3 وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ.
وَيَهُوذَا وَلَدَ : يهوذا ابن يعقوب النبي، أنجب توأم من زنا المحارِمِ مع كنتِه ثامار، وهما زارِح والآخر: فارِص ، جد يسوع (أو في الحقيقةِ جدّ يوسف). كما جاء في التكوين (ودخل عليها . فحبلت منه...29 ولكن حين ردّ يده اذ اخوه قد خرج . فقالت لماذا اقتحمت عليك اقتحام فدعي اسمه فارص .30 وبعد ذلك خرج اخوه الذي على يده القرمز . فدعي اسمه زارح ). وزنا المحارِمِ هذا مما كان يستدعى رجمهم حسب سفر اللاويين 20-12 ( واذا اضطجع رجل مع كنّته فانهما يقتلان كلاهما . قد فعلا فاحشة . دمهما عليهما .). ولم يصْنَع يعقوب شیئا، ليهوذا ابنِه الذي زنا « بثمار » بل أطرى يهوذا عند موته ! وكأنه يُطريه في مشابهتِهِ له!، فكلاهُما مغفّلَيْنِ في زناهما حسْب كتبةِ الكتابِ المقدس، هذا الشبْلُ من ذاكَ الأسد!، فالكتاب المقدس يحكي عن حالة أخرى هي خدعة لابان ليعقوب (والد يهوذا) بعدما أتفق معه على الزواج براحيل الجميلة فزوجه بأختها الكبرى ليئة ودخل عليها وعاشرها ليلة كاملة ثم إكتشف أنها ليئة وليست راحيل التي أحبها يعقوب سبع سنين كاملة!. ويهوذا الزاني حين أمر بإخراجِ زوجة ابنه لزناها، فلما عرّفته أن نتاج هذا الزنى منه! إذ بهِ يطري ثامار " حقًا أنتِ أبر مني"! فما وجهُ البر هنا؟!، زانيةٌ ويقول: إنها أبر منه، كأنه هو الزاني بار حتى تكون أبرّ منه، والعجيب أن يكون الزناة بررة!
فَارِصَ وَزَارَحَ: ونتساءَل كم من الأجيال يجب أن ينتظر "ابن الزنا" حتى يتمكن ذريته من دخول جماعة الرب؟، الجوابُ نجِدُهُ في سفر التثنية 23: 2 (لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) وعليْهِ فهذا النسب الهش لا يصِح، وإلا يلزم أن لا يدخل داود ولا آباؤه إلى فارص بن يهوذا في جماعة الرب، لأن فارص من أولاد الزنا كما في تكوين 38 وداود من الجيل التاسِع أو العاشر إن حسبنا فارِص نفسه، كما يُعلم من نسب المسيح المذكور في متى!
[1] حصرون
[2] أرام
[3] عميناداب
[4] نحشون
[5] سلمون
[6] بوعز
[7] عوبيد
[8] يسّى
[9] داود
مِنْ ثَامَارَ: تخفّت ثامار كعاهرة ، وذهبت إلى يهوذا بن يعقوب النبي، الذي رضخَ إلى عُهْرِها، ووقعَ معها، أنظر (سفر التكوين ٣٨: ١٣ـ ٣٠). (فنظرها يهوذا وحسبها زانية.لانها كانت قد غطت وجهها. 16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك.لانه لم يعلم انها كنته)، والعجيبُ أن لا يعرِف أنها زوجة ابنِه!، واقعها، العيب عند كاتب هذا الكلام ليس في الزنا! بل في كونه لم يعرف أنها كنته!!. فنقرا في تكوين 38-1: 30 (1وحدث في ذلك الزمان ان يهوذا نزل من عند اخوته...15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية...18 فقال ما الرهن الذي اعطيك . فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك . فاعطاها ودخل عليها). فكيف لم يعرف يهوذا ثامار وقد عاشرها معاشرة كاملة نتج عنها توأم ؟
بيان كذِب قصة يهوذا وواقِعةِ الزنا: إن قصة يهوذا كما وردت بسفر التكوين 38: 6- 30 تثير تساؤلات عدة، فإنه طبقاً لأحداث التوراة يكون عمر يهوذا عند دخول مصر 42 سنة، ولكي تحدث القصة في هذه المدة فيجب أن يتزوج يهوذا وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه عير وعمره 12 سنة وأن يتزوج ابنه فارص أيضاً وعمره 11 سنة وذلك لكي ينجب حصرون قبيل دخول مصر مباشرة وهذا مستحيل جداً سواء من الناحية العقلية أو التاريخية مما يؤكد كلام السموءل عند تعليقه على قصة زنا نبي الله لوط بابنتيه، وهذا التعليق الذي نسوقه إنما ندافع به عن يهوذا وأنه أبداً لم يزن بكنته وإن كان الحدث نفسه يمكن أن يستدل به في موقع أخر عن تناقض الأحداث مع الأعمار وهي كثيرة جداً في التوراة، ففي هذه القصة ( زنا يهوذا بكنته) نجد أنه لو ذكر عمر يهوذا حين تزوج وحين كبر أبناؤه ثم تزوجوا ثم ماتوا ثم انتظار كنته حتى تتزوج من ابنه ثم زنى يهوذا بها ثم يكبر ابنها وينجب وكل ذلك وعمر يهوذا 42 سنة فقط ؟ حتما لن يصدق أحدٌ كاتب التوراة فلماذا يورط كاتب التوراة نفسه بكتابة الأعمار ؟ مجرد سؤال.
- ويترتب على تناقض الأعمار في القصة التوراتية أن يهوذا قد تزوج وأنجب قبل إنجاب يعقوب لبنيامين وقبل أن يشترك في قتل أهل شكيم، ولم تشر التوراة إلى زواج يهوذا في ذلك الوقت، والأقرب إلى الصحة هو أن حادثة بيع يوسف في مصر جاء في نهاية الإصحاح 37 من سفر التكوين ثم تلاه مباشرة بداية الإصحاح 38 من نفس السفر حيث يقول:{ وحدث في ذلك الزمان } ـ أي زمان المؤامرة على التخلص من يوسف عليه السلام
ـ ثم يحكي السفر قصة زواج يهوذا، ولذلك فإن القصة المحتملة الحدوث هي أن زواج يهوذا وهو أكبر من يوسف بأربع سنوات قد حدث قبيل بيع يوسف، وعليه يكون يهوذا قد تزوج وعمره 20 سنة وأنجب عير وأونان وشيلة حتى سن 23 سنة ثم تزوج من ثامار وعمره 24 سنة وأنجب فارص وزارح وعمره 25 سنة، فإذا تزوج فارص وعمره 15 سنة وأنجب حصرون وعمره 16 سنة ( وهذا أيضاً سن صغير للزواج ) يكون عمر يهوذا 42 سنة عند دخوله لمصر ويكون عمر حصرون سنة واحدة في ذلك الوقت ـ انظر القصة المحتملة من الجدول التالي
ـ وفي هذه الحالة تكون ثامار ليست كنته فهي إما زوجته أو سريته، وأن حادث زنا يهوذا بثامار مستبعد، لأنه لو حدث لما دخل داود في جماعة الرب فقد ورد في تثنية 23: 3 » 3ولا يدخلِ اَبْنُ زِنىً، ولا أحدٌ مِنْ نَسلِهِ، في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشرِ. «.
- وأي درْسٍ غير دروس العُهْرِ وزِنا المحارِمِ نتعلّمْهُ من هذا؟! ولا ننسى أن الكتاب المقدس يقول: (كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ للتقويم و التاديب الذي في البر لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح) 2 تيموثاوس 3/ 16 ، وكذلِك: (كل الكلام الذي اوصيكم به احرصوا لتعملوه.لا تزد عليه ولا تنقص منه) تثنية 12/ 32. وكذلِك: (ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها.ويقول جميع الشعب آمين) تثنية 27/ 26.
ماهي الدروس المستفادة من قصةٍ كهذه ليُزجّ بها في الكتاب، ثم يُكرم أصحابُها من الزُّناةِ فيكونوا أجداد رب السماوات يسوع !
الترجمة وأصل مفقود!
لا أصل، لا قرار، ولا اتفاق! في غياب وفقدان الأصل يضيع الهدى ولا يبقى إلا التخبط، الترجمة تقتل وحي الله، وتحرف الأسماء والمعاني !. كيف كان المسيحيون الأوائِل يتعاملون مع الاسماء في تعريبها، هذه مقارنة من أقدم مخطوطات عربية مع النص السرياني والنص اليوناني.
العمود العربي الأول من اليسار a1 ، يمثل المخطوطة السينائِية 74، Sinai, Ar. 74، وهي تنقل الأسماء بترجمة حرفية من اليونانية دون اعتبار لأصولها العبرية!
العمود العربي الأوسط c1، يمثل المخطوطة السينائِية 75، Sinai, Ar. 75. وحاول فيها الناسخ او المترجم أن يتبع النص السرياني مع بعض الخلل، فيخونه الترجمة وينقل متأثرا من اليونانية، فهي ترجمة سريانية بذوق يوناني!.
العمود العربي الأيمن c2، يمثل المخطوطة: Ar. N.F. Parch 6، مثل سابقتها، يحاول فيها الكاتب ترجمة الأسماء بالسريانية، لكن العجيب، أنه يصحح أخطاء العمود اللي قبله في الحروف اليونانية التي تأثر بها ويعيدها لسريانيتها، ويغير السريانية الصحيحة عنده ويقلبها يوناني!
المصدر:
Hikmat Kashouh, "The Arabic Versions of the Gospels, The Manuscripts and their Families", 2012 Walter de Gruyter GmbH & Co. KG, Berlin/Boston. P.120-121.