تحريف نص أفسس 3:9 ( خالق الجميع بيسوع )

1- من التحديات التى واجهت النصارى الأوائل عدم استطاعتهم الاستدلال على ألوهية يسوع بنص واضح وصريح من الكتاب المقدس. ولذا فقد حاول النساخ الاتقياء تطعيم النسخ والمخطوطات ببعض العبارات التى قد تدعم عقيدتهم ؛ كما قالت دائرة المعارف الكتابية ج3 ص295 🤥

 

👇

على سبيل المثال : الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يحتوى الكثير من النصوص التى تنسب صفة الخلق لله الآب وحده .

– كما فى تكوين 1 : 1

” فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ “

– وفى إشعياء 44 : 24

” يَقُولُ الرَّبُّ : أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟ “

– وفى مرقس 13 : 19

” لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ إِلَى الآنَ، وَلَنْ يَكُونَ “

…؛

– حتى يسوع نفسه نسب الخلق لله الآب كما فى مرقس 10 : 5-6

” فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:’ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ “

…؛

👈 والسؤال : كيف يكون يسوع هو ” الله ” ولا ينسب له الكتاب صفة الخلق … ولااااااا حتى مرة واااااحدة ؟ 🤔

-هل سيسكت نُساخ المخطوطات على هذا التقصير الخطير من الوحى فى حق إلههم ؟!!! 🤔

====؛

2- فى الحقيقة … حاول النساخ الأتقياء استدراك هذا التقصير فى وحى الرب ؛ وحاولوا اضافة بعض العبارات للتأكيد على أن يسوع هو الخالق ، أو على الأقل كان مساعدا لله الآب وأن الآب لا يخلق إلا بيسوع !!

؛

👈 مثل ما فعلوا فى نص أفسس 3 : 9

” وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ ”

؛

النص على هذه الصورة استدل به مفسرو الكتاب المقدس على اثبات صفة الخلق ليسوع ؛ ففى هذا النص اعتراف أن الله هو الخالق …. ولكن ” بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ ” ؛ وهذه الفلسفة اقتبسها النصارى من الفكر اليوناني الوثنى ؛ حيث قالوا : أن الله أشرف الموجودات ولا يليق به أن ينشغل بالخلق .. لذلك هو يعطي هذه الخاصية لكائن وسيط .. يسمونه ” العقل الكلي ” ، وسمته المسيحية ” الكلمة ، أو يسوع المسيح ” !! 😟

؛

ولهذا نجد أنطونيوس فكرى فى تفسيره للنص مهللا فرحا بهذه الزيادة ، ويؤكد أن يسوع هو الخالق قائلا :

( بيسوع المسيح: المسيح خلق آدم وكل الخليقة. ويخلقنا الآن ثانية فى المعمودية )

====؛

3- ولكن بالبحث فى أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس تبيّن للعلماء أن عبارة ” بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ ” غير موثوقة أو أصلية ؛ لأنها أضيفت في مخطوطات متاخرة، وخلت منها أهم المخطوطات وأقدمها !!

؛

👈 فهذه الزيادة غير موجودة فى المخطوطة السينائية א – Codex Sinaiticus

ولا فى المخطوطة الفاتيكانية Codex Vaticanus

، ولا فى المخطوطة السكندرية Codex Alexandrinus

وفى جميعها ينتهى العدد عند ( πάντα κτίσαντι … الذى خلق كل شئ ) !! 😳

حتى فى البشيطا ؛ أقدم ترجمة سريانية للكتاب المقدس (ق5) لا يوجد فيها هذه الزيادة .

…؛

* ولذا يقول هنرى دونالد (Henry Donald Maurice) فى كتابه The Pulpit Commentary

The words, by Jesus Christ (A.V.), are not found in a great preponderance of textual authorities

كلمات ( بيسوع المسيح ) ليست موجودة في أكثرية المصادر النصية

،

* ومن كتاب Ellicott’s Commentary for English Readers

Who created all things by Jesus Christ.—The words “by Jesus Christ” should be omitted, probably having crept in from a gloss, and not belonging to the original.

الذي خلق كل الأشياء بيسوع المسيح. – يجب حذف الكلمات “بيسوع المسيح” ، ربما تسللت من تفسير ، ولم تكن تنتمي إلى الأصل .

…؛

👈 فبشهادة أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس باليونانية والسريانية ، وباعتراف علماء النقد النصى ودارسى نصوص الكتاب المقدس ؛ فإن زيادة ( ) محرفة ومضافة إلى الأصل .

