهُمَّ لأَبَدِ الدُّهور، وصَولَجانَ الاِستِقامَةِ صَولَجانُ مُلْكِكَ.9 أَحبَبتَ البِرَّ وأَبغَضتَ الإِثْم، لِذلِك أَللَّهُمَّ مَسَحَكَ إِلهُكَ بِزَيتِ الاِبتِهاجِ دونَ أَصْحابِكَ )).10وقالَ أَيضًا: (( رَبِّ، أَنتَ في البَدءِ أَسسَّتَ الأَرضَ، والسَّمَواتُ صُنْعَ يَدَيك، 11 هي تَزولُ وأَنتَ تَبْقى، كُلُّها كالثَّوبِ تَبْلى، 12وطَيَّ الرِّداءِ تَطْويها وكالثَّوبِ تتَبدَّل، وأَنتَ أَنتَ وسِنوكَ لا تَنتَهي )).13 فلِمَن مِنَ المَلائِكَةِ قالَ اللهُ يَوْمًا: (( اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَ كَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ؟ )) 14 أَما هُم كُلُّهم أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص؟.

المسيح كلمة الله وابنه

1

إِنَّ اللهَ ، فِي الأَزْمِنَةِ الْمَاضِيَةِ، كَلَّمَ آبَاءَنَا بِلِسَانِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا إِعْلاَنَاتٍ جُزْئِيَّةً بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ وَمُتَنَوِّعَةٍ. 2أَمَّا الآنَ، فِي هَذَا الزَّمَنِ الأَخِيرِ، فَقَدْ كَلَّمَنَا بِالابْنِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ قَدْ خَلَقَ الْكَوْنَ كُلَّهُ! 3إِنَّهُ ضِيَاءُ مَجْدِ اللهِ وَصُورَةُ جَوْهَرِهِ. حَافِظٌ كُلَّ مَا فِي الْكَوْنِ بِكَلِمَتِهِ الْقَدِيرَةِ. وَهُوَ الَّذِي بَعْدَمَا طَهَّرَنَا بِنَفْسِهِ مِنْ خَطَايَانَا، 4جَلَسَ فِي الأَعَالِي عَنْ يَمِينِ اللهِ الْعَظِيمِ. وَهَكَذَا، أَخَذَ مَكَاناً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، بِمَا أَنَّ الاسْمَ الَّذِي وَرِثَهُ مُتَفَوِّقٌ جِدّاً عَلَى أَسْمَاءِ الْمَلاَئِكَةِ جَمِيعاً!

5فَلأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ اللهُ مَرَّةً: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» أَوْ قَالَ أَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً؟» 6وَعِنْدَمَا يُعِيدُ اللهُ ابْنَهُ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ، يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ جَمِيعاً!» 7وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «قَدْ جَعَلَ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً، وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ!» 8وَلَكِنَّهُ يُخَاطِبُ الابْنَ قَائِلاً: «إِنَّ عَرْشَكَ، يَااللهُ، ثَابِتٌ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَصَوْلَجَانَ حُكْمِكَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ. 9إِنَّكَ أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. لِذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ مَلِكاً، إِذْ صَبَّ عَلَيْكَ زَيْتَ الْبَهْجَةِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ!» 10كَمَا يُخَاطِبُ الابْنَ أَيْضاً بِقَوْلِهِ: «أَنْتَ، يَارَبُّ، وَضَعْتَ أَسَاسَ الأَرْضِ فِي الْبَدَايَةِ. وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ صُنْعُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَفْنَى، وَأَنْتَ تَبْقَى. فَسَوْفَ تَبْلَى كُلُّهَا كَمَا تَبْلَى الثِّيَابُ، 12فَتَطْوِيهَا كَالرِّدَاءِ، ثُمَّ تُبَدِّلُهَا. وَلَكِنَّكَ أَنْتَ الدَّائِمُ الْبَاقِي، وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ!» 13فَهَلْ قَالَ اللهُ مَرَّةً لأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَا قَالَهُ لِلابْنِ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14لاَ! فَلَيْسَ الْمَلاَئِكَةُ إِلاَّ أَرْوَاحاً خَادِمَةً تُرْسَلُ لِخِدْمَةِ الَّذِينَ سَيَرِثُونَ الْخَلاَصَ.

مقدّمة: عظمة ابن الله المتأنس
1
إِنَّ اللهَ، بعدَ إِذ كَلَّمَ الآباءِ قديمًا بالأَنبياءِ مِرارًا عديدةً وبشتَّى الطُّرُق، 2 كلَّمَنا نحنُ، في هذهِ الأَيَّامِ الأَخيرةِ، بالابْنِ الذي جعَلَهُ وارِثًا لكلِّ شيءٍ وبهِ أَيضًا أَنشأَ العالَم؛ 3 الذي هوَ ضِياءُ مَجدِهِ، وصُورةُ جَوهَرِهِ، وضابطُ كلِّ شَيءٍ بكَلمةِ قُدرتهِ؛ الذي، بعدَ إِذ طَهَّرَنا مِن خطايانا، جلَسَ عَن يَمينِ الجَلالِ في الأَعالي، 4 فصارَ أَعظمَ منَ الملائِكةِ بمِقْدارِ ما الاسمُ الذي وَرِثَهُ يَفضُلُ اسْمَهم.

الابن المتأنس، وسيط العهد الجديد، أعظم من الملائكة
5
فَلِمَن منَ الملائِكةِ قالَ قَطّ: "أَنتَ ابني؛ أَنا اليومَ وَلَدتُك؟ وأَيضًا: "أَنا أَكونُ لهُ أَبًا، وهوَ يكونُ ليَ ابنًا". 6 وعندَما يُدخِلُ البِكرَ، مِن جديدٍ، الى العالمِ يَقول: "لِتَسْجُدْ لهُ جميعُ ملائكةِ الله!" 7 وإِذ يقولُ عنِ الملائكة: "صَنعَ ملائكتَهُ رِياحًا، وخُدَّامَهُ لَهيبَ نارٍ"، 8 ((يقولُ))، لِلابنِ: "عَرشُكَ، يا الله، الى أَبدِ الأبد"؛ و"صَوْلَجانُ الاستقامةِ صَوْلجانُ مُلكِك. 9 أَحْبَبتَ البِرَّ وأبْغضتَ الإِثمَ، لذلِكَ، يا الله، مَسَحكَ إِلهُكَ بزَيتِ بَهجةٍ دُونَ رُفَقائِك". 10 وأَيضًا: "أَنتَ، أَيُّها الرَّبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرضَ، والسَّماواتُ هيَ صُنعُ يَدَيك. 11 هيَ تَزولُ أَمَّا أَنتَ فباقٍ، وكلُّها تَعْتَقُ كالثَّوْب. 12 تَطْويها كالرِّداء، وكالثَّوْبِ تتَبدَّل، أَمَّا أَنتَ ((فَعلى الدَّوامِ)) أَنتَ وسُنوكَ لَن تنْقَضي". 13 بل لِمَن مِنَ الملائكةِ قالَ قطّ: "إِجْلِسْ عَن يَميني حتَّى أَجْعلَ أَعداءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَميك؟" 14 أَوَلَيسوا جميعُهم أَرواحًا خادمةً، تُرسَلُ لِلخِدمةِ مِن أَجلِ المُزمِعينَ أَن يَرِثوا الخلاص؟

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

الأَصْحَاحُ الثَّانِي

 1لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، 3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، 4شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟ 5فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ «الْعَالَمَ الْعَتِيدَ» الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. 6لَكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلاً: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ 7وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ - عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعاً لَهُ - 9وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. 10لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. 11لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، 12قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». 13وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضاً: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». 14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. 16لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.

 

الخلاص العظيم
2
لذلِكَ يَجبُ أنْ نتَمَسَّكَ جيِّدًا بالتَّعاليمِ الّتي سَمِعناها لِئلاّ نَضِلَّ.2فالكلامُ الّذي جاءَنا على لِسانِ المَلائكَةِ ثبَتَ صِدقُهُ، فنالَ كُلُّ مَنْ خالَفَهُ أو عَصاهُ جَزاءَهُ العادِلَ.3فكيفَ نَنجو نَحنُ إذا أهمَلْنا مِثلَ هذا الخَلاصِ العَظيمِ؟ أعلَنَهُ الرَّبُّ نَفسُهُ أوَّلاً، وأثبَتَهُ لنا الّذينَ سَمِعوهُ،4وأيَّدَ اللهُ شَهاداتِهِم بآياتٍ وعَجائِبَ ومُعجِزاتٍ مُختَلِفَةٍ، وبهِباتِ الرُّوحِ القُدُسِ يُوَزِّعُها كما يَشاءُ.

قائدنا المسيح
5
والله ما أخضَعَ لِلمَلائكَةِ العالَمَ المُقبِلَ الّذي نَتكَلَّمُ علَيهِ،6فشَهِدَ بَعضُهُم في مكانٍ مِنَ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ: ((ما هوَ الإنسانُ يا اللهُ حتّى تَذكُرَه؟ وما هوَ ابنُ آدَمَ حتّى تَفتقدَه؟7نقَّصتَهُ حينًا عنِ المَلائكَةِ، وكَلَّلتَهُ بالمَجدِ والكَرامَةِ،8وأخضَعتَ كُلَّ شيءٍ تَحتَ قَدمَيهِ )) . فإذا كانَ اللهُ أخضَعَ لَه كُلَّ شيءٍ فلا يكونُ تَرَكَ شيئًا غَيرَ خاضِعٍ لَه. ولكنَّنا لا نَرى الآنَ أنَّ كُلَّ شيءٍ أُخضِعَ لَه.9ولكنَ ذاكَ الّذي جعَلَهُ اللهُ حينًا دونَ المَلائِكَةِ، أَعني يَسوعَ، نَراهُ مُكَلَّلاً بِالمَجدِ والكرامَةِ لأنَّهُ احتَمَلَ ألَمَ المَوتِ، وكانَ علَيهِ أنْ يَذوقَ المَوتَ بنِعمَةِ اللهِ لِخَيرِ كُلِّ إنسانٍ. 10نعم، كانَ مِنَ الخَيرِ أنَّ اللهَ الّذي مِنْ أجلِهِ كُلُّ شيءٍ وبِه كُلُّ شيءٍ، حينَ أرادَ أنْ يَهديَ إلى المَجدِ كثيرًا مِنَ الأبناءِ، جعَلَ قائِدَهُم إلى الخَلاصِ كامِلاً بالآلامِ، 11لأنَّ الّذي يُقدِّسُ والّذينَ تَقَدَّسوا لهُم أصْلٌ واحدٌ، فلا يَستَحي أنْ يَدعُوَهُم إخوَةً، 12فيَقولُ: ((سأُبشِّرُ بِاسمِكَ إخوَتي وأُسَبِّحُكَ في الجَماعَةِ)). 13ويَقولُ أيضًا: ((على اللهِ اتِّكالي))، وأيضًا: ((ها أنا معَ الأبناءِ الّذينَ وهَبَهُمُ اللهُ لي)). 14ولمَّا كانَ الأبناءُ شُركاءَ في اللَّحمِ والدَّمِ، شاركَهُم يَسوعُ كذلِكَ في طَبيعتِهِم هذِهِ لِيَقضيَ بِمَوتِهِ على الّذي في يدِهِ سُلطانُ المَوتِ، أي إبليسَ، 15ويُحَرِّرَ الّذينَ كانوا طَوالَ حَياتِهِم في العُبودِيَّةِ خَوفًا مِنَ المَوتِ. 16جاءَ لا ليُساعِدَ المَلائكَةَ، بَلْ ليُساعِدَ نَسلَ إبراهيمَ. 17فكانَ علَيهِ أنْ يُشابِهَ إخوتَهُ في كُلِّ شيءٍ، حتَّى يكونَ رئيسَ كهنةٍ، رَحيمًا أمينًا في خِدمَةِ اللهِ، فيُكَفِّرَ عَنْ خَطايا الشَّعبِ، 18لأنَّهُ هوَ نَفسُهُ تألَّمَ بِالتَّجرِبَةِ، فأمكنَهُ أنْ يُعينَ المُجَرَّبينَ.

عظة
2
لِذلِك يَجِبُ أَن نَزْدادَ اهتِمَامًا بما سَمِعْناه، مَخافَةَ أَن نَتيهَ عنِ الطَّريق.2 فإِذا كانَ الكَلامُ الَّذي أُعلِنَ على لِسانِ المَلائِكَةِ قد أُثبِتَ فنالَت كُلُّ مَعصِيَةٍ ومُخالَفَةٍ جَزاءً عادِلا،3 فكَيْفَ نَنْجو نَحنُ إِذا أَهمَلْنا مِثْلَ هذا الخَلاصِ الَّذي شُرِعَ في إِعْلانِه على لِسانِ الرَّبّ، وأَثبَتَه لَنا أُولئِكَ الَّذينَ سَمِعوه،4 وأَيَّدَته شهادةُ اللهِ بِآياتٍ وأَعاجيبَ ومُعجِزاتٍ مُختَلِفَة وبِما يُوَزِّعُ الرُّوحُ القُدُسُ مِن مَواهِبَ كَما يَشاء.

الفداء من عمل المسيح لا من عمل الملائكة
5
فإِنَّه لم يُخضِعْ لِلمَلائِكَةِ العالَمَ المُقبِلَ الَّذي علَيه نَتَكلَّم،6 فقَد شَهِدَ بَعضُهم في مَكانٍ مِنَ الكِتابِ قال: (( ما الإِنسانُ فتَذكُرَه؟ وما ابنُ الإنسانِ فتَنظُرَ إِلَيه؟7 حَطَطتَه قَليلاً دونَ المَلائِكَة وكَلَّلْتَه بِالمَجْدِ والكَرامَة8 وأَخضَعتَ كُلَّ شَيءٍ: تَحتَ قَدَمَيه )). فإذا (( أَخضَعَ لَه كُلَّ شَيء ))، فإِنَّه لم يَدَعْ شَيئًا غَيرَ خاضِعٍ لَه. على أَنَّنا لا نَرى الآنَ كُلَّ شَيءٍ مُخضَعًا لَه،9 ولكِنَّ ذَاكَ الَّذي ((حُطَّ قَليلاً دونَ المَلائِكَة ))، أَعْني يسوع، نُشاهِدُه مُكلَلاً بِالمَجْدِ والكَرامةِ لأَنَّه عانى المَوت، وهكذا بِنِعمَةِ اللّهِ ذاقَ المَوتَ مِن أَجْلِ كُلِّ إِنسان. 10فذاكَ الَّذي مِن أَجْلِه كُلُّ شَيءٍ وبِه كُلُّ شَيء، وقَد أَرادَ أَن يَقودَ إِلى المَجْد ِكَثيرًا مِنَ الأَبناء، كانَ يَحسُنُ به أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهم مُكَمَّلاً بِالآلام، 11لأَنَّ كُلاًّ مِنَ المُقَدِّسِ والمُقَدَّسينَ لَه أَصْلٌ واحِد، ولِذلِكَ لا يَستَحْيي أَن يَدعُوَهم إِخوَةً 12حَيثُ يَقول: (( سأُبَشِّرُ بِاسمِكَ إِخوَتي وفي وَسْطِ الجَماعَةِ أُسَبِّحُكَ )). 13ويَقولُ أَيضا: (( سَأَجعَلُ اتِّكالي علَيه ))، وأَيضًا: (( هاءَنَذا والأَبناءُ الَّذينَ وَهَبَهُم لِيَ الله )). 14فلَمَّا كانَ الأَبناءُ شُرَكاءَ في الدَّمِ واللَّحْم، شارَكَهُم هو أَيضًا فيهِما مُشاركةً تامّة لِيَكسِرَ بِمَوتِه شَوكَةَ ذاكَ الَّذي لَه القُدرَةُ على المَوت، أَي إِبليس،15ويُحَرِّرَ الَّذينَ ظَلُّوا طَوالَ حَياتِهِم في العُبودِيَّةِ مَخافَةَ المَوت. 16فإِنَّه كما لا يَخْفى علَيكم، لم يَقُمْ لِنُصرَةِ المَلائِكَة، بل قامَ لِنُصرَةِ نَسْلِ إِبراهيم. 17فَحُقَّ علَيه أَن يَكونَ مُشابِهًا لإِِخوَتِه في كُلِّ شَيء، لِيَكونَ عَظيمَ كَهَنَةٍ رَحيمًا مُؤتَمَنًا عِندَ الله، فيُكَفِّرَ خَطايا الشَّعب18ولأَنَّه قَدِ ابتُلِيَ هو نَفسُه بِالآلام، فهو قادِرٌ على إِغاثَةِ المُبتَلَين.

خطورة رفض المسيح

2

لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَهْتَمَّ أَشَدَّ الاهْتِمَامِ بِالْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ، مُتَنَبِّهِينَ أَلاَّ نَنْحَرِفَ عَنْهُ. 2فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ نَقَلَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ، قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهَا ثَابِتَةٌ، وَقَدْ نَالَ كُلُّ مُتَعَدٍّ أَوْ مُخَالِفٍ لَهَا عِقَاباً عَادِلاً. 3فَكَيْفَ نُفْلِتُ نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا هَذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ جِدّاً؟ فَإِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَدْ أَعْلَنَهُ أَوَّلاً، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوهُ مُبَاشَرَةً. 4وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ شَهَادَتَهُمْ بِعَلاَمَاتٍ وَعَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَبِالْمَوَاهِبِ الَّتِي وَزَّعَهَا الرُّوحُ الْقُدُسُ وَفْقاً لإِرَادَتِهِ!

 

تجسد المسيح

5ثُمَّ إِنَّ «الْعَالَمَ الآتِيَ» الَّذِي نَتَحَدَّثُ عَنْهُ كَثِيراً، لَنْ يَكُونَ خَاضِعاً لِسَيْطَرَةِ الْمَلاَئِكَةِ. 6فَقَدْ شَهِدَ أَحَدُهُمْ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ، قَائِلاً:

«مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تُكْرِمَهُ هَذَا الإِكْرَامَ؟ 7جَعَلْتَهُ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَدَاكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ!» فَمَادَامَ اللهُ قَدْ أَخْضَعَ لِلابْنِ كُلَّ شَيْءٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. وَلَكِنَّنَا الآنَ لاَ نَرَى كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ سُلْطَتِهِ: (لأَنَّ ذَلِكَ سَيَحْدُثُ فِيمَا بَعْدُ). 9إِلاَّ أَنَّنَا نَرَى يَسُوعَ الآنَ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، لأَنَّهُ قَاسَى الْمَوْتَ. وَذَلِكَ بَعْدَمَا صَارَ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ عِوَضاً عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ. 10فَلَمَّا قَصَدَ اللهُ ، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كُلُّ شَيْءٍ وَبِهِ كُلُّ شَيْءٍ، أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْمَجْدِ أَبْنَاءً كَثِيرِينَ، كَانَ مِنَ اللاَّئِقِ أَنْ يَجْعَلَ قَائِدَهُمْ إِلَى الْخَلاَصِ مُؤَهَّلاً لإِكْمَالِ مُهِمَّتِهِ عَنْ طَرِيقِ الآلاَمِ.

11فَإِنَّ لِلْمَسِيحِ الَّذِي يُقَدِّسُ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ، وَلِلْمُقَدَّسِينَ أَنْفُسِهِمْ، أَباً وَاحِداً. لِهَذَا، لاَ يَسْتَحِي الْمَسِيحُ أَنْ يَدْعُوَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ إِخْوَةً لَهُ. 12إِذْ يَقُولُ الْكِتَابُ بِلِسَانِهِ: «أُعْلِنُ اسْمَكَ لإِخْوَتِي. وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ!» 13وَيَقُولُ أَيْضاً: «وَأَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ!» وَأَيْضاً: «هَا أَنَا مَعَ الأَوْلاَدِ الَّذِينَ وَهَبَهُمُ اللهُ لِي!»

14إِذَنْ، بِمَا أَنَّ هَؤُلاَءِ الأَوْلاَدَ مُتَشَارِكُونَ فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، اشْتَرَكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ بِاتِّخَاذِهِ جِسْماً بَشَرِيّاً. وَهَكَذَا تَمَكَّنَ أَنْ يَمُوتَ، لِيَقْضِيَ عَلَى مَنْ لَهُ سُلْطَةُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُحَرِّرَ مَنْ كَانَ الْخَوْفُ مِنَ الْمَوْتِ يَسْتَعْبِدُهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ. 16نَعَمْ، كَانَتْ غَايَتُهُ أَنْ يُنْقِذَ لاَ الْمَلاَئِكَةَ بَلْ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17وَلِذَلِكَ كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي، لِيَكُونَ هُوَ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ، الرَّحِيمَ وَالأَمِينَ، الَّذِي يَقُومُ بِعَمَلِهِ أَمَامَ اللهِ نِيَابَةً عَنِ الشَّعْبِ، فَيُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ. 18وَبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ، قَدْ تَأَلَّمَ وَتَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ، فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُعِينَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجَارِبِ.

تحريض
2
فلذلكَ يَجب عَلَينا أَن نتمسَّكَ بِما سَمِعناهُ أَشدَّ التَّمسُّكِ، لئلاَّ نَزِيغَ ((على غيرِ هُدى)). 2 لأَنَّهُ، إِنْ كانَتِ الكلمةُ التي نُطِقَ بها على أَلْسِنةِ الملائِكةِ قد ثَبتَتْ، وكلُّ تَعدٍّ ومَعْصِيَةٍ قد نَالَ جَزاءً عَدْلاً، 3 فَكيفَ نُفْلِتُ نَحنُ إِنْ أَهْمَلْنا خلاصًا مِثلَ هذا، قد نَطقَ بهِ الرَّبُّ أَوَّلاً، ثُمَّ ثَبَّتَهُ لنا الذينَ سَمِعوه، 4 واللهُ يُؤَيِّدُ شَهادَتَهم بالآياتِ والعجائِبِ وشَتَّى المُعجِزات، وبِتَوزيعِ مَواهِبِ الرُّوحِ القُدُسِ على حَسبِ مَشيئَتِه؟ 5 فإِنَّهُ، ليسَ للملائكةِ أَخضَعَ ((اللهُ)) العالَمَ الآتي الذي كلامُنا فيه. 6 فَلقد شَهِدَ واحدٌ في موضعٍ ما، قائلاً: "ما الإِنسانُ حتَّى تَذكُرَه؟ أَوِ ابنُ الإِنسانِ حتَّى تَنظُرَ إليه؟ 7 خَفَضتَهُ حِينًا عَنِ المَلائكةِ، ثُمَّ كلَّلْتَهُ بالمَجدِ والكرامَة...، 8 وأَخْضَعْتَ كلَّ شَيءٍ تَحتَ قدَمَيْه". فإِذْ أَخضَعَ ((لهُ)) كلَّ شَيءٍ، لم يَتْرُكْ شَيئًا غَيرَ خاضعٍ لَه. لا جَرَمَ أَنَّا الآنَ لا نَرى بعدُ كلَّ شَيءٍ مُخضَعًا لَهُ، 9 بيدَ أَنَّ الذي خُفِضَ عَن الملائكةِ حِينًا، يَسوعَ، نَراهُ مُكلَّلاً بالمَجدِ والكرامَةِ، لكونهِ قد قاسى أَلمَ المَوتِ حتَّى يَكونَ الموتُ الذي قاساهُ ((مُفيدًا)) لكلِّ أَحدٍ بنِعمةِ الله. 10 أَجلْ، لَقد كانَ لائِقًا بالذي كلُّ شَيءٍ لأَجلِهِ، كلُّ شَيءٍ بهِ، أَلمُورِدِ الى المَجدِ أَبناءً كثيرينَ، أَنْ يَجعَلَ مَن يَقودُهم الى الخَلاصِ، بالآلامِ كاملاً؛ 11 لأَنَّ المُقَدِّسَ والمُقدَّسينَ كلَّهم مِن ((أَصْلٍ)) واحد. ولهذهِ العِلَّةِ لا يَستَحْيِي أَنْ يَدعوَهم إِخْوةً، 12 إِذْ يَقول: "سأُبشِّرُ باسمِكَ إِخوَتي، وفي وَسْطِ الجَماعَةِ أُسبِّحُكَ". وأَيضًا: 13 "أَمَّا أَنا، فسأَتوكَّلُ عَلَيه". وأَيضًا: "ها أَنا والأَولادُ الذينَ أَعطانيهِمِ الله". 14 وإِذَنْ، فبما أَنَّ الأَولادَ مُشتَرِكونَ في الدَّمِ واللَّحمِ، اشترَكَ هوَ كذلكَ فِيهما، لكي يُبيدَ بالمَوتِ مَنْ كانَ لهُ سُلطانُ المَوتِ، أَعْني إِبليسَ، 15 ويُعتِقَ أُولئكَ الذينَ كانوا، الحياةَ كلَّها، خاضعينَ لِلعُبوديَّةِ، خَوفًا منَ الموت. 16 فإِنَّهُ لم ((يَأْتِ)) لإِغاثةِ نَسْلِ إِبراهيمَ، 17 ومِن ثمَّ كانَ لا بُدَّ لهُ أَن يكونَ، في كلِّ شَيءٍ، شَبيهًا بإِخوتِهِ، لكي يكونَ، في ما هُوَ ((من عِبادة)) اللهِ، حَبْرًا رَحيمًا أَمينًا لِيُكفِّرَ خطايا الشَّعْب. 18 وإِذْ إِنَّهُ، هوَ نَفسَهُ، تأَلَّمَ وابتُليَ، صارَ في طاقَتِهِ أَنْ يُغيثَ المُبتَلَيْن.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

 1مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ، 2حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضاً فِي كُلِّ بَيْتِهِ. 3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ. 4لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ. 5وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. 6وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ. 7لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 12اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، 13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.

يسوع أعظم من موسى
3
فيا إخوَتي القِدِّيسينَ المُشتَرِكينَ في دَعوَةِ اللهِ، تأمَّلوا يَسوعَ رَسولَ إيمانِنا ورَئيسَ كَهنَتِهِ، 2فهوَ أمينٌ للَّذي اخْتارَهُ، كما كانَ موسى أمينًا لِبَيتِ اللهِ أجمَعَ.3ولكنَّ يَسوعَ كانَ أهلاً لِمَجدٍ يَفوقُ مَجدَ موسى بِمِقدارِ ما لِباني البَيتِ مِنْ كرامَةٍ تَفوقُ كرامَةَ البَيتِ.4فكُلُّ بَيتٍ لَه مَنْ يَبنيهِ، وباني كُلِّ شيءٍ هوَ اللهُ.5وكانَ موسى أمينًا لِبَيتِ اللهِ أجمعَ لِكونِهِ خادِمًا يَشهَدُ على ما سيُعلِنُهُ اللهُ.6أمَّا المَسيحُ، فهوَ أمينٌ لِبَيتِ اللهِ لِكَونِهِ ابنَ اللهِ، ونَحنُ بَيتُهُ، إنْ تَمَسَّكنا بِالثِّقَةِ والفَخرِ بِما لنا مِنْ رَجاءٍ.

الدخول في راحة الله
7
لذلِكَ، كما يَقولُ الرُّوحُ القُدُسُ: ((اليومَ، إذا سَمِعتُم صوتَ اللهِ،8فلا تُقَسُّوا قُلوبَكُم كما فَعَلتُم يومَ العِصيانِ، يومَ التَّجرِبَةِ في الصَّحراءِ،9حَيثُ جَرَّبَني آباؤُكُم وامتَحنوني ورَأَوْا أعمالي مُدَّةَ أربَعينَ سنَةً. 10لذلِكَ غَضِبتُ على ذلِكَ الجِيلِ وقُلتُ: قُلوبُهُم بَقِيَتْ في الضَّلالِ وما عَرَفوا طُرُقي، 11فأَقسَمتُ في غَضَبي أنْ لا يَدخُلوا في راحَتي)). 12فانتَبِهوا، أيُّها الإخوَةُ، أنْ لا يكونَ بَينَكُم مَنْ لَه قَلبٌ شرِّيرٌ غَيرُ مُؤمِنٍ فيَرتَدَّ عَنِ اللهِ الحَيِّ، 13بَلْ لِيُشَجِّعْ بَعضُكُم بَعضًا كُلَّ يومٍ، ما دامَت لكُم كَلِمَةُ ((اليومِ)) الّتي في الكِتابِ، لِئَلاَّ تُغريَ الخَطيئةُ أحَدكُم فيَقسوَ قلبُه. 14فنَحنُ كُلَّنا شُركاءُ المَسيحِ إذا تَمَسَّكنا إلى المُنتَهى بِالثِّقَةِ الّتي كانَت لنا في البَدءِ. 15فالكِتابُ يَقولُ: ((اليومَ، إذا سَمِعتُم صوتَ اللهِ فلا تُقَسُّوا قُلوبكُم كما فَعَلتُم يومَ العِصيانِ)). 16فمَنْ هُمُ الّذينَ تَمَرَّدوا علَيهِ بَعدَما سَمِعوا صَوتَهُ؟ أمَا هُم جميعُ الّذينَ خَرَجَ بِهِم موسى مِنْ مِصْرَ؟ 17وعلى مَنْ غَضِبَ اللهُ مُدَّةَ أربعينَ سنَةً؟ أما كانَ على الّذينَ خَطِئوا فسَقَطَتْ جُثَثُهُم في الصَّحراءِ؟ 18ولمِنْ أقسَمَ اللهُ ((أنْ لا يَدخُلوا في راحَتي؟)) أمَا كانَ لِلمُتَمَرِّدينَ علَيهِ؟ 19ونَرى أنَّهُم ما قَدِروا على الدُّخولِ لِقِلَّةِ إيمانِهِم.

المسيح يفوق موسى
3
لِذلِك، أَيُّها الإخوَةُ القِدِّيسونَ المُشتَرِكونَ في دَعْوةٍ سمَاوِيَّة، تَأَمَّلوا رَسولَ شَهادَتِنا وعَظيمَ كَهَنَتِها يَسوع،2 فهو مُؤتَمَنٌ لِلَّذي أَقامَه كَما (( كانَ شَأنُ موسى في بَيتِه أَجمع )).3 فإِنَّ المَجْدَ الَّذي كانَ أَهْلاً لَه يَفوقُ مَجدَ موسى بِمِقْدارِ ما لِباني البَيتِ مِن فَضْلٍ على البَيت.4 فكُلُّ بَيتٍ لَه بانٍ ، وباني كُلِّ شَيءٍ: هو الله.5وقَد (( كانَ موسى مُؤتَمَنًا في بَيته أَجمَع )) لِكَونِه قَيِّمًا يَشهَدُ على ما سَوفَ يُقال.6 أَمَّا المسيح فهو مُؤتَمَنٌ على بَيتِه لِكَونِه ابنًا، ونَحنُ بَيتُه، إِنِ احتَفَظْنا بِالثِّقَةِ وفَخْرِ الرَّجاء.

كيف الوصول إلى دار راحة اللّه
7
لِذلِك، كَما يَقولُ الرُّوحُ القُدُس: (( اليَومَ، إِذا سَمِعتُم صَوتَه،8 فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم كَما حَدَثَ عِندَ السُّخْطِ يَومَ التَّجرِبَةِ في البَرِّيَّة،9 حَيثُ جَرَّبَني آباؤُكم واختَبَروني فرَأَوا أَعمالي 10مُدَّةَ أَربَعينَ سَنَة. لِذلِك استَشَطتُ غَضَبًا على ذاكَ الجيلِ وقُلْت: قُلوبُهم في الضَّلالِ أَبدًا ولَم يَعرِفوا هم سُبُلي، 11 فأَقسَمتُ في غَضَبي أَن لن يَدخُلوا راحَتي )). 12 إِحذَروا، أَيُّها الإِخوَة، أَن يَكونَ لأَحَدِكم قَلْبٌ شِرِّيرٌ ترُدُّه قِلَّةُ إِيمانِه عنِ اللهِ الحَيّ. 13ولكِن لِيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا كُلَّ يَوم، ما دامَ إِعلانُ هذا اليَوم، لِئَلاَّ يَقسُوَ أَحَدُكم بِخَديعَةٍ مِنَ الخَطيئَة. 14فقَد صِرْنا شُرَكاءَ المسيح، إِذا احتَفَظْنا بِالثِّقَةِ الَّتي كُنَّا علَيها في البَدْء ثابِتَةً إِلى النِّهاية، فلا نَدَعُها تَتَزَعزَع 15ما دامَ يُقال: (( اليَومَ، إِذا سَمِعتُم صَوتَه, فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم كما حَدَثَ عِندَ السُّخْط )). 16 فمَن همُ الَّذينَ أَسخَطوه بَعدَما سَمِعوه؟ أَما هُم جَميعُ الَّذينَ خَرَجوا مِن مِصْرَ عن يدِ موسى؟ 17 فعَلى مَنِ (( استَشاطَ غَضَبًا أَربَعينَ سَنَة؟ )) أَلَيسَ على الَّذينَ خَطِئُوا فسَقَطَتْ جُثَثُهم في البَرِّيَّة؟ 18 ولِمَن (( أَقسَمَ أَن لن يَدخُلوا راحَتَه؟ )) أَلَيسَ لِلَّذينَ عَصَوه؟ 19 ونَرى أَنَّهم لم يَستَطيعوا الدُّخولَ لِقِلَّةِ إِيمانهم.

المسيح أعظم من موسى

3

إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ اشْتَرَكْتُمْ فِي الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، تَأَمَّلُوا يَسُوعَ: الرَّسُولَ وَرَئِيسَ الْكَهَنَةِ فِي الإِيمَانِ الَّذِي نَتَمَسَّكُ بِهِ. 2فَهُوَ أَمِينٌ لِلهِ فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي عَيَّنَهُ لَهَا، كَمَا كَانَ مُوسَى أَمِيناً فِي الْقِيَامِ بِخِدْمَتِهِ فِي بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ. 3إِلاَّ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ مَجْداً أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ مُوسَى، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَبْنِي بَيْتاً يَنَالُ إِكْرَاماً وَمَدْحاً أَكْثَرَ مِمَّا يَنَالُ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ! 4طَبْعاً، كُلُّ بَيْتٍ لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ بَانٍ، وَاللهُ نَفْسُهُ هُوَ بَانِي كُلِّ شَيْءٍ. 5إِنَّ مُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِ اللهِ، وَلَكِنْ بِصِفَتِهِ خَادِماً. وَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَةً لِمَا أَعْلَنَهُ اللهُ فِي مَا بَعْدُ. 6أَمَّا الْمَسِيحُ، فَهُوَ أَمِينٌ بِصِفَتِهِ ابْناً يَتَرََّأسُ عَلَى الْبَيْتِ. وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ نَتَمَسَّكَ بِالثِّقَةِ وَالافْتِخَارِ بِرَجَائِنَا تَمَسُّكاً ثَابِتاً حَتَّى النِّهَايَةِ.

 

لا تقسوا قلوبكم

7لِهَذَا، يُنَبِّهُنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ إِذْ يَقُولُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ قَدِيماً، حِينَ أَثَارَ آبَاؤُكُمْ غَضَبِي، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الصَّحْرَاءِ. 9هُنَاكَ جَرَّبُونِي وَاخْتَبَرُونِي، وَقَدْ شَاهَدُوا أَعْمَالِي طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ ثَارَ غَضَبِي عَلَى ذَلِكَ الْجِيلِ، وَقُلْتُ: إِنَّ قُلُوبَهُمْ تَدْفَعُهُمْ دَائِماً إِلَى الضَّلاَلِ، وَلَمْ يَعْرِفُوا طُرُقِي قَطُّ! 11وَهكَذَا، فِي غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي!»

12فَعَلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَأْخُذُوا حِذْرَكُمْ جَيِّداً، حَتَّى لاَ يَكُونَ قَلْبُ أَيِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شِرِّيراً لاَ إِيمَانَ فِيهِ، مِمَّا يُؤَدِّي بِهِ إِلَى الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. 13وَإِنَّمَا، شَجِّعُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كُلَّ يَوْمٍ، مَادُمْنَا نَقُولُ: «الْيَوْمَ...». وَذَلِكَ لِكَيْ لاَ تُقَسِّيَ الْخَطِيئَةُ قَلْبَ أَحَدٍ مِنْكُمْ بِخِدَاعِهَا. 14فَإِنْ تَمَسَّكْنَا دَائِماً بِالثِّقَةِ الَّتِي انْطَلَقْنَا بِهَا فِي الْبِدَايَةِ، وَأَبْقَيْنَاهَا ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، نَكُونُ مُشَارِكِينَ لِلْمَسِيحِ. 15فَمَازَالَ التَّحْذِيرُ مُوَجَّهاً إِلَيْنَا: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ قَدِيماً عِنْدَمَا أُثِيرَ غَضَبِي...!» 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ أَثَارُوا غَضَبَ اللهِ عِنْدَمَا سَمِعُوا الدَّعْوَةَ وَرَفَضُوهَا؟ إِنَّهُمْ ذَلِكَ الشَّعْبُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ مِصْرَ بِقِيَادَةِ مُوسَى! 17وَعَلَى مَنْ ثَارَ غَضَبُ اللهِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، فَسَقَطَتْ جُثَثُهُمْ مُتَنَاثِرَةً فِي الصَّحْرَاءِ! 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ اللهُ أَنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا أَبَداً مَكَانَ رَاحَتِهِ؟ لِلَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَهُ! 19وَهَكَذَا، نَرَى أَنَّ عَدَمَ الإِيمَانِ مَنَعَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى مَكَانِ الرَّاحَةِ.

