1: 2-2 الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ
1 2 3 4
a) قدامك
b) (محذوفة)
————————————————————
a) A G Δ Γ ΠC Σ f1 f13 4 16 26 28 33 61 79 90C 117 131 152 153 154 176 205 209 222 238 273 348 349 372 377 382 427 472 495 513 517 543 544 555 565 569 579 590 652C 697 700C 706 713 716 719 728 732 749 752 766 780 788 791 792 803 1506 1515 Byz[1500] Lat(f ff2 g2 l 30) Vgmss Sy(h) Cop(samss bomss) Armmss Geo Got Slav Arb | b) 01 B D K L P W Θ Π* Φ 0211 32 36 137 162 178 195 229 265 269 389 420 489 581 652* 700* 715 964 1079 1128 1211 1219 1312 1321 1346* 1422 1500 1519 1540 1546 1602 1814 1816 2199 2223 2411 2427 2615 Lat(a aur b c d l q r1 t) Vgmss Sy(p Pal) Cop(samss bomss) Armmss Aeth
التعليق النصي
اقتباسي بشكل مختلف عن صحة العز الإقتباسي بالحالة النصية السابقة فإن المشكلة النصية هنا تتمثل في كيفية الاستدلال الاقتباسي. فكما أشرنا مسبقاً فإن النبوءة المقتبسة من قبل مرقس بالعددين 2و3 ما هي إلا مزيج -وفقاً لأقوال العلماء- من عدة مصادر مختلفة: الجزء الأول من النبوءة هو اقتباس من ملاخي 3/1 أو من الخروج 23/20 أو من خليط بينهما بينما الجزء الثاني من النبوءة هو استشهاد بنص أشعيا 40/3. ومع مطالعة النص العبري أو اليوناني لملاخي أو الخروج فإننا سنكتشف أن اقتباس مرقس به بعض التعديلات على نص النبوة بما يتناسب مع السياق اللاهوتي المطلوب، فضمير المتكلم قد تم تحويله إلى ضمير المخاطب لتصبح الفقرة (طريقك قدامك) بدلاً من (الطريق أمامي). إلا أن عدداً كبيراً من المخطوطات لا يتضمن تلك الفقرة ما يجعلنا نتساءل حول ما إذا كانت أصلية بمرقس أم أنها من إضافات النساخ.
الدليل الخارجي يخبرنا أن قراءة أقدم وأشهر المخطوطات اليونانية كالسينائية والفاتيكانية وبيزا وواشنطن والكوريديتي هي قراءة حذف الفقرة بالإضافة إلى كونها قراءة أقدم المخطوطات اللاتينية وعدد من مخطوطات القبطية الصعيدية وأكثر المخطوطات البحيرية والسريانية البسيطة والفلسطينية وأقدم المخطوطات الأرمينية مع دعم متأخر من الترجمة الأثيوبية ومن الآباء فإنها قراءة إيرينيوس2 وأوريجانوس3 وجيروم4 وأوغسطينوس5. أما القراءة التقليدية (قدامك) فهي مدعومة من المخطوط السكندري وهو من المخطوطات اليونانية المتأخرة ذات طبيعة النص البيزنطي وكذلك من مجموعتي المخطوطات f1 وf13 وهي مخطوطات متشابهة نصياً بشكل كبير ومتأخرة زمنياً إلا أن ترجيح العلماء أنها تنحدر من أصل يوناني واحد يعود إلى القرن الرابع الميلادي على أقل تقدير ما يعطيها قوة نصية لا يستهان بها خصوصاً مع دعم المخطوطتين 28 و 33 ومعرفة يوسابيوس القيصري4 لتلك القراءة مع دعم متأخر من سيفيريان5، كذلك فإنها مدعومة من قبل بعض المخطوطات القبطية باللهجتين الصعيدية والبحيرية والسريانية الهرقلية وبعض المخطوطات اللاتينية الهامة كالمخطوط ff2 وأخيراً المخطوطات الجورجية. وفقاً لدلالات المعايير الخارجية عند العلماء في تحديد القراءة الأقرب للصواب فإن الدليل الخارجي هنا بشكل كبير في ترجيح أن قراءة (قدامك) هي من إضافة النساخ فالقدم والجودة النصية لمخطوطات كلتا القراءتين تميل نحو قراءة الحذف بشكل واضح. الدليل الداخلي ليس بهذا الوضوح، فالنظرية التي يؤمن بها الأغلبية العظمى من علماء الكتاب المقدس هي أن نص إنجيل مرقس هو المصدر الأساسي في الاقتباس عند إنجيلي متى ولوقا [جورج فرج 2014:116] وبالتالى فإن اتفاق متى 11/10 ولوقا 7/27 على إثبات قراءة (قدامك) يدعو للشك في كونها قراءة مرقس الأصلية خصوصاً مع وجود احتمالية أنه قد تم سقوطها من النص مبكراً بشكل عرضي بسبب النهايات المتشابهة للأصل اليوناني بين (طريقك – قدامك). إلا أن واحدة من صعوبات هذه النظرية هي أن مرقس في بداية روايته يجعل هذا الاقتباس على أنه إخبار عن رحلة يوحنا المعمدان عكس متى ولوقا اللذين يجعلان هذا الاقتباس كشهادة من قبل يسوع إلى يوحنا ما يعني أن متى ولوقا قد يكونا هنا قد اعتمدا على وحدة نصية مختلفة (Q) ربما استقى منها مرقس أيضاً روايته بشكل ما [بنجامين باكون 156:1925] أو لنطرح الفكرة الأصعب -كما سنرى لاحقاً- وهي أن اقتباس ملاخي بأكمله قد إضيفه النساخ الأوائل بشكل أحمق من الأناجيل الإزائية متى ولوقا [آرثر كادوكس 193:1935]. فعلياً فكافة علماء النقد النصي اليوم بلا استثناء يرون زيف قراءة (قدامك) باعتبار أنها أضيفت من قبل النساخ لإحداث ما يعرف بالتوافق بين الأناجيل بجعلهم جميعاً يتفقون على تلك القراءة، على أنه قد تم إسقاطها من كافة النسخ النقدية المعروفة القديمة والحديثة إلا أنه مع وجودها في أغلب المخطوطات اليونانية فلا غرابة من كونها ثابتة في النسخ الخاصة بمؤيدي نص الأغلبية مثل: H&F1985 وP&R1991&2005.
n 1: 3 اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً
1 2 3
n 1: 3 اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً
1 2 3
خلافاً للقراءة التقليدية المعروفة فبعض الشهود اللاتينية المميزة كالمخطوط بيزا وهامش المخطوط34 بالإضافة إلى المخطوطات اللاتينية القديمة (Lat(a b c f ff2 g2 t وبعض مخطوطات الفولجاتا لجيروم Vgmss مع دعم من كتابات إيرينيوس2 وأوغسطينوس5 تقرأ هنا (سبل إلهنا) بدلاً من (سبله)، وفقاً لآراء العلماء فإن الغرض من ذلك كان إحداث توازٍ مع الاقتباس الأصلي بأشعيا 40/3، نفس الفعل نجده عند ناسخ المخطوط واشنطن بالقرن الخامس الميلادي والمخطوط اللاتيني (Lat(c من خلال استلهام فقرة لوقا 3/5-6 في إضافة الأعداد 4 و 5 من نفس الإصحاح بأشعيا بنهاية العدد، ما هو ملفت للنظر هنا هو انه رغم ان البعد الجغرافي والزمني بين أصل المخطوط واشنطن والمخطوط اللاتيني (Lat(c -يعود للقرن الثاني عشر- يجعلنا نتساءل حول حقيقة وجود علاقة نصية بين المخطوطتين أو على أقل تقدير اشتراكهما في تقليد نصي قديم يعود للقرون الأولى إلا انه لا خلاف عند العلماء أنها إضافة تحريفية. [ايبرهارد جوتنج 2020:174]
n ضياع بداية إنجيل مرقس (الأعداد الثلاثة الأولى)
هل أخطأ مرقس فعلاً في نسبة الاقتباس إلى أشعيا أم أن هذا الخطأ راجع إلى النساخ وليس مرقس ؟!، رغم أن الأغلبية العظمى من علماء المسيحية اتفقوا كما رأينا في تبني قراءة “أشعيا” على أنها القراءة الأصلية إلا أنهم اختلفوا بشكل واضح في تفسير تنسيب مرقس الاقتباس لأشعيا وحده دون ملاخي، العالم [كريج بلومبرج 101:1987] ينقل لنا أن رأي الأغلبية العظمى من هؤلاء العلماء هو أن مرقس نفسه قد أخطأ في تنسيب الاقتباس لأشعياء، وذلك إما بسبب اعتماده على الذاكرة [هاينريش ماير 15:1883] أو بسبب جهل مرقس بالكتابات اليهودية [بيرسون باركر 76:1983] أو بسبب اعتماده بدون تحقيق على مصادر قديمة تحتوي على الاقتباسين معاً تحت اسم أشعيا [كريستر ستينداهل 51:1954] أو حتى إلى استخدامه عملاً كان متداولاً بين المسيحيين الأوائل يضم “شهادات كتابية مختلطة من العهد القديم” يحتوي على هذا الخطأ [ريندل هاريس 49:1916][جيمس موفات 12:1921][شيرمان جونسون 33:1960] أو ببساطة إذا نحينا عقيدة عصمة كتبة الأناجيل جانباً فإنه بإمكاننا أن ننظر لمرقس على أنه إنسان عادي معرض للخطأ [هنري ميجور 17:1938]، على النقيض فإن عدداً آخر من العلماء يرون أن مرقس غير مخطئ وتنسيب الاقتباس لأشعيا راجع لوجود عادة قديمة لدى اليهود عند اقتباس أكثر من نص بينهما رابط مشترك فإن الاقتباس ينسب إلى أكثرهما شهرة [جليسون أرشر 345:1983]، واحدة من النظريات الأخرى التي حاول فيها العلماء تفسير وجود قراءة “أشعيا” بعيداً عن تخطئة مرقس هى أن الخطأ يعود في الأساس لما قبل المخطوطات التي بأيدينا ما يعني أن القراءة الأصلية هنا لن يتم الوصول إليها عن طريق الدليل المخطوطي وإنما عن طريق الاعتماد الكلي على الدليل الداخلي أو ما يعرف أكاديمياً باسم (التخمين الحدسي). فكرة هذا الحل تتمثل في رؤية العلماء أن النساخ قديماً جداً قاموا بتعديل على ما كتبه مرقس مستدلين في ذلك بأن الإنجيليَيْن متى 2/3 ولوقا 3/4 في اعتمادهما على مرقس لم يشيرا إلى اقتباس ملاخي على الإطلاق بل اختارا وضعه – متى 11/10 ولوقا 7/27 – في سياق مختلف تماماً عن مرقس كما رأينا بالتعليقات على الحالة النصية 1/2-2 الأمر الذي مثل لغزاً كبيراً لا يمكن تفسيره عند العلماء [هيو أندرسون 282:1972] إلا إذا وضعنا في الاعتبار أن هدفهما من حذف الإشارة إلى اقتباس ملاخي كان في الأساس هو تصحيح خطأ مرقس في تنسيب الاقتباس إلى أشعياء [أوبري وليام 1964:391][روبرت بريجز 36:1977]، على أنه: (“بشكل واضح لا يمكن إنكاره، فإن البداية المفاجئة لإنجيل مرقس تجعل من المستحيل تحديد الهدف من استخدام نص أشعيا عكس متى ولوقا”) [جوزيف فيتزمير 1997:35]، الأمر الذي جعل العلماء يفكرون في أن اقتباس ملاخي لم يكن أصلاً بالنص منذ البداية خصوصاً وأن هذا هو الاقتباس الوحيد لمرقس نفسه بالإنجيل عكس كافة الاقتباسات الأخرى المذكورة من قبل يسوع نفسه. لذا فإننا نجد أنه على الرغم من إدراجه قراءة “الأنبياء” في نصه اليوناني إلا أن العالم (ثيودور بيزا) أشار في نسخته عام 1582م إلى أن اقتباس ملاخي هنا يمكن أن يكون مكانه الحقيقي الهامش وأنه قد تم إدخاله للنص من قبل أحد النساخ [جان كرانس 285:2006]، تطبيق هذا الحل يعني التغلب على أي مشكلة بالنص في وجود قراءة “أشعيا”، المثير هو أن هذا التفسير قد لقي استحسان وتأييد عدد كبير من العلماء أمثال: [أرثر رايت 4:1903] [وليام هولدسورث 131:1913] [ماري-جوزيف لاغرانج 4:1911] [ستيفنسون 133:1920] [فيرون بارتليت 79:1922] [مونتفيوري 1927:6] [تشارلز توري 298:1933] [آرثر كادوكس 265:1935] [ألفريد رولينسون 6:1936] [بانيت برانزكومب 9:1950] [كريستر ستينداهل 51:1954] [والتر باندي 43:1955] [توماس مانسون 69:1957] [فريدريك جرانت 87:1957] [فيرنون مكاسلاند 227:1958] [جون روبينسون 267:1958] [شيرمان جونسون 33:1960] [برنابا ليندارس 207:1961] [إرنست تومبسون 30:1962] [دينيس نينهام 60:1964] [فينسينت تايلور 153:1966] [جيمس روبينسون 15:1995] [إرنست بيست 2005:114] [ايبرهارد جوتنج 2020:192]، حتى أنه تم وصفه بأنه الحل الأكثر انتشاراً بين العلماء على الرغم من أنه لا يوجد أي مخطوط مكتشف حتى الآن يدعم هذا الرأي [كريستوفر توكيت 1984:135]. بشكل مقارب بعض الشيء فإن اتجاهاً آخرَ من العلماء يرى أن المشكلة ليست فقط في اقتباس ملاخي بالعدد الثاني وإنما بالأعداد الثلاثة الأولى معاً، ففي عام 1944م أشار العالم [توماس مانسون 1944:121-122] إلى أن مشكلة بداية مرقس قد أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام المفسرين مثلها في ذلك مثل خاتمة مرقس وذلك بسبب أن: “العدد الأول مبتدأ بدون خبر، والعددين الثاني والثالث جملة غير مفيدة بدون جملة رئيسية مفيدة، والعدد الرابع يعطي بيان عن حقيقة يوحنا المعمدان يبدو وكأنه مرتبط فكرياً مع ما قد ذكر مسبقاً ولكن بدون أي ربط نحوي واضح.”، تلك النظرية ببساطة تختلف عن مثيلتها فقط في أن العلماء هنا يعتقدون بأن بداية مرقس (الأعداد الثلاثة الأولى) قد فقدت بشكل كامل وما هو موجود الآن قد تمت إضافته من قبل النساخ لاحقاً. أحدث الأطروحات حول تلك النظرية قدمت عام 2000م من قبل العالم (كيث إليوت) والذي يعد اليوم أحد رواد علماء النقد النصي بالعالم والتي يمكن تلخيصها في عدة نقاط كما يلي:
1- لم يُستخدم عنوان (يسوع المسيح – Ἰησοῦ Χριστοῦ) بإنجيل مرقس سوى في العدد الأول فقط على أنه من عادة مرقس استخدام مُسمى (يسوع) فقط.
2- لفظ (إنجيل – εὐαγγελίου) لم يأتِ للإشارة إلى العمل المسيحاني سوى بالعدد الأول فقط، بينما ورد نفس اللفظ في باقي أجزاء الإنجيل (1/14-15 ، 8/35 ، 10/29 ، 13/10 ، 14/9) بمعني التدبير أو الخطة الإلهية، على أن جميعها وردت على لسان يسوع نفسه عدا 1/14، فضلا عن أن يسوع قد فرق بينه نفسه وبين الإنجيل بموضعين هما 8/35 و 10/29.
3- كلمة (كما – Καθὥς) ببداية العدد الثاني لم ترد على الإطلاق بإنجيل مرقس ببداية جملة بل بشكل دائم تأتي بعد الجملة الرئيسية (4/33 ، 9/13 ، 11/6 ، 14/16 ، 14/21 ، 15/8 ، 16/7)، الأمر الذي لا يمكن تطبيقه بهذا الموضع (العدد الثاني) مالم يكن العدد الأول هو نهاية تامة لـ(عنوان) الكتاب.
4- كلمة (بدء – Ἀρχὴ) ببداية الإنجيل وردت في المواضع الأخرى (10/6 ، 13/8 ، 13/19) بشكل مرتبط زمنياً بأحداث عكس العدد الأول الذي يعد غريباً على استخدامات مرقس ولا يعبر عن زمنية حدث، على أن محاولات المفسرين ربط ذلك بالعدد الرابع يتعارض مع النقطة السابقة من أن العدد الأول هو جملة عنوانية تامة في ذاتها.
5- اقتباس العدد الثاني والثالث هو الوحيد بالإنجيل الذي ورد بشكل رواية عكس كافة باقي الاقتباسات بالإنجيل التي وردت داخل سياق الحديث.
6- جملة (كما هو مكتوب – Καθὼς γέγραπται) ببداية العدد الثاني لم ترد سوى في هذا الموضع فقط بينما في المواضع الأخرى (7/6) وردت: (ὡς γέγραπται).
تلك الأسباب كانت كافية للعالم [كيث إليوت 2000:586] للوصول إلى النتيجة المنطقية في نظره وهى: (أن أعداد مرقس 1/1-3 ليست أصلية)، هذه الرؤية بضياع بداية مرقس لم تكن رؤية متفردة للعالم (كيث إليوت) وإنما نادى بها من قبله ومن بعده عدد من العلماء أمثال: [(كارل لاشمان) وفقاً لهامش نستل-ألاند 1979:88] [فريدريش سبيتا 1904:308] [جيمس موفات 1921:231] [كريجي 1922:304] [توماس مانسون 1944:123] [نورث 502:1977-503] [ستيفن نيل 1979:77] [تشارليز مولي 131:1981-132] [واي رايدر تشيستر 1982:556] [نيكولاس رايت 1992:390] [كلايتون كروي 206:2001].
لمطالعة البحث بالهوامش والمراجع: (هنا) أو بالمرفقات: ( -مرقس.pdf )