لا عجب أن تزداد تخرصات المخالفين والمعاندين حول القرآن الكريم واعجازه. ليظهر من يزعم انها سرقة!.
وقبل ان أترككم مع مقال الدكتور عبدالرحيم الشريف فإن لي تعقيبًا على محورين:
المحور الأول: بالنسبة للإعجازات العلمية فى القرآن الكريم (الحديثة منها على وجه الخصوص) والتى تتتابع وتتلاحق علينا من علماء الغرب يوماً بعد يوم ثم يستشهد بها علماء المسلمين على إعجاز القرآن وصدقه. فهذه لا تسمى سرقة لمجهود علماء الغرب، لأن من يسرق، فإنه يسرق فى الخفاء ثم ينسب الفضل لنفسه وينفيه عن صاحبه.
فأين هذا مما يفعله علماء المسلمين اليوم ؟؟!!
بل هم يأتون بالآيات القرآنية ثم بالأبحاث العلمية الغربية التى أثبتت إعجاز تلك الآيات القرآنية ويجاهرون بأسماء أصحاب تلك الأبحاث من الأجانب غير المسلمين. ففي المجاهرة بأسماء أصحابها حجة قوية لمن أراد أن يذكَّر أو ألقى السمع وهو شهيد.
لأن إثبات صدق القرآن، وإعجازه قد جاء من غير المسلمين. ولذا فلن تكون هناك شبهة محاباة أو كذب لأجل إثبات صدق القرآن لو كان مسلماً هو من أثبت هذا الإعجاز
والمحور الثاني: أن الآية قالت: سنريهم ولم تقل سنريكم
ولذا نرى أن هناك اليوم العديد من الاكتشافات والإعجازات العلمية فى القرآن الكريم قد توصل إليها العلماء المسلمون ثم أثبتها علماء الغرب بعد ذلك , بيد أنه لابد من الإشارة إلى حقيقة هامة جداً بشأن التقدم العلمى لدى غير المسلمين.
فالله تعالى له سنناً لا تتبدل ولا تتغير.
- ومِنْ سنته أن من اجتهد وأخذ بأسباب العلم والجد حصَّل السبق والتقدم فى جميع المجالات التى اجتهد فيها ولو كان كافراً.
- وأن من تراخى وترك الأخذ بالأسباب كان الفشل والتأخر حليفه ولو كان مسلماً.
فلما تهاون المسلمون فى التمسك بدينهم والتحاكم إلى شريعتهم والسير على سنة نبيهم فى الأخذ بالأسباب، والاجتهاد فى الدنيا (والتى هى مزرعة الآخرة) فى جميع المجالات، حصل لهم التأخر والهوان وتداعت عليهم الأمم الكافرة كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.
فقد يكون اكتشاف علماء الغرب وتقدمهم يعود إلى المعنى الذى أشارت إليه الآية الكريمة
لكنه لا يقصر التقدم العلمي على الكافرين دون غيرهم من المؤمنين.
ذلك أن الكافرين أخذوا بالأسباب وتركناها نحن المسلمون , فكان الحال كما هو عليه الآن.
أضف إلى ذلك أيضاً أن من علماء الغرب الذين يكتشفون الإعجاز العلمي مسلمون أصلاً ولكنهم أعاجم.
فهل تتعارض الآية الكريمة مع تلك الحقيقة ؟؟!
بالطبع لا
لكنها تشير إلى بيان الآيات (فى الأنفس والآفاق) للكافرين المعاندين دون اقتصار البيان عليهم ومنعه عن غيرهم من المؤمنين.
أسأل الله تعالى النصر لأمة الإسلام، اللهم آمين. وأترككم مع المقال ودرء الشبهة:
هذا القول يتردد كثيراً على لسان الطاعنين بالإعجاز العلمي … وللرد العلمي عليهم …
لنتأمل ماذا قال علماء الإسلام في بعض أشهر مظاهر الإعجاز العلمي.. حين آمنوا بما دل عليه القرآن الكريم من مظاهر علمية خالفت ما تعارف عليه أشهر علماء غير المسلمين.. إن وجدوا !!
كروية الأرض:
بالإضافة إلى ما سبق بيانه قبل عدة أسابيع ..
– جاء في معجم البلدان 2/379 بتعريف خط الاستواء: ” خط الاستواءَ من المشرق إلى المغرب وهو أَطولُ خط في كرة الأَرض“.