المسيح، الحبر الأمين الرحيم، أعظم من موسى
3
وإِذَنْ، أَيُّها الإِخوةُ القِدِّيسونَ، الذينَ لهُم نَصيبٌ في الدَّعوةِ السَّماوِيَّةِ تأَمَّلوا الرَّسولَ والحَبْرَ الذي نَعتَرفُ بهِ، 2 يَسوعَ الذي هُوَ أَمينٌ لمَنْ أَقامَهُ، كما كانَ مُوسى في ((جميعِ)) بَيتِه. 3 فإِنَّهُ قد حُسِبَ في المَجدِ أَفْضلَ مِن مُوسى بمِقدارِ ما الباني يَفضُلُ البَيتَ في الكَرامة،- 4 إِنَّ لِكلِّ بَيتٍ بانيًا، وباني كلِّ شَيءٍ هوَ الله،- 5 فمُوسى كانَ أَمينًا، بصِفةِ خادمٍ، في جميعِ بَيتِ ((اللهِ))، لكي يَشهدَ لِما سيُقال؛ 6 أَمَّا المسيحُ، هُوَ، فكانَ أَمينًا بصِفةِ ابنٍ على بيتِهِ الخاصّ... وبَيتُهُ هوَ نحنُ، إِنْ نحنُ أَقَمْنا على الثِّقَةِ وفَخْرِ الرَّجاءِ ((ثابِتِينَ حتَّى النِّهاية)). 7 فلذلكَ، كما يَقولُ الرُّوحُ القُدُس: "إِن أَنتمُ اليومَ سَمِعتُم صَوْتَهُ 8 فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم، كما حَدَثَ في ((مَوضِعِ)) الخُصومةِ، يَومَ الامتحانِ في البَرِّيَّة، 9 حَيثُ امتحنَني آباؤكُم وخَبَروني، معَ أَنَّهم شاهَدوا أَعْمالي 10 مُدَّةَ أَربعينَ سَنَةً! لذلكَ اسْتَشَطتُ على ذلكَ الجيلِ، وقُلت: إِنَّ قُلوبَهم لَزَائغةٌ على الدَّوامِ، ولم يَعرِفوا قَطُّ سُبُلي! 11 حتَّى أَقْسمتُ في غَضَبي: إِنَّهم لَن يَدْخُلوا في راحتي". 12 فاحْذَروا إِذَنْ، أَيُّها الإِخوة، مِن أَن يَكونَ لأَحدٍ مِنكم قَلبٌ خَبيثُ وغيرُ مُؤْمِنٍ، فَيَرتدَّ عَنِ اللهِ الحَيّ. 13 بل عِظُوا بَعضُكم بَعضًا كلَّ يومٍ، ما دامَ يُقالُ "اليَومَ" لئلاَّ يَقسُوَ أَحدٌ مِنكم بغُرورِ الخطيئة؛ 14 فقد صِرنا شُرَكاءَ في المسيحِ، إِنْ نحنُ أَقَمنا على الإِيمانِ، ثابتًا في النِّهايةِ كما في البَداءَة. 15 ففي هذا القَول: "إِن أَنتمُ اليومَ سمِعتم صَوتَهُ، فلا تُقسُّوا قُلوبَكم كما حَدَثَ في ((مَوضِعِ)) الخُصومَة...". 16 مَن هُمُ الذينَ سَمِعوا ((اللهَ)) فأَسْخَطوه؟ أَفَلَيسوا جميعَ الذينَ خَرَجوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسى؟ 17 وعلى مَن اسْتَشاطَ أَربعينَ سَنَة؟ أَفليسَ على الذينَ خَطِئُوا فَسَقَطتْ جُثَثُهم في البرِّيَّة؟ 18 ولِمَن أَقْسَمَ أَنَّهم لَن يَدخُلوا في راحَتِهِ، إِلاَّ للذينَ عَصَوْا؟ 19 ونحنُ نَرى أَنَّهم لم يَستَطيعوا الدُّخولَ لِعَدَمِ إِيمانِهم.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

 1فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! 2لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولَئِكَ، لَكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولَئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. 3لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي!» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 4لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابِعِ: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». 5وَفِي هَذَا أَيْضاً: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 6فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْماً يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، 7يُعَيِّنُ أَيْضاً يَوْماً قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هَذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». 8لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. 9إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! 10لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. 12لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا. 14فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. 15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ.

4 فَما دامَ لنا وَعدُ الدُّخولِ في راحَةِ اللهِ، فعَلَينا أنْ نَخافَ مِنْ أنْ يَحسُبَ أحَدٌ نَفسَهُ مُتَأَخِّرًا. 2سَمِعنا البِشارَةَ كما سَمِعوها هُم، ولكنَّهُم ما انتَفَعوا بِالكلامِ الّذي سَمِعوهُ لأنَّهُ كانَ غَيرَ مُمتَزِجٍ عِندَهُم بالإيمانِ.3أمَّا نَحنُ المُؤْمِنينَ فنَدخُلُ في راحَةِ اللهِ. فهوَ الّذي قالَ: ((أقسَمتُ في غَضَبي أنْ لا يَدخُلوا في راحَتي))، معَ أنَّ عمَلَهُ تَمَّ مُنذُ إنشاءِ العالَمِ.4وقالَ في الكلامِ على اليومِ السّابِعِ: ((واستَراحَ اللهُ في اليومِ السّابِعِ مِنْ جميعِ أعمالِهِ)).5وقالَ أيضًا: ((لنْ يَدخُلوا في راحَتي)).6وإذا كانَ الّذينَ سَمِعوا البِشارَةَ أوَّلاً ما دخَلوا في راحَةِ اللهِ لِعصيانِهِم، فإنَّهُ بَقِيَ لآخرينَ أنْ يَدخُلوا فيها.7لذلِكَ عادَ اللهُ إلى تَوقيتِ يومٍ هوَ ((اليومُ)) في قَولِهِ بِلِسانِ داودَ، بَعدَ زمَنٍ طويلٍ، ما سَبَقَ ذِكرُهُ وهوَ: ((اليومَ، إذا سَمِعتُم صَوتَ اللهِ فلا تُقَسُّوا قُلوبَكُم)).8فلَو كانَ يَشوعُ أدخَلَهُم في راحَةِ اللهِ، لمَا ذكَرَ اللهُ فيما بَعدُ يومًا آخَرَ.9فبَقِيَت، إذًا، لِشَعبِ اللهِ راحَةٌ مِثلُ راحَةِ اللهِ في اليومِ السّابِعِ، 10لأنَّ مَنْ دخَلَ في راحَةِ اللهِ يَستَريحُ مِنْ أعمالِهِ كما استَراحَ اللهُ مِنْ أعمالِهِ. 11فلْنَبذُلْ جُهدَنا في سبيلِ الدُّخولِ في تِلكَ الرّاحةِ لِئَلاَّ يقَعَ أحَدٌ في مِثلِ ذلِكَ التَّمَرُّدِ. 12وكلِمَةُ الله حيَّةٌ فاعِلَةٌ، أمضى مِنْ كُلِّ سَيفٍ لَه حَدّانِ، تَنفُذُ في الأعماقِ إلى ما بَينَ النَّفسِ والرُّوحِ والمَفاصِلِ ومِخاخِ العِظامِ، وتَحكُمُ على خَواطِرِ القَلبِ وأفكارِهِ. 13فمَا مِنْ خَليقَةٍ تَخفَى على اللهِ، بَلْ كُلُّ شيءٍ عارٍ مكشوفٌ لِعَينَيهِ ولَه نُؤَدِّي الحِسابَ.

يسوع الكاهن الأعلى
14
فلْنَتَمَسَّكْ بإيمانِنا، لأنَّ لنا في يَسوعَ ابنِ الله رَئيسَ كَهنَةٍ عَظيمًا اجتازَ السَّماواتِ. 15ورَئيسُ كَهنَتِنا غيرُ عاجِزٍ عَنْ أنْ يُشفِقَ على ضَعفِنا، وهوَ الّذي خَضَعَ مِثلَنا لِكُلِّ تَجرِبَةٍ ما عَدا الخَطيئَةَ. 16فلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إلى عَرشِ واهِبِ النِّعمَةِ لنَنالَ رَحمَةً ونَجِدَ نِعمَةً تُعينُنا عِندَ الحاجَةِ.

4 فَلْنَخْشَ إِذًا أَن يَثبُتَ على أَحَدِكُم أَنَّه مُتَأَخِّر، ما دامَ هُناكَ مَوعِد الدُّخولِ في راحَتِه.2 فقَد بُشِّرْنا بِه نَحنُ أَيضًا كما بُشِّرَ بِه أُولئِكَ، ولكِنَّهم لم يَنتَفِعوا بالكَلِمَةِ الَّتي سَمِعوها، لأَنَّهم لم يَتَّحِدوا في الإِيمانِ بِالَّذينَ كانوا يَسمَعون.3 فإِنَّنا نَحنُ المُؤمِنينَ نَدخُلُ الرَّاحَة، على ما قال: (( فأَقسَمتُ في غَضَبي أَن لن يَدخُلوا راحَتي )). أَجَل، إِنَّ أَعمالَه قد تَمَّت مُنْذُ إِنْشاءِ العالَم.4 فقَد قالَ في مَكانٍ مِنَ الكِتابِ في شأنِ اليَومِ السَّابع: (( واستَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابعَ مِن جَميعِ أَعمالِه )). 5 وقالَ أَيضًا في المَكانِ نَفْسِه: (( لن يَدخُلوا راحَتي )).6 ولَمَّا ثَبُتَ أَنَّ بَعضَهم يَدخُلوَنها، والَّذينَ بُشِّروا بِها أَوَّلا لم يَدخُلوا بِسَبَبِ عِصْيانِهِم،7 فإِنَّ اللهَ عادَ إِلى تَوقيتِ يَومٍ هو(( اليَوم )) في قَولِه بلِسانِ داوُد، بَعدَ زَمَنٍ طَويل، ما تَقَدَّمَ ذِكرُه: (( اليَوم، إِذا سَمِعتُم صَوتَه، فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم )).8 فلَو كانَ يَشوعُ قد أَراحَهم، لَما ذَكَرَ اللّهُ بَعدَ ذلِك يَومًا آخَر.9فبَقِيَت إِذًا لِشَعْبِ اللهِ راحَةُ السَّبْت،10لأَنَّ مَن دَخَلَ راحَتَه يَستَريحُ هو أَيضًا مِن أَعمالِه كَما استَراحَ اللّهُ مِن أَعمالِه. فلْنُبادِرْ إِلى الدُّخولِ في تِلكَ الرَّاحَةِ لِئَلاَّ يَسقُطَ أَحَدٌ لاَتِّباعِه هذا المِثالَ مِنَ العِصْيان.

كلام اللّه والمسيح الكاهن
12
إِنَّ كَلامَ اللهِ حَيٌّ ناجع، أَمْضى مِن كُلِّ سَيفٍ ذي حَدَّين، يَنفُذُ إِلى ما بَينَ النَّفْسِ والرُّوحِ، وما بَينَ الأَوصالِ والمِخاخ، وبِوُسْعِه أَن يَحكُمَ على خَواطِرِ القَلْبِ وأَفكارِه، 13 وما مِن خَلقٍ يَخْفى علَيه، بل كُلُّ شيَءٍ عارٍ مَكْشوفٌ لِعَينَيه، ولَه يَجِبُ علَينا أَن نُؤَدِّيَ الحِساب. 14ولَمَّا كانَ لَنا عَظيمُ كَهَنَةٍ قدِ اجْتازَ السَّمَوات، وهو يسوعُ ابنُ الله، فلْنتَمَسَّكْ بِشهادةِ الإِيمان.15فلَيسَ لَنا عَظيمُ كَهَنَةٍ لا يَستَطيعُ أَن يَرثِيَ لِضُعفِنا: لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة. 16فلْنتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلى عَرْشِ النِّعمَة لِنَنالَ رَحمَةً ونَلْقى حُظْوَةً لِيَأَتِيَنا الغَوثُ في حِينِه.

الوعد بالراحة الإِلهية

4

وَمَادَامَ الْوَعْدُ بِالدُّخُولِ إِلَى الرَّاحَةِ الإِلَهِيَّةِ قَائِماً حَتَّى الآنَ، فَلْنَخَفْ: فَرُبَّمَا تَبَيَّنَ أَنَّ بَعْضاً مِنْكُمْ قَدْ فَشَلُوا فِي الدُّخُولِ. 2ذَلِكَ أَنَّ الْبِشَارَةَ بِالْوَعْدِ قَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا، نَحْنُ أَيْضاً، كَمَا كَانَتْ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى ذَلِكَ الشَّعْبِ. وَلَكِنَّ الْبِشَارَةَ لَمْ تَنْفَعْ سَامِعِيهَا شَيْئاً، لأَنَّهُمْ قَابَلُوهَا بِالرَّفْضِ فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهَا.

3أَمَّا نَحْنُ، الَّذِينَ آمَنَّا بِالْبِشَارَةِ، فَسَوْفَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ. إِذْ قَالَ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا: «وَهَكَذَا، فِي غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي...!» هَذِهِ الرَّاحَةُ، كَانَتْ جَاهِزَةً مُنْذُ أَنْ أَتَمَّ اللهُ تَأْسِيسَ الْعَالَمِ. 4فَقَدْ قَالَ الْوَحْيُ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ مُشِيراً إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ: «ثُمَّ اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ». 5ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي!»

6وَهَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ هِيَ فِي انْتِظَارِ مَنْ سَيَدْخُلُونَ إِلَيْهَا. وَبِمَا أَنَّ الَّذِينَ تَلَقَّوْا الْبِشَارَةَ بِهَا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا إِلَيْهَا بِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمْ، 7أَعْلَنَ اللهُ عَنْ فُرْصَةٍ جَدِيدَةٍ، إِذْ قَالَ: «الْيَوْمَ...» بِلِسَانِ دَاوُدَ، بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى مَا كَانَ قَدْ قَالَهُ قَدِيماً: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ...» 8فَلَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَدْخَلَ الشَّعْبَ إِلَى الرَّاحَةِ، لَمَا تَكَلَّمَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مَوْعِدٍ جَدِيدٍ لِلدُّخُولِ بِقَوْلِهِ: «الْيَومَ...» 9إِذَنْ، مَازَالَتِ الرَّاحَةُ الْحَقِيقِيَّةُ الْكَامِلَةُ مَحْفُوظَةً لِشَعْبِ اللهِ. 10فَالَّذِي يَدْخُلُ تِلْكَ الرَّاحَةَ، يَسْتَرِيحُ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11لِذَلِكَ، لِنَجْتَهِدْ جَمِيعاً لِلدُّخُولِ إِلَى تِلْكَ الرَّاحَةِ، لِكَيْ لاَ يَسْقُطَ أَحَدٌ مِنَّا كَمَا سَقَطَ أُولَئِكَ الَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَ اللهِ. 12ذَلِكَ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ، وَفَعَّالَهٌ، وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ لَهُ حَدَّانِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مُفْتَرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَنُخَاعِ الْعِظَامِ، وَقَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَ هُنَالِكَ مَخْلُوقٌ وَاحِدٌ مَحْجُوبٌ عَنْ نَظَرِ اللهِ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ أَمَامَ عَيْنَيْهِ، هُوَ الَّذِي سَنُؤَدِّي لَهُ حِسَاباً.

 

يسوع الكاهن الأعلى

14فَمَادَامَ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَتِنَا الْعَظِيمُ الَّذِي ارْتَفَعَ مُجْتَازاً السَّمَاوَاتِ، وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالاعْتِرَافِ بِهِ. 15ذَلِكَ لأَنَّ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ الَّذِي لَنَا، لَيْسَ عَاجِزاً عَنْ تَفَهُّمِ ضَعَفَاتِنَا، بَلْ إِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ نَحْنُ لَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ، لِنَنَالَ الرَّحْمَةَ وَنَجِدَ نِعْمَةً تُعِينُنَا عِنْدَ الْحَاجَةِ.

 

ارض الميعاد رمز الراحة السماوية
4
فَلْنَخْشَ إِذَنْ- ما دامَ موعِدُ الدُّخولِ في راحتِهِ باقيًّا- أَنْ يُرى أَحدٌ مِنكم مُتَخلِّفًا عَنْه: 2 لأَنَّ البِشارةَ ((بالمَوعِدِ)) كانَتْ لنا أَيضًا كما كانَتْ لهم؛ غيرَ أَنَّ الكلِمةَ التي سَمِعوها لم تَنْفَعْهم شَيئًا، لأَنَّهم لمَّا سَمِعوها لم يُؤْمِنوا بها. 3 أَمَّا نحنُ، الذينَ آمنوا، فنَدخُلُ في راحةٍ قيلَ عنها: "حتَّى أَقْسَمتُ في غَضبي: إِنَّهم لَن يدخُلوا في راحتي". فإِنَّ أَعمالَ ((اللهِ)) قد أُنْجِزَتْ مُنذُ إِنشاءِ العالمِ، 4 إِذْ إِنَّهُ قالَ في مَوضعٍ ما عنِ اليومِ السَّابع: "واستراحَ اللهُ في اليومِ السَّابعِ مِن جميعِ أَعمالِه". 5 وأَيضًا، في هذا الموضِع: "لَن يَدخُلوا في راحتي". 6 وإِذْ كانَ لا بُدَّ أَنْ يَدخُلَ فيها قَومٌ، والذينَ بُشِّروا أَوَّلاً لَم يَدخُلوا بسببِ عِصيانِهم، 7 حدَّدَ اللهُ مِن جديدٍ يومًا- "اليومَ"- إِذ قالَ في داودَ، بعدَ ذلكَ بعَهدٍ طَويلٍ، ((القَولَ)) الآنِفَ الذِّكر: "إِن أَنتمُ اليومَ سَمِعتم صَوتَهُ فلا تُقسُّوا قلوبَكم..." 8 ولو كانَ يَشوعُ قد أَنالَهم هذِهِ "الرَّاحَةَ" لَما تكلَّمَ ((اللهُ)) مِن بعدُ عن يومٍ آخَرَ. 9 فهُناكَ إِذَنْ راحةٌ- ((راحَةُ)) اليومِ السَّابع- مَحفوظةٌ لِشَعْبِ الله. 10 فمَن دَخلَ في راحةِ اللهِ هذِهِ، يَستريحُ هوَ أَيضًا مِن أَعمالِهِ، كما استراحَ اللهُ مِن أَعمالِهِ الخاصَّة. 11 فَلْنَجتهِدَنَّ إِذَنْ أَنْ نَدْخُلَ في تِلكَ الرَّاحةِ، لئلاَّ يَسقُطَ أَحدٌ في مِثلِ هذا العِصيان. 12 فإِنَّ كلِمةَ اللهِ حَيَّةٌ فَعَّالَةٌ، وأَمْضى مِن كلِّ سَيفٍ ذي حَدَّينِ، تَنفُذُ حتَّى مَفرِقِ النَّفْسِ والرُّوحِ، والأَوصالِ والمِخاخ، ((وفي وِسْعِها أَن)) تُميِّزَ خَواطِرَ القَلبِ ونيَّاتِهِ؛ 13 فلذلِكَ، ما مِن خَليقةٍ مُسْتَتِرَةٌ عَنها، بَل كلُّ شَيءٍ عارٍ، مَكشوفٌ لِعَيْنَيْ مَن سَنُؤَدِّي إِليهِ حِسابًا.

كهنوت المسيح يسوع تام الشروط
14
وإِذْ لنا حَبرٌ عَظيمٌ قدِ اجتازَ السَّماواتِ، يَسوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَثْبُتْ على الاعترافِ ((بالإِيمان)). 15 فإِنَّ الحَبْرَ الذي لنا ليسَ عاجِزًا عَنِ الرِّثاءِ لأَسْقامِنا، بل هُوَ مُجرَّبٌ في كلِّ شَيءٍ، على مِثالِنا، ما خَلا الخَطيئَةَ. 16 فَلْنَدْنُوَنَّ إِذَنْ في ثِقَةٍ الى عَرشِ النِّعمةِ، لِنَنالَ رَحْمَةً ونَجِدَ نِعمَةً، لِلإِغَاثَةِ في حينِها.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ

 1لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَا لِلَّهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا، 2قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضاً مُحَاطٌ بِالضُّعْفِ. 3وَلِهَذَا الضُّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ هَكَذَا أَيْضاً لأَجْلِ نَفْسِهِ. 4وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُّوُ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضاً. 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، 8مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. 9وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، 10مَدْعُّواً مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ. 11اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ، إِذْ قَدْ صِرْتُمْ مُتَبَاطِئِي الْمَسَامِعِ. 12لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، 14وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

الارتداد عن الإيمان
5
فكُلُّ رَئيسِ كَهنَةٍ يُؤخَذُ مِنْ بَينِ النّاس ِ ويُقامُ مِنْ أجلِ النّاس ِ في خِدمَةِ اللهِ، لِيُقدِّمَ القَرابينَ والذَّبائحَ تكفيرًا عَنِ الخَطايا.2وهوَ قادِرٌ أنْ يتَرَفَّقَ بالجُهَّالِ والضَّالينَ لأنَّهُ هُوَ نفسُهُ مُتَلبِّسٌ بالضُّعفِ،3فكانَ علَيهِ أنْ يُقدِّمَ كفّارَةً لِخَطاياهُ كما يُقَدِّمُ كفَّارَةً لِخطايا الشَّعبِ.4وما مِنْ أحدٍ يتَوَلَّى بِنَفسِهِ مَقامَ رَئيسِ كَهنَةٍ، إلاَّ إذا دَعاهُ اللهُ كما دعا هارونَ. 5وكذلِكَ المَسيحُ ما رفَعَ نَفسَهُ إلى هذا المَقامِ، بَلِ اللهُ الّذي قالَ لَه: ((أنتَ ابني وأنا اليومَ ولَدتُكَ)).6وقالَ لَه في مكانٍ آخَرَ: ((أنتَ كاهِنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ)).7وهوَ الّذي في أيّامِ حياتِهِ البَشَرِيَّةِ رفَعَ الصَّلَواتِ والتَّضَرُّعاتِ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ إلى اللهِ القادِرِ أنْ يُخلِّصَهُ مِنَ المَوتِ، فاستَجابَ لَه لِتَقواهُ.8وتعَلَّمَ الطّاعَةَ، وهوَ الابنُ، بِما عاناهُ مِنَ الألَمِ.9ولمَّا بلَغَ الكمالَ صارَ مَصدَرَ خَلاصٍ أبَدِيٍّ لِجَميعِ الّذينَ يُطيعونَهُ، 10لأنَّ اللهَ دَعاهُ رَئيسَ كَهنَةٍ على رُتبَةِ ملكيصادَقَ. 11ولنا في هذا المَوضوعِ كلامٌ كثيرٌ، ولكنَّهُ صَعبُ التَّفسيرِ لأنَّكُم بَطيئو الفَهمِ، 12وكانَ لكُمُ الوَقتُ الكافي لِتَصيروا مُعَلِّمينَ، إلاَّ أنَّكُم لا تَزالونَ بِحاجَةٍ إلى مَنْ يُعَلِّمُكُمُ المَبادِئٌ الأوَّلِيَّةَ لأقوالِ الله. فأنتُم بِحاجَةٍ إلى لَبَنٍ، لا إلى طَعامٍ قَوِيٍّ. 13وكُلُّ مَنْ كانَ طَعامُهُ اللَّبَنَ يكونُ طِفلاً لا خِبرَةَ لَه في كلامِ البِرِّ. 14أمَّا الطَّعامُ القَوِيُّ، فهوَ لِلكامِلينَ الّذينَ تَدَرَّبَتْ حَواسُّهُم بالمُمارسَةِ على التَّمييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرِّ.

يسوع عظيم كهنة شفيق
5
فإِنَّ كُلَّ عظيمِ كَهَنَةٍ يُؤخَذُ مِن بَينِ النَّاس ويُقامُ مِن أَجلِ النَّاس في صِلَتِهم بِاللّه، لِيُقَرِّبَ قَرابينَ وذَبائِحَ كَفَّارَةً لِلخَطايا.2و بِوُسعِه أَن يَرْفُقَ بِالجُهَّالِ الضَّالِّين لأَنَّه هو نَفْسُه مُتَسَربِلٌ بِالضُّعْف،3 فعَلَيه مِن أَجْلِ ذلِك الضُّعْفِ أَن يُقَرِّبَ كَفَّارَةً لِخَطاياه كَما يُقَرِّبُ كَفَّارةً لِخَطايا الشَّعْب.4وما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هذا المَقام، بل مَن دَعاهُ اللهُ كَما دَعا هارون.5وكَذلِك المسيحُ لم يَنتَحِلِ المَجْدَ فيَجعَلَ نَفْسَه عَظيمَ كَهَنَة، بل تَلَقَّى هذا المَجْدَ مِنَ الَّذي قالَ لَه: (( أَنتَ ابنِي وأَنا اليَومَ وَلدتُكَ )).6وقالَ لَه في مَكانٍ آخَر: (( أَنتَ كاهِنٌ لِلأَبَدِ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق ))7وهو الَّذي في أَيَّامِ حَياتِه البَشَرِيَّة رفعَ الدُّعاءَ والاِبتِهالَ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ ذَوارِف إِلى الَّذي بِوُسعِه أَن يُخَلِّصَه مِنَ المَوت، فاستُجيبَ لِتَقْواه.8وتَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم9ولَمَّا بُلِغَ بِه إِلى الكَمال، صارَ لِجَميعِ الَّذينَ يُطيعوَنه سَبَبَ خَلاصٍ أَبَدِيّ، 10لأَنَّ اللهَ أَعلَنَه عَظيمَ كَهَنَةٍ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق.

الحياة المسيحية واللاهوت
11
ولَنا في هذا المَوضوعِ كَلامٌ كَثير، صعْبُ التَّفْسير، لأَنَّكم كَسالى عنِ الإِصْغاء 12 وكانَ علَيكم أَن تَستفيدوا مِنَ الزَّمَن فتُصبِحوا مُعَلِّمين، في حينِ أَنَّكم مُحتاجونَ إِلى مَن يُعَلِّمُكم أَوَّلِيَّاتِ أَقوالِ الله، مُحتاجونَ إِلى لَبَنٍ حَليب، لا إِلى طَعامٍ قَوِيّ. 13 فَكُلُّ مَن كانَ طَعامُه اللَّبَنَ الحَليب لا تَكونُ لَه خِبرَةٌ بِكَلِمَةِ البِرِّ لأَنَّه طِفْل، 14في حينِ أَنَّ الطَّعامَ القَوِيَّ هو لِلرَّاشِدين، لأَولئِكَ الَّذينَ بِالتَّدَرُّبِ رُوِّضَت بَصائِرُهم على التَمْييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرّ.

كاهن على رتبة ملكيصادق

5

فَإِنَّ الْكَاهِنَ الأَعْلَى كَانَ يُؤْخَذُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَيُعَيَّنُ لِلْقِيَامِ بِمُهِمَّتِهِ نِيَا بَةً عَنْهُمْ فِي مَا يَخُصُّ عَلاَقَتَهُمْ بِاللهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَرْفَعَ إِلَى اللهِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ، تَكْفِيراً عَنِ الْخَطَايَا. 2وَلِكَوْنِهِ، هُوَ أَيْضاً، مُعَرَّضاً لِلضَّعْفِ الْبَشَرِيِّ دَائِماً، كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَعْطِفَ عَلَى الْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ. 3وَبِسَبَبِ ضَعْفِهِ، كَانَ مِنْ وَاجِبِهِ أَيْضاً أَنْ يُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُ الْخَاصَّةِ كَمَا يُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَا الآخَرِينَ.

4وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ الشَّرِيفَةَ مَتَى أَرَادَ، بَلْ كَانَ يَتَّخِذُهَا مَنْ دَعَاهُ اللهُ إِلَيْهَا، كَمَا دَعَا هرُونَ. 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ حَتَّى يَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» 6وَخَاطَبَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بِقَوْلِهِ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!»

7وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ. 8فَمَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِنَ الآلاَمِ الَّتِي قَاسَاهَا. 9وَبِذلِكَ، أَصْبَحَ مُؤَهَّلاً لِمُهِمَّتِهِ، فَصَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ مَصْدَراً لِلْخَلاَصِ الأَبَدِيِّ. 10وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ ذَلِكَ، فَأَعْلَنَهُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ.

11بِخُصُوصِ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ هَذَا، عِنْدِي كَلاَمٌ كَثِيرٌ، وَلكِنَّهُ صَعْبُ التَّفْسِيرِ! إِذْ يَبْدُو أَنَّكُمْ تُعَانُونَ بَلاَدَةً فِي الْفَهْمِ. 12كَانَ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا الآنَ قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ، بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى اهْتِدَائِكُمْ. وَلَكِنَّكُمْ مَازِلْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى الْمَبَادِيءَ الأَسَاسِيَّةَ لإِعْلانَاتِ اللهِ. هَا قَدْ عُدْتُمْ مِنْ جَدِيدٍ تَحْتَاجُونَ إِلَى اللَّبَنِ! فَأَنْتُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى هَضْمِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ. 13وَكُلُّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ، يَكُونُ عَدِيمَ الْخِبْرَةِ فِي التَّعْلِيمِ الْقَوِيمِ، لأَنَّهُ مَازَالَ طِفْلاً غَيْرَ نَاضِجٍ. 14أَمَّا النَّاضِجُونَ رُوحِيّاً، فَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْقَوِيِّ: لأَنَّ حَوَاسَّهُمْ قَدْ تَدَرَّبَتْ، بِالْمُمَارَسَةِ الصَّحِيحَةِ، عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

 

5 فإِنَّ كلَّ حَبْرٍ يُؤْخَذُ مِنَ النَّاسِ، ويُقامُ لأَجلِ النَّاسِ، في ما هُوَ ((مِن عِبادةِ)) اللهِ، لكي يُقَرِّبَ تَقادِمَ وذَبائِحَ عَنِ الخَطايا؛ 2 وهُوَ قادِرٌ أَنْ يَترَفَّقَ بالجُهَّالِ والضّالِّينَ، لكَونِهِ هُوَ أَيضًا مُتلبِّسًا بالضُّعف، 3 ولذلِكَ يَلزَمُهُ أَنْ يُقرِّبَ ذَبائِحَ عَنِ الخَطايا لأَجْلِ نَفسِهِ أَيضًا، كما يُقرِّبُ عَنِ الشَّعب. 4 وليسَ أَحدٌ يَأْخُذُ لِنَفسِهِ هذهِ الكرامةَ، بل مَن دَعاهُ اللهُ، كما دعا هارون. 5 كذلكَ المَسيحُ أَيضًا لم يُمَجّدْ نَفسَهُ ليَصيرَ حَبرًا، بَل ((مَجَّدَهُ)) الذي قالَ لَه: "أَنتَ ابني؛ أَنا اليَومَ وَلدتُكَ"؛ 6 كما يَقولُ، في مَوضعٍ آخَرَ: "أَنتَ كاهِنٌ الى الأَبَدِ، على رُتْبَةِ مَلْكِيصادَقَ". 7 إِنَّهُ هُوَ، الذي، في أَيَّامِ بَشرِيَّتِهِ، قَرَّبَ تَضَرُّعاتٍ وابتِهالاتٍ في صُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ، الى القادِرِ أَنْ يُخلِّصَهُ مِنَ المَوْتِ، وإِذِ استُجيبَ لَهُ بِسَببِ وَرَعِهِ، 8 ومَعَ كَونِهِ ابنًا، تَعَلَّمَ مِمَّا تَأَلَّمَهُ، أَنْ يَكونَ طائِعًا. 9 ولَمَّا بَلَغَ الكمالَ، صارَ لِجَميعِ الذينَ يُطيعونَهُ عِلَّةَ خَلاصٍ أَبديّ، 10 بِما أَنَّ اللهَ أَعلَنَهُ حَبْرًا على رُتْبَةِ مَلكِيصادَقَ.

تحذير من الجمود والتهامل، مع التحريض على الثبات في الايمان
11
ولنا، في هذا المَوضوعِ، كلامٌ كثيرٌ وصَعْبُ الشَّرحِ، لِما أَنتمْ عَليهِ مِن بُطْءِ الفَهم؛ 12 فأَنتُمُ الذينَ كانَ عَلَيهم أنْ يكونوا، مَعَ الوَقتِ، مُعلِّمينَ، تَحتاجونَ، مِن جَديدٍ، الى مَن يُعلِّمُكمُ الأَركانَ الأُولى لأَقوالِ اللهِ، وبِتُّمْ في حاجَةٍ الى اللَّبَنِ لا الى الطَّعامِ القويّ. 13 ومَن لا يَزالُ على اللَّبنِ لا يَكونُ خَبيرًا بتَعليمِ البِرّ لأَنَّهُ طِفلٌ صغير. 14 أَمَّا الطَّعامُ القويُّ فهوَ للكاملينَ الذينَ تَرَوَّضَتْ حَواسُّهم بالمُمارَسَةِ على التَّمييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرّ.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

َلأَصْحَاحُ السَّادِسُ

 1لِذَلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضاً أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، 2تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ - 3وَهَذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ. 4لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضاً لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. 7لأَنَّ أَرْضاً قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْباً صَالِحاً لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. 8وَلَكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكاً وَحَسَكاً، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ. 9وَلَكِنَّنَا قَدْ تَيَقَّنَّا مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ أُمُوراً أَفْضَلَ، وَمُخْتَصَّةً بِالْخَلاَصِ، وَإِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمُ هَكَذَا. 10لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ. 11وَلَكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هَذَا الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ، 12لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ. 13فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ، 14قَائِلاً: «إِنِّي لَأُبَارِكَنَّكَ بَرَكَةً وَأُكَثِّرَنَّكَ تَكْثِيراً». 15وَهَكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ الْمَوْعِدَ. 16فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ هِيَ الْقَسَمُ. 17فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيراً لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ، 18حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 19الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، 20حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ.

 

6 فلْنَرتَفِعْ إلى التَّعليمِ الكامِلِ في المَسيحِ، فلا نَعودَ إلى الكلامِ على المَبادِئِ الأوَّلِيَّةِ القائِمَةِ على التَّوبَةِ مِنَ الأعمالِ المَيْتَةِ، وعلى الإيمانِ باللهِ2وشَعائِرِ المَعمودِيَّةِ ووَضعِ الأيدي وقيامَةِ الأمواتِ والدَّينونَةِ الأبَدِيَّةِ.3وهذا ما نَفعَلُ بإذنِ اللهِ. 4فالّذينَ أُنيروا مرَّةً وذاقوا الهِبَةَ السَّماوِيَّةَ وصاروا مُشارِكينَ في الرُّوحِ القُدُسِ،5واستَطابوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ ومُعجِزاتِ العالَمِ المُقبِلِ،6ثُمَّ سَقَطوا، يَستَحيلُ تَجديدُهُم وإعادَتُهُم إلى التَّوبَةِ لأنَّهُم يَصلُبونَ ابنَ اللهِ ثانِيَةً لِخسارَتِهِم ويُعَرِّضونَهُ لِلعارِ. 7فكُلُّ أرضٍ شَرِبَتْ ما نزَلَ علَيها مِنَ المَطَرِ مِرارًا وأطْلَعَتْ نَباتًا صالِحًا لِلَّّذينَ فُلِحَتْ مِنْ أجلِهِم، نالَت بَركَةً مِنَ اللهِ.8ولكنَّها إذا أخرَجَتْ شَوكًا وعُشبًا ضارّاً، فَهِيَ مَرفوضَةٌ تُهَدِّدُها اللَّعنَةُ ويكونُ عاقِبَتَها الحريقُ. 9ومعَ أنَّنا نَتكَلَّمُ هذا الكلامَ، أيُّها الأحبّاءُ، فنَحنُ على يَقينٍ أنَّ لكُم ما هوَ أفضَلُ مِنْ سِواهُ وما يَقودُ إلى الخَلاصِ. 10فما اللهُ بِظالِمٍ حتّى يَنسى ما عَمِلتُموهُ وما أظهَرتُم مِنَ المَحبَّةِ مِنْ أجلِ اسمِهِ حينَ خَدَمتُمُ الإخوَةَ القِدِّيسينَ وما زِلتُم تَخدِمونَهُم. 11ولكنَّنا نَرغَبُ في أنْ يُظهِرَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم مِثلَ هذا الاجتِهادِ إلى النِّهايَةِ، حتّى يَتحَقَّقَ رَجاؤُكُم. 12لا نُريدُ أنْ تكونوا مُتكاسِلينَ، بَلْ أنْ تَقتَدُوا بِالّذينَ يُؤْمِنونَ ويَصبِرونَ، فيَرِثونَ ما وَعَدَ اللهُ.

وعد الله الصادق
13
فلمَّا وعَدَ اللهُ إبراهيمَ أقسَمَ بِنَفسِهِ، لأنَّ ما مِنْ أحَدٍ أعظَمَ مِنْ نَفسِهِ ليُقسِمَ بِه، 14قالَ: ((بَركَةً أُبارِكُكَ وكثيرًا أجعَلُ نَسلَكَ)). 15وهكذا صبَرَ إبراهيمُ فَنالَ الوَعدَ. 16والنّاس ُ يُقسِمونَ بِمَنْ هوَ أعظَمُ مِنهُم، والقَسَمُ تَثبيتٌ لأقوالِهِم يَنهي كُلَّ خِلافٍ. 17وكذلِكَ اللهُ، لمَّا أرادَ أنْ يُبرهِنَ لِورَثَةِ الوَعدِ على ثَباتِ إرادَتِهِ، عَزَّزَ قولَهُ بِقَسَمٍ. 18فكانَ لنا بالوَعدِ والقَسَمِ، وهُما أمرانِ ثابِتانِ يَستَحيلُ أنْ يكذِبَ اللهُ فيهِما، ما يُشَجِّعُنا كُلَّ التَّشجيعِ، نَحنُ الّذينَ التَجَأوا إلى اللهِ، على الَّتَمَسُّكِ بِالرَّجاءِ الّذي جعَلَهُ لنا. 19وهذا الرَّجاءُ لِنُفوسِنا مِرساةٌ أمينَةٌ متينَةٌ تختَرِقُ الحِجابَ. 20إلى حيثُ دخَلَ يَسوعُ مِنْ أجلِنا، سابِقًا لنا، وصارَ رَئيسَ كَهنَةٍ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ.

المؤلف يعرض غرضه
6
فلْنَدَعْ مَبادِئَ التَّعْليمِ في المسيح ونَرتَفِعْ إِلى التَّعْليمِ الكامِل، دونَ أَن نَعودَ إِلى المَوادِّ الأَساسِيَّة كالتَّوبَةِ مِنَ الأعمالِ المَيْتَة والإِيمانِ بِالله2 وتَعْليم ٍالمَعْمودِيَّات ووَضْعِ الأَيدي وقِيامَةِ الأَموات والدَّينونةِ الأَبَدِيَّة.3وهذا ما نَفعَلُ بِإِذنِ الله. 4 فالَّذينَ تلقَّوُا النُّورَ مَرَّةً وذاقوا الهِبَةَ السَّماوِيَّة وصاروا مُشارِكينَ في الرُّوحِ القُدُس5وذاقوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة وقِوى العالَمِ المُقبِل،6 إِذا سَقَطوا مَعَ ذلِك، يَستَحيلُ تَجْديدُهم وإِعادَتُهم إِلى التَّوبَة لأَنَّهم يَصلِبونَ ابنَ اللّهِ ثانِيَةً لِخُسْرانِهِم وُيشَهِّرونَه.7كُلُّ أَرْضٍ شَرِبَت ما نَزَلَ علَيها مِنَ المَطَرِ مِرارًا، وأَخرَجَتْ نَباتًا مُفيدًا لِلَّذينَ تُحرَثُ لَهم، نالَت مِنَ اللهِ بَرَكَة.8 أَمَّا إِذا أَخرَجَت شَوكًا وعُلَّيقًا، فتُرذَلُ وتُوشِكُ أَن تُلعَنَ ويَكونُ عاقِبَتَها الحَريق.

رجاء وتشجيع
9
أَمَّا نَحنُ، أَيُّها الأَحِبَّاء، فإِنَّنا، وإِن تَكَلَّمنا هكذا، مُتَيَقِّنونَ أَنَّكم في حالٍ أَحسَن، في حالٍ تَصلُحُ لِلخَلاص،10لأَنَّ اللهَ لَيسَ بِظالِمٍ فيَنْسى ما فَعَلتُموه وما أَظهَرتُم مِنَ المَحَبَّةِ مِن أَجْلِ اسمِه إِذ خَدَمتُمُ القِدِّيسين وما زِلتُم تَخدُمونَهم. 11وإِنَّما نَرغَبُ في أَن يُظهِرَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم مِثْلَ هذا الاِجتِهاد لِيَزدَهِرَ الرَّجاءُ إِلى النِّهايَة 12فَلا تَتَراخَوا، بل تَقتَدونَ بِالَّذينَ بِالإِيمانِ والصَّبْرِ يَرِثُونَ المَواعِد. 13 فلَمَّا وعَدَ اللهُ إِبراهيم، لم يَكُنْ لَه أَعظَمُ مِن نَفْسِه لِيُقسِمَ به، فأَقسَمَ بِنَفْسِه 14 قال: (( لأُبارِكَنَّكَ وأُكَثِّرَنَّكَ )). 15فهكذا صَبَرَ إِبراهيمُ فنالَ المَوعِد. 16 والنَّاسُ يُقسِمونَ بِمَن هو أَعظَمُ مِنهم،19 واليَمينُ ضَمانٌ لَهم يُنْهي كُلَّ خِلاف. 17وكَذلِك الله، لَمَّا أَرادَ أَن يَدُلَّ وَرَثَةَ المَوعِدِ على ثَباتِ عَزْمِه دَلالَةً مُؤكَّدَة، تَعهَّدَ بِيَمين. 18 وشاءَ بِهذَينِ الأَمْرَينِ الثَّابِتَين، ويَستَحيلُ أَن يَكذِبَ اللهُ فيهِما، أن نَتَشَدَّدَ تَشدُّدًا قَوِيًّا نَحنُ الَّذينَ التَجَأُوا إِلى التَّمَسُّكِ بِالرَّجاءَ المَعْروضِ علَينا. 19 وهو لَنا مِثْلُ مِرساةٍ لِلنَّفْسِ أَمينَةٍ مَتينَةٍ تَختَرِقُ الحِجاب 20إِلى حَيثُ دَخَلَ يسوعُ مِن أَجْلِنا سابِقًا لَنا وصارَ عَظيمَ كَهَنَةٍ لِلأَبَدِ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق.

 

التحذير من الارتداد

6

لِذَلِكَ، فَلْنَتْرُكْ تِلْكَ الْمَبَادِيءَ الأَوَّلِيَّةَ عَنِ الْمَسِيحِ، وَنَتَقَدَّمْ إِلَى النُّضُوجِ الْكَامِلِ. وَلاَ نَضَعْ مِنْ جَدِيدٍ تِلْكَ الأُسُسَ الَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا سَابِقاً، وَهِيَ: التَّوْبَةُ مِنَ الأَعْمَالِ الْمُمِيتَةِ، وَالإِيمَانُ بِاللهِ، 2وَالنُّظُمُ الْمُخْتَصَّةُ بِطُقُوسِ الاغْتِسَالِ، وَوَضْعُ الأَيْدِي، وَقِيَامَةُ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةُ الأَبَدِيَّةُ. 3وَبِإِذْنِ اللهِ، سَنَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّهُ!

4ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِينَ قَدْ تَعَرَّضُوا مَرَّةً لِنُورِ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، فَذَاقُوا الْعَطِيَّةَ السَّمَاوِيَّةَ، وَصَارُوا (إِلَى حِينٍ) مِنْ شُرَكَاءِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَةَ، وَشَاهَدُوا الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي تُظْهِرُ عَظَمَةَ «الْعَالَمِ الآتِي»، 6ثُمَّ ارْتَدُّوا إِلَى تِلْكَ الأُسُسِ الْقَدِيمَةِ، أُولَئِكَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً فَيَعُودُوا إِلَى التَّوْبَةِ. فَهُمْ يَجْنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِذْ يَصْلِبُونَ ابْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً وَيَجْعَلُونَهُ عُرْضَةً لِلْعَارِ. 7وَلاَ عَجَبَ، فَالتُّرْبَةُ الَّتِي تَشْرَبُ الأَمْطَارَ النَّازِلَةَ عَلَيْهَا مِرَاراً كَثِيرَةً، ثُمَّ تُنْتِجُ نَبَاتاً يَنْفَعُ الَّذِينَ حَرَثُوهَا، تَنَالُ الْبَرَكَةَ مِنَ اللهِ! 8وَلَكِنَّهَا، إِنْ أَخْرَجَتِ الشَّوْكَ وَالعُشْبَ البَرِّيَّ، تَكُونُ مَرْفُوضَةً وَتَسْتَحِقُّ اللَّعْنَةَ، وَمَا نِهَايَتُهَا إِلاَّ الْحَرِيقُ.

9أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، مَعَ أَنِّي قَصَدْتُ تَحْذِيرَكُمْ بِمَا قُلْتُهُ هُنَا، فَأَنَا مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ خَلاَصَكُمْ أَمْرٌ لاَ شَكَّ فِيهِ. إِذْ قَدْ عَمِلْتُمْ أَعْمَالاً فُضْلَى، تُرَافِقُ هَذَا الخَلاَصَ. 10وَلَيْسَ اللهُ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمُ الْجَادَّ فِي إِظْهَارِ مَحَبَّتِكُمْ لَهُ عَنْ طَرِيقِ خِدْمَتِكُمْ لِلْقِدِّيسِينَ إِكْرَاماً لاسْمِهِ، الأَمْرُ الَّذِي قُمْتُمْ بِهِ قَبْلاً، وَتَقُومُونَ بِهِ الآنَ! 11وَإِنَّمَا نَتَمَنَّى أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمُ اجْتِهَاداً مُمَاثِلاً فِي الْمُحَافَظَةِ حَتَّى النِّهَايَةِ عَلَى الثِّقَةِ الْكَامِلَةِ بِالرَّجَاءِ. 12وَذَلِكَ حَتَّى لاَ تَتَكَاسَلُوا، بَلْ تَقْتَدُوا بِالَّذِينَ يَرِثُونَ مَا وَعَدَ اللهُ بِهِ، عَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ وَالصَّبْرِ.

 

وعد الله الصادق

13لِنَأْخُذْ وَعْدَ اللهِ لإِبْرَاهِيمَ مَثَلاً. فَلَمَّا قَطَعَ لَهُ ذَلِكَ الْوَعْدَ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ، إِذْ لَيْسَ هُنَالِكَ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ حَتَّى يُقْسِمَ بِهِ. 14وَقَدْ قَالَ لَهُ: «لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُعْطِيَنَّكَ نَسْلاً كَثِيراً!» 15وَهَكَذَا، انْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ بِصَبْرٍ فَنَالَ مَا وُعِدَ بِهِ. 16فَالْوَاقِعُ أَنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ. وَالْقَسَمُ عِنْدَهُمْ، يَضَعُ حَدّاً لِكُلِّ مُشَاجَرَةٍ لأَنَّهُ يَحْسُمُ الأُمُورَ. 17وَلِذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُؤَكِّدَ بِصُورَةٍ قَاطِعَةٍ لِوَارِثِي وَعْدِهِ، أَنَّ قَرَارَهُ لاَ يَتَغَيَّرُ أَبَداً، ثَبَّتَهُ بِالْقَسَمِ. 18فَاسْتِنَاداً إِلَى وَعْدِ اللهِ وَقَسَمِهِ، وَهُمَا أَمْرَانِ ثَابِتَانِ لاَ يَتَغَيَّرَانِ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ اللهُ فِيهِمَا، نَحْصُلُ عَلَى تَشْجِيعٍ قَوِيٍّ، بَعْدَمَا الْتَجَأْنَا إِلَى التَّمَسُّكِ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا. 19هَذَا الرَّجَاءُ هُوَ لَنَا بِمَثَابَةِ مِرْسَاةٍ أَمِينَةٍ ثَابِتَةٍ تَشُدُّ نُفُوسَنَا إِلَى مَا وَرَاءَ الْحِجَابِ السَّمَاوِيِّ. 20فَلأَجْلِنَا دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هُنَاكَ سَابِقاً لَنَا. وَهُوَ هُنَاكَ يَقُومُ بِمُهِمَّتِهِ نِيَابَةً عَنَّا بَعْدَمَا صَارَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!

6 لذلكَ، فَلْنَدَعِ التَّعليمَ الأَوَّليَّ عنِ المَسيحِ، وَلْنَرْتَفِعْ الى الكاملِ، مِن غيرِ ما عَوْدَةٍ الى ما هُوَ أَساسيّ: الى التَّوبَةِ مِنَ الأَعْمالِ المَيْتَةِ، والإِيمانِ باللهِ، 2 والتَّعليمِ بِشأنِ المعموديَّات، ووَضْعِ الأَيدي، وقيامَةِ الأَمواتِ، والدَّينونَةِ الأَبديَّة... 3 وهذا ما سَنَضَعُهُ، إِنْ وَفَّقَ الله. 4 فإِنَّهُ مِنَ المُحالِ على الذينَ نالوا مَرَّةً نورَ ((الإِيمانِ)) وذَاقوا المَوهِبةَ السَّماويَّةَ، وأُشرِكوا في الرُّوحِ القُدُسِ، 5 وتَذَوَّقوا كلمَةَ اللهِ الطَّيِّبةَ، وقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتي، 6 ثمَّ سَقطُوا، أَن يُجدَّدوا ثانِيةً بالتَّوبَةِ، إِذْ إِنَّهم يُعيدونَ، بأنْفُسِهم، صَلْبَ ابنِ اللهِ، ويُشهِّرونَه. 7 فإِنَّ الأَرضَ إذا ما ارْتَوَتْ مِنَ الأَمطارِ المتوافِرَةِ عَليها، وأخْرَجَتْ نَباتًا يَصلُحُ للذينَ يحرُثونَها، تَنالُ البركاتِ مِنَ الله؛ 8 وأَمَّا إِنْ أَنبَتَتْ شَوكًا وحَسَكًا فتُرذَلُ، وتُدانيها اللَّعنةُ، وعاقِبتُها الحَريق. 9 إِنَّا، وإِنْ كنَّا نتكلَّمُ هكذا عَنكم، أَيُّها الأَحبَّاء، لا نَنفكُّ نَعتَقِدُ أَنَّكم في حالَةٍ أَفضَلَ وأَقرَبَ الى الخلاص. 10 لأَنَّ اللهَ ليسَ بظالمٍ حتَّى لَيَنْسى عَمَلَكمُ ((الصَّالحَ))، والمَحبَّةَ التي أَبدَيتُموها لأَجلِ اسمِهِ، إِذْ إِنَّكم قد خَدمتمُ القدِّيسينَ ولا تَزالونَ تَخدُمُونهم. 11 وإِنَّما نَرومُ فَقَط أَنْ يُبديَ كلُّ واحِدٍ مِنكم هذا الاجتِهادَ بعَيْنِهِ، لكي يَحفَظَ، حتَّى المُنتهى، كمالَ رَجائِه؛ 12 لئلاَّ تَصيروا مُتثاقِلينَ، بَل تَقتَدوا بالذينَ، بإِيمانِهم وطُولِ أَناتِهم، يَرِثونَ المَواعِد. 13 فإِنَّ اللهَ لمَّا وَعدَ إِبراهيمَ، ولم يَكُنْ في الإِمكانِ أَنْ يُقسِمَ بِما هُوَ أَعظَمُ مِنهُ، أَقسَمَ بِنفسِهِ، 14 قائلاً: "لأُباركنَّكَ، وأُكثِّرَنَّكَ!" 15 وهكذا، بطولِ الأَناةِ نالَ ((إِبراهيمُ)) المَوعِد. 16 إِنَّ النَّاسَ يُقسِمونَ بِمَنْ هُوَ أَعظَمُ مِنهم، ويَنقضي كلُّ خِصامٍ بَينَهمِ بالقَسَم ((لِضَمانَةِ أَقوالِهم)). 17 لذلكَ، لمَّا شَاءَ اللهُ أَنْ يَزيدَ وَرثَة المَوعِدِ بَيانًا لِعَدَمِ تَحوُّلِ عَزْمِهِ، تَوَسَّطَ بالقَسَم، 18 حتَّى نَحصُلَ بِميثاقَيْنِ لا يَتحوَّلان، ولا يُمكِنُ أَنْ يُخلِفَ اللهُ فيهما، على دافعٍ قويٍّ- نَحنُ الذينَ وَجدوا مَلجأً- الى التَّمسُّكِ الوَثيقِ بالرَّجاءِ المَوضوعِ أَمامَنا. 19 إِنَّ لنا فيهِ شِبهَ مِرْساةٍ لِلنَّفسِ، أَمينَةٍ وراسِخَةٍ، تَنفُذُ الى ما وراءَ الحِجابِ، 20 الى حَيثُ دَخلَ يَسوعُ لأَجلِنا كسابقٍ، وصارَ حَبرًا الى الأبَدِ، على رُتبةِ مَلكيصادَق.

 

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُ

 1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. 4ثُمَّ انْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هَذَا الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ الآبَاءِ عُشْراً أَيْضاً مِنْ رَأْسِ الْغَنَائِمِ. 5وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. 6وَلَكِنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْهُمْ قَدْ عَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكَ الَّذِي لَهُ الْمَوَاعِيدُ! 7وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَكْبَرُ يُبَارِكُ الأَصْغَرَ. 8وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ يَأْخُذُونَ عُشْراً، وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. 9حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! 10لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ. 11فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ كَمَالٌ - إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟ 12لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضاً. 13لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ شَرِيكاً فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَحَ. 14فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. 15وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، 16قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. 17لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. 20وَعَلَى قَدْرِ مَا إِنَّهُ لَيْسَ بِدُونِ قَسَمٍ - 21لأَنَّ أُولَئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هَذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 22عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ. 23وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، 24وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. 25فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. 26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ 27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. 28فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْناً مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ.

 

الكاهن ملكيصادق
7
وكانَ مَلكِيصادَقُ هذا مَلِكَ ساليمَ وكاهِنَ اللهِ العليِّ، خرَجَ لِمُلاقاةِ إبراهيمَ عِندَ رُجوعِهِ بَعدَما هزَمَ المُلوكَ وباركَهُ،2وأعطاهُ إبراهيمُ العُشْرَ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وتَفسيرُ اسمِهِ أوَّلاً مَلِكُ العَدلِ، ثُمَّ مَلِكُ ساليمَ، أي مَلِكُ السَّلامِ.3وهوَ لا أبَ لَه ولا أُمَّ ولا نسَبَ، ولا لأيَّامِهِ بِداءَةٌ ولا لِحياتِهِ نِهايَةٌ. ولكِنَّهُ، على مِثالِ ابنِ اللهِ، يَبقى كاهِنًا إلى الأبَدِ. 4فانظُروا ما أعظَمَه! إبراهيمُ نَفسُهُ، وهوَ رَئيسُ الآباءِ، أعطاهُ العُشْرَ مِنْ خِيرةِ الغَنائمِ.5والكَهنَةُ الّذينَ مِنْ بَني لاوي تَأْمُرُهُمُ الشَّريعَةُ بأنْ يأخُذوا العُشْرَ مِنَ الشَّعبِ، أي مِنْ بَني عَشيرَتِهِم، معَ أنَّهُم خَرَجوا هُم أيضًا مِنْ صُلبِ إبراهيمَ.6وما كانَ مَلْكيصادَقُ مِنْ نَسلِ لاوي، ولكِنَّهُ أخَذَ العُشْرَ مِنْ إبراهيمَ وباركَهُ وهوَ الّذي نالَ الوَعدَ مِنَ اللهِ.7ولا خِلافَ في أنَّ الأكبَرَ هوَ الّذي يُبارِكُ الأصغَرَ.8ثُمَّ إنَّ العُشْرَ لِلكَهنَةِ يأخُذُهُ بشَرٌ مائِتونَ، وأمَّا العُشْرُ لمَلكِيصادَقَ فأخَذَهُ الّذي يَشهَدُ الكِتابُ لَه بأنَّهُ حيٌّ.9ويُمكِنُ القَولُ إنَّ لاوي نَفسَهُ، وهوَ الّذي يأخُذُ العُشْرَ، أدَّى العُشْرَ على يدِ إبراهيمَ، 10لأنَّهُ كانَ في صُلبِ أبيهِ إبراهيمَ يومَ خرَجَ مَلْكيصادَقُ لمُلاقاتِهِ. 11ولَو كانَ الكَمالُ تَحَقَّقَ بالكَهَنوتِ اللاَّوِيِّ، وهوَ أساسُ الشَّريعَةِ الّتي تَسلَّمَها الشَّعبُ، فأيَّةُ حاجَةٍ بَعدَهُ إلى أنْ يَظهَرَ كاهِنٌ آخرُ على رُتبَةِ مَلْكِيصادَقَ؟ وما قالَ الكِتابُ على رُتبةِ هارونَ. 12لأنَّهُ إذا تبَدَّلَ الكَهَنوتُ، فَلا بُدَّ مِنْ أنْ تَتَبدَّلَ الشَّريعَةُ. 13والّذي يُقالُ هذا فيهِ يَنتَمي إلى عَشيرةٍ أُخرى، ما قامَ أحَدٌ مِنها بِخِدمَةِ المَذبَحِ. 14فمِنَ المَعروفِ أنَّ رَبَّنا طلَعَ مِنْ يَهوذا، وما ذكَرَ موسى هذِهِ العَشيرَةَ في كلامِهِ على الكَهنَةِ. 15ومِمَّا يزيدُ الأمرَ وُضوحًا أنَّهُ على مِثالِ مَلْكِيصادَقَ ظهَرَ الكاهِنُ الآخَرُ، 16لا على أساسِ نسَبٍ بشَريٍّ، بَلْ بِقُوَّةِ حياةٍ لا تَزولُ. 17فشَهادةُ الكِتابِ لَه هِيَ: ((أنتَ كاهِنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلْكِيصادَقَ)). 18وهكذا بطَلَتِ الوَصِيَّةُ السّابِقَةُ لِضُعفِها وقِلَّةِ فائِدَتِها، 19لأنَّ شريعَةَ موسى ما حَقَّقَتِ الكَمالَ في شيءٍ، فحَلَّ محَلَّها رَجاءٌ أفضَلُ مِنها نتَقَرَّبُ بِه إلى اللهِ. 20وما تَمَّ هذا بِلا يَمينٍ مِنَ اللهِ. فأولئِكَ اللاَّويُّونَ أُقيموا كَهنَةً بِلا يَمينٍ، 21وأمَّا يَسوعُ فأُقيمَ كاهِنًا بيَمينٍ مِنَ اللهِ الّذي قالَ لَه: ((أقسَمَ الرَّبُّ، ولَنْ يَندَمَ، أنَّكَ كاهِنٌ إلى الأبَدِ)). 22وهكذا صارَ يَسوعُ ضَمانًا لِعَهدٍ أفضَلَ مِنَ العَهدِ الأوَّلِ. 23وأولئِكَ الكَهنَةُ عَدَدُهُم كثيرٌ، لأنَّ الموتَ كانَ يَمنَعُ بَقاءَهُم. 24وأمَّا يَسوعُ الّذي يَبقى إلى الأبَدِ، فلَهُ كَهَنوتٌ لا يَزولُ. 25وهوَ قادِرٌ أنْ يُخَلِّصَ الّذينَ يَتَقرَّبونَ بِه إلى اللهِ خَلاصًا تامُا، لأنَّهُ حيٌّ باقٍ لِيَشفَعَ لهُم. 26فيَسوعُ، إذًا، هوَ رئيسُ الكَهنَةِ الّذي يُناسِبُنا، هوَ قُدّوسٌ بَريءٌ لا عَيبَ فيهِ ولا صِلَةَ لَه بِالخاطِئينَ، ارتفَعَ إلى أعلَى مِنَ السَّماواتِ. 27وهوَ بِخِلافِ رُؤَساءِ الكَهنَةِ، لا حاجَةَ بِه إلى أنْ يُقَدِّمَ الذَّبائِحَ كُلَّ يومٍ كَفارَةً لِخَطاياهُ أوَّلاً، ثُمَّ لِخطايا الشَّعبِ، لأنَّهُ فعَلَ هذا مَرَّةً واحدَةً، حينَ قَدَّمَ نَفسَهُ. 28وشريعَةُ موسى تُقيمُ مِنَ البَشَرِ الضُّعَفاءِ رُؤساءَ كَهنَةٍ، أمَّا كلامُ القَسَمِ بَعدَ الشَّريعَةِ فيُقيمُ الابنَ الّذي جُعِلَ كامِلاً إلى الأبَدِ.

ملكيصادق
7
فإِنَّ مَلكيصادَقَ هذا هو مَلِكُ شَليم وكاهِنُ اللهِ العَلِيّ، خَرَجَ لِمُلاقاةِ إِبراهيمَ عِندَ رُجوعِه، بَعدَما كَسَرَ المُلوكَ، وبارَكَه،2 ولَه أَدَّى إِبراهيمُ العُشْرَ مِن كُلِّ شَيء. وتَفسيرُ اسمِه أَوَّلا مَلِكُ البِرّ، ثُمَّ مَلِكُ شَليم، أَي مَلِكُ السَّلام.3 ولَيسَ لَه أَبٌ ولا أُمٌّ ولا نَسَب، ولَيسَ لأَيَّامِه بِداية ولا لِحَياتِه نِهايَة، وهو على مِثالِ ابنِ الله... ويَبْقى كاهِنًا أَبَدَ الدُّهور.

ملكيصادق أخذ العشر من إبراهيم
4
فَانظُروا ما أَعظَمَ هذا الَّذي أَدَّى لَه إِبراهيمُ عُشْرَ خِيارِ الغَنائِم، مَعَ أَنَّه رَئِيسُ الآباء.5إِنَّ الَّذينَ يَقبَلونَ الكَهَنوتَ مِن بَني لاوِي تَأمُرُهمُ الشَّريعَةُ بِأَن يأخُذوا العُشْرَ مِنَ الشَّعْب، أَي مِن إِخوتِهم، مَعَ أَنَّهم خَرَجوا هم أَيضًا مِن صُلْبِ إِبراهيم.6أَمَّا الَّذي لَيسَ لَه نَسَبٌ بَينَهُم، فقَد أَخَذ َالعُشْرَ مِن إِبراهيم وبارَكَ ذاكَ الَّذي كانَت لَه المَواعِد.7 ومِمَّا لا خِلافَ فيه أنَّ الأَصغَرَ شَأنًا يَتَلَقَّى البَرَكَةَ مِنَ الأَكبَرِ شَأنًا.8ثُمَّ إِنَّ الَّذينَ يَأخُذونَ العُشْرَ ههُنا بَشَرٌ مائِتون، وأَمَّا هُناكَ فإِنَّه الَّذي يُشهَدُ لَه بِأَنَّه حَيّ.9 فيَجوزُ القَولُ إِنَّ لاوِيَ نَفْسَه، وهو الَّذي يَأخُذُ العُشْر، قد أَدَّى العُشْرَ في شَخْصِ إِبراهيم 10لأَنَّه كانَ في صُلْبِ أَبيه يَومَ خَرَجَ مَلكيصادَقُ لِمُلاقاتِه.

من الكهنوت اللاوي إلى الكهنوت الَّذي على رتبة ملكيصادق
11
فلَو كانَ الحُصولُ على الكَمالِ بِالكَهَنوتِ اللاَّوِيّ، وقد تَلَقَّى الشَّعبُ شَريعةً مُتَّصِلَةً به، فأَيُّ حاجَةٍ بَعدَه إِلى أن يَقومَ كاهِنٌ آخَرُ يَكونُ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق ولا يُقالُ لَه إِنَّه على رُتْبَةِ هارون؟ 12لأَنَّه إِذا تَبَدَّلَ الكَهَنوت، فلا بُدَّ مِن تَبَدُّلِ الشَّريعَة. 13 وذلِك أَنَّ الَّذي يُقالُ هذا فيه يَنتَمي إلى سِبْطٍ آخَرَ لم يَقُم أَحَدٌ مِنه بِخِدمَةِ المَذبَح. 14فَمِنَ المَعْروفِ أَنَّ رَبَّنا خَرَجَ مِن يَهوذا، مِن سِبْطٍ لم يَذكُرْه مُوسى في كَلامِه على الكَهَنة.

نسخ الشريعة القديمة
15
ومِمَّا يَزيدُ الأمْرَ وُضوحًا أَن يُقامَ كاهِنٌ غَيرُه على مِثالِ مَلكيصادَق 16 لم يَصِرْ كاهِنًا بِحَسَبِ شَريعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بل بِحَسَبِ قُوَّةِ حَياةٍ لَيسَ لَها زَوال، 17 لأَنَّ الشَّهادَةَ الَّتي أُدِّيَت لَه هي: (( أَنتَ كاهِنٌ لِلأَبَد على رُتْبَةِ مَلكيصادَق )). 18وهكذا نُسِخَتِ الوَصِيَّةُ السَّابِقَةُ لِضُعفِها وقِلَّةِ فائِدَتِها، 19فالشَّريعَةُ لم تُبِلغْ شَيئًا إِلى الكَمال، وأُدخِلَ رَجاءٌ أَفضَلُ نَتَقَرَّب بِه إِلى اللّه.

لا تغيير في كهنوت المسيح
20
وبِقَدْرِ ما لم يَحدُثْ ذلِكَ بلا يَمين, فإِنَّ أُولئِكَ صاروا كَهَنَةً بلا يَمين، 21 وأَمَّا هذا فبِيَمينٍ مِنَ الَّذي قالَ لَه: (( أَقسَمَ الرَّبُّ، ولَن يَندَم، أَنَّكَ كاهِنٌ لِلأَبَد )) 22صارَ يسوعُ كَفيلَ عَهْدٍ أَفضَل. 23 أُولئِكَ الكَهَنَةُ كَانَ يَصيرُ مِنهُم عَدَدٌ كَثير لأَنَّ المَوتَ يَحولُ دونَ بَقائِهِم، 24 وأَمَّا هذا فلأَنَّه لا يَزول، لَه كَهَنوتٌ فَريد. 25فهُو لِذلِك قادِرٌ على أَن يُخَلِّصَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بِه إِلى اللهِ خَلاصًا تامًّا لأَنَّه حَيٌّ دائمًا أَبَدًا لِيَشفَعَ لَهم.

كمال عظيم الكهنة السماوي
26
فهذا هو عَظيمُ الكَهَنَةِ الَّذي يُلائِمُنا، قُدُّوسٌ بَريءٌ نَقِيٌّ ومُنفَصلٌ عنِ الخاطئين، جُعِلَ أَعْلى مِنَ السَّمَوات، 27 لا حاجَةَ بِه إِلى أن يُقَرِّبَ كعُظَماءِ الكَهَنَةِ كُلَّ يَومٍ ذَبائِحَ لخَطاياه أَوَّلا، ثُمَّ لِخَطايا الشَّعْب، لأَنَّه فَعَلَ ذلِكَ مَرَّةً واحِدة، حينَ قَرَّبَ نَفْسَه. 28إِنَّ الشَّريعَةَ تُقيمُ أُناسًا ضُعَفاءَ عُظَماءَ كَهَنَة، أَمَّا كَلامُ اليَمينِ الآتي بَعدَ الشَّريعَة فيُقيمُ ابنًا جُعِلَ كامِلاً لِلأَبَد.

ملكيصادق، كاهن وملك

7

فَإِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الْمَذْكُورَ، كَانَ مَلِكاً عَلَى مَدِينَةِ سَالِيمَ وَكَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَقَدِ اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ الْعَائِدَ مُنْتَصِراً مِنْ مَعْرَكَةٍ هَزَمَ فِيهَا عَدَداً مِنَ الْمُلُوكِ، وَنَقَلَ إِلَيْهِ بَرَكَةَ اللهِ. 2وَأَدَّى لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ مَا غَنِمَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ. فَمِنْ جِهَةٍ، يَعْنِي اسْمُ مَلْكِيصَادَقَ «مَلِكَ الْعَدْلِ». وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، كَانَ لَقَبُهُ «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلاَمِ». 3وَالْوَحْيُ لاَ يَذْكُرُ لَهُ أَباً وَلاَ أُمّاً وَلاَ نَسَباً، كَمَا لاَ يَذْكُرُ شَيْئاً عَنْ وِلاَدَتِهِ أَوْ مَوْتِهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَصِحَّ اعْتِبَارُهُ رَمْزاً لابْنِ اللهِ، بِوَصْفِهِ كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. 4لِنَتَأَمَّلِ الآنَ كَمْ كَانَ هَذَا الشَّخْصُ عَظِيماً. فَحَتَّى إِبْرَاهِيمُ، جَدُّنَا الأَكْبَرُ، أَدَّى لَهُ عُشْراً مِنْ غَنَائِمِهِ. 5وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى تُوصِي الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاَوِي بِأَنْ يَأْخُذُوا الْعُشُورَ مِنَ الشَّعْبِ، أَيْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّ أَصْلَهُمْ جَمِيعاً يَرْجِعُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ. 6وَلَكِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الَّذِي لاَ يَجْمَعُهُ بِهَؤُلاَءِ أَيُّ نَسَبٍ، أَخَذَ الْعُشْرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَبَارَكَهُ، مَعَ كَوْنِ إِبْرَاهِيمَ حَاصِلاً عَلَى وُعُودٍ بِالْبَرَكَةِ مِنَ اللهِ.

7إِذَنْ، لاَ خِلاَفَ أَنَّ مَلْكِيصَادَقَ أَعْظَمُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلاَّ فَمَا كَانَ قَدْ بَارَكَهُ!

8أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ العُشُورَ بِمُوجِبِ الشَّرِيعَةِ، هُمْ بَشَرٌ يَمُوتُونَ. أَمَّا مَلْكِيصَادَقُ، الَّذِي أَخَذَ الْعُشُورَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، فَمَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. 9وَلَوْ جَازَ الْقَوْلُ، لَقُلْنَا: حَتَّى لاَوِي، الَّذِي يَأْخُذُ نَسْلُهُ الْعُشُورَ، هُوَ أَيْضاً قَدْ أَدَّى الْعُشُورَ لِمَلْكِيصَادَقَ مِنْ خِلاَلِ إِبْرَاهِيمَ. 10فَمَعَ أَنَّ لاَوِي لَمْ يَكُنْ قَدْ وُلِدَ بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَوْجُوداً فِي صُلْبِ جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ، عِنْدَمَا لاَقَاهُ مَلْكِيصَادَقُ.

 

الكهنوت من لاوي إلى ملكيصادق

11إِنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى كُلَّهَا كَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ نِظَامِ الْكَهَنُوتِ الَّذِي قَامَ بَنُو لاَوِي بِتَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِ. إِلاَّ أَنَّ ذَلِكَ النِّظَامَ لَمْ يُوصِلْ إِلَى الْكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى أَسَاسِهِ. وَإِلاَّ، لَمَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى تَعْيِينِ كَاهِنٍ آخَرَ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ، وَلَيْسَ عَلَى رُتْبَةِ هَرُونَ! 12وَحِينَ يَحْدُثُ أَيُّ تَغَيُّرٍ فِي الْكَهَنُوتِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَابِلَهُ تَغَيُّرٌ مُمَاثِلٌ فِي شَرِيعَةِ الْكَهَنُوتِ. 13فَالْمَسِيحُ، رَئِيسُ كَهَنَتِنَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ سِبْطِ لاَوِي، الَّذِي كَانَ كَهَنَةُ الْيَهُودِ يَتَحَدَّرُونَ مِنْهُ. 14إِذْ مِنَ الْوَاضِحِ تَارِيخِيّاً أَنَّ رَبَّنَا يَرْجِعُ بِأَصْلِهِ الْبَشَرِيِّ إِلَى يَهُوذَا. وَشَرِيعَةُ مُوسَى لاَ تَذْكُرُ أَيَّةَ عَلاَقَةٍ لِنَسْلِ يَهُوذَا بِنِظَامِ الْكَهَنُوتِ.

15وَمِمَّا يَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحاً، أَنَّ الْكَاهِنَ الْجَدِيدَ، الشَّبِيهَ بِمَلْكِيصَادَقَ، 16لَمْ يُعَيَّنْ كَاهِناً عَلَى أَسَاسِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي تُوصِي بِضَرُورَةِ الانْتِمَاءِ إِلَى نَسْلٍ بَشَرِيٍّ مُعَيَّنٍ، بَلْ عَلَى أَسَاسِ الْقُوَّةِ النَّابِعَةِ مِنْ حَيَاتِهِ الَّتِي لاَ تَزُولُ أَبَداً. 17ذَلِكَ لأَنَّ الْوَحْيَ يَشْهَدُ لَهُ قَائِلاً: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!»

18هَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ نِظَامَ الْكَهَنُوتِ الْقَدِيمَ قَدْ أُلْغِيَ لأَنَّهُ عَاجِزٌ وَغَيْرُ نَافِعٍ. 19فَالشَّرِيعَةُ لَمْ تُوصِلِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ بِحَسَبِهَا وَلَوْ إِلَى أَدْنَى دَرَجَاتِ الْكَمَالِ. وَلِذَلِكَ، وَضَعَ اللهُ أَسَاساً جَدِيداً لِلاقْتِرَابِ إِلَيْهِ، مُقَدِّماً لَنَا رَجَاءً أَفْضَلَ.

20ثُمَّ إِنَّ تَعْيِينَ الْمَسِيحِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، قَدْ تَأَيَّدَ بِالْقَسَمِ. 21أَمَّا بَنُو لاَوِي، فَكَانُوا يَصِيرُونَ كَهَنَةً دُونَ أَيِّ قَسَمٍ. هَذَا الْقَسَمُ وَاضِحٌ فِي قَوْلِ الله: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ...» 22فَعَلَى أَسَاسِ ذَلِكَ الْقَسَمِ، صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ! 23فَضْلاً عَنْ هَذَا، فالْكَهَنَةُ الْعَادِيُّونَ كَانُوا يَتَغَيَّرُونَ دَائِماً، لأَنَّ الْمَوْتَ كَانَ يَمْنَعُ أَيَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ. 24وَأَمَّا الْمَسِيحُ، فَلأَنَّهُ حَيٌّ إِلَى الأَبَدِ، فَهُوَ يَبْقَى صَاحِبَ كَهَنُوتٍ لاَ يَزُولُ! 25وَهُوَ لِذَلِكَ قَادِرٌ دَائِماً أَنْ يُحَقِّقَ الْخَلاَصَ الْكَامِلَ لِلَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اللهِ. فَهُوَ، فِي حَضْرَةِ اللهِ، حَيٌّ عَلَى الدَّوَامِ لِيَتَضَرَّعَ مِنْ أَجْلِهِمْ وَيُحَامِيَ عَنْهُمْ! 26نَعَمْ، هَذَا هُوَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الَّذِي كُنَّا مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ. إِنَّهُ قُدُّوسٌ، لاَ عَيْبَةَ فِيهِ، وَلاَ نَجَاسَةَ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخَاطِئِينَ، وَارْتَفَعَ حَتَّى صَارَ أَسْمَى مِنَ السَّمَاوَاتِ. 27وَهُوَ لاَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَدِيماً كُلُّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ: أَنْ يُقَدِّمَ الذَّبَائِحَ يَوْمِيّاً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَاهُ الْخَاصَّةِ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ كَفَّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً، حِينَ قَدَّمَ نَفْسَهُ عَنْهُمْ. 28إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تُعَيِّنُ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ الضُّعَفَاءِ. أَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ، الَّتِي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَةِ، فَقَدْ عَيَّنَتِ ابْنَ اللهِ، الْمُؤَهَّلَ تَمَاماً لِمُهِمَّتِهِ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ!

تفوق يسوع على الكهنة اللاويين: - 1ً هو على رتبة ملكيصادق
7
فَمَلكيصادَقُ هذا، مَلِكُ شَليمَ، وكاهِنُ اللهِ العليّ، الذي خَرَجَ لِلِقاءِ إِبراهيمَ عندَ رُجوعِهِ مِن كَسْرِ المُلوكِ، وباركَه؛ 2 وإِليهِ أَدَّى إِبراهيمُ العُشْرَ مِن كلِّ شَيء؛ وتَفْسيرُ اسمِهِ أَوَّلاً "مَلِكُ البِرِّ" ثمَّ مَلِكُ شَليمَ أَي "مَلِكُ السَّلام"؛ 3 وليسَ لهُ أَبٌ ولا أُمّ ولا نَسَب؛ وليسَ لهُ بَدَاءَةُ أَيَّامٍ ولا نِهايَةُ حياة؛ هُوَ، المُشبَّهُ بابنِ الله، - يَقومُ كاهِنًا الى الأَبد. 4 فانظُروا ما أَعظمَ شَأْنَ الذي أَدَّى إِليهِ إِبراهيمُ، رئيسُ الآباءِ، عُشْرًا مِنْ خِيارِ الغَنائم! 5 وإِنَّ الذينَ يُقلَّدونَ الكهنوتَ مِن بَني لاوي، لهم وَصيَّةٌ، مِن قِبَل النَّاموس، بأَنْ يَتقاضَوُا العُشورَ مِنَ الشَّعبِ، أَي مِن إِخوَتِهم، مَعَ أَنَّهم هم أَيضًا قد خَرجوا مِن صُلْبِ إِبراهيم. 6 وذاكَ الذي ليسَ لَهُ نَسَبٌ في ما بَينَهم، قد أَخذَ العُشْرَ مِن إِبراهيمَ، وباركَ الذي لهُ المواعِد. 7 ومِمَّا لا خِلافَ فيه أنَّ الأَدْنى يَأْخُدُ البرَكةَ مِنَ الأَعلى. 8 فههنا إِنَّما يأخُذُ العُشورَ أُناسٌ يَموتونَ، أَمَّا هُنالِكَ فمَنْ يَشهَدُ لهُ بأَنَّهُ يَحيا. 9 وإِنْ ساغَ القولُ ((قُلنا)): إِنَّ لاويَ نَفسَهُ -الذي يَأْخذُ العُشورَ- قد أَدَّى العُشورَ، في إِبراهيم؛ 10 لأَنَّهُ كانَ بَعدُ في صُلْبِ أَبيهِ حينَ لاقاهُ مَلْكيصادَق. 11 ومِن ثَمَّ، لَو كانَ الكمالُ ((قد تحقَّقَ)) بالكَهنوتِ اللاَّويّ- وعَليهِ يَقومُ النَّاموسُ الذي أُعطيَ للشَّعب- إِذَنْ أَيَّةُ حاجةٍ بعدُ الى أَن يَقومَ كاهنٌ آخَرُ على رُتبةِ مَلْكيصادقَ، ولا يُقالُ على رُتبةِ هارون؟ 12- إِنَّ تَحوُّلَ الكَهنوتِ يَجُرُّ حَتْمًا تَحوُّلَ النَّاموس...- 13 لأَنَّ الذي تُقالُ فيهِ هذهِ الأَقوالُ هُوَ مِن سِبْطٍ آخَرَ لم يُلازِمْ أَحدٌ منهُ ((خِدمةَ)) المَذبح؛ 14 وإِنَّهُ لَواضحٌ أَنَّ ربَّنا قد أَشْرقَ مِن يهوذا، منَ السِّبْطِ الذي لم يَصِفْهُ قَطُّ مُوسى بشيءٍ منَ الكَهنوت. 15 ومِمَّا يَزيدُ الأَمرَ بَيانًا أَنَّ هذا الكاهنَ الآخَرَ الذي يَقومُ على مُشابَهةِ مَلْكيصادقَ، 16 لم يُنصَبْ بحسَبِ ناموسِ وصيَّةٍ جَسَديَّةٍ، بَل بقُوَّةِ حياةٍ لا تَزول، 17 إِذ قد شُهِدَ لهُ: "أَنتَ كاهنٌ الى الأَبدِ على رُتبةِ مَلكيصادق". 18 وهكذا، قد أُبْطِلَتِ الوصيَّةُ السَّابِقةُ لضُعْفِها وعَدَمِ نَفْعِها، - 19 لأَنَّ النَّاموسَ لم يَبْلُغْ بشَيءٍ الى الكمال، - وإِنَّما كانتْ مَدْخلاً لِرَجاءٍ أَفضلَ، بهِ نَقترِبُ الى الله.

يسوع كاهن بقسم، وكاهن أوحد وبلا خطيئة
20
ولاسيّمَا وإنَّ هذا لم يكُنْ بغَيرِ قَسَم: إِنَّ أُولئكَ إِنّما صاروا كَهنةً بغَيْرِ قَسَم، 21 أَمَّا هُوَ فبقَسَمٍ مِمَّن قالَ لَه: "أَقسَمَ الرَّبُّ ولَن يُخلِفَ، أَنْ أَنتَ كاهِنٌ الى الأَبد". 22 ومِن ثَمَّ، فإِنَّ يسوعَ قد صارَ ضَمانَةً لِعَهدٍ أَفضل.23 ثُمَّ إِنَّ أُولئكَ كانوا كهنةً كثيرينَ، لأَنَّ المَوْتَ كانَ يَحولُ دونَ بَقائِهم؛ 24 أَمَّا هوَ، فلِكَوْنِهِ يَبقى الى الأَبدِ، لهُ كهنوتٌ لا يَنتَقِل. 25 ومِن ثَمَّ فهوَ قادرٌ أَن يُخلِّصَ تَمامًا الذينَ بهِ يَتقرَّبونَ الى اللهِ، إِذْ إِنَّهُ على الدَّوامِ حَيٌّ لِيَشفَعَ فيهم. 26 فذلكَ هُوَ الحَبْرُ الذي كانَ يُلائِمُنا: حَبرٌ قُدُّوسٌ، زَكيٌّ، بلا عَيبٍ، قد تَنزَّهَ عَنِ الخَطأَة، وصارَ أَعلى منَ السَّماوات، 27 لا حَاجةَ لهُ أَنْ يُقرِّبَ كلَّ يَومٍ، مِثلَ الأَحْبارِ، ذَبائِحَ عَن خَطاياهُ الخاصَّةِ أَوَّلاً، ثمَّ عَن خطايا الشَّعب، لأَنّهُ فَعلَ ذلكَ دَفعَةً واحدةً حينَ قَرَّبَ نَفسَه. 28 فالنَّاموسُ إِذَنْ يُقيمُ أَحبارًا أُناسًا ضُعَفاء؛ أَمَّا كلمةُ القَسَمِ -التي عَقِبَتِ النَّاموس- ((فتُقيمُ)) الابنَ، كامِلاً الى الأَبَد.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ

 1وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا ،قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ 2خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ. 3لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُقَامُ لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ. فَمِنْ ثَمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا أَيْضاً شَيْءٌ يُقَدِّمُهُ. 4فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى الأَرْضِ لَمَا كَانَ كَاهِناً، إِذْ يُوجَدُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ قَرَابِينَ حَسَبَ النَّامُوسِ، 5الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ». 6وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ. 7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. 8لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِماً: «هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. 9لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 10لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. 12لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحاً عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 13فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ.

يسوع كاهن العهد الجديد
8
وخُلاصَةُ القَولِ هِيَ أنَّ لنا رئيسَ كَهنَةٍ هذِهِ عَظَمَتُهُ، جَلَسَ عَنْ يَمينِ عَرشِ الجَلالِ في السَّماواتِ،2خادِمًا لِقُدسِ الأقداسِ والخيمَةِ الحَقيقِيَّةِ الّتي نَصَبَها الرَّبُّ لا الإنسانُ. 3ويُقامُ كُلُّ رَئيسِ كَهنَةٍ لِيُقَدِّمَ القرابينَ والذَّبائِحَ، فلا بُدَّ أنْ يكونَ لِرئيسِ كهنَتِنا شيءٌ يُقَدِّمُهُ.4فلَو كانَ يَسوعُ في الأرضِ لَما أُقيمَ كاهِنًا، لأنَّ هُناكَ مَنْ يُقَدِّمُ القَرابينَ وِفقًا لِلشَّريعَةِ.5هَؤُلاءِ يَخدُمونَ صُورَةً وظِلاًّ لِمَا في السَّماواتِ. فحينَ أرادَ موسى أنْ يَنصِبَ الخَيمةَ أوحى إلَيهِ اللهُ قالَ: ((أُنظُرْ واعمَلْ كُلَّ شيءٍ على المِثالِ الّذي أريتُكَ إيّاهُ على الجبَلِ)). 6ولكِنَّ المَسيحَ نالَ خِدمَةً أفضَلَ مِنَ الّتي قَبْلَها بِمِقدارِ ما هوَ وسيطٌ لعَهدٍ أفضَلَ مِنَ العَهدِ الأوَّلِ، لأنَّهُ قامَ على أساسِ وُعودٍ أفضَلَ مِنْ تِلكَ.7فلَو كانَ العَهدُ الأوَّلُ لا عيبَ فيهِ، لما دَعَتِ الحاجَةُ إلى عَهدٍ آخَرَ. 8واللهُ يَلومُ شعبَهُ بِقَولِهِ: ((يَقولُ الربُّ: ها هِيَ أيّامٌ تَجيءُ أقطَعُ فيها لِبَني إِسرائيلَ ولِبَني يَهوذا عَهدًا جَديدًا، 9لا كالعَهدِ الّذي جَعَلتُهُ لآبائِهِم يومَ أخَذتُ بِيَدِهِم لأُخرِجَهُم مِنْ أرضِ مِصْرَ، فما ثَبَتوا على عَهدي.لذلِكَ أهمَلتُهُم أنا الرَّبُّ. 10وهذا هوَ العَهدُ الّذي أُعاهِدُ علَيهِ بَني إِسرائيلَ في الأيّامِ الآتيَةِ، يَقولُ الرَّبُّ: سأجعَلُ شرائعي في عُقولِهِم وأكتُبُها في قُلوبِهِم، فأكونُ لهُم إلَهًا ويكونونَ لي شَعبًا. 11فلا أحدَ يُعَلِّمُ ابنَ شعبِهِ ولا أخاهُ فيَقولُ لَه: إعرِفِ الرَّبَّ ، لأنَّهُم سيَعرِفوني كُلُّهُم مِنْ صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم، 12فأصفَحُ عَنْ ذُنوبِهِم ولَنْ أذكُرَ خَطاياهُم مِنْ بَعدُ)). 13واللهُ بِكلامِهِ على ((عَهدٍ جديدٍ)) جعَلَ العَهدَ الأوَّلَ قديمًا، وكُلُّ شيءٍ عَتَقَ وشاخَ يَقتَرِبُ مِنَ الزَّوالِ.

الكهنوت الجديد والقدس الجديد
8
ورأسُ الكلامِ في هذا الحَديثِ أَنَّ لَنا عَظيمَ كَهَنَةٍ هذا هو شَأنُه: جَلَسَ عن يَمينِ عَرْشِ الجَلالِ في السَّمَوات،2 خادِمًا لِلْقُدْسِ، والخَيمَةِ الحَقيقِيَّةِ الَّني نَصبَها الرَّبُّ لا الإِنسان.3فإِنَّ كُلَّ عَظيمِ كَهَنَةٍ يُقامُ لِيُقَرِّبَ القَرابينَ والذَّبائِح، ولِذلك فلا بُدَّ لَه أَيضًا أَن يَكونَ لَدَيه شيَءٌ يُقَرِّبُه.4 فلَو كانَ يسوعُ في الأَرض لَما جُعِلَ كاهِنًا، لأَنَّ هُناكَ مَن يُقَرِّبُ القَرابينَ وَفْقًا لِلشَّريعَة.5غَيرَ أَنَّ عِبادَةَ هؤُلاءِ عِبادة صُورَةٍ وظِلٍّ لِلحَقائِقِ السَّماوِيَّة. وذلِكَ ما أُوحِيَ إِلى مُوسى حينَ هَمَّ بِأَن يَنصِبَ الخَيمَة، فقَد قيلَ لَه: (( أُنظُرْ واعمَلْ كُلَّ شَيءٍ على الطِّرازِ الَّذي عُرِضَ علَيكَ على الجَبَل )).

المسيح وسيط العهد الأفضل
6
فإِنَّ المسيحَ قد نالَ اليَومَ خِدمَةً أَفضَل بِمِقْدارِ ما هو وَسيطٌ لِعَهْدِ أَفضَلَ مِنَ الَّذي قَبْلَه لأَنَّه مَبنِيٌّ على مَواعِدَ أَفضَل.7فلَو كانَ العَهْدُ الأَوَّلُ لا غُبارَ علَيه، لَما كانَ هُناكَ داعٍ إِلى عَهْدٍ آخَر.8 فإِنَّ اللهَ يلومُهُم بِقَولِه: (( ها إِنَّها أَيَّامٌ تَأتي، يَقولُ الرَّبّ أَقطَعُ فيها لِبَيتِ إِسرائيلَ ولِبَيتِ يَهوذا عَهْدًا جَديدًا 9 لا كالعَهْدِ الَّذي جَعْلُته لآبائِهِم يَومَ أَخَذتُ بِأَيديهِم لأُخرِجَهُم مِن أَرْضِ مِصْر لأَنَّهم لم يَثبُتوا على عَهْدي. فأَهمَلتُهُم أَنا أَيضًا، يَقولُ الرَّبّ. 10وهذا هو العَهْدُ الَّذي أُعاهِدُ علَيه بَيتَ إسرائيل بَعدَ تِلكَ الأَيَّام، يَقولُ الرَّبّ: إِنِّي لأَجعَلُ شَريعَتي في ضَمائِرِهِم وأَكتُبُها في قُلوبِهِم فأَكونُ لَهم إِلهًا وهم يَكونونَ لي شَعْبًا. 11فلا أَحَدَ يُعَلِّمُ بَعدَ ذلِك ابنَ وَطَنِه ولا أَحَدَ يُعَلِّمُ أَخاه فيَقولُ لَه: اِعرِفِ الرَب لأَنَّهم سيَعرِفونَني كُلُّهم مِن صَغيرِهِم إِلى كَبيرِهِم 12 فأَصفَحُ عن آثامِهِم ولَن أَذكُرَ خَطاياهم بَعدَ ذلِكَ )) 13فإِنَّه، إِذ يَقولُ (( عَهْدًا جَديدًا ))، فقَد جَعَلَ العَهْدَ الأَوَّلَ قَديمًا، وكُلُّ شَيءٍ قَدُمَ وشاخَ هو قَريبٌ مِنَ الزَّوال.

المسيح كاهننا الأعلى في السماء

8

وَخُلاَصَةُ الْقَوْلِ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ، أَنَّ الْمَسِيحَ هُوَ رَئِيسُ كَهَنَتِنَا الَّذِي وَصَفْنَا كَهَنُوتَهُ هُنَا. إِنَّهُ الآنَ جَالِسٌ فِي السَّمَاءِ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اللهِ الْعَظِيمِ. 2وَهُوَ يَقُومُ بِمُهِمَّتِهِ هُنَاكَ، فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ: فِي خَيْمَةِ الْعِبَادَةِ الْحَقِيقِيَّةِ الَّتِي نَصَبَهَا الرَّبُّ، لاَ الإِنْسَانُ. 3فَمُهِمَّةُ كُلِّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ هِيَ أَنْ يُقَرِّبَ لِلهِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ. وَعَلَيْهِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ لِرَئِيسِ كَهَنَتِنَا مَا يُقَدِّمُهُ. 4فَلَوْ أَنَّ الْمَسِيحَ كَانَ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ، لَمَا كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يَكُونَ كَاهِناً. إِذْ تَحْصُرُ الشَّرِيعَةُ وَظِيفَةَ الْكَهَنُوتِ فِي نَسْلٍ وَاحِدٍ يَحِقُّ لِلمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ أَنْ يُقَرِّبُوا التَّقْدِمَاتِ. 5وَهَؤُلاَءِ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ مَا يُشَكِّلُ رَمْزاً وَظِلاً لِلأُمُورِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ. وَهَذَا وَاضِحٌ مِنْ قَوْلِ اللهِ لِمُوسَى قَبْلَ أَنْ يَصْنَعَ خَيْمَةَ الْعِبَادَةِ. إِذْ أَوْحَى إِلَيْهِ قَائِلاً: «انْتَبِهْ! عَلَيْكَ أَنْ تَصْنَعَ الْخَيْمَةَ وَمَا فِيهَا وَفْقاً لِلْمِثَالِ الَّذِي أَظْهَرْتُهُ لَكَ عَلَى الْجَبَلِ!»

6فَرَئِيسُ كَهَنَتِنَا، إِذَنْ، قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ مِنْ خِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ الأَرْضِيِّ، لِكَوْنِهِ الْوَسِيطَ الَّذِي أَعْلَنَ لَنَا قِيَامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَهْدِ السَّابِقِ، وَلِكَوْنِ هَذَا الْعَهْدِ الْجَدِيدِ يَنْطَوِي عَلَى وُعُودٍ أَفْضَلَ.

7 فَلَوْ كَانَ الْعَهْدُ السَّابِقُ بِلاَ عَيْبٍ، لَمَا ظَهَرَتْ الْحَاجَةُ إِلَى عَهْدٍ آخَرَ يَحُلُّ مَحَلَّهُ. 8وَالْوَاقِعُ أَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يُعَبِّرُ عَنْ عَجْزِ الْعَهْدِ السَّابِقِ. وَهَذَا وَاضِحٌ فِي قَوْلِ أَحَدِ الأَنْبِيَاءِ قَدِيماً:

«لاَبُدَّ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أُبْرِمُ فِيهَا عَهْداً جَدِيداً مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا. 9هَذَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، حِينَ أَمْسَكْتُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَبِمَا أَنَّهُمْ خَرَقُوا ذَلِكَ الْعَهْدَ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَصْبَحَ مِنْ حَقِّي أَنْ أُلْغِيَهُ! 10فَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11بَعْدَ ذَلِكَ، لاَ يُعَلِّمُ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَ وَطَنِهِ وَلاَ أَخَاهُ قَائِلاً: تَعَرَّفْ بِالرَّبِّ! ذَلِكَ لأَنَّ الْجَمِيعَ سَوْفَ يَعْرِفُونَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، مِنَ الصَّغِيرِ فِيهِمْ إِلَى الْعَظِيمِ. 12لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ!» 13وَهَكَذَا، نُلاَحِظُ أَنَّ اللهَ بِكَلاَمِهِ عَنْ عَهْدٍ جَدِيدٍ، جَعَلَ الْعَهْدَ السَّابِقَ عَتِيقاً. وَطَبِيعِيٌّ أَنَّ كُلَّ مَا عَتَقَ وَشَاخَ، يَكُونُ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الزَّوَالِ!

تفوّق المقدس الجديد
8
ورَأْسُ الكلامِ في هذا المَوضوعِ أَنَّ لنا حَبْرًا كهذا، قد جَلَسَ عَن يَمينِ عَرشِ الجَلالِ في السَّماواتِ 2 خادِمًا للأَقداسِ والمَسكِنِ الحقيقيّ، الذي نَصَبهُ الرَّبُّ لا الإِنسانُ. 3 فإِنَّ كلَّ حَبرٍ يُقامُ ليُقرِّبَ تَقادِمَ وذَبائِح؛ ومِن ثَمَّ لا بُدَّ لهذا أَنْ يكونَ لهُ، هُوَ أَيضًا، شَيءٌ يُقرِّبُه. 4 فَلو أَنَّ ((يَسوعَ)) كانَ على الأرضِ، لَما كانَ كاهِنًا لأَنَّهُ يُوجَدُ ((كهنةٌ)) آخَرونَ يُقرِّبونَ التَّقادِمَ على حَسَبِ النَّاموس؛ 5 فهؤُلاءِ يُقيمونَ خِدمَةً هيَ صورَةٌ وظِلٌّ لِما في السَّماواتِ، كما أُوعِزَ الى مُوسى لمَّا هَمَّ أَنْ يُنشِئَ المسكِنَ، فَقيلَ له: "أُنظُرْ، واصْنَعْ كلَّ شَيءٍ على المِثالِ الذي أُريتَهُ في الجبل".

تفوق العهد الجديد
6
أَمَّا ((حَبْرُنا)) فقد حَصَلَ الآنَ على خِدمةٍ أَسمى بِمقدارِ ما هُوَ وَسيطٌ لِعَهدٍ أَفضَلَ، مُؤَسَّسٍ على مَواعِدَ أَفضَلَ. 7 لأَنَّهُ، لو كانَ ((العهدُ)) الأَوَّلُ بغيرِ لَومٍ لَما كانَ مِن داعٍ الى طَلَبِ آخَرَ. 8 فإِنَّ اللهَ يَلومُهم إِذ يَقولُ لهم: "ها إِنَّها تَأْتي أَيَّامٌ، يَقولُ الرَّبّ، أَقطَعُ فيها مَعَ بَيتِ إِسرائيلَ وبيتِ يَهوذا، عَهدًا جَديدًا، 9 لا كالعَهدِ الذي قَطعتُ مَعَ آبائِهم، يَومَ أَخَذتُ بيَدِهم لأُخرِجَهم مِن أَرضِ مِصْرَ. وبِما أَنَّهم هم أَنفسَهم لم يَسْتَمِرُّوا على عَهدي، أَنا أَيضًا أَهمَلتُهم، يَقولُ الرَّبّ. 10 وهذا هُوَ العهدُ الذي أُعاهِدُ به بَيتَ إِسرائيلَ بَعدَ هذهِ الأَيَّامِ، يَقولُ الرَّبّ: أُحِلُّ شَرائعي في بَصيرَتِهم، وأَكتُبُها على قَلْبهِم، وأَكونُ لهم إِلهًا، وهم يكونونَ لي شَعبًا. 11 ولا يُعلِّمُ بَعدُ أَحدٌ مُواطِنَهُ، ولا أَحدٌ أَخاهُ، قائلاً: إِعْرِفِ الرَّبَّ، بِما أَنَّ الجَميعَ سَيعرِفوني مِن صَغيرِهم الى كَبيرِهم. 12 لأَنّي سأَغْفِرُ آثامَهم، ولَن أَذْكُرَ مِن بَعدُ خَطاياهم". 13 فبقولهِ ((عَهدًا)) "جَديدًا" أَعلنَ الأَوَّلَ عَتيقًا. والحَالُ أَنَّ ما عَتُقَ وشاخَ هُوَ على شَفا الزَّوال.

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ

 1ثُمَّ الْعَهْدُ الأَوَّلُ كَانَ لَهُ أَيْضاً فَرَائِضُ خِدْمَةٍ وَالْقُدْسُ الْعَالَمِيُّ، 2لأَنَّهُ نُصِبَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْقُدْسُ» الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ، وَخُبْزُ التَّقْدِمَةِ. 3وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» 4فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ. 5وَفَوْقَهُ كَرُوبَا الْمَجْدِ مُظَلِّلَيْنِ الْغِطَاءَ. أَشْيَاءُ لَيْسَ لَنَا الآنَ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْهَا بِالتَّفْصِيلِ. 6ثُمَّ إِذْ صَارَتْ هَذِهِ مُهَيَّأَةً هَكَذَا، يَدْخُلُ الْكَهَنَةُ إِلَى الْمَسْكَنِ الأَوَّلِ كُلَّ حِينٍ، صَانِعِينَ الْخِدْمَةَ. 7وَأَمَّا إِلَى الثَّانِي فَرَئِيسُ الْكَهَنَةِ فَقَطْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ، لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ جَهَالاَتِ الشَّعْبِ، 8مُعْلِناً الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَذَا أَنَّ طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ، مَا دَامَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ لَهُ إِقَامَةٌ، 9الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ، 10وَهِيَ قَائِمَةٌ بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ وَغَسَلاَتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَرَائِضَ جَسَدِيَّةٍ فَقَطْ، مَوْضُوعَةٍ إِلَى وَقْتِ الإِصْلاَحِ. 11وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. 12وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. 13لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، 14فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! 15وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ - إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ - يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. 17لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً. 18فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضاً لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، 19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، 20قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». 21وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ. 22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! 23فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهَذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ. 24لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. 25وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. 26فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. 27وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، 28هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.

المسيح وسيط العهد الجديد
9
فالعَهدُ الأوَّلُ كانَت لَه شَعائِرُ العِبادَةِ والقُدسِ الأرضِيِّ.2فكانَ هُناكَ مَسكِنٌ مَنصوبٌ هوَ المَسكِنُ الأوَّلُ الّذي يُقالُ لَه القُدسُ، وفيهِ المَنارَةُ والمائِدَةُ وخُبزُ القُربانِ.3وكانَ وراءَ الحِجابِ الثّاني مَسكِنٌ يُقالُ لَه قُدْسُ الأقداسِ،4وفيهِ المِبخَرَةُ الذَّهَبِيَّةُ وتابوتُ العَهدِ وكُلُّهُ مُغَشّىً بِالذَّهَبِ، وفيهِ وِعاءٌ ذَهَبِيٌّ يَحتَوي المَنَّ وَفيهِ عَصا هارونَ الّتي أورَقَتْ ولَوْحا وصايا العَهدِ.5وكانَ فَوقَ التَّابوتِ كَروبا المَجدِ يُظَلِّلانِ الغِطاءَ. ولا مَجالَ الآنَ لِلكَلامِ على هذا كُلِّهِ بِالتَّفصيلِ. 6كانَ كُلُّ شيءٍ على هذا التَّرتيبِ، فيَدخُلُ الكَهنَةُ إلى المَسكِنِ الأوَّلِ في كُلِّ وَقتٍ ويَقومونَ بِشَعائِرِ العِبادَةِ.7ولكِنَّ رَئيسَ الكَهنَةِ وَحدَهُ يَدخُلُ إلى المَسكِنِ الثَّاني مرَّةً في السَّنَةِ، ولا يَدخُلُها إلاَّ ومعَهُ الدَّمُ الّذي يُقَدِّمُهُ كَفّارَةً لِخَطاياهُ ولِلخطايا الّتي ارتكَبَها الشَّعبُ عَنْ جَهلٍ مِنهُم.8وبِهذا يُشيرُ الرُّوحُ القُدُسُ إلى أنَّ الطَّريقَ إلى قُدْسِ الأقداسِ غَيرُ مَفتوحِ ما دامَ المَسكِنُ الأوَّلُ قائِمًا.9وهذا التَّرتيبُ رَمزٌ إلى الزَّمَنِ الحاضِرِ، وكانَ يَتِمُّ فيهِ تَقديمُ قَرابينَ وذَبائِحَ لا تَقدِرُ أنْ تَجعَلَ الكاهِنَ كامِلَ الضَّميرِ. 10فهِيَ أحكامٌ تَخُصُّ الجَسَدَ وتَقتَصِرُ على المَأْكَلِ والمَشرَبِ ومُختَلفِ أساليبِ الغَسلِ، وكانَت مَفروضَةً إلى الوَقتِ الّذي يُصلِحُ اللهُ فيهِ كُلَّ شيءٍ. 11ولكِنَّ المَسيحَ جاءَ رئيسَ كَهنَةٍ لِلخيراتِ المُستَقبَلْ َةِ واجتازَ خَيمَةً أعظَمَ وأكمَلَ مِنْ تِلكَ الخَيمَةِ الأولى، غَيرَ مَصنوعَةٍ بأيدي البَشَرِ، أي أنَّها لا تَنتَمي إلى هذِهِ الخليقَةِ، 12فدَخَلَ قُدْسَ الأقداسِ مرَّةً واحدَةً، لا بِدَمِ التُّيوسِ والعُجولِ، بَلْ بِدَمِهِ، فكَسَبَ لَنا الخَلاصَ الأبدِيَّ. 13فإذا كانَ رَشُّ دَمِ التُّيوسِ والثِّيرانِ ورَمادِ العِجلَةِ يُقَدِّسُ المُنَجَّسينَ ويُطَهِّرُ جَسَدَهُم، 14فما أَولى دَمُ المَسيحِ الّذي قَدَّمَ نَفسَهُ إلى الله بالرُّوحِ الأزلِيِّ قُربانًا لا عَيبَ فيهِ، أنْ يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأعمالِ المَيِّتَةِ لِنَعبُدَّ اللهَ الحيَ. 15لذلِكَ هوَ الوَسيطُ لِعَهدٍ جَديدٍ يَنالُ فيهِ المَدعوّونَ الميراثَ الأبدِيَّ المَوعودَ، لأنَّهُ ماتَ كَفّارَةً لِلمَعاصي الّتي ارتكَبَها الشَّعبُ في أيّامِ العَهدِ الأوَّلِ. 16فحَيثُ تكونُ الوَصِيَّةُ يَجبُ إثباتُ مَوتِ المُوصي، 17لأنَّ الوَصِيَّةَ مَرهونَةٌ بِمَوتِ المُوصي، فلا فِعلَ لها ما دامَ المُوصي حيّاً. 18ولذلِكَ تكَرَّسَ العَهدُ الأوَّلُ أيضًا بِالدَّمِ. 19فَموسى، بَعدَما تَلا على مَسامِعِ الشَّعبِ جميعَ الوَصايا كما هِيَ في الشَّريعَةِ، أخَذَ دمَ العُجولِ والتُّيوسِ، ومَعهُ ماءٌ وصُوفٌ قِرمِزيُّ وزوفى، ورَشَّهُ على كِتابِ الشَّريعَةِ نَفسِهِ وعلى الشَّعبِ كُلِّهِ 20وقالَ: ((هذا هوَ دَمُ العَهدِ الّذي أمرَكُمُ اللهُ بِه)). 21وكذلِكَ رَشَّ الخَيمَةَ وكُلَّ أدَواتِ العِبادَةِ بِالدَّمِ. 22ويكادُ لا يَطْهُرُ شيءٌ حسَبَ الشَّريعَةِ إلاَّ بِالدَّمِ، وما مِنْ مَغفِرَةٍ بِغَيرِ إراقَةِ دَمٍ.

المسيح أعظم الذبائح
23
فإذا كانَ مِثالُ الأُمورِ السَّماوِيَّةِ يَلزَمُهُ التَّطهيرُ بِهذِهِ الشَّعائِرِ، فالأُمورُ السَّماوِيَّةُ نَفسُها يَلزَمُها تَطهيرٌ بِذَبائِحَ أفضَلَ مِنْ تِلكَ، 24لأنَّ المَسيحَ ما دخَلَ قُدسًا صَنَعَتهُ أيدي البَشَرِ صُورَةً لِلقُدسِ الحَقيقِيِّ، بَلْ دَخَلَ السَّماءَ ذاتَها لِيظهَرَ الآنَ في حَضرَةِ اللهِ مِنْ أجلِنا، 25لا لأنَّهُ سَيُقدِّمُ نَفسَهُ عِدَّةَ مَرّاتٍ كما يَدخُلُ رَئيسُ الكَهنَةِ قُدْسَ الأقداسِ كُلَّ سنَةٍ بِدَمٍ غَيرِ دَمِهِ، 26وإلاَّ لكانَ علَيهِ أنْ يتَألَّمَ مَرّاتٍ كَثيرَةً مُنذُ إنشاءِ العالَمِ. ولكِنَّهُ ظَهَرَ الآنَ مرَّةً واحدَةً عِندَ اكتِمالِ الأزمِنَةِ لِيُزيلَ الخَطيئَةَ بِتَقديمِ نَفسِهِ ذَبيحَةً للهِ. 27وكما أنَّ مَصيرَ البَشَرِ أنْ يَموتوا مرَّةً واحدَةً، وبَعدَ ذلِكَ الدَّينونَةُ، 28فكذلِكَ المَسيحُ قَدَّمَ نَفسَهُ مَرَّةً واحدَةً لِيُزيلَ خَطايا الكثيرِ مِنَ النّاس ِ. وسيَظهَرُ ثانِيَةً، لا لأجلِ الخَطيئَةِ، بَلْ لِخلاصِ الّذينَ يَنتَظِرونَهُ.

المسيح يدخل القدس السماوي
9
فالعَهْدُ الأَوَّلُ أَيضًا كانَت لَه أَحكامُ العِبادَةِ والقُدْسُ الأَرْضيّ.2 فقَد نُصِبَت خَيمَةٌ هي الخَيمَةُ الأُولى ، وكانَت فيها المَنارَةُ والمائِدةُ والخُبزُ المُقَدَّس، ويُقالُ لَها القُدْس.3 وكانَ وَراءَ الحِجابِ الثَّاني الخَيمَةُ الّتي يُقالُ لَها قُدْسُ الأَقْداس،4 وفيها المَوقِدُ الذَّهَبِيُّ لِلبَخور وتابوتُ العَهْدِ وكُلُّه مُغَشىًّ بِالذَّهَب، وفيه وِعاءٌ ذَهَبِيٌّ يَحتَوي المَنَّ وعَصا هارونَ الَّتي أَورَقَت ولَوحَيِ العَهْد.5ومِن فَوقِه كَروبا المَجْدِ يُظَلًّلانِ غِطاءَ الكَفَّارَة. ولَيسَ هُنا مَقامُ تَفْصيلِ الكَلامِ على جَميعِ ذلِك. 6 ذَاكَ كُلُّه على هذا التَّرْتيب، فالكَهَنَةُ يَدخُلونَ الخَيمَةَ الأُولى كُلَّ حين ويَقومونَ بِشَعائِرِ العِبادَة.7 وأَمَّا الخَيمَةُ الأُخْرى فإِنَّ عَظيمَ الكَهَنَةِ وَحدَه يَدخُلُها مَرَّةً في السَّنة، ولا يَدخُلُها بِلا دَمٍ، الدَّمِ الَّذي يُقَرِّبُه عن مَجاهِلِه ومَجاهِلِ شَعْبِه.8وبِذلِك يُشيرُ الرُّوحُ القُدُسُ إِلى أَنَّ طَريقَ القُدْسِ لم يُكشَفْ عَنه ما دامَتِ الخَيمَةُ الأُولى.9وهذا رَمْزٌ إِلى الوَقْتِ الحاضِر، ففيه تُقَرَّبُ قَرابينُ وذَبائِحُ لَيسَ بِوُسْعِها أَن تَجعَلَ مَن يَقومُ بِالشَّعائِرِ كامِلاً مِن جِهَةِ الضَّمير: 10 فهي تَقتَصِرُ على المَآكِلِ والمَشارِبِ ومُختَلِفِ الوُضوء، إِنَّها أَحْكامٌ بشَرِيَّةٌ فُرِضَت إِلى وَقْتِ الإِصْلاح. 11 أَمَّا المسيح فقَد جاءَ عَظيمَ كَهَنَةٍ لِلخَيراتِ المُستَقْبَلَة، و مِن خِلالِ خَيمَةٍ أَكبَرَ وأَفضَلَ لم تَصنَعْها الأَيْدي، أَي أَنَّها لَيسَت مِن هذِه الخَليقَة، 12 دَخَلَ القُدْسَ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ التُّيوسِ والعُجول، بل بِدَمِه، فحَصَلَ على فِداءٍ أَبَدِيّ. 13فإِذاكانَ دَمُ التُّيوسِ والثِّيرانِ ورَشُّ رَمادِ العِجْلَةِ يُقَدِّسانِ المُنَجَّسينَ لِتَطهُرَ أَجْسادُهم، 14فما أَولى دَمَ المسيحِ، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَه إلى اللهِ بِروحٍ أَزَلِيٍّ قُرْبانًا لا عَيبَ فيه، أَن يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأَعمالِ المَيْتَة لِنَعبدَ اللهَ الحَيّ!

