الروح القدس الإله المظلوم من الثالوث المزعوم !!!

الروح القدس الاله المظلوم عند النصارى

الروح القدس الإله المظلوم من الثالوث المزعوم !!!

وكتبه ياسر جبر

 

في الفصل السابع من كتابي بعنوان الروح القدس، ومع أنه إله حق عند النصارى مثله مثل السيد المسيح إلا اننا لا نجد أحد يدعوه أو يستنجد به مثل استنجادهم بيسوع أو الرب أو الآب.

هذا مع أنهم يطلبون الشفاء والغوث والنجاح من السيدة العذراء ومن القديسين .!!

ألوهية الروح القدس

التعريف بالروح القدس : حسب العقيدة المسيحية

جاء في قاموس الكتاب المقدس : ( ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس ، وعن ألوهيته ، فنسب إليه أسماء الله كالحي ، ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم ، ونسب إليه الأعمال الإلهية كالخلق ، ونسب إليه العبادة الواجبة لله ، وإذ حبلت السيدة العذراء حبل بالمسيح فيها من الروح القدس ، ولما كتب الأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس ، كانوا مسوقين من الروح القدس ، الذي أرشدهم فيما كتبوا ، وعضدهم وحفظهم من الخطأ ، وفتح بصائرهم في بعـض الحـالات ليكتبوا عـن أمور مستقبلة).[mfn]قاموس الكتاب المقدس ، مادة ( روح القدس ) ص 414 .[/mfn]

يقول زكي شنودة : ( وقد أجمع المسيحيون فيما عقدوه إبان القرن الرابع من مجامع عالمية ـ أو مسكونية كما اعتادوا أن يسموها ـ على وضع قانون للإيمان يتضمن المعتقد الصحيح لكل المسيحيين ، ويقطع السبيل على كل من يحاول تغيير أمر أو تفسير أمر على غير مقتضى هذا القانون ، وقد درج المسيحيون جميعاً منذ وضع هذا القانون في القرن الرابع الميلادي إلى اليوم على التمسك به وتلاوتة أثناء الصلاة في كل كنائس العالم دون استثناء).[mfn](موسوعة تاريخ الأقباط 1/142).[/mfn]

ثم تحدث عن اعتقاد ألوهية الروح القدس فقال : ( هو الأقنوم الثالث من اللاهوت الأقدس ، وهو مساوٍ للآب والابن في الذات والجوهر والطبع وكل فضل اللاهوت ، وهو روح الله ، وحياة الكون ومصدر الحكمة والبركة ، ومنبع النظام والقوة ، ولذلك فهو يستـحق العبـادة الإلهية ، والمحبة والإكرام والثـقة مع الآب والابـن). [mfn](موسوعة تاريخ الأقباط 1/246)[/mfn]

ويقول القس يسي منصور : ( إن الروح القدس هو الله الأزلي ، فهو الكائن منذ البدء قبل الخليقة ، وهو الخالق لكل شيء ، والقادر على كل شـيء ، والحاضر في كل مكان ، وهو السرمدي غير المحدود ) ،

ويقـول في موضع آخـر : ( إن الروح القدس هو الأقنوم الثالث في اللاهوت ، وهو ليس مجرد تأثير أو صفة أو قوة ، بل هو ذات حقيقي ، وشخص حي ، وأقنوم متميز ولكنه غير منفصل ، وهو وحدة أقنومية غير أقنوم الآب وغـير أقنوم الابن ، ومسـاوٍ لهما في السـلطان والمقـام ، ومشترك وإياهما في جوهر واحد ولاهوت واحد). [mfn](رسالة التثليث والتوحيد ص 45 و ص 260 ).[/mfn]

متى تم تأليه الروح القدس؟

وقد تم اعتماد الألوهية في عام 381م حينما انعقد مجمع القسطنطينية للنظر في قول أسقف القسطنطينية (مكدونيس ) الذي قال :

إن الروح القدس عمل إلهي منتشر في الكون، وليس أقنوماً متميزاً عن الأب والابن, وإنه كسائر المخلوقات”. وقد تقرر في المجمع حرمان الاسقف وتجريده من وظائفه الكنسية، واتخذوا أحد أهم قرارات المجامع الكنسية، وهو تأليه الروح القدس ، واعتبروه مكملاً للثالوث الأقدس، وقالوا: “ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله، و ليس روح الله شيئاً غير حياته، فإذا قلنا أن روح القدس مخلوق فقد قلنا: إن الله مخلوق“.

والمرافعة السابقة بدأت بمغالطة ( أن الروح هي حياة الله )!!.

 

أدلة النصارى على ألوهية الروح القدس:

أما استدلال النصارى في تأليه الروح القدس فهو ما كتبه يوحنا: ( يوحنا 4 : 24 ” الله روح “).

كما يعتقد النصارى ايضا” أن الروح الذي تم ذكره في العهد القديم كان يشير إلى الاقنوم الثالث من الثالوث. ولم يتم فهمه أو إدراكه إلا بعد الإقرار بالثالوث على ضوء تعاليم العهد الجديد مثل ما جاء في ( تكوين : 1: 1 “في البدء خلق الله السماوات والأرض…وروح الله يرف على وجه الماء” ) وغيرها .

ثم بعد أن تم أقرار ألوهية الروح القدس عام 381 ميلادية، ظهر نزاع آخر عام 879 ميلادية بسبب الاختلاف حول انبثاق الروح القدس. ونتيجة لذلك فقد انقسم النصارى إلى الكاثوليك والأرثوذكس والروم كاثوليك[mfn](الفصل الأول من كتاب ياسر جبر).[/mfn]، وعلى ذلك فتعتقد بعض الفرق أن الروح القدس ( منبثق ) من الآب فقط ، والبعض يعتقد أنه ( منبثق ) من الأب والابن !!.

 

تفنيد المزاعم حول الوهية الروح القدس:

أولا : لم يذكر السيد المسيح في أي موضع من الاناجيل أن الروح القدس إله. علاوة على انه لم يذكر الثالوث.

ثانيا : لم يذكر أي من كتبة الاناجيل على لسانه أو على لسان الحواريين أن الروح القدس إله .

 

ثالثا : الاستدلال على ألوهية الروح القدس جاء من نص وحيد في انجيل يوحنا، على لسان يوحنا ( لمجهول ). يقول فيه ” الله روح “, ولم يقل “إن الروح هو الله “.

والفرق واضح: فإن الله روح تعني أنه يصف الله حسب اعتقاده، أما القول أن الروح هو الله فهو اقرار بألوهية الروح وهذا ما لم يذكره .

رابعا: وردت نصوص مشابهه وهي ” الله محبة ” و “الله نور “، وبتطبيق نفس طريقة الاستدلال وجب أن تكون المحبة أو العاطفة مساوية للروح وتكون أقنوم رابع .

( يوحنا 4 : 24 الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.)
( يوحنا 4 : 8 ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة.)
( يوحنا 4 : 16 ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا.الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.)
ويكون النور أقنوم خامس !!
( يوحنا 1 : 5 وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة.) .

خامسا: بولس الذي نادى بألوهية السيد المسيح لم يخطر على فكره الثالوث أو ألوهية الروح القدس فقد قال في رسائله (عبد الله والرب يسوع) ولم يذكر انه عبد الروح أو يعلم أي شيء عن الروح أو الثالوث !!.

( 1 كورنثوس 1 : 1 1بُولُسُ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ وَسُوسْتَانِيسُ الأَخُ …….. 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. )
( 2 كورنثوس 1 : 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، ..2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
( كولسوي 1 : 2 إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.).
( تسالونكي 1 : 1 …، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.)
هل من الطبيعى أنه لم يذكر أي شيء عن الروح أو الثالوث ثم يقرر المجتمعون في القرن الرابع أن الروح القدس إله وله مجد متساوي مع الآب والابن !!.

سادسا: ذكر العهد الجديد أن السيد المسيح سيجلس عن يمين الله. فأين الروح ولماذا تم تجاهلها !؟.

( اعمال 7 : 56 فقال ها انا انظر السموات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله)
وذكريوحنا في رؤياه الخروف بجوار الله عند العرش كرمز للسيد المسيح , ولم يذكر أي شيء عن الروح !!!
( رؤيا 21 : 22 ولم أر فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها.23 والمدينة لا تحتاج الى الشمس ولا الى القمر ليضيئا فيها لان مجد الله قد انارها والخروف سراجها.)….أين الروح !!؟؟؟
( رؤيا 22 : 1 واراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلّور خارجا من عرش الله والخروف.)
(رؤيا 22 : 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.)

سابعا : جاء تعبيرات مثل (ملكوت الله والمسيح) فاين ملكوت الروح القدس إن كان له مجد متساوي ؟

(افسس 5 : 5 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاَللهِ.)
كما جاء أحب الله “الابن” وأنه أعطاه كل شيء فأين الروح ؟؟

( يوحنا 3 : 35 الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. 36 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ)

ثامنا: في اللاهوت المسيحي يتم تخصيص عدة أعمال من اختصاص الروح، فيقولون أنها الرب المحيي، الناطق بالأنبياء ….

وإن كان الروح إله مختص بأعمال منفردة ، فقد عدنا لتعدد الألهة. أما إن كان هناك عدة آلهة فلمن تكون الرئاسة ولمن يكون العرش !!.

تاسعا : يبن لنا العهد الجديد أنه لا رسول إلا وهو أقل منزلة من مرسله.

فقد قال السيد المسيح : : (يوحنا 13 : 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. ).
وقد بين العهد الجديد أيضا” أن الآب سيرسل الروح القدس !

فهل لهما مجد متساوٍ كما تذكر قوانين الايمان أم أن الآب ( راسل الرسل وصاحب العرش )، أعظم من الجميع الذين أرسلهم !!؟؟

( يوحنا 14 : 26 واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم ).