– بل السماء كروية، وكل ما فيها يدور.. وهو لا خلاف فيه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 25/195: ” وقال الامام ابو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة“.
– والإيمان بدوران الأرض حول الشمس، أدى إلى التفسير الصحيح لظاهرتي الكسوف والخسوف
قال الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة: ” خسوف القمر عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس. كقولهم إن كسوف الشمس معناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما“.
القرآن أول من نقض نظرية الجنين القزم.. التي ذكرها فلاسفة اليونان والعهد القديم..
وقد سبق بيان تلك النظرية في موضوع
لقد كانت تلك النظرية راسخة كأنها حقيقة ثابتة لا جدال فيها. وهذا لم يمنع العلماء الأكارم من تقديم النص القرآني عليها.
– قال ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: “وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك “. انظر: فتح الباري13/311.
– وقال ابن القيم: ” الجنين يُخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافاً لمن يزعم من الطبائعيينأنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده “. انظر: تحفة المولود1/272.
– وقال القرطبي: “بَيَّنَ الله تعالى في هذه الآية [يقصد قوله تعالى: ” يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ ” (الحجرات 13) ] أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى.. وقد ذهب قوم من الأوائل، إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه.. والصحيح: أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نصٌّ لا يحتمل التأويل ” انظر: الجامع لأحكام القرآن 16/342.
ما أشار إليه الأخ عبد الدائم الكحيل حول وجود سبع طبقات للأرض كما للسماء.
قال تعالى في سورة الطلاق: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12) “.
قال الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب 30/26 ” خلق سبع سموات بعضها فوق بعض مثل القبة، ومن الأرض مثلهن في كونها طباقا متلاصقة“. ثم ذكر أن العلماء الطبيعة في زمنه لم يثبتوا للأرض إلا ثلاث طبقات.
وانظر إلى تفسير المفسر الكبير الطاهر بن عاشور الذي توفي قبل أقل من ثلاثين عاما وسأذكر نص كلامه بطوله لتعلموا كيف أن المفسرين يثبتون الإشارة العلمية في القرآن الكريم وإن خالفت ما عليه العلماء الطبيعيون في زمانهم. فتصديق القرآن مقدم على تصديق الطبيعيين…
يقول في تفسيره التحرير والتنوير 18/4471 ” والسبع السماوات تقدم القول فيها غير مرة، وهي سبع منفصل بعضها عن الآخر لقوله تعالى في سورة نوح (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا)
وقوله (ومن الأرض مثلهن) عطف على (سبع سماوات) وهو يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المعطوف قوله (من الأرض) على أن يكون المعطوف لفظ الأرض ويكون حرف (من) مزيدا للتوكيد بناء على قول الكوفيين والأخفش أنه لا يشترط لزيادة (من) أن تقع في سياق النفي والنهي والاستفهام والشرط وهو الأحق بالقبول وإن لم يكن كثيرا في الكلام، وعدم الكثرة لا ينافي الفصاحة، والتقدير: وخلق الأرض، ويكون قوله (مثلهن) حالا من (الأرض).
ومماثلة الأرض للسماوات في دلالة خلقها على عظيم قدرة الله تعالى، أي أن خلق الأرض ليس أضعف دلالة على القدرة من خلق السماوات لأن لكل منهما خصائص دالة على عظيم القدرة.
وهذا أظهر ما يؤول به الآية.
وفي إفراد لفظ (الأرض) دون أن يؤتى به جمعا كما أتي بلفظ السماوات إيذان بالاختلاف بين حاليهما.
الوجه الثاني: أن يكون المعطوف (مثلهن) ويكون قوله (ومن الأرض) بيانا للمثل فما صدق (مثلهن) هو(الأرض). وتكون (من) بيانية وفيه تقديم البيان على المبين، وهو وارد غير نادر.
فيجوز أن تكون مماثلة في الكروية، أي مثل واحدة من السماوات، أي مثل كوكب من الكواكب السبعة في كونها تسير حول الشمس مثل الكواكب فيكون ما في الآية من الإعجاز العلمي الذي قدمنا ذكره في المقدمة العاشرة.
وجمهور المفسرين جعلوا المماثلة في عدد السبع وقالوا: إن الأرض سبع طبقات فمنهم من قال هي سبع طبقات منبسطة تفرق بينها البحار. وهذا مروي عن ابن عباس من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه، ومنهم من قال هي سبع طباق بعضها فوق بعض وهو قول الجمهور. وهذا يقرب من قول علماء طبقات الأرض الجيولوجيا، من إثبات طبقات أرضية لكنها لا تصل إلى سبع طبقات.
وفي الكشاف قيل ما في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه اه. وقد علمت أنها لا دلالة فيها على ذلك.
وقال المازري في كتابة المعلم على صحيح مسلم عند قول النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الشفعة: (من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه من سبع أرضين يوم القيامة).
كان شيخنا أبو محمد عبد الحميد كتب إلي بعد فراقي له هل وقع في الشرع عما يدل على كون الأرض سبعا، فكتبت إليه قول الله تعالى ” الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ” وذكرت له هذا الحديث فأعاد كتابه إلي يذكر فيه أن الآية محتملة هل مثلهن في الشكل والهيئة أو مثلهن في العدد“. انتهى كلام ابن عاشور
لقد خالف الإمام ابن عاشور ما صرح به علماء الجيولوجيا في القرن العشرين من أن طبقات الأرض فقط ثلاث …
وأكد أن الأرض مثل السماء في كرويتها وعدد طبقاتها … وهذا ما تحتمله اللغة وسياق الآية … وكل من أوَّل النص بغير ذلك، إنما صدر منه التأويل لعدم معرفته باللغة وخوفه من مخالفة الآية لما قرره علماء الطبيعيات في زمنهم.
ومن كان شجاعاً ـ مثل ابن عاشور ـ أثبت ما يدل عليه ظاهر النص القرآني بدون تأويل …
لهذا من الظلم أن يُقال: إن تفسير الطبقات السبع للأرض فيه تكلف ولا تحتمله الآيات … أو القول إن علماء الإعجاز العلمي لا يقولون بالظاهرة المكتشَفة أنها معلومة لدى المفسرين قبل اكتشاف الغرب لها.
ويؤكد هذا … ما قال البيضاوي في تفسيره 3/184: ” (خلق سبع سماوات) مبتدأ وخبر (ومن الأرض مثلهن)أي وخلق مثلهن في العدد من الأرض “.
وفي إعراب القرآن للزجاج ص235 : ” خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن، أي ومثلهن من الأرض “.
والآن التساؤل المحق هنا … لماذا علماء الغرب هم الذين يكتشفون الغالبية العظمى من مظاهر الإعجاز القرآني لماذا لسنا نحن بما أن القرآن بين يدينا ؟؟
والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هم من سيرى هذه الحقائق الكونية وهم من سيكتشفها. لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
فالآية قالت: سنريهم ولم تقل سنريكم
فلو كانت الاكتشافات على يد علماء مسلمين … لشكك بها علماء الغرب وقالوا انها غير صحيحة بل قالها المسلمون ليثبتوا صحة قرآنهم…
والآن ..
أليس قوله تعالى: ” (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
من الإعجاز الغيبي في القرآن ؟؟؟!!!
وسبحان من كلامه القرآن
عبد الرحيم الشريف
2 Responses
والله لا أجد تفسير على التشكيك والتكذيب والإدعاء بالسرقة إلا حقد وغيرة ومن الإسلام
ماذا لو جاء رجل قبل إثبات كروية الأرض عن طريق العلم وقال أن الإسلام والقرآن يقول أن الأرض كروية وعرض ذلك على أهل الكفر
سيتهمونه بالكذب والجنون
ولكن عندما يصل العلم إلى هذه الحقيقة ونقول أن الإسلام جاء بها من أكثر من 1400 عام سيكون هذا دليل على صدق هذا الدين
وأيهما يسرق هل الذى توصل للحقيقة العلمية الموجوده أصلا وما هى إلا مجرد إكتشاف
أم من يذكرها قبل التوصل إليها كما فى القرآن والسنة
سبحان الله العظيم
وماذا لو سرقوها ؟ انهم لصوص
ولكن فى النهاية هل طابق كلام القرآن العلم الحديث الذى اكتشفه علماء الغرب الكافرون أم لا ؟
هذا هو المهم . سل علماء الغرب وسيرد عليك الكثيرون ممن تركو دينهم بعد أن اكتشفو هذه الاعجازات
وهذا مثال بسيط عن عدة حقائق عن علم الفلك وغيره من العلوم
ttps://www.youtube.com/watch?v=bI35RNM3OkA