بشارات الانجيل برسول الله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د . عمر الشهاوى مسلم اكتشف المزيد حول د . عمر الشهاوى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د . عمر الشهاوى
    أستاذ الحديث بكلية
    أصول الدين الأزهر الشريف

    • 8 أبر, 2008
    • 51
    • مسلم

    بشارات الانجيل برسول الله

    الإسلام هو خاتم الرسالات ؛ فهو الجامع لما قبله، الناسخ لما سبقه ، الذي لا دين بعده..
    فيه من الأخلاق ما يضمن صلاح العباد، ومن التشريعات ما يضمن صلاح الدنيا والآخرة ..
    (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) . [آل عمران: 18،19].
    والدين الذي يملك صفات الكمال - لا تنقصه شهادة تأتيه من خارجه، لكي تثبت صحة رسالته، وسلامة عقيدته ، وصدق حامله للعالمين الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - ، فمحمد الذي أخرج الناس من الكفر والضلال إلى الإيمان بالله وحده ، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الواحد الأحد - لا يعوزه شهادة تأتيه من خارج دينه ، لكي تثبت أنه خاتم الأنبياء ، أو أن رسالته هي آخر الرسالات.
    محمد الذي علم رجلا بدويا يئد البنات كعمر بن الخطاب – رضي الله عنه –؛ فصار بعد الإسلام قائدا للبشرية، وحاكما للعالم، ومن أعظم قادة التاريخ – لا يحتاج لمن يشهد له؛ كيف والله تعالى يقول:
    (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا). النساء:166
    ويقول أيضا: (ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين). النحل:89
    فمحمد الذي فتح الله به عيونا عمياً، وأسمع به أذانا صماً، وشرح به قلوباً غلفاً، - لا يحتاج لمن يشهد له من خارج رسالته، أو من خارج الكتاب الذي أنزل معه.
    ونحن إذ نتحدث عن بعض البشارات التي وردت في التوراة والإنجيل تبشر بالنبي الكريم، فإنما يدفعنا إلى ذلك أمران:
    أما الأمر الأول:فإنه ينبع من حبنا الجم، وشوقنا الكبير لصاحب الرسالة العظمى – صلى الله عليه وسلم -.
    كيف لا وهو أستاذنا ومعلمنا وزعيمنا وقائدنا ؟!
    وهل أعطانا بشر مثلما أعطانا محمد – صلى الله عليه وسلم – ؟!
    وهل لمخلوق على مخلوق من فضل مثل فضل محمد – صلى الله عليه وسلم – علينا ؟!
    فما لنا إذن لا نتلمس خطاه، ونقتفى أثره، وننقب عنه في كتب الأولين وفى كتب الآخرين؛ فتسعد بذكره قلوبنا، وتنشرح به صدورنا، وتقر به عيوننا.
    وأما الأمر الثاني:فهو ما نصبو إليه من هداية الضالين، وتثبيت المتشككين، وإرشاد التائهين، من داخل هذا الدين ومن خارجه.
    وأسأل الله العلي العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وما كان فيه من صواب فهو من الله وحده، وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي.
    (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)…

    مازال الكتاب المقدس يتلألأ بنور محمد

    أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
    يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون بالبيت ويعجبون له ويقولون:هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال:فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ).
    والحديث السابق يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجر الزاوية أو اللبنة الأساسية التي لا يكتمل البناء ولا يتم حسنه وجماله إلا بها..
    ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية ؟
    ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42،43 (قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه ).
    وهذه الكلمات قالها المسيح عليه السلام لجماعة من اليهود بعدما وبخهم على قتل الأنبياء، وإنكار الرسالات..
    والنص يوضح إخبار المسيح عليه السلام لليهود باستبدال الله لهم بأمة أخرى تحل محلهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته( لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منتكم ويعطى لأمه تعمل أثماره).. ويخبرهم المسيح عليه السلام أيضا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية ( الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية )..
    ويواصل المسيح عليه السلام كلامه عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية فيقول: (ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه)، واستخدام لفظي (يترضض) و(يسحقه) يؤكد أن الكلام يشير إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي أيده الله بالقوة المادية وخاض العديد من الحروب حتى أظهر الله به الدين وسحق به كل أعدائه..
    ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح- عليه السلام- يقول: (وهو عجيب في أعيننا)، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.
    فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد-صلى الله عليه وسلم-، الذي قال عن نفسه: (أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)؟!
    وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- ؟!!
    للذي ببكة مباركا
    يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران:96
    الآية تتحدث عن بيت الله، وتتحدث عن بكة كمكان لبيت الله، الذي أمر الله الناس أن تحج إليه.
    ولكن هل ورد في الكتاب المقدس نص يتحدث عن بيت لله ببكة، يحج الناس إليه؟
    دعونا نقرأ ما ورد في المزمور84:
    84: 4 طوبى للساكنين في بيتك أبداً يسبحونك، سلاه (سلاه كلمة تتكرر كثيرا في الكتاب المقدس ويقول قاموس الكتاب المقدس أنها تعني صمت أو فترة توقف أو فاصل..)
    5:84 طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم.
    84: 6 عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً أيضا ببركات يغطون مورة.
    84: 7 يذهبون من قوة إلى قوة يرون قدام الله في صهيون
    ولكن ما علاقة وادي البكاء الذي ورد في النص ببكة؟!
    وإذا كان الله يقول يرون قدام الله في صهيون، فما علاقة صهيون بالبيت الحرام الموجود في بكة ؟!
    أما وادي البكاء وعلاقته ببكة: فيسأل عنها القساوسة العرب، لأن وادي البكاء في النسخة الإنجليزية لنفس النص مكتوبة (وادي بكة) وليس وادي البكاء كما هو في النص العربي، ونلاحظ أنها تبدأ بحرف (بي كابتال)، مما يدل على أنه اسم لعلم لا يمكن ترجمته.
    وأما كلمة صهيون: فمعناها الأصلي المكان المقدس أو المجتمع الديني الخالص، كما ورد في القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس..
    والنص كما ورد في النسخة الإنجليزية هو هكذا:
    (Blessed are they that dwell in thy house. they will be still praising thee, blessed is the man whose strength is in thee, in whose heart are ways of them who passingthrough the valleyof Bacamake it awell, The rain also filleth the pools, they go from strength to strength, every one of them in Zion appeareth before God)

    وبذلك فإن الترجمة الصحيحة للنص الإنجليزي هي كما يأتي:
    (طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك، طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادبكة يصيرونه ينبوعا المطر أيضا يغطيه بالبركات يذهبون من قوة إلي قوة يرون قدام الله في الأرض المقدسة ).
    وبالمناسبة فإن قاموس الكتاب المقدس لم يستطع تحديد أين توجد بكة!! ، وكل ما قاله عن موقعها: (ربما)! يكون هذا مكان يمر به الحجاج !!
    فهل هناك بكة غير التي يحج إليها المسلمون ؟!
    ولو كان هناك بكة غيرها ، فهل ادعى أحد أن بها بيت الله الذي يحج إليه الناس ؟!
    هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة.. فهل من مجيب ؟!
    محمد الإسماعيلي !
    محمد الإسماعيلي: هذه الكلمة قالها أحد الرهبان، وكان يتحدث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم-ويقول إنه من ولد إسماعيل، وأنه ليس نبياً لأن النبوة اختص بها الله أبناء إسرائيل ( يعقوب عليه السلام).
    ونحن نؤيده في أن محمد – صلى الله عليه وسلم- هو من ولد إسماعيل عليه السلام، ولكننا سنثبت بنصوص من الكتاب المقدس أن النبوة سوف تبعث في أبناء إسماعيل:
    ورد في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 17، 18:
    (فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالك يا هاجر لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو، قومي احملي الغلام وشدي يدك به لأني سأجعله أمة عظيمة).
    وورد في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 13حيث يخاطب الله عز وجل سيدنا إبراهيم قائلا:(وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك).
    وابن الجارية هو إسماعيل ابن السيدة هاجر، وقد جعله الله أمة كبيرة عظيمة هي أمة الإسلام التي يزيد عددها الآن عن مليار مسلم.
    ويواصل الكتاب المقدس حديثه عن إسماعيل عليه السلام فيقول في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 19، 20، 21:
    (وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام، وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية و كان ينمو رامى قوس، وسكن في برية فاران).
    وفاران:كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة المكرمة(1)
    والنص السابق كما ترون يتحدث عن بئر زمزم الذي سقت منه هاجر الغلام، ويتحدث أيضا عن برية فاران التي سكنها إسماعيل عليه السلام.
    (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات ). إبراهيم:37
    ويتحدث النص أيضا عن أن إسماعيل كان ينمو رامي قوس، وهذا يتطابق مع الحديث الذي رواه البخاري (مر النبي علي نفر من قبيلة أسلم يرمون بالسهام فقال لهم: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ).
    ولكن كيف يثبت الكتاب المقدس أن النبوة ستكون في أبناء إسماعيل عليه السلام ؟
    ورد في سفر التثنية الإصحاح 18 الفقرة 17، 18،19 على لسان موسى عليه السلام:
    (قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك و أجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه).
    والنص يصف كما ترون تبشير الله لموسى بنبي سوف يبعثه من وسط أخوة بني إسرائيل، وأن هذا النبي سيكون مثل موسى عليه السلام، ويخبر النص أيضاً أن الذي لا يتبع هذا النبي ولا يسمع لكلامه - فإن الله سوف يعاقبه..
    ولكن ماذا قال أهل الكتاب من اليهود والنصارى عن ذلك النبي ؟
    قالت اليهود أن النبي المقصود هو يوشع بن نون فتى موسى، بينما حمل النصارى البشارة على المسيح عيسى عليه السلام.
    واليهود ينكرون أن البشارة تدل على محمد – صلى الله عليه وسلم- أو عن المسيح عليه السلام.
    والنصارى ينكرون أن تكون البشارة عن النبي –صلي الله عليه وسلم-.
    والحق إن ما ذهب إليه كلا الفريقين باطل، والدليل من الكتاب المقدس نفسه.
    إن البشارة تشترط شرطين:الأول أن ذلك النبي من وسط إخوة بني إسرائيل، والثاني أنه مثل موسى عليه السلام.
    والشرطان السابقان لا ينطبقان إلا على رسول الإسلام- صلى الله عليه وسلم-؛ فهو من أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأبناء إسرائيل (يعقوب) هم أبناء إسحاق بن إبراهيم.. ، لذلك فالنبي-صلى الله عليه وسلم- من وسط أخوة بني إسرائيل..
    وكذلك فإن موسى عليه السلام ومحمد- صلى الله عليه وسلم-، كليهما كان صاحب شريعة جديدة، ورسالة مستقلة، وبذلك فإن شرط المثلية وقرب المكانة بين ذاك النبي وموسى عليه السلام متحقق في النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولأن كليهما كان صاحب رسالة جديدة وشريعة مستقلة؛ فقد ورد في سورة الأحقاف: ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم )..
    ويؤكد قرب المكانة أيضا بين النبي-صلى الله عليه وسلم- وبين موسى عليه السلام الحديث الذي رواه البخاري عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-:( لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله )..
    وأما انتفاء الشرطين عن يوشع بن نون وعن المسيح عليهما السلام- فلأنهما كانا من بني إسرائيل وليسا من وسط إخوة بني إسرائيل، ولو كان المراد واحدا منهما لقال الله(أقيم لهم نبيا منهم).. ، بل لم يكن هناك داع لتحديد من أين يخرج ذلك النبي لأن خروجه من بني إسرائيل هو أمر مألوف لا يحتاج لتوضيح أو تحديد..
    وينتفي الشرط الثاني أيضا لأن لا يوشع ولا عيسى كانوا مثل موسى:
    فيوشع كان فتى موسى، ولم يحمل شريعة جديدة، ولم يوح إليه بكتاب، وعيسى أيضا لم يحمل شريعة جديدة، وإنما كان على نهج شريعة موسى؛ وإذا كان النصارى يؤمنون بأن المسيح هو ابن الله، وأنه شريك معه في الألوهية، فكيف يقولون بعد ذلك أن عيسى مثل موسى ؟!!
    والكتاب المقدس نفسه ينفي أن بني إسرائيل قد قام فيها نبي مثل موسى بعده؛ فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح 34 الفقرات من 5 إلى 11: ((فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مواب حسب قول الرب. و دفنه في الجواء في ارض موات مقابل بيت فغور و لم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مائة و عشرين سنة حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته. فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت أيام بكاء مناحة موسى. ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كماأوصى الرب موسى. ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه. في جميع الآيات و العجائب التي أرسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده وكل أرضه)).
    فإذا كان الكتاب المقدس يخبر كما ترون أن بني إسرائيل بعد موسى لم يخرج منهم نبي مثله، فكيف يدعى بعد ذلك أهل الكتاب أن النبي الذي وصفه الله بأنه مثل موسى قد خرج من بني إسرائيل؟!!
    كما أن عقيدة النصارى في أن المسيح قد أتى ليخلص العالم ويحمل خطايا البشرية – لا يمكن أن تتوافق مع تلخيص النص لعلاقة هذا النبي بالناس؛ وهي معاقبة من لا يتبعه ويسمع لكلامه (ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه)..
    ويبدو أن أنا،د كانوا في انتظار ذلك النبي كما كانوا ينتظرون المسيح عليه السلام؛ فقد ورد في إنجيل يوحنا 1: 19 – 25 (وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت فاعترف ولم ينكر وقال أني لست المسيح فسألوه إذن ماذا ؟ إيليا أنت ؟ فقال لست أنا، النبي أنت ؟ فأجاب لا …فسألوه وقالوا فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي ؟! )
    وإيليا ( إلياس في القرآن ) هو نبي ورد ذكره في الكتاب المقدس..والكتاب المقدس يخبر أن الله قد رفعه إلى السماء، ويبدو أن اليهود كانوا ينتظرون عودته مرة أخرى.. فمن يكون إذن ذلك النبي الذي ورد في النص، وكانت تنتظره اليهود، إذا لم يكن إيليا ولا يوحنا ولا المسيح ؟!!
    من يكون ذلك النبي الذي أتى بعد يوحنا والمسيح غير رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟!!
    ويبدو أن بعض أهل الكتاب قد وجد صعوبة في إثبات المثلية بين موسى والمسيح عليهما السلام (على الأقل حسب عقيدتهم)؛ فوجهوا جهودهم نحو إثبات عدم المثلية بين موسى عليه السلام ومحمد-صلى الله عليه وسلم- ، فماذا قالوا ؟
    قالوا أن موسى مات وعمره 120 سنة ومحمد مات وعمره 63 !!، وقالوا أن موسى تربى في قصر فرعون، أما محمد فلم يدخله!!، وقالوا أن موسى قد عبر البحر هو وبني إسرائيل، أما محمد فلم يعبره!! …
    ومن البديهي أننا لو استخدمنا تلك المقاييس لإثبات التشابه بين أي شخصين لما استطعنا ذلك، حتى لو كان هذين الشخصين زوج من التوائم المتماثلة!!
    غير أن صحيح النظر سليم العقل - لو نظر في النص؛ سوف يدرك أن المقصود بكلمة (مثلك) هو المثلية في المنزلة والقرب في المكانة، -وإلا فلم يكن هناك داع لقول مثلك لأن كل الأنبياء لابد أن يكونوا متشابهين في أشياء ومختلفين في أشياء أخرى-، وكذلك نفي المثلية في قوله ( ولم يقم بعد نبي في بني إسرائيل مثل موسى) المقصود منه هو نفي المثلية في المنزلة والمكانة أيضا..وأحسب أن هذا أمر واضح جلي لكل بصير ذي فطنة، صحيح ذي لب، حريص على نفسه من سخط الله في الدنيا، ومن سوء العاقبة والعذاب الأليم في الآخرة!!!
    ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها!! ) محمد: 2
    فلنولينك قبلة ترضاها
    يقول تعالى في كتابه العزيز(قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ). [البقرة :144].
    كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقلب وجهه في السماء، ويستحي أن يسأل ربه أن يغير القبلة التي يسجد هو والمسلمون إليها وهي المسجد الأقصى لكي تصبح إلى المسجد الحرام، فأنعم الله عليه وعلى أمته بأن جعل لهم قبلة مستقلة عن باقي الأمم؛ فقبلة اليهود والنصارى هي المسجد الأقصى، وكان المسلمون في البداية يتبعونهم في ذلك، إلى أن أمر الله رسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم-بتغيير القبلة إلى المسجد الحرام..
    ولكن هل أخبر الكتاب المقدس بأن القبلة سوف تتغير من القدس(أورشليم ) إلي مكان آخر ؟
    ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 الفقرة 19، 20، 21:
    4: 19 قالت له المرأة يا سيد أرى انك نبي.
    4: 20 آباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه.
    4: 21 قال لها يسوع يا امرأة صدقيني انه تأتي ساعة لا في هذا الجبل و لا في أورشليم تسجدون للأب
    وكلمة الأب التي وردت في النص تعني الله، ولقد ورد ذكرها كثيرا في الكتاب المقدس بمعنى الله، وكذلك لفظ أبناء الله ورد بمعنى الصالحين والمؤمنين..
    ومن أمثلة ذلك ما جاء في الكتاب المقدس: (أذهب إلى أبي وأبيكم).
    (ولا تسبوا أباكم الذي على الأرض فإن أباكم الذي في السماء وحده).
    ( وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع إلى مصر … فتقول لفرعون هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر )
    (أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه).
    ( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون )…
    والتين والزيتون وطور سينين
    يقسم الله تعالى في بداية سورة التين قائلا: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).
    وهذا القسم له دلالته؛ فالتين والزيتون تشير إلى أرض فلسطين أو بيت المقدس، وهو المكان الذي تلقى فيه المسيح عليه السلام الرسالة من ربه، وطور سينين هو جبل الطور بسيناء الذي كلم الله موسى عليه، والبلد الأمين هي مكة المكرمة مهبط الوحي على رسول الله صلي الله عليه وسلم.
    فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أماكن الرسالات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن هل هناك ما يشير إلى تلك الأماكن الثلاثة في الكتاب المقدس ؟
    لقد ورد في سفر التثنية الإصحاح 33 الفقرة 2 على لسان موسى عليه السلام وهو يخاطب قومه قبل موته:
    33: 2 فقال جاء الرب من سيناء و أشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران و أتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم..فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك .
    وجاء الرب من سيناء، المقصود بها رسالة موسى عليه السلام، وأشرق من ساعير، تشير إلى رسالة عيسى عليه السلام وساعير هي منطقة جبلية بأرض فلسطين، وهي الأرض التي عاش فيها المسيح عليه السلام.
    وتلألأ من جبال فاران المقصود بها إنزال الرسالة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، وفاران هي مكة المكرمة، وهى نفس الأرض التي عاش عليها إسماعيل عليه السلام:
    (وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران) سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 21.
    (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) إبراهيم: 37
    ويدعى بعض أهل الكتاب أن فاران ليس لها علاقة بمكة، وأن فاران لا تطلق إلا على مكان قريب من سيناء مر به موسى وبنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر ، وبذلك فهم يحملون البشارة كلها على موسى وبني إسرائيل مدعين أن النص يوضح تذكرة موسى لقومه بالأماكن التي مروا بها بعد خروجهم من مصر، وأنه لا يشير أبدا إلى رسالات سماوية .. ولو كان كلامهم هذا صحيحا فلماذا يقول موسى: جاء الله، وأشرق الله، وتلألأ الله، وهل فاران هذه القريبة من سيناء من الأهمية بحيث يخبر موسى أن الله قد تلألأ منها؟! ، وتلألأ كما تعلمون أقوى من جاء وأشرق..
    وإذا كانت فاران ليست إلا برية قريبة من سيناء كما يقولون، ومر بها بنو إسرائيل قبل مرورهم بساعير القريبة من فلسطين.. فكيف جاء الله إذن من سيناء ثم أشرق من ساعير قبل أن يتلألأ من جبال فاران؟!!! .. هل يعقل أن موسى وبنو إسرائيل قد مروا بساعير في فلسطين قبل أن يمروا بمكان قرب سيناء أثناء خروجهم من مصر إلى فلسطين؟!!(2)
    وهذا الترتيب لا يمكن تحريفه أو تأويله؛ لأن تلألأ إنما تأتي بعد جاء وأشرق، وهذا ما سوف يؤكده أيضا النص الإنجليزي الذي يقول: (وتلألأ فصاعدا)..
    ولماذا يذكر موسى قومه قبل موته بأمور يعلمونها وبأماكن قد مروا بها ؟! ، ولماذا يخاطبهم بصيغة الغائب قائلا (وأشرق لهم ) ولم يقل وأشرق لنا أو وأشرق لكم؟!!
    والكتاب المقدس يشرح لنا في سفر الخروج ما حدث لبني إسرائيل بعد خروجهم من مصر، ويحكي لنا أن الله قد تجلى لبني إسرائيل من برية سين ثم تجلى لهم من جبل سيناء وأوصاهم بالوصايا الشهيرة، وكل ما يحكيه الكتاب المقدس بعد ذلك عن تجلي الله لبني إسرائيل هو تذكرة موسى لقومه بتجلي الله لهم من سيناء والوصايا التي فرضها عليهم؛ فمن أين جاء أهل الكتاب إذن أن الله قد تجلى لبني إسرائيل في برية فاران شمال سيناء والكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد لا يخبر بذلك ؟!!
    ولنفرض أن ما يقولونه من أن فاران هو مكان بالقرب من سيناء صواب، فإن هذا لا يمنع أن يكون اسم فاران يطلق أيضا على مكة، لأن إسماعيل عليه السلام إنما سكن في مكة ولم يسكن في سيناء.(3)
    ولو ادعى أهل الكتاب أن إسماعيل لم يسكن في مكة للزمهم أيضا إنكار أن إبراهيم وإسماعيل قد رفعا قواعد البيت الحرام بمكة، وللزمهم أيضا إنكار قدسية البيت الحرام بمكة ونسبته إلى الله، فهل يجرءون على ذلك؟!!(4)
    (وأتي من ربوات القدس عن يمينه نار شريعة لهم):المقصود بربوات القدس هو أعداد كثيرة من القديسين ، ولقد استخدمت كلمة ربوات في الكتاب المقدس لتدل على العدد الكثير، ويؤكد هذا القول نفس النص ولكن في النسخة الإنجليزية (جاء الله من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ فصاعدا من جبل فاران وأتى مع عشرات الآلاف من القديسين من يده اليمنى فرض لهم قانونا ناريا، فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك ).
    وعشرات الآلاف من القديسين هم عدد الصحابة الذين أيد الله بهم رسوله - صلى الله عليه وسلم- والذين بلغ عددهم في فتح مكة عشرة آلاف، وفي غزوة تبوك بلغوا ثلاثين ألف مقاتل ، ووصل عددهم قبل وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى نحو مائة وأربعون ألفا من رجال الإسلام..
    ويضيف النص الإنجليزي أيضا كلمة (فصاعدا)، وكلمة فصاعدا توضح الترتيب الزمني وتؤكد أيضا الاستمرار؛ فهو قد تلألأ فصاعدا، وهذا ما ينطبق على رسالة النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهي كانت خاتم الرسالات، وهي التي ستستمر فصاعدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
    كما أن إيضاح النص أن فاران هي أرض الطاعة والإخلاص لله وأنها صاحبة النهاية السعيدة وذلك بقوله (فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك) – ينفي أن يكون المقصود بفاران في هذا النص هو برية شمال سيناء؛ وذلك لأن الكتاب المقدس والقرآن الكريم أيضا يقرران أن الله قد سخط على بني إسرائيل في هذه الرحلة وحكم عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة.. (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين)المائدة: 26
    ولكن هل وردت نصوص أخرى في الكتاب المقدس تخبر أن نبيا سيأتي من فاران؟
    لقد جاء في سفر حبوق( أحد أنبياء بنى إسرائيل) الإصحاح3:
    3: 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت يا رب عملك فى وسط السنين احييه.. في وسط السنين عرف.. في الغضب أذكر الرحمة.
    3:3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران، سلاه، جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.
    3: 4 وكان لمعان كالنور له من يده شعاع وهناك استتار قدرته.
    3: 5 قدامه ذهب الوبا وعند رجليه خرجت الحمى.
    3: 6 وقف وقاس الأرض نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم مسالك الأزل له.
    3: 7 رأيت خيام كوشان تحت بلية، رجفت شقق أرض مديان ( يقول قاموس الكتاب المقدس أن خيام كوشان هو إشارة لقبائل كوش العربية، ومن المعلوم أنها قبائل كانت تستوطن أثيوبيا وبلاد النوبة وامتدت لتشمل أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وأرض مديان كانت تقع في شمال الجزيرة العربية، والفقرة كلها إشارة صريحة لجنوب وشمال الجزيرة ).
    3: 8 هل على الأنهار حمى يا رب، هل على الأنهار غضبك أو على البحر سخطك، حتى أنك ركبت خيلك، مركباتك مركبات الخلاص.
    3 : 9 عريت قوسك تعرية ، سباعيات سهام كلمتك ، شققت الأرض أنهارا
    3: 10 أبصرتك ففزعت الجبال، سيل المياه طما، أعطت اللجة صوتها، رفعت يديها إلى العلاء
    3: 11 الشمس والقمر وقفا في بروجهما، لنور سهامك الطائرة، للمعان برق مجدك ( للمعان برق رماحك في النسخة الإنجليزية ).
    3: 12 بغضب خطرت في الأرض، بسخط دست الأمم ( بسخط دست الوثنيين في النسخة الإنجليزية ) …
    عندما يقرأ النص السابق أي شخص لن يتبادر إلى ذهنه سوى أن هذا النص يتحدث عن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – الذي أتى من فاران وهي مكة المكرمة.. وأن تيمان التي وردت في النص هي الاسم القديم لليمن، وهي إشارة واضحة إلى جنوب الجزيرة العربية.. وهذا ما قاله العلماء المسلمين الذين تعرضوا قبل ذلك لهذه البنوءة، ورجحوا أن اليمن هي نفسها تيمان، وذلك نظرا للتشابه اللفظي بينهما، ولأن معنى كل منهما هو الجنوب، وأيضا بسبب اقتران تيمان في النص بفاران الثابت تاريخيا أنها هي مكة المكرمة والتي تقع شمال اليمن..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 05:24 ص.
    للتواصل عبر البريد الكترونى e_mail : [email protected]
    راية الاسلام ما زالت خفاقة ونحن ورائكم بالمرصاد
  • د . عمر الشهاوى
    أستاذ الحديث بكلية
    أصول الدين الأزهر الشريف

