الشمس تغرب في عين حمِئة، أم تغرب عند جعبة بنيامين؟؟؟ – شطحات في تساؤلات زكريا بطرس

قسم القمص زكريا بطرس كتابه ” تساؤلات حول القرآن ” إلى قسمين
1- الإعجاز اللغوى في القرآن
2- الإعجاز العلمي في القرآن

في القسم الأول حاول نفي الإعجاز البلاغي في القرآن من خلال سرد ما توهمه انها أخطاء نحوية بينما حاول نفي الإعجاز العلمي للقرآن بأن زعم ان القرآن لم يأت بجديد بل نقل من الحضارات الزائلة ومن الكتاب المقدس.

وفي محاولته لنفي كون القرآن وحيا ينبهنا القمص بأنه يناقش بفكر متحرر ” وينبغي أن يدرك القارئ أننا بفكر متحرر ومنطق سليم نناقش هذه الأمور، ويسعدنا أن نصغي لمن يرد على هذه التساؤلات.” , فهل نجح القمص في نفي قدسية القرآن وهل كتب بفكرر متحرر ومنطق سليم وما مدي مصداقيته في النقل أو الإقتباس من المصادر الإسلامية.

وجدها تغرب في عين حمئة

يقول القمص زكريا بطرس ” قرأنا الكثير من الكتب عن إعجاز القرآن اللغوي أو البياني، والإعجاز العلمي والإعجاز الفلسفي، وإعجازه في الهدى وغيرها، ونريد أن نسأل بعض الأسئلة بخصوص إعجاز القرآن العلمي “.

وبعد سطرين مباشرة من العنوان الكبير بنط عريض بعنوان عن مغيب الشمس في عين حمئة الشبهة تتعلق بالآية السادسة وثمانين من سورة الكهف حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا.
ويقول القمص زكريا بطرس زاعما انه ينقل من تفسير البيضاوي
ويقول الإمام البيضاوي: [إن اليهود سألوا محمدا عن اسكندر الأكبر، فقال إن الله مكن له في الأرض، فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! …]

ثم اسند القمص رواية إلي البيضاوي فقال ” وقال البيضاوي: [إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ “حامية” فقال: “حمئة” فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين] (وانظر أيضا تفسير الإمام النسفي الجزء الثالث ص 40و41)

وطرح القمص سؤال خطير يبرز عبقريته قائلا
نحن نسأل: هل هذا صحيح، أن الشمس تغرب في عين حمئة أي بئر من الماء والطين؟ خاصة إذا نظرنا إلى:
أ- الحقيقة العلمية الأكيدة بأن الأرض تدور حول الشمس، وليس أن الشمس تسقط في بئر من الماء والطين.

شبهة خطيرة جدا من شبهات القمص العبقري وقد لا أتمكن من الرد عليها ولكن الذي لا شك فيه انه من حق العبد الفقير ومن حق كل قارئ أللقمص ان توفر له المصادر الصحيحة خاصة ان الكاتب رجل دين ويفترض انه محل ثقة

 

التدليس الأول للقمص:

فليسمح لي القمص ان امارس حقي وأسأل

لماذا لا أجد الاقتباس التالي من تفسير البيضاوي للآية

” ويقول الإمام البيضاوي: [إن اليهود سألوا محمدا عن اسكندر الأكبر، فقال إن الله مكن له في الأرض، فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! “

أن أقرب قول إلا إقتباس حضرة القس هو قوله ” واختلف في نبوته مع الاتفاق على إيمانه وصلاحه والسائلون هم اليهود سألوه امتحانا أو مشركو مكة { قل سأتلو عليكم منه ذكرا } خطاب للسائلين والهاء لذي القرنين وقيل لله “

رغم عبقرية القمص زكريا بطرس إلا انه لم يدرك انه فقط الخراف الضالة هي التي تقدسه وتعصمه

قد يقول قائل لكل عبقري هفوة وهو قول مقبول ولكن ان يتكرر الأمر مباشرة فهذا ضحك علي الذقون لا يقبله إلا الخراف الضالة

الاعتماد على الضعيف وما لم يصح عندنا:

بعد التدليس الأول مباشرة نجد ان القمص ينسب إلي البيضاوي القول الآتي ” وقال البيضاوي: [إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ “حامية” فقال: “حمئة” فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين] (وانظر أيضا تفسير الإمام النسفي الجزء الثالث ص 40و41) “
لا أدري كيف لم يدرك العبقري ان معظم الخراف تعرف ان البيضاوي لم يكن صحابيا ولم يلتق بابن عباس كي يروي عنه

كان من الأجدر بالقمص ان يكون أمينا في النقل فيذكر ان البيضاوي قال انه قيل ثم يذكر للقراء ان كلمة قيل صياغة تضعيف لدى المسلمين

وهذا ما ذكره البيضاوي ” وقيل إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ حامية فقال حمئة فبعث معاوية إلى كعب الأحبار كيف تجد الشمس تغرب قال في ماء وطين كذلك نجده في التوراة”

نلاحظ إن البيضاوي لم يقل إن ابن عباس سمع معاوية إنما ذكر انه قيل إن ابن عباس سمع معاوية. كما انه يلاحظ إن القمص لم ير أي أهمية لقول كعب الأحبار ” كذلك نجده في التوراة ” فلم يذكرها ربما لضيق الوقت. إلا إن العبارة ذات دلالة واضحة ما كان له إن يبخل علينا, فإن من خلالها نفهم إن القصة كلها إسرائيليات إذ إن كعب الأحبار يخبرنا بما يذكره العهد القديم

الاقتطاع من السياق:

قمة المصداقية العلمية لدي القمص انه ترك جزءا مهما فن قول البيضاوي من نفس الجملة التي اقتبسها ربما لم يرد القمص إن يشتت ذهن القاري …. يقول البيضاوي ” ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال { وجدها تغرب } ولم يقل كانت تغرب ” , نجد إن البيضاوي رحمه الله يوضح إن القرآن يتكلم عن رؤية ذي القرنين لا حقيقة الأمر لذلك قال الله تعالي وجدها تغرب ولم يقل كانت تغرب … ولتسليط الضوء على مصداقية القمص ننقل النص كاملا وهو كالتالي:

ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال { وجدها تغرب } ولم يقل كانت تغرب وقيل إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ حامية فقال حمئة فبعث معاوية إلى كعب الأحبار كيف تجد الشمس تغرب قال في ماء وطين كذلك نجده في التوراة
 
 

اغماضه الطرف عن أقوال المفسرين:

 
ونجد أن تفسير الجلالين يذكر نفس المعني” وَغُرُوبهَا فِي الْعَيْن فِي رَأْي الْعَيْن وَإِلَّا فَهِيَ أَعْظَم مِنْ الدُّنْيَا

وذكر القرطبي ” وقال القفال قال بعض العلماء : ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا حتى وصل إلى جرمها ومسها لأنها تدور مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ولهذا قال : { وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا } ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم “

وقال الرازي” أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك، وأيضا قال: {ووجد عندها قوما } ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضا الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض،

أما ابن كثيرا فيقول ´وَقَوْله : ” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِب الشَّمْس ” أَيْ فَسَلَكَ طَرِيقًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَقْصَى مَا يُسْلَك فِيهِ مِنْ الْأَرْض مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب وَهُوَ مَغْرِب الْأَرْض وَأَمَّا الْوُصُول إِلَى مَغْرِب الشَّمْس مِنْ السَّمَاء فَمُتَعَذِّر وَمَا يَذْكُرهُ أَصْحَاب الْقَصَص وَالْأَخْبَار مِنْ أَنَّهُ سَارَ فِي الْأَرْض مُدَّة وَالشَّمْس تَغْرُب مِنْ وَرَائِهِ فَشَيْء لَا حَقِيقَة لَهُ وَأَكْثَر ذَلِكَ مِنْ خُرَافَات أَهْل الْكِتَاب ´

الأمر واضح كما يبدوا لي ولكن هناك دائما عباقرة في الحقد لا يرون ما يراه ذوي متوسطي الذكاء ولهؤلاء نقول … ائتِ انت بجملة بدل الآية القرآنية .. هل تقول وجد إن الأرض دارت حول نفسها أم ماذا ؟؟


إن قلت وجده الأرض دارت حول نفسها فالقول ليس صحيح لأنه لم يرها تدور , إنا لا نجد أفضل من قوله تعالى ” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ “

فإن كان بإمكان القمص إن يأتي بتعبير أفضل فنحن في انتظار مقولته وهذا هو التحدي

قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا
الإسراء 88

 

رمتني بدائها وانسلت: وغابت الشمس في جعبة بنيامين !

وإلي حين يأتينا القمص بعبارته سوف أتمعن في الإصحاح التالي قبل إن ارم التهم علي كتاب النصارى العجيب
فعبروا وذهبوا وغابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين. Jgs:19:14: وغابت الشمس عند جبعة التي لبنيامين ؟؟؟؟

وهل الشمس تغرب في جبعة بنيامين …..


لنفتح التفاسير

  • تفسير آدم كلارك ,,,, لا يوجد تفسير لهذا النص – عجيب !
  • تفسير بارنس …. لا يوجد تفسير لهذا النص
  • تفسير جي أيف بي ….. نفس الشيء
  • تفسير بولبيت …. لا يوجد تفسير لهذا النص


أخيرا وجدنا ضالتنا …. تفسير انطنيوس فكري ,
لكنه لم يعلق علي كيفية غروب الشمس في جبعة بنيامين إذ إكتفي بالقول التالي ” لم يرد اللوي ان يبيت في يبوس إذ هم وثنيون ويا ليته فعل فالوثننيون ما كانوا سيفعلون به أشر مما فعل إخوته البنياميون ولنلاحظ ان ان شعب الله إذا فسد يصير أشر من الوثنيين, إذا فسد الملح فإنه يدلس ” تفسير انطنيوس فكرس – ص 101

إذا نحيل السؤال علي القمص زكريا بطرس
كيف تغرب الشمس في جبعة بنيامين ؟؟؟؟؟؟؟؟


وإلي ان يأتينا بالجواب نتمعن في الأعداد التي جائت قبل هذا النص العجيب نتعلم منه حسن البيان


Jgs:19:1:
1. وفي تلك الايام حين لم يكن ملك في اسرائيل كان رجل لاوي متغربا في عقاب جبل افرايم.فاتخذ له امرأة سرية من بيت لحم يهوذا.
Jgs:19:2:
2 فزنت عليه سريته وذهبت من عنده الى بيت ابيها في بيت لحم يهوذا وكانت هناك اياما اربعة اشهر
Jgs:19
4 وامسكه حموه ابو الفتاة فمكث معه ثلاثة ايام فأكلوا وشربوا وباتوا هناك.
Jgs:19
6 فجلسا وأكلا كلاهما معا وشربا.وقال ابو الفتاة للرجل ارتض وبتّ وليطب قلبك.
Jgs:19
8 ثم بكر في الغد في اليوم الخامس للذهاب فقال ابو الفتاة اسند قلبك.وتوانوا حتى يميل النهار.واكلا كلاهما
Jgs:19:9:
9 ثم قام الرجل للذهاب هو وسريته وغلامه فقال له حموه ابو الفتاة ان النهار قد مال الى الغروب.بيتوا الآن.هوذا آخر النهار.بتّ هنا وليطب قلبك وغدا تبكرون في طريقكم وتذهب الى خيمتك
Jgs:19
فلم يرد الرجل ان يبيت بل قام وذهب وجاء الى مقابل يبوس.هي اورشليم.ومعه حماران مشدودان وسريته معه
Jgs:19:11:
وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا قال الغلام لسيده تعال نميل الى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها.
Jgs:19:12:
فقال له سيده لا نميل الى مدينة غريبة حيث ليس احد من بني اسرائيل هنا.نعبر الى جبعة
Jgs:19:14:
فعبروا وذهبوا وغابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين.



عبارات رشيقة ولا أملك إلا قول ذلك حتي لا تعلق جمجمتي أمام الشمس تطبيقا للإصحاح التالي من سفر العدد
فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلّقهم للرب مقابل الشمس فيرتدّ حمو غضب الرب عن اسرائيل Nm:25


أقطع جميع رؤوس الشعب وعلقها امام الشمس حتى يهدأ إله المحبة

 

وجدها تغرب في عين حمئة أم تغرب عند جبعة بنيامين؟؟؟؟؟

 
فعبروا وذهبوا وغابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين
 
هذا قول الكتاب الذي يقدسه القمص زكريا بطرس

يقول بكل وضوح إن الشمس غربت عند جبعة بنيامين

قد يكون المقصود بهذه العبارة إن الشمس غربت حين وصولهم إلى تلك المنطقة ولكن من السهل جدا على من أساء فهم الآية القرآنية أن يقف حائرا أمام النص العهد القديم خاصة إن كان ذو فكر متحرر كالقمص زكريا …

و ما يثير الريبة هو تجنب أكثر المفسرين الخوض في هذا النص مما يرجح المعني الأول ألا وهو أن الشمس تغرب عند جبعة بنيامين ,خاصة إذا تواجدت نصوص أخرى قاطعة الدلالة تشير إلى الفهم الأول

تقدم وذكرنا أن القمص زكريا زعم أنه يناقش بفكر متحرر, وها هي الفرصة الآن أمامه كي يثبت انه ذو فكر متحرر كما زعم , وها النص أمامه .,….. الشمس تغرب في جبعة بنيامين بينما قال رب العزة ” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ

فليثبت صدق قوله ويخبرنا أي التعبيران أدق : وجدها تغرب في عين حمئة أم تغرب عند جبعة بنيامين؟؟؟؟؟
أقول بكل صدق وأمانة وبفكر متحرر أنه لا يوجد أدق وأبلغ من كلام رب العالمين ولو ان القرآن ذكر حقيقة الغروب العلمية لكان ذلك خطأ لسبب بسيط وهو ان ذوالقرنين لم ير حقيقة الغروب والقرآن يقول وجدها, أي رأها ولم ير ذو القرنين حقيقة الغروب ولا يمكن ان يراه احد, فهل يعقل ان يقول القرآن انه راى ما لم ير ؟؟!!

فأنظر إلي دقة القرآن وقارنه بنص العهد القديم, ولن يخفى علي صاحب الفكر المتحرر لن يخفى عليه أثر قلم الكتبة الكذبة وإن أخذنا بالمعني الثاني فلا مفر من الإقرار بأن النص مصاب بفيروس الركاكة وتفوح منه رأئحة رعاة الغنم البسطاء.
 
 

بشرية الكتاب المقدس

 

زوايا الأرض الأربع:


ان كتاب النصارى كتاب بشري ينقل لنا آراء بشرية لزمن معين وفكر معين فليس غريبا ان تجد فيه مسلمات سادت في زمن معين وقد كان اليهود في فترة من الفترات يظنون ان للأرض أربع زوايا, ولم يتردد كاتب سفر الرؤية ذلك السفر الذي يخبرنا ان الله خروف بسبعة قرون لم يتردد ان يذكر ان للأرض اربعة زوايا فواعجباه :

Rv:7:1:
1. وبعد هذا رأيت أربعة ملائكة واقفين على أربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض ولا على البحر ولا على شجرة ما
Rv:20
8 ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.

يحاول الكهنة ان يوهموا البسطاء بأن المقصود بالزوايا هنا الجهات الأربعة ولكن هذا قول بدون دليل ولو كان المقصود به الجهات الأربع لقالها يوحنا ان كان فعلا هو الكاتب . وإن كان يوحنا استخدم الكلمة خطأ فلماذا لم يوقفه الخروف الذي يسوقه كما يزعم النصارى كما اوقفه من ان يسجد له حين خر يوحنا تلميذ يسوع ساجدا للخروف او يسوع عندما ظهر في شكل خروف بالتفسير الرمزي ؟؟؟

الم يخر صاحب الإنجيل ساجدا ؟؟؟

الم يوقفه قائلا لا تفعل السجود فقط لله

فلماذا لم يمنعه من ان يقع في هذا الخطأ القاتل
Rv:22
8 وانا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا . وحين سمعت ونظرت خررت لاسجد امام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا.
Rv:22:9:
9 فقال لي انظر لا تفعل . لاني عبد معك ومع اخوتك الانبياء والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب . اسجد للّه.

 

اقوال مفسريهم في الزوايا الأربع:

 
وقد يقول قائل ان هذا خطأ في الترجمة وهذا ليس صحيح

قاموس روبيرستون المصور يذكر ان الكلمة المستخدمة تعني زواية لا جهات
” Corners goonias (NT:1137). An old word for angle (Matthew 6:5), also in Revelation 20:8 “.
Robertson’s Word Pictures in the New Testament

وذكر المفسر الكبير آدم كلارك ان عمل الملائكة علي زواية الأرض الأربع هو لمنع تسلل الشياطين
Adam Clarke’s Commentary, Copyright (c) 1996

ويقول تفسير ألبيرت بارنيس ان مفهوم يوحنا هو المفهوم الذي كان يسود في المجتمع اليهودي في ذلك الوقت إذ كانوا يظنون ان للأرض أربع زواية وأن لها أطراف تغيب فيها الشمس وتشرق منها بل انهم كانوا يعتقدون ان للأرض أعمدة
Barnes’ Notes, Electronic Database. Copyright (c) 1997


وبهذا ايضا قال صاحبي تفسير جي ايف بي في سياق تفسير سفر هوشع 10:12 الذي يتحدث عن وقوف الشمس والقمر لإطالة النهار حتي يتمكن هوشع وجنوده من القضاء علي آخر طفل من أطفال الامورين

هذه كان مستواهم العلمي حين ذاك ويمكنك ان تؤمن ان الأرض هي التي توقفت عن الدوران وفقا للعلم الحديث
Jamieson, Fausset, and Brown Commentary,


وفي سياق حديثه عن المزمور 104 المؤسس الارض على قواعدها فلا تتزعزع الى الدهر والابد.
يقول المفسرألبيرت بارنيس ” وذلك يعني ان الرب جعل أساسا تحت الأرض لتثبيتها وهذا الفهم ليس بغريب في الكتاب المقدس “

بينما يقول تفسير بالبيت ان المعني المقصود هنا ثبتها fixed, ثبتها بحيث لا تتحرك غير انه اضاف انه ليس بالضرورة ان تكون القواعد مادية
Pulpit Commentary


ومن مفسري العرب قال أنطنيوس فكرس : “المؤسس الارض على قواعدها فلا تتزعزع .. أي ثبت الله الأرض فلا “ص 465

 
 

القديس ايريناوس وزوايا الارض الاربعة والاناجيل:

 
بل ان- القدّيس إيريناوس أسقف ليون من آباء الكنيسة الأوائل في كتابه الهراطقة إستخدم مفهوم الزوايا الأربع ليعلل على وجود اربع اناجيل يقول القدّيس إيريناوس “ لا يمكن ان يكون هناك اكثر من أربع اناجيل ولا اقل من أربع كما أن للأرض اربع زوايا وأربع رياح رئيسية وحين أن الأناجيل هي اعمدة الكنيسة فوجب ان يكون للكنيسة اربع اناجيل كما للأرض
ضد الهراطقة الجزء الثالث الباب الحادي عشر

هل توقف القمص عند قول القدّيس إيريناوس أسقف ليون وتمعن في مدلوله بفكر متحرر وهل ناقشه بمنطق سليم كما فعل مع الآية القرآنية أم مر عليه مرور الكرام ….. يبدوا ان الفكر لا يتحرر والمنطق لا يستقيم إلا عند التكبر على الله

يظن بعض الناس ان بإمكانهم أحيانا إخفاء جزء من الحقيقة أما صاحبنا القمص يظن ان بإمكانه ان يخفي كوكب الشمس في عين حمئة أو داخل خيمة … وله كل العذر في ذلك ولا لوم علي خريج كلية لاهوتية تعلم ان الشمس تغرب في خيمة , وبدل ذلك يشغل القمص فكره المتحرر في حل هذه المشكلة المزعجة, اخذ يسرد على الخراف قصة ليست أصلا من تأليفه… ربما لشغلهم عن الخوض في نص غروب الشمس في الخيمة

 

غروب الشمس في الخيمة – تحريف واختلاف بين النسخ والمخطوطات:

 

المعضلة في هذا النص ليس فقط في خرافة غروب الشمس في الخيمة ولكن أيضا إختلاف النص في المخطوطات وبذلك إختلاف الترجمات والنسخ لدرجة التعارض البين في المعني بحيث انه من السهل ان لا يدرك القارئ انه يقرأ نفس الفقرة من نسخة مختلفة

وإذا قارنت بين النسخ العربية الثلاثة التالية تجد :

ان نسخة ملك جيمس لا تذكر كلمة الخيمة نهائيا .
و النسخة الكاثوليكية تذكر الخيمة التي تغرب فيها الشمس غير ان مترجميها اختاروا كلمة سطور بدل كلمة منطقهم .
في حين نسخة الحياة التطبيقية اختارت صوتهم مع ذكر الخيمة العجيبة .

المزامير 19:4 نسخة ملك جيمس
في كل الارض خرج منطقهم والى اقصى المسكونة كلماتهم.جعل للشمس مسكنا فيها
النسخة الكاثوليكية
بل في الأرضِ كُلِّها سُطورٌ بارِزة وكَلماتٌ إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة. هُناكَ لِلشَّمسِ نَصَبَ خَيمةً
نسخة الحياة التطبيقة
انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا وَكَلاَمُهُمْ إِلَى أَقَاصِي الْعَالَمِ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَ

عجائب الترجمة الانجليزية للانجيل:

 

قد تكون هذه إختلافات طفيفة في الترجمة الا اننا نرى العجب عند النظر في النسخ الإنجليزية

النسخة الإنجليزية التطبيقة تذكر كلمة مسطرة بدل صوتهم .

بينما نسخة الرسالة تعكس المعني تماما بإختيارها كلمة صمتهم بدل صوتهم وتبديل الخيمة بالسد الضخم .

السؤال الذي يطرح نفسه هو, لماذا لم تذكر النسخة العربية لملك جيمس كلمة الخيمة ؟


يبدو لي ان السبب هو الرغبة في الإيحاء ان المسكن هو السموات وتتضح تلك الرغبة الخبيثة في قول انطنيوس فكري في تفسيره

” جعل للشمس مسكناً فيها = أي في السموات ” ص 67

إلا أن الفقرة التي تلي الخيمة تخذله إذ يصعب ربط الفقرتين عند حذف كلمة الخيمة
5 وهي مثل العروس الخارج من حجلته.يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق.
نسخة ملك جيمس

وهنا يلجأ انطنيوس إلي الحل المجرب والشفرة السحرية ألا وهو الرمز فيقول ” والشمس في العبرية والآرامية مذكر لذلك تشبه بالعريس والمسيح دعي شمس

ولسبب أو لآخر إضطر انطنيوس فكري للإشارة إالي الكلمة المحذوفة الا وهي الخيمة وذلك لعدم إستقامة المعني بدونها , ويضيف أنطنيوس قائلا ” أي هي تشق السماء في حركتها من الشروق للغروب بسرعة لتؤدي عملها الـذي حدده لها الرب فتنير للبشر وتوزع حرارتها عليها وتعطي حيـاة . الخـارج مـن خـدره = (حجلته). جعل في الشمس مظلته ) سبعينية ( التصوير هنا أن الشمس كملك يـضرب خيمتـه “

كلمة سبعينية بين القوسين إشارة إلي إختلاف النسخة السبعينية عن نسخة فلجاتا اللاتينية

 

تحريفات خرافات وخزعبلات ليست الا ويستحيل ان تغرب الشمس في خيمة وما هذه النصوص إلا أوهام الإنسان البدائي


يقول المفسر الكبير البيرت بارنيس

” هذه لغة من يعتقد ان الأرض ملساء ( غير مكورة ) وأن لها أطراف تتنتهي إليها “


الكلمات بين القوسين ليست للمفسر

ويضيف البيرت بارنيس

” ومعني فيه … المبيت الذي تبيت الشمس فيه “

أي حيث تقضي الشمس ليلتها … في الخيمة … ونقصد بالخيمة … بيت من بيوت الأعراب يبني من عيدان الشجر او من الكتان … حتي لا يظن القمص اننا نتحدث عن رأس الخيمة فكل شيء محتمل ممن قالوا ان الإله خروف بسبعة قرون وان الشمس تغرب في خيمة تحوم حولها الخراف وهي تتوحم

مقالات أخرى للكاتب

مشاركة

فيسبوك
تويتر
واتس
تيليجرام
Pinterest
Print

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *