هذا الكتاب هو إضافة هامة إلى المكتبة العربية فيما يتعلق بالأدب المسيحي ومقارنة الأديان. وهو من ترجمة “منتديات حراس العقيدة” تحت إشراف الدكتور مختار عبدالفتاح، مسؤول الترجمة، والذي لا يُنكر جهده، وما يُقدمه وفريقه من مراجع ودراساتٍ مترجمة في غاية الأهمية للقارىء العربي عامة والمتخصصين منهم خاصة.
مقدمة المترجمين
يتساءل المرء فيقول هل تنبأ المسيح قبل أن يرفعه لله إلى السماء بشخصية لها مواصفات القديس بولس الذي لم يظهر في الساحة كمسيحي مؤثر إلا بعد رفع المسيح بعدة سنوات، بينما قبل ذلك كان من أعداء السيد المسيح وأتباعه بشكل قاس؟!.
والمتأمل في تاريخ المسيحية المبكر يعتقد أنه من المستحيل عقليا أن يترك المسيح التنبؤ بمثل هذه الشخصية والإرشاد بما يجب على المسيحيين اتباعه في التعامل مع ما جاء به من أفكار وتعاليم الكثير منها لم تكن معروفة بين التلاميذ الإثنا عشر الذين رافقوا المسيح وتعلموا منه قبل رفعه. وترجع أهمية هذه الشخصية لما لها من تأثير كبير على مسار المسيحية سواء من حيث اللاهوت والمعتقدات مرورا بالشرائع والقوانين وصولا إلى تحديد الطريق إلى الأبدية والملكوت كيف يكون وعلى أي شيء يعتمد وهو ما يشغل كل مسيحي وكل إنسان على وجه العموم.
وهذا الكاتب الفريد، كمبشر نشط ودارس جيد للمسيحية، فهو مثال للمسيحي المثقف المتمسك بدينه، ومن خلال مهاراته كمحامٍ مخضرم اتبع أسلوب الإقناع المرتب الرصين في تناوله للموضوع حيث يتضح من كتابته عمق تفكيره الحر والباحث عن الحقيقة دون التأثر بما هو شائع وما هو مشهور بين جمهور المسيحيين، معتمدا في مناقشته للأمور على النصوص الكتابية وأقوال مشاهير علماء المسيحية، مع ذكر المصدر والمرجع لكل نص يأتي به مما يعطيه سمة العلماء الراسخين الفاهمين لما يناقشون دون تعصب أو ضيق أفق على قاعدة هات دليلك وتعالى نتناقش بصدر رحب، وكل يدلي بدلوه والحكم لك أنت أيها القارئ الباحث عن الحقيقة بغض النظر عن قائلها طالما القول مصحوب بالدليل …
وإذا تم الأخذ بكلمات يسوع وحدها دون كلمات من قال بخلاف مدلولاتها فسوف نلمس أنوار الإسلام تتلألأ من فمه، ونقصد بالإسلام دين الله الوحيد الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل منذ أبينا آدم حتى قيام الساعة، والذي يقوم على إخلاص العبادة لله وحده ” الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ “، والإيمان بجميع رسله “مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ “، وطاعة وصاياه ” فاحْفَظِ الْوَصَايَا”، والتوبة من المعصية “فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ “، والإحسان إلى الخلق “مثل الخراف والجداء”، وأنه ليس للإنسان إلا ما سعى “بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُ هُ”. ملحوظة: نحن فقط نترجم ما يكتبه المؤلف بأمانة ليصل للقارئ كما أراد المؤلف، ولا نعلق على ما يخالف عقائدنا مما يسرده الكاتب لأن ذلك ليس محله.
فريق الترجمة لحراس العقيدة
بإشراف الدكتور مختار عبد الفتاح