    • 8 أبر, 2008
    • 51
    • مسلم

    #2
    وبرغم أن النص يشتمل على صفات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي جمعت بين القوة الروحية التي يشير إليها النص بقوله (جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه)، وبين القوة المادية التي يشير إليها باقي النص مثل الحديث عن سحق أعداء الله والإشارة إلى السهام الطائرة والرماح المتألقة، والخيول، وسحق الوثنيين …، ومن المعلوم أن هذه الصفات لم تكن إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان رحمة للعالمين وسيفا على رقاب المشركين.. برغم كل هذه الصفات أنكر أهل الكتاب أن هذا النص يشير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم!! ..ومع ذلك لم يستطيعوا أن يخبرونا من هو النبي الذي يتحدث عنه النص السابق !! .. ومع انكارهم لأن هذا النص يشير للرسول صلى الله عليه وسلم، فبالطبع أنكروا أيضا أن تيمان هي اليمن، وأصروا على أن فاران ليست إلا برية بين سيناء وفلسطين وليس لها علاقة بمكة المكرمة.. وبذلك فهم يحاولون إقناعنا بأن التقارب اللفظي بين اليمن وتيمان ليس إلا(تشابه أسماء)!!!
    ولنترك الآن ما يدعيه علماؤنا من المسلمين، وما يقوله علماء أهل الكتاب من النصارى، ونتعرف بطريقة حيادية تماما على تيمان المذكورة في النص السابق..
    يقول قاموس الكتاب المقدس في تعليقه على تيمان : (هي مكان يقع جنوب إدوم)..
    ولكن ما هي إدوم ؟
    يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
    (إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضى جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقى للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
    وتيمان التي يقول قاموس الكتاب المقدس أنها تقع جنوب إدوم معناها في جميع المعاجم الخاصة بأصول ومعاني الكلمات هو: الجنوب.
    وإذا كانت تيمان تقع جنوب إدوم كما يقول قاموس الكتاب المقدس، واليمن تقع جنوب إدوم كما يقول معجم الطرق القديمة، والمعنى العبرى لتيمان واليمن هو الجنوب؛ فإن ما سنستنتجه بداهة هو أن تيمان هي نفسها اليمن.
    هذا ما قاله معجم الطرق القديمة وقاموس الكتاب المقدس، واستنتجنا منه أن تيمان هي نفسها اليمن.. عموما فإن كل المصادر التي عثرنا عليها تتحدث مباشرة عن تيمان قد أراحتنا من عناء هذا الاستنتاج !!..فماذا قالت؟!
    تحكي الموسوعة اليهودية ( جويش إنسيكلوبيديا ) عن رحالة يهودي شهير فتقول: (كارازو ديفيد صمويل رحالة يهودي ولد في سالونيكا بتركيا، وقام برحلة إلى اليمن بالجزيرة العربية سنة 1874، ودرس حالة اليهود في تلك المنطقة ودونها في مؤلف أسماه ذيكرون تيمان،رحلتي إلى اليمن )
    ويقول موقع يهودي يسمى موقع الموسوعة اليهودية ويكيبديا: (اليهود اليمنيون يسمون بالعبرية التيمانيون وهم اليهود الذين يعيشون الآن في اليمن والتي تسمى في العبرية تيمان وهي أمة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم ينتمون إلى طائفة اليهود المزراحية).
    ويقول موقع يهودي آخر يسمى مؤسسة مانفريد ليهمان عن يهود اليمن : (أي شخص يتاح له مقابلة أحد يهود اليمن سوف يندهش من التواضع والنقاء والتقوى التي تصبغه(!) وجذور يهود اليمن – تيمان بالعبرية – تبدأ من بداية تاريخنا. فبجانب الذي ذكر في التوراة العبرانية:(أليفاز صديق يعقوب كان من تيمان وكثير من الأنبياء قد تحدثوا عن تيمان) ، فلقد قيل أيضا أن ملكة شيبا(سبأ) قد سمعت عن الملك سولومون(سليمان) من خلال اليهود في اليمن والتي تقع بجوار مملكة شيبا).
    ويحكي لنا موقع يهودي آخر يسمى أيريديس إنسيكلوبديا عن تاريخ يهود اليمن: (واحد من أفضل علماء اليهود في اليمن وهو يعقوب الفيومي قد كتب خطابا يستشير فيه رابي موشي ابن ميمون والمعروف بميمونيديس فقام بالرد عليه في خطاب عنوانه إيجريت تيمان-مكتوب اليمن-وهذا الخطاب كان له تأثير هائل على يهود اليمن).
    فإذا كانت اليمن هي نفسها تيمان (كما أثبتنا بما لا يدع بعد ذلك مجالا للشك).. فإن ذلك يجزم بأن فاران تطلق أيضا على مكة.. وأعتقد أنه من السخف أن يقال أن المقصود بفاران في نص حبوق هو برية بين سيناء وفلسطين!!
    فهل خرج نبي من ذلك المكان امتلأت من تسبيحه الأرض ونظر فرجفت الأمم؟!!
    وهل خرج من هذا المكان نبي أصلا ؟!!
    إذن فليخبرنا أهل الكتاب من هو ذلك النبي العظيم الذي يخبرنا النص أنه جاء من فاران حتى أنه يصفه بالقدوس ؟!!
    ولكن هل يقول أهل الكتاب أن لفظ القدوس هنا يقصد به نبي ؟!!
    إنهم يلجأون إلى حيلة عجيبة حتى لا تحمل النبوءة على النبي-صلى الله عليه وسلم-، ويخبروننا أن المقصود بالقدوس هنا هو الله نفسه!! ، وأن هذا اللفظ لا يمكن إطلاقه على نبي!!.
    فلنضع إذن لفظ الجلالة مكان كلمة القدوس..
    إن الجملة ستصير هكذا:
    (الله جاء من تيمان والله من جبل فاران)!!!!
    هل هذا يصدق ؟!! ، هل يرضى بهذا عاقل ؟!!
    ومع ذلك فالكتاب المقدس يحفل باستخدام ألفاظ تخص الله عز وجل وفى نفس الوقت يوصف بها أنبياؤه:
    (الرب كالجبار يخرج كرجل حروب)أشعياء42: 13
    (فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلها لفرعون وهرون أخوك
    يكون نبيك)سفر الخروج 7:1
    (وحسدوا موسى في المحلة وهرون قدوس الرب)المزامير106: 16
    وإذا كانت تيمان تشير إلى مكان جنوب إدوم كما يقول قاموس
    الكتاب المقدس نفسه، ومعناها في جميع المعاجم العربية والأجنبية والعبرية هو الجنوب، ولا يختلف يهودي وآخر في العالم كله على أنها الاسم القديم لليمن؛ فما علاقتها إذن بفاران التي تقع بين سيناء وفلسطين؟!!!
    وليخبرنا الذين يدعون بأن القدوس هنا تشير إلى الله، وتيمان ليست هي اليمن، وفاران لا تشير إلا لأرض بين سيناء وفلسطين؛ لماذا يأت الله من تلك الفاران بالذات؛ وهي مكان لم يقم فيه رسالة، ولم يبعث منه نبيا؛ لكي يتلألأ منه فصاعدا، ثم يخرج من نفس المكان أيضا لتمتليء السماء من بهائه، والأرض من تسبيحه، ويقف فيقيس الأرض، وينظر فترجف الأمم، وتدك الجبال الدهرية ؟!!
    لابد أن تكون تلك الفاران إذن ذات أمر عظيم !!
    وهى حتما لن تكون كذلك إلا إذا كانت مهبط الوحي الأخير، ومولد النبي الخاتم، ومركز الدعوة الكاملة!!
    فمن هو إذن ذلك القدوس أو النبي العظيم الذي أتى من فاران، وغطى بهاؤه السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه ؟،وقطعا هو ليس موسى الكليم ، ولا عيسى المسيح ، ولا أي واحد من أنبياء بني إسرائيل ؛ فلم يدع أحد أن فاران قد بعث فيها نبي من بني إسرائيل ، وربما كان تغيير مكان الوحي من الشام إلى بلاد العرب وخروج النبوة من بيت إسرائيل هو السبب في جزع حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل عندما سمع الخبر ( يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران).
    من يكون إذن ذلك القدوس الذي جاء من فاران، ووقف فقاس الأرض فامتلأت الأرض من أتباعه، ونظر فرجفت الأمم فسقطت تحت رسالته الشعوب والممالك – غير إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، مهجة القلب وقرة العين، صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود -محمد- صلى الله عليه وسلم، (عبد الله)، ورسوله..
    ومثلك لم تر قط عيني
    وأجمل منك لم تلد النساء
    ولدت مبرئا من كل عيب
    كأنك قد خلقت كما تشاء



    هذه الخريطة منسوخة من أحد مواقع الكتاب المقدس وهي توضح موقع إدوم التي يخبرنا قاموس الكتاب المقدس أن تيمان تقع جنوبها، ولقد حددت بدائرة موقع الجزيرة العربية بالنسبة لإدوم، وهو كما ترون يقع جنوب إدوم مباشرة مما يؤكد أن تيمان لا تشير إلا لمكان بالجزيرة العربية
    EDOM
    e-dom
    GEOGRAPHY
    The country of Edom began at a line from the south end of the Dead Sea stretched to the Arabian desert areas to the east. From this line, Edom claimed all the land south to the Red Sea, and farther along the east coast of the Red Sea. How far south depended on daily politics, since it is nothing but desert for the most part. However,it included part of the Incense Route which extends farther south to Sheba the Yemen area today.