؛

ولذلك تم حذف هذه الزيادة من جميع النسخ النقدية ، ومن معظم التراجم العربية والاجنبية للكتاب ال… المقدس 🙂

====؛

4 – وبمراجعة النسخ النقدية اليونانية ؛ وجدنا اتفاق الجميع على حذف هذه الزيادة الغير أصلية ( بيسوع المسيح = διὰ Ἰησοῦ Χριστοῦ )

؛ فهى محذوفة من نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، و نسخة اليو بى اس UBS ، و نسخة صموئيل تريجلليز Samuel Tregelles .. ونسخة تشيندروف Tischendorf

وهذه مقارنة بين النص كما ورد فى النسخ النقدية ، مع الزيادة فى احدى النسخ التقليدية

– ΠΡΟΣ ΕΦΕΣΙΟΥΣ 3:9 Greek NT: Nestle 1904

καὶ φωτίσαι τίς ἡ οἰκονομία τοῦ μυστηρίου τοῦ ἀποκεκρυμμένου ἀπὸ τῶν αἰώνων ἐν τῷ Θεῷ τῷ τὰ πάντα κτίσαντι,

،

– ΠΡΟΣ ΕΦΕΣΙΟΥΣ 3:9 Greek NT: Greek Orthodox Church

καὶ φωτίσαι πάντας τίς ἡ οἰκονομία τοῦ μυστηρίου τοῦ ἀποκεκρυμμένου ἀπὸ τῶν αἰώνων ἐν τῷ Θεῷ, τῷ τὰ πάντα κτίσαντι 👉 διὰ Ἰησοῦ Χριστοῦ

—؛

* أما النسخ والتراجم الإنجليزية فقد حذفت أغلب النسخ هذه الزيادة ( by Jesus Christ )

؛ مثل نسخ ( – A.S.V – N.I.V – R.V – R.S.V – B.B.E – C.E.V – G.N.B – G.W – I.S.V – N.R.S.V )

بينما نسخة الملك جيمس KGV ومعها بعض النسخ التى تعتمد على النص التقليدى المستلم لايرازموس ذكرت الزيادة فى متن النص .

– KJV with Strong’s

And to make all men see what is the fellowship of the mystery which from the beginning of the world hath been hid in God who created all things👉 by Jesus Christ

،

– New American Standard Bible

and to bring to light what is the administration of the mystery which for ages has been hidden in God who created all things;

؛

– ولذا وضعها كتاب A Textual Key to the New Testament

لمؤلفيه G.W. and D.E. Anderson من ضمن الأجزاء المحذوفة

  • 3.9 ‘by Jesus Christ’

— ؛

أما النسخ والتراجم العربية مثل ( الكاثوليكية – السارة – المشتركة – اليسوعية – البولسية – المبسطة – الشريف – الحياة ) وأغلب التراجم القديمة حذفت هذه الزيادة ( بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ )

بينما أدرجتها نسخة الفاندايك Van Dyck التقليدية فى متن النص .

– الفاندايك

” وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ 👈 بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 👉

،

– المشتركة

” ولأُبيِّنَ لِجَميعِ الناسِ تَدبيرَ ذلِكَ السِّرِّ الذي بَقِيَ مكتومًا طَوالَ العُصورِ في الله خالِقِ كُلِّ شيءٍ “

—-،

* فهذه الزيادة الشاذة وضعها النساخ فى محاولة لاثبات صفة الخلق ليسوع ؛ وهذا ما قاله فيليب كومفورت Philip Comfort فى كتاب New Testament Text and Translation Commentary عن سبب اضافة هذه الزيادة :

Since the textual evidence strongly favors the shorter reading and since there is no good reason to explain why the phrase “through Jesus Christ” would have been omitted if it was originally in the text, we must reason that the phrase was added to emphasize Christ’s role in creation (which accords with Pauline thought-see 1 Cor 8:6 and Col 1:16, which have some ideas that are similar to Eph 3:9-10).

نظرًا لأن الأدلة النصية تفضل بشدة القراءة الأقصر ؛ وبما أنه لا يوجد سبب وجيه لتوضيح سبب حذف عبارة ” بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ ” إذا كانت موجودة في الأصل في النص ، يجب علينا إدراك أن 👈العبارة أضيفت للتأكيد على دور المسيح في الخلق (التي تتفق مع الفكر البولسي – انظر 1 كو 8: 6 وكولوس 1: 16 ، والتي لها بعض الأفكار المشابهة لأفسس 3: 9-10).

—-؛

* أخيرا : يستدل البعض على كلام الرب فى العهد القديم بصيغة الجمع على وجود الثالوث منذ الأزل ؛ كما ورد مثلا فى تكوين 1 : 26 :

” وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَان عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا” .

،

-وفى تكوين 3 : 22 :

“وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: هُوَذَا الإِنْسَان قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ”.

👈 فكتب إسكندر جديد في كتابه “وحدانية الثالوث في المسيحية والإسلام” . ص4 :

( في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث, لا تفهم جليًا إلا بنور إعلانات بعدها, كورود اسم الله في صيغة الجمع ” إلوهيم ” ( واستخدام ضمير يدل على الجمع مثل صورتنا و إلهنا ).

