قال المسيح إنه هو ابن الإنسان الذي سيظل في قلب الأرض ثلاثة أيام. وعندما كان يكلم اليهود كان يشير بوضوح إلى شخصه وليس إلى هيكل أورشليم الذي كان قد طهره. ولكن لماذا أشار إلى شخصه على أنه الهيكل؟ يتعين علينا لإجابة هذا السؤال أن نتفهم مهمة المسيح وشخصيته. كان اليهود يريدونه أن يثبت لهم أنه المخلص الآتي بآيات تبرهن أنه أعظم من جميع الأنبياء الآخرين. فأجاب سؤالهم بما يفيد أنه ليس نبياً عادياً. لقد كان هيكل أورشليم مملؤاً بمجد الرب، وهكذا قيل عن المسيح " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ " ( كولوسي 19:1 ) كما قيل " اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ " ( كولوسي 15:1 ) وقيل " فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. " (كولوسي 9:2 ).
كان قول المسيح يعني " انقضوني- أنا الذي فيّ يحلُّ كلُّ الملء جسدياً- أميتوني. وعندما أقيم نفسي من الموت بعد ثلاثة أيام سأقدم لكم كل دليل تطلبونه على أني رب هذا الهيكل الذي هو مسكن الله ".
--------------------------------------------------------------------------------
-6-
المعنى الأساسي لآية يونان
ظهر الآن جلياً لماذا قدّم المسيح لليهود تلك الآية الوحيدة، آية يونان النبي. إن موته ودفنه وقيامته من الأموات، كان سيثبت لهم بالتأكيد أنه المسيح الآتي. ورأينا أن اليهود كانوا يبحثون عن آية من السماء أعظم مما قام به أي نبي آخر في التاريخ يثبت بها المسيح صحة كلامه. وعندما نتأمل المعجزات التي قام بها الأنبياء القدماء يتضح لنا أكثر معنى آية يونان النبي. كانت أعظم آية فعلها المسيح قبل محاكمته هي إقامة لعازر من الأموات بعد موته بأربعة أيام. لكن تلك الآية لم تقنع اليهود ( يوحنا12: 9-11 ) لأن النبي إيليا أجري مثل هذه المعجزة. فهل هناك عمل خارق يقدر إنسان أن يقوم به أعظم من إقامة ميت وإعادته للحياة ثانية؟ نعم! هناك احتمال واحد فقط، هو أن يقيم نفسه بعد موته، فإنه لم يسبق لأحد قط أن فعل مثل هذه المعجزة! لقد أقام الأنبياء أثناء حياتهم أمواتاً، لكن الآية التي وعدهم بها المسيح هي أنه سيُقيم نفسه من الأموات! تلك هي آية يونان النبي. لقد وقف اليهود تحت الصليب يتهكمون بالمسيح :" أنت الذي ستنقض هيكل الرب في ثلاث أيام". لكنهم لم يكونوا يعلمون أن المسيح سيقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث كدليل مفحم على أنه هو المسيح، وهيكل الرب الذي يحل فيه الإله الحي بكل ملئه. فكما خرج يونان من أعماق البحر من جوف الحوت ليعيش ثانية على الأرض، فإنه كان مكتوباً أن المسيح سيموت ويُدفن ويُعيد نفسه للحياة في اليوم الثالث. وقال المسيح ذلك بوضوح " لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي " ( يوحنا 10: 17-18 ). ولم يقل المسيح فقط وبوضوح إنه سيقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث، لكنه كان يثبت من وقت لآخر إنه أعظم من جميع الأنبياء. فعندما سأله اليهود " أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ " ( يوحنا53:8 ) أجاب أنه أعظم و " إن إبراهيم كان يتطلع إلى يومه " ( يوحنا56:8 ) وأضاف :" قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ" ( يوحنا 58:8 ) وبنفس الطريقة سألته مرآة سامرية " أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ " ( يوحنا12:4) فأجاب " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" ( يوحنا4: 13-14 ).
لقد أثبت أنه أعظم من موسى لأن موسى كتب عنه ( يوحنا 46:5 ) وأنه أعظم من داود " فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً " ( متى 43:22 ) وأعظم من النبيين سليمان ويونان ( لوقا 11: 31-32 ) بل إنه أعظم من هيكل الرب ( متى 6:12 ) فإن هيكل الرب مملوء فقط بمجد الرب، بينما المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً.
وهذا يقودنا إلى إشارة أخرى في كتيب آخر لأحمد ديدات يقول فيها إنه لا توجد إشارة في الأناجيل إلى صلب المسيح الوشيك الحدوث سوى آية يونان ( كتيب ديدات " هل صٌلب المسيح؟" صفحة 33 ). لقد قدم هذه الملاحظة ليثبت أن المسيح نزل حياً من فوق الصليب وبطريقة ما استعاد صحته في قبره! وطبقاً لما يدّعيه ديدات فإن المسيح أُنزل حياً من الصليب وبقى حياً فقط لأنه كان على وشك الموت، مما جعل الرومان يعتقدون أنه مات فعلاً، ثم توصل المسيح عن طريق اتصالات سرية بتلاميذه وتنكرات عديدة لاسترداد صحته تدريجياً.
ونحن نتساءل: ما هو نوع هذه الآية؟ إذا سلمنا جدلاً بادّعاءات ديدات نستنتج أن المسيح نجا من الموت بالصدفة المحضة، واستردّ صحته بطريقة عادية. ولو كان ذلك قد حدث فعلاً لما كان في ذلك أي معجزة، وهذا يهدم المعجزة الأعظم من أي معجزة قام بها الأنبياء في الماضي. إن تحليل ديدات لآية يونان يتركنا بدون أي آية بتاتاً!
ومن جهة أخرى، إذا أخذنا في الاعتبار سرد ما جاء في الكتاب المقدس عن الصلب، وسلمنا بأن يسوع مات على الصليب ليقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث، نجد آية حقيقية ودليلاً قاطعاً على أن ما قاله كان صحيحاً. إن أنبياء آخرين – وهم على قيد الحياة – أقاموا أمواتاً وأعادوهم إلى الحياة. أما المسيح فهو الوحيد الذي أقام نفسه من الأموات إلى الحياة الأبدية، وصعد إلى السماوات حيث هو موجود الآن. وهنا فقط نجد المعنى الصحيح لآية يونان النبي، وندرك أن المسيح تكلم عن هذه الآية الوحيدة على اعتبار أنها الآية التي كان مستعداً لتقديمها لليهود.
نرى إذن أن مناقشة ديدات الأخيرة لصالح النظرية القائلة أن المسيح بقى على قيد الحياة فوق الصليب هي في الواقع أقوى دليل ضده. ورغم أنه من السهل دحض ما جاء في كتيبات ديدات فإننا لا يمكن أن نترك الموضوع هكذا، لأن الآية التي قدمها المسيح أثّرت على جميع البشر في كل العصور. وبما أن بقاء يونان في أعماق البحر وهو في جوف الحوت ثلاثة أيام برهن على صحة رسالته لأهل نينوى، فإن موت ودفن وقيامة المسيح وضع خاتم التصديق على مهمته في خلاص البشرية في جميع العصور. فإذا فاتك مضمون هذه الآية فإن المسيح لم يقدم آية سواها. ولا يوجد دليل آخر على أنه مخّلص العالم للذين لا يريدون أن يؤمنوا به كالله والمخلص.
وبالرغم من ذلك فلدينا تأكيد للذين يرغبون في الإيمان بالمسيح و إتباعه طيلة أيام حياتهم كمخلص ورب. فكما لم تهلك أي نفس في نينوى التائبة، فإن نفسك لن تهلك إذا آمنت بالمسيح الذي مات من أجل خطاياك، وقام من الأموات في اليوم الثالث لأجل تبريرك ( رومية 25:4 ).
كان قول المسيح يعني " انقضوني- أنا الذي فيّ يحلُّ كلُّ الملء جسدياً- أميتوني. وعندما أقيم نفسي من الموت بعد ثلاثة أيام سأقدم لكم كل دليل تطلبونه على أني رب هذا الهيكل الذي هو مسكن الله ".
--------------------------------------------------------------------------------
-6-
المعنى الأساسي لآية يونان
ظهر الآن جلياً لماذا قدّم المسيح لليهود تلك الآية الوحيدة، آية يونان النبي. إن موته ودفنه وقيامته من الأموات، كان سيثبت لهم بالتأكيد أنه المسيح الآتي. ورأينا أن اليهود كانوا يبحثون عن آية من السماء أعظم مما قام به أي نبي آخر في التاريخ يثبت بها المسيح صحة كلامه. وعندما نتأمل المعجزات التي قام بها الأنبياء القدماء يتضح لنا أكثر معنى آية يونان النبي. كانت أعظم آية فعلها المسيح قبل محاكمته هي إقامة لعازر من الأموات بعد موته بأربعة أيام. لكن تلك الآية لم تقنع اليهود ( يوحنا12: 9-11 ) لأن النبي إيليا أجري مثل هذه المعجزة. فهل هناك عمل خارق يقدر إنسان أن يقوم به أعظم من إقامة ميت وإعادته للحياة ثانية؟ نعم! هناك احتمال واحد فقط، هو أن يقيم نفسه بعد موته، فإنه لم يسبق لأحد قط أن فعل مثل هذه المعجزة! لقد أقام الأنبياء أثناء حياتهم أمواتاً، لكن الآية التي وعدهم بها المسيح هي أنه سيُقيم نفسه من الأموات! تلك هي آية يونان النبي. لقد وقف اليهود تحت الصليب يتهكمون بالمسيح :" أنت الذي ستنقض هيكل الرب في ثلاث أيام". لكنهم لم يكونوا يعلمون أن المسيح سيقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث كدليل مفحم على أنه هو المسيح، وهيكل الرب الذي يحل فيه الإله الحي بكل ملئه. فكما خرج يونان من أعماق البحر من جوف الحوت ليعيش ثانية على الأرض، فإنه كان مكتوباً أن المسيح سيموت ويُدفن ويُعيد نفسه للحياة في اليوم الثالث. وقال المسيح ذلك بوضوح " لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي " ( يوحنا 10: 17-18 ). ولم يقل المسيح فقط وبوضوح إنه سيقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث، لكنه كان يثبت من وقت لآخر إنه أعظم من جميع الأنبياء. فعندما سأله اليهود " أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ " ( يوحنا53:8 ) أجاب أنه أعظم و " إن إبراهيم كان يتطلع إلى يومه " ( يوحنا56:8 ) وأضاف :" قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ" ( يوحنا 58:8 ) وبنفس الطريقة سألته مرآة سامرية " أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ " ( يوحنا12:4) فأجاب " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" ( يوحنا4: 13-14 ).
لقد أثبت أنه أعظم من موسى لأن موسى كتب عنه ( يوحنا 46:5 ) وأنه أعظم من داود " فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً " ( متى 43:22 ) وأعظم من النبيين سليمان ويونان ( لوقا 11: 31-32 ) بل إنه أعظم من هيكل الرب ( متى 6:12 ) فإن هيكل الرب مملوء فقط بمجد الرب، بينما المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً.
وهذا يقودنا إلى إشارة أخرى في كتيب آخر لأحمد ديدات يقول فيها إنه لا توجد إشارة في الأناجيل إلى صلب المسيح الوشيك الحدوث سوى آية يونان ( كتيب ديدات " هل صٌلب المسيح؟" صفحة 33 ). لقد قدم هذه الملاحظة ليثبت أن المسيح نزل حياً من فوق الصليب وبطريقة ما استعاد صحته في قبره! وطبقاً لما يدّعيه ديدات فإن المسيح أُنزل حياً من الصليب وبقى حياً فقط لأنه كان على وشك الموت، مما جعل الرومان يعتقدون أنه مات فعلاً، ثم توصل المسيح عن طريق اتصالات سرية بتلاميذه وتنكرات عديدة لاسترداد صحته تدريجياً.
ونحن نتساءل: ما هو نوع هذه الآية؟ إذا سلمنا جدلاً بادّعاءات ديدات نستنتج أن المسيح نجا من الموت بالصدفة المحضة، واستردّ صحته بطريقة عادية. ولو كان ذلك قد حدث فعلاً لما كان في ذلك أي معجزة، وهذا يهدم المعجزة الأعظم من أي معجزة قام بها الأنبياء في الماضي. إن تحليل ديدات لآية يونان يتركنا بدون أي آية بتاتاً!
ومن جهة أخرى، إذا أخذنا في الاعتبار سرد ما جاء في الكتاب المقدس عن الصلب، وسلمنا بأن يسوع مات على الصليب ليقيم نفسه من الأموات في اليوم الثالث، نجد آية حقيقية ودليلاً قاطعاً على أن ما قاله كان صحيحاً. إن أنبياء آخرين – وهم على قيد الحياة – أقاموا أمواتاً وأعادوهم إلى الحياة. أما المسيح فهو الوحيد الذي أقام نفسه من الأموات إلى الحياة الأبدية، وصعد إلى السماوات حيث هو موجود الآن. وهنا فقط نجد المعنى الصحيح لآية يونان النبي، وندرك أن المسيح تكلم عن هذه الآية الوحيدة على اعتبار أنها الآية التي كان مستعداً لتقديمها لليهود.
نرى إذن أن مناقشة ديدات الأخيرة لصالح النظرية القائلة أن المسيح بقى على قيد الحياة فوق الصليب هي في الواقع أقوى دليل ضده. ورغم أنه من السهل دحض ما جاء في كتيبات ديدات فإننا لا يمكن أن نترك الموضوع هكذا، لأن الآية التي قدمها المسيح أثّرت على جميع البشر في كل العصور. وبما أن بقاء يونان في أعماق البحر وهو في جوف الحوت ثلاثة أيام برهن على صحة رسالته لأهل نينوى، فإن موت ودفن وقيامة المسيح وضع خاتم التصديق على مهمته في خلاص البشرية في جميع العصور. فإذا فاتك مضمون هذه الآية فإن المسيح لم يقدم آية سواها. ولا يوجد دليل آخر على أنه مخّلص العالم للذين لا يريدون أن يؤمنوا به كالله والمخلص.
وبالرغم من ذلك فلدينا تأكيد للذين يرغبون في الإيمان بالمسيح و إتباعه طيلة أيام حياتهم كمخلص ورب. فكما لم تهلك أي نفس في نينوى التائبة، فإن نفسك لن تهلك إذا آمنت بالمسيح الذي مات من أجل خطاياك، وقام من الأموات في اليوم الثالث لأجل تبريرك ( رومية 25:4 ).
تعليق