    نسخة مما ذكره معجم الطرق القديمة عن مملكة إدوم http://www.ancientroute.com/empire/edom.htm
    CARASSO, DAVID SAMUEL
    Jewish traveler; born at Salonica, Turkey. On the occasion of a business trip to Yemen, Arabia, in 1874, he studied the situation of the Jews of that region, and published an account of his travels in a volume written in Judوo-Spanish, entitled "Zikron Teman َ el Viage en el Yémen"
    نسخة مما ذكره موقع الموسوعة اليهودية جويش إنسيكلوبيديا
    http://www.jewishencyclopedia.com/vi...d=141&letter=C
    … One of Yemen's most respected Jewish scholars, Jacob ben Nathanael al-Fayyumi, wrote for counsel to Rabbi Moshe ben Maimon, better known as Maimonides. Maimonides replied in a epistle entitled Iggeret Teman (The Yemen Epistle). This letter made a tremendous impression on Yemenite Jewry
    نسخة من بعض ما ذكره موقع موسوعة أيريدس عن تيمان
    http://www.iridis.com/Teimani
    Yemenite Jews
    Yemenite Jews, Standard Hebrew Temani, Tiberian Hebrew Têmānî; plural, Standard Hebrew Temanim, Tiberian Hebrew Têmānîm) are those Jews who live, or whose recent ancestors lived, in Yemen "far south", Standard Hebrew Teman, Tiberian Hebrew Têmān), a nation on the southern tip of the Arabian peninsula. They are considered to be a subdivision of Mizrahi Jews.
    نسخة مما ذكره موقع الموسوعة اليهودية ويكيبيديا
    http://en.wikipedia.org/wiki/Jews_in_Yemen
    Anyone who has been privileged to meet a Yemenite Jew will have been impressed with the refinement, modesty and piety which are the Yemenite hallmarks. The roots of the Jews in Yemen—Teman in Hebrew—start at the dawn of our history . Besides being mentioned in the Tanach (Job's friend Elifaz came from Teman, and many of the Prophets speak of Teman), the Queen of Sheba is said to have heard about King Solomon from Jews in Yemen, located next to the kingdom of Sheba
    نسخة مما ذكره موقع مؤسسة مانفريد ليهمان
    http://www.manfredlehmann.com/sieg282.html

    نسخة مما ذكره معجم البلدان عن فاران في باب حرف الفاء


    ومبشرا برسول يأتي من بعدي
    يقول الله تعالى في كتابه الكريم ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد ). الصف:6
    والنبي محمد – صلى الله عليه وسلم- هو النبي الوحيد الذي أرسل بعد عيسى عليه السلام، ولا يعترف النصارى بأن هناك نبي أتى من بعد عيسى عليه السلام.
    ونحن الآن بصدد إثبات أن عيسى المسيح عليه السلام قد بشر برسول سوف يأتي من بعده، وسيكون ذلك أيضا من بين نصوص الكتاب المقدس.
    ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 16 الفقرة من 7 إلى 13على لسان المسيح عليه السلام وهو يخاطب تلاميذه قبل أن يرحل:
    ( لكنى أقول لكم الحق انه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ).
    والمعزّي اسم فاعل من الفعل عزّى وفعله المضارع يعزّي ومعناها كما ورد في قاموس الكتاب المقدس: المحامي أو المدافع أو الشفيع.
    ثم يواصل المسيح عليه السلام الحديث عن ذلك المعزى قائلا:
    ( إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ).
    فهو ذا المسيح عليه السلام يخبر تلاميذه قبل أن يرحل مباشرة بأنه لم يقل لهم كل شئ ، وأن الذي منعه من ذلك أنهم لا يستطيعون احتمال هذه الأمور في هذا الوقت ، وهذا إعلان صريح من المسيح عليه السلام بأن الشريعة لم تكتمل بعد ، وأن ذلك المعزى هو الذي سيكملها من بعده(وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق).
    فمن هو هذا المعزى أو روح الحق الذي بشر به المسيح عليه السلام؟
    إن المسيح يقول:
    إن ذلك المعزى أو روح الحق لا يأتي إلا بعد ذهابه ( إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ).
    والمسيح عليه السلام يقر بأن ذلك المعزى هو خير منه، ولذلك قال لتلاميذه ( خير لكم أن أنطلق )، وكلمة خير أفعل تفضيل بمعنى أفضل.
    والمسيح يقول أيضا عن هذا المعزى أنه ( يخبركم بأمور آتية ).
    وهذه الصفات تنطبق علي النبي – صلى الله عليه وسلم-، فلقد أخبرنا بأمور غيبية كثيرة، سواء عن الدنيا وما سيحدث فيها بعد وفاته… أو عن الآخرة وما بها من بعث وحساب وجنة ونار …
    ويقول المسيح عن ذلك المعزي أيضا (يرشدكم إلى جميع الحق )
    وهذا لا ينطبق إلا على رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي أرشد الناس إلى جميع الحق؛ فعرف الناس بربهم الواحد، وأزال الأوهام التي استعبدت عقول الناس من عبادة غير الله تارة، والإشراك به تارة أخرى، وعلم الإنسان غاية وجوده ودوره في الحياة، وبين العلاقة السليمة بين المخلوق وخالقه، وبين الناس بعضهم بعضا، ووضح أصول التشريعات التي فرضها الله لعبيده ليصلح بها بنو البشر ويستقيم بها أمرهم في كل زمان ومكان.. ولذلك يخاطب الله نبيه في قرآنه قائلا ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) النحل: 89
    والمسيح عليه السلام يقول (لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به)، وهذا ينطبق على الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه:(وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)النجم 3، 4.
    من هو إذن ذلك المعزي الذي بشر به المسيح ؟
    وهل أتي نبي بعد المسيح إلا محمد – صلى الله عليه وسلم- ؟!
    فتعين أن يكون ذلك المعزي أو روح الحق تبشيرا بمحمد – صلى الله عليه وسلم-؛ إذ فيه تجتمع كل الأوصاف كما يتحقق فيه معني الأفضلية إذ هو خاتم النبيين الذي جاء بشريعة عامة خالدة.
    ولكن ماذا يقول النصارى عن ذلك المعزي أو روح الحق ؟
    إنهم يقولون أن هذا المعزي ليس بشرا إنما هو روح، روح تدخل في نفوس المؤمنين لتزيدهم إيمانا وهي الروح القدس - أحد أقانيم الثالوث المقدس عندهم!!
    وإذا كان المقصود روحا وليس بشرا؛ فلماذا اشترط المسيح إتيانها برحيله ؟!
    وهل هذه الروح أفضل عندهم من المسيح حتى يقول من الخير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ؟!
    وهل هذه الروح تتكلم بما تسمع ولا تتكلم من نفسها ؟!
    وهل تخبر بأمور آتية ؟!
    وكيف تكون الروح القدس لا تتكلم من نفسها بل تحتاج إلى أن تسمع ما ستتكلم به ؟!، أليست إلها كما يدعون؟!! ، كيف يكون إلها من لا يتكلم من نفسه ؟!!!!
    إننا نحن المسلمين نزعم أن المسيح عليه السلام بقوله ( إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق هو يرشدكم إلى جميع الحق ) إنما يقصد بذلك أنهم غير مهيئين لتلقى جميع الحق واحتمال التشريع الكامل، وأن النبي الذي سيبعث بعده سوف يقوم بتلك المهمة عندما يكون العقل البشرى أكثر نضجا، والبشرية مهيأة لتلقى تعاليم الشريعة الجامعة.. فليخبرنا إذن الذين يقولون أن المعزى هو الروح القدس: ما هي علاقة الروح القدس التي تملأ نفوس المؤمنين بالأمور التي يريد أن يقولها المسيح ولكن منعه من قولها أنهم لا يستطيعون تحملها في ذلك الوقت ؟!!!.
    وهم يقولون أن الروح القدس قد جاءت وحلت في تلاميذ المسيح بعد عشرة أيام من رحيله، فهل كانت هذه مدة كافية حتى يتهيئوا للأمور التي كان يريد المسيح أن يخبرهم بها ولكن منعه من قولها عدم قدرتهم على احتمالها قبل عشرة أيام ؟!!
    كما أن الروح القدس التي يدعون أنها المقصودة بالمعزى كانت موجودة قبل أن يرحل المسيح تساعده وتؤيده ؟ فلماذا يقول المسيح إذن إن لم أنطلق لا يأتيكم ؟!!
    هل هناك أدنى شك الآن أن الذي يتحدث عنه المسيح بشرا وليس روحا ؟!
    وإذا كان بشرا فمن يكون غير محمد – صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بعد عيسى عليه السلام ولم يأت بعده نبي غيره!! .
    ولكن كيف وردت كلمة المعزي الموجودة في الطبعات الحديثة في الطبعات القديمة ؟
    لقد ورد بدلا منها كلمة الفارقليط، ولا أحد ينكر من القساوسة أن كلمة الفارقليط هي أصل كلمة المعزي، ولو فتحنا أي قاموس للكتاب المقدس لوجدنا كلمة الفارقليط هي الأصل؛ ففيم الخلاف إذن ؟!
    إن كلمة الفارقليط مشتقة من أحد كلمتين يونانيتين وهما بيركليتوس و باراكليتوس.
    الكلمة الأولى معناها الذي يحمد أو محمد أو أحمد، والثانية معناها المعزي كما ورد في النص.
    ويصر الرهبان من النصارى أن الباراكليتوس هي أصل الفارقليط، بينما يقول علماؤنا من المسلمين أن البيركليتوس هو أصل الكلمة وأنها قد حرفت إلى الباراكليتوس لكي لا تحمل النبوءة على النبي صلى الله عليه وسلم…
    والواقع هو أن الفصل في هذا الخلاف غير ممكن، والقطع بأن أصل الكلمة هو الباراكليتوس أو البيركليتوس أمر محال!! ، وذلك لأننا في هذه الحالة نحتاج لأن نسمع الكلمة كما قالها المسيح عليه السلام بنفسه !! .. فلننتظر إذن يوما سيفصل الله فيه بين المختلفين.. وهو يوم لا يختلف أحد الفريقين على مجيئه..وهو في نظرنا قريب قريب مهما انتظرناه.. لأن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول:((ألا إن كل ما آت قريب، وإنما البعيد ما ليس بآت))!فانتظروا.وا .. إنا منتظرون!!
    وبعيدا عن ذلك الخلاف بين الباراكليتوس والبيركليتوس!! ، فإنه يكفينا ما أثبتناه، وهو تبشير المسيح عليه السلام برسول سوف يأتي من بعده، وهو لن يكون أي واحد سوى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.(5)
    وإذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم – يقول عن نفسه (أنا خاتم النبيين ) ، ويقول (لا نبي بعدي) ، ويقول الله عنه في قرآنه (ولكن رسول الله وخاتم النبيين).. ؛ فهل أخبر المسيح عليه السلام عن نفسه أنه قد ختم النبوة ؟!
    دعونا نقرأ ما جاء في إنجيل متى الإصحاح7-15:
    (احترزوا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم، هل يجنى من الشوك عنب أو من العليق تين؟ هكذا كل شجرة جيدة تثمر ثمرا جيدا،أما الشجرة الرديئة فإنها تثمر ثمرا رديئا ، لا يمكن أن تثمر الشجرة الجيدة ثمرا رديئا ، ولا الثمرة الرديئة ثمرا جيدا، وكل شجرة لا تثمر ثمرا جيدا تقطع وتطرح في النار،إذن من ثمارهم تعرفونهم).
    والمسيح عليه السلام بهذه الكلمات الرائعة يبين لتلاميذه كيف يفرق بين النبي الصادق والنبي الكاذب، ومجرد وضع ذلك المقياس بين النبي الصادق والنبي الكاذب يعتبر دليلا على إمكانية بعث نبي آخر بعد المسيح عليه السلام، ولو كان المسيح هو آخر الأنبياء لكفاه أن يقول:( أنا آخر الأنبياء فلا تتبعوا أحدا يأتي بعدى ).
    وإني لأهيب بجميع أهل الكتاب أن ينظروا إلى الثمرة التي أخرجها محمد-صلى الله عليه وسلم-:
    لقد أخرج أجيالا تعبد الله وتوحده، وتسبح بحمده، وتحترم وصاياه، وتؤمن بكتبه، وتوقر جميع أنبيائه وتعلى من قدرهم.
    أخرج محمد أجيالا تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتحل الحلال، وتحرم الحرام، وتنهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن..
    فها هم المسلمون ألف مليون من البشر؛ هم أقل أهل الأرض ارتكابا للزنى الذي قبحه الله ومحمد والمسيح، وأقل أهلها شربا للخمر الذي نهى عنه الله ومحمد والمسيح، وأكثر أهل الأرض إتباعا لوصايا الله ومحمد والمسيح!!
    وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد، ولا يستغربه إلا حاقد…
    وذاك هو حالهم في وقت ضعفهم وذلتهم، فما بالكم بهم في عهد عزهم وقوتهم؟!!
    تلك هي الثمرة…فهل عرفتموها ؟!
    ولو عرفتموها…فهل صدقتم مخرجها؟!!
    ولو صدقتموه…فهل أطعتم المسيح واتبعتموه؟!!!!!
    الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع
    قيدار هو الجد الأكبر لقبائل مكة، وهو من أبناء إسماعيل عليه السلام كما تخبرنا المصادر التاريخية، وكما يخبرنا أيضا الكتاب المقدس في سفر التكوين الإصحاح 25 الفقرة 13:
    (وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم: نبايوت بكر إسماعيل وقيدار وأدبائيل ومبسام……).
    وقيدار بن إسماعيل ينسب له العرب المستعربة، والتي تسمى أيضا بالعرب العدنانية نسبة إلى عدنان الذي انحدر من صلب قيدار بن إسماعيل عليه السلام.
    والديار التي سكنها قيدار هي الديار التي سكنها إسماعيل، وهي الديار التي سكنها النبي – صلى الله عليه وسلم-، وهى مكة المكرمة..
    ورد في كتاب قلب جزيرة العرب:(ولى إسماعيل عليه السلام زعامة مكة وولاية البيت طوال حياته، ثم ولى اثنان من أبنائه: نابت ثم قيدار، ويقال العكس).
    وورد في كتاب الرحيق المختوم في حديثه عن نسب النبي-صلى الله عليه وسلم- وقبائل مكة إلى قيدار بن إسماعيل: (وقد رزق الله إسماعيل اثني عشر ولدا ذكرا وهم: نابت أو بنايوط وقيدار وأدبائيل ومبشام ومشماع ودوما وميشا وحدد ويتما ويطور ونفيس وقيدمان، وتشعبت من هؤلاء اثنتا عشرة قبيلة، وانتشرت هذه القبائل فى أرجاء الجزيرة بل وإلى خارجها، ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان إلا أولاد نابت وقيدار.
    وقد ازدهرت حضارة الأنباط –أبناء نابت- في شمال الحجاز وكونوا حكومة قوية ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم، وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد .
    وقد تفرقت بطون معد من ولده نزار إلى أربعة قبائل عظيمة: إياد وأنمار وربيعة ومضر، وهذان الأخيران هما اللذين كثرت بطونهما فكان من ربيعة: أسد بن ربيعة وعنزة وعبد القيس وابنا وائل-بكر- وتغلب وحنيفة وغيرها
    وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين: قيس بن عيلان بن مضر وبطون إلياس بن مضر. فمن قيس عيلان: بنو سليم وبنو هوازن وبنو غطفان، ومن إلياس بن مضر: تميم بن مرة وهذيل بن مدركة وبنو أسد بن خزيمة وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة:قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
    وانقسمت قريش إلى قبائل شتى من أشهرها بطون قصي بن كلاب وهى عبد الدار بن قصي وأسد بن عبد العزى بن قصي وعبد مناف بن قصي.
    وكان من عبد مناف أربع فصائل:عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى الله منه سيدنا محمد بن عبد الله بن هاشم صلى الله عليه وسلم).
    هذا هو قيدار بن إسماعيل الذي انحدرت منه القبائل التي سكنت مكة، ولا تزال تسكنها حتى الآن، ولكن ما هي سالع؟
    سالع هي جبل سلع بالمدينة المنورة، وهو جبل يقع غرب المسجد النبوي علي بعد 500 متر تقريبا من سوره الغربي، يبلغ عرضه ما بين 300 إلي 800 مترا، وارتفاعه 80 مترا، ولهذا الجبل أهمية تاريخية فلقد وقعت علي سفوحه أو بالقرب منه عدة أحداث هامة أهمها غزوة الخندق التي تجمع فيها المشركون في جهته الغربية وكان يفصل بينه وبينهم الخندق، وكان سفح جبل سلع مقر قيادة المسلمين إذ ضربت خيمة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-ورابط عدد من الصحابة في مواقع مختلفة منه، عند قاعدة الجبل سكنت منذ العهد النبوي قبائل عدة، وفي العهد العثماني أقيمت علي قمته عدة أبنية عسكرية ما زالت أثارها باقية حتى الآن، وفي عصرنا الحالي أحاط العمران بالجبل من كل ناحية وصار جزءا من حدود المنطقة المركزية للمدينة المنورة.(6)
    ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن الديار التي سكنها قيدار وعن سالع ؟
    ورد في سفر أشعياء الإصحاح 42 الفقرة من 1 إلى 17
    42: 1 هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.
    42: 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.
    42: 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفيء إلى الأمان يخرج الحق.
    42:4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته.
    42 : 5 هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين عليها روحا .
    42: 6 أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم.
    42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
    42: 8 أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات.
    42: 9 هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها.
    42: 10 غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر(جمع جزيرة) وسكانها.
    42: 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا.
    42: 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.
    42: 13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
    42: 14 قد صمت منذ الدهر((في النسخة الإنجليزية: أمسكت (سلامي) منذ زمن طويل، ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أنها مكتوبة في النسخة العبرية (شيلاميم)، ومن المعلوم أن حروف كلمة شيلاميم أو شالوم بالعبرية هي نفس الحروف التي تشتق منها كلمة الإسلام )) سكت تجلدت كالوالدة أصيح انفخ وانخر معا.
    42: 15 أخرب الجبال و الآكام و أجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وأنشف الآجام.
    42: 16 وأسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم.
    42: 17 قد ارتدوا إلى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا.
    من هو عبد الله ومختاره الذي يتحدث عنه النص السابق ؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 05:23 ص.
    للتواصل عبر البريد الكترونى e_mail : [email protected]
    راية الاسلام ما زالت خفاقة ونحن ورائكم بالمرصاد

    تعليق

    • د . عمر الشهاوى
      أستاذ الحديث بكلية
      أصول الدين الأزهر الشريف

      • 8 أبر, 2008
      • 51
      • مسلم

      #3
      النص السابق لا يمكن أن ينطبق إلا على النبي –صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد الله ومختاره الذي أخرج الحق للأمم وانتظرت الجزر شريعته، ولم يكل ولم ينكسر حتى وضع الحق في الأرض وأرشد الناس إلى جميع الحق، فهو صاحب الشريعة الكاملة التي أتمها الله في عهده، ولم يقبضه إلا بعد اكتمالها( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض )، ولذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). والنبي-صلى الله عليه وسلم-هو الذي أخرج الحق لكل الأمم فهو صاحب الرسالة العالمية لجميع أهل الأرض، ولذلك يقول الله تعالى للنبي في قرآنه (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)…ويقول أيضا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)..
      وهو الذي عصمه الله من المشركين حتى بلغ رسالته، وأدى أمانته (فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم).. ولذلك يقول الله في قرآنه مخاطبا نبيه (والله يعصمك من الناس)..
      والنبي-صلى الله عليه وسلم- هو الذي أخرج الناس من ظلمة الشرك وعبادة الأصنام والمنحوتات إلي عبادة الله الواحد (أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات).
      والنص السابق لا ينطبق على المسيح عليه السلام الذي لم يدع أنه قد أخرج كل الحق للأمم؛ بل قال قبل رحيله ( إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم لكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق )كما ورد في إنجيل يوحنا..
      كما أن المسيح أخبرنا أنه لم يأت إلا لهداية بني إسرائيل كما جاء في إنجيل متى( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة)..
      وكلمة (وضعت روحي عليه) تعنى النصرة والتأييد من الله ، وهى عامة لجميع الأنبياء ، ولا يختص بها المسيح من دونهم ، ومثال ذلك ما جاء في الكتاب المقدس (وكان روح الله على عزريا بن عوديد)، وأيضا ما جاء في الكتاب المقدس في سفر العدد(يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا وضع الله روحه عليهم).
      ومن المعلوم أيضا أن دعوة المسيح لم تظهر في الديار التي سكنها قيدار وهي مكة !! ولا رفعت بها الصحراء صوتها!!… كم أنها قد ظهرت في بني إسرائيل، وهي أمة كتابية ليست من عبدة الأصنام مثل أهل مكة الذين بعث فيهم النبي-صلى الله عليه وسلم-.. بل إن المسيح قد بعث في بني إسرائيل في وقت كانوا قد تخلصوا فيه من الوثنية وعبادة الأصنام تماما..
      ولو افترضنا أن النص يتحدث عن المسيح عليه السلام؛ فهو بذلك يثبت أن المسيح عليه السلام هو عبد لله، وليس ابنا له أو شريكا معه في الألوهية(هو ذا عبدي الذي أعضده).
      والمفاجأة التي وجدناها في النص عند قراءته في النسخة الإنجليزية ( وما أكثر المفاجآت عند مقارنة النسخة العربية بالنسخة الإنجليزية ! ) هو أن كلمة ( الأمم ) الواردة في النص ليست ترجمة لكلمة(nations) كما هو متوقع ، ولكن الكلمة الواردة في النسخة الإنجليزية هي(gentiles)، وتترجم بالعربية إلى الأمميين .. ويقول قاموس الكتاب المقدس عن هذا اللفظ أن اليهود يستخدمونه على الأمم الأخرى من غيرهم، فهم يعتبرون أنفسهم حملة الرسالات وشعب الله المختار، ويقول أيضا أن اليهود يستخدمونه كمصطلح لاحتقار الأمم الأخرى من غير اليهود باعتبارها أمم وثنية.. وبالطبع يرفض النصارى هذا التقسيم باعتبارهم أيضا من أهل الكتاب، وهذا هو الحق عند المسلمين وهو أن هذا اللفظ كان يستخدم لوصف الأمم من غير أهل الكتاب قبل ظهور الإسلام كما يخبرنا القرآن الكريم:
      (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا). آل عمران 20..(ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) آل عمران: 75..وهم الذين بعث فيهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الجمعة 2..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراةوالإنجيل)...الأعراف 157.. (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الأعراف 158..والصفات السابقة هي تقريبا نفس الصفات التي وردت في النص الذي رواه الإمام البخاري في صحيحة عن عطاء بن ياسر أنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ).
      ما هي التسبيحة الجديدة التي من أقصى الأرض ؟
      إنها إعلان برسالة جديدة، وكلمة من أقصى الأرض تشير إلى المشرق الأقصى، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب، وأقصى جزيرة العرب القدس، لذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).
      ما هي البرية ومدنها، وما هي الديار التي سكنها قيدار ومن هم سكان سالع؟
      البرية هي الصحراء، والديار التي سكنها قيدار هي مكة، وسكان سالع هم سكان جبل سلع بالمدينة المنورة(لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال).
      من هم العمي الذين ساروا في طريق لم يعرفوها، وكان الله معهم ولم يتركهم ؟
      إنهم المؤمنون بالدين الجديد، ومتبعي الرسالة، الذين أبصروا في نور الإسلام، بعد أن كانوا عميا في الجاهلية التي زاغوا فيها عن التوحيد، وارتدوا فيها إلى الوراء، وعبدوا المنحوتات، وقالوا للمسبوكات أنتن آلهتنا..
      وكيف ترفع البرية صوتها، وتخبر بالتسبيح في الجزائر ؟
      إنما يكون ذلك برفع الآذان، والنداء (الله اكبر الله اكبر) يسمعها سكان الصحراء وما حولها…
      ما المقصود بقوله الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ؟
      إنها عشرات الحروب التي تم خوضها لإخراج الناس من الكفر إلى الإسلام، وليس أدل على ذلك من أن صاحب الرسالة قد وصل عدد الغزوات التي خرج إليها بنفسه-صلى الله عليه وسلم- كان سبعا وعشرين غزوة في سبع سنوات فقط من أجل نشر التوحيد وإعلاء الحق في الأرض.
      وماذا يكون شيلاميم الذي أمسكه الله منذ زمن طويل ؟
      إنه دين التوحيد –الإسلام- الذي بعث الله به جميع الأنبياء إلى البشر، فزاغوا عنه، وأشركوا مع الله آلهة أخرى؛ فكان لابد من بعثه ونشره مرة أخرى بعد ضلال الناس عنه، وانقطاعه من على الأرض زمنا طويلا !!.. وحمل الكلمة على ( الإسلام ) هو الأظهر للنص، والأوضح للمعنى، ولا يستقيم السياق إلا به؛ فالله يقول: أمسكت الإسلام منذ زمن طويل وغاب التوحيد عن الأرض، لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام من أجل إظهاره مرة أخرى، وأما حملها على (السلام) فإنه يكون مناقضا للمعنى، ومخالفا للنص؛ فكيف يقول الله إذن أمسكت السلام منذ زمن طويل لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام ؟!!
      من كانت عنده إجابة لهذه الأسئلة غير تلك الإجابات فليأت بها؛ مثل أن يكون هناك نبي قد أخرج الحق للأمم وانتظرت الجزر شريعته وحفظه الله وعصمه من الناس حتى وضع الحق في الأرض وقضى على عبادة الأصنام والمنحوتات وجعله الله نورا للأمميين وخرجت دعوته من الصحراء، في الديار التي سكنها قيدار وهي مكة، ورفعت بها الصحراء صوتها، وهتف بها من الجبال سكان سالع بالمدينة، بعد أن عبدوا الأصنام والمنحوتات، واشتهر بكثرة حروبه وغزواته – غير محمد صلى الله عليه وسلم !!!!!!!!!!(7)
      الخروج من مكة إلى المدينة
      النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- أوحي إليه في بلاد العرب، ودعا قومه إلى عبادة الله الواحد، منهم من اتبعه وقبل دينه واقتنع بدعوته، ولكن رفضها الكثير من صناديد الكفر من قريش ومن قبائل مكة ( وهم أبناء قيدار بن إسماعيل كما بينا قبل ذلك).
      ولقد لاقى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-وأصحابه الكرام من المشركين من ألوان الإيذاء ما دعاهم إلى الفرار بالدعوة إلى مكان آخر حتى لا تموت في مهدها.
      وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- سرا فارا من أمام سيوف المشركين التي توشك أن تجهز عليه، ومن أمام رماحهم التي تكاد أن تفتك به، وهاجر معه أصحابه الذين تعرضوا لأشد أنواع التنكيل والعذاب من المشركين؛ وما منعهم ذلك من الثبات على دينهم الحق الذي آمنوا به، ولم يردهم عن عبادتهم لله الواحد الذي عبدوه..
      وبعد الهجرة إلى المدينة بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في توطيد دولة الإسلام، وبعد سنة حدثت أول معركة كبرى في الإسلام وهي غزوة بدر، وانهزم فيها أعداء الله من المشركين شر هزيمة رغم ما يمتلكونه من العدد الكبير والعتاد العظيم، وبرغم ما كان عليه جيش المسلمين من قلة في العدد والعدة، وكانت هذه الموقعة إيذانا بإعلان قوة الإسلام وعظمة دولته، بينما كانت إعلانا بسقوط دولة الكفر وتضاؤل قوته؛ حيث قتل عدد كبير من مشركي مكة أبناء قيدار وفني مجدهم وانكسر عزهم.
      ولكن هل وردت نبؤة في الكتاب المقدس تتنبأ بنزول وحي في بلاد العرب، وتخبر بما حدث للنبي وأصحابه من أمر الهجرة بسبب إيذاء المشركين، وتبين ما حل بأبناء قيدار من المشركين بعد ذلك من ذل وهوان ؟
      لقد ورد في سفر أشعياء الإصحاح 21 الفقرة: 13،14،15،16،17:
      21: 13 وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين(ددان أحد أحفاد إبراهيم عليه السلام من زوجته قطورة كما يخبرنا سفر التكوين25: 1-3، وتقول الموسوعة اليهودية أن نصوص الكتاب المقدس توحي أحيانا أن ددان تقع شمال الجزيرة العربية وتوحي أحيانا أخرى أنها تقع جنوبها).
      21: 14 هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه.
      21: 15 فإنهم من أمام السيوف قد هربوا من أمام السيف المسلول و من أمام القوس المشدودة و من أمام شدة الحرب.
      21: 16 فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار.
      21: 17 و بقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم.
      والنبؤة السابقة أوحي بها إلى أشعياء أحد أنبياء بنى إسرائيل(لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم).
      ولاشك أن النص السابق لا يتحدث عن أحد سوى النبي –صلى الله عليه وسلم- وما حدث له وأصحابه الكرام.
      فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن؟!
      وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد –صلى الله عليه وسلم-؟!
      وتيماء أرض في الحجاز كان يعيش فيها اليهود ثم انتقل أغلبهم إلى المدينة، ومازالت تيماء موجودة إلى الآن تحمل اسم إحدى محافظات المملكة العربية السعودية وتيماء هي الأرض التي شهدت أول قدوم لليهود في الجزيرة العربية ثم انتقل معظم هؤلاء اليهود إلى المدينة، فأصل يهود المدينة هم من أهل تيماء المخاطبين في النص..
      وتخبرنا كتب السيرة أن ما بقى من اليهود في تيماء قد عرضوا الصلح على الرسول، وسلموا من أنفسهم، وذلك بعد سقوط يهود خيبر…(8)
      ونعود لنسأل ونكرر الأسئلة:
      هل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟!
      وهل هاجر صاحب الوحي وأصحابه هاربين من أمام السيوف والرماح غير محمد –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في بلاد العرب؟!
      وهل هناك تيماء أخرى في بلاد العرب أو في غيرها غير الموجودة إلى الآن في المملكة العربية السعودية ؟!
      وهل تمت هزيمة بني قيدار وهم أهل مكة على يد أحد من الأنبياء غير محمد صلى الله عليه وسلم-؟!!
      إن هذه النبوءة لهي برهان ساطع، ودليل قاطع، وسيف بتار، على رقاب كل من كذب بمحمد –صلى الله عليه وسلم –من أهل الكتاب.. بل لهى سيف بتار على رقاب منكري الأديان وعبدة الطبيعة ودعاة الكفر والإلحاد جميعا؛ فمحمد بن عبد الله الذي أوحي إليه في بلاد العرب في القرن السادس الميلادي مكتوب في سفر أشعياء أحد أنبياء بني إسرائيل الذي عاش في النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد، فمن أبلغ أشعياء بهذه النبؤة غير الله الواحد الأحد ؟!! ، ومن هذا النبي الذي تنبأ به غير نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ؟!!
      كتب التراث والبشارات

      كان ما سبق بيانا لبعض نصوص الكتاب المقدس التي تتحدث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وعن الإسلام بصفته خاتم الرسالات وجامع الوحي الإلهي، ولقد اخترت النصوص السابقة من بين عشرات النصوص التي لا تزال موجودة إلى الآن في الكتاب المقدس لم يطرأ عليها تحريف ولا تغيير، فهناك نصوص أخري كثيرة تتحدث عن النبي –صلي الله عليه وسلم- ولكن لم أثبتها في هذا العمل؛ لأن تلك النصوص ربما يحملها البعض على رسل آخرين غير محمد –صلى الله عليه وسلم- رغم أنها تنطبق على النبي –صلي الله عليه وسلم-؛ فمثلا ورد في سفر المزامير الإصحاح 45 الفقرة من 2إلى7:
      45: 2 أنت ابرع جمالا من بني البشر انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الأبد.
      45: 3 تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك و بهاءك.
      45: 4 بجلالك اقتحم اركب من اجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف.
      45: 5 نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون.
      45: 6 كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك.
      45: 7 أحببت البر وأبغضت الإثم من اجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك.
      وهذه الكلمات تنطبق على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فهو أبرع جمالا من بني البشر، وهو قد باركه الله إلى الأبد، وهو النبي الذي تقلد سيفه وحارب المشركين وأعداء الله وسقطت تحت رسالته الشعوب كفارس والروم وغيرهم..وهو الذي فضله الله علي رفقائه من الأنبياء فهو خاتم النبيين وخير المرسلين، وكلمة مسحك الله لا يختص بها عيسى عليه السلام؛ بل هي عامة لكل الأنبياء، ووصف بها أيضا في الكتاب المقدس الصالحين والمؤمنين.. ( لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا إلى أنبيائي ) المزامير 105: 15.. ( والصانع رحمة لمسيحه داوود ) المزامير 18: 50.. ( يقول الرب لمسيحه كورش ) أشعياء 1 : 45 ..
      وللأسف فإن النص السابق قد حمله النصارى على المسيح عليه السلام، والمسيح كما تعلمون لم يحمل سيفا على فخذه، ولم يكن له نبلا مسنونة، ولم يركب من أجل الحق والبر، وإنما كانت دعوته دعوة سلمية وروحية فقط؛ ولكن كان ذلك لمحمد-صلى الله عليه وسلم-، كما أن لفظ الجبار لا يمكن أن ينطبق أبدا على المسيح عليه السلام، بل ينطبق على النبي –صلى الله عليه وسلم – الذي خاض عشرات الحروب لإظهار الدين وإعلاء الحق في الأرض.
      ولكن كيف فسر النصارى السيف والرمح وألصقوا النبؤة بالمسيح ؟
      لقد فسروا النبؤة بأنها على سبيل المجاز وإطلاق الحسي على المعنوي !! ، وربما كان ذلك مقبولا لو كان النص يقول: تقلد سيف الحق مثلا!! ، أو اقذف بسهام الإيمان!! ، ولكن ما يبينه النص من حمل السيف على الفخذ ، ووصف النبي بالجبار ، ووصف النبل بالمسنونة - يجعل هذا التأويل ضربا من ضروب السخافات،و نوعا من أنواع التحايل المفضوح !!
      وهناك الكثير من النصوص تحتوي علي مثل ما أشتمل النص السابق عليه، ولكني آثرت عدم ذكرها لأنها لا تحدد اسما ولا مكانا للدعوة كالنصوص السابقة القاطعة بأنها تتحدث عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
      وفي هذا الفصل نحن بصدد الإشارة إلى بعض البشارات التي تتحدث عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- ذكرها علماء الإسلام من السلف ووردت في كتبهم، ولكنها ليست موجودة كما هي إلى الآن في نسخ الكتاب المقدس، وإن كان أغلبها له نصوص مشابهة موجودة للآن ولكن لا تتطابق معها حرفيا، وأحببت أن أذكرها لأن الذين أوردوها من العلماء المسلمين الأثبات هم أهل للثقة، وليسوا موضعا للشبهة أو محلا للطعن في أمانتهم العلمية..
      الجواب الصحيح
      يقول ابن تيميه رحمه الله في كتابه الجواب الصحيح:
      قالوا وقال أشعياء النبي عليه السلام متنبيا على مكة شرفها الله ارفعي إلى ما حولك بصرك فستبتهجين وتفرحين من أجل أن يصير إليك ذخائر البحر وتحج إليك عساكر الأمم حتى يعم بك قطر الإبل الموبلة وتضيق أرضك عن القطرات التي تجتمع إليك وتساق إليك كباش مدين ويأتيك أهل سبأ ويسير إليك أغنام فاران ويخدمك رجال مأرب يريد سدنة الكعبة وهم أولاد مأرب بن إسماعيل قالوا فهذه الصفات كلها حصلت بمكة فحملت إليها ذخائر البحرين وحج إليها عساكر الأمم وسيقت إليها أغنام فاران الهدايا والأضاحي وفاران هي البرية الواسعة التي فيها مكة وضاقت الأرض عن قطرات الإبل الموبلة الحاملة للناس وأزوادهم إليها وأتاها أهل سبأ وهم أهل اليمن.
      قالوا وقال أشعياء النبي والمراد مكة شرفها الله تعالى سيري واهتزي أيتها العاقر التي لم تلد وانطقي بالتسبيح وافرحي إذ لم تحبلي فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي يعني بأهله بيت المقدس ويعني بالعاقر مكة شرفها الله لأنها لم تلد قبل نبينا عليه الصلاة والسلام ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس لأنه بيت للأنبياء ومعدن الوحي..
      والنص السابق له نص مشابه إلى الآن في سفر أشعياء54:1، 2، 3:
      (ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لأن بنى المستوحشة أكثر من بنى ذات البعل قال الرب، أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك لا تمسكي أطيلي أطنابك وشددي أوتارك، لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربة).
      والمقصود بالمستوحشة هي السيدة هاجر، وذات البعل هي السيدة سارة التي ألجأت سيدنا إبراهيم إلى نفى هاجر مع ولدها-إسماعيل-، وكان ذلك بدافع الغيرة حيث لم تكن سارة قد أنجبت إسحاق حينئذ، فقدم بهما إلى الحجاز، وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم.(9)
      ولقد شرق أهل الكتاب وغربوا وقالوا أن هذه النبؤة لها معنى روحي ومعنى حسي لكي يحملوا النص حملا على القدس، ولكنهم لم يخبرونا بعد كل ذلك كيف يطلق الله لفظ العاقر التي لم تلد ولم تمخض على القدس ولادة الأنبياء!!
      والنص الأول أيضا له نص مشابه موجود إلى الآن في سفر أشعياء الإصحاح 59 - 63، وبالرغم من بعض الألفاظ الواضح إقحامها على النص إقحاما ؛ فإنه ما زال يشتمل على بعض الصفات التي لا يمكن حملها إلا على مكة .. والنص يبدأ بإيضاح أن الظلم قد انتشر في الأرض، وأن الخراب قد عم ربوعها، ولم يبق بها إلا الشر والفساد، وأن الله قد غضب على الناس وعلى بني إسرائيل الذين حادوا عن الحق، واتكلوا على الباطل والإثم، وكذبوا على الله.. ولذلك كان لابد من ظهور شمس أخرى، وبزوغ فجر جديد لإعلاء الحق في الأرض.. وفي وسط ذلك الجو العام من السخط الإلهي والغضب على شعب إسرائيل وعلى ما صار إليه حال الأمم نجد إقحاما غريبا يفيد بأن الله راض عليهم وعلى نسلهم من بعدهم للأبد..هكذا بدون مقدمات!!،ثم يبدأ النص في الحديث عن الأرض التي سيأتي نورها ويشرق عليها مجد الله بينما الظلام الدامس يغطي باقي الأرض.. ويستفيض النص بما لا يدع مجالا للشك أن الكلام عن مكة، وفجأة أيضا بدون مقدمات تجد إقحاما غريبا للفظ ابنة صهيون أو أورشليم!!.. والنص كله يظهر بوضوح أنه يتحدث عن الأرض الجديدة التي ستصبح معقلا للإيمان والصلاح على الأرض بعد خرابها وما حل عليها من ظلم وفساد وبعد عن طريق الله، وعن الشعب الذي سيرث الأرض، وعن نبي آخر الزمان الذي سيرسله الله ليصلح الأرض بعد فسادها وليبشر المساكين ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولكي ينتقم به الله من أعدائه ويكون وسيلته للتعبير عن سخطه وغضبه على الأمم التي اتبعت الباطل والإثم وزاغت عن طريق الحق..
      59:1 ها ان يد الرب لم تقصر عن أن تخلص و لم تثقل أذنه عن أن تسمع
      59: 2 بل آثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع
      59: 3 لأن أيديكم قد تنجست بالدم و أصابعكم بالإثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر
      59: 4 ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا إثما
      59: 5 فقسوا بيض أفعى و نسجوا خيوط العنكبوت الأكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج أفعى
      59: 6 خيوطهم لا تصير ثوبا و لا يكتسون بأعمالهم أعمالهم أعمال إثم و فعل الظلم في أيديهم
      59: 7 أرجلهم إلى الشر تجري و تسرع إلى سفك الدم الزكي أفكارهم أفكار إثم في طرقهم اغتصاب وسحق
      59: 8 طريق السلام لم يعرفوه و ليس في مسالكهم عدل جعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما
      59: 9 من اجل ذلك ابتعد الحق عنا و لم يدركنا العدل ننتظر نورا فإذا ظلام ضياء فنسير في ظلام دامس
      59: 10 نتلمس الحائط كعمي و كالذي بلا أعين نتجسس قد عثرنا في الظهر كما في العتمة في الضباب كموتى
      59: 11نزار كلنا كدبة و كحمام هدرا نهدر ننتظر عدلا و ليس هو وخلاصا فيبتعد عنا
      59: 12 لان معاصينا كثرت إمامك و خطايانا تشهد علينا لان معاصينا معنا وآثامنا نعرفها
      59: 13 تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا و لهجنا من القلب بكلام الكذب
      59: 14 وقد ارتد الحق إلى الوراء و العدل يقف بعيدا لان الصدق سقط في الشارع والاستقامة لا تستطيع الدخول
      59: 15 وصار الصدق معدوما والحائد عن الشر يسلب فرأى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل
      59: 16 فرأى انه ليس إنسان و تحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه و بره هو عضده
      59: 17 فلبس البر كدرع و خوذة الخلاص على رأسه و لبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء
      59: 18 حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا وأعداءه عقابا جزاء يجازي الجزائر
      59: 19 فيخافون من المغرب اسم الرب و من مشرق الشمس مجده عندما يأتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه
      59: 20 و يأتي الفادي إلى صهيون و إلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب(!!!)
      59: 21 أما أنا فهذا عهدي معهم قال الرب روحي الذي عليك و كلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك و لا من فم نسلك و لا من فم نسل نسلك قال الرب من الآن و إلى الأبد
      60: 1 قومي استنيري لأنه قد جاء نورك و مجد الرب أشرق عليك
      60: 2 لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض و الظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى
      60: 3 فتسير الأمم في نورك و الملوك في ضياء إشراقك
      60: 4 ارفعي عينيك حواليك و انظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك يأتي بنوك من بعيد و تحمل بناتك على الأيدي
      60: 5 حينئذ تنظرين و تنيرين و يخفق قلبك و يتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر و يأتي إليك غنى الأمم
      60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب
      60: 7 كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي و أزين بيت جمالي
      60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها
      60: 9 إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد و فضتهم و ذهبهم معهم لاسم الرب إلهك
      60: 10 وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك
      60: 11 و تنفتح أبوابك دائما نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم
      60: 12 لان الأمة و المملكة التي لا تخدمك تبيد و خرابا تخرب الأمم
      60: 13 مجد لبنان إليك يأتي السرو والسنديان و الشربين معا لزينة مكان مقدسي و امجد موضع رجلي
      60: 14 و بنو الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين و كل الذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك و يدعونك مدينة الرب صهيون قدوس إسرائيل(!!!)
      60: 15 عوضا عن كونك مهجورة ومبغضة بلا عابر بك أجعلك فخرا أبديا فرح دور فدور
      60: 16 و ترضعين لبن الأمم و ترضعين ثدي ملوك و تعرفين إني أنا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب(!!!)
      60: 17 عوضا عن النحاس آتي بالذهب و عوضا عن الحديد اتي بالفضة و عوضا عن الخشب بالنحاس و عوضا عن الحجارة بالحديد و اجعل وكلاءك سلاما وولاتك برا
      60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك و لا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا
      60: 19 لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا أبديا وإلهك زينتك
      60: 20 لا تغيب بعد شمسك و قمرك لا ينقص لان الرب يكون لك نورا أبديا و تكمل أيام وحك
      60: 21 و شعبك كلهم إبرار إلى الأبد يرثون الأرض غصن غرسي عمل يدي سأتمجد
      60: 22 الصغير يصير ألفا والحقير امة قوية أنا الرب في وقته أسرع به
      61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالإطلاق
      61: 2 لأنادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين
      61: 3 لأجعل لنائحين صهيون لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد و دهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد
      61: 4 و يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الأول ويجددون المدن الخربة موحشات دور فدور
      61: 5 و يقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم
      61: 6 أما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون
      61: 7 عوضا عن خزيكم ضعفان و عوضا عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم
      61: 8 لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم و اجعل أجرتهم أمينة و اقطع لهم عهدا أبديا
      61: 9 و يعرف بين الأمم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم أنهم نسل باركه الرب
      61: 10 فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها
      61: 11 لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما إن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا و تسبيحا إمام كل الأمم
      62: 1 من اجل صهيون لا اسكت و من اجل أورشليم لا أهدا (!!!)حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد
      62: 2 فترى الأمم برك و كل الملوك مجدك و تسمين باسم جديد يعينه فم الرب 62: 3 وتكونين إكليل جمال بيد الرب و تاجا ملكيا بكف إلهك
      62: 4 لا يقال بعد لك مهجورة و لا يقال بعد لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة وأرضك تدعى بعولة لان الرب يسر بك وأرضك تصير ذات بعل
      62: 5 لأنه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك
      62: 6 على أسوارك يا أورشليم(!!!)أقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام يا ذاكري الرب لا تسكتوا
      62: 7 ولا تدعوه يسكت حتى يثبت و يجعل أورشليم تسبيحة في الأرض
      62: 8 حلف الرب بيمينه و بذراع عزته قائلا أني لا ادفع بعد قمحك مأكلا لأعدائك ولا يشرب بنو الغرباء خمرك التي تعبت فيها
      62: 9 بل يأكله الذين جنوه و يسبحون الرب و يشربه جامعوه في ديار قدسي
      62: 10 اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب
      62: 11 هوذا الرب قد اخبر إلى أقصى الأرض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك ات ها أجرته معه و جزاؤه إمامه
      62: 12و يسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب وأنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة
      63: 1 من ذا الآتي من أدوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص..
      (في النسخة الإنجليزية:هذا البهي بملابسه الذي يسافر في عظمة قوته، أما بصرة بضم الباء فلا يعرف أحد أين تقع الآن، فقد عجز قاموس الكتاب المقدس عن ذكر موقعها بالتحديد وقال:ربما تكون أرض قريبة من البحر الميت والتي تسمى بالبتراء، وقالت الموسوعة اليهودية:معناها أرض الأغنام لكن موقعها غير معروف تحديدا وقالت: أننا(تعني اليهود) مازلنا في انتظار هذا الآتي من إدوم مخلص اليهود المنتظر!!)
      63 : 2 ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة
      63 : 3 قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي
      63: 4 لان يوم النقمة في قلبي وسنة مفديي قد اتت
      63: 5 فنظرت ولم يكن معين و تحيرت اذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي و غيظي عضدني
      63: 6 فدست شعوبا بغضبي واسكرتهم بغيظي و أجريت على الأرض عصيرهم
      والنص كله كما ترون يتكلم عن مدينة الله الجديدة، وعن نبي آخر الزمان الذي سيبعثه الله ليرث الأرض هو وأمته ويقيم الحق فيها بعد انتشار الظلم والفساد.. ويخرج الناس من الظلمات إلى النور.. وينتقم به الله من أعدائه

