أوصاف الشيطان
المطلب الأول : الرجيم
قال تعالى:( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [ النحل: 98]. وقال تعالى : (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ) [ التكوير: 25].وقال تعالى : (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) [ الحجر: 34].وقال تعالى : (وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ)[الملك: 5].والرجم في اللغة يعني الرمي بالحجارة واكتسب إبليس هذا الاسم لان الشياطين ترجم بالشهب لقوله تعالي : ( و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمين يستمع الآن يجد له شهاب رصدا ) وقيل أن الرجيم أي المطرود من رحمة الله واستحق إبليس هذا الطرد لاستكباره وتعاليه على حكم الله فإبليس عصي فاستحق الطرد من رحمة الله وادم عصى فاستحق المغفرة لان إبليس استكبر ورد الحكم على الله فاستحق أن يكون رجيما وأما ادم عصى فاستغفر وأناب ورد المعصية إلى ظلم نفسه فاستحق المغفرة من الله وقال ابن كثير: (اللعن هو الطرد، وسمي إبليس ملعوناً لأن الله طرده وأبعده من رحمته, وأخرجه من جواره ،) (مختصر ابن كثير 1/438)جزاء عصيانه أمر ربه عندما توجه إليه الخطاب مع الملائكة بالسجود لآدم.
المطلب الثاني : الخبث والخبائث
فى الحديث الذي رواة مسلم عن انس ابن مالك (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء . وفي حديث هشيم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف ) قال " اللهم ! إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . وفي رواية : أعوذ بالله من الخبث والخبائث "صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 375
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنهذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) ( السلسلة الصحيحة 1070 ) قال صاحب لسان العرب : إن هذه الحشوش محتضرة ، أي يحضرها الجن والشياطين قال ابن الأثيرفي تفسير الحديث ( الخبث ، بضم الباء : جمع الخبيث ، والخبائث : جمع الخبيثة ، يريد ذكور الشياطين وإناثهم )( لسان العرب - 2 / 142 )قال النووي : ( والخلاء والكنيف والمرحاض كلها موضع قضاء الحاجة ، وقوله : " إذادخل " معناه إذا أراد الدخول ، وكذا جاء مصرحا به في رواية البخاري قال : كان إذاأراد أن يدخل .
واختلفوا في معناه - الخبث والخبائث - فقيل : هو الشر، وقيل : الكفر ، وقيل : الخبث الشياطين ، والخبائث المعاصي , قال ابن الأعرابي : (الخبث فيكلام العرب المكروه ، فإن كان من الكلام فهو الشتم ، وإن كان من الملل فهو الكفر ،وإن كان من الطعام فهو الحرام ، وإن كان من الشراب فهو الضار) ( صحيحمسلم بشرح النووي ) وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - يكون الذكر قبل دخول أماكن الخلاء وليس بعد الدخول حيث لا يجوز ذكر الله سبحانه فيهذه الأماكن المستقذرة ونحوها كما أشار لذلك الإمام النووي – رحمه الله . وبذلك يتضح أن بعض المفسرين ذكروا أن الخبث هم ذكور الشياطين والخبائث هم إناث الشياطين لأنهم يسكنون الأماكن القذرة الخبيثة كما ذكر في الحديث سالف الذكر أو لأنهم يحثون بني ادم على عمل الخبائث ويوسوسون لهم بذلك .
المطلب الثالث : الوسواس الخناس
(مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ)[ الناس:4-6]. وسمي وسواس لأنه يوسوس للناس بالشر ويذكرهم به ويحثهم علية و سمي خناس لأنة يخنث عندما يذكر العبد الله فيخنث أي يصغر و يتضائل ويسكت وسوسته عن الناس مصداقا لقولة تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )
فهو يوسوس عند الغفلة ويخنث عند الذكر .وجاء فى الحديث (ما من آدمي إلا لقلبه بيتان : في أحدهما الملك ، وفي الأخر الشيطان ، فإذا ذكر الله خنس ، وإن لم يذكر الله وضع الشيطان منقاره في قلبه ووسوس له) .تحفة الذاكرين - الصفحة أو الرقم: 28 إسناده رجال الصحيحوقال ابن تيمية: (والوسواس الخناس يتناول وسوسة الجِنَّة ووسوسة الناس، وإلا أي معنى للاستعاذة من وسوسة الجِنَّة فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ما تضره، وقد تكون أضر عليه من وسوسة الجن)(مجموعة الرسائل الكبري 2/202)
المطلب الرابع : المارد
قال تعالى:(وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ)[ الصافات: 7] ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ)(الحج -3 ) ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً)( النساء -117 )الأمرد هو الأملس من شدة ملاسته لا تستطيع أن تحكم قبضتك علية لأنه شديد التفلت نظرا لملاسته و منه قولنا شاب أمرد أي شديد نعومة الوجه وقيل لبلقيس عن الصرح التي حسبته لجة انه صرح ممرد أي أملس من قوارير قال تعالى : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(النمل - 44)وحين يطلق على الشيطان مارد لأنة شديد التفلت وقيل المارد أي المتمرد لأنه تمرد على أمر الله حين أمره بالسجود لأدم ومنه قولة تعالى عن المنافقين :( مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ )[ التوبة: 101] وقيل المردة هم عتاة الجن كما جاء في الحديث ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن))
