شھادات آباء الكنیسة (على تحریف الكتاب المقدس)
من أشھر الأدلة التي یستند علیھا القائلون بعدم تحریف الكتاب ھو شھادات آباء الكنیسة ، فمثلاً الدكتور القس منیس عبد النور یقول : ( كان جمیع المسیحیین یتعبدون بتلاوة أسفار العھد الجدید كما ھي بین أیدینا الیوم ) ٢ ، ویستمر القس قائلاً: (( كتب أئمة المسیحیة جداول بأسماء الكتب المقدسة ، كان أولھا جدول العالم العظیم أوریجانوس الإسكندري ( بعد یوحنا الرسول بمئة سنة) . وجدولھ محفوظ في باریس، وذكره یوسابیوس في تاریخھ ، وفیھ الأربع بشائر وأعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة ورسالتي بطرس وثلاث رسائل یوحنا وكتاب الرؤیا ، وھو الموجود عندنا الیوم ، ولم یذكر الكتب المفتعلة ، مما يدل على أن المسیحیین لم یعرفوا سوى كتبھم الموحى بھا )).وھكذا يستمر القس باللعب على وتر شھادة آباء الكنيسة في الصفحات من ٢٥ إلى ٢٧ مستشھداً برجال من القرن الأول مثل “برنابا” ومن رجال القرن الثاني “بابياس” أسقف ھیرابولیس في آسیا ومن رجال القرن الثالث “أوریجانوس” أما من رجال القرن الرابع فيذكر مثلاً “یوسابیوس” المؤرخ أسقف قیصریة .
أما عن القس عبد المسیح بسیط أبو الخیر في كتابه “الكتاب المقدس یتحدى نقاده والقائلین بتحریفھ” فقد أعطى الفصل السابع عنوان (( شھادة آباء الكنيسة الأولى لصحة ووحي العھد الجديد )) وفي ھذا الفصل يستند على شھادة آباء الكنیسة مثلاً رسالة برنابا و شھادة بابیاس وأكلمندس الإسكندري وأوریجانوس و یوسابیوس القیصري وأثناسیوس الرسولي.
ويسیر على نفس المنوال الدكتور داود رياض ٣ حيث يزعم أن ھناك تواتراً ٤ على صحة الكتاب المقدس ویستشھد على ذلك بجملة من أسماء آباء الكنيسة لا تخرج عما قالھ سابقوھ ، مثل الإستدلال بأكلمندس وھرماس وبابیاس وإیریناوس وغیرھم.
وحتى القس فريز صموئیل ٥ یعزف على نفس الوتر قائلاً : (( لقد اختلف المسیحیون فرقاً ، ومع ذلك فالكتاب واحد بنصھ عند الجمیع ، كل فرقة تقر ھذا النص وتؤيد رأیها بما جاء فيه من نصوص، فإذا حرَّفتھ فرقة لاعترضت الأخرى ولأصبح لدینا نصان واحد محرف والآخر صحیح))
وأما القمص مرقس عزیز ٦ كاھن الكنیسة المعلقة كما تعودنا منھ لم یزد عما قالھ سابقوه شیئاً حیث یسرد أدلتھ على إستحالة تحریف الكتاب المقدس وتحت عنوان شھادة التواتر یقول:(( یذكر لنا التاریخ أن أئمة الدین الذین عاصروا الرسل ، أو الذین خلفوھم في رعاية الكنيسة اقتبسوا في مواعظھم ومؤلفاتھم من الكتب المقدسة وخصوصاً من الإنجیل ، لیقینھم بأنھا كتب إلھية موحى بھا من الله لا یأتیھ الباطل من بین یدیھا ولا من خلفھا)) .
ثم یستمر القس في ذكر قائمة الآباء مثل أكلمندس ، ودیونسیوس وھرماس وغيرھم ویختتم القس كلامھ بنتیجھ یوجزھا بقولھ : (( أن جمیع المسیحیین منذ البدء ، اعتقدوا بھذه الكتب المقدسة . على إختلاف شعوبھم ومذاھبھم)) ٧
ونفس الكلام یردده یوسف ریاض في كتابھ “وحي الكتاب المقدس” ففي صفحة ٥٧ یقول : ((ولقد بذل المؤمنون في العصر الأول عناية خاصة للتمیيز – ٥٦ بین أسفار الوحي وغیرھا من الكتابات ، ولم یقبلوا شیئاً إلا بعد التحري الدقیق . ولقد ضمن الرب لأولئك المؤمنین لا وصول الوحي إلیھم فقط ، ولا حتى استنارة المؤمن الفرد فحسب ، بل أیضاً تمییز جموع المؤمنین، واتفاقھم جمیعاً معاً من جھة وحي الأسفار . فالرب عندما یتكلم یتكلم بسلطان ، والراعي عندما یتكلم فإن الخراف تمیز صوتھ عن صوت الغریب … ) ثم يستمر الكاتب حتى یصل إلى قمة الجرأة عندما یقول: (( ولقد صار اعتماد ھذه الأسفار بأنھا وحي الله في نھایة العصر الرسولي .ویرى البعض أن الله أطال عمر یوحنا الرسول (نحو مائة سنة ) لھذا الغرض السامي ، وھو أن یسجل بنفسھ اللمسات الأخيرة من الكتاب المقدس ویسلم من تسموا فیما بعد آباء الكنیسة ھذا الكتاب لیصل إلینا بقدرة الله الحافظ رغم كل المقاومات )) .
وأما داود ریاض كالعادة في جميع كتبھ ینقل عن الآخرین دون أن يأت بجديد فیقول (( إن جميع المسیحیین منذ البدء، اعتقدوا بھذه الكتب المقدسة على اختلاف شعوبھم ومذاھبھم بالرغم من عقائدھم وأفكارھم المختلفة اتفقوا على . نص ثابت للكتاب المقدس ” العھد القدیم بالعبري والعھد القدیم بالیوناني” )) ٨
وھكذا یستمر القائلون بعدم تحریف الكتاب المقدس في العزف على نفس وتر شھادة آباء الكنيسة ینقل بعضھم من بعض فیقدم أحدھم بعض الأسماء على الأخرى ويؤخر البعض الآخر ثم یخرج كتابأً جديداً تقریباً بنفس الألفاظ فلا یختلف كتاب عن الآخر إلا في لون غلاف الكتاب وأسمھ بل إن البعض لم یغير اسم الكتاب بل أكثر من ذلك فإن بعض الكتاب وصل بھم الأمر أن یلعبوا نفس اللعبھ في كتاباتھم ھم شخصیاً فكل فترة يأت بكتابھ فیقدم فيھ صفحات ويؤخر الأخرى ویقوم بطباعتھ تحت اسم جدید ، فلم یكّلفوا أنفسھم عناء البحث والتحقیق في صحة الكلام الذي ینقلونھ ، فیقارنوا الكلام المكتوب بالمراجع المزعومھ .
والسؤال الآن ھل حقاً كان لدى آباء الكنیسة تصوراً واضحاً عن ماھية الكتاب المقدس وأسفاره ؟ وھل اتفق آباء الكنیسھ على أسفار الكتاب المقدس كما يزعم البعض ؟ و لنأخذ نماذج وأمثلة لآباء الكنیسة وبالمثال یتضح المقال.
إيريناوس أسقف ليون ( 120 ـ 202م )
والذي يطلق عليه أبو التقليد الكنسي[9] ويرون أن شهادته جليلة[10] والعجيب أن ينقل القائلون بعدم تحريف الكتاب المقدس الكتابات من بعضهم البعض دون أن يبحثوا في توثيق هذه الكتابات فإيريناوس هذا يخبرنا عنه يوسابيوس القيصري ـ والمعروف بأبي التأريخ الكنسي ـ أنه كان يؤمن بأن “كتاب الراعي” لهرماس هو من الأسفار المقدسة وتعالوا نقرأ نص كلام يوسابيوس يقول: (( وهو لا يعرف كتاب الراعي فقط بل أيضاً يقبله ، وقد كتب عنه ما يلي: حسناً تكلم السفر قائلاً أول كل شيء آمن بأن الله واحد الذي خلق كل الأشياء وأكملها))[11] .وهنا يحق لنا السؤال أين اتفاق الآباء على أسفار الكتاب المقدس ؟
وسؤال آخر أين الأسفار ( كسفر الراعي لهرماس) التي سلموا بها وليست بين أيدينا الآن ؟
وهل ينطبق على العلامة إيريناوس قول الكتاب
(لاني أشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب )[12].
هل حقاً ستزيد الضربات على العلامة إيريناوس ؟؟؟!!!
ولعل القوم لو قرأوا كتابات إيريناوس لعلموا أن الرجل لا يصلح بحق أن يكون مصدر معلومات معتمدة فهو مثلاً يقول في كتابه الثاني ضد الهرطقات الفصل الثاني والعشرين أن المسيح عاش حتى بلغ من العمر أكثر من خمسين سنة ، ويقوم في الفقرة السادسة بتأكيد معلومته هذه بما جاء في إنجيل يوحنا 56:8-57 ،[13] فهل تؤمن الكنيسة حقاً أن المسيح عاش حتى بلغ الخمسين أم يعتقدون أنه بدأ دعوته وهو في الثلاثين و دعوته لم تستمر أكثر من أربع سنوات فقط ؟ وذلك كما جاء على لسان المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري[14]
والغريب حقاً أن إيريناوس يزعم في الفقرة الخامسة من نفس الكتاب أن هذه المعلومات قد سلمها يوحنا بن زبدي لتلاميذه الذين رافقوه في آسيا وبقوا معه حتى حكم تراجان
(even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information. And he remained among them up to the times of Trajan)[15]
العلامة أوريجانوس ( 185 ـ 253 م)
وهو ناظر المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية والذي يصفه القس منيس عبد النور بأنه “العالم العظيم“
وبالنظر في الجدول الذي أورده يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسه يذكر من بين الأسفار القانونية ( إرميا مع المراثي والرسالة في سفر واحد ، اسمه ارميا)[15].
والآن نسأل جهابذة علماء الكتاب المقدس من البروتستانت هل رسالة إرميا التي كان يؤمن بها ” العالم العظيم”!! ـ الذي أصبح ناظراً للمدرسة اللاهوتية في سن الثامنة عشرةـ موجودة في الكتاب المقدس الذي بين يدي البروتستانت الآن ؟ الإجابة طبعاً أنها غير موجودة !!!!
وهذه الرسالة لم يكن أوريجانوس فقط يعتقد بأنها سفر موحى به من الإله بل يوجد غيره الكثير من آباء الكنيسة اعتقدوا بنفس عقيدته كما تخبرنا بذلك دائرة المعارف الكتابية فتقول:
(( قانوينة الرسالة وقيمتها : كان الآباء اليونانيون الأوائل ، يميلون – بوجه عام – إلى اعتبار الرسالة جزءاً من الأسفار القانونية ، لذلك تذكر في قوائم الأسفار القانونية لأوريجانوس وأبيفانيوس وكيرلس الأورشليمي وأثناسيوس ، وعليه فقد اعترف بها رسميا في مجمع لاودكية ( 360 م ) .))[16]
جاء في نفس الجدول هذه العبارة التي تبين أن أوريجانوس لم يكن يعتبر رسالة بطرس الثانية من الأسفار المقدسة (( وبطرس الذي بنيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة معترف بها ، ولعله ترك رسالة ثانية أيضاً ، ولكن هذا مشكوك فيه.))[17]
وهذا الرأي ليس رأيه وحده ولكنه رأي يوسابيوس القيصري ” ابو التأريخ الكنسي” فهو يقول بالنص في كتابه تاريخ الكنيسه (( إن رسالة بطرس الأولى معترف بصحتها وقد استعملها الشيوخ الأقدمون في كتاباتهم كسفر لا يقبل أي نزاع . على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الآن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك إذ اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار))[18] .
والسؤال الآن : بأي حق دخلت رسالة بطرس الثانية إلى الكتاب المقدس طالما أنها بشهادة “العالم العظيم” أوريجانوس و أيضاً بشهادة “أبو التأريخ الكنسي” يوسابيوس القيصري أنها ليست من الأسفار المقدسة؟؟؟
مع استصحابنا كلام جهابذتنا من علماء الكتاب بأن الآباء لم يختلفوا حوله !!
ويستمر يوسابيوس القيصري في عرض جدول أوريجانوس للأسفار المقدسة عندما يتكلم عن يوحنا فيقول (( وترك أيضاً رسالة قصيرة جداً ، وربما رسالة ثانية وثالثة ، ولكنهما ليسا معترفاً بصحتهما من الجميع ))[19] .
والسؤال هو إذا كانت رسالة يوحنا الثانية والثالثة مرفوضتان من الجميع فكيف دخلتا إلى الكتاب المقدس ؟؟؟ وأين هو التواتر والإجماع المزعوم ؟؟
ويستمر أبو “التأريخ الكنسي” في إتحافنا بتصور العالم العظيم أوريجانوس عن الأسفار المقدسة فينقل تصوره عن الرسالة إلى العبرانيين التي يحلو للبعض أن ينسبها إلى بولس فيقول: (( إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذي اعترف عن نفسه بأنه عامي[20] في الكلام أي في التعبير بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة))[21]
وهَب أن محاكمة عُقدت للحكم في مسألة تحريف الكتاب المقدس فمن غير أوريجانوس أولى بالشهادة منه ـ وشهد شاهدٌ من أهلها ـ على تحريف الكتاب المقدس ، فهو الذي يشهد على أن اليهود حّرفوا الكتاب المقدس.
تعالوا بنا ننقل شهادةً من رهبان دير الأنبا مقار ـ وهم يقولون (( أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا : ” وعُيّن للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ ” ويقدم أمثلة من الأنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله:” لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ( متى 23 : 35 ) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ( كما يكتب أوريجانوس ) ، ومع ذلك لم تذكر في العهد القديم . ثم يتساءل : أين جاء في الأسفار المقدسة شيء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود ؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين : ( آخرون تجربوا … نشروا ، جربوا ماتوا قتلاً بالسيف ) ” عب 11 : 36 و 37 “ لأنه معروف في التقليد اليهودي خارجاً عن الأسفار العبرية أن أشعياء النبي فقط هو الذي نشر بالمنشار ))[22] .
أنا أتعجب من هؤلاء الذين يعتمدون على شهادة أوريجانوس ويعتبرونه من آباء الكنيسه فتارة يقولون إنه قديس ، وتارة أخرى العالم العظيم ، وكلهم بلا إستثناء سواء بروتستانت أو أرثوذكس أو كاثوليك يعتبرونه من آباء الكنيسه ولست أدري لماذا يخُفون علينا حقيقة هذا الرجل هل عن جهل أم عن مكر ودهاء ؟؟؟ فإن “العالم العظيم القديس أوريجانوس” هو من الهراطقة المحرومين في الكنيسة وهذه ليست شهادتي وإنما هي شهادة البابا شنوده الثالث في كتابه سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية وعقائدية ب وهو كتاب يُدرّس على طلاب الكلية الإكليريكية فيذكر في صفحة 131 ما يلي:
((تم حرم أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام ، البطريرك الثاني عشر، في أوائل القرن الثالث . وتأكد حرمه أيضاً في عهد البابا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرين ، في أواخر القرن الرابع . وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع والخامس منهم القديس أبيفانوس أسقف قبرص ، ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء. لم ترفع الحرومات عن أوريجانوس . والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعيها الخامس والسادس.))
القديس أكلمندس الإسكندری (۱۵۰۔۲۱۵)
يريد البعض أن يوهمنا “سواء عن جهل أو عن مكر” أن أكلمندس الإسكندري كان لديه تصور واضح لأسفار الكتاب تجعله قادر على التفريق بين الأسفار الإلهية من غيرها ، ويحاول أن يوهمنا بأن هذه الشهاده ذكرها يوسابيوس في كتابه تاريخ الكنيسه نأخذ مثالا على ذلك ما جاء في كتاب ” الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه” صفحة 142 يقول الكاتب: (( كان القديس اكليمندس الإسكندري مديرا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية وتلميذا للعلامة بنتينوس ومعلما لكل من العلامة أوريجانوس وهيبوليتوس وكان كما يصفه يوسابيوس القيصري ” متمرسا في الأسفار المقدسة ” وينقل يوسابيوس عن كتابة وصف المناظر أنه أستلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من الرسل فقد كان هو نفسه خليفة تلاميذ الرسل أو كما يقول هو عن نفسه إنه من أجل الأجيال المتعاقبة التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين)).
ولكن تأتي الصاعقة الكبرى والطامة العظمى بالرجوع إلى كلام يوسابيوس القيصري الذي تحاشى القس – الأمين في النقل !- أن يذكر نص كلامه ، لندرك أن أكلمندس الإسكندري – ويا للعجب !. كان يؤمن بالعديد من الأسفار الغير موجودة الآن في الكتاب المقدس مثل رسالة برنابا ورؤيا بطرس ورسائل اكلمندس الروماني وإليكم نص كلام يوسابيوس القيصري كاملا دون بتر”: (( وبالإختصار لقد قدم في مؤلفه وصف المناظر وصفة مؤجزة عن جميع الأسفار القانونية، دون أن يحذف الأسفار المتنازع عليها أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى ، ورسالة برنابا والسفر المسمى رؤيا بطرس)). 25
ويشهد يوسابيوس أيضا على أن أكلمندس الإسكندري كان يقتبس في كتاباته من أسفار لا توجد الآن في الكتاب المقدس فيقول : (( ويستخدم أيضا في هذه المؤلفات شهادات من الأسفار المتنازع عليها مثل حكمة سليمان ، وحكمة يشوع ابن سيراخ، ورسالة العبرانيين ، ورسائل برنابا ، وأكلمندس ، ويهوذا” 26
وتأتي شهادة أخرى تؤكد هذا الكلام من داخل الكنيسة الأرثوذكسية في كتاب “فكرة عامة عن الكتاب المقدس” الصادر من دير الأنبا مقار والذي نشر كمقالات في مجلة مرقس فيقول في صفحة ۷۳ ما نصه : (( شهدت السنين الأخيرة من القرن الثاني حتى بداية القرن الثالث الميلادي نشاطا كبيرا في مدرسة الإسكندرية الشهيرة التي كان يرأسها حينذاك العلامة كليمندس الإسكندري . ويتبين من كتاباته أنه كان يعترف بعدد كبير من أسفار العهد الجديد أكثر مما كانت تعترف به كنيسة روما . فقد ذكر الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الأربع عشرة وسفر أعمال الرسل ورسائل : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية ويهوذا ، وسفر الرؤيا . ولكنه أضاف إليها أيضأ رسائل كلمندس الروماني وبرنابا الرسول باعتبارها كتابات ذات سلطان رسولي)).
والأخطر من ذلك هو أن أكلمندس كان يعتقد بأن كتاب الديداخي هو سفر إلهي من أسفار الكتاب المقدس ففي كتاب “الديداخي أي تعليم الرسل” و هو من سلسلة مصادر طقوس الكنيسة وهو من تصنيف أحد رهبان الكنيسة القبطية يذكر ذلك صراحة صفحة 85 فيقول: (( والقديس كليمندس الإسكندري 216 م يذكر صراحة وجود هذا الكتاب ليس فقط لأنه اقتبس منه الكثير ، بل لأنه يذكر في كتابه المتفرقات . ستروماتا” ما ورد في نص الديداخي 3: 5 حرفيا : ” يا بني لا تكن كذابا لأن الكذب يقود إلى السرقة ” وينسب هذه العبارة إلى الكتاب المقدس )) .
ونفس الشهاده يذكرها الدكتور أسد رستم 27 إضافة إلى إنه كان يؤمن بسفر إسدراس الثالث وبالطبع هذا السفر غير معترف به الآن سواء عند البروتستانت أو الأرثوذكس أو الكاثوليك 28 إضافة لأنه كان يؤمن بسفر باروخ الذي لا يؤمن به البروتستانت.
بابياس أسقف هيرابوليس ( القرن الثاني)
لست أدري بأي وجه يستدل القساوسة بشهادة بابياس بل وصل بأحدهم وهو القس منيس عبد النور بأن يصفه بالنبوغ فهو يقول ما نصه: ((بابياس: أسقف هيرابوليس في آسيا ، نبغ بین ۱۱۰ و ۱۱۹ م واجتمع ببوليكاربوس ، وربما اجتمع بيوحنا الرسول )) وهو نفس الكلام الذي نقله ” نقل مسطرة ” الدكتور داود رياض في كتابه من يقدر على تحريف كلام الله ؟۲۹
فهل يتجاهل هؤلاء القساوسة والدكاترة حقيقة هذا الرجل ، أم هي مصيبة النقل بدون تمحيص وتحقيق للأقوال ؟؟؟!
فإن هذا ” النابغة ” الذي يتكلم عنه القساوسة وأساتذة اللاهوت الدفاعي ، هو إنسان عديم الإدراك وحتى لا أخوض أكثر في وصف هذا البابياس سأكتفي بما ذكره أبو التأريخ الكنسي يوسابيوس القيصري فيقول ما نصه: (( ويدون نفس الكاتب روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالا وتعاليم غريبة للمخلص، وأمور أخرى خرافية)) 30
ويستمر أبو التأريخ الكنسي الذي يعرف عن الرجل أكثر مني وأكثر من ناعسي القساوسة والدكاترة إذ يقول عنه (( إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جدا كما يتبين من أبحاثه . وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من أباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الأراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه ، كإيريناوس مثلا وغيره ممن نادوا بأراء مماثلة)) 31.
قلت : – ولعمري – متى ينصف القوم ويتحرروا من محدودية الإدراك التي ورثوها ممن سبقهم ؟؟
تأتي هذه الشهاده من يوسابيوس القيصري بالرغم من أن بابياس كان يزعم أن كل ما يقوله هو صحيح تماما وأنه تسلمها ممن سبقه من الشيوخ فهو يقول بالنص ((لا أتردد في أن أضيف ما تعلمته وما أتذكره جيدا من تفاسیر تسلمتها من الشيوخ، لأني واثق من صحته تماما . أنا لم أفرح ، كمعظم الناس ، بالذين قالوا أشياء كثيرة ، بل بمن يعملون الحق، ولا أفرح بمن يرددون وصايا الأخرين ، بل بأولئك الذين أعادوا ما أعطاه الرب للإيمان واستقوا من الحق نفسه . وإذا جاءني أحد ممن تبع القسوس نظرت في كلام الشيوخ مما قاله اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أحد تلاميذ الرب ، أو أريستون أو يوحنا الشيخ . فإنني ما ظننت أن ما يسقي من الكتب يفيدني بقدر ما ينقله الصوت الحي الباقي)31
ويكفي أن نعرف أن القديس أغسطينوس اعتبر من يعتقد بعقيدة بابياس هو منحرف عن الإيمان” في أنه بعد قيامة الأجساد من الموت سيكون هناك ألف سنه على الأرض عبارة عن مملكة يعود فيها المسيح إلى الأرض وفي هذه المملكة توجد 10000 کرمة كل كرمة بها 10000 غصن ، وكل غصن به 10000 عنقود، وكل عنقود يحوي 10000 حبة من العنب ، وكل حبة عصيرها يملأ 25 مكيالا من الخمر” 32.
إذا بشهادة القديس أغسطينوس فإن بابیاس کان منحرف عن الإيمان !! ويبدو أن القائلين بعدم تحريف الكتاب المقدس يريدون أن يعودوا بعقارب الساعة إلى الوراء حينما كان أباء الكنيسة ساقطين وغارقين في خدعة بابیاس الذي ضلل أباء الكنيسة لقرون طويلة حتى أفاقوا على الحقيقة المرة وهي أن بابياس لم تكن شهادته تساوي جناح بعوضه.
وإليكم شهادة أحد رهبان الكنيسة القبطية يقول: (( ولم تعد لأراء بابیاس أهميتها التي ظلت قرون طويلة تؤثر على فكر آباء الكنيسة وتوجه آراءهم . بل إن يوسابيوس كان سباقة في هذا الشأن عندما قال ” إن بابياس كان محدود الإدراك جدا كما يتبين من أبحاثه” )) 34
والسؤال هو لماذا يصر المبصر أن يغمض عينيه ؟
أما آن للقساوسة والدكاترة أن يصغوا للمنهج العلمي الرصين ، وألا يسيروا على خطى أقوال بابياس بعدما ضيع آباء الكنيسة أمثال إيريناوس وغيره ؟
وهل تقبل شهادة رجل كهذا . محدود الإدراك جدا – في نسبة كلام إلى الله عز وجل ؟
أكلمندس الروماني ( بعد سنة 96)
وإستمرار في التخبط . أقصد الإستشهاد بأباء الكنيسة . ذكروا أكلمندس الروماني ، فعلى سبيل المثال ما ذكره الدكتور القس منيس عبد النور ” أكليمندس: أسقف روما وعمل مع الرسول بولس ( فيلبي 3: 4 ) وكتب رسالة إلى كنيسة كورنثوس استشهد فيها بكثير من أقوال المسيح الواردة في الإنجيل ، ومن رسائل الرسل ” . .
ولو أن الدكتور القس وغيره من عشرات القساوسة الذين يرددون نفس الكلام قد كلفوا أنفسهم عناء قراءة هذه الرسالة لعلموا أن أكلمندس الروماني كان يقتبس كلاما على أنه من الكتب المقدسة ولا نجد له أي أثر في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن ، على سبيل المثال لا الحصر يقول (( فخليق بنا أيها الأخوة إذن أن تلتصق بهذه الأمثلة ، لأنه مكتوب : التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين)) .
ويعلق الدكتور وليم سليمان قلادة على هذا النص في الهامش قائلا : “غير موجودة في الكتاب المقدس” ، أفتونا هداكم الله هل ينطبق على القديس أكلمندس الروماني نص الكتاب في رؤية يوحنا اللاهوتي (لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب أن كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب )
يا ليتهم كلفوا أنفسهم عناء قراءة هذه الرسالة حتى يعلموا أن الرجل كان محدود الإدراك جدا ولا يوجد لديه الحد الأدنى من منهجية البحث والتحقيق في صحة الأقوال التي يسمعها ، فإنه يخبرنا في رسالته أن في نواحي المشرق أي بلاد العرب وما حولها يوجد طائر العنقاء وطبعا الدكاترة والقساوسة يعلمون أن طائر العنقاء طائر خرافي أسطوري لا حقيقة له .
ولكننا لا نتوقع مراجعة من الآباء المطارنة ولا عظمائنا من البطاركة والأساقفة لأن فاقد الشيء لا يعطيه – تعالوا ننقل كلام اكلمندس الروماني في رسالته التي يتغنى بها هؤلاء: (( فلنتأمل الأعجوبة الغريبة التي تحدث في نواحي المشرق، أي بلاد العرب والأقاليم المحيطة بها . هناك طائر يسمى العنقاء : هو وحيد في نوعه ويعيش خمسمائة عام ، وعندما تقترب نهايته ليموت . يقيم لنفسه باللبان والمر وغيرهما من الأطياب عشا يدخله عندما تكمل أيامه حيث يموت ، ومن جسمه المتحلل تولد دودة تغتذي من بقايا الطائر الميت وتتغطى بالريش . ثم إذ تصبح قوية ، تحمل العش الذي تستقر فيه عظام أبيها ، وبهذا الحمل تواصل رحلتها من العربية إلى مصر حتى مدينة هليوبوليس ، هناك في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع تمضي طائرة لتضعه على مذبح الشمس وبعد ذلك تسرع عائدة إلى مقرها الأول ، حينئذ يفتش الكهنة سجلات تواريخهم ، ويجدون أنها عادت بالضبط بعد تمام الخمسماءة عام) 38
رسالة برنابا ( قبل سنة 140)
2- دكتور القس صموئيل حبيب
3- دكتور القس فايز فارس
4- جوزيف صابر
المحرر المسئول: وليم وهبة بباوي
وإليكم نص كلام الدائرة ((محتويات الرسالة : إن جزءاً كبيراً من الرسالة عبارة عن اقتباسات، أغلبها من الترجمة السبعينية لسفر اشعياء، والبعض الآخر من أسفار قانونية أخرى، وأسفار غير قانونية أيضاً، فيقتبس أقوالاً من إسدراس الثاني “كنبي اخر ” ( 12 )، ويقتبس من اخنوخ الاول ( 16 : 5 ) ويقول عنها : ويقول الكتاب. ” وتتكرر هذه الظاهرة في مواضع اخرى.))والعجيب حقاً أن القس منيس عبد النور يناقض نفسه ففي دائرة المعارف الكتابية يصرح هو ومعه مجموعة من القساوسة والدكاترة أن كاتب رسالة برنابا لا يمكن أن يكون برنابا الرسول وإليكم نص الكلام (( مؤلفها : من المستبعد جداً أن يكون كاتبها هو برنابا المذكور في سفر الأعمال، والذي كان رفيقاً للرسول بولس في رحلته التبشيرية الأولى، فهي ترجع إلى تاريخ متأخر عن ذلك كثيراً، ولكن الأهم من ذلك، هو أن أسلوب التعليم الذي بها يختلف كل الأختلاف عن تعليم الرسول بولس، فالخلاص هو موضوع سعي وجهاد تتدخل فيه أعمال البر، والبصيرة المميزة تساعد على ذلك. والتوراة ( الأسفار الخمسة ) تزخر بالشخصيات التي تمثل تعليماً روحياً، فلم يقصد منها أن تفهم حرفياً، بل لكي تنقل معاني روحية. ويجب ألا نفهم أن الناموس قد تممه المسيح، بل مازال الناموس ملزم للمسيحيين، ” إن نفسي لترجو ألا أكون قد اهملت ذكر شيء من الأمور اللازمة للخلاص ” ( 17 : 1 )، فأي برنابا ( ؟ ) هذا الذي كتب ذلك !! )) [41].
ويا ليت القساوسة يخبرون الناس أن القديس إيرينيئوس ” وهو نفسه الذي يعتمدون على شهادته ويعتبرونه من آباء الكنيسة” اعتبرها غير قانونية.
والسؤال للقساوسة لماذا تكيلون بمكيالين ؟
فعندما تدافعون عن كتابكم المقدس تجعلون من كاتب رسالة برنابا رسول ، وفي كتاباتكم الأخرى تذكرون الحقيقة وهي أن برنابا لم يكتب هذه الرسالة فهل هذا من أخلاقيات البحث العلمي؟ .
والسؤال : لحاملي لواء الدفاع عن الكتاب المقدس ، إذا كنتم تعترفون بأن الرسالة كتبها برنابا وهو واحد من الرسل فلماذا لا تضعونها في الكتاب المقدس كما وضعتم إنجيل لوقا فإن لوقا هو أيضاً من الرسل وكان تلميذاً لبولس مثله مثل برنابا .
وهل ما زال مؤلف كتاب ” الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه“[8] مصراً على إعتبار كاتب رسالة برنابا مستقيم الرأي ( أرثوذكسي) بعد أن عرف أن كاتب الرسالة كان يعتقد أن يسوع لم يتمم الناموس وأن المسيحيين ما زالوا ملزمين بالناموس ؟؟؟؟؟؟ !! .
المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ( 264 – 339م)
يقول عنه القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي أنعقد سنة 325م . وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين ، وهو نفسه يعتبر حجة في تاريخ الكنيسة في عصورها الأولى وكان واسع الإطلاع في كتب الآباء والتي كان لديه منها الكثير جداً واستقى معلوماته منها))[42] .
ولكن الذي لم ينقله لنا القس هو وغيره من القائلين بعدم تحريف الكتاب المقدس هو أن يوسابيوس القيصري لم يكن يؤمن بأن رسالة بطرس الثانية سفر إلهي وأنه لم يكن يعتقد أن بطرس هو كاتب الرسالة الثانية المنسوبة له وإليكم نص كلام يوسابيوس: ((على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الأن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار))[43].
ألا فليعلم الحاضر الغائب أن حجة التأريخ الكنسي الذي كان واسع الإطلاع على كتب الآباء واستقى منها معلوماته يشهد بتحريف رسالة بطرس الثانية ويكفي أن نعلم خطورة تحريف رسالة مثل رسالة بطرس الثانية على العقيدة حيث أنها تعلم ببدعة الحلول وبدعة تأليه الإنسان أقرأوا إن شئتم ما جاء في الرسالة :
(( اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينه لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة ))[44].
والعجيب أن القوم يستشهدون بكلام يوسابيوس القيصري مع إجماعهم على هرطقته كما جاء في المقدمة التي وضعها القمص مرقس داود لكتاب تاريخ الكنيسة[45]
هرماس (القرن الأول)
يقول عنه الدكتور القس منيس عبد النور (( كان معاصراً لبولس الرسول وذكر اسمه في رومية 4:16 كتب ثلاثة مجلدات في أواخر القرن القرن الأول استشهد فيها بكثير من كتب العهد الجديد وكانت له منزلة كبرى عند القدماء))[46]. وتقريباً نفس الكلام ينقله الدكتور داود رياض في كتابه[47] بشكل مختصر.
فأي تخبط هذا في كتابات هؤلاء القوم وكيف سمحت لهم أهواؤهم بالإستشهاد بكاتب مثل هرماس وهو رجل في مفهوم كل الكنائس سواء بروتستانتيه أو أرثوذكسية أو كاثوليكية غير مستقيم الإيمان فهو يؤمن بأن الروح القدس هو ابن الله ويدّعي كذباً في المثل التاسع أن ملاك التوبة قال(( أريد أن أريك كل ما اظهره لك الروح القدس الذي خاطبك باسم الكنيسة ، هذا الروح هو ابن الله .. ))[48] كتاب الراعي 9 : 1 :1 .
ويكفي أن نعلم أن العلامة ترتليان اعتبره يحبذ الزناة[49] ، والذي لم يذكره الدكاترة هو أن كاتب كتاب الراعي كان يقتبس من الكتب المنحولة والكتب الوثنية ثم أنه لم يصرح أنه يقتبس من إنجيل كذا أو رسالة كذا خاصة أنه لم يوردها بحرفيتها وإليكم شهادة من أحد رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول: (( والكاتب بسيط الأسلوب ، سهل اللغة ، سطحي الثقافة ، كثير الإستطراد، إلا أنه مطّلع على آيات الكتاب المقدس دون أن يوردها بحرفيتها ، يستقي مادته من الكتب المنحولة والكتب المسيحية والوثنية على حد سواء ، ))[50]
مجمع الأساقفة في لاودكية(360)
والذي لم يذكره لنا أيضا القس هو أن مجمع الآباء في لاودكية اعتبر سفر باروخ سفراً قانونياً إلهياً وبالطبع فإن القس لأنه بروتستانتي فإنه يعتبر هذا السفر غير قانوني ومحرّف قد حرّفته الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية وأضافته للكتاب المقدس زوراً.
والذي لم يذكره أيضاً القساوسة أن مجمع اللاودكية لم يعترف برؤيا يوحنا اللاهوتي[53] ففي القانون رقم 60 من مجمع اللاودكية يذكر أسفار العهد الجديد التي يدّعي الدكتور القس أنها نفس الأسفار التي بين أيدينا الآن ولا يذكر بينها رؤية يوحنا اللاهوتي.
الوثيقة الكلارومونتية( القرن السادس)
مجمع قرطاج( 397-419 )
يقول القس منيس عبد النور (( التأم مجمع كنسي في قرطاجنة ، حضره القديس أغسطينوس أسقف هبو ، وكتب جدولاً بكتب العهد الجديد يطابق الموجود عندنا الآن ))[55]
ويا ليت القس ـ طالما أنه يثق في قرارات هذا المجمع ويثق في رأي القديس أغسطينوس ـ أن يذكر لنا لماذا لا يأخذ برأي مجمع قرطاج الذي اعتبر الأسفار التالية قانونية بالرغم من أن الدكتور لا يعترف بها كأسفار قانونية 🙁 طوبيا ـ يهوديت ـ حكمة سليمان ـ حكمة يشوع بن سيراخ ـ مكابيين أول ـ مكابيين ثان)[56] والعجيب أن مجمع قرطاج الذي عقد سنة 397 م لم يقبل رؤيا يوحنا اللاهوتي وإنما قبلها سنة 419 م بحسب ما يحكيه العالم زاهن .
ترتليان ( 145 ـ 220)
يقول القس عبد المسيح بسيط : (( العلامة ترتليان ” 145 – 220 م ” وقال العلامة ترتليان ، من قرطاجنه بشمال أفريقيا والذي قال عنه القديس جيروم أنه يعتبر رائد للكتبة اللاتين عن صحة ووحي الأناجيل الأربعة ( أن كتاب العهد الإنجيلي هم الرسل الذين عينهم الرب نفسه لنشر الإنجيل إلى جانب الرجال الرسوليين الذين ظهروا مع الرسل وبعد الرسل … يوحنا ومتى اللذان غرسا الإيمان داخلنا ، ومن الرسوليين لوقا ومرقس اللذان جدداه لنا بعد ذلك ” كما اقتبس من كل أسفار العهد الجديد واستشهد بأكثر من 7000 اقتباس ))[57] .وبنفس الرجل يستشهد القس منيس عبد النور في كتابه[58]
ولكن يبدو أن القساوسة نسوا أو تناسوا أن ترتليان رائد الكُتَّاب اللاتين كان يؤمن بأن رسالة برنابا هي سفر إلهي وأنها من أسفار الكتاب المقدس ونسي القساوسة البروتستانت أن ترتليان كان يؤمن بقانونية سفر باروخ الذي يعتقدون هم أنه سفر مزيف[59]
هيبوليتس( حوالي 235 )
يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( كان هيبوليتوس كاهناً بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها في الإجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله ))[60].
والذي جهله القس أو تجاهله هو أن هيبوليتوس لم يكن يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثاتية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا رسالة يهوذا وهذا الكلام يشهد به رهبان الكنيسة الأرثوذكسية نفسها التي ينتمي إليها القس فيقول رهبان دير الأنبا مقار (( كان معاصراً لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس ، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفراً فقط للعهد الجديد ، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف ، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية . إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحيه أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية ، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس ))[61] .
بل أكثر من ذلك فإن هيبوليتس كان يقتبس ويستشهد بسفر ” أعمال بولس” الذي تعتبره الكنيسة الآن سفر مزيف فتقول دائرة المعارف الكتابية (( أما في الغرب حيث كان ينظر بعين الريبة لأوريجانوس ، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس . ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود ))[62].
الديداخي ” تعليم الرسل ” ( القرن الثاني)
يقول القس عبد المسيح بسيط (( كتب هذا الكتاب في نهاية القرن الأول واقتبس كثيراً من الإنجيل للقديس متى وأشار إلى الإنجيل ككل ، سواء الإنجيل الشفوي أو المكتوب بقوله ” كما هي عندكم في الإنجيل ( 15 : 3 ، 4 ) و” كما أمر الرب في أنجيله” ( 15 : 3 ) ويقتبس من الإنجيل للقديس متى بقوله ” لا تصلوا كما يصلي المراؤون ، بل كما أمر السيد في إنجيله ، فصلوا هكذا : أبانا الذي في السماء ..الخ” ( 2:8 ) و”لأن الرب قال لا تعطوا الخبز للكلاب” (5:9) . ويختم الكتاب بالقول ” ولكن كما كتب سيأتي الرب ومعه القديسون (زك 5:14 ) ثم يضيف ” وسينظر العالم مخلصاً آتياً على سحاب السماء” (مت 3:24) )) .
ألهذه الدرجه وصل الحال بهؤلاء القساوسة حتى يستشهدوا بأسفار وكتابات مزيّفة وهذه شهادة أبو التأريخ الكنسي ـ على حد قول القساوسة ـ يقول في كتابه عن الأسفار المرفوضة (( وضمن الأسفار المرفوضة ، يجب أن يعتبر أيضاً أعمال بولس و ما يسمى بسفر الراعي ، ورؤيا بطرس ، يضاف إلى هذه رسالة برنابا التي لا تزال باقية ، وما يسمى تعاليم الرسل ))[63].
وبهذا يتضح أنه ( بقدرة قادر) أصبحت الأسفار المرفوضة حجّة فلماذا إذاً لا نستشهد بسفر الأعمال الأبوكريفي الذي يذكر أن المسيح لم يصلب بل صلب إنسان آخر مكانه[64] ، فعلى الأقل هناك شهادة تأتي لصالح هذا السفر في الوثيقة الموراتورية التي تستشهد بها حيث تقول دائرة المعارف الكتابية (( يبدو من إشارة كاتب الوثيقة الموراتورية ( بيان بالأسفار المعترف بها في حوالي 190 م ) إلى سفر الأعمال الكتابي ، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للأعمال ، فهو يقول ” أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد ، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس ، في حدود ما وقع منها تحت بصره ، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسباني )).
ولماذا لا نستشهد بسفر أعمال يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح لم يمت مصلوباً وإنما أمر يوحنا أن يحفر له قبراً ثم اضطجع بهدوء في القبر وأسلم الروح[65] . هذا إذا علمنا أن سفر أعمال يوحنا كان يُقرأ في الكنيسة في القرون الأولى في الدوائر القويمة وذلك بحسب رواية أكلمندس الإسكندري الذي يستشهد به حضرات القساوسة وقد استخدمها بروكورس ( القرن الخامس ) في تأليف رواية عن رحلات الرسول كما استخدمها أبيداس ( القرن السادس)[66] ، ولكن الصاعقة تأتي عندما نعلم أن كاتب الديداخي كان يقتبس من أسفار غير موجودة في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا فيقول (( وبخصوص هذا فقد قيل : لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها )) [67].
وكل المحاولات للصق هذا النص بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا هي كلها محاولات لا تقنع عقلاً سليماً أو باحثاً منصفاً ، والأغرب من هذا أن كاتب الديداخي الذي لا نعرف له اسماً ولا موطناً ولا هويهً لم يذكر لنا ولو لمرة واحدة أنه يقتبس من إنجيل متى أو أنه يذكر متى نفسه لا من قريب ولا من بعيد وإنما كان كل كلامه عن إنجيل الرب انظر مثلاً قوله (( ولا تصلوا كالمرائين ، بل كما أمر الرب في أنجيله فصلوا هكذا))[68]
قاعدة هامة في موضوع الإقتباس
نحن كمسلمين لا ننكر أن يكون هناك إنجيلٌ تركه المسيح فيه أقواله وأمثاله ولكننا نعتقد بأن هذه المادة الإنجيلية قد أخذ منها كثيرون وأضافوا إليها معلومات وأخبار غير سليمة مثل موضوع صلب المسيح ، فالمتتبع لمنهجية التحريف في الكنيسة الأولى سواء ممن تطلق عليهم الكنيسة هراطقة أو ممن ينتسبون إلى الكنيسة يجد أنهم كانوا يستخدمون مجموعة من الأخبار الحقيقية ثم يصيغوا منها عملاً مزيفاً بإضافة معلومات غير حقيقية إليه فتضيع الحقائق التاريخية في أكوام من الأساطير .
ولنأخذ مثالاً على ذلك :ـ قصة تكلا في سفر أعمال بولس
فهناك حقائق تاريخية في هذا السفر يؤيدها وجود طائفة قوية باسمها في سلوقية . وتريفينا شخصية حقيقية تأكد وجودها من اكتشاف نقود بإسمها وكانت أم الملك بوليمون الثاني ملك بنطس وقريبة للإمبراطور كلوديوس ، ولا يوجد شك من وجودها في أنطاكيا وقت زيارة بولس الأولى لها وتشهد الإكتشافات الجغرافية عن دقة الرواية في هذا السفر من الناحية الجغرافية فهو يذكر الطريق الملكي الذي تقول إن بولس سار فيه من لسترة إلى أيقونية ، وهي حقيقة تستلفت النظر ، لأنه بينما كان الطريق مستخدماً في أيام بولس للأغراض العسكرية أهمل استخدامه كطريق منتظم في الربع الأخير من القرن الأول وقد راجت قصة تكلا وبولس بين المسيحيين في الشرق والغرب على حد سواء وهناك قصيدة شعرية عنوانها الوليمة كتبها كيبريان ، أحد شعراء جنوب غاليا ، في القرن الخامس ، وفي تلك القصيدة تبدو تكلا في مستوى الشخصيات الكتابية العظيمة ، وكتاب أعمال زاسيف وبولكسينا مأخوذ كله من أعمال بولس .
وقد اقتبس من هذه القصة اقتباسين قصيرين واقتبس منها أيضا أكلمندس الأسكندري ، ولكن تأتي الصاعقة أن هذا السفر قد ألفه وزوره قس من قساوسة أسيا ـ بالطبع لم يكن ممن تدعوهم الكنيسة بالهراطقة ـ زيّف هذا الكتاب بقصد تعظيم بولس وذلك بشهادة ترتليان وقد اعترف هذا القس بهذا التحريف والتزييف حباً في بولس[69]
الشاهد من هذا المثال :ـ أن الكتب المحرّفة سواءً إنجيل متى أو مرقس أو لوقا أو غيرهم لا شك قد يكون بها حقائق تاريخية وجغرافية وأمثال قالها المسيح فعلاً ولكن الإشكالية هي هل هذه الكتب كل ما فيها صحيح أم هى بعض من الحقائق التاريخية في أكوام من التحريف والتخريف، فلا يكاد يخلوا عمل مما رفضته الكنيسة من عبارات والفاظ موجودة في الأسفار التي قبلتها الكنيسة ولعل التعليل المناسب لهذا هو وجود أصل أخذ منه الجميع ثم أضاف كل واحد إلى ما وصل إليه من هذه المواد إضافات من عنده ، ـ أياً ما كانت تسمية هذا الأصل سواء وثيقة تعرف بـ ” Q “[70] التي تكلم عنها العلماء أو نسميه إنجيل المسيح ـ
نعود لكتاب الديداخي ونسأل :- لماذا افترض القس أن هذه الإقتباسات هي من إنجيل متى الموجود بين أيدينا ؟ لماذا لا يكون إقتباساته هي من إنجيل متى الذي كان بين يدي العبرانيين الذي لم يكن يحتوي على أي عبارة تتكلم عن ألوهية المسيح[71] ؟
ولعل لهذا القول وجاهته لأن الديداخي لا يذكر أي عبارة يفهم منها لا من قريب ولا من بعيد أنه يؤله المسيح بل دائما ما يصفه بكلمة ” فتاك ” وهي نفس الكلمة التي يستخدمها في وصف داود النبي فيقول:
(( أولا بخصوص الكأس نشكرك يا أبانا لأجل كرمة داود فتاك المقدسة التي عرفتنا إياها بواسطة يسوع فتاك لك المجد إلى الأبد)) .[72]
وهنا يتضح جلياً أن الكاتب لا يؤله المسيح ويفصل تماما بينه وبين الله الإله المعبود .
والنقطه الثانية هي أن الكاتب استخدم كلمة إفخارستيا ولكن يتضح أنه يمارس طقساً مختلفاً تماماً عما تمارسه الكنيسة الآن ، فالأكل ليس كما هو الآن عبارة عن قطعة صغيرة جداً من القربان وإنما هي أكل حتى الإمتلاء فهو يقول: (( بعد أن تمتلئوا اشكروا هكذا نشكرك أيها الآب القدوس من أجل اسمك القدوس الذي أسكنته في قلوبنا ومن أجل المعرفة والإيمان والخلود التي عرفتنا بها بواسطة[73] يسوع فتاك . لك المجد إلى الآباد ))[74]
فأي إفخارستيا هذه التي يأكل منها المتناول حتى الإمتلاء ؟؟
ثم هناك تعاليم في الديداخي قد تتعارض مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن فهو يقول (( لا تحنث ))[75] وهذا يعني جواز الحلف والقسم شريطة ألا تحنث فهل يتفق هذا مع قول إنجيل متى ((أيضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك. واما انا فاقول لكم لا تحلفواالبتة.لا بالسماء لانها كرسي الله. ولا بالارض لانها موطئ قدميه.ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا.وما زاد على ذلك فهو من الشرير ))[76] فهل بعد هذا يمكن أن نقول أنه يقتبس من إنجيل متى الذي بين أيدينا الآن ؟؟!!
وجاء أيضاً (( وكل نبي يتكلم بالروح لا تجربوه ولا تدينوه كل خطية تغفر أما هذه الخطية فلا تغفر))[77]
قارن هذا بما جاء في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن (( ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم)) [78].
ثم إن كاتب الديداخي يُعلّم بتعاليم غريبة فهو يقول (( كل نبي حقيقي قد اختبر ويعمل سر الكنيسة في العالم ، ولا يٌعلّم بأن يعمل مثلما يعمل هو ، فلا تدينوه لأن دينونته عند الله هكذا عمل أيضاً الأنبياء القدام )) [79]
وأكبر دليل على أن كاتب الديداخي كان يتكلم عن إنجيل مختلف تماما عن الأناجيل الي بأيدي الكنيسة الآن هو قوله (( أما بخصوص الرسل والأنبياء فاعلموا أنه وفقاً لتعليم الإنجيل يكون الأمر هكذا : كل رسول يأتي إليكم اقبلوه كرب . لا يبقى عندكم سوى يوم واحد أو يوم آخر عند الضرورة فإن مكث ثلاثة أيام فهو نبي . عندما يمضي الرسول ، فلا يأخذ شيئاً سوى خبز إلى أن يدرك مبيتاً أما إذا طلب دراهم فهو نبي كاذب . وكل نبي يتكلم بالروح لا تجربوه ولا تدينوه كل خطيئة تغفر أما هذه الخطيئة فلا تغفر )) [80]
أخبرونا هداكم الله ، في أي إنجيل جاء هذا الكلام ؟
وعن أي إنجيل يتكلم كاتب الديداخي الذي لا نعرف له اسماً ولا موطناً ولا هويةً ؟؟؟
قانون “القديس” أثناسيوس الرسولي ( 373م)
يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( وفي سنة 367 م كتب القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الفصيحة التاسعة والثلاثون يؤكد إيمان الكنيسة كلها في العالم أجمع بصحة ووحي أسفار العهد الجديد الـ27 وهي كالآتي ………. )) وهنا يسرد القس أسفار العهد الجديد فقط وهذا أمر عجيب فإن رسالة أثناسيوس التاسعه والثلاثون تحتوي أيضاً على أسفار العهد القديم وهي موجودة في الأسطر التي تسبق الفقرات التي نقلها القس المنصف – فلعل المانع خير-، وعموماً سوف نكفيه مؤونة البحث وسنذكر له الفقرات السابقة، وذلك على لسان أحد رهبان دير من أقدم أديرة الرهبنة في الكنيسة الأرثوذكسية – لعل القس المنصف أن يتعلم المنهجية العلمية- وإليك النص
(( … استحسنت أن أضع أمامكم الكتب القانونية المعتبرة أنها إلهية والمسلمة إلينا حتى نحكم على الذين سقطوا وضلوا ، ومن جهة أخرى لكي يفرح كل من بقي راسخاً في الطهارة والنقاوة . هناك اثنان وعشرون كتاباً للعهد القديم وكما سمعت أنها مسلمة إلينا بحسب عدد الحروف العبرية أما ترتيبهم وأسماؤهم فهو كما يلي: أولاً التكوين ثم الخروج ، وبعده اللاويين ، والعدد ، والتثنية ، يتبعهم كتاب يشوع بن نون ، القضاة ، راعوث ، ويلي ذلك أربعة أسفار للملوك ، الأول والثاني كتاب واحد وبعد ذلك المزامير والأمثال والجامعة ، ونشيد الأنشاد ، وأيوب ، والأثنا عشر الأنبياء الصغار وتُعتبر كتاباً واحداً ثم إشعياء وإرميا مع باروخ ، والمراثي ورسالة إرميا كتاب واحد .وبعد ذلك حزقيال ودانيال ، كل منهما كتاب واحد . هذه هي كتب العهد القديم ……. . ولأجل الدقة المتناهية أضيف أيضاً أن هناك كتباً لم يشملها القانون ، لكن الآباء حددوا قراءتها للمنضمين إلينا حديثاً ويريدون أن يتتلمذوا لكلام التقوى ، وهي : ” حكمة سليمان ، و حكمة يشوع بن سيراخ ، أستير ويهوديت وطوبيت ))[81] .
والواضح من كلام أثناسيوس أنه يخرج الأسفار القانونية الثانية من القانون إلا رسالة إرميا وباروخ فهو لا يعتبرها أسفاراً مقدسه وإن كان يعتبرها صالحة للقراءة للمنضمين للمسيحية حديثاً كأي كتابات أخرى مفيدة ولكن ليست ككتب مقدسة بالرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر أن البروتستانت هم وشهود يهوه منحرفون عن الإيمان لأنهم حذفوا هذه الأسفار من الكتاب المقدس .
و العجيب الغريب أن أثناسيوس لم يذكر من بين الكتب المفيدة للإطلاع سفرا المكابيين الأول والثاني فهل ينطبق على القديس أثناسوس قول الكتاب المقدس الذي بيد حضرة القس المبجل ((وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب (([82]
وهل بإضافته رسالة إرميا وسفر باروخ للكتاب المقدس زيادة عما عند البروتستانت يصدق فيه قول الكتاب (( إني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب))[83]
وهل يُعتبر القديسس أثناسيوس محروماً من الكنيسة بنص قرارات مجمع ترنت المنعقد سنة 1546 م القائل ( كل مَن لا يعترف بجميع الكتب الموجودة في الفولجاتا يُعتبر محروماً )[84] ؟
فإذا كان أثناسيوس محروماً فمن يبقى من الآباء غير مهرطق أو محروم ؟؟؟!!
لا أخال أحداً منهم أرثوذكسي العقيده بعد هذا الذي ذكرناه !!.
لأنه لم يكن يؤمن بإلهامية طوبيا ويهوديت ومكابيين الأول والثاني ، وبناءً على هذا هل آن الأوان أن ننزع عن القديس أثناسوس الرسولي لقب” قديس” فيصبح أسمه أثناسيوس الأسكندري فقط أو أثناسيوس الهرطوقي ؟؟؟
كيرلس الأورشليمي( 386م)
من يُصدّق أن كيرلس الأورشليمي وهو من آباء الكنيسة المعتبرين لا يؤمن برؤيا يوحنا اللاهوتي تعالوا بنا نقرأ كلامه (( بالنسبة للعهد الجديد يوجد أربعة أناجيل فقط أما بالنسبة للآخرين لديهم كتابات مزيفة وضارة والهراطقة كتبوا أيضاً إنجيلاً بحسب توما والذي غلف بإسم إنجيل ذلك الذي يُهلك أرواح أولئك محدودي الإدراك. ونقبل أيضاً أعمال الرسل الأثنى عشر وإضافة إلى ذلك سبعة رسائل كاثوليكية ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا وفي آخر أعمال الرسل تأتي رسائل بولس الأربعة عشر ))[85]
فأين ذكر رؤيا يوحنا اللاهوتي ؟
[2]شبهات وهمية منيس عبد النور ص ١٧ كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية
[3] من يقدر على تحريف كلام الله ؟ ص ١٧
[4]التواتر عند علماء المسلمين أن يروي الجمع عن الجمع بحيث تحيل العادة التواطؤ على الكذب ، وهذا غير متحقق في الكتاب المقدس ، وسنورد من خلال صفحات البحث ما يدل على هذا ، ناهيك أن أحداً من علماء الكتاب المقدس ما قال بأن كتابهم متواتر بهذا المعنى الذي حققناه عند علماء المسلمين سلفاً.
[5]تحريف الإنجيل حقيقة أم افتراء ؟ ص ١٢
[6]استحالة تحريف الكتاب المقدس ص ٣٨
[7] استحالة تحريف الكتاب المقدس ص ٤٠
[8]من يقدر على تحريف كلام الله ؟ داود رياض أرسانيوس ص. 7
[9] يوم الخمسين في التقليد الآبائي ـ الأب متى المسكين ص 8
[10] شبهات وهمية ـ منيس عبد النور صفحة 27
[11] تاريخ الكنيسه ـ ك5 ف8 فقرة 7
[12] رؤية 22 : 18
[13] Irenaeus Against Heresies. Book II.XXII .VI
[14] تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري ـ 10:1 ـ ص 39
[15] .XXII .V Irenaeus Against Heresies. Book II
[16] تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 2
[17] دائرة المعارف الكتابية ـ حرف أ ـ أرميا ـ رسالة أرميا ـ ص 189 و190
[18] تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 10
[19] تاريخ الكنيسة ـ ك3 ف 3 فقرة 1
[20] تاريخ الكنيسة ـ ك 6 ف 25 فقرة 10
[21] قلت :- ولو طبقنا هذا الضابط لرفضنا أسفاراً كثيرة كإنجيل يوحنا فإن عاقلاً لا يستسيغ أن لغته لغة صياد
[22] تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 11
[23] العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ـ ص 57 ، 58
[24]إذا كان بترهم للكلام هو سب منهم في النقل من كتبهم فما ظنك بهم عندها ينقلون من کنب خصومهم
[25]تاريخ الكنيسة ك 6 ف 14 فقرة 1
[26] تاريخ الكنيسة ك 6 ف ۱۳ فقرة 6
[27] دكتور أسد رستم : أباء الكنيسة ،۱، الأباء الرسوليون والمناضلون ، ص 55
[28](d. 203 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Churchi: A Popular” -4ccount Of The Collection And Reception of The Holy Scriptures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 126-127; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 360-363.
[29] من يقدر على تحريف كلام الله ص 14
[30] تاريخ الكنيسة كم في ۳۹ فقرة ۱۱
[31]تاريخ الكنيسة ك 3 في ۳۹ فقرة ۱۳
[32]تاريخ الكنيسة كم في ۳۹ فقرات 4، 3 أنظر أيضا 5 : 32. Irenaeus : Adv . Haer ” المدخل في علم الباترولوجي – 1 الآباء الرسوليين – القمص تادرس يعقوب ملطي صفحة 148
[33]مصادر طقوس الكنيسة الديا اخي – صفحة 65
[34]شبهات وهمية – صفحة ۲۹
[35]رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثیین 46: 2
[36] رؤيا ۲۲ : ۱۸
[37]رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين ۱ :۲۵ – ۵
[38] شبهات وهمية – صفحة ۲5
[39] الديداخي أي تعليم الرسل – ص. 63
[40] دائرة المعارف الكتابية حرف ب مادة برنابا- رسالة برنابا
[41] الكتاب المقدس يتحدى نقاده- القس عبدالمسيح بسيط أبوالخير ص. 125
[42] الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص. 144
[43] تاريخ الكنيسة ك 3 ف3 فقرة1
[44] 2 بط4
[45] تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري ـ مكتبة المحبة ـ ص 5 ـ نعرييب القمص مرقس داود
[46] شبهات وهمية ص26
[47] من يقدر على تحريف كلام الله ص 14
[48] المدخل في علم الباترولوجي 1 ـ القمص تادرس يعقوب ملطي ص 172
[49] المدخل في علم الباترولوجي 1 ـ القمص تادرس يعقوب ملطي ص 150
[50] الديداخي أي تعليم الرسل ـ ص 58
[51] شبهات وهمية ص 17
[52] دائرة المعارف الكتابية ـ حرف أ ـ أرميا ـ رسالة أرميا ـ قانونية الرسالة وقيمتها ـ ص 189
[53] [1] B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 210.
[54] (c. 350 CE). B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 310-311; L. M. McDonald and J. A. Sanders (ed.), The Canon Debate, 2002, Hendrickson Publishers, Inc.: Peabody (MA), see Appendix D.
[55] شبهات وهمية ـ ص 18
[56] (c. 397 CE). L. M. McDonald and J. A. Sanders (ed.), The Canon Debate, 2002, Hendrickson Publishers, Inc.: Peabody (MA), see Appendix C and Appendix D; B. M. Metzger, The Canon Of The New Testament: Its Origin, Significance & Development, 1997, Clarendon Press, Oxford, pp. 314-315.
أقرأ أيضاً مقدمات الكتاب المقدس ـ الأسفار القانونية الثانية ـ مكتبة المحبة ـ ص 19 و 42 و102 و 141
[57] الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس ـ ص 108
[58] شبهات وهميه ص 27
[59] (d. 240 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Church: A Popular Account Of The Collection And Reception Of The Holy ******ures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 130-131; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 351-352.
بالنسبة لسفر باروخ راجع الكتاب المقدس الأسفار القانونية الثانية ـ مكتبة المحبة ـ ص 223
[60] الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ـ ص 143
[61] الكتاب المقدس النصوص الأصلية ـ كيف وصلت إلينا ـ دار مجلة مرقس ـ ص 75
[62] دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال بولس ص 45
[63] تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري 25:3 صفحة 127
[64] دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ ابوكريفا ـ صفحة 43
[65] دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49
[66] دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49ـ50
52 نفس المرجع السابق
[67] الديداخي أي تعليم الرسل 1 : 6 صفحة 156
[68] الديداخي أي تعليم الرسل 8 : 2 صفحة 172
[69] نقلاً عن دائرة المعارف الكتابية بتصريف حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال بولس صفحة 45 ـ 47
[70] يرى أغلب علماء الكتاب المقدس أنه كانت هناك وثيقة نقل عنها مرقس ومتى اسموها Q وهي ضائعة الآن انظر مثلاً الإنجيل بحسب القديس مرقس ـ الأب متى المسكين ص30
[71] الإنجيل بحسب القديس متى ـ الأب متى المسكين ـ صفحة 27
[72] الديداخي أي تعليم الرسل 9 : 2 صفحة 174
[73] لاحظ دائما الكاتب يذكر المسيح كوسيلة من عند الله لمعرفة الإيمان
[74] الديداخي أي تعليم الرسل 10 : 1 – 2 صفحة 175 و 176
[75] الديداخي أي تعليم الرسل 2 : 3 صفحة 159
[76] متى 5 : 33 – 37
[77] الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 6 صفحة 182
[78] 1 يوحنا 4 : 1
[79] الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 11 صفحة 185
[80] الديداخي أي تعليم الرسل 11 : 3 – 7 صفحة 181 – 182
[81] العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ـ دار مجلة مرقس صفحة 59 و 60
[82] رؤية 22 : 19
[83] رؤية 22 : 18
[84] العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية ـ دار مجلة مرقس ـ صفحة 89
[85] Cyril’s Catechetical Lectures, iv. 36.