      والنص يستفيض في شرح الأحوال والظروف التي كانت تسود الأرض والتي سبقت بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ( آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم.. أيديكم تنجست بالدم..حبلوا بتعب وولدوا إثما..فقسوا بيض أفعى..أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم..ليس من يدعو بالعدل ويحاكم بالحق..أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي..طريق السلام لم يعرفوه..تعدينا وكذبنا على الرب..ارتد الحق إلى الوراء.. وصار الصدق معدوما..معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا..ننتظر نورا فإذا ظلام ضياء فإذا ظلام دامس.. فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع… ) وتلك الأحوال والظروف لم تجتمع كلها معا ، ولم تكن بهذا السوء إلا قبل بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بعد فترة من انقطاع الرسل على الأرض ، وهذه الظروف لم تكن هكذا قبل بعثة المسيح عليه السلام ، كما أن قوله (فرأى أنه ليس إنسان) متوافق مع حال البشرية قبل بعثة الرسول-صلى الله عليه وسلم- ، ولا يتوافق مع حالها قبل بعثة المسيح ؛ فالأرض لم تكن تخلو من الصالحين والمؤمنين الذين يدعون إلى الخير ، بل إن المسيح قد بعث في وجود يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) عليهما السلام.
      وفي النص إشارة واضحة لما قام به علماء بني إسرائيل من تحريف الكتاب والكذب على الله 59: 13(تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب)..
      وفي النص إشارة إلى النور الذي سيشرق على الأمميين في هذه الأرض 60: 3 ( فتسير الأمم في نورك ) والأمم هنا أيضا ليست ترجمة لكلمة nationsكما هو متوقع ولكن ترجمة لكلمة gentiles وتترجم بالعربية إلى الأمميين وهم الأمم من غير أهل الكتاب…
      ونجد في النص إشارة واضحة إلى قوافل الإبل التي كانت تأتي من جنوب الجزيرة العربية والمشار إليها بمملكة سبأ 60: 6 ( تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا ) وهذه النبؤة لم تتحقق للقدس ، بل تحققت لمكة ، ولابد لهذه النبؤة أن تكون قد حدثت بالفعل في الماضي ؛ فقد انتهى عصر الإبل وعصر القوافل..
      وكذلك نجد في نص أشعياء السابق إشارة واضحة إلى نحر الذبائح (كل غنم قيدار تجبي إليك،كباش نبايوت تخدمك ، تصعد مقبولة على مذبحي).
      وذلك يؤكد أن الكلام عن مكة وليس بيت المقدس؛ لأن القدس ليس لها علاقة بغنم قيدار بن إسماعيل الذي تنسب إليه قبائل مكة، والذي يخبرنا الكتاب المقدس أنه قد سكن في بلاد العرب ( وحي من جهة بلاد العرب…يفنى كل مجد قيدار ).. كما أنه لا يخفى على أحد أن نحر الذبائح هو أحد مناسك الحج في الإسلام.
      وفي النص السابق نجد إشارة واضحة إلى الطرق التي يسلكها الحجاج لأداء فريضة الحج:
      60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتى من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب.
      60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها.
      60: 9 إن الجزائر تنتظرني و سفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد و فضتهم و ذهبهم معهم لاسم الرب إلهك.
      فالأولى تتحدث عن الجمال، والثانية يتعجب المتحدث من هؤلاء الطائرين كسحاب أو حمام ولا يعرف ما هم وهو إشارة واضحة إلى الطائرات، والثالثة تشير إلى السفن.. و(ترشيش) لم يحدد قاموس الكتاب المقدس ما المقصود بها فقال أن هذا الاسم كان مشهورا أيام سليمان عليه السلام، وقال أيضا أنه اسم كان يطلق على مكان في أسبانيا أثناء حكم العرب، ورجح في النهاية أنه لفظ يطلق على كل السفن الضخمة..
      وفي النص أيضا إشارة لصفة الصحابة رضي الله عنهم 61 : 9( و يعرف بين الأمم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم إنهم نسل باركه الرب ) 61 : 11 ( لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا و تسبيحا أمام كل الأمم) وهي الصفة التي ذكرها القرآن في سورة الفتح : (محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ، كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ) ..
      ونجد في النص إشارة إلى حدوث النصر والفتح على يد آبائنا الأوائل من المسلمين ، وإلى ما فعلهوه من تطهير الأرض وتنقيتها من الحجارة والأصنام 62 : 10(اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب أعدوا أعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب)..
      ونجد في النص إشارة إلى غير العرب الذين يبنون أسوار مكة 60:10 ( وبنو الغريب يبنون أسوارك )،وكم من الأيدي العاملة الآن وذوي الخبرات من مختلف الأقطار يعملون فيها، ويشيدون قلاعها تحت الأرض وفوق الأرض..
      ونجد إشارة واضحة إلى كثرة الثروات والكنوز التي سيمن الله بها على هذه الأرض60: 5 (تتحول إليك ثروة البحر ويؤتى إليك غنى الأمم )،والثروات والكنوز لم تكن للقدس أبدا، وإنما لمكة التي تعد من أغنى بقاع الأرض..(10)
      وفي النص السابق أيضا إشارة إلى انتشار دولة الإسلام وتحولها من الضعف والقلة إلى القوة والكثرة؛ فالأمة التي بدأت برجل ضعيف يدعو إلى ربه سرا متخفيا من أعدائه قد صار أمة قوية وملك الأرض من مشرقها إلى مغربها.. وبشر المساكين وأخرج من الحبس المأسورين.. وأخرج الناس جميعا من ظلمات الكفر والشرك إلى عبادة الله الحق.. وانتقم به الله من أعدائه وعزى به كل النائحين.. 60: 22 ( الصغير يصير ألفا والحقير أمة قوية أنا الرب في وقته أسرع به، روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين)..
      وليخبرنا أهل الكتاب عن نبي اجتمعت فيه صفات التحول إلى القوة والكثرة بعد الضعف والقلة وجمع بين تبشير المساكين وتعزية النائحين وبين الانتقام من أعداء الله غير نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم..
      ونجد إشارة إلى ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى61: 6 (أما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون).. وليس أدل على ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى من أن أرض المشرق التي تشمل بلاد الشام والبلاد العربية وبلاد فارس؛ تلك الأرض التي كانت معقلا لنشأة وانتشار الرسالات السابقة، وتكاد تخلو الأرض الآن من عبادة الله إلا منها، وتكاد تغطي الأرض نزعات الإلحاد والمادية والطبيعية فيما سواها، والتي يكاد ينحصر كلام الكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد عليها وعلى تاريخ الأمم والأنبياء بها.. قد صارت كلها إسلامية!!!..( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )!!
      وفي النص أيضا إشارة واضحة إلى أن الناس سوف يقصدون هذه الأرض ويطلبون زيارتها، وأنها ستكون الأرض المعمورة !! 62 : 12(وأنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة)
      وليخبرنا الذين يحملون النبوءة على القدس: متى تحققت تلك الصفات للقدس في يوم من الأيام ؟!!
      وهذه الصفات لا بد أن تكون قد تحققت بالفعل كما أوضحنا.. ولا معنى لما يدعيه اليهود من أن هذه النبؤة لم تتحقق بعد، وأن هذا المخلص الذي سوف ينتصر لهم، ويدوس العالم بقدمه، ويلطخ بعصير الناس من غير اليهود ملابسه لم يأت بعد!!..وما زالوا منتظرين!!
      ويخبرنا معجم الطرق القديمة ( إنشنت تراد روتس ) أن إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية ، وأنها امتدت من هذا الخط لتشمل كل الأراضي على الساحل الشرقي للبحر الأحمر( كما أوضحنا قبل ذلك )..
      وتجمع كتب الحديث على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يلبس حلة حمراء لم ير أجمل منه ولا أبهى منه أحد قط،بل لم ير أجمل منه شيء قط!!..فقد روي عن البراء رضي الله عنه أنه قال في صفة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) متفق عليه..
      ولا يختلف أحد من الأولين والآخرين في أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يخرج في غزواته بنفسه وحوله قوته من الصحب الكرام رضي الله عنهم..
      وأعود الآن لأطرح نفس التساؤل عن ذلك النبي الذي سيبعثه الله ويأتي آخر الزمان لكي يقيم الحق في الأرض، ويستمر مجده ومجد مدينته إلى قيام الساعة، وأكرر نفس السؤال الذي ورد في النص: من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر ؟ من هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته؟
      هل يكون ذاك النبي هو موسى عليه السلام ؟!
      بالطبع لا.. فموسى لم يأت من إدوم، كما أن النص يشير لنبي يأتي بعد أن يعم الخراب في الأرض، وينتشر الفساد في ربوعها؛ فيبعثه الله لإصلاحها، ويخبر النص أيضا أن مجده ومجد أمته يستمر إلى الأبد، ولم يدع أحد أن موسى كان آخر الأنبياء، مما يجعل حمل النص على موسى غير وارد على الإطلاق..
      هل يكون المسيح عليه السلام ؟!
      بالطبع لا أيضا .. فالمسيح لم يأت من إدوم، ولم يكن له قوة عظيمة يخرج فيها..كما أن تلك الصفات لم يتحقق منها شيء على القدس بعد بعثة المسيح عليه السلام؛ فلم تأت إليها الإبل من جنوب الجزيرة العربية!!! ولم تجتمع إليها أغنام قبائل مكة!!! ولم يحل بها أمن أو أمان ، بل إن أول ما حدث بعد رحيل المسيح عليه السلام هو اضطهاد تلاميذه وفرارهم في ربوع الأرض! ، وتاريخ القدس على مر العصور خير شاهد على الظلم والدمار وسفك الدماء، ولا زالت القدس حتى الآن تعاني الجراح، وتشتكي الآلام، ولازال شعارها المرفوع دائما هو الأرض ( مقابل السلام!)...كما لم يزعم أحد من الأولين أو الآخرين أن الله قد بعث المسيح عليه السلام لكي ينتقم به من أعدائه أو ليدوس الشعوب المتمردة على ربها بقدمه ويرش عصيرهم على ثيابه ويلطخ كل ملابسه !! ، وبذلك فلا يمكن حمل النص أيضا على المسيح عليه السلام..
      إذن فمن يكون ذلك الأخير الذي بعثه الله لإصلاح الأرض بعد إفسادها ؟!!
      من يكون ذاك الذي أيده الله بالقوة الروحية فبشر المساكين وعصب منكسري القلب ونادى المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق وعزى النائحين، وأيده بالقوة المادية فانتقم من أعداء الله وداس الشعوب المتمردة على ربها بقدمه ورش عصيرهم على ثيابه ولطخ كل ملابسه ؟!!!
      من يكون ذلك البهي المتعظم في كثرة قوته ؟!!
      من يكون إذن يا ترى ؟!!!!
      ويعود النص ليؤكد أن الأمن والسلام هما شعار هذه الأرض؛ فيخبر أن أبوابها تفتح ولا تغلق، وأنها لا يظلم فيها أحد بعد اليوم ولا يحل بها خراب:
      60: 11 وتنفتح أبوابك دائما نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم.
      60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك و لا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا.
      وهذا الكلام لا ينطبق أبدا علي القدس كما قلنا.. أليست القدس هي أرض الظلم، وأرض الخراب، وأرض الحروب والنزاعات إلى اليوم؟!!
      أليست تهدم البيوت بالدبابات، ويقتل الغلمان بالرشاشات، ولا تكاد تسمع فيها سوى صوت الانفجاريات ؟!!
      ثم إن أبوابها تغلق أكثر مما تفتح !!.
      هل يصر الآن عاقل أن هذا النص يتحدث عن القدس؟!!
      إذا أصر على رأيه فإن عليه أن يقتل التاريخ، وإن لم يستطع أن يقتل التاريخ فليقتل حتى آرييل شارون!!!
      نواصل مع ابن تيميه:
      قالوا وقال أشعياء النبي ونص على خاتم النبوة ولد لنا غلام يكون عجبا وبشرا والشامة على كتفيه أركون السلام إله جبار وسلطانه سلطان السلام وهو ابن عالمه يجلس على كرسي داود قالوا الأركون هو العظيم بلغة الإنجيل والأراكنة المعظمون ولما أبرأ المسيح مجنونا من جنونه قال اليهود إن هذا لا يخرج الشياطين من الآدميين إلا بأركون الشياطين يعنون عظيمهم وقال المسيح في الإنجيل إن أركون العالم يدان يريد إما إبليس أو الشرير العظيم الشر من الآدميين وسماه إلها على نحو قول التوراة إن الله جعل موسى إلها لفرعون أي حاكما عليه ومتصرفا فيه وعلى نحو قول داود للعظماء من قومه إنكم آلهة فقد شهد أشعياء بصحة نبوة محمد ووصفه بأخص علاماته وأوضحها وهي شامته فلعمري لم تكن الشامة لسليمان ولا للمسيح وقد وصفه بالجلوس على كرسي داود يعني أنه سيرث بني إسرائيل نبوتهم وملكهم.
      والنص السابق أيضا له نص مشابه موجود للآن في سفر أشعياء:
      9: 6 – 7 (الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور، أكثرت الأمة، عظم لها الفرح، يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد، كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة، لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن كما في يوم مديان، لأن كل سلاح المتسلح في الوغى (الحرب) وكل رداء مدحرج في الدماء يكون للحريق مأكلا للنار، لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لا نهاية، على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن فصاعدا غيرة رب الجنود تصنع هذا ).
      والملفت للنظر في النص السابق هو أن كلمة السلام الواردة في النص يقول عنها القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أنها بالعبرية (شيلاميم)، وبذلك يتضح المعنى ويستقيم الكلام مرة أخرى: (رئيس الإسلام لنمو رياسته وللإسلام لا نهاية)..أليس هذا أظهر للمعنى وأسلم للسياق أيضا ؟!! .. وهل هذا من قبيل المصادفة أن تتكرر شيلاميم في نبوءتين تشيران للنبي الكريم إلا أن يكون المقصود بها الإسلام نفسه؛ وإذا كان المقصود بها السلام وليس الإسلام فلماذا لم تكن الكلمة (شالوم) كما هو متعارف عليه في اللغة العبرية وفي نصوص الكتاب المقدس الأخرى ؟!!
      ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أن كلمة (شيلاميم) قد وردت أيضا في سفر اللاويين 7: 29، والذي نلاحظه هو أن الكلمة لم تترجم في النص العربي إلى السلام كما هو معتاد ولكن ترجمت إلى (السلامة)!!
      (كلم بني إسرائيل قائلا الذي يقرب ذبيحة سلامته للرب يأتي بقربانه)!!
      أليس مما يستدعيه السياق أيضا أن يقول ( ذبيحة إسلامه للرب ).. حتى يستقيم الكلام ويظهر المعنى مرة أخرى ؟!!!
      غير أن هناك نصا آخر موجود للآن بين نصوص الكتاب المقدس يحتوي على صفات لشخص يأتي بعد المسيح، وتلك الصفات لم تخص أحدا من العالمين سوى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو ما جاء في رؤيا يوحنا 19: 10 – 16 (فخررت أمام رجليه لأسجد له فقال لي انظر لا تفعل أنا عبد معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع اسجد لله فإن شهادة يسوع هي روح النبوة، (ثم) رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا !! وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه لهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو وهو متسربل بقميص مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا أبيضا ونقيا ومن فمه يخرج سيف ماض ليضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب)..
      فهل يكون ذلك من قبيل المصادفة أيضا أن يكون ذلك الذي رآه يوحنا في الرؤيا يلقب بالصادق الأمين!! ويجلس على فرس أبيض!! وبالعدل يحكم ويحارب!!.. والنص يوضح أن الصادق الأمين ليس مجرد صفة وإنما لقب يدعى به (والجالس عليه يدعى صادقا وأمينا).
      وهل من قبيل المصادفة أيضا أن من صفاته السيف الذي سيضرب به الأمم المتمردة على ربها ويرعاها بعصا من حديد!!
      وأما اسمه الذي لا يعرفه غيره فلأنه ليس من قومهم، ولا لغته هي لغتهم، وأحسب أن المقصود بالتيجان الكثيرة هو ميراثه لأمم الأرض، واستعلائه عليها جميعا، وكذلك المقصود بملك الملوك ورب الأرباب هنا هو إشارة إلى امتداد ملكه وعظمة حكمه، فالأرض لم تشهد قط حاكما في عظمة نبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم- كما أنها إشارة إلى أنه سيكون النبي الخاتم إمام الأنبياء جميعا، ولا يمكن أن تشير إلى الله نفسه؛ لأن الكلام من البداية عن شخص يركب فرساً أبيض، ويدعى صادقا وأمينا، وأنه سيحارب ويحاكم بالعدل، وسوف يكون وسيلة الله للتعبير عن سخطه وغضبه على الأمم (وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كلشيء ).(11)
      وليخبرنا من عنده علم الكتاب عن شخص أتى بعد المسيح أو حتى قبله كان يلقب بالصادق الأمين، واجتمعت له صفات الحق والعدل، ومحاربة الأمم المتمردة على ربها - غير رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم!!
      ومن بعض الصفات التي وردت في الكتاب المقدس أيضا وحملها علماء المسلمين على الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء في سفر نشيد الإنشاد 5: 9، حيث تصف أنثى لصاحباتها أوصاف من تحبه، وتستفيض في شرح هذه الصفات الذي لا ينطبق الكثير منها إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مما وصف به في كتب الحديث مثل صحيح البخاري وغيره فتقول:( حبيبي أبيض وأحمر معلم بين ربوة-عشرة آلاف في النسخة الإنجليزية- رأسه ذهب إبريز قصصه مسترسلة حالكة كالغراب … يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد بطنه عاج أبيض مغلف بالياقوت الأزرق… حلقه حلاوة وكله مشتهيات هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم ).
      والملفت للنظر هنا ليس فقط تلك الصفات الواردة في النص، والتي وردت أيضا في كتب الحديث في وصف الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ولكن الملفت للنظر أيضا هو أن كلمة (كله مشتهيات)، والتي جاءت قبل عبارة (هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي)، والتي يتوقع أن يذكر اسم الشخص المقصود قبلها - هي في النسخة العبرية ( محمديم )، وتلك الزيادة المضافة لكلمة (محمد) تستخدم للتعظيم في اللغة العبرية؛ مما يدل على أن المقصود اسم وليس صفة.. والجملة كما وردت في النسخة الإنجليزية هكذا:
      He is (altogether lovely) (machmadim في العبرية) this is my beloved and this is my friend o daughters of Jerusalem.
      وكلمة ( machmad(في العبرية بدون الزيادة التي تستخدم للتعظيم(im)- تتألف من حروف ميم حيت ميم داليت، وهي نفس الحروف التي تكون كلمة ( محمد ) في العربية، وتترجم إلى الحمد أحيانا، وإلى الاشتهاء كما جاءت في النص أحيانا، وإلى معان قريبة من ذلك أحيانا أخرى، إلا أن زيادة التعظيم كما قلنا وموضع الكلمة من الكلام يؤكد أنها اسم لشخص وليست صفة.. وهل الأنسب أن يقال: ( إنه المشتهى العظيم هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي) أم أن يقال ( إنه محمد العظيم هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي) ؟!!
      فهل ذلك من المصادفة أيضا أن تأتي كلمة محمديم تحديدا في الموضع الذي يتوقع ذكر اسم الشخص المقصود فيه ؟!!
      ومن النصوص التي لا تزال توجد للآن في الكتاب المقدس وذكر بها اسم النبي صلى الله عليه وسلم صريحا هو ما ورد في سفر حجي 2: 6-9 ( لأنه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعد قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجدا قال رب الجنود، لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود، مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام قال رب الجنود )..
      وكلمة مشتهى التي وردت في النص هي ترجمة لكلمةHEMDA (حمدا) في العبرية ، وحروفها أيضا هي نفس الحروف التي يشتق منه اسم النبي صلى الله عليه وسلم بالعربية ؛ والعجيب أن النصارى قالوا أنHEMDA هو المسيح عليه السلام وليس محمد صلى الله عليه وسلم !!
      وأحسب أن أي منصف عندما يقرأ النص السابق لن يجادل في أن البيت المذكور بالنص هو البيت الحرام بمكة وأن السلام الذي ملأ البيت هو الإسلام وأن HEMDA ليس أي واحد سوى محمد صلى الله عليه وسلم .
      ولست أدري من أجل من يعبث بآيات الله وكتبه هكذا!!
      من أجل من يترجم الإسلام إلى السلام والسلامة تارة ، ومحمديم وحمدا إلى المشتهى تارة ، والأمميين إلى الأمم تارة ، وبكة إلى البكاء تارة أخرى ؟!!
      أمن أجل الله ؟! .. أم محمد ؟!! .. أم المسيح ؟!!!
      فليفرح إبليس اللعين إذن ، وليسعد قلبه ؛ فمن أجل عيونه يعصى الله ، وتبدل كتبه ، ويكذب رسله!!
      وليهنأ الحقد والهوى، وليهنأ التعصب الأعمى؛ فمن أجله تشترى الدنيا بالآخرة، والعذاب بالمغفرة، ونيران الجحيم بجنات النعيم !!
      فما أجرأه على الله ما أجرأه !،وما أصبره على النار ما أصبره !، وما أظلمه وما أجرمه !، وما أفجره وما أحقره ! .. من ضلت نفسه حسدا .. وأضل وراءه أمما..
      نواصل مع ابن تيميه:
      قالوا وقال أشعياء والمراد مكة أنا رسمتك على كفي وسيأتيك أولادك سراعا ويخرج عنك من أراد أن يخيفك ويخونك فارفعي بصرك إلى ما حولك فإنهم سيأتونك ويجتمعون إليك فتسمي باسمي إني أنا الحي لتلبسي الحلل وتزيني بالإكليل مثل العروس ولتضيقن خراباتك من كثرة سكانك والداعين فيك وليهابن كل من يناوئك وليكثرن أولادك حتى تقولي من رزقني هؤلاء كلهم وأنا وحيدة فريدة يرون رقوب فمن ربى لي هؤلاء ومن تكفل لي بهم قالوا وذلك إيضاح من أشعياء بشأن الكعبة فهي التي ألبسها الله الحلل الديباج الفاخرة ووكل بخدمتها الخلفاء والملوك ومكة هي التي ربا الله لها الأولاد من حجاجها والقاطنين بها وذلك أن مكة هي التي أخرج عنها كل من أن أراد أن يخيفها ويخربها فلم تزل عزيزة مكرمة محرمة لم يهنها أحد من البشر قط بل أصحاب الفيل لما قصدوها عذبهم الله العذاب المشهور ولم تزل عامرة محجوجة من لدن إبراهيم الخليل بخلاف بيت المقدس فإنه قد أخرب مرة بعد مرة وخلا من السكان واستولى العدو عليه وعلى أهله وكذلك إخباره بإهانة كل من يناوئها هو للكعبة دون بيت المقدس قال تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم).
      قالوا وقال أشعياء حاكيا عن الله تعالى أشكر حبي وابني أحمد فسماه الله حبيبا وسماه ابنا وداود ابنا غير أن الله خصه عليهم بمزية فقال حبي ابني أشكره فتعبد أشعياء بشكر محمد ووظف عليه وعلى قومه شكره وإجلاله ليتبين قدره ومنزلته عنده وتلك منقبة لم يؤتها غيره من الرسل وقال أشعياء إنما سمعنا من أطراف الأرض صوت محمد وهذا إفصاح من أشعياء باسم رسول الله فليرنا أهل الكتاب نبيا نصت التوراة على اسمه صريحا سوى رسول الله.
      وأما امتلاء السماء من بهاء أحمد بأنوار الإيمان والقرآن التي ظهرت منه ومن أمته وامتلاء الأرض من حمده وحمد أمته في صلواتهم فأمر ظاهر فإن أمته هم الحمادون لا بد لهم من حمد الله في كل صلاة وخطبة ولا بد لكل مصل في كل ركعة من أن يقول الحمد لله رب العالمين...فهم يفتحون القيام في الصلاة بالتحميد ويختمونها بالتحميد وإذا رفعوا رؤوسهم من الركوع يقول إمامهم سمع الله لمن حمده ويقولون جميعا ربنا ولك الحمد ويختمون صلاتهم بتحميد يجعل التحيات له والصلوات والطيبات وأنواع تحميدهم لله مما يطول وصفه.
      وقال دانيال عليه السلام وذكر محمد رسول الله باسمه فقال ستنزع في قسيك إغراقا وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء فهذا تصريح بغير تعريض وتصحيح ليس فيه تمريض فإن نازع في ذلك منازع فليوجدنا آخر اسمه محمد له سهام تنزع وأمر مطاع لا يدفع..
      الدين والدولة لعلي بن الطبري
      وقد كان صاحب هذا الكتاب نصرانيا وهداه الله للإسلام وتوفى في عام 247هجرية، ويقول في كتابه:جاء في سفر أشياء:(إني جعلت اسمك محمدا يا محمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الأبد).
      ويقول أيضا في نفس الكتاب الذي كتبه قبل أكثر من ألف سنة: جاء في سفر حبوق: (إن الله جاء من التيمان والقدوس من جبل فاران، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد وامتلأت الأرض من حمده ).
      والنبؤة السابقة التي ذكرها صاحب كتاب الدين والدولة منذ أكثر من ألف عام هي نفس النبؤة التي ذكرناها قبل ذلك ولكن غير متضمنة اسم النبي –صلى الله عليه وسلم – صريحا، وأيضا كلمة (حمده ) مذكورة بدلا من (تسبيحه )..والكلمة كما وردت في النسخة الإنجليزية هي praiseوترجمتها بالعربية التسبيح و ( الحمد ) أيضا..
      وكتب التراث التي كتبها العلماء الأفاضل من علماء المسلمين تحفل بالبشارات التي تتحدث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في الكتاب المقدس، ويكفينا ما نقلناه لكم لبيان ما أردنا قوله..
      (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن كثيرا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) البقرة 146
      (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) الأنعام 20
      أمة واحدة

      قال الله تعالى :(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)الأنبياء: 92

      هناك أمور إسلامية عديدة: كالصوم، والصلاة، والزكاة، والجهاد، والحجاب، وأصول العقيدة، وغيرها - قد وردت في الكتاب المقدس، وإنما نفرد تلك الأمور المشتركة بين الكتب السماوية في هذا العمل لنبين أن ما جاء به الأنبياء جميعا لا يختلف في مضمونه وفي أهدافه عن بعضه البعض.. ولذلك يقول الله في سورة الأنبياء ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )..
      ونذكر هنا كلمة النجاشي عظيم الحبشة حينما عرض عليه جعفر بن أبى طالب أمور من التي يدعو إليها الإسلام فرد النجاشي قائلا: (إن هذا وما أتى به المسيح ليخرجان من مشكاة واحدة)..
      فلنقرأ الآن بعض الآيات التي وردت في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، والتي تبين أن نبع الهداية في كل الرسالات السماوية واحد، وأن أصل التشريع كله هو من لدن عزيز حكيم.. وكفى بكلام الله هاديا ودليلا.
      الصلاة
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر التكوين الإصحاح 17 الفقرة 1، 2، 3:
      17: 1 و لما كان إبرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لإبرام و قال له أنا الله القدير سر أمامي و كن كاملا.
      17: 2 فاجعل عهدي بيني و بينك و أكثرك كثيرا جدا.
      17: 3 فسقط إبرام على وجهه و تكلم الله معه قائلا.
      وورد في رؤيا يوحنا الإصحاح 7 الفقرة 11:
      11:7 وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات أربع وخروا أمام العرش علي وجوههم وسجدوا لله.
      وورد في المزمور 95 الفقرة 6:
      6:95 هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا.
      وورد في سفر الخروج الإصحاح 34 الفقرة 8:
      فأسرع موسى وخر إلى الأرض وسجد.
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) التوبة: 18
      (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.. والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) البقرة :2 – 4
      ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون.. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.. أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) الأنفال: 2 – 4
      ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين.. واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) هود : 114 – 115
      ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء.. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) إبراهيم: 39 – 40
      ( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ) إبراهيم: 31
      ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار.. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب.. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) الرعد: 22 – 24
      ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون.. والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون.. والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون.. وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) الشورى: 37 – 40
      ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا.. ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا.. وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.. وننزل من القرآن ما هو شفاء وحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) الإسراء: 78 – 82
      الصوم
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في إنجيل متي الإصحاح 4 الفقرة 2:
      2:4 فبعدما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا.
      وورد في إنجيل لوقا الإصحاح 5 الفقرة 33:
      33:5 وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضا وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون.
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) البقرة: 185
      الحج
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في مزمور 84 الفقرة 2:
      2:84 عابرين في وادي بكة يصيرونه ينبوعا.
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) آل عمران : 96 – 97
      ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) البقرة: 197
      الحجاب
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 11 الفقرة 5 (إذا المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها ).
      وورد في نشيد الإنشاد:
      4: 1 ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك...
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) النور:31
      تحية الإسلام
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      جاء في إنجيل لوقا الإصحاح 10 الفقرة 5 ( وأي بيت دخلتموه فقولوا أولا سلام لهذا البيت)
      بعض ما ورد في القران الكريم
      ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) النور:27
      الجهاد
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر العدد في بداية الإصحاح 31 ( وكلم الرب موسى قائلا انتقم نقمة لبنى إسرائيل من المديانيين، فكلم موسى الشعب قائلا جردوا رجالا فيكونوا على مديان ألفا واحدا من كل سبط من جميع أسباط بنى إسرائيل ترسلون للحرب ).
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) الحج: 78
      ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) البقرة: 218
      ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) التوبة: 41
      الختان
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر التكوين الإصحاح 17 الفقرة 24،25 (وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته ).
      من أقوال نبي الإسلام
      ( خمس من الفطرة: الاستحداد(حلق العانة) والختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر ) متفق عليه.
      الأضاحي
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر الملوك الأول الإصحاح 8 الفقرة 62، 63: ( ثم إن الملك وجميع إسرائيل معه ذبحوا ذبائح أمام الرب وذبح سليمان ذبائح السلامة التي ذبحها للرب من البقر اثنين وعشرين ألفا ومن الغنم مائة ألف وعشرين ألفا ).
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) البقرة 196
      الزكاة
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر العدد الإصحاح 31 الفقرة 37، 38:
      (وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مائة وخمسة وسبعين والبقر ستة وثلاثين ألفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين ).
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ) البقرة: 110
      ولا تزر وازرة وزر أخرى
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر حزقيال الإصحاح 18 الفقرة 20 إلى 22:
      ( الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن ).
      بعض ما ورد في القرآن الكريم
      ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) الطور:21
      ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فاطر: 18
      عقيدة الأنبياء في الألوهية من آدم وحتى محمد
      بعض ما ورد في الكتاب المقدس
      ورد في سفر التكوين الإصحاح الثالث الفقرة 21 – 23 ( وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما.. وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد.. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها).
      وورد في سفر التكوين في الإصحاح السادس الفقرة 11 – 13 ( وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلما.. ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض.. فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلما منهم فها أنا مهلكهم مع الأرض.. اصنع لنفسك فلكا… ).
      وورد في سفر التكوين الإصحاح 18 الفقرة 17 – 19 ( فقال الرب هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله.. وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض.. لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي يأت الرب لإبراهيم ما تكلم به…).
      وورد في سفر أيوب الإصحاح 1 الفقرة 1 ( كان رجل في أرض عوص اسمه أيوب وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر… )
      وورد في سفر التكوين الإصحاح 32 الفقرة 9 ( وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق الرب الذي قال لي ارجع إلى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن إليك… ).
      وورد في سفر التكوين الإصحاح 39: 2- 3 ( وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا وكان في بيت سيده المصري ورأى سيده أن الرب معه وأن كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده… ).
      وورد في سفر الخروج الإصحاح الثالث: 1 – 6 ( وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب.. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق.. فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة.. فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى فقال هاأنذا.. فقال لا تقترب إلى هاهنا اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة.. ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب … )
      وورد في سفر الخروج الإصحاح 34 الفقرة 14 حيث يخاطب الله موسى عليه السلام قائلا: ( فإنك لا تسجد لإله آخر لأن الرب اسمه غيور إله غيور هو ).
      وورد في سفر التثنية الإصحاح الرابع الفقرة 35 حيث يخاطب الله موسى قائلا:( الرب هو الإله ليس آخر سواه ).
      وورد في سفر التثنية الإصحاح السادس الفقرة 4 حيث يخاطب موسى بني إسرائيل في أرض مواب قبل موته قائلا: (اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد).
      وورد في إنجيل متى الإصحاح الرابع الفقرة 8 – 10 ( ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك الأرض ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي حينئذ قال يسوع اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ).
      وورد في إنجيل مرقس الإصحاح 12 الفقرة 28 - 29 (فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسنا سأله أي وصية هي أول الكل فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ).
      وورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 1 الفقرة 18 (الله لم يره أحد قط).
      وورد في سفر التثنية الإصحاح الرابع الفقرة 39 (فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه).
      بعض ما جاء في القرآن الكريم
      ( قل هو الله أحد.. الله الصمد.. لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفوا أحد ) سورة الإخلاص.
      ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )الكهف: 110
      ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) البقرة: 163
      ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض ) البقرة: 255
      (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) آل عمران : 18
      ( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) النساء: 87
      ( إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم ) آل عمران: 62
      ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار.. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف: 39 – 40
      ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ) المائدة 73
      ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ) النساء : 177 .
      ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ) الأعراف: 159
      ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون ) الأنعام: 19
      ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ) الأنعام: 102
      ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.. فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) التوبة: 128-129
      ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) الأعراف: 59
      ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين.. الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين.. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ) يونس: 90 – 92
      (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون) النحل: 2
      ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) الأنبياء: 25
      ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين.. سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون..فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون..وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم ) الزخرف:81 - 84
      ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا.. لقد جئتم شيئا إدا.. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا.. أن دعوا للرحمن ولدا.. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا.. إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) مريم 88 – 93
      (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) آل عمران: 59
      (وهل أتاك حديث موسى.. إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى.. فلما أتاها نودي يا موسى.. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى.. وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى.. إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري… ) طه: 9 - 14
      ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.. يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون.. ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.. ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين.. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين )آل عمران: 64 – 68
      ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين.. ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون.. إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.. ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين.. قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون.. ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل.. ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين.. ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون.. إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) آل عمران : 42 - 51
      ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين.. الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.. وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون.. ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين.. إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.. قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين.. قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين.. قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين.. قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين.. وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين.. فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون.. قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين.. قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم.. قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون.. قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم.. قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون.. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون.. ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون.. قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم.. أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون.. قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين.. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم.. وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين.. ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين.. ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين.. وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين.. ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين.. وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين.. ونوحا إذ نادى ربه من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم.. ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين.. وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين.. ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين.. وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون.. ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين.. ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين.. وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين.. وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين.. وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين.. وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.. وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.. فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.. والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين.. إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء: 48 – 92
      قصص الأنبياء
      الكتاب المقدس والقرآن الكريم يحفلان بذكر قصص الأنبياء، وإذا استفضنا في بيان القصص كما ورد في الكتاب المقدس وكما في القرآن الكريم لاحتاج ذلك إلى مجلدات ضخمة وجهود عظيمة.. لذلك سنكتفي هنا بذكر بعض المقتطفات البسيطة مما ورد عن قصة نبي الله يوسف في الكتاب المقدس وفي القرآن الكريم..
      الكتاب المقدس
      ( ثم حلم أيضا حلما آخر وقصه على إخوته فقال إني قد حلمت حلما أيضا وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي ) التكوين 37: 9
      القرآن الكريم
      ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )يوسف: 4
      الكتاب المقدس
      ( فقال بعضهم لبعض هو ذا صاحب الأحلام قادم..فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش رديء أكله فنرى ماذا تكون أحلامه.. فسمع راوبين وأنقذه من أيديهم وقال لا نقتله.. وقال لهم راوبين لا تسفكوا دما اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدا لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه.. فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه القميص الملون الذي عليه.. وأخذوه وطرحوه في البئر أما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء ) التكوين37 : 19 – 27
      القرآن الكريم
      ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين.. اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين.. قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين ) يوسف: 8 – 10
      الكتاب المقدس
      ( فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم.. وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم وقالوا وجدنا هذا حقق قميص ابنك هو أم لا ) 37: 31 – 32
      القرآن الكريم
      ( وجاءوا أباهم عشاء يبكون.. قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين.. وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) يوسف: 16 – 18
      الكتاب المقدس
      وأما المديانيون فباعوه لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرطة … وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت اضطجع معي.. فأبى وقال لامرأة سيده هو ذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه إلى يدي.. ليس هو في هذا البيت أعظم مني ولم يمسك عني شيئا غيرك لأنك امرأته فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطىء إلى الله ) التكوين39:7 – 9
      القرآن الكريم
      ( وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون.. وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين.. وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين.. وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) يوسف: 19 – 23
      الكتاب المقدس
      ( فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة دخل إلي العبد العبراني الذي جئت به إلينا ليداعبني… فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه وكان هناك في بيت السجن ) التكوين 39: 17 – 20
      القرآن الكريم
      ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين.. فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم.. ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ) يوسف: 33 – 35
      الكتاب المقدس
      ( وحدث بعد هذه الأمور أن ساقي ملك مصر والخباز أذنبا إلى سيدهما ملك مصر.. فسخط فرعون على خصييه رئيس السقاة ورئيس الخبازين.. فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط في بيت السجن المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه… وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن … فقص رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له كنت في حلمي وإذا كرمة أمامي.. وفي الكرمة ثلاثة قضبان وهي إذا أفرخت طلع زهرها وأنضجت عناقيدها عنبا.. وكانت كأس فرعون في يدي فأخذت العنب وعصرته في كأس فرعون وأعطيت الكأس في يد فرعون.. فقال له يوسف هذا تعبيره الثلاثة قضبان هي ثلاثة أيام.. في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك ويردك إلى مقامك فتعطي كأس فرعون في يده كالعادة الأولى حين كنت ساقيه..وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير تصنع لي إحسانا وتذكرني لفرعون وتخرجني من هذا البيت… فلما رأى رئيس الخبازين أنه عبر جيدا قال ليوسف كنت أنا أيضا في حلمي وإذا ثلاثة سلال حواري على رأسي.. وفي السل الأعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز والطيور تأكله من السل عن رأسي.. فأجاب يوسف وقال هذا تعبيره الثلاث سلال هي ثلاثة أيام.. في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك عنك ويعلقك على خشبة وتأكل الطيور لحما عنك… ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه ) التكوين 40 : 1 – 23
      القرآن الكريم
      ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين )يوسف: 36
      ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.. وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ) يوسف: 41 – 42
      ثم يشرح بعد ذلك الكتاب المقدس رؤيا الملك للسبع بقرات السمان والعجاف والسبع سنبلات الخضر واليابسات ويحكي القصة بإسهاب شديد في إصحاح كامل 42 : 1 – 57 وهي كما وردت في القرآن الكريم ولكن القرآن يلخصها بأسلوبه البليغ وبيانه المعجز في بضعة سطور فيقول : ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون.. قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.. وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويل فأرسلون.. يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون.. قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون.. ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون.. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) يوسف: 43 – 49 ثم يستمر الكتاب المقدس في سرد القصة كاملة إلى نهايتها كما وردت في القرآن الكريم…
      ومما سبق جميعا يتبين لنا أن منبع الوحي ومصدر الرسالات جميعا هو من عند الله الواحد.. فهذا ما أعطاه الله للأنبياء، وما أعطاه لعبده ورسوله محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الإلهية العظيمة في أن يكون آخر الأنبياء وصاحب الرسالة الخاتمة الجامعة لكل ما قبلها لا يقرأ ولا يكتب، وذلك حتى لا يرتاب المبطلون، ولا يتشكك المتشككون.. فأنى لمن لا يقرأ ولا يكتب أن يطلع على تاريخ الأمم وميراث الأنبياء إلا أن يكون الصادق المصدوق، الذي رفع الله قدره فأكرمه بوحي السماء، وأفاض عليه من نعمه فجعله خاتم الأنبياء.. فكان فضل الله عليه وعلينا جليلا.. وخيره مسبغا وجزيلا.. فالحمد لله رب العالمين بأن هدانا للحق المبين.. وله الحمد في الأولى والآخرة بأن شرفنا بإمام النبيين..
      ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) العنكبوت:48
      (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) النساء: 113
      (فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين) الجاثية:36
      المسيحية والعلمانية والإسلام

      العلمانية كخطر عظيم يتهدد حاضرنا ومستقبلنا - أمر لابد من ذكره في كل موقف، والتنويه عنه في كل مناسبة، بل إن الكلام ينبغي أن يدفع دفعا، ويساق سوقا، من أجل التطرق إليها، وبيان ما تحويه من أخطار، وما تضمره من أحقاد، على الدين والمتدينين.
      فلو صنف عاقل بأمور الدين، أو خبير بشئون المسلمين - الأخطار التي تهدد ديننا الحنيف، لوضع العلمانية في مقدمة ذاك التصنيف..
      والعلمانية هي دعوة إلى اللادينية أو الدنيوية، وهى تهدف في المقام الأول إلى فصل الدين عن جميع مناحي الحياة، وللأسف الشديد فإن للعلمانية الآن أنصارا يروجون لأفكارها، ويدعون لاعتناقها مدعين أنها الحل الأصلح لكل المشاكل، والمخرج الأوحد من كل المآزق؛ وهم يسخرون في سبيل ذلك كل الإمكانيات من إعلام مسموع ومقروء وغير ذلك، غير مبالين بدين، ولا معتبرين لعقائد المسلمين.
      ويدعى دعاة العلمانية أن الدين ليس إلا علاقة سرية ورباط خاص بين المرء وخالقه، وأن هذه العلاقة لا تتعدى إلى حدود المجتمع، أو نظم المعيشة، أو أساليب الحكم، أو غير ذلك من مختلف وجوه الحياة.
      ولقد ظهرت العلمانية في أوروبا في القرن السادس عشر كوسيلة للتخلص من حكم رجال الكنيسة وتسلطهم على المجتمع.
      فقد اتهم رجال الكنيسة كل من يقترف جريمة العلم بالهرطقة، وكل من يرتكب رذيلة البحث التجريبي بالكفر والإلحاد والخروج عن الدين.
      وتم إنشاء محاكم التفتيش في أوائل القرن الثالث عشر، واستمرت إلى القرون التالية، وكان هدف هذه المحاكم محاربة الهرطقة في أنحاء العالم المسيحي، وكان الناس يساقون سوقا إلى محاكم التفتيش عن طريق الشبهة فقط أو عن طريق وشاية من أحد الجيران، وكان الواحد منهم يضرب حتى يعترف بذنبه فإذا لم يعترف نقل إلى مرحلة أعلى من التعذيب الجسدي، فإذا أصر على رأيه ورفض التراجع عن أفكاره كان يرمى في المحرقة!!
      ويلخص لنا الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) تلك الملابسات التي أدت إلى فصل الدين عن الحياة في أوروبا ويصف مقدماتها ونتائجها فيقول:
      ((.. ولكن من أعظم أخطاء رجال الدين في أوروبا، ومن أكبر جناياتهم على أنفسهم وعلى الذين كانوا يمثلونه، أنهم دسوا في كتبهم الدينية المقدسة. معلومات بشرية، ومسلمات عصرية، عن التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية، ربما كانت أقصى ما وصلوا إليه من العلم في ذلك العصر، وكانت حقائق راهنة لا يشك فيها رجال الدين ذلك العصر، ولكنها ليست أقصى ما وصل إليه العلم الإنساني … وإذا كان ذلك في عصر من العصور غاية ما وصل إليه عمر البشر فإنه لا يؤمن عليه التحول والتعارض. فإن العلم الإنساني متدرج مترق، فمن بنى عليه دينه فقد بنى قصرا على كثيب مهيل من الرمل. ولعلهم فعلوا ذلك بنية حسنة ولكنه كان أكبر جناية على أنفسهم وعلى الدين فإن ذلك كان سببا للكفاح المشئوم بين الدين والعقل والعلم، الذي انهزم فيه الدين. ذلك الدين المختلط بعلم البشر، الذي فيه الحق والباطل، والخالص والزائف..هزيمة منكرة، وسقط رجال الدين سقوطا لم ينهضوا بعده. وشر من ذلك وأشأم: أن أوروبا أصبحت لا دينية… ولم يكتف رجال الدين بما أدخلوه في كتبهم المقدسة. بل درسوا كل ما تناقلته الألسنة، واشتهر بين الناس، وذكره بعض شراح التوراة والإنجيل ومفسريهما من معلومات جغرافية وتاريخية وطبيعية. وصبغوها صبغة دينية، وعدوها من تعاليم الدين وأصوله التي يجب الاعتقاد بها، ونبذ كل ما يعارضها وألفوا في ذلك كتبا وتآليف وسموا هذه الجغرافيا التي ما أنزل الله بها من سلطان: الجغرافيا المسيحية … وكان ذلك في عصر انفجر فيه بركان العقلية في أوروبا، وحطم علماء الطبيعة والعلوم سلاسل التقليد الديني. فزيفوا هذه النظريات الجغرافية التي اشتملت عليها هذه الكتب وانتقدوها في صرامة وصراحة، واعتذروا عن عدم اعتقادها والإيمان بها بالغيب؛ وأعلنوا اكتشافاتهم واختباراتهم. فقامت قيامة الكنيسة، وقام رجالها المتصرفون في زمام الأمور في أوروبا وكفروهم، واستحلوا دماءهم وأموالهم في سبيل الدين المسيحي وأنشأوا محاكم التفتيش … ويقدر أن من عاقبت هذه المحاكم يبلغ عددهم ثلاثمائة ألف، أحرق منهم اثنان وثلاثون ألفا أحياء ! كان منهم العالم الطبيعي المعروف ( برونو )، وكذلك عوقب العالم الطبيعي الشهير ( جالليو ) لأنه كان يعتقد بدوران الأرض حول الشمس ! … هنالك ثار المجددون المتنورون، وعيل صبرهم، وأصبحوا حربا لرجال الدين وممثلي الكنيسة، والمحافظين على القديم، ومقتوا كل ما يتصل بهم، ويعزى إليهم، من عقيدة، وثقافة، وعلم، وأخلاق، وآداب، وعادوا الدين المسيحي أولا، والدين المطلق ثانيا، واستحالت الحرب بين زعماء العلم والعقلية وزعماء الدين المسيحي حربا بين العلم والدين مطلقا ! وقرر الثائرون أن العلم والدين ضرتان لا تتصالحان، وأن العقل والنظام الديني ضدان لا يجتمعان؛ فمن استقبل أحدهما استدبر الآخر ومن آمن بالأول كفر بالثاني. وإذا ذكروا الدين ذكروا تلك الدماء الزكية التي أريقت في سبيل العلم والتحقيق، وتلك النفوس البريئة التي ذهبت ضحية لقسوة القساوسة ووساوسهم، وتمثل لأعينهم وجوه كالحة عابسة وجباه مقطبة، وعيون ترمي بالشرر، وصدور ضيقة حرجة، وعقول سخيفة بليدة؛ فاشمأزت قلوبهم؛ وآلوا على أنفسهم كراهة هؤلاء، وكل ما يمثلونه، وتواصوا به، وجعلوه كلمة باقية في أعقابهم ! … ولم يكن عند هؤلاء الثائرين من الصبر والمصابرة على الدراسة والتفكير، ومن الوداعة والهدوء، ما يميزون به بين الدين، ورجاله المحتكرين لزعامته، ويفرقون به بين ما يرجع إلى الدين من عهدة ومسئولية. وما يرجع إلى رجال الكنيسة من جمود واستبداد وسوء تمثيل، فلا ينبذوا الدين نبذ النواة.. ولكن الحفيظة وشنآن رجال الدين، والاستعجال.. لم يسمح بالنظر في أمر الدين والتريث في شأنه..كغالب الثوار ، في أكثر العصور والأمصار!!! )).
      كانت تلك هي الظروف والملابسات التي ظهرت فيها العلمانية، والتي تم فيها فصل الدين عن جميع مناحي الحياة..
      أضف إلى ذلك العداوة المستمرة بين المذهب البروتستانتي والمذهب الكاثوليكي، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من معتنقي الطائفتين، والتي كانت أحد الأسباب التي دفعت العلمانية إلى الظهور لوقف المذابح المستمرة بين الطائفتين إذا كانت إحدى الطائفتين على رأس الحكم في الكنيسة.
      ولكن على الجانب الآخر فإن الإسلام بريء تماما مما اتهمت به المسيحية من تحدى العلم واتهام العلماء بالهرطقة.
      فالإسلام لم يحارب العلم يوما، ولم يقف أبدا في طريق العلماء، بل إن القرآن يأمرنا دائما بالتأمل والتفكر وإعمال العقل، والنظر والتدبر في ملكوت السماء والأرض:
      (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون). البقرة:164
      (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). الرعد:3
      (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين.. وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون.. واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون..تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) الجاثية : 3 – 6
      بل إن الله يخبرنا أن الإنسان كلما زاد علمه زادت خشيته (إنما يخشى الله من عباده العلماء). فاطر:281
      والقرآن به من الآيات العلمية التي لم تكتشف إلا حديثا ما يحير القلوب ويأسر الألباب:
      ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ) الفرقان: 53
      ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء: 30
      (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) الأنعام: 125
      وسنة نبينا-صلى الله عليه وسلم- عامرة بالأحاديث التي تحض على طلب العلم وتعلى من قدر العلماء:
      (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).
      (العلماء ورثة الأنبياء).
      (من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)
      (طلب العلم فريضة على كل مسلم)…
      هذا بالنسبة للعلم، أما أمر الطوائف المتناحرة والتيارات المتنازعة مما عرفته المسيحية- فليس له مثيل ولا نظير في الإسلام، بل إن الإسلام الحنيف ينهانا عن إيذاء أهل الكتاب إذا لم يتعرضوا للمسلمين بالقتال أو يخرجوهم من ديارهم، بل إنه يدعونا للإحسان إليهم والبر بهم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). الممتحنة:8
      إذن فالعلمانية قد ظهرت في الأساس للقضاء على مشكلة تسلط الكنيسة واضطهادها للعلم، وانفراد رجال الدين المسيحي بالحكم..وهذا الدافع لا يمكن أن يحمل على الدين الإسلامي بحال من الأحوال..
      فليس في الإسلام سلطة مطلقة لرجال الدين دون غيرهم، بل إن كل مسلم ينبغي أن يكون رجل دين ودولة معا، وفى ذلك يقول السيد جمال الدين الأفغاني رحمه الله:
      ((ليس في الإسلام ما يسمى بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه، ولكن الإسلام دين وشرع قد وضع حدودا ورسم حقوقا، والحاكم مكلف بإقامة الحدود وتنفيذ حكم القاضي بالحق، أي أن له سلطة تنفيذية فقط، وهو ليس بالمعصوم وليس بمهبط الوحي ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة ولا يجوز لصحيح النظر أن يخلط بين الحاكم عند المسلمين بما يسمى بالإفرنجثيوقراطيا أي السلطان الإلهي، فإن ذلك عندهم هو الذي ينفرد بتلقى الشريعة من الله وله حق الأثرة بالتشريع وله في الرقاب حق الطاعة)).
      - كما أن الهدف الذي أرسل المسيح عليه السلام من أجله كان تهذيب النفوس، والسمو بالأخلاق، وإصلاح ما أفسدته الخراف الضالة من بيت بني إسرائيل؛ فالمسيحية لم تكن مشتملة على أساليب للحكم، أو نظام للمجتمع، وإنما كانت وسيلة لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق.
      أما الإسلام فإنه كما يعنى بالجانب الروحي والخلقي؛ فإنه يضع أيضا نظاما للمجتمع، ويقنن أساليب للحكم، ويحدد وسائل للتعايش بين مواطنيه وبين مواطني الأديان الأخرى، ويكفل لجميع رعاياه الأمن والحماية وحرية العقيدة؛ فالإسلام كيان اجتماعي متكامل أنزله الله لكي يتمم به الشرائع ويصلح به كل زمان ومكان..
      أضف إلى ذلك أن الجهل الذي كانت تعيشه البشرية في أيام المسيحية الأولى، وضيق الأفق الذي كانت تعانيه - لم يؤهل المسيحية لأن تكون أكثر من رسالة لتهذيب النفوس وإصلاح الأخلاق؛ فلما جاء الإسلام بعد ستة قرون من الزمان كان العقل البشري قد تطور، والمستوى الفكري قد تقدم، وأصبحت البشرية مؤهلة لتلقى الشريعة الكاملة المتممة لجميع الشرائع.
      ولو أدركنا ذلك جيدا لفهمنا قول المسيح عليه السلام لتلاميذه قبل أن يرحل:
      (( إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق هو يرشدكم إلى جميع الحق )).
      ولذلك أيضا فإن بعض ما اشتملت عليه المسيحية من تعاليم لم يكن صالحا للتطبيق إلا في زمن المسيح عليه السلام والأجيال التي بعده؛ فالمسيحية تجعل الزواج مثلا رباطا أبديا لا يمكن حله، وتقول أن ما جمعه الله لا يمكن أن يفرقه بشر؛ ولقد أدى تعنت رجال الدين المسيحي في هذا الأمر إلى انهيار خطير في بناء الأسرة؛ وذلك لأنه إذا استحالت العشرة بين الزوجين مع استحالة الانفصال بينهما فإن ذلك يؤدى إلى إنشاء علاقات محرمة خارج نطاق الأسرة.
      وذلك بعكس الإسلام الذي أباح الطلاق ولم يجعل الزواج رباطا أبديا بين الزوجين إذا استحالت العشرة بين الزوجين؛ وبذلك فإن الإسلام كما شرع الزواج فقد شرع الطلاق أيضا، وما جمعه الله فالله أيضا يفرقه.
      وهكذا ندرك أن السبب الذي دفع العلمانية للظهور في المجتمع الأوروبي ليس له ما يبرره على الإطلاق في البلاد الإسلامية..
      لكن الذي حدث أن نفرا من بنى جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا - قد حكموا على الإسلام بما حكم به على المسيحية؛ فاعتنقوا العلمانية وأصبحت اللادينية هي دينهم!!.
      وهؤلاء النفر إما من المثقفين الذين تلقوا تعليما غربيا علمانيا ولم يتلقوا بجانبه تعليما إسلاميا وكانوا بمعزل عن الإسلام وتعاليمه ومنهجه، وإما من هؤلاء الذين بهرتهم أضواء الغرب وحضارته مع إيمانهم العليل بالله وعلمهم الضئيل بدينه، وإما من هؤلاء الذين يبيعون أي شئ بأي ثمن حتى لو كان دينهم وتراث أمتهم..
      ثم هم يطلبون منا بعد ذلك أن تكون علاقتنا بربنا علاقة سرية؛ فلا نسمح لتشريعاته بدخول المحاكم، ولا لتاريخ دينه وسيرة رسوله بدخول المدارس، ولا لتعاليمه بأن تسود المجتمع!!.
      فهل ينتظر منا هؤلاء أن نسمع لهم ونقبل فكرهم ؟!
      وهل يأملون في أن نترك ديننا الحق ونؤمن بما يعتنقوه؟!
      لقد أنعم الله علينا بالإسلام، وأرشدنا به إلى سبل السلام؛ فكيف بنا بعد ذلك نعصى أمره، ونهمل شرعه، ونجحد حكمه؟!!
      والله قد أنزل إلينا كتابا كي نبصر في نوره، ونسير في إشراقه؛ فهل نحيا بشرعه ونحكم بحكمه، أم نحكم عليه بالهجران وعلى أنفسنا بالخسران ؟!
      كيف والله تعالى يقول: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم..أفلا تعقلون؟!!)؟!!الأنبياء: 10
      لا نفرق بين أحد من رسله

      قال الله تعالى:(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير). البقرة:285
      لقد من الله علي الناس بأن عرفهم بنفسه، وأفاض عليهم من كرمه بأن هداهم إلى عبادته؛ فهو الواحد الأحد المعبود بحق الذي ليس له مثيل ولا نظير.
      ولقد ابتعث الله الرسل من أجل هذه المهمة العظيمة.. وهي تعريف الناس بربهم خالق السماوات والأرض .. لكي يعبدوه وحده.. حتى يخرج الناس من الحيرة إلى الاطمئنان.. و من الشرك والكفر إلى الإيمان..
      فالرسل في مجملهم قد بعثوا للقيام بمهمة واحدة؛ وهي هداية الناس إلى الله الواحد؛ فمن آدم أبو البشر وحتى محمد خاتم الأنبياء كان القصد هو التوحيد والأخذ بأيدي الناس إلى طريقه السديد؛ فما أتى به نوح عليه السلام لا يختلف عما أتى به إبراهيم، وما أتى به إبراهيم لا يختلف عما أتى به موسى، وما أتى به موسى لا يختلف عما أتى به عيسى، وما أتى به عيسى لا يختلف عما أتى به محمد- عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين-
      (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه). الشورى:13
      لذلك فالله عز وجل ينهانا عن أن نفرق بين أحد من رسله؛ فالكل هدفهم واحد، والكل غايتهم واحدة، وهي عبادة الله الواحد.
      بل إنه لا يتصور أن تختلف دعوات الأنبياء في شأن العقيدة؛ لأن أمور العقيدة من نوع الإخبار، والإخبار عن شئ لا يمكن أن يختلف ما بين مخبر وآخر إذا فرضنا الصدق في خبر كل منهما؛ فمن غير المعقول مثلا أن يدعو إبراهيم قومه لترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، ويأتي موسى ليخرج بني إسرائيل من مصر لكي يعبدوا الإله الواحد رب آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم يأتي عيسى بعد ذلك ليقول أن الله ثالث ثلاثة !! ؛ وذلك لأن عقيدة الألوهية لا يمكن أن تتغير من نبي لآخر، بل لا يمكن أن يأتي بها أحد الأنبياء ناقصة أو غير واضحة ثم يأتي نبي من بعده لكي يكملها أو يبينها..
      هل يعقل أن جميع الأنبياء قبل المسيح قد عاشوا وماتوا دون أن يعرفوا حقيقة الإله الذي أرسلهم، وأفنوا حياتهم في سبيل نصر دعوته، وإعلاء كلمته، وإظهار رايته ؟!!
      وذلك ينطبق على أمور العقيدة ولا ينطبق على أمور التشريع التي تختلف من زمن لآخر؛ فالتشريع من نوع الإنشاء وليس من نوع الإخبار .. لذلك بعث جميع الأنبياء بعقيدة واحدة ولكن اختلفت التشريعات بنسب متفاوتة فيما بين الرسل.. فعيسى جاء مصدقا لعقيدة موسى ومتمما لشريعته.. ومحمد جاء مصدقا لعقيدة عيسى ومتمما لشريعته ومتمما لكل الشرائع، فهو النبي الخاتم صاحب الشريعة الخاتمة – صلى الله عليه وسلم -.
      والرسل إذ يعلموننا ويأخذون بأيدينا لا يدعون أبدا أنهم أكثر من بشر، أو أنهم خلق خاص من طينة مختلفة، أو من جنس مميز عن باقي البشر؛ فالله قد أمر عبده ورسوله محمد ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد ). الكهف:110
      ويسأل عيسى المسيح وهو أعلم بما في نفسه(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) المائدة:116
      ونحن كبشر متلقين لدعوة المسيح عليه السلام ولدعوة محمد صلى الله عليه وسلم ولدعوة الرسل أجمعين ينبغي علينا ألا نتحزب لأحد أو نتعصب لأحد من دون الله؛ فمحمد –صلى الله عليه وسلم-لا يملك من أمرنا شيئا بل هو لا يملك من أمر نفسه شيئا صلى الله عليه وسلم فهو يقول لابنته ( يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا)، وكذلك المسيح عيسى عليه السلام (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا، ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما، يخلق ما يشاء، والله على كل شئ قدير).. وكذلك جميع الرسل.
      والإسلام الحنيف أمرنا بأن نؤمن بجميع المرسلين، وأن نؤمن بعيسى المسيح كلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه، وأمرنا بأن نؤمن بميلاده المعجز من غير أب، وبنهايته المعجزة بأن رفعه الله إليه.. بل إن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا آمن بما سبق عن المسيح عليه السلام.
      فكل إنسان ينبغي ألا ينشغل إلا بأمر نفسه؛ لأن أحدا لن يحمل عنه وزره، ولن يدرأ عنه ذنبه، وإنما يفعل ذلك الإيمان بالله وحده، وأتباع أمره، واجتناب نهيه.. لذلك يقول القرآن الكريم (كل امرئ بما كسب رهين )،ويقول أيضا (كل نفس بما كسبت رهينة) ويقول أيضا ( ولا تزر وازرة وزر أخري ).
      وفي هذا الشأن يقول الكتاب المقدس ( الآباء لا يموتون من اجل الأبناء ولا الأبناء يموتون من أجل الآباء كل يموت من أجل خطيئته).
      هذا ما علمنا الله وهذا ما علمنا الإسلام وهذا ما علمنا محمد صلى الله عليه وسلم وما علمنا المسيح عليه السلام وما علمنا الرسل جميعا.
      فهل تنبهنا لهذا الأمر ؟
      وهل نصطلح مع الله خالقنا ؟
      وهل نترك كل هوي ونتجنب كل ميل ونطرح كل تعصب من أجل الله الواحد الأحد ؟
      وهل يثوب المسلمون إلى الله خالقهم فنصنع ما صنعه آباؤنا من أجل نصره وإعلاء شرعه بعد أن تهنا في الطرق وتفرقت بنا الدروب والسبل؟!
      فذاك حالنا لا يثبت إلا أننا عن سبيل الله قد بعدنا، وعن هدي محمد قد شردنا، وعن نهج الإسلام قد زغنا وحدنا؛ وأن الدنيا قد شغلتنا، وألهانا طول الأمل؛ فأصابانا الوهن، وصرنا نهبا للأمم، وهدفا للطامعين من كل الملل..
      قد استرد السبايا كل منهزم لم تبق في أسرها إلا سبايانا
      وما رأيت سياط الظلم دامية إلا رأيت عليها لحم قتلانا
      ولا نموت علي حد الظبا أنفا حتى لقد خجلت منا منايانا
      أيها المسلمون، رسولكم قد فاق مجده العلا، وذكره قد جاوز المدى، وتكريم الله له لا يخفى على ذوي العقول والحجى؛ فمحمد الذي أتى ذكره في الأولين، وبقي ذكره في الآخرين، - يستحق منكم أن تتبعوه، وتتبعوا النور الذي أنزل معه، وتتركوا كل متع الدنيا الزائلة، والأماني الباطلة.. من أجل نشر دعوته، واعلاء رسالته..
      فلقد حملكم نبيكم أكبر الأمانات… فهل أديتموها؟!
      وأورثكم أعظم الرسالات… فهل حافظتم عليها؟!
      ومن بين ضلال العالم قد عرفكم الحق… فهل عشتم للحق ؟!!
      (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
      (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) .

      مع تحياتى لكم ... د / عمــر الشــهاوى
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 05:23 ص.
      للتواصل عبر البريد الكترونى e_mail : [email protected]
      راية الاسلام ما زالت خفاقة ونحن ورائكم بالمرصاد

      تعليق

      • صفي الدين
        مشرف المنتدى

        • 29 سبت, 2006
        • 2596
        • قانُوني
        • مُسْلِم حُرٍ لله

        #4
        السلام عليكم
        صلى الله عليه و سلم
        صلى الله عليه و سلم
        صلى الله عليه و سلم
        صلى الله عليه و سلم
        صلى الله عليه و سلم
        صلى الله عليه و سلم

        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 05:23 ص.
        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق

        • د . عمر الشهاوى
          أستاذ الحديث بكلية
          أصول الدين الأزهر الشريف

          • 8 أبر, 2008
          • 51
          • مسلم

          #5
          هذا اعتبره هدية متواضعة لحبيبنا ونبينا وسيدنا وتاج رؤوسنا ونور ابصارنا محمد بن عبد الله صلوت الله وسلامه عليه وجزاكم الله خيرا اخى الحبيب صفى الدين
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 05:23 ص.
          للتواصل عبر البريد الكترونى e_mail : [email protected]
          راية الاسلام ما زالت خفاقة ونحن ورائكم بالمرصاد

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة رغدان العراقي, 2 نوف, 2019, 03:02 م
          ردود 0
          83 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة رغدان العراقي
          ابتدأ بواسطة د . عمر الشهاوى, 8 أبر, 2010, 06:11 م
          ردود 6
          7,097 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة عاشق طيبة
          بواسطة عاشق طيبة
          ابتدأ بواسطة د . عمر الشهاوى, 26 أغس, 2008, 05:33 م
          ردود 13
          12,413 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الفضة
          بواسطة الفضة
          ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 5 أكت, 2007, 03:21 ص
          رد 1
          4,586 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة ابو انس السلفى صعيدى
          يعمل...