وقال ابن منظور في لسان العرب ( والمَرْدُ التَّمْلِيسُ ومَرَدْتُ الشيءَ ومَرَّدْتُه لينته وصقلته وقيل الممرَّد المملس وتَمريد البناء تمليسه وتمريدُ الغصن تجريده من الورق )( لسان العرب )
المطلب الخامس : الجان والجن
قال تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )[ الذاريات: 56] وقال تعالى : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ) (الرحمن - 33) وقوله تعالى:( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2))وغيرها من الآيات التي تخاطب الجن وكما سبق ذكرن أن لفظ الجن من الستر والخفاء وذكر الله سبحانه لفظ الجن في قصة إبراهيم قال تعالى :( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)(76) وجن علية الليل أي دخل الليل فستر إبراهيم عن الأنظار ليثبت لقومه أن عبادة النجوم باطلة .والشاهد أن الجن جنس مستور عنا أي غيب لكننا نؤمن بوجودهم لإخبار الله عنهم في كتابة العزيز حتى سميت في القرآن سورة باسمهم (سورة الجن ) للحديث عن أحوال النفر الذين استمعوا للقرآن من الرسول عليه الصلاة والسلام وهو بمكة , وفى قوله تعالى: ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) [ الجن:1 -2]دليل على أن الجن كائنات عاقله. وهى مطالبة بالإيمان والعبادة وهي صالحه وجعلها الله مختارة كالإنسان تماما وان الله بعث لهم رسلا وأنهم سمعوا بالرسالات السماوية وكانوا مأمورين بالإيمان بتلك الرسل بدليل قولة تعالى على لسان الجن (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)فتدل هذه الآية أنهم كانوا مطالبين بالإيمان برسالة موسى عليه السلام كما أنهم مطالبون بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقولهم يهدي إلى الحق والى طريق مستقيم دل على رجاحة عقول هؤلاء النفر من الجن وذهب البعض إلى القول بان الجن خلافا للشيطان والحقيقة أن الجن هم ذرية إبليس والشياطين أيضا ذرية إبليس وإنما من تمرس على الشر يقال له شيطان وهو من ذات جنس الجن وتعدد هذه الأسماء التي عرضناها ترتبط بتعدد صفات هذا المخلوق.
المطلب الأول : الرجيم
قال تعالى:( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [ النحل: 98]. وقال تعالى : (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ) [ التكوير: 25].وقال تعالى : (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) [ الحجر: 34].وقال تعالى : (وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ)[الملك: 5].والرجم في اللغة يعني الرمي بالحجارة واكتسب إبليس هذا الاسم لان الشياطين ترجم بالشهب لقوله تعالي : ( و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمين يستمع الآن يجد له شهاب رصدا ) وقيل أن الرجيم أي المطرود من رحمة الله واستحق إبليس هذا الطرد لاستكباره وتعاليه على حكم الله فإبليس عصي فاستحق الطرد من رحمة الله وادم عصى فاستحق المغفرة لان إبليس استكبر ورد الحكم على الله فاستحق أن يكون رجيما وأما ادم عصى فاستغفر وأناب ورد المعصية إلى ظلم نفسه فاستحق المغفرة من الله وقال ابن كثير: (اللعن هو الطرد، وسمي إبليس ملعوناً لأن الله طرده وأبعده من رحمته, وأخرجه من جواره ،) (مختصر ابن كثير 1/438)جزاء عصيانه أمر ربه عندما توجه إليه الخطاب مع الملائكة بالسجود لآدم.
المطلب الثاني : الخبث والخبائث
فى الحديث الذي رواة مسلم عن انس ابن مالك (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء . وفي حديث هشيم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف ) قال " اللهم ! إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . وفي رواية : أعوذ بالله من الخبث والخبائث "صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 375
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنهذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) ( السلسلة الصحيحة 1070 ) قال صاحب لسان العرب : إن هذه الحشوش محتضرة ، أي يحضرها الجن والشياطين قال ابن الأثيرفي تفسير الحديث ( الخبث ، بضم الباء : جمع الخبيث ، والخبائث : جمع الخبيثة ، يريد ذكور الشياطين وإناثهم )( لسان العرب - 2 / 142 )قال النووي : ( والخلاء والكنيف والمرحاض كلها موضع قضاء الحاجة ، وقوله : " إذادخل " معناه إذا أراد الدخول ، وكذا جاء مصرحا به في رواية البخاري قال : كان إذاأراد أن يدخل .
واختلفوا في معناه - الخبث والخبائث - فقيل : هو الشر، وقيل : الكفر ، وقيل : الخبث الشياطين ، والخبائث المعاصي , قال ابن الأعرابي : (الخبث فيكلام العرب المكروه ، فإن كان من الكلام فهو الشتم ، وإن كان من الملل فهو الكفر ،وإن كان من الطعام فهو الحرام ، وإن كان من الشراب فهو الضار) ( صحيحمسلم بشرح النووي ) وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - يكون الذكر قبل دخول أماكن الخلاء وليس بعد الدخول حيث لا يجوز ذكر الله سبحانه فيهذه الأماكن المستقذرة ونحوها كما أشار لذلك الإمام النووي – رحمه الله . وبذلك يتضح أن بعض المفسرين ذكروا أن الخبث هم ذكور الشياطين والخبائث هم إناث الشياطين لأنهم يسكنون الأماكن القذرة الخبيثة كما ذكر في الحديث سالف الذكر أو لأنهم يحثون بني ادم على عمل الخبائث ويوسوسون لهم بذلك .
المطلب الثالث : الوسواس الخناس
(مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ)[ الناس:4-6]. وسمي وسواس لأنه يوسوس للناس بالشر ويذكرهم به ويحثهم علية و سمي خناس لأنة يخنث عندما يذكر العبد الله فيخنث أي يصغر و يتضائل ويسكت وسوسته عن الناس مصداقا لقولة تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )
فهو يوسوس عند الغفلة ويخنث عند الذكر .وجاء فى الحديث (ما من آدمي إلا لقلبه بيتان : في أحدهما الملك ، وفي الأخر الشيطان ، فإذا ذكر الله خنس ، وإن لم يذكر الله وضع الشيطان منقاره في قلبه ووسوس له) .تحفة الذاكرين - الصفحة أو الرقم: 28 إسناده رجال الصحيحوقال ابن تيمية: (والوسواس الخناس يتناول وسوسة الجِنَّة ووسوسة الناس، وإلا أي معنى للاستعاذة من وسوسة الجِنَّة فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ما تضره، وقد تكون أضر عليه من وسوسة الجن)(مجموعة الرسائل الكبري 2/202)
المطلب الرابع : المارد
قال تعالى:(وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ)[ الصافات: 7] ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ)(الحج -3 ) ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً)( النساء -117 )الأمرد هو الأملس من شدة ملاسته لا تستطيع أن تحكم قبضتك علية لأنه شديد التفلت نظرا لملاسته و منه قولنا شاب أمرد أي شديد نعومة الوجه وقيل لبلقيس عن الصرح التي حسبته لجة انه صرح ممرد أي أملس من قوارير قال تعالى : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(النمل - 44)وحين يطلق على الشيطان مارد لأنة شديد التفلت وقيل المارد أي المتمرد لأنه تمرد على أمر الله حين أمره بالسجود لأدم ومنه قولة تعالى عن المنافقين :( مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ )[ التوبة: 101] وقيل المردة هم عتاة الجن كما جاء في الحديث ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن))
وقال ابن منظور في لسان العرب ( والمَرْدُ التَّمْلِيسُ ومَرَدْتُ الشيءَ ومَرَّدْتُه لينته وصقلته وقيل الممرَّد المملس وتَمريد البناء تمليسه وتمريدُ الغصن تجريده من الورق )( لسان العرب )
المطلب الخامس : الجان والجن
قال تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )[ الذاريات: 56] وقال تعالى : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ) (الرحمن - 33) وقوله تعالى:( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2))وغيرها من الآيات التي تخاطب الجن وكما سبق ذكرن أن لفظ الجن من الستر والخفاء وذكر الله سبحانه لفظ الجن في قصة إبراهيم قال تعالى :( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)(76) وجن علية الليل أي دخل الليل فستر إبراهيم عن الأنظار ليثبت لقومه أن عبادة النجوم باطلة .والشاهد أن الجن جنس مستور عنا أي غيب لكننا نؤمن بوجودهم لإخبار الله عنهم في كتابة العزيز حتى سميت في القرآن سورة باسمهم (سورة الجن ) للحديث عن أحوال النفر الذين استمعوا للقرآن من الرسول عليه الصلاة والسلام وهو بمكة , وفى قوله تعالى: ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) [ الجن:1 -2]دليل على أن الجن كائنات عاقله. وهى مطالبة بالإيمان والعبادة وهي صالحه وجعلها الله مختارة كالإنسان تماما وان الله بعث لهم رسلا وأنهم سمعوا بالرسالات السماوية وكانوا مأمورين بالإيمان بتلك الرسل بدليل قولة تعالى على لسان الجن (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)فتدل هذه الآية أنهم كانوا مطالبين بالإيمان برسالة موسى عليه السلام كما أنهم مطالبون بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقولهم يهدي إلى الحق والى طريق مستقيم دل على رجاحة عقول هؤلاء النفر من الجن وذهب البعض إلى القول بان الجن خلافا للشيطان والحقيقة أن الجن هم ذرية إبليس والشياطين أيضا ذرية إبليس وإنما من تمرس على الشر يقال له شيطان وهو من ذات جنس الجن وتعدد هذه الأسماء التي عرضناها ترتبط بتعدد صفات هذا المخلوق.
تعليق