يقدم لنا أستاذنا ياسر جبر هذه الدراسة التأصيلية لبيان دين المسيح وكيف تم تحريفه على يد النصارى، والكتاب مكون من تسعة فصول. يبدأ الفصل الأول بالتعريف بالنصرانية بشكل عام وقوانين الإيمان عندهم، وأسس العقيدة النصرانية والفرق بين النصراني والمسيحي، ويحدثنا عن كتبهم المقدسة ولغات هذه الكتب، وأهم المجامع التي عقدت ونشأة البروتستانت والفصل الثاني يخصصه في التعريف بالإسلام ووجهة النظر الإسلامية في هذه العقيدة المحرفة ويوضح الفارق بينهما، والفصل الثالث يحدثنا فيه الدكتور ياسر جبر عن الوحدانية والثالوث، والفصل الرابع يخصصه لمناقشة كل ما يخص الكتاب المقدس ومن الذي كتبه وكيف وصل إلينا ويتطرق لمناقشة الأناجيل المختلفة للنصارى، ويبدأ في الفصل الخامس الحديث عن الخطيئة الأصلية والكفارة والخلاص وما ترتب على ذلك من نشوء عقيدة الصلب والفداء، والفصل السادس يناقش فيه مسألة ألوهية المسيح والفصل السابع خصصه للحديث عن ألوهية الروح القدس،والفصل الثامن يجيب فيه عن العديد من التساؤلات التي أثارها النصارى حول الإسلام مثل التعدد وحد الردة والسبي وغير ذلك ويختتم بالفصل التاسع عن البشارات بسيدنا محمد عليه السلام في الكتب السماوية الغير محرفة.
مقدمة الأستاذ الدكتور: عُمر بن عبدالعزيز قريشي:
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة , والصلاة والسلام على خير خلق الله، محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال الله تعالى : ” بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ “[الأنبياء : 18]. لقد وفق الله تعالى الأخ ياسر جبر في الوصول إلى الحق ومعرفة الحقيقة من خلال كتب أهل الكتاب واعترافات كتابهم ومفكريهم، ودقق النظر في مراجعهم وتراجمهم، وبين ما فيها من اختلاف، وناقش وأبطل أهم ما بُنيت عليه النصرانية وهو تأليه المسيح أو اعتقاد بنوته أو القول بالتثليث، وكذلك أثبت بما لا يدع مجالًا للشك تحريف كتابهم الذي يسمونه ” الكتاب المقدس “، كما ناقش وأبطل عقيدة الصلب والخلاص، أو الخطيئة والكفارة , التي هي كذلك من أهم معتقداتهم، وناقش وأبطل إلوهية الروح القدس، كما رد على كثير من الشبهات المثارة ضد الإسلام بحجج قاطعة وأدلة ساطعة، وكذلك ذكر دلائل نبوة محمد عليه الصلاة والسلام من كتبهم وكذلك من المصادر الإسلامية، فجاء الكتاب قيما” في بابه , عميقا” في موضوعه، فالله أسأل أن يوفق صاحب هذا الكتاب وينفع به كل من يقرؤه.
عمر بن عبدالعزيز قرشي أستاذ العقيدة ومقارنة الأديان كلية الدعوة الإسلامية – جامعة الأزهر.