والله سيعطيه و يمنحه لمن يطلبون من الله
( لوقا 11 : 13 ..الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه ).

عاشرا : ذكرت الروح في العهد القديم والجديد بمفردها أو مضافة إلى الله تعالى ( روح الله ) أو مضافة للقدس ( روح القدس).  وكلها بمعان واضحة ومقبولة بعيدًا عن إدعاء الألوهية :

فقد جاءت الروح حسب العهد القديم والجديد بمعنى :

1- الروح التي هي نسمة الحياة :

( الجامعة 12 : 7 فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا.)
( مرقس 15 : 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح ).
(كورنثوس 6 : 19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ )
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85]
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]

2- جبريل عليه السلام :

( زكريا 7 : 12 بل جعلوا قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي ارسله رب الجنود بروحه عن يد الانبياء الاولين ..)
( اعمال 10 : 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. ).

فهل العبارة السابقة تعني أن يسوع هو الله و الروح هو الله !!؟؟

( متى 1 : 18 لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.)
( لوقا 2 : 26 وكان قد أوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب.)
( 1 صموئيل 10 : 6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول الى رجل آخر.)
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 102]
وروح القدس ( جبريل عليه السلام ) , هو الذي أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام :
(……وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ….. [البقرة : 87]
دعى النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فقال: ( اللهم أيده بروح القدس).. “رواه البخاري ـ كتاب الصلاة ـ حديث 453 ، وكتاب بدء الخلق حديث 3213 ، وكتاب المغازي حديث 4123 ، ورواه مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة ، حديث 151ـ153 ، 157 .

3- الوحي والإلهام والحكمة :

( لوقا 1 : 67. وامتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ قائلا)
( لوقا 4 : 1. اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية ).
هل يسوع هو الله والروح هو الله !!؟؟
( لوقا 1 : 15 …..ومن بطن امه يمتلئ من الروح القدس. ).
( لوقا 1 : 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها.وامتلأت اليصابات من الروح القدس.)
( اعمال 21 : 4 ……وكانوا يقولون لبولس بالروح ان لا يصعد الى اورشليم. )
( متى 12 : 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس )
( تكوين 41 : 38 فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله.)
( خروج 35 : 31 وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة)
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ … [النحل : 2]

4- التأييد والثبات والقوة :

( قضاة 3 : 10 فكان عليه روح الرب وقضى لاسرائيل)
( قضاة 14 : 6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي).
( لوقا 11 : 13 ..الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه ).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
قال تعالى عن المؤمنين ( … أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة : 22]

5 – الملائكة:

( رؤيا 5 : 6. ورأيت فاذا في وسط العرش والحيوانات الاربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كانه مذبوح له سبعة قرون وسبع اعين هي سبعة ارواح الله المرسلة الى كل الارض. )
فهل هناك سبعة أرواح قدس ؟ وهل يكون كل منها روح الله !, التي فُسرت بمعنى حياة الله !!؟؟
تعالى الله تعالى عما يصفون .

6 – شيطان

( مرقس 1 : 23. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس)

الخلاصة : روح منه لا تعني جزء من الله تعالى كما في الانجيل:

الروح سواء أكانت مضافة إلى الله ، أم إلى القدس ، أم بدون إضافة ، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى , وكل ماسوى الله فهو مخلوق من مخلوقاته .

ونسبة الروح لله هي نسبة تعظيم، لا تأليه كالقول : جبال الله وارض الرب .
( مزمور 36 : 6 عدلك مثل جبال الله ), ( هوشع 9 : 3 لا يسكنون في ارض الرب )

روح منه لا تعني جزء من الله تعالى كما في القرآن:

 

ويماثلها في الاضافة ما جاء في قول الله تعالى ( …هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَة … [الأعراف : 73]، وقوله : (….وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ … [الحج : 26]

قال الله تعالى :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171]

روح منه لا تعني جزء من الله تعالى حيث قال الله تعالى:
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية : 13]..والسماء منه (أي من عنده )
كما جاء قول الله تعالى : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ …)
نعمة منه ( أي نعمة من عند الله تعالى .)
وجاء قول الله تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [النساء : 175].

كتب الإمام القرافي (… نفخ الله تعالى في عيسى عليه السلام روحاً من أرواحه ، أي : جميع أرواح الحيوان أرواحه ، وأما تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر ، فللتنبيه على شرف عيسى عليه السلام، وعلو منزلته ، بذكر الإضافة إليه ، كما قال تعالى :” وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ [الأنفال : 41]، و ” إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ” [الحجر : 42] ، مع أن الجميع عبيده ، وإنما التخصيص لبيان منزلة المخصص ) الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة 82ـ86.

ياسر جبر

والحمد لله رب العالمين.

مقالات أخرى للكاتب

مشاركة

فيسبوك
تويتر
واتس
تيليجرام
Pinterest
Print

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *