١٢ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
١٣وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».
١٤فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.
١٥وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل:«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».
١٦حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ.
١٧حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:
١٨«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».


عندما ننظر إلي هذه الأعداد بعين النقد سنجد الخلل كبير جدا والفراء والضحك علي عقول النصاري الذين ليس لهم علم ولا حتي يبحثون عن حق بل يكتفون بتتبع ما تمت كتابته من المؤلفين
من خلال نظرنا سنجد الإشكال يتمثل في ثلاث نقط صادمات وهما:-
1:-فساد نبؤة من مصر دعوت إبني وعدم تطابقها
2:-الكذب في حدوث مذبحه وقتل الأطفال في عهد هيردوس والمفاجأه
3:-الكذب الصادر في النبؤه المزعومه في إرميا النبي وتلفيقها ونسبتها لحادثة المذبحه.

أولا:-فساد نبؤة هوشع (من مصر دعوت إبني) وعدم تطابقها :-
نقول هذه النبؤه فاسده من جهتين :-
1:-من جهة النقد النصي؛ حيث أن هذا النص في سفر هوشع يقول في الترجمه السبعينيه (من مصر دعوت إبنائي) حيث يقول[ "الكاردينال جان دانيالو" في كتابه "أضواء على أناجيل الطفولة": " مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي ". أما في السبعينية فنقرأ: "دعوت أبنائي". وقد اختار متى الترجمة "ابني" وهيَ مطابقة للنص العبري وترد عند أكويلا (ترجمة أكويلا اليونانية)، لأنه يريد أن يطبق النبؤة على يسوع]
ومن المعلوم أن الترجمه اليهوديه لم يأخذ بها أصحاب البشارات بل اعتمدوا علي الترجمه السبعينيه بدء من القرن الأول في قرآتهم للعهد القديم وبدأوا الاستنباط منها في بشاراتهم
ومن المفترض أنها أصل عن المخطوطات اليهوديه التي لدينا حيث أنها نقلت من مخطوطه أقدم من المحود بألف عام حسب كلام النقاد
2:-فساد النبؤه من حيث الشاهد الكتابي والسياق المسترسل حيث أن سفر هوشع الاصحاح11 العدد 1 لو ربطناه بسياقه سنخرج بالعجب من حيث انتساب النبؤه للمسيح
َمن خلال السياق من قبل نص النبؤه المزعوم هوشع 15/10 [١٤يَقُومُ ضَجِيجٌ فِي شُعُوبِكَ، وَتُخْرَبُ جَمِيعُ حُصُونِكَ كَإِخْرَابِ شَلْمَانَ بَيْتَ أَرَبْئِيلَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ. اَلأُمُّ مَعَ الأَوْلاَدِ حُطِّمَتْ.
١٥هكَذَا تَصْنَعُ بِكُمْ بَيْتُ إِيلَ مِنْ أَجْلِ رَدَاءَةِ شَرِّكُمْ. فِي الصُّبْحِ يَهْلِكُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ هَلاَكًا]
يخبر الرب هنا أنه وعد بني إسرائيل بالهلاك بسبب شركهم وعبادة الأوثان وتسلط بيت إيل عليهم
ومن ثَمّ يقول [١«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.]
أي أنه يذكر فضله علي شعبه بني إسرائيل حيث نجاهم من فرعون وردهم إلي أرضهم فلا نجد القول بالنبؤه ولا سياق النبؤه بتاتا أليس من المفترض أن المتحدث بالنبؤه هو من يشير بكون كلامه نبؤه أم لا!
أم انه ينتظر شخص كمتي يأتي بعده بقرون لكي يقول هذه نبؤه وهذه لا!!!! ما لكم كيف تحكمون؟
بل لو أكملنا السياق وسردنا الأعداد يقول الرب:-(٢كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ.
٣وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. ٤كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ.
٥«لاَ يَرْجعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ، لأَنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا. ٦يَثُورُ السَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا، وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ. ٧وَشَعْبِي جَانِحُونَ إِلَى الارْتِدَادِ عَنِّي، فَيَدْعُونَهُمْ إِلَى الْعَلِيِّ وَلاَ أَحَدٌ يَرْفَعُهُ.)
بإكمالنا النص سنجد الرب يتحدث عن شعبه الذي عطف عليهم ونجاهم من كيد الكآئدين وبعد ذلك عصوه وذبحوا لغيره (للبعليم)
فهل يسوع سحد وذبح للبعليم وعبد الأوثان؟
بجعلنا هذا النص نبؤه عن المسيح فسنقول أنه مشرك لله بسبب ذبحه لغيره وعبادة غيره كما هو السياق؛ بل يقول الرب (٥«لاَ يَرْجعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ، لأَنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا.)
منعهم الله عن الرجوع الي مصر بسبب عصيانهم وعدم وجوعهم عما فعلوا من عصيان وفجور إذا من هم الذي حئ بهم من مصر؟ وأبوا أن يرجعوا عما فعلوا؟؟؟
السياق يصرخ يا ساده فلا نستطيع التدليس فيه ولا الكذب فالنص واضح صريح أمام البصير.
وأختتم هذه النقطه بما قاله المفسر الشهير وليم باركلي في تفسير إنجيل متي الصفحه 35 يقول :-
[4:-ويختتم متي هذا الجزء بذكره أن الهروب إلي مصر إتمام إلي النبؤه القائله( من مصر دعوت إبني) وهذه عاده في متي أنه يبحث في العهد القديم عن أي أجزاء يمكنه بها أن يدلل أن علي أن يسوع هو المسيا ويطبق هذه الأجزاء حرفيا حتي وإن كانت في وقتها لم يكن المسيح مقصود بها]

ثانيا:-الكذب في حدوث مذبحه في عهد هيردوس والمفاجأه التي أعددتها في هذه النقطه.

نقول أولا من الشاهد الذي شهد بهذا غير متي البشير؟!
الرد:-لم يشهد ولا شخص واحد بهذا حتي في الأناجيل الأخره بل المذبحه بل مذبحة الأطفال هذه لم يشهد عليها أحد إلا متي وحده حتي إن المؤلف الشهير يوسفيوس اليهودي لم يذكرها في كتابه ولا مره عن هيردوس الكبير
بل يذكر المؤرخ الشهير يوسفيوس هيردوس في كتابه 8 أحداث يفوق كل باب العشر صفحات يبدأهم بتملك هيردوس علي اليهود وكيف تم تنصيبه وينهيهم بوفاته ومما يثير التعجب والإندهاش أن يوسفيوس ذكر كيف قتل هيردوس زوجته وأمها وأبنائه ولم يذكر مذبحة أطفال اليهود التي قال عنها متي هذه رغم انه من كبار من عادي هيردوس وأنكر ظلمه
ولكن يظهر المطبلون الذين يدافعون عن عقيده باطله بدون وجه حق ليلفقوا فكر لكي ينقذوا كتابهم
ولكن ضربا لكل من دافع عن هذه المسأله وكل من وافق متي البشير في نقله الخاطئ أقول :-
[إذا كان فعلا هذه الحادثه حدثة(قتل الاطفال) دون سن السنتين في ذلك الزمن علي عهد هيردوس كما ذكر متي فهنالك ثغره نساها متي وهي كم يكبر يوحنا المعمدان عن يسوع وما فرق السن بينهم؟!
الإجابه:-فرق السن 6 أشهر
والدليل:عندما اتي ملاك الرب للعزراء مريم قال لها (لوقا 1.ر٣٦وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا،)

وهنا مربط الفرس والقشه التي قسمت ظهر البعير في هذه المسأله حيث لو أن يوحنا المعمدان أكبر من يسوع ب 6 أشهر فكيف نجي من هذه الحادثه؟
وهو في وقتها من المفروض أقل من السنتين!؟
بل المفروض أن يوحنا المعمدان هو أول من يعدم من الأطفال لإنتسابه لنسل داوود النبي
فهذا الباب مغلق تماما
إما أن تعترفوا بأن متي أخطأ واستشهاده ما كان بالصحيح
أو تخبرونا أين كان الطفل يحي (يوحنا المعمدان) وكيف نجي من هذه الحادثه!!!!!

ثالثا:-الفراء الصادر في الإقتباس من سفر إرميا النبي وتزوير النص ليوافق مراد متي
علينا أن نقول أن متي عندما قال( حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ) ونسب كذبة المذبحه الي نص من سفر إرميا النبي أن هذا كذب لا محل له من الصدق واقتباس خاطئ في نص من نصوص العهد القديم
حيث لو رجعنا إلى النص في العهد القديم ونظرنا سياقه من قبل ومن بعد فسنجدها ليست نبؤه ولا شئ بل أن إميا يتحدث عن أمر حدث بالفعل
ولتوضيح المسأله أكثر فأكثر نأتي باإصحاح الذي يلي الإصحاح المقتبس منه :-[١اَلْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ،فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ لِصِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، هِيَ السَّنَةُ الثَّامِنَةُ عَشَرَةَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ،
٢وَكَانَ حِينَئِذٍ جَيْشُ مَلِكِ بَابِلَ يُحَاصِرُ أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ مَحْبُوسًا فِي دَارِ السِّجْنِ الَّذِي فِي بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا،
٣لأَنَّ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا حَبَسَهُ قَائِلاً: «لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، فَيَأْخُذُهَا؟]
فيوضح أن نبؤت إرميا وكلامه كان عن السبي البابلي ونبوخذ نصر ليس علي هيردوس وما فعله هيردوس في أطفال اليهود والقصه المفبركه
حتي أن المفسر.... وليم باركلي يقول في تفسير إنجيل متي الإصحاح 2 العدد 16_18 صفحه 36:-[والصوره التي يرسمها إرميا هنا هي صورة الشعب اليهودي وهو في طريقه إلي السبي.... وفي طريقهم يمرون بالرامه وهي المكان التي دفنت فيه رحيل قرب بيت لحم (1ص2:10) ويصور إرميا رحيل قبرهاﺗﺒﻜﻲﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﻬﺰﻡﻭﺍﻟﻤﺴﺒﻰ إلي أرض ﺃﺭﺽ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻟﻜﻦ. <<<<ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘّﻰ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﺬﻩﺍ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ وحياته>>>>]