المسيح يختم العهد الجديد بدمه
15
لِذلِك هو وَسيطٌ لِعَهْدٍ جَديد، لِوَصِيَّةٍ جَديدة، حَتَّى إِذا ماتَ فِداءً لِلمَعاصِيَ المَرْتَكَبَةِ في العَهْدِ الأَوَّل، نالَ المَدعُوُّونَ الميراثَ الأَبَدِيَّ المَوعود، 16لأَنَّه حَيثُ تَكونُ الوَصِيَّة فلا بُدَّ أَن يَثبُتَ مَوتُ المُوصي. 17 فالوَصِيَّةُ لا تَصِحُّ إِلاَّ بَعدَ المَوت، لأَنَّه لا يُعمَلُ بِها ما دامَ المُوصيِ حَيًّا. 18 وعلى ذلِكَ فإِنَّ العَهْدَ الأَوَّلَ لم يُبرَمْ بِغَيِر دَم، 19 فإِنَّ موسى، بَعدَما تَلا على مَسامِعِ الشَّعْبِ جَميعَ الوَصايا كَما هي في الشَّريعَة، أَخذَ دَمَ العُجولِ والتُّيوس، مع ماءٍ وصُوفٍ قِرْمِزِيٍّ وزُوفى، ورَشَّه على السِّفْرِ عَينِه وعلى الشَّعْبِ كُلِّه 20وقال: (( هُوَذا دَمُ العَهْدِ الَّذي عَهِدَ اللّه ُفيه إِلَيكم )). 21 والخَيمَةُ وجَميعُ أَدَواتِ العِبادَةِ رَشَّها كذلك بِالدَّم. 22 هذا ويَكادُ بِالدَّمِ يُطَهَّرُ كُلُّ شَيءٍ بِحَسَبِ الشَّريعَةِ، وما مِن مَغفِرَةٍ بِغَيرِ إِراقَةِ دَم. 23 فإِذا كانَت صُوَرُ الأُمورِ السَّماوِيَّةِ لا بُدَّ مِن تَطْهيرِها على هذا النَّحْو، فلابُدَّ مِن تَطْهيرِ الأُمورِ السَّماوِيَّةِ نَفْسِها بِذَبائِحَ أَفضَلَ، 24 لأَنَّ المسيحَ لم يَدخُلْ قُدْسًا صَنَعَته الأَيدي رَسمًا لِلقُدْسِ الحقيقِيّ، بل دَخَلَ السَّماءَ عَيْنَها لِيَمثُلَ الآنَ أَمامَ وَجهِ اللهِ مِن أَجْلِنا، 25لا لِيُقَرِّبَ نَفْسَه مِرارًا كَثيرةً كما يَدخُلُ عظيمُ الكَهَنَةِ القُدْسَ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمٍ غَير دَمِه. 26 ولَو كانَ ذلِكَ، لَكانَ علَيه أَنَ يَتأَلَّمَ مِرارًا كَثيرَةً مُنْذُ إِنْشاءِ العالَم، في حينِ أَنَّه لم يَظهَرْ إِلاَّ مَرَّةً واحِدَةً في نِهايَةِ العالَم لِيُزيلَ الخَطيئَةَ بِذبيحَةِ نَفْسِه. 27وكَما أَنَّه كُتِبَ على النَّاسِ أَن يَموتوا مَرَّةً واحِدة، وبَعدَ ذاكَ يَومُ الدَّينونة، 28 فكَذلِكَ المسيحُ قُرِّبَ مَرَّةً واحِدة لِيُزيلَ خَطايا جَماعَةِ النَّاس. وسيَظهَرُ ثانِيَةً، بِمَعزِلٍ عنِ الخَطيئَة، لِلَّذينَ يَنتَظِرونَه لِلخلاص.

المسيح وسيط العهد الجديد

9

حَقّاً كَانَ الْعَهْدُ الْعَتِيقُ يَتَضَمَّنُ طُقُوساً وَقَوَانِينَ تُنَظِّمُ عِبَادَةَ اللهِ فِي خَيْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ مَنْصُوبَةٍ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ. 2وَكَانَتْ هَذِهِ الْخَيْمَةُ الْكَبِيرَةُ تَحْتَوِي عَلَى غُرْفَتَيْنِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا الْحِجَابُ. الْغُرْفَةُ الأُولَى، وَاسْمُهَا «الْقُدْسُ»، كَانَتْ تَحْتَوِي عَلَى مَنَارَةٍ ذَهَبِيَّةٍ، وَمَائِدَةٍ يُوضَعُ عَلَيْهَا خُبْزٌ مُقَرَّبٌ لِلهِ. 3أَمَّا الْغُرْفَةُ الثَّانِيَةُ، الْوَاقِعَةُ وَرَاءَ الْحِجَابِ، فَكَانَتْ تُسَمَّى «قُدْسَ الأَقْدَاسِ»، 4وَتَحْتَوِي عَلى مَوْقِدٍ لِلْبَخُورِ مَصْنُوعٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَتَابُوتٍ مُغَشًّى بِالذَّهَبِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، يُدْعَى «تَابُوتَ الْعَهْدِ». وَكَانَ فِي دَاخِلِ التَّابُوتِ إِنَاءٌ مَصْنُوعٌ مِنَ الذَّهَبِ يَحْتَوِي عَلَى بَعْضِ الْمَنِّ؛ وَعَصَا هَرُونَ الَّتِي أَطْلَعَتْ وَرَقاً أَخْضَرَ؛ وَاللَّوْحَانِ الْمَنْقُوشَةُ عَلَيْهِمَا وَصَايَا الْعَهْدِ. 5أَمَّا فَوْقَ التَّابُوتِ، فَكَانَ يُوْجَدُ كَرُوبَا الْمَجْدِ (تِمْثَالاَنِ لِمَلاَكَيْنِ)، يُخَيِّمَانِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى غِطَاءِ الصُّنْدُوقِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى «كُرْسِيَّ الرَّحْمَةِ» ... وَهُنَا، نَكْتَفِي بِهَذَا الْمِقْدَارِ مِنَ التَّفَاصِيلِ. فَالْمَجَالُ لاَ يَتَّسِعُ لِلْمَزِيدِ. 6وَبِمَا أَنَّ هَذِهِ الأُمُورَ كَانَتْ مُرَتَّبَةً هكَذَا، كَانَ الْكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ دَائِماً إِلَى الْغُرْفَةِ الأُولَى، حَيْثُ يَقُومُونَ بِوَاجِبَاتِ خِدْمَتِهِمْ. 7أَمَّا الْغُرْفَةُ الثَّانِيَةُ، فَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُهَا إِلاَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَحْدَهُ، مَرَّةً وَاحِدَةً كُلَّ سَنَةٍ. وَكَانَ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمِلَ دَماً يَرُشُّهُ عَلَى «كُرْسِيِّ الرَّحْمَةِ» تَكْفِيراً عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الْخَطَايَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا الشَّعْبُ عَنْ جَهْلٍ. 8وَبِهَذَا، يُشِيرُ الرُّوحُ الْقُدُسُ إِلَى أَنَّ الطَّرِيقَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» الْحَقِيقِيِّ فِي السَّمَاءِ، كَانَتْ غَيْرَ مَفْتُوحَةٍ بَعْدُ. ذَلِكَ لأَنَّ الْمَسْكَنَ الأَوَّلَ مَازَالَ قَائِماً. 9وَمَا هَذَا إِلاَّ صُورَةٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ الَّذِي فِيهِ مَازَالَتِ التَّقْدِمَاتُ وَالذَّبَائِحُ تُقَرَّبُ وَفْقاً لِنِظَامِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ. وَلكِنَّهَا لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطَهِّرَ قُلُوبَ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللهِ، وَلاَ أَنْ تُوصِلَهُمْ إِلَى الْكَمَالِ فَتُرِيحَ ضَمَائِرَهُمْ. 10إِذْ إِنَّ نِظَامَ الْعَهْدِ السَّابِقِ قَدِ اقْتَصَرَ عَلَى تَحْرِيمِ بَعْضِ الْمَأْكُولاَتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ وَتَحْلِيلِ غَيْرِهَا، وَعَلَى وَضْعِ النُّظُمِ الْمُخْتَصَّةِ بِطُقُوسِ الاغْتِسَالِ الْمُخْتَلِفَةِ. بَلْ إِنَّ كُلَّ مَا ضَمَّهُ ذَلِكَ النِّظَامُ، كَانَ قَوَانِينَ جَسَدِيَّةً يَنْتَهِي عَمَلُهَا حِينَ يَأْتِي وَقْتُ الإِصْلاَحِ. 11ذَلِكَ أَنَّ الْبَرَكَاتِ السَّمَاوِيَّةَ قَدْ تَحَقَّقَتْ فِي الْمَسِيحِ. فَهُوَ الآنَ كَاهِنُنَا الأَعْلَى الَّذِي يُؤَدِّي مُهِمَّتَهُ فِي الْخَيْمَةِ الْحَقِيقِيَّةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ وَأَكْمَلُ مِنَ الْخَيْمَةِ الأَرْضِيَّةِ. إِنَّهَا فِي السَّمَاءِ. لَمْ تَصْنَعْهَا يَدٌ بَشَرِيَّةٌ، وَلَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْمَادِّيِّ. 12فَإِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» فِي هَذِهِ الْخَيْمَةِ، دَخَلَ الْمَسِيحُ مَرَّةً وَاحِدًةً، حَامِلاً دَمَ نَفْسِهِ، لاَ دَمَ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ. وَذَلِكَ بَعْدَمَا سَفَكَ دَمَهُ عِوَضاً عَنَّا. فَحَقَّقَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. 13وَلاَ عَجَبَ! فَوَفْقاً لِلنِّظَامِ السَّابِقِ، كَانَ دَمُ الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ يُرَشُّ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، مَعَ رَمَادِ عِجْلَةٍ مَحْرُوقَةٍ، فَيَصِيرُونَ طَاهِرِينَ طَهَارَةً جَسَدِيَّةً. 14فَكَمْ بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيحِ الَّذِي قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلهِ بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ ذَبِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ لِنَعْبُدَ اللهَ الْحَيَّ.

15وَلِذَلِكَ، فَالْمَسِيحُ هُوَ الْوَسِيطُ لِهَذَا الْعَهْدِ الْجَدِيدِ. فَبِمَا أَنَّهُ قَدْ تَّمَ الْمَوْتُ فِدَاءً لِلْمُخَالَفَاتِ الْحَاصِلَةِ تَحْتَ الْعَهْدِ الأَوَّلِ، يَنَالُ الْمَدْعُوُّونَ الْوَعْدَ بِالإِرْثِ الأَبَدِيِّ. 16فَعِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدٌ وَيَتْرُكُ وَصِيَّةً، لاَبُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ مَوْتِهِ لِلاسْتِفَادَةِ مِنْ وَصِيَّتِهِ. 17إِذْ لاَ قُوَّةَ لِلْوَصِيَّةِ عَلَى الإِطْلاقِ مَادَامَ صَاحِبُهَا حَيّاً. فَلاَ تَثْبُتُ الْوَصِيَّةُ إِلاَّ بِمَوْتِ صَاحِبِهَا.

18وَهَكَذَا، فَحَتَّى الْعَهْدُ الْعَتِيقُ لَمْ يَبْدَأْ تَنْفِيذُهُ إِلاَّ بِرَشِّ الدَّمِ. 19فَمَعْلُومٌ أَنَّ مُوسَى، بَعْدَ تِلاَوَةِ وَصَايَا الشَّرِيعَةِ كُلِّهَا عَلَى الشَّعْبِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ مَعَ بَعْضِ الْمَاءِ، وَرَشَّهُ عَلَى كِتَابِ الشَّرِيعَةِ، وَعَلَى أَفْرَادِ الشَّعْبِ، بِبَاقَةٍ مِنْ نَبَاتِ الزُّوفَا وَصُوفٍ أَحْمَرِ اللَّوْنِ. 20وَقَالَ: هَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِحِفْظِهِ. 21وَقَدْ رَشَّ مُوسَى الدَّمَ أَيْضاً عَلَى خَيْمَةِ الْعِبَادَةِ، وَعَلَى أَدَوَاتِ الْخِدْمَةِ الَّتِي فِيهَا. 22فَالشَّرِيعَةُ تُوصِي بِأَنْ يَتَطَهَّرَ كُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً بِالدَّمِ. وَلاَ غُفْرَانَ إِلاَّ بِسَفْكِ الدَّمِ!

 

المسيح الذبيحة الكاملة

23وَبِمَا أَنَّ تَطْهِيرَ الْخَيْمَةِ الأَرْضِيَّةِ كَانَ يَتَطَلَّبُ رَشَّ دَمِ الذَّبَائِحِ الْحَيَوَانِيَّةِ، فَإِنَّ الْخَيْمَةَ الْحَقِيقِيَّةَ لاَبُدَّ أَنْ تَتَطَلَّبَ دَمَ ذَبِيحَةٍ أَفْضَلَ مِنَ الذَّبَائِحِ الأُخْرَى. 24فَالْمَسِيحُ، رَئِيسُ كَهَنَتِنَا، لَمْ يَدْخُلْ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» الأَرْضِيِّ، الَّذِي صَنَعَتْهُ يَدٌ بَشَرِيَّةٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ظِلٌّ لِلْحَقِيقَةِ، بَلْ دَخَلَ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، حَيْثُ يَقُومُ الآنَ بِتَمْثِيلِنَا فِي حَضْرَةِ اللهِ بِالذَّاتِ. 25وَهُوَ لَمْ يَدْخُلْ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةً مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، كَمَا كَانَ الْكَاهِنُ الأَعْلَى عَلَى الأَرْضِ يَدْخُلُ مَرَّةً كُلَّ سَنَةٍ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» بِدَمٍ غَيْرِ دَمِهِ. 26وَإِلاَّ لَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ الْمَسِيحُ مُتَأَلِّماً مَرَّاتٍ كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ! وَلَكِنَّهُ الآنَ، عِنْدَ انْتِهَاءِ الأَزْمِنَةِ، ظَهَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِيُبْطِلَ قُوَّةَ الْخَطِيئَةِ بِتَقْدِيمِ نَفْسِهِ ذَبِيحَةً لِلهِ. 27فَكَمَا أَنَّ مَصِيرَ النَّاسِ الْمَحْتُومَ، هُوَ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ تَأْتِي الدَّيْنُونَةُ، 28كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً: مَاتَ مَرَّةً وَاحِدَةً حَامِلاً خَطَايَا كَثِيرِينَ، مُقَرِّباً نَفْسَهُ (لِلهِ) عِوَضاً عَنْهُمْ. وَلاَ بُدَّ أَنْ يَعُودَ إِلَى الظُّهُورِ. لاَ لِيُعَالِجَ الْخَطَايَا، بَلْ لِيُحَقِّقَ الْخَلاَصَ النِّهَائِيَّ لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ!

ذبيحة العهد الجديد تفتح ابواب المقدس الحق
9
فالعهدُ الأَوَّلُ إِذَنْ، كانَ لَهُ، هوَ أَيضًا، رُسومُ عِبادةٍ ومَقْدِسٌ مِن هذا العالَم. 2 ونُصِبَ الخِباءُ الأَوَّلُ الذي يُقالُ لهُ: القُدْس؛ وكانَت فيهِ المنارةُ، والمائدةُ وخُبْزُ التَّقدمة. 3 ووَراءِ الحِجابِ الثَّاني الخِباءُ الذي يُقالُ لَهُ: قُدْسُ الأَقداس؛ 4 وفيهِ مُستَوْقَدُ البَخورِ منَ الذَّهب؛ وتابوتُ العَهدِ المُغشَّى بالذَّهَبِ مِن كلِّ جهةٍ، وفيهِ إِناءٌ منَ الذَّهبِ فيهِ المَنُّ، وعصا هارونَ التي أَورقَت، ولَوْحا العَهد؛ 5 ومِن فوقِهِ كَرُوبا المَجدِ يُظلِّلانِ على الغِشاء... وليسَ الآنَ مُقامُ تَفصيلِ الكلامِ في ذلك. 6 وإِذ كانتِ الأَشياءُ على هذا التَّرتيبِ، كانَ الكَهنةُ يَدخُلونَ الخِباءِ الأَوَّلَ، في كلِّ وَقتٍ، لِلقيامِ بالخِدمة؛ 7 وأَمَّا الخِباءُ الآخَرُ فإِنَّما يدخُلُهُ رئيسُ الكَهنةِ وَحدَهُ، مرَّةً في السَّنةِ، وليسَ بلا دَمٍ يُقرِّبُهُ عن جَهالاتِهِ وجَهالاتِ الشِّعب. 8 وبذلكَ يُشيرُ الرُّوحُ القُدُسُ الى أنَّ طريقَ المَقدِسِ ((السَّماويّ)) لا يَبرَحُ غيرَ مَفتوحٍ، ما دامَ المَسكِنُ الأَوَّلُ قائمًا. 9 وهذا رَمزٌ الى الزَّمنِ الحاضِرِ، الذي فيهِ تُقدَّمُ قَرابينُ وذَبائِحُ لا قِبَلَ لَها بأَنْ تُصيِّرَ خادِمَها كاملاً، حتَّى في ضَميرِه، 10 إِذ ليسَ هُناكَ سِوى أَطْعمةٍ وَأَشْرِبَةٍ وشتَّى أَنواعِ الغُسْل: كلُّها فرائِضُ جَسَديَّةٌ مَوضوعةٌ حتَّى زَمنِ الإِصْلاحِ فَقَط. 11 أَمَّا المسيحُ، فإِذ قد جاءَ حَبْرًا لِلخيَراتِ الآتية، اجتازَ المَسكنَ الأعظمَ والأَكملَ، الذي لم تَصْنَعْهُ يدٌ- أَي ليسَ هوَ مِن هذا العالَم. 12 وبدمِهِ الخاصّ، لا بدَمِ تُيوسٍ وعُجولٍ، دَخلَ المَقادسَ مَرَّةً لا غيرُ، بعدَ أَنْ أَحْرَزَ ((لنا)) فِداءً أَبديًّا. 13 لأَنَّهُ، إِن كانَ دَمُ ثيرانٍ وتُيوسٍ ورَمادُ عِجْلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقدِّسُهم لِتطهيرِ الجَسَدِ، 14 فَلَكَم بالأَحرى دَمُ المسيحِ، الذي بروحٍ أَزليٍّ قرَّبَ للهِ نفسَهُ بلا عَيبٍ، يُطهِّرُ ضَميرَنا منَ الأَعمالِ المَيْتَةِ لنَعبُدَ اللهَ الحيّ.

العهد الجديد مختوم بدم المسيح
15
ولذلكَ هُوَ وَسيطُ عَهْدٍ جَديد: إِنَّهُ بمَوْتِهِ لِفِداءِ المعاصي ((المُقترَفَةِ)) في العهدِ الأوَّلِ، يَنالُ المَدعُوُّونَ تمامَ المَوعِدِ، المِيراثَ الأَبديّ. 16 لأَنَّهُ حَيثُ تكونُ وَصيَّةٌ لا بُدَّ مِن موتِ المُوَصِّي. 17 إِذْ إِنَّ الوصيَّةَ تَثبُتُ بالمَوتِ، ولا قُوَّةَ لها البتَّةَ ما دامَ المُوصِّي حيًّا. 18 فمِنْ ثَمَّ، حتَّى العهدُ الأَوَّلُ لم يُكرَّسْ بلا دَم. 19 وفي الواقعِ، إِنَّ مُوسى لمَّا تلا، على مَسامِعِ جَميعِ الشَّعبِ، كلَّ وصيَّةٍ بحسَبِ ((مَنطوقِ)) النَّاموسِ، أَخذَ دَمَ العُجولِ والتُّيوسِ مَعَ ماءٍ وصُوفٍ قِرْمِزيٍّ وزُوفى، ثمَّ رَشَّ على السِّفرِ عَينِهِ، وعلى جَميعِ الشَّعبِ، قائلاً: 20 "هذا دَمُ العَهدِ الذي أَمرَكم بهِ الرَّبّ". 21 وكذَلكَ رَشَّ على الخِباءِ وعلى جَميعِ أَدَواتِ الخِدْمَة. 22 فإِنَّ النَّاموسَ يَقضي بأَنْ يُطَهَّرَ كلُّ شَيءٍ تَقريبًا بالدَّمِ، ولا مَغفِرَةَ بدونِ سَفْكِ دَم. 23 وإِذَنْ، فإِذ كانَ لا بُدَّ لِرُموزِ ما في السَّماواتِ أَن تُطهَّرَ على هذا الوَجهِ، كانَ لا بُدَّ للسَّماويَّاتِ أَيضًا مِن مِثلِ ذلكَ، ولكِنْ بذبائحَ أَفضلَ مِن تِلك. 24 لأَنَّ المسيحَ لم يَدخُلْ مَقدِسًا صَنَعتهُ الأَيدي، صُورةً للحقيقِيّ؛ بل ((دَخَلَ)) السَّماءَ بعَينِها ليَظهرَ الآنَ، أَمامَ وَجهِ اللهِ، لأَجْلِنا؛ 25 ولا ليُقرِّبَ نَفسَهُ مِرارًا، كما يَدخُلُ الحَبْرُ، كلَّ سَنةِ، ((قُدسَ)) الاقداسِ بدَمِ غَيره؛ 26 وإِلاَّ لاقْتُضِيَ أَن يتألَّمَ مِرارًا مُنذُ إِنشاءِ العالَم. غيرَ أَنَّهُ الآنَ، في الأَزمنةِ الأَخيرةِ، ظَهَرَ مرَّةً واحدةً، لِيُبطِلَ الخطيئةَ بذبيحةِ نَفسِه. 27 وكما حُتِمَ على النّاسِ أَنْ يموتوا مَرَّةً واحدةً، وبعدَ ذلكَ تكونُ الدَّينونة، 28 كذلكَ المسيحُ، هوَ أَيضًا، بعدَ أَن قرَّبَ نفسَهُ مرَّةً لا غيرُ، ليرفَعَ خطايا الكثيرينَ، سيَظهَرُ ثانيةً، لا ((لِيُكفِّرَ)) الخطيئةَ، بَل لخلاصِ الذينَ يَنتَظرونَه.

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

الأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ

 1لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. 2وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. 3لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. 4لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. 5لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. 6بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». 8إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. 9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. 11وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. 12وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. 14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. 15وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: 16«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» 17وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». 18وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ. 19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، 20طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، 21وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، 22لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. 23لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. 24وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، 25غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ، 26فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ! 23وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. 33مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. 34لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً. 35فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. 36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. 37لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. 38أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ نَفْسِي». 39وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ.

10 ولأنَّ الشَّريعَةَ ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَةِ، لا جَوهَرُ الحَقائِقِ ذاتِها، فَهِيَ لا تَقدِرُ بِتِلكَ الذَّبائِحِ نَفسِها الّتي يَستَمِرُّ تَقديمُها سنَةً بَعدَ سنَةٍ أنْ تَجعَلَ الّذينَ يَتقَرَّبونَ بِها إلى اللهِ كامِلينَ،2وإلاَّ لتَوَقَّفوا عَنْ تَقريبِها. فالعابِدونَ، إذا تَمَّتْ لهُمُ الطَّهارَةُ مرَّةً واحدَةً، زالَ مِنْ ضَميرِهِمِ الشُّعورُ بِالخَطيئَةِ،3في حين أنَّ تِلكَ الذَّبائِحَ ذِكرى لِلخطايا سنَةً بَعدَ سنَةٍ،4لأنَّ دمَ الثِّيرانِ والتُّيوسِ لا يَقدِرُ أنْ يُزيلَ الخَطايا. 5لِذلِكَ قالَ المَسيحُ للهِ عِندَ دُخولِهِ العالَمَ: (( ما أرَدتَ ذَبيحَةً ولا قُربانًا، لكنَّكَ هيّأتَ لي جَسَدًا، 6لا بِالمُحرَقاتِ سُرِرتَ ولا بِالذَّبائِحِ كَفّارَةً لِلخَطايا. 7فقُلتُ: ها أنا أجيءُ يا اللهُ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ، كما هوَ مكتوبٌ عَنِّي في طَيِّ الكِتابِ)). 8فهوَ قالَ أوَّلاً: ((ما أرَدتَ ذَبائِحَ وقَرابينَ ومُحرَقاتٍ وذَبائِحَ كَفّارَةً لِلخَطايا ولا سُرِرتَ بِها))، معَ أنَّ تَقديمَها يَتِمُّ حسَبَ الشَّريعَةِ.9ثُمَّ قالَ: ((ها أنا أجيءُ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ))، فأبطَلَ التَّرتيبَ الأوَّلَ لِيُقيمَ الثّاني. 10ونَحنُ بِفَضلِ تِلكَ الإِرادةِ تَقَدَّسْنا بِجَسَدِ يَسوعَ المَسيحِ الّذي قَدَّمَهُ قُربانًا مرَّةً واحدَةً. 11ويَقِفُ الكاهِنُ اليَهودِيُّ كُلَّ يومٍ فيَقومُ بِالخدمَةِ ويُقدِّمُ الذَّبائِحَ نَفسَها مرّاتٍ كَثيرَةً، وهِيَ لا تَقدِرُ أنْ تَمحُوَ الخَطايا. 12وأمَّا المَسيحُ، فقَدَّمَ إلى الأبَدِ ذَبيحَةً واحدَةً كَفـّارَةً لِلخطايا، ثُمَّ جلَسَ عنْ يَمينِ اللهِ، 13وهوَ الآنَ يَنتَظِرُ أنْ يَجعَلَ اللهُ أعداءَهُ موطِئًا لِقَدَمَيهِ، 14لأنَّهُ بِقُربانٍ واحدٍ جَعَلَ الّذينَ قَدَّسَهُم كامِلينَ إلى الأبَدِ. 15وهذا ما يَشهَدُ لنا بِه الرُّوحُ القُدُسُ أيضًا. فبَعدَ أنْ قالَ: 16((هذا هوَ العَهدُ الّذي أُعاهِدُهُم إيّاهُ في الأيّامِ الآتِيَةِ، يَقولُ الرَّبُّ: سأجعَلُ شَرائِعي في قُلوبِهِم وأكتُبُها في عُقولِهِم 17ولَنْ أذكُرَ خَطاياهُم وآثامَهُم مِنْ بَعدُ)). 18فحَيثُ يكونُ الصَّفحُ عَنْ هذا كُلِّهِ، لا تَبقى حاجَةٌ إلى قُربانٍ مِنْ أجلِ الخَطيئَةِ.

دعوة إلى الثقة
19
ونَحنُ واثِقونَ، أيُّها الإخوَةُ، بأنَّ لنا طريقًا إلى قُدْسِ الأقداسِ بِدَمِ يَسوعَ، 20طريقًا جديدًا حيّاً فتَحَهُ لنا في الحِجابِ، أي في جَسَدِهِ، 21وأنَّ لنا كاهِنًا عَظيمًا على بَيتِ اللهِ، 22فلْنَقتَرِبْ بِقَلبٍ صادِقٍ وإيمانٍ كامِلٍ، وقُلوبُنا مُطَهَّرَةٌ مِنْ سُوءِ النِّـيَّةِ وأجسادُنا مَغسولَةٌ بِماءٍ طاهِرٍ، 23ولنَتَمَسَّكْ مِنْ دونِ انحرافٍ بِالرَّجاءِ الّذي نَشهَدُ لَه، لأنَّ اللهَ الّذي وعَدَ أمينٌ، 24وليَهتَمَّ بَعضُنا بِبَعضٍ، مُتَعاوِنينَ في المَحبَّةِ والعَمَلِ الصّالِحِ. 25ولا تَنقَطِعوا عَنِ الاجتِماعِ كما اعتادَ بَعضُكُم أنْ يَفعَلَ، بَلْ شَجِّعوا بَعضُكم بَعضًا، على قَدْرِ ما تَروْنَ أنَّ يومَ الرَّبِّ يَقتَرِبُ. 26فإذا خَطِئنا عَمْدًا، بَعدَما حَصَلْنا على مَعرِفَةِ الحَقِّ، فلا تَبقى هُناكَ ذَبـيحةٌ كَفّارةٌ لِلخطايا، 27بَلِ انتِظارٌ مُخيفٌ لِيَومِ الحِسابِ ولَهيبُ نارٍ يَلتَهِمُ العُصاةَ. 28مَنْ خالَفَ شَريعَةَ موسى يَموتُ مِنْ دونِ رَحمَةٍ بِشَهادَةِ شاهِدَينِ أو ثَلاثَةٍ، 29فكَمْ تَظُنُّونَ يَستَحِقُّ العِقابَ مَنْ داسَ ابنَ اللهِ ودَنَّسَ العَهدَ الّذي تَقَدَّسَ بِه واستَهانَ بِرُوحِ النِّعمَةِ؟ 30فنَحنُ نَعرِفُ الّذي قالَ: ((ليَ الانتِقامُ وأنا الّذي يُجازي)). وقالَ أيضًا: ((الرَّبُّ سيَدينُ شَعبَهُ)). 31فالوَيلُ لِمَنْ يقَعُ في يَدِ اللهِ الحَيِّ. 32تَذَكَّروا الأيّامَ الماضِيَةَ وكم جاهَدْتُم وتَحمَّلْتُم مِنَ الآلامِ بَعدَما استَنَرتُم، 33فتَعَرَّضتُم مِنْ جِهَةٍ لِلتَّعييرِ والشَّدائدِ، ومِنْ جِهَةٍ أُخرى صِرتُم شُرَكاءَ الّذينَ عُومِلوا بِمِثلِ هذا العَمَلِ. 34فشارَكتُمُ السُّجَناءَ في آلامِهِم وصَبِرتُم فرِحينَ على نَهبِ أموالِكُم، عارِفينَ أنَّ لكُم مالاً أفضَلَ لا يَزولُ. 35لا تَفقدوا إذًا ثِقَتَكُم، فلَها جَزاءٌ عَظيمٌ. 36وأنتُم بِحاجَةٍ إلى الصَّبرِ حتّى تَعمَلوا بِمَشيئَةِ اللهِ وتَحصلوا على وَعدِهِ. 37((قليلاً قليلاً مِنَ الوَقتِ فيَأتي الآتي ولا يُبطئُ. 38البارُّ عِندي بالإيمانِ يَحيا وإنِ ارتَدَّ، لا أرضى بهِ)). 39فما نَحنُ مِنْ أهلِ الارتِدادِ لِنَهلِكَ، بَلْ مِنْ أهلِ الإيمانِ لِنَخلُصَ.

لا فائدة في الذبائح القديمة
10
ولَمَّا كانَتِ الشَّريعَة تَشتَمِلُ على ظِلِّ الخَيراتِ المُستَقبَلَة، لا على تَجْسيدِ الحَقائِق نَفسِه، فهي عاجِزَةٌ أَبَدَ الدُّهور، بِتِلْكَ الذَّبائِحِ الَّتي تُقَرَّبُ كُلَّ سَنَةٍ على مَرِّ الدُّهور، أَن تَجعَلَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بها كامِلين.2ولَولا ذلِك لَكُفَّ عن تَقْريبِها، لأَنَّ الَّذينَ يَقومونَ بِشَعائِرِ العِبادة، إِذا تَمَّت لَهُمُ الطَّهارَةُ مَرَّةً واحِدَة، لم يَبْقَ في ضَميرِهِم شيءٌ مِنَ الخَطيئَة،3 في حينِ أَنَّ تِلْكَ الذَّبائِحَ ذِكْرى لِلخَطايا كُلَّ سَنَة،4 لأَنَّ دَمَ الثِّيرانِ والتُّيوسِ لا يُمكِنُه أَن يُزيلَ الخَطايا. 5 لِذلِكَ قالَ المسيحُ عِندَ دُخولِه العالَم: (( لم تَشَأْ ذَبيحَةً ولا قُرْبانًا ولكِنَّكَ أَعدَدتَ لي جَسَدًا. 6لم تَرتَضِ المُحرَقاتِ ولا الذَّبائِحَ عن الخَطايا. 7 فقُلتُ حينَئذٍ ( وقَد كانَ الكَلامُ عَلَيَّ في طَيِّ الكِتاب ): هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ )). 8 فقَد قالَ أًوَّلا: (( ذَبائِحُ وقَرابينُ ومُحرَقاتٌ وذَبائحُ كَفَّارَةٌ لِلخَطايا لم تَشَأْها ولَم تَرتَضِها )) ( معَ أَنَّها تُقَرَّبُ كَما تَقْضي الشَّريعَة ).9ثُمَّ قال: (( هاءَنَذا آتٍ لأعمَلَ بِمَشيئَتِكَ )). فقَد أَبطَلَ العِبادةَ الأُولى لِيُقيمَ العِبادةَ الأُخْرى. 10وبِتِلكَ المَشيئَة، صِرْنا مُقَدَّسينَ بِالقُرْبانِ الَّذي قُرِّبَ فيه جَسَدُ يَسوعَ المَسيحِ مَرَّةً واحِدَة.

فائدة ذبيحة المسيح
11
وإِنَّ كُلَّ كاهِنٍ يَقِفُ كُلَّ يَوم فيَقومُ بِشَعائِرِ العِبادَة ويُقُرِّبُ الذَّبائِحَ نَفْسَها مِرارًا كَثيرة، ولا يُمكِنُها أَبدًا أن تَمحُوَ الخَطايا. 12 أَمَّا هو فقَد قَرَّبَ ذَبيحَةً واحِدَةً كَفَّارةً لِلخَطايا، ثُمَّ جَلَسَ عن يَمينِ اللهِ لِلأَبَد، 13 مُنتَظِرًا بَعدَ ذلِك (( أَن يَجعَلَ أَعداءَه مَوطِئًا لقَدَمَيه ))، 14 لأَنَّه بِقُرْبانٍ واحِدٍ جَعَلَ المُقَدَّسينَ كامِلينَ أَبَدَ الدُّهور.15وذلِكَ ما يَشهَدُ بِه لَنا الرُّوحُ القُدُسُ أَيضًا. فبَعدَ أَن قال: 16 (( هُوَذا العَهْدُ الَّذي أُعاهِدُهم إِيَّاه بَعدَ تِلْكَ الأَيَّام، يقولُ الرَّبّ: أَجعَلُ شَريعَتي في قُلوبِهِم وأَكتُبُها في ضمائِرِهِم 17ولَن أَذكُرَ خَطاياهم وآثامَهم )). 18 فحَيثُ يَكونُ غُفْرانُ الخَطايا والآثام، لا يَبْقى مِن قُرْبانٍ مِن أَجْلِ الخَطيئَة.

انتقال
19
ولَمَّا كُنَّا واثِقينَ، أَيُّها الإِخوَة، بِأَنَّ لَنا سَبيلاً إِلى القُدْسِ بِدَمِ يسوع،20سَبيلاً جَديدةً حَيَّةً فَتَحَها لَنا مِن خِلالِ الحِجاب، أَي جَسَدِه، 21 وأَنَّ لَنا كاهِنًا عَظيمًا على بَيتِ الله، 22 فلْنَدْنُ بِقَلْبٍ صادِقٍ وبِتَمامِ الإِيمان، وقلُوبُنا مُطَهَّرَةٌ مِن أَدْناسِ الضَّمير وأَجْسادُنا مَغْسولَةٌ بِماءٍ طاهِر، 23 ولْنَتَمَسَّكْ بما نَشهَدُ لَه مِنَ الرَّجاءِ ولا نَحِدْ عَنه، لأَنَّ اَّلذي وَعَدَ أَمين، 24 ولْيَنتَبِهْ بَعضُنا إِلى بَعضٍ لِلحَثِّ على المَحبَّةِ والأَعمالِ الصَّالِحة. 25 ولا تَنقَطِعوا عنِ اجتِماعاتِنا كَما اعْتادَ بَعضُكم أَن يَفعَل، بل حُثُّوا بَعضُكم بَعضًا وزِيدوا مِن ذلِك على قَدْرِ ما تَرَونَ أَنَّ اليَومَ يَقتَرِب.

خطر الارتداد
26
فإِنَّه إِذا خَطِئْنا عَمْدًا، بَعدَما حَصَلْنا على مَعرِفَةِ الحَقّ، فلا تَبْقى هُناكَ ذَبيحَةٌ كَفَّارَةٌ لِلخَطايا، 27 بلِ انتِظارٌ رَهيبٌ لِلدَّينونة ونارٌ مُستَعِرَةٌ تَلتَهِمُ العُصاة. 28 مَن خالَفَ شَريعَةَ موسى قُتِلَ مِن غَيرِ رَحمَةٍ (( بِناءً على قَولِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثة )) . 29فأَيَّ عِقابٍ أَشَدَّ مِن ذلك العِقابِ يَستَحِقُّ، كما تَرَون، مَن داسَ ابنَ الله وعَدَّ دَمَ العَهْدِ الَّذي قدِّسَ بِه نَجِسًا واستَهانَ بِرُوحِ النَّعمَة؟30فنَحنُ نَعرِفُ ذاكَ الَّذي قال: (( لِيَ الاِنتِقامُ وأَنا اَّلذي يُجازي )). وقالَ أَيضًا: (( إِنَّ الرَّبَّ سيَدينُ شَعْْبَه)). 31 ما أَرهَبَ الوُقوعَ في يَدِ اللهِ الحَيّ!

دواعي الرجاء
32
ولكنِ اذكُروا أَيَّامَ الماضيَ، الَّتي فيها تَلقَّيتُمُ النُّور فجاهَدتُم جِهادًا كَثيرًا مُتَحَمِّلينَ الآلام،33 فصِرتُم تارَةً عُرضَةً لِلتَّعيِيرِ والشَّدائِد، وتارةً شُرَكاءَ الَّذينَ عومِلوا بِمِثْلِ ذلِك. 34فقَد شارَكْتُمُ السُّجَناءَ في آلامِهم وتقبَّلْتُم فَرِحينَ أَن تُنهَبَ أَموالُكُم، عالِمينَ أَنَّ لَكم ثَروَةً أَفْضلَ لا تَزول. 35 لا تُضيعوا إِذًا ثِقَتَكم فلَها جَزاءٌ عَظيم، 36 وإنَّ بِكُم حاجَةً إِلى الصَّبْرِ لِتَعمَلوا بِمَشيئَةِ اللّه فتَحصُلوا على ا لمَوعِد. 37 (( قَليلاً قَليلاً مِنَ الوَقْت فيَأتي الآتي ولا يُبطِئ. 38 إِنَّ البارَّ لَدَيَّ بِالإِيمانِ يَحْيا وإِنِ ارتَدَّ، لم تَرْضَ عَنه نَفْسي )). 39 فلَسْنا أَبناءَ الاِرتِدادِ لِنَهلِك، بل أَبناءُ الإِيمان، لِخلاصِ النَّفْس.

10

فَقَدْ كَانَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى تَتَضَمَّنُ ظِلاً وَاهِياً لِلْخَيْرَاتِ الَّتِي سَيَأْتِي بِهَا الْمَسِيحُ، وَلَمْ تَكُنْ لِتُصَوِّرَ الْحَقِيقَةَ كَمَا هِيَ. وَلِذَلِكَ، لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً أَنْ تُوصِلَ إِلَى الْكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللهِ، مُقَدِّمِينَ دَائِماً الذَّبَائِحَ السَّنَوِيَّةَ عَيْنَهَا، 2وَإِلاَّ، لَمَا كَانَ هُنَالِكَ دَاعٍ لِلاسْتِمْرَارِ فِي تَقْدِيمِهَا! لأَنَّ ضَمَائِرَ الْعَابِدِينَ، مَتَى تَطَهَّرَتْ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى التَّمَامِ، لاَ تَعُودُ بِحَاجَةٍ إِلَى التَّطْهِيرِ مَرَّةً ثَانِيَةً: إِذْ يَكُونُ الشُّعُورُ بِالذَّنْبِ قَدْ زَالَ. 3وَلَكِنَّ فِي عَمَلِيَّةِ تَقْدِيمِ الذَّبَائِحِ الْمُتَكَرِّرَةِ كُلَّ سَنَةٍ، تَذْكِيراً لِلْعَابِدِينَ بِخَطَايَاهُمْ. 4فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ يُزِيلَ دَمُ الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ خَطايَا النَّاسِ. 5لِذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ، عِنْدَ مَجِيئِهِ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ: «إِنَّ الذَّبَائِحَ وَالتَّقْدِمَاتِ مَا أَرَدْتَهَا. لَكِنَّكَ أَعْدَدْتَ لِي جَسَداً بَشَرِيّاً. 6فَالْحَيَوَانَاتُ الَّتِي كَانَتْ تُذْبَحُ وَتُحْرَقُ أَمَامَكَ تَكْفِيراً عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَمْ تَرْضَ بِهَا. 7عِنْدَئِذٍ قُلْتُ لَكَ: هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ إِرَادَتَكَ، يَااللهُ . هَذَا هُوَ الْمَكْتُوبُ عَنِّي فِي صَفْحَةِ الْكِتَابِ !»

8فَبَعْدَ أَنْ عَبَّرَ الْمَسِيحُ عَنْ عَدَمِ رِضَى اللهِ بِجَمِيعِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحِ الَّتِي كَانَتْ تُقَرَّبُ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تُقَدَّمُ وَفْقاً لِلشَّرِيعَةِ، 9أَضَافَ قَائِلاً: «هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ إِرَادَتَكَ!» فَهُوَ، إِذَنْ، يُلْغِي النِّظَامَ السَّابِقَ، لِيَضَعَ مَحَلَّهُ نِظَاماً جَدِيداً يَنْسَجِمُ مَعَ إِرَادَةِ اللهِ. 10بِمُوجِبِ هَذِهِ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، صِرْنَا مُقَدَّسِينَ إِذْ قَرَّبَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، مَرَّةً وَاحِدَةً، جَسَدَهُ عِوَضاً عَنَّا!

11وَقَدِيماً، كَانَ كُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ يَوْمِيّاً أَمَامَ الْمَذْبَحِ لِيَقُومَ بِمُهِمَّتِهِ، فَيُقَدِّمُ لِلهِ تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى إِزَالَةِ الْخَطَايَا إِطْلاَقاً. 12وَلَكِنَّ الْمَسِيحَ، رَئِيسَ كَهَنَتِنَا، قَدَّمَ ذَبِيحَةً وَاحِدَةً عَنِ الْخَطَايَا، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، 13مُنْتَظِراً أَنْ يُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. 14إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ وَحِيدَةٍ جَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ. 15وَالرُّوحُ الْقُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ. إِذْ قَالَ أَوَّلاً: 16«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي فِي دَاخِلِ قُلُوبِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي عُقُولِهِمْ». 17ثُمَّ أَضَافَ: «وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ». 18فَحِينَمَا يَتَحَقَّقُ غُفْرَ انُ الْخَطَايَا، لاَ تَبْقَى حَاجَةٌ بَعْدُ إِلَى تَقْرِيبِ التَّقْدِمَاتِ عَنْهَا!

 

نتائج ذبيحة المسيح

19فَلَنَا الآنَ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ حَقُّ التَّقَدُّمِ بِثِقَةٍ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ» (فِي السَّمَاءِ) بِدَمِ يَسُوعَ. 20وَذَلِكَ بِسُلُوكِ هَذَا الطَّرِيقِ الْحَيِّ الْجَدِيدِ الَّذِي شَقَّهُ لَنَا الْمَسِيحُ بِتَمْزِيقِ الحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ. 21وَلَنَا أَيْضاً كَاهِنٌ عَظِيمٌ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ عَلَى بَيْتِ اللهِ. 22فَلْنَتَقَدَّمْ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ بِقَلْبٍ صَادِقٍ وَبِثِقَةِ الإِيمَانِ الْكَامِلَةِ، بَعْدَمَا طَهَّرَ رَشُّ الدَّمِ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ شُعُورٍ بِالذَّنْبِ، وَغَسَلَ الْمَاءُ النَّقِيُّ أَجْسَادَنَا. 23وَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالرَّجَاءِ الَّذِي نَعْتَرِفُ بِهِ، دُونَ أَنْ نَشُكَّ فِي أَنَّهُ سَيَتَحَقَّقُ، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَنَا بِتَحْقِيقِهِ، هُوَ أَمِينٌ وَصَادِقٌ. 24وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَنْتَبِهَ لِلآخَرِينَ، لِنَحُثَّ بَعْضُنَا بَعْضاً عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. 25وَعَلَيْنَا أَلاَّ نَنْقَطِعَ عَنِ الاجْتِمَاعِ مَعاً، كَمَا تَعَوَّدَ بَعْضُكُمْ أَنْ يَفْعَلَ. إِنَّمَا، يَجْدُرُ بِكُمْ أَنْ تَحُثُّوا وَتُشَجِّعُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَتُوَاظِبُوا عَلَى هَذَا بِقَدْرِ مَا تَرَوْنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَقْتَرِبُ.

 

عاقبة رفض المسيح

26فَإِنْ أَخْطَأْنَا عَمْداً بِرَفْضِنَا لِلْمَسِيحِ بَعْدَ حُصُولِنَا عَلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى هُنَاكَ ذَبِيحَةٌ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، 27بَلِ انْتِظَارُ الْعِقَابِ الأَكِيدِ فِي لَهِيبِ النَّارِ الَّتِي سَتَلْتَهِمُ الْمُتَمَرِّدِينَ. وَيَا لَهُ مِنِ انْتِظَارٍ مُخِيفٍ!

28تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ مُوسَى، كَانَ عِقَابَهُ الْمَوْتُ دُونَ رَحْمَةٍ، عَلَى أَنْ يُؤَيِّدَ مُخَالَفَتَهُ شَاهِدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ. 29فَفِي ظَنِّكُمْ، كَمْ يَكُونُ أَشَدَّ كَثِيراً ذَلِكَ الْعِقَابُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مَنْ يَدُوسُ ابْنَ اللهِ، إِذْ يَعْتَبِرُ أَنَّ دَمَ الْعَهْدِ، الَّذِي يَتَقَدَّسُ بِهِ، هُوَ دَمٌ نَجِسٌ، وَبِذَلِكَ يُهِينُ رُوحَ النِّعْمَةِ؟ 30فَنَحْنُ نَعْرِفُ مَنْ قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ!» وَأَيْضاً: «إِنَّ الرَّبَّ سَوْفَ يُحَاكِمُ شَعْبَهُ!» 31حَقّاً مَا أَرْهَبَ الْوُقُوعَ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!

32لاَ تَنْسَوْا أَبَداً تِلْكَ الأَيَّامَ الْمَاضِيَةَ الَّتِي فِيهَا، بَعْدَمَا أَشْرَقَ عَلَيْكُمْ نُورُ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، صَبَرْتُمْ عَلَى جِهَادٍ مَرِيرٍ طَوِيلٍ، إِذْ قَاسَيْتُمْ كَثِيراً مِنَ الآلاَمِ. 33وَذَلِكَ عِنْدَمَا تَعَرَّضْتُمْ لِلإِهَانَاتِ وَالْمُضَايَقَاتِ مِنْ جِهَةٍ، وَعِنْدَمَا شَارَكْتُمُ الَّذِينَ عُومِلُوا مِثْلَ هَذِهِ الْمُعَامَلَةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى. 34فَقَدْ تَعَاطَفْتُمْ مَعَ الْمَسْجُونِينَ، كَمَا تَقَبَّلْتُمْ نَهْبَ مُمْتَلَكَاتِكُمْ بِفَرَحٍ، عِلْماً مِنْكُمْ بِأَنَّ لَكُمْ فِي السَّمَاءِ ثَرْوَةً أَفْضَلَ وَأَبْقَى. 35إِذَنْ، لاَ تَتَخَلَّوْا عَنْ ثِقَتِكُمْ بِالرَّبِّ. فَإِنَّ لَهَا مُكَافَأَةً عَظِيمَةً. 36إِنَّكُمْ تحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ لِتَعْمَلُوا إِرَادَةَ اللهِ، فَتَنَالُوا الْبَرَكَةَ الَّتِي وُعِدْتُمْ بِهَا. 37فَقَرِيباً جِدّاً، سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يَتَمَهَّلُ. 38وَأَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا. وَمَنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي! 39وَلَكِنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا مِنْ أَهْلِ الارْتِدَادِ الْمُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، بَلْ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ الْمُؤَدِّي إِلَى خَلاَصِ نُفُوسِنَا!

تفوق الذبيحة الجديدة
10
وإِذْ ليسَ للنَّاموسِ سِوى ظِلِّ الخَيراتِ الآتِيَةِ، لا ذاتُ ((الحَقيقةِ)) بعينِها، لا يُمكِنُهُ بِتِلكَ الذَّبائِحِ الواحِدَةِ التي تُقرَّبُ كلَّ سَنةٍ، على غيرِ انْقِطاعٍ، أَن يَجعلَ المُقترِبينَ ((الى اللهِ)) كاملين. 2 وإِلاَّ، أَفما كانَ قد عُدِلَ عَن تَقريبِها، لِكونِ القائمينَ بهذهِ العبادةِ لم يَعودوا يَشعرونَ، بَعدَ إِذ تَطهَّروا دَفْعَةً واحدَةً، بشيءٍ مِنَ الخَطايا؛ 3 إِنَّما بالعكسِ، فإِنَّ في هذِهِ ((الذَّبائحِ)) عَينِها، كلَّ سَنةٍ، تَذكِرَةً للخطايا؛ 4 إِذْ مِنَ المُحالِ أَنَّ دَمَ ثِيرانٍ وتُيوسٍ يُزيلُ الخَطايا. 5 فلذلكَ يَقولُ ((المَسيحُ)) عندَ دُخُولِهِ العالم: "ذَبيحةً وقُربانًا لم تَشأْ؛ غيرَ أَنَّكَ هيَّأْتَ لي جَسَدًا. 6 لم تَرتَضِ مُحرَقاتٍ ولا ((ذَبائحَ)) خَطيئَة؛ 7 حينئذٍ قُلتُ: ها أَناذا آتي- إِذْ عَنّي قد كُتِبَ في دَرْجِ الكِتاب- لأَعمَلَ، يا اللهُ، بِمشيئتِك". 8 فلقد قالَ أَوَّلاً: "إِنَّكَ لم تَشَأْ ذبيحةً وقرابينَ، ولا مُحرَقاتٍ ولا ((ذَبائحَ)) خَطيئة... ولم تَرضَ بها"- مَعَ أَنَّها كلَّها تُقَرَّبُ بِموجَبِ النَّاموس-، 9 ثمَّ يَقول: "ها أَناذا، آتي لأَعملَ بِمشيئتِك". فهوَ إِذَنْ يُبطِلُ ((النِّظامَ)) الأَوَّلَ لِيُقيمَ الثَّاني. 10 وبقوَّةِ هذِهِ المشيئةِ قُدِّسْنا نَحنُ بتقدِمَةِ جَسدِ يَسوعَ مَرَّةً لا غَير. 11 إِنَّ كلَّ كاهِنٍ يَقِفُ، كلَّ يَومٍ، خَادِمًا ومُقَرِّبًا مِرارًا تلكَ الذَّبائحَ بعينِها، التي لا قِبَلَ لها البَتَّةَ بأَن تُزيلَ الخَطايا؛ 12 أَمَّا هُوَ فإِذ قَرَّبَ عنِ الخَطايا ذَبيحةً وحيدَةً، جَلسَ عَن يمينِ اللهِ الى الأَبد، 13 مُنتظِرًا، مِن بَعدُ، أَن يُوضَعَ أَعداؤُهُ مَوطِئًا لِقدَميه؛ 14 لأَنَّهُ بتقدِمَةٍ وحيدَةٍ جَعلَ مُقدَّسيهِ كاملينَ على الدَّوام. 15 وهذا ما يَشهدُ لنا بهِ الرُّوحُ القُدسُ أَيضًا؛ فإِنَّهُ بعدَ أَن قال: 16 "هذا هوَ العَهدُ الذي سأَقطَعُهُ مَعَهم مِن بعدِ تلكَ الأَيَّام"، يقولُ الرَّبّ: "أَجعلُ شرائعي في قُلوبِهم وأَرقُمُها على أَذهانِهم؛ 17 أَمَّا خَطاياهم وآثامُهم فلَن أَذكُرَها مِن بعد". 18 والحالُ أَنَّهُ حيثُ تكونُ مَغْفِرةُ خطايا لا تَقدِمةَ بعدُ عَن الخطيئة.

تحريض على الثبات في الايمان
19
ومن ثَمَّ، أَيُّها الإِخوةُ، فبما أَنَّ لنا بدمِ يسوعَ، ثِقةً بالدُّخولِ الى المقادسِ 20 مِن هذهِ الطَّريقِ الجديدةِ الحيَّةِ، التي شقَّها لنا خِلالَ الحجابِ، أَعني جسدَهُ، 21 وكاهنًا عظيمًا على بيتِ اللهِ، 22 فَلْنَدْنُ بقَلبٍ صادقٍ وفي كمالِ الإِيمانِ، وقد تطهَّرتْ قُلوبُنا مِن كلِّ دنسِ ضميرٍ شرِّيرٍ، ونَضحَ الماءُ النَّقيُّ أَجسادَنا. 23 وَلْنَتَمَسَّكْ باعترافِ الرَّجاءِ على غيرِ انحرافٍ -لأَنَّ الذي وَعَدَ أَمِين- 24 وَلْيَنْتَبِهْ بَعضُنا لبَعضٍ تَحريضًا على المحبَّةِ والأَعمالِ الصَّالحة. 25 لا تَهجُروا اجتماعَكمُ الخاصَّ، كما هُوَ مِن عادةِ البَعضِ، بَل حَرِّضوا بَعضُكم بَعضًا، وبالِغوا في ذلكَ بقَدْرِ ما ترَوْنَ اليومَ يَقْترب.

بواعث الثبات:1ً هول العقاب المعدّ للكفرة
26
لأَنَّا إِن خَطِئنا عَنِ اختيارٍ بعدَ إِذْ نِلْنا مَعرفةَ الحَقِّ، فليسَ بعدُ ذبيحةٌ عنِ الخطايا؛ 27 بل هناكَ ما يُنتظَرُ مِن هَوْلِ الدَّينونةِ وغَضبِ نارٍ سَوفَ تَلتَهمُ المُعانِدين. 28 فَلَئِنْ كانَ مَن يَتعدَّى ناموسَ مُوسى يُقتلُ بلا رَأْفةٍ، على شهادةِ اثْنَينِ أَو ثلاثة، 29 فكَمْ، تُرَوْنَ، يَستَوجبُ عِقابًا أَشدَّ مَن يَطأُ ابنَ اللهِ ويَعُدُّ مُبتَذَلاً دَمَ العَهدِ الذي قُدِّسَ بهِ، ويُهينُ روحَ النِّعمة!؟ 30 فإِنَّا نَعرِفُ الذي قال: "ليَ الانتقامُ، أَنا أُجازي!" وأَيضًا: "إِنَّ الرَّبَّ سَيدينُ شَعبَه". 31 فيا لَهَوْلِ الوُقوعِ في يَدَيِ اللهِ الحيّ! 2ً المكافأة 32 ولكِنْ، تَذكَّروا الأَيَّامَ السَّالفةَ التي، بعدَ ما أُنِرتم فيها، صَبَرْتُم على نِضالٍ طويلٍ مُؤلم: 33 فكنتُم مرَّةً مَشْهدًا ((للنَّاسِ)) بالتَّعييراتِ والمضايقِ، وأُخرى شُرَكاءِ لِلَّذينَ يُعامَلونَ بمثلِها. 34 أَجَل، إِنَّكم قد تأَلَّمتُم معَ الذينَ في القُيود، ورَضِيتُم بانتهابِ أَموالِكم فَرِحين، لِعِلْمِكم أَنَّ لكم ثَرْوَةً أَفضلَ وأبقى. 35 فلا تَفْقِدوا إِذنْ ثِقَتَكم فإِنَّ لها جَزاءً عظيمًا. 36 فلا بُدَّ لكم منَ الثَّباتِ حتَّى، إِذا ما عَمِلتُم بمشيئَةِ اللهِ، تَفوزونَ بالمَوعِد. 37 أَجَلْ، "في أَقْرَبِ آنٍ يَأْتي الآتي ولا يُبْطِئ. 38 إِنَّ بارِّي بالإِيمانِ يَحْيا؛ وإِنْ نكَصَ فلا تَرْتَضي بهِ نَفْسي". 39 أَمَّا نَحنُ فلَسْنا مِنْ أَبناءِ النُّكوصِ، لِلهَلاك، بل مِن أَبناءِ الإِيمانِ، لخَلاصِ النَّفْس. 3ً الإيمان أنجب أبطالا في القديم

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

الأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ

 1وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. 2فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. 3بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ. 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! 5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. 6وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. 7بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ. 8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. 9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. 11بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضاً أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْلٍ، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقاً. 12لِذَلِكَ وُلِدَ أَيْضاً مِنْ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ مِنْ مُمَاتٍ، مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ، وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ. 13فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. 14فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَناً. 15فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. 16وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً. 17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاً فِي مِثَالٍ. 20بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. 21بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. 22بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ. 23بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ. 24بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، 25مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، 26حَاسِباً عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. 27بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. 28بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. 29بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا. 30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.

الإيمان
11
الإيمانُ هوَ الوُثوقُ بِما نَرجوهُ وتَصديقُ ما لا نَراهُ،2وبِه شَهِدَ اللهُ لِلقُدَماءِ. 3بالإيمانِ نُدرِكُ أنَّ اللهَ خَلَقَ الكَونَ بِكلِمَةٍ مِنهُ، فصَدَرَ ما نَراهُ مِمّا لا نَراهُ. 4بالإيمانِ قَدَّمَ هابيلُ لله ذَبيحَةً أفضَلَ مِنْ ذَبيحةِ قايينَ، وبالإيمانِ شَهِدَ اللهُ لَه أنَّهُ مِنَ الأبرارِ عِندَما رَضِيَ بِقرابينِهِ، وبالإيمانِ ما زالَ يتكَلَّمُ بَعدَ مَوتِهِ. 5بالإيمانِ رفَعَ اللهُ أخْنُوخَ إلَيهِ مِنْ غَيرِ أنْ يَرى المَوتَ، فما وجَدَهُ أحدٌ لأنَّ اللهَ رَفعَهُ إلَيهِ. والكِتابُ شَهِدَ لَه قَبلَ رَفْعِهِ بأنَّهُ أرضى اللهَ،6وبِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ إرضاءُ اللهِ، لأنَّ الّذي يتَقَرَّبُ إلى اللهِ يَجِبُ أنْ يُؤمِنَ بأنَّهُ موجودٌ وأنَّهُ يُكافئُ الّذينَ يَطلُبونَه. 7بالإيمانِ اتَّعَظَ نُوحٌ فبَنى فُلْكًا لِخلاصِ أهلِ بَيتِهِ عِندَما أنذَرَهُ اللهُ بِما سيَحدُثُ مِنْ أُمورٍ لا يَراها. وهكذا حكَمَ على العالَمِ وورِثَ البِرَّ ثَمَرَةً للإيمانِ. 8بالإيمانِ لبَّى إبراهيمُ دَعوَةَ اللهِ فخَرَجَ إلى بلَدٍ وعَدَهُ اللهُ بِه ميراثًا، خرَجَ وهوَ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَذهَبُ.9وبالإيمانِ نَزَلَ في أرضِ الميعادِ كأنَّهُ في أرضٍ غريبَةٍ، وأقامَ في الخِيامِ معَ إسحقَ ويَعقوبَ شَريكَيهِ في الوَعدِ ذاتِهِ، 10لأنَّهُ كانَ ينتَظِرُ المدينةَ الثّابِتَةَ على أُسُسٍ واللهُ مُهَندِسُها وبانيها. 11بالإيمانِ نالَتْ سارَةُ نَفسُها القُدرَةَ على أنْ تَحبَلْ َ معَ أنَّها عاقِرٌ جاوَزَتِ السِّنَّ، لأنَّها اعتَبَرَت أنَّ الّذي وعَدَ أمينٌ، 12فولَدَتْ مِنْ رَجُلٍ واحدٍ قارَبَ المَوتَ نَسلاً كثيرًا مِثلَ نُجومِ السَّماءِ ولا حَصرَ لَه كالرِّمالِ الّتي على شاطِئِ البحرِ. 13وفي الإيمانِ ماتَ هَؤُلاءِ كُلُّهُم دونَ أن يَنالوا ما وعَدَ اللهُ بِه، ولكنَّهُم رَأَوهُ وحَيَّوهُ عَنْ بُعدٍ. واعتَرَفوا بأنَّهُم غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأرضِ، 14والّذينَ يَقولونَ هذا القَولَ يُبَرهِنونَ أنَّهُم يَطلُبونَ وطَنًا. 15ولَو كانوا ذكَروا الوَطنَ الّذي خَرَجوا مِنهُ، لكانَ لهُم فُرصَةٌ لِلعَودَةِ إلَيهِ. 16ولكنَّهُم كانوا يَشتاقونَ إلى وطَنٍ أفضَلَ مِنهُ، أي إلى الوَطَنِ السَّماوِيِّ. لذلِكَ لا يَستَحي اللهُ أنْ يكونَ إلهَهُم، فهوَ الّذي أعدَّ لهُم مدينةً. 17بالإيمانِ قَدَّمَ إبراهيمُ ابنَهُ الوحيدَ إسحقَ ذَبيحةً عِندَما امتحَنَهُ اللهُ، قدَّمَهُ وهوَ الّذي أعطاهُ الله الوَعدَ 18وقالَ لَه: ((بإسحقَ يكونُ لَكَ نَسلٌ)). 19واعتقَدَ إبراهيمُ أنَّ اللهَ قادِرٌ أنْ يُقيمَ الأمواتَ. لِذلِكَ عادَ إلَيهِ ابنُهُ إسحقُ وفي هذا رَمزٌ. 20بالإيمانِ بارَكَ إسحقُ يَعقوبَ وعيسو لِخَيراتِ المُستَقبَلِ. 21وبالإيمانِ بارَكَ يَعقوبُ، لمّا حَضَرَهُ المَوتُ، كُلاًّ مِن ابنَي يوسُفَ وسجَدَ للهِ وهوَ مُستَنِدٌ إلى طرَفِ عَصاهُ. 22وبالإيمانِ ذكَرَ يوسُفُ عِندَ موتِهِ خُروجَ بَني إِسرائيلَ مِنْ مِصْرَ وأوصى أين يَدفنونَ عِظامَه. 23بالإيمانِ أخفى والِدا موسى ابنَهُما ثَلاثةَ أشهُرٍ بَعدَ مَولِدِهِ، لأنَّهُما رأيا الطِّفلَ جَميلاً وما أخافَهُما أمرُ المَلِكِ. 24بالإيمانِ رفَضَ موسى، بَعدَما كبِرَ، أنْ يُدعى ابنًا لِبنتِ فِرعَونَ، 25وفَضَّلَ أنْ يُشارِكَ شَعبَ اللهِ في الذُّلِّ على التَّمتُّعِ الزائِلِ بِالخَطيئَةِ، 26واعتبَرَ عارَ المَسيحِ أغنى مِنْ كُنوزِ مِصْرَ، لأنَّهُ تَطلَّعَ إلى ما سيَنالُهُ مِنْ ثَوابٍ. 27بِالإيمانِ ترَكَ موسى مِصْرَ دونَ أنْ يَخافَ مِنْ غَضَبِ المَلِكِ، وثَبَتَ على عَزمِهِ كأنَّهُ يَرى ما لا تَراهُ عَينٌ. 28بِالإيمانِ أقامَ الفِصحَ ورَشَ الدَّمَ، لِئَلاَّ يَمَسَّ مَلاكُ المَوتِ أيَ بِكرٍ لِبَني إِسرائيلَ. 29بالإيمانِ عبَرَ بَنو إِسرائيلَ البحرَ الأحمَرَ كأنَّهُ بَرٌّ، ولمَّا حاوَلَ المِصْرِيُّونَ عُبورَهُ غَرِقوا. 30بِالإيمانِ سَقَطَت أسوارُ أريحا بَعدَما طافَ بِها بَنو إِسرائيلَ سَبعَةَ أيّامٍ. 31بِالإيمانِ نَجَتْ راحابُ البَغِيُّ مِنَ الهَلاكِ معَ العُصاةِ، لأنَّها رَحَّبَت بِالجاسوسَينِ. 32وماذا أقولُ بَعدُ؟ الوَقتُ يَضيقُ بي إذا أخبَرتُ عنْ جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصَموئيلَ والأنبياءِ. 33فهُم بِالإيمانِ أخضَعوا المَمالِكَ وأقاموا العَدلَ ونالوا ما وعَدَ بِه الله وسَدُّوا أفواهَ الأُسودِ 34وأخمَدوا لَهيبَ النيِّرانِ ونَجَوا مِنْ حَدِّ السَّيفِ وتغَلَّبوا على الضُّعفِ وصاروا أبطالاً في الحَربِ وهزَموا جُيوشَ الغُرَباءِ، 35واستَعادَ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقِيامَةِ. واحتمَلَ بَعضُهُمُ التَّعذيبَ ورَفَضوا النَّجاةَ في سَبيلِ القيامَةِ إلى حَياةٍ أفضَلَ، 36وقاسى آخَرونَ الهُزءَ والجَلْدَ، بَلِ القُيودَ والسِّجنَ. 37ورُجِموا ونُشِروا وقُتِلوا بِحَدِّ السَّيفِ وتَشَرَّدوا لابِسينَ جُلودَ الغَنَمِ والماعِزِ مَحرومينَ مَقهورينَ مَظلومينَ، 38لا يَستَحِقُّهُمُ العالَمُ، فتاهوا في البَراري والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأرضِ. 39وما حصَلَ هَؤُلاءِ على الوَعدِ معَ أنَّهُ مَشهودٌ لهُم بِالإيمانِ، 40لأنَّ اللهَ أعَدَّ لنا مَصيرًا أفضَلَ مِنْ مَصيرِهِم وشاءَ أنْ لا يَصيروا كامِلينَ إلاَّ مَعَنا.

 

إيمان الأجداد عبرة
11
فالإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى،2 وبِفَضلِه شُهِدَ لِلأَقدَمين.3بِالإِيمانِ نُدرِكُ أَنَّ العالَمِينَ أُنشِئَت بِكَلِمَةِ الله، حَتَّى إِنَّ ما يُرى يَأتي مِمَّا لا يُرى. 4 بِالإِيمانِ قَرَّبَ هابيلُ لِلهِ ذَبيحَةً أَفضَلَ مِن ذَبيحَةِ قايِن، وبِالإِيمانِ شُهِدَ لَه أَنَّه بارّ، فقَد شَهِدَ اللهُ لِقَرابينِه، وبِالإِيمانِ ما زالَ يَتَكَلَّمُ بَعدَ مَوتِه. 5 ِبالإِيمانِ أُخِذَ أَخْنوخُ لِئَلاَّ يَرى المَوت، (( فلَم يَجِدْه أَحَدٌ لأَنَّ اللهَ أَخَذَه )). وشُهِدَ لَه قَبلَ رَفعِه بِأَنَّ اللهَ قد رَضِيَ عَنه،6 وبِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رضا الله، لأَنَّه يَجِبُ على الَّذي يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ أَن يُؤمِنَ بِأَنَّه مَوجود وأَنَّه يُجازي الَّذينَ يَبتَغونَه. 7 بِالإِيمانِ أُوحِيَت إِلى نُوحٍِ أُمورٌ لم تَكُنْ وَقتَئِذٍ مَرْئِيَّة، فتَوَرَّعَ وبنَى سَفينَةً لِخَلاصِ أَهْلِ بَيته، حَكَمَ بِها على العالَم وصارَ وارِثًا لِلبِرِّ الحاصِلِ بِالإِيمان. 8 بِالإِيمانِ لَبَّى إِبراهيمُ الدَّعوَة فخَرَجَ إِلى بَلَدٍ قُدِّرَ لَه أن يَنالَه ميراثًا، خَرَجَ وهولا يَدْري إِلى أَينَ يَتَوجَّه.9بِالإِيمانِ نَزَلَ في أَرْضِ الميعادِ نُزولَه في أَرضٍ غَريبَة، وأَقامَ في الخِيامِ معَ إِسحقَ وَيَعقوبَ الشَّريكَينِ في الميراثِ المَوعودِ عينِه، 10فقَد كانَ يَنتَظِرُ المَدينَةَ ذاتَ الأُسُس واللهُ مُهَندِسُها وبانِيها. 11بِالإِيمانِ نالَت سارةُ هيِ أَيضًا القُوَّةَ على إِنْشاءِ نَسْل، وقَد جاوَزَتِ السِّنّ، ذلِك بِأَنَّها عَدَّتِ الَّذي وَعَدَ أَمينًا. 12 ولِذلِكَ وُلِدَ مِن رَجُلٍ واحِدٍ ، وَقَد قارَبَ المَوت، نَسْلٌ (( كَنُجومِ السَّماءِ كَثرَةً وكالرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحْر،َ وَهو لا يُحْصى )). 13 في الإِيمانِ ماتَ أُولئِكَ جَميعًا ولَم يحصُلوا على المَواعِد، بل رَأَوها وحَيَّوها عن بُعْد، واعتَرفوا بِأَنَّهم (( غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأَرض )). 14 فإِنَّ الَّذينَ يَقولونَ هذا القَول يَدُلُّونَ على أَنَّهم يَسعَونَ إِلى وَطَن. 15ولَو كانوا يُفَكِّرونَ في الوَطَنِ الَّذي خَرَجوا مِنه، لَكانَ لَهُمُ الوَقْتُ لِلرُّجوعِ إِلَيه، 16 في حِينِ أَنَّهم يَرغَبونَ في وَطَنٍ أَفضَلَ، أَعْني الوَطَنَ السَّماوِيّ. لِذلِكَ لا يَستَحيِي اللهُ أَن يُدْعى إِلهَهُم، فقَد أَعَدَّ لَهم مَدينَة. 17بِالإِيمانِ قَرَّبَ إِبراهيمُ إِسحق، لَمَّا امتُحِنَ. فَكانَ يُقَرِّبُ ابنَه الوَحيد، وقَد تَلقَّى المَواعِد، 18 وكانَ قد قيلَ لَه: (( بِإِسْحقَ سيَكونُ لَكَ نَسْلٌ يَحمِلُ اَسمَك )). 19فقَدِ اعتَقَدَ أَنَّ اللهَ قادِرٌ حتَّى على أَن يُقيمَ مِن بَينِ الأَمْوات. لِذلِك استَردَّه، وفي هذا رَمْز. 20بِالإِيمانِ بارَكَ إِسْحقُ يَعقوبَ وعيسُوَ في شؤُونِ المُستَقبَل. 21 بِالإِيمانِ بارَكَ يَعقوبُ، لَمَّا حضَرَه المَوت، كُلاًّ مِنِ ابَني يوسُف (( وسَجَدَ وهو مُستَنِدٌ إِلى طَرَفِ عَصاه )). 22 بِالإِيمانِ ذَكَرَ يوسُف، وقَد حانَ أَجَلُه، خُروجَ بَني إِسرائيلَ وأَوصى بِرُفاتِه. 23 بِالإِيمانِ أَخْفى موسى أَبَواه بَعدَ مَولِدِه ثَلاثَةَ أَشهُرٍ لأَنَّهُما رَأَيا حُسْنَ الصَّبِيِّ ولَم يَخشَيا أمْرَ المَلِك. 24بِالإِيمانِ أَبى موسى، حينَ صارَ شابًّا، أَن يُدْعى أَبنًا لِبِنْتِ فِرعَون، 25 وآثَرَ أَن يُشارِكَ شَعْبَ اللهِ في عَذابِه على التَّمَتعُِّ الزَّائِلِ بِالخَطيئَة، 26 وعَدَّ عارَ المسيحِ غِنًى أَعظَمَ مِن كُنوزِ مِصْر، لأَنَّه كانَ يَطمَحُ إِلى الثَّواب. 27 بِالإِيمانِ تَرَكَ مِصْرَ ولَم يَخْشَ غَضَبَ المَلِك، وَثبَتَ على أَمْرِه ثُبوتَ مَن يَرى ما لا يُرى. 28بِالإِيمانِ أَقامَ الفِصْحَ ورَشَّ الدَّم، لئَلاَّ يَمَسَّ المُبيدُ أَبْكارَ بَني إِسرائيل. 29 بِالإِيمانِ جازوا البَحْرَ الأَحمَرَ كأَنَّه بَرّ، في حِينِ أَنَّ المِصرِيِّينَ حاوَلوا العُبورَ فغَرِقوا. 30 بِالإِيمانِ سَقَطَ سورُ أَريحا بَعدَ الطَّوافِ بِه سَبعَةَ أَيَّام. 31 بِالإِيمانِ لم تَهلِكْ راحابُ البَغِيُّ مع الكُفَّار، لأًَنَّها تَقَبَّلَتِ الجاسوسَينِ بِالسَّلام. 32 وماذا أَقولُ أَيضًا؟ إِنَّ الوَقْتَ يَضيقُ بي، إِذا أَخبَرتُ عن جِدعَون وباراق وشِمشون وَيفْتاح وداوُد وصَموئيل والأَنبِياء. 33 فهُم بِفَضلِ الإِيمانِ دوَّخوا المَمالِك وأَقاموا العَدْل ونالوا المَواعِد وكَمُّوا أَفْواهَ الأُسود 34 وأَخمَدوا أَجيجَ النَّار ونَجَوا مِن حَدِّ السَّيف وتَغلَّبوا على المَرَض وصاروا أَبْطالا في الحَرْب ورَدُّوا غاراتِ الغُرَباء، 35واستعادَ نِساءٌ أَمواتَهُنَّ بِالقِيامة. وتَحَمَّلَ بَعضُهمُ تَوتيرَ الأَعْضاء أَبَوُا النَّجاةَ رَغبَةً في الأَفضَل، أَي في القِيامَة 36 وبَعضُهُمُ الآخَرُ عانى السُّخرِيَّةَ والجَلْد، فَضْلاً عنِ القُيُودِ والسِّجْن. 37 ورُجِموا ونُشِروا وماتوا قَتْلاً بِالسَّيف وهاموا على وُجوهِهِم، لِباسُهُم جُلُودُ الغَنَم وشَعَرُ المَعَز. مَحْرومينَ مُضايَقينَ مَظْلومين, 38 لا يَستَحِقُّهمُ العالَم، وتاهوا في البَراري والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأَرض. 39 وهؤُلاءِ كُلُّهم تَلَقَّوا شَهادَةً حَسَنَةً بِفَضْلِ إِيمانِهِم، ولكِنَّهم لم يَحصُلوا على المَوعِد، 40لأَنَّ اللهَ قَدَّرَ لَنا ما هو أَفضَلُ لِكَيلا يُدرِكوا الكَمالَ مِن دونِنا.

ما هو الإِيمان

11

أَمَّا الإِيمَانُ، فَهُوَ الثِّقَةُ بِأَنَّ مَا نَرْجُوهُ لاَبُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَالاقْتِنَاعُ بِأَنَّ مَا لاَ نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً. 2بِهَذَا الإِيمَانِ، كَسَبَ رِجَالُ اللهِ قَدِيماً شَهَادَةً حَسَنَةً أَمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ. 3وَعَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ، نُدْرِكُ أَنَّ الْكَوْنَ كُلَّهُ قَدْ خَرَجَ إِلَى الْوُجُودِ بِكَلِمَةِ أَمْرٍ مِنَ اللهِ. حَتَّى إِنَّ عَالَمَنَا الْمَنْظُورَ، قَدْ تَكَوَّنَ مِنْ أُمُورٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ!

 

الإِيمان أساس البر

4بِالإِيمَانِ، قَدَّمَ هَابِيلُ لِلهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ الَّتِي قَدَّمَهَا قَايِينُ. وَعَلَى ذَلِكَ الأَسَاسِ، شَهِدَ اللهُ بِأَنَّ هَابِيلَ بَارٌّ، إِذْ قَبِلَ التَّقْدِمَةَ الَّتِي قَرَّبَهَا لَهُ. وَمَعَ أَنَّ هَابِيلَ مَاتَ قَتْلاً، فَإِنَّهُ مَازَالَ الآنَ يُلَقِّنُنَا الْعِبَرَ بِإِيمَانِهِ.

5وَبِالإِيمَانِ، انْتَقَلَ أَخْنُوخُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ دُونَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَدِ اخْتَفَى مِنْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ إِلَيْهِ. وَقَبْلَ حُدُوثِ ذلِكَ، شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ . 6فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ إِرْضَاءَ اللهِ بِدُونِ إِيمَانٍ. إِذْ إِنَّ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ، لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِيءُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَيْهِ. 7وَبِالإِيمَانِ نُوحٌ، لَمَّا أَنْذَرَهُ اللهُ عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ بِالطُّوفَانِ الآتِي، دَفَعَهُ خَوْفُ اللهِ إِلَى بِنَاءِ سَفِينَةٍ ضَخْمَةٍ كَانَتْ وَسِيلَةَ النَّجَاةِ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَأَى طُوفَاناً مِنْ قَبْلُ. وَبِعَمَلِهِ هَذَا، حَكَمَ عَلَى الْعَالَمِ وَأَصْبَحَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الْقَائِمِ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ.

 

إيمان إبراهيم والآباء

8وَبِالإِيمَانِ، لَبَّى إِبْرَاهِيمُ دَعْوَةَ اللهِ، فَتَرَكَ وَطَنَهُ وَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى وَعَدَهُ اللهُ بِأَنْ يُوَرِّثَهُ إِيَّاهَا. وَلَمَّا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، كَانَ لاَ يَعْرِفُ أَيْنَ يَتَوَجَّهُ. 9وَبِالإِيمَانِ، كَانَ يَرْحَلُ كَالْغَرِيبِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ فِي الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَهُ اللهُ بِهَا، وَكَأَنَّهَا أَرْضٌ غَرِيبَةٌ. وَكَانَ يَسْكُنُ فِي الْخِيَامِ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، شَرِيكَيْهِ فِي إِرْثِ الْوَعْدِ عَيْنِهِ. 10فَإِنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الانْتِقَالَ إِلَى الْمَدِينَةِ السَّمَاوِيَّةِ ذَاتِ الأُسُسِ الثَّابِتَةِ، الَّتِي مُهَنْدِسُهَا وَبَانِيهَا هُوَ اللهُ .

11وَبِالإِيمَانِ أَيْضاً، نَالَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ إِبْرَاهِيمَ قُدْرَةً عَلَى الإِنْجَابِ، فَوَلَدَتِ ابْناً مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ جَاوَزَتْ سِنَّ الْحَمْلِ. وَذَلِكَ لأَنَّهَا آمَنَتْ بِأَنَّ اللهَ ، الَّذِي وَعَدَهَا بِذَلِكَ، لاَبُدَّ أَنْ يُحَقِّقَ وَعْدَهُ. 12وَهَكَذَا وُلِدَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ كَانَ مَيِّتاً مِنْ حَيْثُ الْقُدْرَةُ عَلَى الإِنْجَابِ، شَعْبٌ كَبِيرٌ «كَنُجُومِ الْفَضَاءِ عَدَداً، وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ، لاَ يُحْصَى...»

13هَؤُلاَءِ جَمِيعاً، حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ إِلَى النِّهَايَةِ. وَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ تَتَحَقَّقَ وُعُودُ اللهِ لَهُمْ فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِمْ. وَلَكِنَّهُمْ رَأَوْهَا مِنْ بَعِيدٍ، وَتَوَقَّعُوا تَحْقِيقَهَا كَامِلَةً فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَإِذْ آمَنُوا بِتِلْكَ الْوُعُودِ الإِلَهِيَّةِ اعْتَرَفُوا بِأَنَّهُمْ لَيْسُوا إِلاَّ غُرَبَاءَ عَلَى الأَرْضِ يَزُورُونَهَا زِيَارَةً عَابِرَةً. 14وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ذَلِك، يُوْضِحُونَ أَنَّ عُيُونَهُمْ عَلَى وَطَنِهِمِ الْحَقِيقِيِّ. 15وَلَوْ كَانُوا يَتَذَكَّرُونَ الْوَطَنَ الأَرْضِيَّ الَّذِي هَجَرُوهُ، لاَغْتَنَمُوا الْفُرْصَةَ وَعَادُوا إِلَيْهِ. 16وَلَكِنْ، لاَ ... فَهُمُ الآنَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى وَطَنٍ أَفْضَلَ، أَيِ الْوَطَنِ السَّمَاوِيِّ. بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ هَذَا لاَ يَسْتَحِي اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ. فَهُوَ قَدْ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً!

17وَبِالإِيمَانِ، إِبْرَاهِيمُ أَيْضاً، لَمَّا امْتَحَنَهُ اللهُ ، قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ. فَإِنَّهُ، إِذْ قَبِلَ وُعُودَ اللهِ، قَدَّمَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ذَبِيحَةً، 18مَعَ أَنَّ اللهَ قَالَ لَهُ: «بِإِسْحَاقَ سَوْفَ يَكُونُ لَكَ نَسْلٌ يَحْمِلُ اسْمَكَ!» 19فَقَدْ آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ الْمَوْتِ. وَالْوَاقِعُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ اسْتَعَادَ ابْنَهُ مِنَ الْمَوْتِ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ أَوِ الرَّمْزِ. 20بِالإِيمَانِ، بَارَكَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَعِيسُو. 21وَبِالإِيمَانِ، بَارَكَ يَعْقُوبُ، قُبَيْلَ مَوْتِهِ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ مُتَوَكِّئاً عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. 22وَبِالإِيمَانِ، اسْتَنَدَ يُوسُفُ عَلَى وَعْدِ اللهِ بِإِخْرَاجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بِلاَدِ مِصْرَ، فَتَرَكَ وَصِيَّةً بِأَنْ يَنْقُلُوا رُفَاتَهُ مَعَهُمْ.

 

إيمان موسى وأبويه

23بِالإِيمَانِ مُوسَى خَبَّأهُ وَالِدَاه حَتَّى صَارَ عُمْرُهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَاهُ طِفْلاً جَمِيلاً، وَلَمْ يَخَافَا الْمَرْسُومَ الَّذِي أَصْدَرَهُ الْمَلِكُ. 24وَبِالإِيمَانِ، مُوسَى نَفْسُهُ، لَمَّا كَبِرَ، رَفَضَ أَنْ يُدْعَى ابْناً لاِبْنَةِ فِرْعَوْنَ. 25بَلِ اخْتَارَ أَنْ يتَحَمَّلَ الْمَذَلَّةَ مَعَ شَعْبِ اللهِ، بَدَلاً مِنَ التَّمَتُّعِ الْوَقْتِيِّ بِلَذَّاتِ الْخَطِيئَةِ. 26فَقَدِ اعْتَبَرَ أَنَّ عَارَ الْمَسِيحِ، هُوَ ثَرْوَةٌ أَعْظَمُ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَتَطَلَّعُ إِلَى الْمُكَافَأَةِ.

27بِالإِيمَانِ، تَرَكَ أَرْضَ مِصْرَ وَهُوَ غَيْرُ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ. فَقَدْ مَضَى فِي تَنْفِيذِ قَرَارِهِ، كَأَنَّهُ يَرَى بِجَانِبِهِ اللهَ غَيْرَ الْمَنْظُورِ. 28وَبِالإِيمَانِ، أَقَامَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ، لِكَيْ لاَ يَمَسَّ مُهْلِكُ الأَبْكَارِ أَحَداً مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِهِ.

 

الإِيمان ومعجزاته

29بِالإِيمَانِ اجْتَازَ الشَّعْبُ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَأَنَّهُ أَرْضٌ يَابِسَةٌ. أَمَّا الْمِصْرِيُّونَ، فَإِذْ حَاوَلُوا ذَلِكَ غَرِقُوا!

30بِالإِيمَانِ انْهَارَتْ أَسْوَارُ مَدِينَةِ أَرِيحَا، بَعْدَمَا دَارَ الشَّعْبُ حَوْلَهَا لِمُدَّةِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. 31وَجَزَاءً لِلإِيمَانِ، نَجَتْ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ مِنَ الْمَوْتِ الْمُحَتَّمِ مَعَ الْمُتَمَرِّدِينَ، بَعْدَمَا اسْتَقْبَلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.

 

إيمان القضاة والأنبياء

32وَهَلْ مِنْ حَاجَةٍ بَعْدُ لِمَزِيدٍ مِنَ الأَمْثِلَةِ؟ إِنَّ الْوَقْتَ لاَ يَتَّسِعُ لِي حَتَّى أَسْرُدَ أَخْبَارَ الإِيمَانِ عَنْ: جِدْعُونَ وَبَارَاقَ وَشَمْشُونَ وَيَفْتَاحَ وَدَاوُدَ وَصَمُوئِيلَ وَالأَنْبِيَاءِ. 33فَبِالإِيمَانِ، تَغَلَّبَ هَؤُلاَءِ عَلَى مَمَالِكِ الأَعْدَاءِ، وَحَكَمُوا حُكْماً عَادِلاً وَنَالُوا مَا وَعَدَهُمْ بِهِ اللهُ . وَبِهِ، أَطْبَقُوا أَفْوَاهَ الأُسُودِ، 34وَأَبْطَلُوا قُوَّةَ النَّارِ، وَنَجَوْا مِنَ الْمَوْتِ قَتْلاً بِالسَّيْفِ. وَبِهِ أَيْضاً نَالُوا القُوَّةَ بَعْدَ ضَعْفٍ، فَصَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْمَعَارِكِ، وَرَدُّوا جُيُوشاً غَرِيبَةً عَلَى أَعْقَابِهَا.

35وَبِالإِيمَانِ، اسْتَرْجَعَتْ بَعْضُ النِّسَاءِ أَمْوَاتَهُنَّ بَعْدَمَا أُعِيدُوا إِلَى الْحَيَاةِ. وَبِهِ، تَحَمَّلَ كَثِيرُونَ الْعَذَابَ وَالضَّرْبَ، وَمَاتُوا رَافِضِينَ النَّجَاةَ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ سَوْفَ يَقُومُونَ إِلَى حَيَاةٍ أَفْضَلَ. 36وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ تَحَمَّلُوا الْمُحَاكَمَاتِ الظَّالِمَةَ تَحْتَ الإِهَانَةِ وَالْجَلْدِ، وَالإِلْقَاءَ فِي السُّجُونِ مُقَيَّدِينَ بِالسَّلاَسِلِ. 37وَمِنْهُمْ مَنْ حُوكِمُوا فَمَاتُوا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ، أَوْ نَشْراً بِالْمِنْشَارِ، أَوْ ذَبْحاً بِالسَّيْفِ. وَبَعْضُهُمْ، تَشَرَّدُوا مُتَسَتِّرِينَ بِجُلُودِ الْغَنَمِ وَالْمِعْزَى، يُعَانُونَ مِنَ الْحَاجَةِ وَالضِّيقِ وَالظُّلْمِ، 38وَلَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ يَسْتَحِقُّهُمْ، تَائِهِينَ فِي الْبَرَارِي وَالْجِبَالِ وَالْمَغَاوِرِ وَالْكُهُوفِ.

39إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَحْصُلُوا جَمِيعاً عَلَى تَحْقِيقِ كُلِّ مَا وَعَدَهُمُ اللهُ بِهِ، مَعَ أَنَّهُمْ حَاصِلُونَ عَلَى شَهَادَةٍ حَسَنَةٍ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ. 40وَلَكِنَّ اللهَ سَبَقَ فَأَعَدَّ لَنَا مَا هُوَ أَفْضَلُ، وَذَلِكَ حَتَّى لاَ يُكَمَّلُوا بِمَعْزِلٍ عَنَّا.

11 أَمَّا الإِيمانُ فهو قِوامُ المَرْجُوَّاتِ، وبُرْهانُ غيرِ المَرئيَّات، 2 بهِ شُهِدَ للأَقدَمينِ شَهادَةً حسَنة. 3 بالإِيمانِ نَفْهَمُ أَنَّ العالَمَ قد أُنشِئَ بكلمةِ اللهِ، بحَيْثُ إِنَّ المَرئِيَّاتِ صدَرَتْ عمَّا لا يُرى. 4 بالإِيمانِ قرَّبَ هابيلُ للهِ ذَبيحةً أَكمَلَ مِن ((ذَبيحَةِ)) قاينَ؛ وبهِ شُهِدَ لهُ أَنَّهُ بارٌّ إِذ شَهِدَ اللهُ ((نفسُهُ)) لِقَرابينِه؛ وبهِ أَيضًا، وإِنْ ماتَ، لم يَزَلْ بَعْدُ يَتكلَّم. 5 بالإِيمانِ نُقِلَ أَخْنوخُ لكي لا يَرى الموتَ، ولم يُوجَدْ بعدُ لأَنَّ اللهَ قد نَقَلَه؛ فإِنَّهُ مِن قَبلِ أَن يُنقَلَ، شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ أَرْضى الله. 6 وبدونِ إِيمانٍ يَسْتَحيلُ إِرْضاءُ ((الله))، إِذ لا بُدَّ، لِمَن يَدنو الى اللهِ، أَن يُؤْمنَ بأَنَّهُ كائنٌ، وأَنَّهُ يُثيبُ الذينَ يَبْتغونَه. 7 بالإِيمانِ نُوحٌ، إِذ أُنذِرَ بوَحْيٍ بما لم يكُنْ بعدُ مَنْظورًا، تَورَّعَ فأَعَدَّ تابوتًا لخلاصِ ((أَهلِ))، بَيتِهِ؛ وبالإِيمانِ حكمَ على العالَمِ، وصارَ وارثًا لِلبِرِّ الذي يُنالُ بِهِ. 8 بالإِيمانِ إِبراهيمُ، إِذ دعاهُ ((اللهُ))، لَبَّى لِلخُروجِ الى مَوضعٍ سَيَأْخُذُهُ مِيراثًا، وخَرجَ لا يَدري أَينَ يَتوجَّه؛ 9 بالإِيمانِ نَزلَ في أَرَضِ الميعادِ نُزولَهُ في أَرضِ غُربةٍ، وسَكنَ في أَخبيَةٍ معَ إِسحقَ ويَعقوبَ الوارِثيْنِ مَعَهُ المَوعِدَ نفسَه؛ 10 لأنَّهُ كانَ يَنتظِرُ المدينةَ ذاتَ الأُسُسِ، التي اللهُ ((نفسُهُ)) مُهَندِسُها وبانِيها. - 11 بالإِيمانِ سارَةُ أَيضًا نالَتْ قُوَّةً لِلحَمْلِ، مَعَ أَنَّها تجاوَزتِ السِّنَّ، لاعْتِقادِها أَنَّ الذي وَعَدَ صادِق. 12 مِن أَجلِ ذلكَ وُلِدَ مِن رجُلٍ واحدٍ، يَكادُ يكونُ مَيْتًا، نَسْلٌ كنُجومِ السَّماءِ كَثرةً، وكالرَّملِ الذي على شاطئِ البَحرِ، لا يُحصى... 13 على الإِيمانِ ماتَ أولئكَ جميعًا، ولم ينالوا المَوعِدَ، بَل رَأَوْهُ مِن بعيدٍ وحَيَّوْهُ، مُعتَرفينَ بأَنَّهم كانوا غُرَباءَ على الأَرضِ ونُزَلاء. 14 فالَّذينَ يتكلَّمونَ هكذا يُوضِحونَ أَنَّهم يَطْلُبونَ وَطنًا؛ 15 ولَو أَنَّهم قَصَدوا بذلكَ الوَطنَ الذي خَرجوا مِنهُ، لكانَ لهم وَقتٌ لِلعَودةِ إِليه؛ 16 ولكِنْ، لا: فإِنَّ قُلوبَهم كانَتْ تَصبُو الى وَطَنٍ أَفضلَ، الى ((وطنٍ)) سَماويّ. لذلكَ لا يَستَحْيِي اللهُ أَن يُدعى إِلهَهم؛ فإِنَّهُ قد أَعدَّ لهم مَدينَة... 17 بالإِيمانِ إِبراهيمُ، حينَ امتُحِنَ، قرَّبَ إِسحَقَ: إِنَّهُ كانَ يُقرِّبُ وحيدَهُ، هُوَ الذي نالَ المواعدَ، 18 وهُوَ الذي قيلَ لَه: "إِنَّهُ بإِسحقَ يُدعى لكَ نَسلٌ". 19 ((ولكنَّهُ)) كانَ يَعتَقِدُ أَنَّ اللهَ قادرٌ أَنْ يُنهِضَ حتَّى مِن بينِ الأَموات. ولذلكَ عادَ فحصَلَ على ((ابنِهِ))، على سبيلِ الرَّمْز. 20 بالإِيمانِ أَيضًا باركَ إِسحقُ يَعقوبَ وعِيسُو من جهةِ ما سيَأْتي. 21 بالإِيمانِ يَعقوبُ، وقد حَضرَهُ الموتُ، باركَ كلَّ واحدٍ من ابنَيْ يوسفَ، وسَجدَ ((مُتَوكِّئًا)) على طَرَفِ عَصاه. 22 بالإِيمانِ يوسفُ، لمَّا دَنا أَجَلُه، ذكَرَ خُروجَ بَني إِسرائيلَ، وأَوصى بشَأْنِ رُفاتِه. 23 بالإِيمانِ، لمَّا وُلِدَ مُوسى، أَخفاهُ أَبواهُ ثلاثةَ أَشهُرٍ، لأَنَّهما رأَيا أَنَّ الطِّفلَ جميلٌ، ولَم يَرْهَبا أَمرَ المَلك. 24 بالإِيمانِ مُوسى، لمَّا كَبِرَ، أَبى أَن يُدعى ابنًا لاِبنةٍ لِفِرعونَ، 25 واختارَ المشَقَّةَ مَعَ شَعْبِ اللهِ على التَّمتعُّ الوَقتيِّ بلذَّةِ الخَطيئة، 26 عادًّا عارَ المسيحِ ثَروةً أَعظمَ مِن كُنوزِ مِصرَ، لأَنَّهُ كانَ ينظُرُ الى الثَّواب؛ 27 بالإِيمانِ تركَ مِصرَ ولم يَخشَ سُخْطَ المَلك؛ بل تَجلَّدَ كأَنَّهُ يُعاينُ الذي لا يُرى؛ 28 بالإِيمانِ صَنَعَ الفِصْحَ ورشَّ الدَّمَ لئلاَّ يَمَسَّ المُهلِكُ أَبْكارَ ((إِسرائيل)). 29 بالإِيمانِ جازُوا في البحرِ الأَحمرِ كأَنَّما في أَرضٍ يابسةٍ، ولمَّا حاولَ ذَلكَ المِصريُّونَ غَرِقوا! 30 بالإِيمانِ سَقطَتَ أَسوارُ أَريحا بعدَ الطَّوافِ ((حولَها)) سَبعةَ أَيَّام. 31 بالإِيمانِ، راحابُ البَغِيُّ لم تَهلِكْ معَ العُصاةِ لأَنَّها قَبلَتِ الجاسوسَيْنِ في سَلام. 32 وماذا أَقولُ أَيضًا؟ إِنَّهُ لَيَضيقُ بيَ الوَقتُ إِنْ أَخبرتُ عَن جِدعَوْنَ وباراقَ وشَمْشونَ ويَفْتاح، وعَن داودَ وصَموئيلَ والأَنبياء؛ 33 أُولئكَ الذينَ بالإِيمانِ قَهَروا الممالِكَ، وزاوَلوا القَضاءَ، ونالوا المواعِدَ، وسَدُّوا أَشداقَ الأُسودِ، 34 وأَخْمدوا حِدَّةَ النَّارِ، ونَجَوْا مِن حَدِّ السَّيفِ، وتَقوَّوْا مِن ضُعفٍ، وصارُوا أَشِدَّاءِ في القِتالِ، وقَلَبوا مُعَسْكَراتِ الأَعداء؛ 35 واسْتَرجعَتْ نِساءٌ أَمواتَهنَّ بالقِيامة. فمِنهم مَنْ عُذِّبوا ولم يَقبَلوا النَّجاةَ ليُحْرِزوا قِيامةً أَفضلَ؛ 36 وآخَرونَ قد ذاقوا الهُزْءَ والسِّياطَ حتَّى القُيودَ والسِّجن. 37 لَقد رُجِموا، نُشِروا، ماتوا بحَدِّ السَّيف؛ تَشَرَّدوا في جُلودِ الغَنمِ والمَعِزِ مُعوِزينَ، مُضايَقينَ مَجهودينَ- 38 هُمُ الذينَ لم يكنِ العالَمُ مُستَحِقًّا لهم- تائهينَ في البراري والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأَرض. 39 وهؤُلاءِ كلُّهم، وإِنْ شُهِدَ لهم بالإِيمانِ، لم يَنالوا المَوعِد، 40 لأَنَّ اللهَ إِذ أَعدَّ لنا مَصيرًا أَفضلَ، ((لم يَشأْ أَنْ)) يَبلُغوا الى الكمالِ بِمَعزِلٍ عنَّا. 4ً مثال يسوع

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

 1لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. 4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، 5وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. 9ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ 10لأَنَّ أُولَئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. 12لِذَلِكَ قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. 14اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. 15مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجاً، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. 16لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِياً أَوْ مُسْتَبِيحاً كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. 17فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ. 18لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، 19وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، 20لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ. 21وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!». 22بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، 23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، 24وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. 25اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولَئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدّاً لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، 26الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضاً أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضاً». 27فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضاً» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. 28لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. 29لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ.

تأديب الرب
12
أمَّا ونَحنُ مُحاطونَ بِسَحابَةٍ كَثيفَةٍ مِنَ الشُّهودِ، فعلَينا أنْ نُلقِيَ عَنّا كُلَّ ثِقلٍ وكُلَّ خَطيئَةٍ عالِقَةٍ بِنا، فنَجري بِعَزمٍ في ميدانِ الجِهادِ المُمتَدِّ أمامَنا،2ناظِرينَ إلى رَأسِ إيمانِنا ومُكَمِّلِهِ، يَسوعَ الّذي تَحَمَّلَ الصَّليبَ مُستَخِفّاً بِالعارِ، مِنْ أجلِ الفَرَحِ الّذي يَنتَظِرُهُ، فجَلَسَ عنْ يَمينِ عَرشِ اللهِ. 3فكِّروا في هذا الّذي احتَمَلَ مِنَ الخاطِئينَ مِثلَ هذِهِ العَداوَةِ لِئَلاَّ تَيأَسوا وتَضعُفَ نُفوسُكُم.4فما قاوَمتُم أنتُم بَعدُ حتّى بَذْلِ الدَّمِ في مُصارَعَةِ الخَطيئَةِ.5ولعَلَّكُم نَسِيتُمُ الكلامَ الّذي يُخاطِبُكُم كبَنينَ: (( لا تَحَتقِرْ، يا ابني، تأديبَ الرَّبِّ ولا تيأَسْ إذا وَبَّخَكَ، 6لأنَّ مَن يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُه ويَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَرتَضيهِ)). 7فتَحَمَّلوا التَّأديبَ، واللهُ إنَّما يُعامِلُكُم مُعامَلَةَ البنينَ، وأيُّ ابنٍ لا يُؤدِّبُهُ أبوهُ؟ 8فإذا كانَ لا نَصيبَ لكُم مِنْ هذا التّأديبِ، وهوَ مِنْ نَصيبِ جميعِ البَنينَ، فأنتُم ثَمَرَةُ الزِّنى لا بَنونَ.9كانَ آباؤُنا في الجَسَدِ يُؤدِّبونَنا وكُنَّا نَهابُهُم، أفلا نَخضَعُ بالأَحرى لأبينا في الرُّوحِ لِنَنالَ الحياةَ؟ 10هُم كانوا يُؤَدِّبونَنا لِوَقتٍ قَصيرٍ وكما يَستَحسِنونَ، وأمَّا اللهُ فيُؤدِّبُنا لِخَيرِنا فنُشارِكُهُ في قَداسَتِه. 11ولكِنْ كُلُّ تَأْديبٍ يَبدو في ساعَتهِ باعِثًا على الحُزنِ، لا على الفَرَحِ. إلاَّ أنَّهُ يَعودُ فيما بَعدُ على الّذينَ عانوهُ بِثَمَرِ البِرِّ والسَّلامِ.

عاقبة الكفر بنعمة الله
12
فشُدُّوا أيديَكُمُ المُستَرخِيَةَ ورُكَبَكُمُ الضَّعيفَةَ، 13واجعَلوا طُرُقًا مُستَقيمَةً لأقدامِكُم فلا يَنحَرِفَ الأعرَجُ بَلْ يَشفى. 14سالِموا جميعَ النّاس ِ وعيشوا حياةَ القَداسَةِ الّتي بِغَيرِها لَنْ يَرى أحدٌ الرَّبَّ . 15واحرِصوا أنْ لا يَحرِمَ أحدٌ نَفسَهُ مِنْ نِعمَةِ اللهِ، وأنْ لا يَنبُتَ فيكُم عِرقُ مَرارَةٍ يُسَبِّبُ انزِعاجًا ويُفسِدُ الكَثيرَ مِنَ النّاس ِ، 16وأنْ لا يكونَ أحَدٌ فيكُم زانِيًا أو سَفيهًا مِثلَ عيسو الّذي باعَ بُكورِيَّتَهُ بأَكلةٍ واحدةٍ. 17وتَعلَمونَ أنَّهُ لمَّا أرادَ بَعدَ ذلِكَ أنْ يَرِثَ البَركةَ خابَ وما وجَدَ مَجالاً لِلتَّوبَةِ، معَ أنَّهُ طلَبَها باكِيًا. 18وما اقتَرَبتُم أنتُم مِنْ جبَلْ ٍ مَلموسٍ، مِنْ نارٍ مُلتَهِبَةٍ وظَلامٍ وضَبابٍ وزَوبَعَةٍ، 19وهُتافِ بوقٍ وصوتِ كلامٍ طلَبَ سامِعوهُ أنْ لا يُزادوا مِنهُ كَلِمةً، 20لأنَّهُم ما احتَمَلوا هذا الإنذارَ: ((حتّى البَهيمَةُ لَو لمَسَتِ الجَبَلْ َ لَرُجِمَت)). 21كانَ المَنظَرُ رَهيبًا حتّى إنَّ موسى قالَ: ((أنا مَرعوبٌ مُرتَعِدٌ)). 22بَلْ أنتُمُ اقتَرَبتُم مِنْ جَبَلِ صِهيونَ، مِنْ مدينةِ اللهِ الحَيِّ، مِنْ أُورُشليمَ السَّماوِيَّةِ وآلافِ المَلائِكَةِ في حَفلَةِ عيدٍ، 23مِنْ مَحفِلِ الأبكارِ المكتوبَةِ أسماؤُهُم في السَّماواتِ، مِنَ اللهِ دَيّانِ البَشَرِ جميعًا، مِنْ أرواحِ الأبرارِ الّذينَ بَلْ َغوا الكَمالَ، 24مِنْ يَسوعَ وَسيطِ العَهدِ الجَديدِ، مِنْ دَمٍ مَرشوشٍ أفصَحَ مِنْ دَمٍ هابـيلَ. 25فاحرِصوا أنْ لا تَرفُضوا الّذي يتكَلَّمُ. فإذا كانَ الّذينَ رَفَضوا المُتكَلِّمَ بِكلامِ الوَحيِ في الأرضِ ما نَجَوا مِنَ العِقابِ، فكيفَ نَنجو نَحنُ إذا رَفَضْنا المُتكَلِّمَ مِنَ السَّماءِ؟ 26وهوَ الّذي زَعزَعَ صَوتُهُ الأرضَ في ذلِكَ الحينِ، ولكِنَّهُ الآنَ وعَدَنا فَقالَ: ((سأُزَلزِلُ السَّماءَ، لا الأرضَ وحدَها، مرَّةً أُخرى)).27فَقولُهُ ((مرَّةً أُخرى)) دَليلٌ على أنَّ الأشياءَ المَخلوقَةَ تَتزَعزَعُ وتَتحَوَّلُ لِتَبقى الأشياءُ الّتي لا تتَزعزَعُ. 28فلنكُن شاكِرينَ لأنَّنا حَصَلنا على مَلكوتٍ لا يتَزَعزَعُ، وبالشكرِ نَعبُدُ اللهَ عِبادَةَ خُشوعٍ وتَقوى يَرضى عَنها، 29لأنَّ إلهَنا نارٌ آكِلَةٌ.

مثل يسوع المسيح
12
لِذلِكَ فنَحنُ الَّذينَ يُحيطُ بِهِم هذا الجَمُّ الغَفيرُ مِنَ الشُّهود , فلْنُلْقِ عَنَّا كُل عِبْءٍ وما يُساوِرُنا مِن خَطيئَة ولْنَخُضْ بِثَباتٍ ذلِك الصِّراعَ المَعْروضَ علَينا،2 مُحَدِّقينَ إِلى مُبدِئِ إِيمانِنا ومُتَمِّمِه، يسوعَ الَّذي، في سَبيلِ الفَرَحِ المَعْروضِ علَيه، تَحَمَّلَ الصَّليبَ مُستَخِفًّا بِالعار، ثُمَّ جَلَسَ عن يَمينِ عَرْشِ الله.3 فَكِّروا في ذاكَ الَّذي تَحَمَّلَ ما لَقِيَ من مُخالَفَةِ الخاطِئِين، لِكَيلا تَخورَ هِمَمُكم بِضُعفِ نُفوسِكم.

تربية اللّه الأبوية
4
فإِنَّكم لم تُقاوِموا بَعدُ حتَّى بَذْلِ الدَّمِ في مُجاهَدَةِ الخَطيئَة.5وقَد نَسيتُم تِلكَ العِظَةَ الَّتي تُخاطِبُكم مُخاطَبَتَها بَنيها فتَقول: (( يا بُنَيَّ، لا تَحتَقِرْ تَأديبَ الرَّبّ، ولا تَضعَفْ نَفْسُكَ إِذا وَبَّخَكَ،6 فمَن أَحَبَّه الرَّبُّ إذا وَبَّخَكَ،فمَن أَحَبَّه الرَّبُّ أَدَّبَه, وهو يَجلِدُ كُلَّ ابنٍ يَرتَضيه )).7فمِن أَجْلِ التَّأديبِ تتَألَّمون، وإِنَّ اللهَ يُعامِلُكم مُعامَلَةَ البَنين, وأَيُّ ابنٍ لا يُؤَدِّبُه أَبوه؟8 فإِذا لم ينَلْكم شيَءٌ منَ التَّأدَيب، وهو نَصيبُ جَميعِ النَّاس، كُنتُم أَولادَ زِنْيَةٍ لا بَنين.9 هذا وإِنَّ آباءَنا في الجَسَدِ أَدَّبونا وقد هِبناهُم. فما أَحْرانا بِأن نَخضَعَ لأَبي الأَرْواحِ فنَحْيا! 10هم أَدَّبونا لأَيَّامٍ قَليلةٍ وكما بَدا لَهم، وأَمَّا هو فلِخَيرِنا، لِنَنالَ نَصيبًا مِن قَداسَتِه. 11إِنَّ كُلَّ تَأديبٍ لا يَبْدو في وَقتِه باعِثًا على الفَرَح، بل على الغَمّ. غَيرَ أَنَّه يَعودُ بَعدَ ذلِكَ على الَّذينَ رَوَّضَهم بِثَمَرِ البِرِّ وما فيه مِن سَلام. 12 (( فأَقيموا أَيدِيَكُمُ المُستَرخِيَةَ ورُكَبَكُمُ المُلتَوِيَة )) 13 واجعَلوا سُبُلاً قَويمَةً لِخُطاكم، فلا يَتَخَلَّعَ الأَعرَج بل يَبرَأ.

عاقبة الكفر
14
أُُطلُبوا السَّلامَ معَ جَميعِ النَّاس والقَداسةَ الَّتي بِغَيرِها لا يَرى الرَّبَّ أَحَد.15وانتَبِهوا لِئَلاَّ يُحرَمَ أَحَدٌ نِعمَةَ الله ومَخافَةَ أَن (( يَنبُتَ أَصلٌ مُرٌّ )) يُحدِثُ القَلَقَ ويُفسِدُ الجَماعة 16 وانتَبِهوا لِئَلاَّ يَكونَ فيكُم زانٍ أَو مُدَنِّسٌ مِثْلُ عيسُوَ الَّذي باعَ بِكْرِيَّتَه بِأَكلَةٍ واحِدَة. 17 وتَعلمونَ أَنَّه، لَمَّا أَرادَ بَعدَ ذلِكَ أَن يَرِثَ البَرَكَة، رُذِلَ ولَم يَجِدْ سَبيلاً إِلى تَبْديلِ المَوقِف، معَ أَنَّه التَمَسه باكِيًا.

العهدان
18
إِنَّكم لم تَقتَرِبوا مِن شَيءٍ مَلْموس: نارٍ مُستَعِرةٍ وعَتْمَةٍ وظَلام وإِعصارٍ 19 ونَفْخٍ في البوق وصَوتِ كَلامٍ طَلَبَ سامِعوه أًلاَّ يُزادوا مِنه لَفظَةً 20لأَنَّهم لم يُطيقوا تَحَمُّلَ هذا الأَمْر: (( حَتَّى الوَحْشُ، لو مَسَّ الجَبَل، فَلْيُرْجَمْ )). 21كانَ المَنظَرُ رَهيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسى قال: (( أَنا مَرْعوبٌ مُرتَعِد )) 22أَمَّا أَنتُم فقَدِ اقتَرَبتُم مِن جَبَلِ صِهْيون، ومَدينةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَليمَ السَّماوِيَّة، ومِن رِبْواتِ المَلائِكَةِ في حَفْلَةِ عيد، 23 مِن جَماعَةِ الأَبْكارِ المَكْتوبَةِ أَسْماؤُهم في السَّمَوات، مِن إِلهٍ دَيَّانٍ لِلخَلْقِ أَجمَعين، ومِن أَرْواحِ الأَبْرارِ الَّذينَ بَلَغوا الكَمال، 24 مِن يسوعَ وَسيطِ عَهْدٍ جَديد، مِن دَمٍ يُرَشّ، كلامُه أبَلغُ مِن كَلامِ دَمِ هابيل. 25فاحذَروا أَن تُعرِضوا عن سَماعِ ذاكَ الَّذي يُكَلِّمُكم. فإِذا كانَ الَّذينَ أَعرَضوا عنِ الَّذي أَنذَرَهُم في الأرضِ لم يُفلِتوا مِنَ العِقاب، فكَم بِالأَحْرى لا نُفلِتُ نَحنُ إِذا تَوَلَّينا عنِ الَّذي يُكلِّمُنا مِنَ السَّماء؟ 26 إِنَّ الَّذي زَعزَعَ صَوتُه الأَرضَ حينَذاك قد وَعَدَنا الآنَ فقال: (( أُزَلزِلُ مَرَّةً أُخْرى، لا الأَرْضَ وَحدَها، بلِ السَّماءَ أَيضًا)). 27 فالقَولُ (( مَرَّةً أُخْرى )) يُشيرُ إِلى زَوالِ الأَشياءَ المُزَعزَعةِ لأَنَّها مَخْلوقَة، لِتَبْقى الأَشياءُ الَّتي لا تُزَعزَع. 28 فنَحنُ وقَد حَصَلْنا على مَلَكوتٍ لا يَتَزَعزَع، فلْنَتَمَسَّكْ بِهذِه النِّعمَة ونَعبُدْ بِها اللّه عِبادةً يَرْضى عَنها، بِتَقْوى ووَرعَ، 29 فإِنَّ إِلهَنا نارٌ آكِلَة.

 

12

فَبِمَا أَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْكَبِيرَ مِنَ الشَّاهِدِينَ لِلإِيمَانِ، يَتَجَمَّعُ حَوْلَنَا كَأَنَّهُ سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ، فَلْنَطْرَحْ جَانِباً كُلَّ ثِقْلٍ يُعِيقُنَا عَنِ التَّقَدُّمِ، وَنَتَخَلَّصْ مِنْ تِلْكَ الْخَطِيئَةِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ لِلسُّقُوطِ فِي فَخِّهَا بِسُهُولَةٍ، لِكَيْ نَتَمَكَّنَ، نَحْنُ أَيْضاً، أَنْ نَرْكُضَ بِاجْتِهَادٍ فِي السِّبَاقِ الْمُمْتَدِّ أَمَامَنَا، 2مُتَطَلِّعِينَ دَائِماً إِلَى يَسُوعَ: رَائِدِ إِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ. فَهُوَ قَدْ تَحَمَّلَ الْمَوْتَ صَلْباً، هَازِئاً بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ عَارٍ، إِذْ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى السُّرُورِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ، ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَأَمَّلُوا مَلِيّاً مَا قَاسَاهُ بِتَحَمُّلِهِ تِلْكَ الْمُعَامَلَةَ الْعَنِيفَةَ الَّتِي عَامَلَهُ بِهَا الْخَاطِئُونَ، لِكَيْ لاَ تَتْعَبُوا وَتَنْهَارُوا!

4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى بَذْلِ الدَّمِ فِي مُجَاهَدَتِكُمْ ضِدَّ الْخَطِيئَةِ. 5فَهَلْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ بِهِ اللهُ بِوَصْفِكُمْ أَبْنَاءً لَهُ؟ إِذْ يَقُولُ: «يَاابْنِي، لاَ تَسْتَخِفَّ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ. وَلاَ تَفْقِدِ الْعَزِيمَةَ حِينَ يُوَبِّخُكَ عَلَى الْخَطَأِ. 6فَإِنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ. وَهُوَ يَجْلِدُ كُلَّ مَنْ يَتَّخِذُهُ لَهُ ابْناً!»

7إِذَنْ، تَحَمَّلُوا تَأْدِيبَ الرَّبِّ. فَهُوَ يُعَامِلُكُمْ مُعَامَلَةَ الأَبْنَاءِ: وَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَتَلَقَّوْنَ التَّأْدِيبَ الَّذِي يَشْتَرِكُ فِيهِ أَبْنَاءُ اللهِ جَمِيعاً، فَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ شَرْعِيِّينَ لَهُ.

9إِنَّ آبَاءَنَا الأَرْضِيِّينَ كَانُوا يُؤَدِّبُونَنَا وَنَحْنُ أَوْلاَدٌ، وَكُنَّا نَحْتَرِمُهُمْ. أَفَلاَ يَجْدُرُ بِنَا الآنَ أَنْ نَخْضَعَ خُضُوعاً تَامّاً لِتَأْدِيبِ أَبِي الأَرْوَاحِ، لِنَحْيَا حَيَاةً فُضْلَى؟ 10وَقَدْ أَدَّبَنَا آبَاؤُنَا فَتْرَةً مِنَ الزَّمَانِ، حَسَبَ مَا رَأَوْهُ مُنَاسِباً. أَمَّا اللهُ ، فَيُؤَدِّبُنَا دَائِماً مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَتِنَا: لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَطَبْعاً، كُلُّ تَأْدِيبٍ لاَ يَبْدُو فِي الْحَالِ بَاعِثاً عَلَى الْفَرَحِ، بَلْ عَلَى الْحُزْنِ. وَلَكِنَّهُ فِيمَا بَعْدُ، يُنْتِجُ بِسَلاَمٍ فِي الَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَهُ ثَمَرَ الْبِرِّ. 12لِذَلِكَ، شَدِّدُوا أَيْدِيَكُمُ الْمُرْتَخِيَةَ، وَرُكَبَكُمُ الْمُنْحَلَّةَ. 13وَمَهِّدُوا لأَقْدَامِكُمْ طُرُقاً مُسْتَقِيمَةً، حَتَّى لاَ تَنْحَرِفَ أَرْجُلُ الْعُرْجِ، بَلْ تُشْفَى! 14اجْعَلُوا هَدَفَكُمْ أَنْ تُسَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ، وَتَعِيشُوا حَيَاةً مُقَدَّسَةً. فَبِغَيْرِ قَدَاسَةٍ، لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَرَى الرَّبَّ.

15انْتَبِهُوا أَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدُكُمْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ، حَتَّى لاَ يَتَأَصَّلَ بَيْنَكُمْ جَذْرُ مَرَارَةٍ، فَيُسَبِّبَ بَلْبَلَةً، وَيُنَجِّسَ كَثِيرِينَ مِنْكُمْ. 16وَحَذَارِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ زَانٍ أَوْ مُسْتَهْتِرٌ مِثْلُ عِيسُو الَّذِي بَاعَ حُقُوقَهُ بِوَصْفِهِ الابْنَ الْبِكْرَ، لِقَاءَ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ. 17فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ اسْتِعَادَةَ الْبَرَكَةِ مِنْ أَبِيهِ، بَعْدَمَا كَانَ قَدِ اسْتَخَفَّ بِهَا، رُفِضَ لأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ مَجَالاً لِلتَّوْبَةِ، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ الْبَرَكَةَ وَهُوَ يَذْرِفُ الدُّمُوعَ.

 

«إلهنا نار آكلة»

18إِنَّكُمْ لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ، مُشْتَعِلٍ بِالنَّارِ، وَلاَ ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَرِيحٍ عَاصِفَةٍ، 19حَيْثُ انْطَلَقَ صَوْتُ بُوقٍ هَاتِفاً بِكَلِمَاتٍ وَاضِحَةٍ، وَقَدْ كَانَ مُرْعِباً حَتَّى إِنَّ سَامِعِيهِ الْتَمَسُوا أَنْ يَتَوَقَّفَ عَنِ الْكَلاَمِ. 20فَإِنَّهُمْ لَمْ يُطِيقُوا احْتِمَالَ هَذَا الأَمْرِ الصَّادِرِ إِلَيْهِمْ: «حَتَّى الْحَيَوَانُ الَّذِي يَمَسُّ الْجَبَلَ، يَجِبُ أَنْ تَقْتُلُوهُ رَجْماً!» 21وَالْوَاقِعُ أَنَّ ذَلِكَ الْمَشْهَدَ كَانَ مُرْعِباً إِلَى دَرَجَةٍ جَعَلَتْ مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا خَائِفٌ جِدّاً بَلْ مُرْتَجِفٌ خَوْفاً!» 22وَلَكِنَّكُمْ قَدِ اقْتَرَبْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، إِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ، أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ. بَلْ تَقَدَّمْتُمْ إِلَى حَفْلَةٍ يَجْتَمِعُ فِيهَا عَدَدٌ لاَ يُحْصَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، 23إِلَى كَنِيسَةٍ تَجْمَعُ أَبْنَاءً لِلهِ أَبْكَاراً، أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فِي السَّمَاءِ. بَلْ إِلَى اللهِ نَفْسِهِ، دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أُنَاسٍ بَرَّرَهُمُ اللهُ وَجَعَلَهُمْ كَامِلِينَ. 24كَذلِكَ، تَقَدَّمْتُمْ إِلَى يَسُوعَ، وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، وَإِلَى دَمِهِ الْمَرْشُوشِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ مُطَالِباً بِأَفْضَلَ مِمَّا طَالَبَ بِهِ دَمُ هَابِيلَ.

25إِذَنْ حَذَارِ أَنْ تَرْفُضُوا الَّذِي يَتَكَلَّمُ! فَمَادَامَ أُولئِكَ الَّذِينَ رَفَضُوا الاسْتِمَاعَ لِمَنْ كَلَّمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ، لَمْ يُفْلِتُوا (مِنَ الْعِقَابِ) قَطُّ، فَكَمْ بِالأَحْرَى لاَ نُفْلِتُ نَحْنُ أَبَداً إِنْ تَحَوَّلْنَا عَنِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ إِلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ عَيْنِهَا! 26وَإِذْ تَكَلَّمَ اللهُ قَدِيماً، زَلْزَلَ صَوْتُهُ الأَرْضَ، أَمَّا الآنَ، فَيَعِدُ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أُخْرَى، سَوْفَ أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ وَحْدَهَا، بَلِ السَّمَاءَ أَيْضاً!» 27وَبِقَوْلِهِ: «مَرَّةً أُخْرَى»، يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ سَوْفَ يُزِيلُ كُلَّ مَا لَيْسَ لَهُ أَسَاسٌ مَتِينٌ بِاعْتِبَارِهِ مَخْلُوقاً، حَتَّى لاَ تَبْقَى إِلاَّ تِلْكَ الأَشْيَاءُ الثَّابِتَةُ الأَسَاسِ.

28فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ حَصَلْنَا عَلَى مَمْلَكَةٍ ثَابِتَةٍ لاَ تَتَزَلْزَلُ، لِنَعْبُدِ اللهَ وَنَخْدِمْهُ شَاكِرِينَ، بِصُورَةٍ تُرْضِيهِ، بِكُلِّ احْتِرَامٍ وَمَخَافَةٍ، 29مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ «إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ!»

12 لذلك نحنُ أَيضًا، إِذْ يُحدِقُ بنا مِثلُ هذا السَّحابِ الكثيرِ الكَثيفِ مِنَ الشُّهودِ، فَلْنطَّرِحْ عنَّا كلَّ ثِقَلِ الخَطيئةِ التي تَكتنِفُنا، وَلْنَسعَ بثَباتٍ الى المَيدانِ المَفتوحِ أَمامَنا، 2 شاخِصِينَ بأَبصارِنا الى مُبدِئِ الإِيمانِ ومُكمِّلِهِ، الى يَسوعَ الذي، بَدلَ السُّرورِ المَوضوعِ أَمامَهُ، تحمَّلَ الصَّليبَ -هازِئًا بعارِه- وجلَسَ عَن يَمينِ عَرشِ الله. 3 فتأَمَّلوا بتَفصيلٍ ما قاساهُ الذي صَبَرَ على مِثلِ هذهِ المُقاومةِ لِشَخصِهِ من قِبَلِ الخَطأَةِ، لئلاَّ تَكِلَّ نُفوسُكم وتَخور.

تأديب الرب رحمة
4
فإِنَّكم، إِلى الآنَ، لم تُقاوموا بعدُ حتَّى الدَّمِ في الجِهادِ ضِدَّ الخَطيئة. 5 وقد نَسِيتم هذا التَّحريضَ المُوجَّهَ إِليكم كأَنَّما الى بَنين: "يا بُنيَّ، لا تَحتَقِرْ تَأْديباتِ الرَّبِّ، ولا تَفْشَلْ إِذا وَبَّخَك: 6 لأَنَّ مَن أَحبَّهُ الرَّبُّ يُؤَدّبُهُ، ويجلِدُ كلَّ مَنْ يَرتَضيهِ ابنًا لَه". 7 فاصبِروا على التَّأديب؛ إِنَّما اللهُ يُعامِلُكم كبَنينَ: وأَيُّ ابنٍ لا يُؤَدّبُهُ أَبوه؟ 8 فإِنْ لَبِثْتُم بدونِ هذا التَّأديبِ -الذي يَشْترِكُ فيهِ الجميع- فأَنتُم نُغُولٌ لا بَنون! 9 لقد كانَ آباؤُنا بحسَبِ الجَسَدِ يُؤَدِّبُونَنا وكنَّا نَنقادُ لهم، فَكَم بالأَحْرَى يَجبُ أَنْ نَخضَعَ لأَبي الأَرْواحِ، فتكونَ لنا الحَياةُ! 10 إِنَّ أُولئِكَ كانوا يُؤَدِّبونَنا لأَيَّامٍ قلائلَ، وعلى هَواهُم؛ أَمَّا هُوَ فَلِفائدَتِنا، لكي يُشْرِكَنا في قَداسَتِه. 11 لا جَرَمَ أَنَّ كلَّ تَأْديبٍ لا يَبْدو في الحالِ باعثًا على الفَرَحِ، بَل على الغَمِّ؛ ولكِنَّهُ، في ما بَعدُ، يُعقِبُ الذينَ راضَهم ثَمَرَ بِرٍّ سِلْميًّا. 12 "فأَنْهِضوا إِذَنْ أَيديَكم المُستَرخيةَ، ورُكبَكُمُ الواهِنةَ؛ 13 واصطَنِعوا لأَقدامِكم مَسالِكَ مُستقيمةً" لكي لا يَشْرُدَ الأَعرَجُ بَل بالحَريِّ يَبْرَأَ.

حث على بعض الفضائل. المسالمة والقداسة
14
إِقْتفُوا السَّلامَ مَعَ الجَميعِ، والقداسةَ التي بدونِها لا يُعايِنُ الرَّبَّ أَحَدٌ. 15 إِحرَصوا أَنْ لا يُحرَمَ أَحدٌ مِن نِعمةِ اللهِ، وأَنْ لا يَنْبُتَ ((فيكم)) جِذْرُ مَرارةٍ يُحدِثُ بَلبالاً ويُفسِدُ الجَماعَة؛ 16 وأنْ لا يكونَ فاجرٌ ولا مُتَبَذِّلٌ كعِيسوَ الذي باعَ بِكْرِيَّتَهُ بأَكلةٍ واحدة؛ 17 وتعلَمونَ جَيِّدًا أَنَّهُ لمَّا رامَ، مِن بَعدُ، أَن يَرِثَ البَرَكَةَ ((الأَبويَّةَ)) رُذِلَ، ولم يَجِدْ سَبيلاً الى تَغييرِ رَأْيِ ((أَبيهِ)) وإِنْ يكُنْ قدِ التَمسَ ذلكَ بالدُّموع. 18 فإِنَّكم لم تَدنُوا مِن ((حَقيقةٍ)) مَلموسَةٍ، ولا مِن نارٍ مُضطرِمَةٍ، ولا مِن ظُلمةٍ ودَيْجورٍ وزَوْبعة؛ 19 ولا مِن هُتافِ بوقٍ، ولا مِن صَلصَلةِ كلامٍ قدِ استَعفى الذينَ سَمِعوها أَنْ يُزادوا كلامًا؛ 20 فإِنَّهم لم يُطيقوا احتمالَ هذهِ الوصيَّة: "كلُّ مَن مَسَّ الجبلَ، حتَّى وإِنْ كانَ بَهيمةً، يُرجَم". 21 وكانَ المَنظَرُ هائلاً، حتَّى لَقد قالَ مُوسى: "إنّي خائِفٌ ومُرْتَعِد". 22 بل قَد دَنَوْتُم الى جَبَلِ صِهْيونَ، والى مَدينةِ اللهِ الحيّ، الى أُورشليمَ السَّماويَّة؛ الى رِبْواتِ مَلائكَةٍ، والى عِيدٍ حافِل؛ 23 الى جَماعَةِ الأَبكارِ المَكتوبينَ في السَّماوات؛ الى اللهِ دَيَّانِ الجميع؛ الى أَرواحِ الصِّدِّيقينَ الذينَ أُبْلِغوا الى الكمال؛ 24 الى يَسوعَ، وَسيطِ العَهدِ الجديدِ، والى دَمٍ مُطَهِّرٍ أَبلغَ مَنطِقًا مِن دَمِ هابيل. 25 فاحْذَروا أَنْ تَميلوا بأَسماعِكم عَن الذي يَتكلَّم؛ فإِنَّهُ، إِنْ كانَ أُولئكَ الذينَ لم يَسمَعوا للنَّاطقِ بالوَحْيِ على الأَرْضِ، لم يُفلِتوا مِنَ ((العِقابِ))، فكمِ بالأَحرى نحنُ إِنْ أَعرَضْنا عن المُتكلِّم مِنَ السَّماوات، 26 الذي زَعْزَعَ صوتُهُ الأَرضَ آنفًا، ويَعِدُ الآنَ، قائلاً: "إِنّي، مَرَّةً بَعدُ، أُزَلزِلُ لا الأَرْضَ فَقَط، بلِ السَّماءِ أَيضًا": 27 فقولُهُ: "مَرَّةً بَعدُ" يَدُلُّ على تَحوُّلِ الأَشياء المُتزَعزعَةِ -إِذْ إِنَّها مَخلوقَة- لكي يَبقى ما لا يَتزَعزع. 28 لذلكَ، إِذْ قد حَصَلْنا على مَلكوتٍ لا يَتزَعزَعُ، فَلْنَتمسَّكْ بالنِّعمةِ، وَلْنعبُدْ بها اللهَ عِبادَةً مَرْضيَّةً، في وَرَعٍ وتَقوى. 29 فإِنَّ إِلهَنا نارٌ آكلة.

 

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ

 1لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. 2لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. 3اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ. 4لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. 5لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» 7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. 9لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. 10لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. 11فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. 12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. 13فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. 14لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. 15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ. 16وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ. 17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. 18صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. 20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، 21لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. 22وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ. 23اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. 24سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ إِيطَالِيَا. 25اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ

(إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ، كُتِبَتْ مِنْ إِيطَالِيَا، عَلَى يَدِ تِيمُوثَاوُسَ)

 

 

توصيات
13
حافِظوا على المَحبَّةِ الأخوِيَّةِ،2ولا تَنسَوا الضِّيافَةَ، لأنَّ بِها أضافَ بَعضُهُمُ المَلائِكَةَ وهُم لا يَدرُونَ.3أُذكُروا المَسجونينَ كأنَّكُم مَسجونونَ معَهُم، واذكُروا المُعَذَّبينَ كأنَّكُم أنتُم أنفُسُكُم تَتَعَذَّبونَ في الجَسَدِ.4لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ جميعِ النّاس ِ، وليَكُنْ فِراشُ الزَّوجِيَّةِ طاهِرًا، لأنَّ اللهَ سَيَدينُ الفاجِرينَ والزُّناةَ. 5لِتَكُنْ سِيرَتُكُم مُنَزَّهَةً عَنْ مَحبَّةِ المالِ واقنَعوا بِما عِندَكُم. قالَ اللهُ: ((لا أهملُكَ ولا أترُكُكَ)). 6فيُمكِنُنا أنْ نَقولَ واثِقينَ: ((الرَّبُّ عَوني فَلا أخافُ، وماذا يُمكِنُ للإنسانِ أنْ يَصنَعَ بي؟)) 7اذكُروا مُرشِديكُمُ الّذينَ خاطَبوكُم بِكلامِ اللهِ، واعتَبِروا بِحياتِهِم ومَوتِهِم واقتَدُوا بإيمانِهِم.8أمَّا يَسوعُ فهوَ هوَ، بِالأمسِ واليومِ وإلى الأبَدِ.9لا تَنقادوا إلى الضَّلالِ بِتَعاليمَ مُختَلِفَةٍ غَريبَةٍ، فمِنَ الخَيرِ أنْ تتَقوَّى قُلوبُكُم بِالنِّعمَةِ، لا بِالأطعِمَةِ الّتي لا نَفعَ مِنها لِلَّذينَ يتَعاطَونَها. 10لنا مَذبَحٌ لا يَحِقُّ لِلَّذينَ يَخدُمونَ خَيمَةَ العَهدِ أنْ يأكُلوا مِنهُ، 11لأنَّ الحَيَواناتِ الّتي يَدخُلُ رَئيسُ الكَهنَةِ بِدَمِها إلى قُدْسِ الأقداسِ كَفّارةً لِلخَطيئَةِ تأكُلُ النّار ُ أجسامَها في خارِجِ المَحَلَّةِ، 12ولِذلِكَ ماتَ يَسوعُ في خارِجِ بابِ المدينةِ ليُقَدِّسَ الشَّعبَ بِدَمِهِ. 13فلنَخرُجْ إلَيهِ، إذًا، في خارِجِ المَحَلَّةِ حامِلينَ عارَهُ. 14فما لنا هُنا في الأرضِ مدينةٌ باقِيَةٌ، ولكِنَّنا نَسعى إلى مدينةِ المُستَقبَلِ. 15فَلنُقَدِّمْ للهِ بِالمَسيحِ ذَبـيحَةَ الحَمدِ في كُلِّ حينٍ، ثَمرَةَ شِفاهٍ تُسبِّحُ بِاسمِهِ. 16لا تَنسَوا عَمَلَ الخَيرِ والمُشاركَةَ في كُلِّ شيءٍ، فمِثلُ هذِهِ الذَّبائحِ تُرضي اللهَ. 17أطيعوا مُرشِديكُم واخضَعوا لهُم، لأنَّهُم يَسهَرونَ على نُفوسِكُم كأنَّ الله يُحاسِبُهُم علَيها، فيَعمَلوا عَمَلَهُم بِفَرَحٍ، لا بِحَسرَةٍ يكونُ لكُم فيها خَسارَةٌ. 18صَلُّوا لأجلِنا، فنَحنُ واثِقونَ لِسَلامَةِ ضَميرِنا، راغِبونَ أنْ نُحسِنَ التَّصرُّفَ في كُلِّ شيءٍ. 19أطلُبُ إلَيكُم هذا بإلحاحٍ، حتّى يَرُدَّني اللهُ إلَيكُم في أسرَعِ وقتٍ.

صلاة
20
وأرجو إلَهَ السَّلامِ الّذي أقامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، بِدَمِ العَهدِ الأبدِيِّ، راعي الخِرافِ العَظيمَ رَبَّنا يَسوعَ، 21أنْ يَجعَلَكُم كامِلينَ لِلعمَلِ بِمَشيئتِهِ في كُلِّ شيءٍ صالِحٍ، وأنْ يَعمَلَ فينا ما يُرضيهِ بِيَسوعَ المَسيحِ لَه المَجدُ إلى أبدِ الآبِدينَ، آمين.

ختام
22
وأطلُبُ إلَيكُم، أيُّها الإخوَةُ، أنْ يَتَّسِعَ صَدرُكُم لِرسالّتي هذِهِ، لأنِّي كتَبتُها باختِصارٍ. 23أُخبِرُكُم أنَّ أخانا تيموثاوُسَ أُخليَ سَبيلُهُ. فإنْ حَضَرَ عمّا قَريبٍ، جِئتُ معَهُ لأراكُم. 24سَلِّموا على جميعِ مُرشِديكُم وعلى جميعِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ. يُسَلِّمُ علَيكُمُ الإخوَةُ الّذينَ في إيطاليةَ. 25لِتَكُنِ النِّعمَةُ مَعكُم أجمَعينَ.

توصيات أخيرة
13
لِتَبْقَ المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ ثابِتة.2 لا تَنسَوُا الضِّيافَة فإِنَّها جَعَلَت بَعضَهم يُضيفونَ المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرون.3 أُذكُروا المَسْجونينَ كأَنَّكم مَسْجونونَ مَعَهم، واذكُروا المَظْلومين لأَنَّكم أَنتُم أَيضًا في جَسَد.4 لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ جَميعِ النَّاس، ولْيَكُنِ الفِراشُ بَريئًا مِنَ الدَّنَس، فإِنَّ الزُّناةَ والفاسِقينَ سيَدينُهمُ الله.5تَنَزَّهوا عن حُبِّ المال واقنَعوا بما لَدَيكم. قالَ الله: (( لن أَترُكَكَ ولَن أَخذُلَكَ )) .6 فيُمكِنُنا القَولُ واثِقين: (( الرَّبُّ عَوْني فلَن أَخاف، وما عَسى الإِنسانُ يَصنَعُ بي؟))

في الأمانة
7
أُذكُروا رُؤَساؤكم، إِنَّهم خاطَبوكم بِكَلِمَةِ اللّه، واعتَبِروا بما انتَهَت إِلَيه سيرَتُهم واقتَدوا بِإِيمانِهِم. 8 إِنَّ يسوعَ المَسيحَ هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد.9 لا تَضِلُّوا بِتَعاليمَ مُختَلِفَةٍ غَريبَة، فإِنَّه يَحسُنُ تَثبيتُ القَلْبِ بِالنِّعمَة، لا بِأَطعِمَةٍ لا خَيرَ فيها لِلَّذينَ يُراعونَ أَحكامَها. 10لَنا مَذبَحٌ لا يَحِلُّ لِلَّذينَ يَخدُمونَ الخَيمَةَ أَن يَأكُلوا مِنه، 11لأَنَّ الحَيَواناتِ الَّتي يَدخُلُ عَظيمُ الكَهَنَةِ بِدَمِها قُدْسَ الأَقْداسِ كَفَّارَةً لِلخَطيئَة تُحرَقُ أجسامُها في خارِجِ المُخَيَّم، 12 ولِذلِك تَأَلَّمَ يسوعُ أَيضًا في خارِجِ الباب لِيُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِذاتِ دَمِه. 13 فلْنَخرُجْ إِلَيه إِذاً في خارِجِ المُخَيَّمِ حامِلينَ عارَه، 14لأَنَّه لَيسَ لَنا هُنا مَدينةٌ باقِيَة، وإِنَّما نَسْعى إِلى مَدينَةِ المُستَقبَل. 15فلْنَقَرِّبْ للهِ عن يَدِه ذَبيحَةَ الحَمْدِ في كُلِّ حين، أَي ما تَلفِظُه الشِّفاهُ المُسَبِّحَةُ لاسمِه. 16 لا تَنسَوُا الإِحْسانَ والمُشارَكة، فإِنَّ اللهَ يَرتَضي مِثْلَ هذِه الذَّبائِح.

الخُضوع للرؤساء الروحيين
17
أَطيعوا رُؤَساءَكم واخضَعوا لَهم، لأَنَّهم يَسهَرونَ على نُفوسِكم سَهَرَ مَن يُحاسَبُ علَيها، لِيَعمَلوا ذلِك بِفَرَح، لا بِحَسْرَةٍ يَكونُ لَكم فيه خُسْران. 18 صَلُّوا مِن أَجلِنا فإِنَّنا واثِقونَ أَنَّ ضَميرَنا صالِح وأَنَّنا نَرغَبُ في أَن نُحسِنَ السَّيرَ في كُلِّ أَمْر. 19 أَسأَلكُم ذلِكَ بِإِلْحاحٍ لأَُرَدَّ إِلَيكم في أَسرَعِ وَقْت.

أخبار وتمنيات وتحيات
20
جَعَلَكُم إِلهُ السَّلامِ الَّذي أَصعَدَ مِن بَينِ الأَموات، بِدَمِ عهْدٍ أبَدِيٍّ، راعِيَ الخِرافِ العَظيم، رَبَّنا يَسوع، 21 جَعَلَكُم أَهْلاً لِكُلِّ شَيءٍ صالح لِلعَمَلِ بِمَشيئَتِه، وعَمِلَ فينا ما حَسُنَ لَدَيه بِيَسوعَ المسيح لَهُ المَجْدُ أَبَدَ الدُّهور. آمين. 22 أُناشِدُكم، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَتَحَمَّلوا كَلامَ هذه العِظَة، فإِنِّي كَتَبتُ إِلَيكم بإِيجاز. 23 إِعلَموا أَنَّ أَخانا طيموتاوُسَ قد أُخلِيَ سَبيلُه، فإِن قَدِمَ عاجِلاً، جئِتُ معَه لأَراكم. 24 سَلِّموا على جَميعِ رؤَسائِكَم وعلى جَميعِ القِدِّيسين. يُسَلِّمُ علَيكُمُ الَّذينَ في إِيطالِيَة. 25النِّعمَةُ علَيكُم أَجمَعين.

توصيات

13

اثْبُتُوا عَلَى الْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ. 2وَلاَ تَغْفَلُوا عَنْ ضِيَافَةِ الْغُرَبَاءِ، فَبِهَا أَضَافَ بَعْضُ الْقُدَمَاءِ مَلاَئِكَةً دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا. 3اهْتَمُّوا دَائِماً بِالْمَسْجُونِينَ، كَأَنَّكُمْ مَسْجُونُونَ مَعَهُمْ. وَتَعَاطَفُوا مَعَ الْمَظْلُومِينَ، كَأَنَّكُمْ مَظْلُومُونَ مَعَهُمْ.

4حَافِظُوا جَمِيعاً عَلَى كَرَامَةِ الزَّوَاجِ، مُبْعِدِينَ النَّجَاسَةَ عَنِ الْفِرَاشِ. فَإِنَّ اللهَ سَوْفَ يُعَاقِبُ الَّذِينَ يَنْغَمِسُونَ فِي خَطَايَا الدَّعَارَةِ وَالزِّنَى.

5اجْعَلُوا سِيرَتَكُمْ مُتَرَفِّعَةً عَنْ حُبِّ الْمَالِ، وَاقْنَعُوا بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: «لاَ أَتْرُكُكَ، وَلاَ أَتَخَلَّى عَنْكَ أَبَداً!» 6فَنَسْتَطِيعُ إِذَنْ، أَنْ نَقُولَ بِكُلِّ ثِقَةٍ وَجُرْأَةٍ: «الرَّبُّ مُعِينِي، فَلَنْ أَخَافَ! مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ؟»

7اذْكُرُوا دَائِماً مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ عَلَّمُوكُمْ كَلاَمَ اللهِ. تَأَمَّلُوا سِيرَتَهُمْ حَتَّى النِّهَايَةِ، وَاقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. 9فَلاَ تَنْخَدِعُوا وَتَتْبَعُوا تِلْكَ التَّعَالِيمَ الْغَرِيبَةَ الْمُتَنَوِّعَةَ ... فَمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ لاَ بِنُظُمِ الأَطْعِمَةِ الَّتِي لَمْ تَنْفَعِ الْمُتَقَيِّدِينَ بِهَا. 10أَمَّا نَحْنُ، فَلَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ يَحِقُّ لِلْكَهَنَةِ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الْخَيْمَةِ الأَرْضِيَّةِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. 11فَقَدْ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ قَدِيماً يَحْمِلُ دَمَ الْحَيَوَانَاتِ، وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى «قُدْسِ الأَقْدَاسِ»، حَيْثُ يُقَدِّمُهُ تَكْفِيراً عَنِ الْخَطِيئَةِ، وَكَانَتْ أَجْسَامُ تِلْكَ الْحَيَوَانَاتِ تُحْرَقُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ الَّتِي حَلَّ فِيهَا الشَّعْبُ 12لِذَلِكَ تَأَلَّمَ يَسُوعُ خَارِجَ بَابِ الْمَدِينَةِ، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ.

13فَلْنَخْرُجْ إِذَنْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، قَاصِدِينَ الْمَسِيحَ وَنَحْنُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِتَحَمُّلِ الْعَارِ مَعَهُ! 14فَلَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، وَإِنَّمَا نَسْعَى إِلَى الْمَدِينَةِ الآتِيَةِ.

15فَبِالْمَسِيحِ، رَئِيسِ كَهَنَتِنَا، لِنُقَرِّبْ لِلهِ دَائِماً ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ، أَيِ الثِّمَارَ الَّتِي تُنْتِجُهَا أَفْوَاهُنَا الْمُعْتَرِفَةُ بِاسْمِهِ. 16وَلاَ تَغْفَلُوا أَيْضاً عَنْ عَمَلِ الْخَيْرِ وَإِعَانَةِ الْمُحْتَاجِينَ: لأَنَّ مِثْلَ هذِهِ «الذَّبَائِحِ» تَسُرُّ اللهَ جِدّاً!

17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ، وَاخْضَعُوا لَهُمْ، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ عَلَى مَصْلَحَتِكُمُ الرُّوحِيَّةِ، كَمَا يَسْهَرُ الَّذِي يَحْمِلُ مَسْئُولِيَّةً سَوْفَ يُقَدِّمُ حِسَاباً عَنْ قِيَامِهِ بِهَا. وَعِنْدَئِذٍ، يُؤَدُّونَ مُهِمَّتَهُمْ بِفَرَحٍ دُونَ تَذَمُّرٍ. فَلَنْ يَكُونَ فِي تَذَمُّرِهِمْ نَفْعٌ لَكُمْ!

18صَلُّوا لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً وَرَاغِبُونَ فِي أَنْ نُحْسِنَ التَّصَرُّفَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19وَبِالأَخَصِّ، أَرْجُو بِإِلْحَاحٍ أَنْ تَطْلُبُوا مِنَ اللهِ أَنْ يُعِيدَنِي إِلَيْكُمْ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ.

 

صلاة

20وَأَسْأَلُ اللهَ ، إِلَهَ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوعَ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ بِفَضْلِ دَمِهِ الَّذِي خَتَمَ بِهِ الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ 21أَنْ يُؤَهِّلَكُمْ تَمَاماً لِتَعْمَلُوا مَشِيئَتَهُ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَأَنْ يَعْمَلَ فِينَا جَمِيعاً مَا يُرْضِيهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِين!

 

تحية ختامية

22إِنَّمَا أَسْأَلُكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَحْتَمِلُوا مَا وَجَّهْتُهُ إِلَيْكُمْ مِنْ كَلاَمِ الْوَعْظِ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ، وَهُوَ قَلِيلٌ!

23وَاعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا تِيمُوثَاوُسَ قَدْ أُطْلِقَ مِنَ السِّجْنِ. فَإِنْ أَسْرَعَ فِي الْمَجِيءِ إِلَيَّ، نَذْهَبُ مَعاً لِرُؤْيَتِكُمْ.

24سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ، وَعَلَى الْقِدِّيسِينَ جَمِيعاً.

يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ مُقَاطَعَةِ إِيطَالِيَا.

25لِتَكُنِ النِّعْمَةُ مَعَكُمْ جَمِيعاً!

محبة القريب والامانة الزوجية
13
أُثبُتوا على المحبَّةِ الأَخَويَّة؛ 2 لا تَنسَوْا ضيافَةَ الغُرباءِ إِذْ بها أَضافَ أُناسٌ ملائكةً وهم لا يَعلمون. 3 أُذْكروا الأَسْرى كأَنَّكم مَأسورونَ مَعَهم، والمَجهودينَ كما أَنَّكم أَنتم أَيضًا في جَسَد. 4 لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكرَّمًا عِندَ الجميعِ، والمَضجَعُ بلا دَنَس، لأَنَّ اللهَ سيَدينُ الفُسَّاقَ والزُّناة. 5 نَزِّهوا سِيرَتَكم عَن حُبِّ المالِ، قانِعينَ بِما عِندَكم: فإِنَّ ((اللهَ)) نفسَهُ قد قال: "لا أَخذُلُكَ ولا أُهمِلُك"؛ 6 فَنستطيعُ إِذَنْ أَنْ نَقولَ في ثِقَة: "الرَّبُّ عَوْفي فلَنْ أَخشى! وماذا يَصنعُ بيَ الإِنسان!"

الامانة
7
أُذكُروا مُدبِّريكم، الذينَ كلَّمُوكُم بكَلِمةِ الله. تأَمَّلوا في عاقِبةِ سِيرَتِهم، واقتَدُوا بإِيمانِهم. 8 إِنَّ يسوع المسيحَ هُوَ هُوَ أَمسِ واليومَ والى الدُّهورِ، 9 فلا تَنخَدِعوا بتعاليمَ متنوِّعةٍ وغَريبة، إِذ بالنِّعمةِ يَجدُرُ بالقَلبِ أَن يَثبُتَ، لا بأَطْعمةٍ لم تُجْدِ الذينَ اسْتَعملوها نَفْعًا. 10 إِنَّ لنا مَذبحًا لا يحِقُّ للذينَ يخدُمونَ المَسكِنَ أَن يَأْكُلوا مِنهُ، 11 لأَنَّ الحيواناتِ التي يدخُلُ الحَبْرُ المَقادسَ بدَمِها، عنِ الخطيئةِ، تُحرَقُ أَجسادُها خارجَ المَحَلَّة؛ 12 لِذلكَ، يسوعُ أَيضًا، تألَّمَ خارجَ البابِ ليُقدِّسَ الشَّعبَ بدمِهِ الخاصّ. 13 ومِن ثَمَّ، فَلْنخرُجْ، لِنَجيءَ إليهِ، خارج المَحلَّةِ، حاملينَ عارَه- 14 إِذ ليسَ لنا ههُنا مدينةٌ باقية، بَل إِنَّما نطلُبُ الآتية- 15 وَلْنُقرِّبْ بهِ للهِ ذبيحةَ الحَمْدِ في كلِّ حينٍ، ثَمرَةَ شِفاهٍ تَعترِفُ باسْمِهِ. 16 أَمَّا الإِحسانُ والتعاوُنُ فلا تَنسَوْهما لأَنَّ اللهَ يَرتضي مثلَ هذهِ الذَّبائح.

الطاعة للقادة الروحيين
17
أَطيعوا مُدبِّريكم، واخْضَعُوا لهم، لأَنَّهم يَسهَرونَ على نُفوسِكم سَهَرَ مَن سيُؤَدّي حِسابًا، حتَّى يَفعلوا ذلكَ بسرورٍ لا بكَرْبٍ، لأَنَّ هذا غيرُ نافعٍ لكم. 18 صَلُّوا لأَجلِنا: فإِنَّا نَثِقُ بأَنَّ لنا ضميرًا صالحًا، إِذ نُريَدُ أَن نُحسِنَ التَّصرُّفَ في كلِّ شيء. 19 وأَطلُبُ إِليكم في إِلْحاحٍ أَشدَّ أن تَفْعلوا ذلكَ لأُرَدَّ إِليكم عاجلاً.

ختام: أماني وسلام
20
وإِلهُ السَّلامِ، الذي بَعثَ مِن بينِ الأَمواتِ مَن صارَ، بدمِ عَهدٍ أَبديٍّ، راعيَ الخرافِ، الرَّاعيَ العظيمَ، ربَّنا يَسوعَ- 21 يُؤْتيكم أَن تُتِمُّوا مشيئتَهُ في كلِّ عَملٍ صالح، مُجْريًا فينا ما حَسُنَ لَدَيهِ بيسوعَ المسيحِ، الذي لهُ المجدُ الى دهرِ الدُّهور! آمين. 22 وأَسألُكم، أَيُّها الإِخوةُ، أَنْ تَقبلوا كلامَ المَوعِظةِ هذا، إِذ قد كتبتُ إِليكم بإِيجاز. 23 واعْلموا أَنَّ تيموثاوسَ أَخانا قد أُطلِق؛ فإِن أَسرَعَ في مجيئِهِ ((ذَهبتُ)) معَهُ لأَراكم. 24 سَلِّموا على جميعِ مُدبِّريكم، وعلى القدِّيسينَ جميعًا. يُسلِّمُ عليكمُ الذينَ من إِيطالية. 25 النِّعمة مَعَكم أَجمعين.

 

 

هذا الملف خاص بالتراجم المختلفة بدون مقارنة بين النسخ من حيث الحذف والإضافة !! الحذف والإضافة هما من أنواع التحريف , الذي أخبرنا به القرآن منذ 1400 عام !! حيث لم تكن هناك ترجمة مشتركة أو فان دايك !!, ولكن هذا دليل من دلائل نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين- يمكن تحميل الاختلافات في الرابط   www.imanway1.com/horras    أو راسلني.

ibnmassoud@yahoo.com         Da3wat_elislam@hotmail.com      ياسر جبر .