حديث الأحرف السبعة
دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه
وصلته بالقراءات القرآنية
تأليف
د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
قال في مقدمته : ” الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد :
فقد اشتغلت بهذا البحث الجليل الشأن حقبةً طويلةً ، أكثر من عشر سنين دأبا ، أجمع فيها طرق هذا الحديث ورواياته ، وأتتبع كلام العلماء فيه ، حريصا على التأني ، مثابرا على المقارنة والتأمل ، صابرا على مشقته ووعورة مسالكه ، حتى ضاق صدري به يوما ، فلجأت بعد الله تعالى إلى أحد مشايخنا ؛ وهو صاحب ( أضواء البيان ) الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ، فسألته عما ترجح لديه في معنى هذا الحديث ، فإذا به يقول : الذي ترجح لديّ أني لا أعرف معناه .
فأدركت عظم أهمية هذا الأمر وجسامة المسؤولية فيه ، فكدت أصرف النظر عنه ، متهما رأيي ، مستقلا بضاعتي . ثم استخرت الله تعالى ومضيت فيه ، إذ كيف يبقى مثل هذا الحديث الشديد الصلة بكتاب الله الخطير الدلالة عليه ، ملتبسا لا يُعرف معناه .
وها أنت تجد في ثنايا هذا الكتاب خلاصة البحث ونتائجه ، وما ترجح لديّ في معنى هذا الحديث ، فإن كنتَ من أهل العلم والنظر وأرباب الاختصاص وأصحاب الفقه ، فأمعن النظر فيه وتفكر في مسائله ودلائله وطالعه بذوق علمي ، ثم أدل بدلوك إن كان عندك شيء ، فإن في تلاقح الأفكار واختلاف الأنظار وتضافر الجهود اكتمالَ الثمرة والكشفَ عن الصواب . والله سبحانه المسؤول أن يهدينا إلى الصواب في القول والعمل . كتبه أبو مجاهد عبد العزيز القارئ في شوال من عام 1412 هجرية ” . اﻫ
وقد نُشر أصل هذا البحث ضمن بحوث العدد الأول والأخير الذي صدر من مجلة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1402 / 1403 ﻫ ، وكان الشيخ أبو مجاهد عبد العزيز القارئ – وفقه الله وحفظه – عميدَ الكلية وقتئذ ، نفع الله بعلمه وجزاه خيرا .
والله الموفق والمستعان .