،

ولم ينتبه -لخلفيته النصرانية- أن هناك أسلوبًا للتعظيم وهو لضمير المخاطب والمتحدث ويكون فيه الضمير ضمير جمع يعبر أو يعود على مفرد ؛

؛

-نقرأ من دائرة المعارف الكتابية مجلد1 صفحة 391 :

( من خصائص اللغة العبرية أن يُعبر بصيغة الجمع عن الاتساع والعظمة والرفعة ، بالاضافة إلى التعددية الحقيقية …؛ وليس من المعقول أن نفترض أن صيغة الجمع تُشير إلى تعدد الآلهة )

👈 فكلام الرب فى العهد القديم عن ذاته الواحدة بصيغة الجمع … على سبيل التعظيم .

ولو افترضنا أن صيغة الجمع ( صورتنا ، منا ، شبهنا…. إلخ ) تدل فعلاً على الجمع ، فما الذي يدريهم أن الجمع يدل على ثلاثة فقط ؟!

👈 ولماذا لا يكون المقصود به أربعة أو خمسة أو حتى مليون ؟!.

..؛

* وان كان يسوع موجودا منذ الأزل وشارك الله فى الخلق ؛ فلماذا لم يُخبرنا هو بذلك ؟

ولماذا أقواله الصريحة تُخالف هذا المعتقد الغريب ؛ فقد كان يدعوا ويصلى ويبكى ويتذلل لله ؛ وكان يُبشر من آمن بالله وحده وبالمسيح رسوله بالحياة الأبدية .

؛

كما فى (يوحنا 17 : 3 :

” وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ”.

،

👈 لماذا أخفى يسوع ألوهيته ، وترك لأتباعه هذه المهمة المستحيلة ؛ مما دفعهم لمحاولة تصحيح الوحى الإلهى … دفاعا عن ألوهية وثنية مزعومة ؟ 🙂

مقالات أخرى للكاتب

مشاركة

فيسبوك
تويتر
واتس
تيليجرام
Pinterest
Print

7 Responses

  1. المسيح هو كلمة الله معنها هو ان المسيح هو الوحي الذي انزل الى مريم عليها السلام ليس ابن الله ولا ابن انسان انما الوحي

    1. وحي أنزل على مريم وهل كانت مريم نبية؟ .. وما هي نبوؤاتها إذن؟ كلام باطل .. المسيح عليه السلام ليس مثل القرآن عند المسلمين، هذا الاعتقاد هو اعتقاد النصارى. لأن القرآن كلام الله على الحقيقة إنما المسيح كلمة الله بمعنى مخلوق بكلمة من الله قال له كن فكان، وليس هو نفسه صفة الكلمة .. تماما كما نقول أنتِ خلق الله فلا يعني انك صفة الخلق – تعالى الله – بل يعني أنك مخلوقة برغم تعبيرنا عنها بالخلق، وهكذا الكلمة مخلوق برغم تعبيرنا عنها بالكلمة. ووالمسيح مخلوق عند النصارى باقرار كتابهم لكنهم يمانعون العقل، فالكتاب يقول في البدء كان وصار .. ويقال عنه بكر كل خليقة فأول الخليقة مخلوق|.ز ومن له بدء فله نهاية فهذا مخلوق .. ولم يقرر المسيح عن نفسه إلا انه عبد .. عبد لله .. اي مخلوق .ز بشري لا يملك من نفسه شيئًا. نسأل الله أن يهدي كل باحث حق للإسلام والإيمان.

  2. اي ان المسيح مثل القران عند المسلمين لان الانجيل يوضح ان المسيح هو كلمة الله اي كلام الله و قدراته

    1. المسيح ليس مثل القرآن عند المسلمين، هذا الاعتقاد هو اعتقاد النصارى. لأن القرآن كلام الله على الحقيقة إنما المسيح كلمة الله بمعنى مخلوق بكلمة من الله قال له كن فكان، وليس هو نفسه صفة الكلمة .. تماما كما نقول أنتِ خلق الله فلا يعني انك صفة الخلق – تعالى الله – بل يعني أنك مخلوقة برغم تعبيرنا عنها بالخلق، وهكذا الكلمة مخلوق برغم تعبيرنا عنها بالكلمة. ووالمسيح مخلوق عند النصارى باقرار كتابهم لكنهم يمانعون العقل، فالكتاب يقول في البدء كان وصار .. ويقال عنه بكر كل خليقة فأول الخليقة مخلوق|.ز ومن له بدء فله نهاية فهذا مخلوق .. ولم يقرر المسيح عن نفسه إلا انه عبد .. عبد لله .. اي مخلوق .ز بشري لا يملك من نفسه شيئًا. نسأل الله أن يهدي كل باحث حق للإسلام والإيمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *