السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال حير الكثيرين واستبد بعقولهم ..واجتهد الكثيرون للإجابة عليه وللأسف كان كثير منها خاطئة ..فلو رأى رسول الله ( عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم ) ما فعله بعض المسلمين اليوم من أحداث عنف واشتباكات أمام السفارات حتى وصل الأمر لقتل السفير الأمريكى فى ليبيا .. وهو ما لا يرضى به الله ورسوله .. ولو كان رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) حيًا بيننا كنت أظنه سيغضب لذلك أكثر من غضبه من صنع تلك القذارة ( المسماة فيلمًا ) .. فأن يسىء الكفار والمشركون والجهلاء والسفهاء والحاقدون لرسول الله هو أمر غير مستغرب .. أما أن يسىء المسلمون لصورة الإسلام ويشوهونها أمام العالم أجمع بارتكابهم جريمة حرمها الإسلام واستنكرها استنكارًا شديدًا .. فهو الأمر غير المقبول .. قال تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون } ( سورة التوبة: 6)
لكن يبقى السؤال : كيف ننصر رسول الله ( عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ) ??
وفى رأيى المتواضع أن نصرة رسول الله تكون بعدة أمور ...منها :
1- أن تتعاون الدول الإسلامية جميعها فى الضغط من أجل سن تشريع قانونى ملزم لكل دول العالم بتجريم وتحريم إزدراء الأديان أو إهانة أى من رسل الله عليهم أفضل الصلاة والسلام أو أى من الشخصيات المقدسة (وهو على غرار قانون معاداة السامية .. كما ذكرت فى مقالى السابق ) كما يجب الملاحقة القضائية لكل من تسول له نفسه الإساءة لمقدساتنا.. خاصة إذا علمنا أنه سيطرح قريبا فيلمًا يصف حياة سيدنا ( عيسى عليه السلام ) ويسمى ( يسوع الناصرى ) وتظهر فيه السيدة العذراء ( مريم ابنة عمران ) البتول ( سيدة نساء العالمين ) وهى تزنى مع أحد الجنود الرومان وتنجب منه سيدنا ( عيسى عليه السلام ) .. وهى كارثة جديدة تأتينا بحجة حرية الرأى المزعومة.
2- لابد من إنشاء هيئة عالمية للتعريف بالرسول الكريم ويتم الإنفاق عليها بسخاء من كل الدول الإسلامية لكى يتم نشر وطبع كتب ومجلات دورية وصنع أفلام وبرامج تعليمية وإرشادية ومسلسلات وبرامج حوارية وكل الوسائل الإعلامية التى يمكن من خلالها توصيل الصورة الحقيقية لسيد البشر وخير خلق الله عليه أفضل الصلاة والسلام, ويقوم بالإشراف على تلك الهيئة نخبة من علماء العالم الإسلامى ويتم توسيع نشاطاتها لتشمل كل بقعة من بقاع العالم.
3- إعادة النظر فى مناهجنا التعليمية وما تقدمه من معلومات وحقائق عن الإسلام .. وتكثيف الجرعة المعرفية التى نقدمها فى مناهجنا عن ديننا الإسلامى وعن رسولنا الكريم .. لابد أن نرى جيلاً يحفظ عن ظهر قلب كل كبيرة وصغيرة فى حياة رسولنا الأعظم.
4- إعادة النظر فى المنظومة الإعلامية العربية .. والتى من خلال نظرة سريعة على مئات القنوات التى تبث عبر الأقمار الصناعية نايل سات وعرب سات وبحسبة بسيطة لنسبة القنوات الدينية والعلمية لباقى القنوات ( والذى يعلم الجميع ما هى المحتوى الذى تقدمه تلك القنوات ) سنعرف أن من أساء لرسول الله صل الله عليه وسلم هو نحن وليس الآخرون 5- نشر الوعى لدى الآباء والأمهات بالأهمية البالغة لتوجيه أبنائهم للاطلاع على سنة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والعمل بها فى كل مناحى حياتهم والاقتداء بأخلاقه والسير على منهجه القويم .. وتوعية الآباء بالطريقة المثلى التى تحبب أبنائهم فى ذلك ولا تنفرهم منه.
6- نشر الوعى لدى معلمى الأمة بأهمية تعليم الطلاب فى كل المراحل ما يناسب كل مرحلة عمرية من آداب وقيم الإسلام التى وصانا بها رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) وربطها بشخصه الكريم وغرس فكرة الاقتداء برسولنا وجعله النموذج الذى يحتذى به أبنائنا الطلاب والأسوة الحسنة لهم فى كل مراحل حياتهم, حتى لا نرى القدوة لشبابنا: مطرب لا يمت للرجولة بصلة أو مغنية لا تعرف من معانى الشرف والحياء شيئًا.
7 - تشجيع العمل التطوعى فى المجتمع وتوجيهه إلى نشر سنة رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) من خلال تعليق لافتات فى الطرق والمؤسسات بها سنن مهجورة ينساها كثير من الناس وكذلك أحاديث لرسول الله تشمل أغلب الموضوعات التى نحتاجها فى حياتنا.
8- المقاطعة الشعبية والرسمية لأى دولة تتعمد إهانة ديننا الإسلامى أو رموزنا الإسلامية وتتبجح بذلك, والإعلان عن ذلك من خلال احتجاجات شعبية سلمية تظهر الوجه الحضارى لإسلامنا.
9 - توعية المسلمين بعدم المساهمة فى نشر تلك الإساءات لرسول الله ( صل الله عليه وسلم ) من خلال نشر الفيلم المسىء على مواقع التواصل الاجتماعى بحجة التوعية منه .. فبنشره يتحقق مبلغ هؤلاء المسيئين ويصلوا لغرضهم الدنىء .. وكذلك يكون الحال مع أى إساءة تأتى بعد ذلك فى أى صورة كانت ( فيلمًا أو كتابًا أو مقالاً أو رسومًا ) ..لا ينبغى أبدًا أن ننشر مثل تلك القاذورات بحجة التوعية منها.
تعليق